أنصار السنة  
جديد المواضيع





للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب
 Online quran classes for kids 
منتدى السنة | الأذكار | زاد المتقين | منتديات الجامع | منتديات شباب الأمة | زد معرفة | طريق النجاح | طبيبة الأسرة | معلوماتي | وادي العرب | حياتها | فور شباب | جوابى | بنك أوف تك


العودة   أنصار السنة > الفرق الإسلامية > الشيعة والروافض

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 2010-09-15, 04:15 PM
عدو الروافض عدو الروافض غير متواجد حالياً
عضو جديد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-09-15
المشاركات: 4
افتراضي بروتوكولات حاخامات قم

بروتوكولات آيات قم حول الحرمين المقدسين

كـتاب يكـشف خـطط الروافـض

السرية للعدوان على الحـرمين وزوارهما








الدكتور عبد الله الغفاري





بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله علام الغيوب الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور وبعد :
فهذه وثائق خطيرة لعلها تنشر لأول مرة وهي تتضمن مخططات وبرتوكولات آيات قم حول الحرمين الطاهرين .
وما كان لنا أن نتنبأ بغيب مستور، أو ندعي العلم بسر مكنون ولكنا اطلعنا على بروتوكولات محجوبة عن عموم الناس بندرة الطباعة، واختفائها بين آلاف الصفحات بحيث يستدعي البحث عنها سنوات .
ولقد بليت بقراءتها أعواما متتاليات ،فرأيت وعرفت ما لم يعلمه كثير من الناس .وهاأنذا أشرك القارئ في قراءة بعض هذه النصوص النادرة،والمحجوبة، ليتعرف من خلالها على النوايا والأهداف بدون تقليل أو تهويل، بعيدا عن مزايدات الساسة، ومبالغات رجالات الإعلام .
وأكتب هذه الكلمات نصيحة لأمة الإسلام وكشفا لمناورات الباطنيين،و فضحا لمخططاتهم.ولا أكتبهاـ يعلم الله ـ إرضاء لزعيم ، أو تزلفا لفئة ،أو مجاملة لوضع قائم .
وإذا كان التوقف عن عبادة من العبادات خوف الرياء لا يجوز؛ فإن السكوت عن قول كلمة الحق خوف أن يقال بأنها تجري مع ركب السلاطين في بلد ما هو سكوت عن كلمة الحق .والساكت عن الحق شيطان أخرس .
وإذا كانت بروتوكولات حكماء صهيون قد كشفت بواسطة امرأة فرنسية كما هو معلوم من قصتها .فإن كشف مخططات الروافض لم يكن له ذات السبب أو ما يشابهه ، بل إن الذي كشفه رجال الطائفة نفسها لأنهم كما تقول أخبارهم : مبتلون بالنزق وقلة الكتمان [أصول الكافي 1 / 401 ] هذا على الرغم من أن نصوصهم تقول لهم (( إنكم على دين من كتمه أعزه الله ، ومن أذاعه أذله الله)) [السابق 2/222]، (( اتقوا الله في دينكم فاحجبوه بالتقية فإنه لا إيمان لمن لا تقية له )) [السابق:2/218]، (( إن تسعة أعشار الدين في التقية ولا دين لم لا تقية له )) [الكافي 2 / 218]. لكنهم خالفوا هذه الوصايا وأذاعوه .. ، وقد يكون هذا من نعم الله على المسلمين ليعرفوا الحقيقة التي حجبتها غيوم من التقية ، وسحب من الكتمان ، مدداً طويلة .
ووسائل الرافضة لتنفيذ مخططاتهم متنوعة ، حتى قال عنها الخبير بمذهبهم والعارف بحالهم عبد العزيز شاه ولي الله الدهلوي بأنها (( كبيرة جداً ولا تدري اليهود بعشرها )) [مختصر التحفة ص25]
ولكن سأخصص هذه الدراسة لبروتكولاتهم حول الحرمين لتزايد فتنتهم واستعلان شرهم حول الديار المقدسة في هذه الأيام ، على أني سأحاول إن شاء الله أن قوم بدراسة شاملة وعرض عام للخطط والبروتوكولات عندهم في مبحث لاحق .
كما أن هذه الدراسة لا تعني الاستيعاب الكامل لكل خططهم حول الحرمين ، ولكنها عرض لأهم الخطط وأخطرها مما هو جديد على الناس .وما أعرضة هنا مأخوذ من وثائقهم ومصادرهم المتعمدة عندهم باعترافهم .
فهذه النصوص إما مأخوذة من كتبهم الأربعة التي هي عمدة المذهب وعليها المعول وهي : الكافي ، والتهذيب ، والاستبصار ، ومن لا يحضره الفقيه .
قال شيخهم المعاصر محمد صادق الصدر : (( إن الشيعة مجمعة على اعتبار الكتب الأربعة وقائلة بصحة كل ما فيها من روايات )) [الشيعة ص 127]
أو كتبهم الأربعة المتأخرة وهي : الوافي ، وبحار الأنوار ، والوسائل ، ومستدرك الوسائل . قال عالمهم المعاصر محمد صالح الحائري : (( وأما صحاح الإمامية فهي ثمانية : أربعة منها للمحمدين الثلاثة الأوائل ، وثلاثة بعدهما للمحمدين الثلاثة الأواخر وثامنها لحسين المعاصر النوري ))
فهم يعدون هذه الثمانية صحاحهم المعتمدة ، أو ما هو في منزلة الكتب الأربعة المتقدمة . حيث إن لهم كتباً كثيرة جداً قالوا إنها لا تقل عن الكتب الأربعة المتقدمة في الاعتماد ، كما بين ذلك المجلسي في بحاره [منهاج عملي للتقريب ( مقال للحائري في كتاب الوحدة الإسلامية صفحة 233 ).انظر : بحار الأنوار ج 1 / صفحة 26 . وما بعدها]
وكما ترى ذلك أيضاً في مقدمات تلك الكتب بأقلام شيوخهم المعاصرين .والخلاصة أنني لم أنقل إلا يعتمدونه من كتبهم . فالمسلم مأمور بالتزام العدل حتى مع طوائف الكفر ، وإن وجد في نفسه ما وجد ( ولا يجرمنكم شنئان قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى ) [المائدة : 8 ] كما أن هذا ما يتفق مع المنهج العلمي ، ووجوب أداء الأمانة على وجهها .
هذا وستجد أنني في عرضي للبروتوكولات قد لا أطيل في التعقيب والتحليل ، وقد أترك البروتوكول يتحدث بنفسه لصراحته .
وما كان لي أنشر هذه الوثائق إلا بعد أن تفاقم كيد روافض عصرنا ضد بيت الله المطهر وحجاجه ، وخفي على كثير من المسلمين أن أعمالهم وجرائمهم إنما تصدر من اعتقاد كما بينته أصولهم ومصادرهم ، وشواهد التاريخ وحقائق الواقع ولكن أكثر الناس لا يقرءون وبعدما خرج مذهبهم الجديد في ولاية الفقيه . والذي لا يعرفه أسلافهم القدماء [تسمى الشيعة بالاثنى عشرية لقولها باثني عشر إماماً ( لا يجوز أن يتولى الخلافة على المسلمين سواهم ، وآخرهم لا وجود له ولا ظهور ولكن يتولى عنة نواب مخصوصون ثم عممت النيابة عنة لجميع شيوخ الرافضة على اختلاف بين المتأخرين منهم في قدر النيابة كما سيأتي ) . كما تلقب بالرافضة لرفضها إمامة أبي بكر وعمر أو لرفضها زيد ابن علي لما ترضى عن الشيخين كما تسمى بالجعفرية لانتسابها إلى جعفر بن محمد الصادق .ويرى جمع من الباحثين أن لفظ الشيعة إذا أطلق اليوم لا ينصرف إلا إليهم ولذا فإنك ستجد في هذه الرسالة استخدام هذه المصطلحات للتعبير عن حقيقة واحدة، وإن كان في الحقيقة من يذهب هذا المذهب لا يمت للشيعة بصلة فهم روافض ومدعو التشيع، ولكن نستخدم هذا المصطلح لاشتهارهم به اليوم. ].
هذا ولأن بعض هذه البروتوكولات مبنية على مبدأ غيبة إمام الإثنى عشرية ومسألة النيابة عنة أو ما يسمى بولاية الفقيه ، ولأن كثير من الناس يجهل مسألة الغيبة وقضية النيابة . فإنني سأقدم تمهيداً موجزاً أعرف القارئ مبدأ الغيبة عندهم ومسألة النيابة عن الغائب لدى الروافض الأوائل ، وعند المعاصرين، وقد حاولت أن لا أتوسع في الغرض لئلا يطول حجب القارئ عن الموضوع الأساسي.
وأسأل الله سبحانه أن يبصر المسلمين بحقيقة أعدائهم ويرد كيد الباطنيين والزنادقة والمنافقين في نحورهم ويعز الإسلام وينصر المسلمين.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم أجمعين.

