جديد المواضيع |
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب |
منتدى السنة | الأذكار | زاد المتقين | منتديات الجامع | منتديات شباب الأمة | زد معرفة | طريق النجاح | طبيبة الأسرة | معلوماتي | وادي العرب | حياتها | فور شباب | جوابى | بنك أوف تك |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
يجب تنزيه الأنبياء عما لا يليق بهم
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :- (( يجب تنزيه الأنبياء عما لا يليق بهم )) الحمد للّه ربّ العالمين حمدًا كثيرًا طيّبًا مباركًا فيه، معترفين بعظيم فضله علينا، وشاكرين له تكرُّمَه شكرًا كثيرًا، أن بعث فينا أنبياء بدين طابت أركانه ومبانيه، فكانوا صلوات الله عليهم وسلامه أرجحنا عقلًا وحلمًا، وأوفرنا فهمًا وعلمًا، وأقوانا يقينًا وعزمًا، زكّاهم الله روحًا وجسمًا، وحفظهم مما لا يليق بهم، وفتح الله بهم عيونًا عميًا وقلوبًا غلفًا وآذانًا صُمًّا، صلّى الله عليهم أجمعين وعلى من اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلّم تسليمًا كثيرًا. ✳ثبت في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم أن جبريل جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم على شكل رجل لا يعرفه أحد من الصحابةِ فجلس إليه حتى أسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع يديه على فخذيه وقال : يا محمد أخبرني ما الإيمان قال : « أَنْ تُؤْمِنَ باللهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتِبِهِ ورُسُلِهِ والْيَوْمِ الآخِرِ وتُؤْمِنَ بالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ ». فقال له جبريل : صدقت. الحديثَ ✳إن اعتقادنا بالأنبياء الكرام عليهم الصلاة والسلام وإيماننا بهم يجب أن يكون سليمًا موافقًا لما جاء به القرءان الكريم حتى لا يحصل زيغ وشطط عن الاعتقاد الصحيح فنهلك والعياذ باللّه تعالى، ✳فوجب علينا معرفة صفاتهم وحقوقهم، وأن نبيّن صفاتهم وخصائص دعوة التنزيه والتوحيد التي جاؤوا بها، ليتبيّن لنا الأثر العظيم الذي تركوه صلوات الله وسلامه عليهم في المجتمعات التي ولدوا فيها، وبين الأمم التي بعثوا إليها، ومدى هذا التأثير في تغيير مفاهيم هذه الشعوب وعقائدهم التي نشؤوا عليها، فقد انتقل بهم الأنبياء المبجّلون صلوات ربّي وسلامه عليهم وأخرجوهم من ظلمات الجهل إلى نور الإيمان، ومن الضلالة إلى الهدى، ومن الكفر والشرك إلى نور الإسلام الساطع، فكانت دعوتهم عليهم الصلاة والسلام إنقاذًا من براثن الشرك والوثنية، وتطهيرًا للمجتمع من أدران الانحلال والفساد، والفوضى والاضطراب. ✳ وفي ذلك يقول الله تعالى: ﴿كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَآءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ ءامَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَآء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (213)﴾ سورة البقرة. _وقد أوضح الله ربّ العزة في هذه الآية وفي غيرها من الآيات الغاية من بعثة الرسل الكرام عليهم الصلاة والسلام، وهي إنقاذ الناس من ظلمات الجهل والضلالة إلى نور العلم والهدى قال الله تعالى: ﴿رُسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (165)﴾ سورة النساء، _ومن كانت هذه وظيفته فإنها لا يتم الغرض منها ولا تتحقق على تمام وجهها إلا إذا كان من الكمال وعلوّ المنزلة وسموّ المقام في نفوس الناس بالدرجة التي تجعله أهلًا لأن يُقْتَدى به في أعماله وسيرته، ويُلتزم بهَدْيِه الذي يُبلّغه عن الله تعالى من الشرائع والأحكام والآداب. فإن مما لا يشك فيه عاقل أن الله تعالى العظيم الحكيم محال أن يضع تلك الإمامة العظمى في غير موضعها، أو أن يتخذ رسولًا داعيًا إليه متهمًا في نسبه أو ناقصًا مشوَّهًا في خلقه وجسمه أو أن يتخذ رسولًا تزدريه الأعين وتحقره القلوب، ويُسلّط بسوء أخلاقه وحقارة نفسه وصغر همته ألسنةَ الناس عليه بالطعن والإزراء، إذ كيف يستطيع مثل هذا المهان أن يكون قدوة