جديد المواضيع |
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب |
منتدى السنة | الأذكار | زاد المتقين | منتديات الجامع | منتديات شباب الأمة | زد معرفة | طريق النجاح | طبيبة الأسرة | معلوماتي | وادي العرب | حياتها | فور شباب | جوابى | بنك أوف تك |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
عقيدة السلف في الصفات: معنى قولهم "أمروها كما جاءت"
عقيدة السلف في الصفات:
معنى قولهم "أمروها كما جاءت" إعداد: أم عبد الله الميساوي أُعِدّ لموقع: عقيدة السلف الصالح بسم الله الرحمن الرحيم مقدمة: وردت عدة آثار صحيحة عن السلف الصالح في أحاديث الصفات بأنها " تُمر كما جاءت بلا كيفَ "، وعن بعضهم بأن "قراءته تفسيره"، ولكن ما معنى أقوالهم هذه؟ سيتبين الجواب عن هذا السؤال في هذا المقال إن شاء الله تعالى. ذكر بعض هذه الآثار: - سفيان بن عيينة (198 هـ) : قال أحمد بن نصر: سألت سفيان بن عيينة قلت: "يا أبا محمد أريد أسألك"، قال : "لا تسأل"، قلت: "إذا لم أسألك فمن أسأل"، قال: "سل." قلت: "ما تقول في هذه الأحاديث التي رويت نحو : القلوب بين أصبعين، وأن الله يضحك أو يعجب ممن يذكره في الأسواق؟" فقال: «أمروها كما جاءت بلا كيف.» (1) سنده صحيح. وقال في رواية: «كل شيء وصف الله به نفسه في القرآن فقراءته تفسيره لا كيف ولا مثل » (2) وفي لفظ: «كل ما وصف الله به نفسه في كتابه فتفسيره تلاوته والسكوت عنه.» (3) - الأوزاعي (157 هـ) - سفيان الثوري (161 هـ) - الليث بن سعد (175 هـ) - مالك بن أنس (179 هـ) قال الوليد بن مسلم: سألتُ الأوزاعي وسفيان الثوري ومالك بن أنس والليث بن سعد عن هذه الاحاديث التي فيها الصفة والرؤية والقرآن فقال: "أمروها كما جاءت بلا كيف." (4) وفي رواية: " سألت سفيان الثوري، ومالك بن أنس، والأوزاعي، والليث بن سعد عن هذه الأحاديث التي في الرؤية والصفات قال : أمروها على ما جاءت، ولا تفسروها." (5) - أحمد بن حنبل (241 هـ) : قال أبو بكر المروذي: سألت أبا عبد الله عن الأحاديث التي تردها الجهمية في الصفات، والرؤية، والإسراء، وقصة العرش، فصححها أبو عبد الله، وقال : « قد تلقتها العلماء بالقبول، نسلم الأخبار كما جاءت، قال : فقلت له : إن رجلا اعترض في بعض هذه الأخبار كما جاءت، فقال : «يجفى»، وقال: «ما اعتراضه في هذا الموضع، يسلم الأخبار كما جاءت.» (6) - وقال عبد الله: سألت أبي (الإمام أحمد بن حنبل) رحمه الله عن قوم يقولون: لما كلم الله عز وجل موسى لم يتكلم بصوت. فقال أبي: بلى إن ربك عز وجل تكلم بصوت، هذه الاحاديث نرويها كما جاءت. (13) - قال أبو عيسى الترمذي (279 هـ) : «وقد رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم روايات كثيرة مثل هذا ما يُذكر فيه أمرُ الرؤية أن الناس يرون ربهم وذِكرُ القَدَم وما أشبه هذه الأشياء. والمذهب في هذا عند أهل العلم من الأئمة مثل سفيان الثوري، ومالك بن أنس، وابن المبارك، وابن عيينة، ووكيع وغيرهم أنهم رَوَوا هذه الأشياء، ثمَّ قالوا: " تُرْوى هذه الأحاديث ونؤمن بها، ولا يُقالُ: كَيفَ ؟، وهذا الذي اخْتَاره أهل الحديث أن يَرْووا هذه الأشياء كما جاءت ويؤمن بها ولا تُفسر ولا تتوهَّمُ ولا يُقالُ: كيفَ، وهذا أمرُ أهل العلم الذي اختاروه وذهبوا إليه. ومعنى قوله في الحديث "فيعرفهم نفسه" يعني يتجلى لهم.» (7) وقال ابن أبي عاصم (ت. 287 هـ) : "ومما اتفق أهل العلم على أن نسبوه إلى السنة: ... وإثبات رؤية الله عز وجل، يراه أولياؤه في الآخرة، نظر عيان، كما جاءت الأخبار." (14) معناها: يتضح معنى قولهم «أمروها كما جاءت» بما ورد في هذه الآثار التي تُبيّن إثباتهم للمعنى الظاهر قولا واحدًا، فقد ورد في عدد منها ذكر أحاديث الرؤية مع أحاديث الصفات أو ذكرها منفردة،؛ وأحاديث الرؤية واضحة مفهومة المعنى، كان السلف الصالح يؤمنون بها على ظاهرها وهو رؤية الله عز وجل في الآخرة بأبصارهم عيَانًا من غير تكييف (18)، وقد نقلنا الآثار الصحيحة في ذلك عنهم -رحمهم الله- في مقال "رؤية الله عز وجل". وقال هذه العبارة الإمام أحمد في حديث الصوت كما تقدم، حيث صرح بأن معنى الحديث على ظاهره، وهو أن الله عز وجل تكلم بصوت. وكذلك في أثر الإمام أحمد عندما قال له أبو بكر المروذي: "إن رجلا اعترض في بعض هذه الأخبار كما جاءت"، فلو كان معنى "أمروها كما