تمهيد

الغيبة والمهدية

يعتقد الروافض أن إمامهم الحسن العسكري المتوفى سنة (260 هـ) لم يمت عقيما كما يقول التاريخ ، بل له ولد، اختفى إثر ولادته ومنذ ذلك الحين إلى يومنا هذا وهم ينتظرون ظهوره،!_ أي منذ أكثر من أحد عشر قرنا. وهذه العقيدة لا تزال موجودة في أذهان الروافض إلى اليوم رغم تقدم العلم، وتطور وسائل المعرفة حتى أن آيتهم محمد باقر الصدر[صاحب كتابي (فلسفتنا) و ( اقتصادنا) وفيها تظهر براعة عقلية..، ولكنه حين يتحدث عن عقائدهم تتضاءل عقليته، ويختفي وهج تفكيره بل يعود كطفل من الأطفال في تعقله وتخيله لخرافات وأساطير هي عقائد عند قومه مما يدلك على أن التعصب والتحزب يلغي ملكة التفكير] يقول : (( كل ما في الأمر أنه عليه السلام يعيش بشخصية ثانوية متكونة من اسم مستعار ، وعمل معين ،وأسلوب في الحياة غير ملفت للنظر ،ولا يمت إلى الإمامة والقيادة والصلة [تاريخ ما بعد الظهور ص 272]، أي أنه يعيش بين الناس باسم مزور وشخصية مصطنعة ،وهو عندهم الحاكم على المسلمين، وكل من تولى على العالم الإسلامي من خلفاء على امتداد التاريخ فهم طواغيت ، ومن تابعهم من المسلمين فهو في عداد المشركين .
وهذه العقيدة منذ سنة 260 هـ إلى اليوم هي أساس مذهب الروافض ،ويهتم بها آيات الرافضة، ومراجعها حتى يعدون منكرها أكفر من إبليس [انظر ابن بابويه : إكمال الدين ص 13]. إذ بها يستمدون القداسة بين شيعتهم ، وبواسطتها يأخذون الأموال من أتباعهم باسم خمس (( الغائب ))، وعن طريقها يدعون الصلة بأهل البيت وقد اضطروا للقول بهذه العقيدة البعيدة عن العقول ، لأنهم قد حصروا الإمامة بأولاد الحسين وبأشخاص معينين منهم على اختلاف بينهم في تحديد الإمامة [وقد وقعت اختلافات كثيرة بينهم في تعيين الإمام من بين ذرية الحسين حتى بلغت فرقهم _بنقل الرافضة نفسها _ ثلاثا وسبعين فرقة، مع أنهم يزعمون أن الله سبحانه نص على هؤلاء الأئمة ، وأيدهم بالوحي والمعجزات، وأنزل عليهم كتبا مقدسة إلخ، ولو كان شيء من ذلك لما وقع اختلاف بينهم في تعيين الإمام، بل ولتغير وجه التاريخ ]
ولكنهم فوجئوا في سنة260هـ بوفاة الحسن العسكري _ وهو الإمام الحادي عشر عندهم _ عقيما فافترقوا في هذا وتحيروا حتى بلغت فرق شيعة الحسن أربع عشرة فرقة كما يقول النوبختي أو خمس عشرة فرقة كما يقول القمي .وهما من الرافضة ومن عايش تلك الأحداث إذ هما من شيوخهم في القرن الثالث .
وساد الشك أوساط الشيعة وغلبت عليهم الحيرة ،ذلك أنهم قد قالوا لأتباعهم إن الإمامة هي أصل الدين وأساسه حتى جاء في نصوص الكافي أقدس كتاب عندهم في الحديث والرواية : أنها أعظم أركان الإسلام [أصول الكافي ج 2 ص 18 ] ،وأنها أهم من النبوة [انظر : أصول الكافي 1 / 175 ، وبهذا المعنى قال شيخهم نعمة الجزائري : (( والإمامة العامة التي هي فوق درجة النبوة والرسالة )) ، ( زهرة الربيع صفحة 12 ) . وقال هادي الطهراني أحد مراجعهم وآياتهم في هذا العصر (( الإمامة أجل من النبوة )) ( ودائع النبوة صفحة 114 ) .ولو كان الأمر كما يقولون لبينه الله في كتابه غاية البيان ، ولبلغه الرسول البلاغ المبين ، ولنقلته الأمة أجمع ، وأجمع عليه المسلمون ولكن هذه الدعاوى من كيد أعداء هذه الأمة ضد الخلافة الإسلامية.] وأن الأرض لا تخلو من إمام لحظة ولو بقيت الأرض بغير إمام لساخت [أصول الكافي : 1/179].(ولو أن الإمام رفع من الأرض ساعة لماجت بأهلها كما يموج البحر بأهله. [أصول الكافي : 1/179]بل قالوا :إن ((القرآن لا يكون حجة إلا بقيم )) [أصول الكافي : 1/ 188 ، وانظر :رجال الكشي ص 420، علل الشرائع ص 192 ، المحاسن ص 268، وسائل الشيعة :18/ 144] وهو الإمام .والإجماع لا حجة فيه. وإنما الحجة في قول الإمام [انظر:تهذيب الوصول إلى علم الأصول لابن المطهر ص 70، أوائل المثالات للمفيد ص 99-100 ، وراجع كتب الأصول عندهم عامة]، والوحي لم يتوقف بوفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ـ كما أجمع المسلمون ـ بل استمر . لأن قول الإمام _ بزعمهم _ كقول الله، حتى قال شيخهم المازندراني : يجوز لمن روى حديثا عن الإمام أن يقول فيه قال الله[ شرح جامع (على الكافي) للمازندراني: 2/272.]
وكل هذه الدعاوى وغيرها كثير تشتمل عليها عقيدتهم في الأئمة ثم فجأة يسقط هذا الأساس، وتتهاوى معه مزاعم الرافضة وينكشف الأمر أمام الأتباع وتتضح الحقيقة لكل ذي عينين بوفاة الإمام بلا عقب، حتى قالت كتب الفرق عندهم بأنه مات و((لم ير له خلف ،ولم يعرف له ولد ظاهر ،فاقتسم ما ظهر من ميراثه أخوه جعفر وأمه )) [المقالات والفرق ص 102 ، فرق الشيعة ص 96 ] . فبدأت التنظيمات السرية تعمل لتفادي هذا الخطر المحدق قبل أن ينفرط سلك الأتباع ، ويموت المذهب. وتحكي كتب الفرق عندهم تباين اتجاهاتهم في الخروج من هذا المأزق فمنهم من قال : إن الحسن بن علي حي لم يمت وإنما غاب وهو القائم ولا يجوز أن موت ولا ولد له ظاهر لأن الأرض لا تخلو من إمام )) [المقالات والفرق ص 106 ، فرق الشيعة ص96] .وذهبت فرقة أخرى إلى الاعتراف بموته ، ولكنها قالت بأنه حي بعد موته وهو ائب الآن وسيظهر [المقالات والفرق ص 107 ،فرق الشيعة ص 97]. بينما فرق أخرى حاولت أن تنقل الإمامة من الحسن إلى أخيه جعفر ، وأخرى أبطلت إمامة الحسن بموته عقيما [المقالات والفرق ص 109 ،فرق الشيعة ص100 _101]وطائفة أخرى (وهم المسلمون بالشيعة اليوم )زعموا بأن للحسن العسكري ولدا (( كان قد أخفى (أي الحسن ) مولده ، وستر أمره لصعوبة الوقت ، وشدة طلب السلطان له فلم يظهر ولده في حياته ، ولا عرفه الجمهور بعد وفاته )) [الإرشاد للمفيد ص 389].وهذا الولد المزعوم والذي يقول التاريخ بأنه لا حقيقة له هو الذي يزعم آيات الشيعة أنهم نوابه _ كما سيأتي _وبواسطته تخلصوا من أهل البيت فأصبحوا يتبعون معدوما لا وجود له .