في مكارم الأخلاق وإمامًا يهدي الناس إلى صراط ربّهم العزيز الجبّار، فإن الدعوة تستلزم أن يكون للداعي مهابةٌ في النفوس، وإجلالٌ في القلوب ومنزلةٌ كريمةٌ عند الناس، وظهورٌ لكماله الخُلُقيّ والخَلْقيّ مما يجذب إليه الفِطر السليمة والقلوب المستقيمة. _ومن أجل هذا بعث الله تعالى أنبياءه عليهم السلام من أحسن قومهم نسبًا، وبرّأهم من العيوب الجسميّة المشوّهة، وأعطاهم أكمل صفات الرجولة من الشجاعة والأمانة والعفة وعزّة النفس، وصدق العزيمة، وقوة الإرادة، وشدة البأس، وسعة الصدر وحدّة الذهن، وذكاء القلب، وطلاقة اللسان، وحلاوة المنطق، _كما عصمهم من الوقوع في الكفر والشرك واقتراف المعاصي الكبيرة وكذا الصغيرة التي فيها خسّة ودناءة، وجنّبهم الشهوات المحرمة وكل ما يخلّ بالمروءة، أو يهدر الكرامة، أو يحطّ من قدرهم، وأنشأهم أطيب نشأة وأزكاها وأطهرها وأبرأها وأبعدها من كل نقيصة أو دنيّة، مما جعلهم أكمل الرجال في قومهم وقبائلهم وأملأهم للأسماع والأبصار، فكانوا زينة المجالس بين قومهم، وأزكاهم عملًا، وأطهرهم نفسًا، وأعطرهم سيرة، وكانوا موئل الكرم، ومثالًا لعزّة النفس، ومرجع الأحكام، فهم القدوة والأسوة الحسنة للبشر، _ولذلك أمر الله عزّ وجلّ بالاقتداء بهم والتخلّق بأخلاقهم والسير على منهاجهم، كما قال الله تعالى في محكم كتابه: ﴿أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ﴾ سورة الأنعام/90، وقال تعالـى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾ سورة الأحزاب/21. _ولقد قصّ الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم المنزّل على خاتم الأنبياء وإمامهم محمّد ﷺ من نبإ أولئك الأنبياء ما أبان عن جليل قدرهم، وسامي مكانتهم، وشريف مواقفهم في الذبّ عن دين الله الحق، والصبر على ما لقوا من أقوامهم من أذى لا يصبر عليه ولا يطيقه إلا المرسلون الصادقون، فحلّوا من نفوسنا أكرم منزلة وأسمى مكانة، وكانوا لنا أحسن قدوة. ✳وأما أصحاب القلوب السقيمة من بعض المتأخرين _فقد فتح عليهم الشيطان بابًا واسعًا من فنون الجدل وكثرة القيل والقال والمشاحنات والمنازعات، وكذلك أهل الكتاب من اليهود الذين هم أشدّ الناس كراهية للأنبياء وتحقيرًا لهم وكفرًا بهم وتقتيلًا وغيرهم من الضالين، فصاروا يناقشون القصص القرءانية مناقشات بعيدة عن الهدى والصواب، وأخذوا يتخبّطون في سبيلهم تخبّط الأعمى والأصمّ على غير هدى ولا نور، _فنسبوا إلى بعض الأنبياء ما لا يليق بهم، حتى قالوا إنّ أصل الإنسان قرد والعياذ باللّه تعالى ومن المعلوم أن أول البشر هو نبيّ الله آدم عليه السلام، _ونسبوا لنبي الله يوسف الوقوع في الفاحشة، _وقالوا عن نبي اللهداود إنه أرسل قائد جيشه للحرب حتى يموت ويتزوج زوجته، _ونسبوا الشرك والكذب لنبي اللهإبراهيم عليه السلام، _وقالوا: إن نبي الله أيوب كان يخرج من جسمه الدود فيقول لها: كُلي يا مباركة مما رزقك الله، _وغير ذلك من القصص المكذوبة على أنبياء الله والعياذ باللّه تعالى. ✳ومن الخطر الكبير انتشار هذه القصص بين عوام المسلمين، وما كان من بعضهم إلا أن اعتقد صحتها والعياذ باللّه تعالى من الكفر والضلال، فإن اعتقاد هذه القصص المكذوبة على الأنبياء توقع في التهلكة وتوجب الخلود الأبدي في جهنم لمن مات على ذلك، نجّانا الله وإياكم من أهوالها. فمن الواجب علينا وعلى كل مكلف تنزيه الأنبياء عن كل ما لا يليق بهم، وصونهم عن كل نقص في حقهم، فإن هذا من الضروريات. نسأل الله تعالى أن يعلّمنا ما جهلنا ويزيدنا علمًا، وأن يعصمنا من البدع والفتن والضلال، وأن يحيينا على العقيدة الحقّة ودين جميع الأنبياء الإسلام، ويجعلنا ممن يتبع أنبياءه عليهم الصلاة والسلام في الحياة حق الاتباع، ويحشرنا في زمرتهم بعد الممات برحمته وفضله وكرمه، وآخر دعوانا أن الحمد للّه ربّ العالمين، وصلّى الله وسلّم على أشرف المرسلين وإمام المتقين سيّدنا محمّد وعلى جميع إخوانه من الأنبياء والمرسلين. الدرر السنية. ************ |
أدوات الموضوع | |
|
|