جاءت" تعني فقط الإيمان باللفظ دون أي معنى يُفهم منه لما كان هناك مجال للاعتراض، ولكن لأن معناها الإيمان بها على ظاهرها اعترض بعض الجهلة على ذلك لظنهم أن اعتقاد ظاهرها يعني التشبيه، وهو ليس كذلك. ومعنى قولنا: «المعنى الظاهر» أو «على ظاهرها» أي: على المعنى الظاهر الواضح من السياق (17). وما يلي بعض الأمثلة التي توضح المقصود: مثال 1 : "وأنا في أفريقيا شاهدت أسدًا وهو ينقض على فريسته." هنا ظاهر الكلام أن الأسد الذي انقض على فريسته هو الحيوان المعروف. مثال 2 : " كان خالد في ساحة القتال أسدًا." ظاهره أن المقصود هو الشجاعة وليس الحيوان. فهذا هو منهج السلف مع نصوص الصفات كقوله تعالى: {قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص : 75] فأمَرّ السلف هذه الآية على ظاهرها وهو أن الله عز وجل خلق آدم بيديه التي هي صفة له، وآمَنوا بأن لله يدين تليق بجلاله لا تشبه أيدي المخلوقات. ويؤيد صحة ما ذهبنا إليه ما قاله الإمام سفيان بن عيينة رحمه الله: « كـل شيء وصف الله به نفسه في كتابه...» فلم يستثن رحمه الله أي صفة وردت في القرآن الكريم؛ إذًا كلامه يشمل كل صفة مذكورة في القرآن الكريم ولا يحتمل المقام التفريق بين صفة وأخرى لهذا قال بعض المحققين: «القول في بعض الصفات كالقول في البعض الآخر» أي لا مجال للتفريق في حكم الإيمان بين صفة العلم واليد، بل كلها تُساق مساقًا واحدا وهو إثبات المعنى الظاهر المفهوم وتفويض الكيفية إلى الله عز وجل. ومن الصفات المذكورة في القرآن الكريم: الحياة، والعلم، والسمع، والإرادة، والبصر، والقوة والكلام، والرحمة، والوجه، والغضب، واليدين، وغير ذلك كثير، ولا شك أن السلف الصالح أثبتوا صفة الحياة والعلم والإرادة وغيرها على معناها الظاهر من غير تمثيل ولا تكييف، فعلى هذا فإن كل صفة أخرى ذُكرت في القرآن الكريم تأخذ نفس الحكم, و من فرّق في الإيمان بين صفة وأخرى فهذا محض تحكّم وهوى لا دليل عليه من الكتاب أو السنة أو أقول سلف الأمة. وبهذا التفصيل يتضح معنى قولهم " تُمر كما جاءت" و" قراءته تفسيره" : أي على ظاهرها من غير تأويل ولا تحريف ولا تمثيل ولا تكييف ومما يؤكد ذلك تفسير العلماء السابقين لها: قال أبو منصور الأزهري (282 - 370 هـ) - بعد ذكر حديث أن جهنم تمتلئ حتى يضع الله فيها قدمه- : (وأخبرني محمد بن إسحاق السعدي عن العباس الدُّورِي أنه سأل أبا عبيدٍ عن تفسيره وتفسير غيره من حديث النزول والرؤية فقال: "هذه أحاديث رواها لنا الثقاتُ عن الثقات حتى رفعوها إلى النبي عليه السلام؛ وما رأينا أحدًا يفسرها، فنحن نؤمن بها على ما جاءت ولا نفسرها." أراد أنها تترك على ظاهرها كما جاءت. (8) وقال أبو سليمان الخطابي (ت. 388 هـ) في حديث النزول: (هذا الحديث وما أشبهه من الأحاديث في الصفات كان مذهب السلف فيها الإيمان بها، وإجراءها على ظاهرها ونفي الكيفية عنها.) ثم ذكر آثار السلف التي فيها "أمروها كما جاءت." (9) وقال أبو القاسم إسماعيل الأصبهاني (ت. 535 هـ)، وقد سُئل عن صفات الرب تعالى فقال: (مذهب مالك، والثوري، والأوزاعي، والشافعي، وحماد ابن سلمة، وحماد بن زيد، وأحمد، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، وإسحاق بن راهويه، أن صفات الله التي وصف بها نفسه، ووصفه بها رسوله، من السمع، والبصر، والوجه، واليدين، وسائر أوصافه، إنما هي على ظاهرها المعروف المشهور، من غير كيف يتوهم فيها، ولا تشبيه ولا تأويل، قال ابن عيينة: «كل شيء وصف الله به نفسه فقراءته تفسيره» ثم قال: أي هو على ظاهره لا يجوز صرفه إلى المجاز بنوع من التأويل.) (10) وقال الذهبي (ت. 748 هـ) : (وكما قال سفيان وغيره "قراءتها تفسيرها"، يعني أنها بينة واضحة في اللغة، لا يبتغى بها مضائق التأويل والتحريف. وهذا هو مذهب السلف مع إتفاقهم أيضا أنها لا تُشْبِه صفات البشر بوجه إذ الباري لا مثل له لا في ذاته ولا في صفاته.) (11) إضافة إلى أقوال أخرى للسلف والعلماء المتقدمين والمتأخرين في بيان عقيدة السلف الصالح، والتي سيُفرد لها مقال إن شاء الله. معنى قول الإمام أحمد: "بلا كيف ولا معنى" ورد أثر عن الإمام أحمد رحمه الله فيه أنه قال: « الأحاديث التي تُروى "إن الله تبارك وتعالى ينزل إلى سماء الدنيا"، و«الله يُرى»، وأنه يضع قدمه، وما أشبه بذلك، نؤمن بها، ونصدق ولا كيف، ولا معنى، ولا