عقيدة الغيبة عند فرق الروافض

وفكرة الإيمان بإمام خفي أو غائب تكاد توجد لدى معظم فرق الروافض التي وجدت في التاريخ الإسلامي [ولذلك سبب كشفته لنا وثائق الرافضة اليوم سيأتي ذكره بعد هذا البحث] .فتذهب هذه الفرق بعد موت من تدعي الإمامة فيه من أهل البيت إلى إنكار موته ،والقول بخلوده ، واختفائه عن الناس ، وعودته إلى الظهور في المستقبل ، مهديّا يملأ الأرض عدلا كما ملئت ظلما وجورا . ولا نختلف هذه الفرق إلا في تحديد الإمام الذي تدعي له العودة ، كما تختلف في تحديد الأئمة وأعيانهم ،الذين يعتبر الإمام الغائب واحدا منهم . ويعد ابن سبأ اليهودي أول من أدخل هذه العقيدة عليهم ، ولذا فإن القمي والنوبختي (وهما من شيوخهم في القرن الثالث ) والشهرستاني قالوا بأن السبئية أول فرقة قالت بالوقف على علي [أي لم تسق الإمامة لمن بعده]وغيبته [انظر :المقالات والفرق للقمي ص 19 _20 ، فرق الشيعة للنوبختي ص 22].ثم انتقلت هذه الفكرة من السبئية إلى الكيسانية [الملل والنحل للشهرستاني : 1/ 174]حيث قالت لما مات محمد بن الحنفية ( أحد أبناء أمير المؤمنين علي ) وكانت تدعي أنه إمامها . قالت : (( إنه حي لم يمت ،وهو في جبل رضوى بين مكة والمدينة ، عن يمينه أسد ، وعن يساره نمر ، موكلان به يحفظانه إلى أوان هي من فرق الروافض تقول :بإمامة محمد بن الحنفية ، وسميت كيسانية نسبة للمختار ابن أبي عبيد الثقفي لأن لقبه كيسان وكذلك تسمى بالمختارية والكيسانية فرق بلغت إحدى عشرة فرقة ، وقد ادعى المختار نزول الوحي عليه وقال بالبداء وضلالات أخرى ، خروجه وقيامه ، وقد تغنى شعرائهم بذلك حتى قال شاعر هم (كثير غزة).
ألا إن الأئمة من قريش ولاة الحق أربعة سواء
علي والثلاثة من بنيه هم الأسباط ليس بهم خفاء
فسبط سبط إيمان وبر وسبط غيبته كر بلاء
وسبط لا يذوق الموت حتى يقود الخيل يقدمها اللواء
تغيب لا يرى عنا زمانا برضوى عنده عسل وماء
[انظر مسائل الإمامة ص 26 ،مقالات الإسلاميين 1/92 ، الفرق بين الفرق ص 41 وقد أوردت كتب المقالات أيضا أشعارا في هذا المعنى لشعراء آخرين . (انظر : مسائل الإمامة ص 26 _29 ) وقد نظم البغدادي أبياتا في الرد عليها . انظر :الفرق بين الفرق : ص 41 _ 43]
وقد حددت الكيسانية مدة غيبة ابن الحنفية بسبعين عاما ، وأنه سيظل هذه المدة بجبل رضوى ثم يظهر فيقيم لهم الملك ويقتل لهم الجبابرة من بني أمية [مسائل الإمامة ص 27]. ولكن مضت السبعون سنة ولم تتحقق هذه الوعود . فاخترعوا عقيدة البداء [وهي عقيدة حاولوا أن ينسبوا الجهل فيها إلى علام الغيوب لا إلى أئمتهم صفة الإخبار بالمغيبات فإذا أخبروا عن الأئمة بشيء من الغيب فجاء ذلك الشيء على ما قالوه افتخروا وقالوا ألم نعلمكم أن هذا يكون فنحن نعلم من قبل الله وإن لم يقع ذلك الشيء الذي أخبروا بوقوعه قالوا لشيعتهم بدا لله في ذلك. والبداء في الأصل عقيدة يهودية ضالة ، ثم قالت بالبداء ، فرق السبئية المدعية للتشيع والمنتسبة لابن سبأ اليهودي ،ففرق ا لسبأية كلهم يقولون بالبداء ، ثم أخذ بفكرة المختار بن أبي عبيد الثقفي لأنه كان يدعي علم الغيب فكان إذا حدث خلاف ما أخبر به قال: قد بدا لربكم.
والبداء في اللغة _ كما جاء في القاموس _ يرد بمعنيين : الظهور والانكشاف ونشأة الرأي الجديد ، وكلاهما يستلزم سبق الجهل بالأمر ، ويتنزه الله جل علاه عن ذلك . وعقيدة البداء ورثتها الإثنا عشرية عن السبئية اليهودية، ( انظر :نصوص البداء عند يهود في الفصل السادس من تكوين التوراة ص 12،وانظر في مسألة البداء عند الرافضة المقالات والفرق للقمي ص 78 ، وفرق الشيعة للنوبختي ص 55 أصول الكافي : باب البداء 1/146 ، بحار الأنوار : 24/ 92_129، وانظر في نقد هذه العقيدة الباطنة : الوشيعة ص112_118،مختصر التحفة الإثني عشرية ص315)]للتخلص من هذه المعضلة وما ماثلها وحاول بعض شعرائهم توطين أصحابه وتسكن ثائرتهم وأن يرضوا بالانتظار ولو غاب مهديهم عمر نوح عليه السلام فقال :
لو غاب عنا عمر نوح أيقنت منا النفوس بأنه سيؤوب
إني لأرجوه وآمله كما قد كان يأمل يوسف يعقوب
[مسائل الإمامة ص/29]
ثم شاعت دعوى الغيبة بين فرق الروافض ، فكل فرقة إذا مات إمامها أنكرت موته وزعمت أنه غائب وسيعود، وتنفرد الإثنا عشرية عنهم بأنها زعمت وجود ولد لم يولد أصلا وقالت إنه غاب وهو رضيع وسيعود، ووراء هذه الدعاوى في الغيبة سر كشفته وثائق الإثني عشرية نفسها فاستمع إليه:
أسباب دعاوى الغيبة

من خلال الخصومة والنزاع بين فرق كل الروافض حيث كل طائفة تنادي بإمام لها أو مهدي ، وتكذب الأخرى ، تسربت الحقيقة استمع _ مثلا_ إلى ما ترويه طائفة الإثنى عشرية من الرافضة في تكذيبها طائفة أخرى من الرافضة أيضاً وقفت على موسى الكاظم وأنكرت موته ، وادعت أنه غاب وسيرجع ، وخالفت من ذهب إلى القول بإمامة ابنه من بعده فقالت الاثنا عشرية((مات أبو إبراهيم (موسى الكاظم ) وليس من قوامه [أي نوابه ووكلاؤه . وهم الذين يأكلون أموال الناس باسم خمس الإمام وحق الإمام وقد انتشروا في العالم الإسلامي في ذلك الزمان] إلا وعنده المال الكثير، وكان ذلك سبب وقفهم وجحدهم موته ، طمعاً في الأموال ، كان عند زياد بن مروان القندي سبعون ألف دينار، وعند علي بن أبي حمزة ثلاثون ألف دينار )) [الغيبة للطوسي ص 42_43، الإمامة لابن بابوية ص75، وانظر علل الشرائع لابن بابوية الصدوق :1/235، رجال الكشي ص493،598]. وجاءت عندهم روايات كثيرة في هذا المعنى تكشف ما خفي [انظر ذلك في الغيبة للطوسي ص 43 وما بعده،ورجال الكشي /الروايات رقم : 759، 871، 888، 893] .
إذن وراء دعوى غيبة الإمام وانتظار رجعته الرغبة في الاستئثار بالأموال فإذا ما توفي الرجل الذي يدعون إمامته أنكروا موته لتحقيقي أمرين :
الأول : لتبقى الأموال التي اكتسبوها في أيديهم ولا يسلموها لمن بعده من ذريعته .
الثاني : ليستمر دفع الأموال إليهم باسم خمس الإمام الغائب . وهكذا تستمر عمليات النهب والسلب ، والضحية هم هؤلاء السذج المغفلون الذين يدفعون أموالهم إلى أولئك المخادعين الذين زعموا بأنهم نواب الإمام الغائب .
وقد استمرأت فرق الرافضة هذه الغنيمة الباردة فلا يموت إمام حتى تسارع طائفة منهم إلى إنكار موته ، وإعلان غيبته ، ودعوى النيابة عنه ، والتبشير بعودته من قريب مهدياًّ يملأ الأرض عدلاً، ويدفع إليهم القناطر المقنطرة من الذهب والفضة.
وإلى اليوم يتمسك شيوخ الروافض ومراجعهم بعقيدة الغيبة ليظل هذا المال يتدفق عليهم من كل حدب وصوب فيأخذونه باسم النيابة عن الإمام الغائب حيث فرضوا على الأتباع الخمس للإمام، ويأخذه هؤلاء الآيات بلا تعب، لأنهم يقولون يجب دفع الخمس للفقيه زمن الغيبة.[ انظر :النور الساطع/لشيخهم المعاصر علي كاشف الغطا:1/439]ومن لم يدفع فهو في عداد الكافرين.
يقول شيوخهم ومراجعهم : (( من منع منه درهما أو أقل كان مندرجاً في الظالمين لهم (أي أهل البيت ) والغاصبين لحقهم ، بل من كان مستحلاً لذلك كان من الكافرين )) [العروة الوثقى / لليزدي ج 2 ص 366]
ولذا قال د. علي السالوس في السخرية بهذا المبدأ :إن مسلمي اليوم إن أرادوا ألاّ يحكم عليهم الجعفرية بالكفر فعليهم أن يجمعوا خمس مكاسبهم ورؤوس أموالهم ويبعثوا بها إلى علماء الجعفرية [أثر الإمامة في الفقه الجعفري ص /394].
ويقول : (( من واقع الجعفرية في هذه الأيام نجد أن من أراد أن ينجح يقوّم كل ممتلكاته جميعاً ، ثم يدفع خمس قيمتها إلى الفقهاء الذين أفتوا بوجوب هذا الخمس وعدم قبول حج من لم يدفع، واستحل هؤلاء الفقهاء أموال الناس بالباطل [أثر الإمامة ص/391].
قلت : ولعل هذا هو أحد العوامل في حرص حكومة الآيات على زيادة حصتهم من عدد الحجاج في كل عام . مع أن مسألة الخمس الذي يقول به هؤلاء لا يعرفها دين الإسلام.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (( وأما ما تقوله الرافضة من أن خمس مكاسب المسلمين يؤخذ منهم، ويصرف إلى من يرونه هو نائب الإمام المعصوم أو إلى غيره ، فهذا قول لم يقله قط أحد من الصحابة لا علي ، ولا غيره ، ولا أحد من التابعين لهم بإحسان، ولا أحد من القرابة لا بني هاشم ولا غيرهم وكذلك من المعلوم بالضرورة أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يخمس أموال المسلمين ولا طالب أحدا قط من المسلمين بخمس ماله )) [منهاج السنة : 3/154] .

وهذه الأموال التي يأخذها الآيات باسم حق الإمام الغائب تتدفق اليوم عليهم كالسيل من كل قطر، وهي من أكبر العوامل على بقاء خرافة الغيبة إلى اليوم، وإليها يُعزى حماس الروافض في الدفاع عن مذهبهم ، لأنهم يرون فيمن يمس المذهب أنه يحاول قطع أرزاقهم، بل لعل هذا من أسباب بقاء الخلاف وتوسيع نطاقه مع سائر المسلمين.