نرد شيئا منها ...» إلخ وعلى القول بصحة هذه الرواية فإن معنى قوله رحمه الله: "ولا معنى" أنه لا معنى إلا ما ورد في ظاهر النص، ومما يدل على ذلك أنه ورد في لفظٍ آخر لهذه الرواية عند ابن بطة في كتابه "الإبانة الكبرى"، وعند ابن قدامة في كتابه "تحريم النظر في كتب الكلام" أنه قال: "بلا كيف ولا معنى إلا على ما وصف به نفسه تعالى." ويدل على ذلك أيضا أن الإمام أحمد ذكر من ضمن الأحاديث حديث الرؤية، وهي من الأحاديث التي يثبتها السلف الصالح على ظاهرها من غير تكييف، ولا يؤمنون بمجرد لفظها دون معنًا يُفهم منه. وقد صرح الإمام أحمد في قول آخر له بالإيمان بحديث الرؤية على ظاهره، فقال: «والإيمان بالرؤية يوم القيامة كما روي عن النبي صلى الله عليه و سلم من الأحاديث الصحاح، وأن النبي صلى الله عليه و سلم قد رأى ربه، وأنه مأثور عن رسول الله صلى الله عليه و سلم صحيح، رواه قتادة عن عكرمة عن ابن عباس، ورواه الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس، ورواه علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس، والحديث عندنا على ظاهره كما جاء عن النبي صلى الله عليه و سلم، والكلام فيه بدعة، ولكن نؤمن به كما جاء على ظاهره ولا تناظر فيه أحدا.» (12) ومما يؤكد ذلك أن الإمام أحمد رحمه الله قال مثل عبارة: "أمروها كما جاءت" في غير أحاديث الصفات، ولا يُعقل أن يقصد تفويض المعنى، من تلك الآثار: - سُئِل الإمام أحمد عن قول النبي صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه: ”من كنت مولاه فعلي مولاه“ ما وجهه؟ قال: «لا تكلم في هذا، دع الحديث كما جاء. » (15) - قال أبو بكر المروذي: سألتُ أبا عبد الله (الإمام أحمد) عن قول النبي صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه: ”أنت مني بمنزلة هارون من موسى“ ايش تفسيره؟ قال: «أسكت عن هذا، لا تسأل عن ذا، الخبر كما جاء. » (16) والحمد لله رب العالمين للسـؤال أو التعليـق على المقـال مواضيع ذات صلة: - مقدمـة في عقيدة السلف الصالح في الصفات - رؤيـة الله عز وجل - عقيدة السلف في الصفات: قولهـم « بلا كيف» - ما هو التشبيه في صفات الله ؟ (1) مراسيل أبي داود (ص 182) تحقيق: عبد الله الزهراني - دار الصميعي؛ والصفات للدارقطني (ص71)؛ والعلو للعلي الغفار للذهبي (ص156) ؛ سير أعلام النبلاء (ج8 ص467) (2) كتاب الصفات للدارقطني (ص70)؛ شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي (ج3 ص431) (3) عقيدة السلف أصحاب الحديث للصابوني (ص68)؛ الأسماء والصفات للبيهقي (ج2 ص158 و307) (4) علل ابن أبي حاتم (ج5 ص468) عن أبيه عن الهيثم بن خارجة. (5) معجم ابن المقرئ (ص111) عقيدة السلف أصحاب الحديث للصابوني (ص69) سير أعلام النبلاء للذهبي (ج 8 / ص 162) من طريق أبي بكر الخلال؛ والشريعة للأجري (ج3 ص1146)، وفيهما أنه سألهم عن أحاديث الصفات. كتاب الصفات للدارقطني (ص75) ولفظها: "عن هذه الأحاديث التي فيها الرؤية وغير ذلك فقالوا : "أمضها بلا كيف." شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي (ج3 ص503) ولفظها: "عن هذه الأحاديث التي فيها الرؤية فقالوا: أمروها بلا كيف." (6) السنة لأبي بكر الخلال (ج1 ص247) بسند صحيح، قال: "حدثنا أبو بكر المروذي.." وذكره ؛ والشريعة للآجري (ج3 ص1154)؛ وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى (ج1 ص138) (7) الجامع الكبير للترمذي المعروف بـ"سنن الترمذي" (ج4 ص318) (8) تهذيب اللغة لأبي منصور الأزهري (ج9 ص45-46) (9) الأسماء والصفات للبيهقي (ج2 ص377) (10) العلو للعلي الغفار للذهبي (ص263)؛ وكتاب العرش له (ج2 ص359-360) (11) العلو للعلي الغفار (ص251) (12) شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي (ج1 ص157-158) بسنده؛ وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى بسنده (ج2 ص172 و173). (13) كتاب السنة لعبد الله بن أحمد (ج1 ص280)؛ والرد على من قال القرآن مخلوق للنجاد (ص31) رواه عن عبد الله ابن الإمام أحمد. (14) كتاب السنة لابن أبي عاصم (ج1 ص1028) (15)السنة لأبي بكر الخلال (ج2 ص346) بسند صحيح. (16) السنة للخلال (ج2 ص347) سنده صحيح. (17) قال ابن قدامة في "روضة الناظر": «الظاهر: وهو ما يسبق إلى الفهم منه عند الإطلاق معنى، مع تجويز غيره، وإن شئت قلت: ما