ولذا قال د. السالوس : ((وأعتقد أنه لولا هذه الأموال لما ظل الخلاف قائما بين الجعفرية وسائر الأمة الإسلامية إلى هذا الحد ، فكثير من فقهائهم يحرصون على إذكاء هذا الخلاف حرصهم على هذه الأموال)) [أثر الإمامة ص 408] .

هذا ، وثمة أسباب أخرى لنشوء فكرة الغيبة عندهم منها تطلع الرافضة إلى قيام كيان سياسي لهم ، مستقل عن دولة الإسلام وهذا ما نلمسه في اهتمامهم بمسألة الإمامة . ولما خابت آمالهم ، وغُلبوا على أمرهم ، وانقلبوا صاغرين ،هربوا من الواقع إلى الآمال والأحلام كمهرب نفسي ينقذون به أنفسهم من الإحباط ، وشيعتهم من اليأس، فأخذوا يبثون الأمل ويبعثون الرجاء في نفوس أصحابهم ويمنونهم بأن الأمر سيكون في النهاية لهم.

ومنها أن التشيع كان مأوى قلوب أصحاب النحل والأهواء ، لأنهم يجدون من خلاله الجو المناسب لتحقيق أهدافهم والعودة إلى معتقداتهم فانضم إلى ركب التشيع أصناف من أصحاب النحل والاتجاهات الغالية وكان هذا الخليط يشطح بالشيعة نحو معتقداته الموروثة . ولهذا نجد مسألة الغيبة لها جذورها في بعض الديانات والنحل مما لا يستبعد معه أن لأتباع تلك الديانات دورا في تأسيس هذه الفكرة في أذهان الشيعة كالمجوسية مثلا ، فالمجوس تدعي أن لهم منتظراً حياً باقيا من ولد بشتا سف بن بهرا سف يقال له إبشاوثن وأنه في حضن عظيم من [لعلها (( بين ))] خرا سان والصين[تثبيت دلائل النبوة :1/179].

النيابة عن المنتظر

أرسيت دعائم فكرة الغيبة لولد الحسن العسكري، وكان لابد من وجود وكيل مفوض يتولى شئون الأتباع في أثناء فترة الاحتجاب، ويكون الواسطة والباب للغائب في السرداب، أو في جبال رضوى، أو وديان مكة _ على اختلاف أخبارهم _ فكان أول زعيم تولى شئون الشيعة -كما كشفت ذلك أوراق الإثني عشرية - هي امرأة (وما أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ) [البخاري، كتاب المغازي، باب كتاب النبي r إلى كسرى وقيصر : 5/ 136 ، والترمذي ،كتاب الفتن : 8/527 _528 (2262 )، والنسائي باب النهي عن استعمال النساء في الحكم :8/ 227] .
إذ بعد وفاة الحسن العسكري، وإشاعة وجود الولد المختفي، وبقاء الشيعة بدون إمام ظاهر، بدأ الشيعة يتساءلون إلى من يرجعون . ففي سنة (262 هـ) أي بعد وفاة الحسن العسكري بسنتين ، توجه بعض الشيعة [وهو ما تقول الرواية أحمد بن إبراهيم وانظر: رجال الحلي ص 16]إلى بيت الحسن العسكري، وسأل _ كما تقول الرواية _ خديجة بنت محمد ابن علي الرضا عن ولد الحسن العسكري المزعوم ، فسمته له [يلحظ أنهم يحرمون تسميته حتى قالوا من سماه فهو كافر]يقول راوي الخبر (( قلت لها فأين الولد ؟ قالت:مستور ، فقلت : إلى من تفزع الشيعة ؟ قالت : إلى الجدة أم أبي محمد عليه السلام )) [الغيبة للطوسي : ص138].
ويبدو أن رجال الرافضة أرادوا أ، تبقى النيابة عن الغائب في بيت الحسن العسكري ، فأشاعوا بين أتباعهم في بداية الأمر أن أم الحسن العسكري هي الوكيلة المنتظرة ، فهي الرئيسة العامة للمسلمين !! (بالنيابة ). ويظهر أن هذا التعيين كان القصد منه إيجاد الجو المناسب لنمو هذه الفكرة بين الأتباع لأن أم الحسن هي الوصية للحسن بعد وفاته كما تذكر أخبار الشيعة ، فكان من الطبيعي أن تتولى النيابة عن ابنه،
إلاّ أن محاربة بيت الحسن العسكري لفكرة الولد قد وجه رجال الشيعة إلى اختيار رجل من خارج أهل البيت ، ولهذا جاء في الغيبة للطوسي (( ولد الخلف المهدي صلوات الله عليه سنة ست وخمسين ومائتين ، ووكيله عثمان بن سعيد ، فلما مات عثمان بن سعيد ، أوصى إلى أبي جعفر محمد بن عثمان ، وأوصى أبو جعفر إلى أبي القاسم الحسين بن روح ، وأوصى أبو القاسم إلى أبي الحسن علي بن محمد السمري )) [الغيبة للطوسي : ص 241 _242] .
فهؤلاء الأربعة ، ويزاحمهم على مسألة النيابة آخرون، هم من خارج بيت الحسن، وتمثل نيابتهم صلة شخصية مباشرة بالمهدي المنتظر .ولذلك تسمى فترة نيابتهم في عرف الإثني عشرية بالغيبة الصغرى . وهؤلاء النواب الأربعة لهم ما للإمام من حق الطاعة ، وثقة الرواية .
جاء في الغيبة للطوسي أن الحسن العسكري قال (( هذا إمامكم من بعدي (وأشار إلى ابنه ) وخليفتي عليكم أطيعوه ولا تتفرقوا من بعدي فتهلكوا في أديانكم ، ألا وإنكم لا ترونه من بعد يومكم هذا حتى يتم له عمر فاقبلوا من عثمان (الباب الأول ) ما يقوله، وانتهوا إلى أمره فهو خليفة إمامكم والأمر إليه )) [الغيبة للطوسي : ص 217] ، فما قاله لكم فعني يقوله وما أدى إليكم فعني يؤديه [السابق : ص 15].وهكذا أصبح للباب حق النيابة عن الإمام والأمر إليه، لقبوله صفة القداسة والعصمة، لأنه ينطق عن الإمام ، ويؤدي عنه، ولذلك فإن من خالف هؤلاء الأبواب حلت به اللعنة ، واستحق النار. كما جاء في التواقيع التي خرجت من المنتظر في حق من خالف هؤلاء الأبواب [انظر : الغيبة للطوسي : ص 244]. إذن مسألة النيابة لهؤلاء الأربعة تخولهم التشريع، لأنهم ينطقون عن المعصوم ، وللمعصوم حق تخصيص ، أو تقييد، أو نسخ نصوص الشريعة ولذلك كان للتوقيعات الصادرة منهم نفس المنزلة التي لكلام الإمام . وكذلك تخولهم إصدار صكوك الغفران أو الحرمان، وأخذ أموال الوقف والزكاة والخمس باسم الإمام . ولكن هذه النيابة المباشرة انتهت إذ ( لما حضرت السمري الوفاة سئل أن يوصي فقال لله أمر هو بالغه . فالغيبة التامة هي التي وقعت بعد السمري )) [الغيبة للطوسي : ص241 _ 242]. وقد يكون من أهداف موافقة القواعد الشيعية لإغلاق السمري للبابية وإشاعة ذلك بين الأتباع هو المحافظة على فكرة غيبة المهدي من افتضاح حقيقتها وانكشاف أمرها ، حيث كثر الراغبون فيها من شيوخ الشيعة ولا سيما في عهد سلفه أبو القاسم بن روح ، وعظم النزاع بينهم ووصل الأمر إلى التلاعن والتكفير والتبري ، كما يلحظ ذلك في التوقيعات التي خرجت على يد الأبواب منسوبة للمنتظر [انظر المصدر السابق :ص244 وما بعدها]. فأغلق السمري حكاية البابية . وهنا حصل تطور آخر في مسألة النيابة ، وفي المذهب الشيعي عموماً، حيث جعلت النيابة حقًّا مطلقاً للشيوخ ، فقد أصدرت الدوائر الإثني عشرية (( توقيعا )) منسوبا للمنتظر الموهوم ، وخرج بعد إعلان انتهاء البابية على يد السمري يقول التوقيع (( أما الوقائع الحادثة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فأنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله )) [الكافي _مع شرحه مرآة العقول _ 4 / 55 ، إكمال الدين ص 451 ، الغيبة للطوسي ص 177 ، الإحتجاج للطبرسي : وسائل الشيعة : 18 / 101 ، محمد مكي العاملي / الدرة الطاهرة ص 47]فأعلن انقطاع الصلة المباشرة بالمهدي وفوض أمر النيابة عن المنتظر إلى رواة حديثهم وواضعي أخبارهم . ولقد حقق هذا ((الإعلان )) مجموعة من الأهداف ، فقد أصبحت دعوى البابية غير مقصورة على واحد ، لئلا تنكشف حقيقة أمره بسهولة ، وبمجرد مراقبة مجموعة له، ولذلك يلاحظ كثرة الشك والتكذيب في فترات الغيبة الأولى .
كما أن ذلك خفف التنافس على البابية التي كان لها آثارها ، فبقيت مشاعة بين شيوخ الشيعة ، وأطلق على انقطاع البابية الخاصة وتحولها إلى نيابة عامة :الغيبة الكبرى ، فصار للإمام غيبتان صغرى وكبرى رغم أن لهم روايات لا تتحدث إلا عن غيبة واحدة.[ جاءت عندهم روايات صنعت _ فيما يبدو _ في الفترة الأولى من موت الحسن العسكري تحكي غيبة الابن المزعوم للحسن العسكري ، يقول بعضها: (( إن بلغكم عن صاحبكم غيبة فلا تنكروها )) (أصول الكافي :1 /340 ).فكأن هذه الرواية تلقي بفكرة الغيبة على الأتباع بدون تأكيد لتحسس ردة الفعل وتحسب لها حسابها ، وهي تذكر بأن له غيبة واحدة .وتؤكد بعض رواياتهم بأنه بعد هذه الغيبة سيظهر . جاء في الكافي (( عن أم هانئ قالت :سألت أبا جعفر محمد بن علي عليهما السلام عن قول الله تعالى:(فلا أقسم بالخنس الجوار الكنس ) (التكوير آية : 16،17 ) قالت : فقال:إمام يخنس سنة ستين ومائتين ثم يظهر ، فما بعد غيبته إلا الظهور . (أصول الكافي :1 / 341 ). فإغلاق السمري البابية قد يراد منه إشعارهم بقرب الظهور ولكن مرت الأيام والسنون ولم يظهر]