احتمل معنيين هو في أحدهما أظهر، فحكمه أن يصار إلى معناه الظاهر، ولا يجوز تركه إلا بتأويل، والتأويل صرف اللفظ عن الاحتمال الظاهر إلى احتمال مرجوح به لاعتضاده بدليل يصير به أغلب على الظن من المعنى الذي دل عليه الظاهر.» وقال في "ذم التأويل": «وظاهر اللفظ هو ما يسبق إلى الفهم منه حقيقة كان أو مجازًا، ولذلك كان ظاهر الأسماء العرفية المجاز دون الحقيقة كاسم الراوية والظعينة وغيرهما من الأسماء العرفية، فإن ظاهر هذا المجاز دون الحقيقة، وصرفها إلى الحقيقة يكون تأويلا يحتاج إلى دليل، وكذلك الألفاظ التي لها عرف شرعي وحقيقة لغوية كالوضوء والطهارة والصلاة والصوم والزكاة والحج، إنما ظاهرها العرف الشرعي دون الحقيقة اللغوية» (18) التكييف هو الكلام والخوض في كيفية الصفة. منقول موقع عقيدة السلف |
#2
|
|||
|
|||
عقيدة السلف في الصفات:
معنى قولهم "بـلا كيف" إعداد: أم عبد الله الميساوي لـ: موقع عقيدة السلف الصالح مقدمة: ورد في عدد من الآثار عن السلف الصالح في الصفات قولهم: "بلا كيف"، فما معنى قولهم هذا؟ سيتبين الجواب عن هذا السؤال في هذا المقال إن شاء الله تعالى. بعض هذه الآثار - سفيان بن عيينة (ت. 198 هـ) : قال أحمد بن نصر: سألت سفيان بن عيينة قلت: "يا أبا محمد أريد أسألك"، قال : «لا تسأل»، قلت: "إذا لم أسألك فمن أسأل"، قال: «سل.» قلت: "ما تقول في هذه الأحاديث التي رويت نحو : القلوب بين أصبعين، وأن الله يضحك أو يعجب ممن يذكره في الأسواق؟"، فقال: «أمروها كما جاءت بلا كيف.» (1) سنده صحيح. وقال: « كل شيء وصف الله به نفسه في القرآن فقراءته تفسيره لا كيف ولا مثل » (2) الأوزاعي (ت. 157 هـ)، سفيان الثوري (ت. 161 هـ)، الليث بن سعد (175 هـ)، مالك بن أنس (179 هـ) : قال الوليد بن مسلم: سألتُ الأوزاعي وسفيان الثوري ومالك بن أنس والليث بن سعد عن هذه الاحاديث التي فيها الصفة والرؤية والقرآن فقال: «أمروها كما جاءت بلا كيف.» (3) قال إسحاق بن راهويه (238 هـ) : سألني ابن طاهر عن حديث النبي صلى الله عليه وسلم ـ يعني في النزول ـ فقلت له : «النزول بلا كيف.» (4) وغيرها كثير معناها لو نظرنا في الألفاظ الأخرى للآثار المذكورة سابقا، وكذلك نظرنا في أقوال السلف الأخرى في الصفات، سنجد تفسير قولهم: "بلا كيف"، فالأصل في عبارات الصحابة والتابعين وتابعيهم في أبواب الاعتقاد أن يُحمَل بعضها على بعض ما لم يتعذر ذلك. ومِن السلف من يروي الأثر بلفظه ومنهم من يرويه بمعناه. فقد جاء في لفظ آخر لأثر الوليد بن مسلم: سألت سفيان الثوري، ومالك بن أنس، والأوزاعي، والليث بن سعد عن هذه الأحاديث التي في الرؤية والصفات قال : «أمروها على ما جاءت، ولا تفسروها.» (5) فـ"بلا كيف" جاءت هنا بلفظ "التفسير"، أي تفسير الكيف والخوض فيه. وقال عبد العزيز بن عبد الله الماجشون (ت. 164 هـ) : «إنما أُمِروا بالنظر والتفكر فيا خلق، وإنما يقال: كيفَ؟ لمن لم يكن مرة، ثم كان، أما من لا يحول ولم يزل، وليس له مثل، فإنه لا يُعلم كيف هو إلا هو. » (6) وقال وكيع بن الجراح (ت. 196 هـ) : « نُسلم هذه الأحاديث كما جاءت، ولا نقول كيف هذا؟، ولم جاء هذا؟ يعني مثل حديث ابن مسعود: "إن الله عز و جل يحمل السموات على أصبع والجبال على أصبع" وحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "قلب ابن آدم بين أصبعين من أصابع الرحمن" ونحوها من الأحاديث» (7) قال أبو عُبيد القاسم بن سلام (ت. 224 هـ) وذكر الباب الذي يُروى في الرؤية والكرسي وموضع القدمين، وضحك ربنا من قنوط عباده، وقرب غيره، وأين كان ربنا قبل أن يخلق السماء، وأن جهنم لا تمتلئ حتى يضع ربك عز وجل قدمه فيها فتقول: قط قط، وأشباه هذه الأحاديث. فقال: «هذه الأحاديث صحاح حملها أصحاب الحديث والفقهاء بعضهم على بعض، وهي عندنا حق لا نشك فيها، ولكن إذا قيل: كيف وضع قدمه؟ وكيف ضحك؟ قلنا: لا يُفَسَّر هذا ولا سمعنا أحدًا يفسره. » (8) قال إسحاق بن راهويه (ت. 238 هـ) : قال لي الأمير عبد الله بن طاهر: "يا أبا يعقوب، هذا الحديث الذي ترويه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا"، كيف ينزل؟ قال، قلتُ: «أعز الله الأمير! لا يُقال لأمر الرب: كيف؟ إنما ينزل بلا كيفَ.» (9) وقال أبو عيسى الترمذي (ت. 279 هـ) : «وَقَدْ قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ فِى هَذَا الْحَدِيثِ وَمَا يُشْبِهُ هَذَا مِنَ الرِّوَايَاتِ مِنَ الصِّفَاتِ وَنُزُولِ الرَّبِّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، قَالُوا: قَدْ تَثْبُتُ الرِّوَايَاتُ فِى هَذَا، وَيُؤْمَنُ بِهَا، وَلاَ يُتَوَهَّمُ، وَلاَ يُقَالُ: كَيْفَ هَكَذَا رُوِىَ عَنْ مَالِكٍ وَسُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ أَنَّهُمْ قَالُوا فِى هَذِهِ الأَحَادِيثِ: "أَمِرُّوهَا بِلاَ كَيْف." وَهَكَذَا قَوْلُ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ.» (10) وقال في موضع آخر من سننه: «وقد رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم روايات كثيرة مثل هذا، ما يُذكر فيه أمرُ الرؤية أن الناس يرون ربهم، وذِكرُ القَدَمِ وما أشبه هذه الأشياء. والمذهب في هذا عند أهل العلم من الأئمة مثل سفيان الثوري، ومالك بن أنس، وابن المبارك، وابن عيينة، ووكيع وغيرهم أنهم رَوَوا هذه الأشياء، ثمَّ قالوا: " تُرْوى هذه الأحاديث ونؤمن بها، ولا يُقالُ: كَيفَ » (11) قال نُعيم بن حماد (ت. 228 هـ) : « حق على كل مؤمن أن يؤمن بجميع ما وصف الله به نفسه ويترك التفكر في الرب تبارك وتعالى ويتبع حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : "تفكروا في الخلق ولا تتفكروا في الخالق". قال نعيم : ليس كمثله شيء ولا يشبهه شيء من الأشياء» (12) ومن هذا يتبين أن معنى قول السلف الصالح "بلا كيفَ": أي بلا سؤال: "كيفَ ؟"، فلا علم لنا بكيفية الصفات، والسؤال عنها يؤدي للخوض في الكيفية. حقيقة الصفات من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله، والخوض في الكيفية تشبيه، فالإنسان يصف الشيء على ما يشاهده، والله {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}، وهو من القول على الله بلا علم، فالواجب إثبات الصفات التي أثبتها الله عز وجل لنفسه، وإثبات ما أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم، والتسليم لها دون التعرض لكيفياتها بسؤال أو تفسير، بل نفوض علم الكيفية لله عز وجل. والكيفية هي: صِفة الشيء وحقيقته وكنهه(13). والتكييف هو: وصف الكيفية والخوض فيه. ومما يؤكد هذا المعنى فهم الأئمة مِمَن جاء بعدهم: قال أبو عبد الله الزبيري (14) (ت. 317 هـ) في أخبار الصفات: ( نؤمن بهذه الأخبار التي جاءت ، كما جاءت ، ونؤمن بها إيمانا ، ولا نقول : كيفَ ؟ ولكن ننتهي في ذلك إلى حيث انتهي لنا، فنقول من ذلك ما جاءت به الأخبار كما جاءت.) (15) قال أبو بكر الإسماعيلي (ت. 371 هـ) في اعتقاد أصحاب الحديث – أهل السنة والجماعة: (وأنه عز وجل استوى على العرش بلا كيف، فإن الله تعالى أنهى إلى أنه استوى على العرش، ولم يذكُر كيف كان استواؤه. ) (16) وقال: ( الله سبحانه ينزل إلى السماء الدنيا؛ على ما صح به الخبر عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد قال الله عز وجل: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ} [البقرة : 210] وقال: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} [الفجر : 22] ونؤمن بذلك كله على ما جاء بلا كيفَ، فلو شاء سبحانه أن يبين لنا كيفية ذلك فعل، فانتهينا إلى ما أحكمه، وكفننا عن الذي يتشابه.) (17) قال أبو منصور معمر بن أحمد (ت. 418) عند حديثه عن الصفات: ( كل ذلك بلا كيف ولا تأويل نؤمن بها إيمان أهل السلامة والتسليم، ولا نتفكر في كيفيتها، وساحة التسليم لأهل السنة والسلامة واسعة بحمد لله ومنه، وطلب السلامة في معرفة صفات الله عز وجل أوجب وأولى، وأقمن وأحرى، فإنه {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى : 11]، فـ{ليس كمثله شيء} ينفي كل تشبيه وتمثيل، {وهو السميع البصير} ينفي كل تعطيل وتأويل.) (18) قال أبو المظفر السمعاني (ت. 489 هـ) : (وأما اليد : صفة لله - تعالى - بلا كيف ، وله يدان ، وقد صح عن النبي أنه قال : ' كلتا يديه يمين' . والله أعلم بكيفية المراد. ) (19) وغيرهم مسائـل في الكيـف: 1. علمنا وإيماننا بالشيء لا يتوقف على معرفة كيفيته: أي أن نفي العلم بالكيفية لا ينافي الإيمان بأصل الصفة فلا تلازم بين المعنى والكيفية. قال حماد بن أبي حنيفة (ت. 176 هـ) : «قلنا لهؤلاء : أرأيتم قول الله عز وجل {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} [الفجر : 22] وقوله عز وجل: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ} [البقرة : 210] فهل يجيء ربنا كما قال؟ وهل يجيء الملك صفًا صفًا؟ » قالوا: أما الملائكة فيجيئون صفا صفا، وأما الرب تعالى فإنا لا ندري ما عنى بذلك، ولا ندري كيف جيئته. فقلنا لهم: «إنا لم نكلفكم أن تعلموا كيف جيئته، ولكنا نكلفكم أن تؤمنوا بمجيئه، أرأيتم من أنكر أن الملك لا يجيء صفا صفا، ما هو عندكم؟ » قالوا: كافر مكذب. قلنا: «فكذلك من أنكر أن الله سبحانه لا يجيء فهو كافر مكذب.» (20) قال ابن خزيمة الشافعي (ت. 311 هـ) في صفة النزول: (رواها علماء الحجاز والعراق عن النبي في نزول الرب جل وعلا إلى السماء الدنيا كل ليلة، نشهد شهادة مقر بلسانه، مصدق بقلبه، مستيقن بما في هذه الأخبار من ذكر نزول الرب من غير أن نصف الكيفية، لأن نبينا المصطفى لم يصف لنا كيفية نزول خالقنا إلى سماء الدنيا، وأعلمنا أنه ينزل، والله جل وعلا لم يترك، ولا نبيه عليه السلام بيان ما بالمسلمين الحاجة إليه من أمر دينهم، فنحن قائلون مصدقون بما في هذه الأخبار من ذكر النزول غير متكلفين القول بصفته أو بصفة الكيفية إذ النبي لم يصف لنا كيفية النزول.) (23) قال ابن عبد البر المالكي (ت. 463 هـ) : ( وقد عقلنا وأدركنا بحواسنا أن لنا أرواحا في أبداننا ولا نعلم كيفية ذلك، وليس جهلنا بكيفية الأرواح يوجب أن ليس لنا أرواح، وكذلك ليس جهلنا بكيفيته على عرشه يوجب أنه ليس على عرشه.) (24) قال أبو القاسم إسماعيل الأصبهاني (ت. 535 هـ) عند حديثه عن صفات الله عز وجل: (فإن قيل: فكيف يصح الإيمان بما لا يحيط علمنا بحقيقته؟ أو كيف يتعاطى وصف شيء لا درك له في عقولنا؟ فالجواب أن إيماننا صحيح بحق ما كلفنا منها، وعلمنا مُحيط بالأمر الذي ألزمناه فيها وإن لم نعرف لما تحتها حقيقة كافية، كما قد أمرنا أن نؤمن بملائكة الله وكتبه ورسله واليوم الآخر، والجنة ونعيمها، والنار وأليم عذابها، ومعلوم أنا لا نحيط علمًا بكل شيء منها على التفصيل، وإنما كلفنا الإيمان بها جملة واحدة، ألا ترى أنا لا نعرف أسماء عدة من الأنبياء وكثير من الملائكة، ولا يمكننا أن نحصي عددهم، ولا نحيط بصفاتهم، ولا نعلم خواص معانيهم، ثم لم يكن ذلك قادحا في إيماننا بما أمرنا أن نؤمن به من أمرهم. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في صفة الجنة: ”يقول الله تعالى: "أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.“ [صحيح البخاري ومسلم] .) (25) 2. الخوض في الكيفيةِ تشبيهٌ، فالإنسان يصف الشيء على ما يشاهده، والله {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}. قال عبد الرحمن بن مهدي (198 هـ) لفتى من ولد جعفر بن سليمان: «مكانك»، فقعد حتى تفرق الناس. ثم قال ابن مهدي: «تعرف ما في هذه الكورة من الأهواء والاختلاف وكل ذلك يجري مني على بال رضي إلا أمرُك وما بلغني. فإن الأمر لا يزال هينا ما لم يصر إليكم، يعني السلطان، فإذا صار إليكم جل وعظم.» فقال (الغلام) : يا أبا سعيد وما ذاك ؟ قال: «بلغني أنك تتكلم في الرب تبارك وتعالى وتصفه وتشبهه. » فقال الغلام: نعم. فأخذ يتكلم في الصفة. فقال: «رُويدك يا بُني حتى نتكلم أول شيء في المخلوق، فإذا عجزنا عن المخلوقات فنحن عن الخالق اعجز واعجز. أخبرني عن حديث حدثنيه شعبة عن الشيباني قال: سمعت زرًا قال: قال عبد الله في قوله: {لقد رأى من آيات ربه الكبرى}» قال: رأى جبريل له ستمائة جناح؟ قال: نعم. فعرف الحديث. فقال عبد الرحمن: «صِف لي خلقًا من خلق الله له ستمائة جناح.» فبقي الغلام ينظر إليه. فقال عبد الرحمن: «يا بُني فإني أُهون عليك المسألة واضع عنك خمس مائة وسبعة وتسعين (جناحًا)، صِف لي خلقا بثلاثة أجنحة، ركب الجناح الثالث منه موضعًا غير الموضعين اللذين ركبهما الله حتى أعلم.» فقال: يا أبا سعيد، نحن قد عجزنا عن صفة المخلوق ونحن عن صفة الخالق أعجز وأعجز، فأشهدك إني قد رجعت عن ذلك واستغفر الله. (21) قال أبو سعيد عثمان الدارمي (ت. 280 هـ) : « فهذه الأحاديث قد جاءت كلها وأكثر منها في نزول الرب تبارك وتعالى في هذه المواطن، وعلى تصديقها والإيمان بها أدركنا أهل الفقه والبصر من مشايخنا، لا ينكرها منهم أحد ولا يمتنع من روايتها، حتى ظهرت هذه العصابة (الجهمية) فعارضت آثار رسول الله برد، وتشمروا لدفعها بجد فقالوا: "كيف نزوله هذا؟ " قلنا: لم نُكلف معرفة كيفية نزوله في ديننا ولا تعقله قلوبنا، وليس كمثله شيء من خلقه فنشبه منه فعلا أو صفة بفعالهم وصفتهم.» (22) آثار عن السلف في أن الله يفعل كيف شاء سأل بشر بن السري حمَّادَ بن زيد (ت. 179 هـ) فقال: "يا أبا إسماعيل، الحديث الذي جاء (ينزل الله عز و جل إلى السماء الدنيا) قال حمّاد: «حق كل ذلك كيف شاء الله.» (26) قال أبو عاصم خُشَيش بن أصرم (ت. 253 هـ) : ( ومما يدل على أن الله تبارك وتعالى ينزل كيف يشاء إذا شاء صعوده إلى السماء واستواؤه على العرش) [27] قال عثمان الدارمي (ت. 280 هـ) : (ولا يُسأل الرب عما يفعل كيف يفعل، وهم يسألون، لأنه القادر على ما يشاء أن يفعله، كيف يشاء، وإنما يُقال لفعل المخلوق الضعيف الذي لاقدرة له إلا ما أقدره الله تعالى عليه كيف يصنع وكيف قدر.) (28) وغيرها الأثر المشهور عن الإمام مالك عندما سُئل عن كيفية الاستواء وردت عدة ألفاظ لجواب الإمام مالك رحمه الله عن سؤال الرجل الذي سأله عن كيفية الاستواء فقال: "يا أبا عبد الله (الرحمن على العرش استوى) كيف استوى ؟" وأصح وأشهر هذه الروايات: الرواية الأولى: « الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وما أراك إلاّ مبتدعاً. فأمر به أن يُخرج » معنى قوله: «الكيف غير معقول»: أي مجهول (غير معلوم)، فالعقل في اللغة نقيض الجهل. قال الخليل الفراهيدي: (العَقْل : نقيض الجَهْل) (29) وقال الفيروز آبادي: ( العَقْلُ: العِلْمُ، أو بِصفاتِ الأَشْياءِ من حُسْنِها وقُبْحِها، وكَمَالِها ونُقْصانِها ...) إلخ (30) قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ} [الحجرات : 4] وهو أيضا بمعنى الفهم: قال ابن سيده: (وعَقَلَ الشيءَ يَعْقِله عَقْلا : فَهِمَه. (31) قال الله تعالى: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا..} [الحج : 46] وقال سبحانه: {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ} [العنكبوت : 43] وقد أجاب الإمام أبو جعفر الترمذي الشافعي (32) (ت. 295 هـ) بجواب مُشابه عندما سُئل عن صفة النزول: قال أحمد بن عثمان: حضرتُ عند أبي جعفر الترمذي فسأله سائل عن حديث النبي صلى الله عليه و سلم ”إن الله تعالى ينزل إلى سماء الدنيا“ فالنزول كيف يكون يبقى فوقه علو؟ فقال أبو جعفر الترمذي: « النزولُ مَعقول، والكيفُ مجهول، والإيمانُ به واجب، والسؤال عنه بدعة.» السند رواته ثقات. (33) الرواية الثانية: أجاب الإمام مالك رحمه الله: «الرحمن على العرش استوى كما وصف نفسه، ولا يقال: كيفَ، وكيف عنه مرفوع، وأنت رجل سوء صاحب بدعة أخرجوه، قال: فأُخرج» (34) وهذا الجواب مشابه لما مر معنا في عدد من آثار السلف الصالح، بأنه لا يُقال: "كيف؟" لصفات الله عز وجل، وذلك لأن الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم لم يُخبرانا عن كيفية وحقيقة صفاته، فلا يجوز السؤال عن شيء لم يصلنا علمه وليس هناك سبيل لمعرفته إلا عن الله عز وجل ورسول صلى الله عليه وسلم، ولهذا قال الإمام مالك: "وكيفَ عنه مرفوع" أي أنه لا يجوز سؤال "كيفَ" في صفات الله عز وجل، وهو قول مُتفق مع قوله في الرواية الأخرى في الصفات، والتي نقلناها في بداية المقال: «أمروها كما جاءت بلا كيفَ». للسـؤال أو التعليـق على المقـال مواضيع ذات صلة - مقدمـة في عقيدة السلف الصالح في الصفات - عقيدة السلف في الصفات: قولهـم « أمروها كما جاءت» - ما هو التشبيه في صفات الله ؟ - هل قول الإمام مالك (وكيف عنه مرفوع) يعني أنه ليس لصفات الله كيفية؟ (1) مراسيل أبي داود، باب صلاة التطوع؛ والصفات للدارقطني (ص71)؛ والعلو للعلي الغفار للذهبي (ص156) ؛ سير أعلام النبلاء (ج8 ص467) (2) كتاب الصفات للدارقطني (ص70)؛ شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي (ج3 ص431) (3) علل ابن أبي حاتم (ج5 ص468) عن أبيه عن الهيثم بن خارجة. (4) الأسماء والصفات للبيهقي - (ج 2 ص377)، إسناده صحيح. (5) معجم ابن المقرئ (ص111)؛ عقيدة السلف أصحاب الحديث للصابوني (ص69)؛ سير أعلام النبلاء للذهبي (ج 8 / ص 162) من طريق أبي بكر الخلال؛ والشريعة للأجري (ج3 ص1146)، وفيهما أنه سألهم عن أحاديث الصفات. كتاب الصفات للدارقطني (ص75) ولفظها: "عن هذه الأحاديث التي فيها الرؤية وغير ذلك فقالوا : "أمضها بلا كيف." شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي (ج3 ص503) ولفظها: "عن هذه الأحاديث التي فيها الرؤية فقالوا: أمروها بلا كيف." (6) سير أعلام النبلاء للذهبي (ج7 ص311 و312) بسنده، ورواها أيضا في كتابه "العلو للعلي الغفار" (ص141) وصححه؛ ورواها ابن بطة بسنده في "الإبانة الكبرى" له. (7) كتاب السنة لعبد الله بن أحمد بن حنبل (ج1 ص267)؛ وكتاب الصفات للدارقطني (ص71) بسند صحيح. (8) كتاب الصفات للدارقطني (ص68- 69)؛ ورواه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (ج3 ص526) بسنده. (9) رواه أبو عثمان الصابوني في "عقيدة السلف وأصحاب الحديث" (ص194) بإسنادين، ورواه أبو القاسم الأصبهاني عن الصابوني من طريق ابنه أبو بكر في "الحجة في بيان المحجة" (ج2 ص124)، ورواه البيهقي في الأسماء والصفات (ج2 ص376 -377) بسند آخر. (10) جامع الكبير المعروف بسنن الترمذي (ج2 ص41) (11) الجامع الكبير للترمذي المعروف بـ"سنن الترمذي" (ج4 ص318) (12) شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي (ج3 ص527) قال: "ذكره عبد الرحمن (بن أبي حاتم) قال : وجدت في كتاب أبي: نعيم بن حماد قال: ...." وذكره. (13) كُنْهُ كلَّ شيء: غايتُه ... تقول بلغتُ كُنْهَ الأمر أي غايته (كتاب العين للخليل الفراهيدي ص380) (14) هو الزبير بن أحمد بن سليمان الزبيري البصري، كان أحد الفقهاء على المذهب الشافعي وكان ضريرا، وهو ثقة. [تاريخ بغداد للخطيب (ج9 ص492)] (15) الشريعة لأبي بكر الآجري (ج3 ص1155) رواها الآجري عن شيخه أبي عبد الله الزبيري. (16) اعتقاد أهل السنة لأبي بكر الإسماعيلي (ص36) (17) عقيدة السلف وأصحاب الحديث لأبي عثمان الصابوني (ص192)، قال: "قرت في رسالة الشيخ أبي بكر الإسماعيلي إلى أهل جيلان: أن الله سبحانه...." إلخ. (18) الحجة في بيان المحجة لأبي القاسم إسماعيل الأصبهاني (ج1 ص231-244)، قال: "أخبرنا أحمد بن عبد الغفار بن أشتة، أنا أبو منصور معمر بن أحمد قال: ... " وذكره. (19) تفسير القرآن للسمعاني (ج2 ص51) (20) رواه أبو عثمان الصابوني بسنده في "عقيدة السلف وأصحاب الحديث" (ص 233-234) بتحقيق الجديع، (ص63) بتحقيق أبو اليمين المنصوري. (21) شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي (ج3 ص530 و531) رواها من طريق ابن أبي حاتم في "الرد على الجهمية" عن أبيه أبي حاتم الرازي عن عبد الرحمن بن عمر رسته عن ابن مهدي. ورواه أبو نعيم الأصبهاني في "حلية الأولياء" (ج9 ص8) بسند آخر إلى عبد الرحمن بن عمر رسته. ونقله الذهبي في سير أعلام النبلاء (ج9 ص196) و تاريخ الإسلام (ج13 ص284). (22) الرد على الجهمية للدارمي (ص79) (23) كتاب التوحيد وإثبات صفات الرب لابن خزيمة (ج2 ص 289-290) (24) التمهيد لابن عبد البر (ج7 ص137) (25) الحجة في بيان المحجة لإسماعيل لأصبهاني (ج1 ص288-289) (26) رواه ابن بطة في الإبانة الكبرى له. (27) التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع للملطي، باب الفرق وذكرها (28) الرد على الجهمية للدارمي (ص 76) (29) كتاب العين للفراهيدي (ج1 ص159) (30) القاموس المحيط للفيروز آبادي (ص1034) (31) المحكم والمُحيط الأعظم (ج1 ص205) (32) قال الخطيب البغدادي عنه: وكان ثقة من أهل العلم والفضل والزهد في الدنيا... ولم يك للشافعيين بالعراق أريس منه ولا أشد ورعا وكان من أهل التقلل في المطعم على حال عظيمة فقرا وورعا وصبرا على الفقـر. [تاريخ بغداد للخطيب (ج2 ص233)]، وقال الدارقطني عنه: ثقة مأمون ناسك [سؤالات الحاكم للدارقطني ص149] (33) تاريخ مدينة السلام (بغداد) للخطيب البغدادي (ج2 ص234) بسنده، والسند رواته ثقات. (34) الأسماء والصفات للبيهقي (ج2 ص305) |
#3
|
|||
|
|||
رد: عقيدة السلف في الصفات: معنى قولهم "أمروها كما جاءت"
مشكور والله يعطيك الف عافيه .
|
أدوات الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | الأقسام الرئيسية | مشاركات | المشاركة الاخيرة |
متى عرف علي معنى كلمة شورى | موحد مسلم | الشيعة والروافض | 0 | 2020-03-24 06:37 AM |
رسول الله الشهيد المسموم / تحقيق مفصل | ابو هديل | الشيعة والروافض | 0 | 2019-10-26 09:37 PM |
ماهو سبب موت الرسول الاعظم محمد (ص) في الصحيح والمستفيض والمشهور وعقائد الشيعة حقائق مصادر | ابو هديل | الشيعة والروافض | 1 | 2019-10-23 09:39 PM |