ولكن وضعت روايات تناسب هذا الوضع وتتحدث عن غيبتين يقول بعضها ((قال أبو عبد الله عليه السلام للقائم غيبتان أحدهما قصيرة والأخرى طويلة ، الأولى لا يعلم بمكانه إلا خاصة شيعته ، والأخرى لا يعلم إلا خاصة مواليه في دينه )) [الغيبة للنعماني ص 112].
فأنت ترى أن هذه الرواية أثبتت له غيبتين الأولى يتصل به خاصة شيعته ، وهذا قد يكون إشارة إلى السفراء الذين تناوبوا على دعوى البابية ، والأخرى يتصل به خاصة مواليه ،وقد أشارت رواية في الكافي إلى أن عددهم ثلاثون [انظر : أصول الكافي 1 / 340] ، فلم تنف رواياته الصلة المباشرة بالمنتظر في الحالتين ، رغم أن السمري حينما حل وظيفة البابية أصدر توقيعًا على لسان المنتظر يقول فيه :
(( من ادعى المشاهدة للمنتظر فهو كذاب مفتر )) [إكمال الدين لابن بابوية : 2/ 193 ، الغيبة للطوسي ص 257]. وإن شيوخهم يقولون بأنه وقعت في الغيبة الكبرى المحرومية العظمى من الإمام . يقول شيخهم النعماني بعد ذكره لأخبارهم في الغيبتين :
(( هذه الأحاديث التي يذكر فيها أن للقائم غيبتين أحاديث قد صحت عندنا فأما الغيبة الأولى فهي الغيبة التي كانت السفراء فيها بين الإمام عليه السلام وبين الخلق منصوبين ظاهرين موجودي الأشخاص والأعيان يخرج على أيديهم الشفاء من العلم وعويص الحكمة والأجوبة [هذه الأجوبة هي _حسب ما جاء في كتب الإثني عشرية _ من وضع جاهل بالإسلام ، أو ملحد أراد أن ينسب إلى دين الله تلك الشذوذات ليصد الناس عن سبيل الله ، ففيها إقرار الشرك بالله ، ومخالفة إجماع المسلمين في مسائل كثيرة ومناقضة للعقول الصريحة والفطر السليمة ومع ذلك هي عندهم من أوثق السنن (( أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا فإن الله يضل من يشاء )) (فاطر : 8 ) . انظر هذه الأجوبة في كتب الغيبة عند الإثني عشرية ، والاحتجاج للطبرسي:2 / 277 وما بعدها ، بحار الأنوار : ج 53 / 150 _ 246 وغيرها .] عن كل ما كان يسأل عنه من المعضلات والمشكلات وهي الغيبة القصيرة التي انقضت أيامها وتصرمت مدتها، والغيبة الثانية هي التي ارتفع فيها أشخاص السفراء والوسطاء[الغيبة للنعماني ص 115].
ولكن شيوخ الروافض يدعون في فترة الغيبة الثانية النيابة عن الإمام المنتظر ويستندون في ذلك على التوقيع الذي أظهره السمري عن منتظرهم ، والذي يحيلهم إلى رواة حديثهم في كل الحوادث الواقعة الجديدة.فليحظ أنه لم يحلهم على الكتاب والسنة وإنما أرجعهم إلى الشيوخ .
وقد تبوأ شيوخ الرفض بذلك منصب النيابة عن الغائب واستمدوا القداسة بين الأتباع بفضل هذه النيابة عن الإمام الذي أضفوا عليه تلك الصفات الخارقة ، والفضائل الكاملة ولذلك يطلقون على شيوخهم الذين وصلوا إلى منصب (( النيابة عن الإمام )) اسم (( المراجع وآيات الله )) فهم مظاهر الإمام المعصوم ولذلك يقرر أحد شيوخهم المعاصرين بأن الراد على النائب عن الإمام كالراد على الله تعالى وهو على حد الشرك بالله وذلك بمقتضى عقيدة النيابة .
يقول شيخهم المظفر : (( عقيدتنا في المجتهد الجامع للشرائط ، أنه نائب للإمام عليه السلام في حال غيبته ، وهو الحاكم والرئيس المطلق ، له ما للإمام في الفصل في القضايا والحكومة بين الناس ، والراد عليه راد على الإمام ، والراد على الإمام راد على الله تعالى ، وهو على حد الشرك كما جاء في الحديث عن صادق آل البيت _ عليهم السلام _ فليس المجتهد الجامع للشرائط مرجعا في الفتيا فقط ، بل له الولاية العامة فيرجع إليه في الحكم والفصل والقضاء ، وذلك من مختصاته لا يجوز لأحد أن يتولاها دونه إلا بإذنه كما لا تجوز إقامة الحدود والتعزيزات إلا بأمره وحكمه . ويرجع إليه في الأموال التي هي من حقوق الإمام ومختصاته. وهذه المنزلة أو الرئاسة العامة أعطاها الإمام عليه السلام للمجتهد الجامع للشرائط ليكون نائبا عنه في حال الغيبة ولذلك يسمى ( نائب الإمام ) [عقائد الإمامة : ص 57] .
فأنت ترى أن شيوخ الرافضة تخلوا عن آل البيت رأسا، وتعلقوا بهذا المعدوم، ووضعوا أنفسهم مكان الإمام من أهل البيت باسم هذا المعدوم وهذه غنيمة كبيرة، لذلك ما إن اتفقوا عليها _ بعد إخفاق فكرة البابية المباشرة - حتى اختفت الخلافات على منصب البابية، ورجعت فرق شيعية كثيرة ، فدانت بهذه الفكرة ، لأنها تجعل من كل واحد من تلك الرموز الشيعية (( إماما )) و ((مهديا )) (( وحاكما مطلقا مطاعا )) و(( جابيا للأموال))ولا يقاسمهم في ذلك أحد من أهل البيت ، ولا يفضحهم ويكشف أوراقهم رجل من أهل البيت .
ويبدو من التوقيع المنسوب للمنتظر أنه يجعل لشيوخ الطائفة حق النيابة في الفتوى حول المسائل الجديدة ، إذ هو يقول : (( فأما المسائل الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا )) كما سلف ، ولا يخولهم النيابة العامة ، ولكن الشيوخ توسعوا في مفهوم النيابة حتى وصلت إلى قمة غلوها في هذا العصر على يد الخميني وأتباعه كما سيأتي . وكما نلحظ شيئا من هذا في تقرير شيخهم المظفر لعقيدتهم في هذا الشأن، وكما تراه في دولتهم الحاضرة.
وقد كان لهؤلاء الشيوخ دعاوى عريضة حول الصلة بالمهدي بعد غيبته الكبرى .حتى ألف بعض شيوخهم المعاصرين كتابا في هذا سماه (( جنة المأوى فيمن فاز بلقاء الحجة ومعجزاته في الغيبة الكبرى )) [وهو من تأليف المجوسي اللعين كما يلقبه محب الدين الخطيب ، ويسمى حسين النوري الطبرسي (ت 1320 هـ ) وهو صاحب كتاب ( فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب ) .الذي يعد العار الأكبر والفضيحة الكبرى على شيعة خميني أبد الدهر].

مسألة النيابة أو ولاية الفقيه

تعتقد الإثنا عشرية أن الولاية العامة على المسلمين منوطة بأشخاص معينين بأسمائهم وعددهم ، قد اختارهم الله كما يختار أنبياءه [انظر : أصل الشيعة وأصولها ص / 58]وهؤلاء الأئمة أمرهم كأمر الله ، وعصمتهم كعصمة رسل الله ، وفضلهم فوق فضل أنبياء الله .
ولكن آخر هؤلاء الأئمة _ حسب اعتقادهم _ غائب منذ سنة (260هـ) ولذا فإن الإثني عشرية تحرم أن يلي أحد منصبه في الخلافة حتى يخرج من مخبئه، فيقولون : (( كل راية ترفع قبل راية القائم فصاحبها طاغوت )) [الكافي (مع شرحه للمازندراني ) : 12 /371] . قال شارح الكافي : وإن كان رافعها يدعوا إلى الحق [شرح جامع للمزازندراني : 12 / 371] .
وعلى هذا مضى شيعة القرون الماضية، وقد استطاعوا أن يأخذوا ((مرسوما إمامياً )) وتوقيعا من الغائب _على حد زعمهم _ يسمح لشيوخهم أن يتولوا بعض الصلاحيات الخاصة به ، لا كل الصلاحيات وهذا التوقيع - كما مر - يقول (( أما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا )) [الكافي ( مع شرحه مرآة العقول ): 4/ 55 ، إكمال الدين ص 451 ،وسائل الشيعة : 18/ 101].
وواضح من خلال هذا النص أنه يأمرهم بالرجوع في معرفة أحكام الحوادث الواقعة والجديدة إلى شيوخهم . ولذا استقر الرأي عند الشيعة على أن ولاية فقهائهم خاصة بمسائل الإفتاء وأمثالها ، كما ينص عليه ((توقيع المنتظر )) أما الولاية العامة التي تشمل السياسة وإقامة الدولة ، فهي من خصائص الغائب وهي موقوفة حتى يرجع من غيبته ، ولذلك عاش أتباع هذا المذهب وهم ينظرون إلى خلفاء المسلمين على أنهم غاصبون مستبدون ، ويتحسرون لأنهم قد استولوا على سلطان إمامهم ، ويدعون الله في كل لحظة على أن يعجل بفرجه حتى يقيم دولتهم ، ويتعاملون مع الحكومات القائمة بمقتضى عقيدة التقية عندهم ، لكن غيبة الحجة طالت ، وتوالت قرون قاربت الإثني عشر دون أن يظهر ، والشيعة محرومون من دولة شرعية حسب اعتقادهم ، فبدأت فكرة القول بنقل وظائف المهدي للفقيه تداعب أفكار المتأخرين منهم .
وقد أشار الخميني إلى أن شيخهم النراقي (ت 1245هـ) [أحمد بن محمد مهدي النراقي الكاشاني ( 1185 _ 1245 هـ)]والنائيني (ت 1355 هـ)[ حسين بن عبد الرحمان النجفي النائيني ( 1273 _ 1355 هـ )] قد ذهبا إلى أن للفقيه جميع ما للإمام من الوظائف والأعمال في مجال الحكم والإدارة والسياسة [ الحكومة الإسلامية : للخميني ص 74] .ولم يذكر الخميني أحداً من شيوخهم نادى بهذه الفكرة قبل هؤلاء ولو وجد لذكره ، لأنه يبحث عما يبرر مذهبه .
فإذاً : عقيدة عموم ولاية الفقيه لم توجد عند الإثني عشرية قبل القرن الثالث عشر . وقد التقط الخميني هذا الخيط الذي وضعه من قبله وراح ينادي بهذه الفكرة ، وضرورة إقامة دولة برئاسة نائب الإمام لتطبيق المذهب الشيعي فهو يقول :
(( واليوم _ في عهد الغيبة _ لا يوجد نص على شخص معين يدير شؤون الدولة ، فما هو الرأي ؟ هل تترك أحكام الإسلام معطلة ؟ أم نرغب بأنفسنا عن الإسلام ؟ أم نقول إن الإسلام جاء ليحكم الناس قرنين من الزمان فحسب ليهملهم بعد ذلك ؟ أو نقول إن الإسلام قد أهمل أمور تنظيم الدولة ؟ ونحن نعلم أن عدم وجود الحكومة يعني ضياع ثغور الإسلام وانتهاكها ، ويعني تخاذلنا عن أرضنا ، هل يسمح بذلك في ديننا ؟ أليست الحكومة يعني ضرورة من ضرورات الحياة ؟ )) [الحكومة الإسلامية ص 48] .
ويقول في موضع آخر : ((قد مر على الغيبة الكبرى لإمامنا المهدي أكثر من ألف عام ، وقد تمر ألوف السنين قبل أن تقتضي المصلحة قدوم الإمام المنتظر في طول هذه المدة المديدة ، هل تبقى أحكام الإسلام معطلة ؟ يعمل الناس من خلالها ما يشاءون؟ ألا يلزم من ذلك الهرج والمرج .القوانين التي صدع بها نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم وجهد في نشرها ، وبيانها وتنفيذها طيلة ثلاثة وعشرين عاما ، هل كان كل ذلك لمدة محدودة ؟ هل حدد الله عمر الشريعة بمائتي عام مثلا ؟ الذهاب إلى هذا الرأي أسوأ في نظري من الاعتقاد بأن الإسلام منسوخ )) [المصدر السابق : ص 26] .
ثم يقول : إذن فإن كل من يتظاهر بالرأي القائل بعدم ضرورة تشكيل الحكومة الإسلامية فهو ينكر ضرورة تنفيذ أحكام الإسلام ، ويدعو إلى تعطيلها وتجميدها ، وهو ينكر بالتالي شمول وخلود الدين الإسلامي الحنيف )) [المصدر السابق : ص 26 _27]. فخميني يرى لهذه المبررات التي ذكرها ضرورة خروج الفقيه الشيعي وأتباعه للاستيلاء على الحكم في بلاد الإسلام نيابة عن المهدي ، وهو يخرج بهذا عن مقررات دينهم ويخالف نصوص أئمته الكثيرة في ضرورة انتظار الغائب وعدم التعجيل بالخروج.[فعقيدة الانتظار من أصول شيعتهم السابقين ، وقد عقد شيخهم النعماني باباً لها في كتابه الغيبة ( ص 129 ) وجاءت رواياتهم كثيرة في هذا الباب مثل : (( كونوا أحلاس بيوتكم فإن الفتنة على من أثارها . (الغيبة للنعماني ص 131 ) (( أوصيك بتقوى الله وأن تلزم بيتك، وإياك والخوارج منا فإنهم ليسوا على شيء ولا إلى شيء )) قال المجلسي : (( والخوارج منا)) أي مثل زيد وبني الحسن )) بحار الأنوار : 52/ 136 ، الغيبة للنعماني ص 129 ). فأنت ترى أن أصولهم تمنع الخروج ولو كان عن طريق أهل البيت كزيد وبني الحسن فكيف بمن عداهم من شيوخ الشيعة ؟!!] .
بل إن أحد آياتهم ومراجعهم في هذا العصر يقول : (( وقد توافرت عنهم (ع) حرمة الخروج على أعدائهم وسلاطين عصرهم )) [محمد الحسيني البغدادي النجفي (يلقب بالآية العظمى ، والمرجع الديني الأعلى ) في كتابه وجوب النهضة لحفظ البضة ص 93] ، ذلك أن منصب الإمامة لا يصلح عندهم إلا للمنصوص عليه من عند الله ولا يعني رضاهم بهذه الحكومات . وهذه المبررات التي ساقها الخميني لبيان ضرورة إقامة الدولة الشيعية ، ونيابة الفقيه عن المهدي في رئاستها كان ينبغي أن توجه وجهة أخرى لو كان لشيوخ الشيعة صدق في القول ونصح لأتباعهم ، هذه الوجهة هي نقد المذهب من أصله الذي قام على خرافة الغيبة وانتظار الغائب ، والذي انتهى بهم إلى هذه النهاية . وعلى كل فهذه شهادة مهمة وخطيرة من هذا الحجة والآية على فساد مذهب الرافضة من أصله ، وأن إجماع طائفته كل القرون الماضية كان على ضلالة، وأن رأيهم في النص على إمام معين ، والذي نازعوا من أجله أهل السنة طويلا وكفروهم أمر فاسد أثبت التاريخ والواقع فساده بوضوح تام ، وها هم يضطرون للخروج عليه بقولهم ( بعموم ولاية الفقيه ) بعد أن تطاول عليهم الدهر ، ويئسوا من خروج من يسمونه صاحب الزمان ، فاستولوا حينئذ على صلاحياته كلها ، وأفرغ الخميني كل مهامه ووظائفه لنفسه ، ولبعض الفقهاء من بني جنسه ودينه ، لأنه يرى ضرورة تولي مهام منصب الغائب في رئاسة الدولة . ومن أجل إقناع طائفته بهذا المبدأ ألف كتابه (( الحكومة الإسلامية )) أو (( ولاية الفقيه )) .
وهو لا يوافق على ولاية كل أحد أمور الدولة ، بل يخصص ذلك بفقهاء الشيعة ، ويحصر الحكم والسلطان بهم ، حيث يقول : (( وبالرغم من عدم وجود نص على شخص من ينوب عن الإمام (ع) حال غيبته ، إلا أن خصائص الحاكم الشرعيموجودة في معظم فقهائنا في هذا العصر ، فإذا أجمعوا أمرهم كان في ميسورهم إيجاد وتكوين حكومة عادلة منقطعة النظير )) [الحكومة الإسلامية : ص 48_49].
وأقول إذا كانت حكومة الآيات والفقهاء لا مثيل لها في العدل _ كما يقول _ فما حاجتهم لخروج المنتظر إذا ؟ . وهو يرى أن ولاية الفقيه الشيعي كولاية رسول الله يقول : (( فالله جعل الرسول وليا للمؤمنين جميعا ومن بعده كان الإمام (ع) ولياً ومعنى ولايتهما أن أوامرهما الشرعية نافذة في الجميع )) [الحكومة الإسلامية: ص 51].ثم يقول : نفس هذه الولاية والحاكمية موجودة لدى الفقيه ، بفارق واحد هو أن ولاية الفقيه على الفقهاء الآخرين لا تكون بحيث يستطيع عزلهم أو نصبهم لأن الفقهاء في الولاية متساوون من ناحية الأهلية )) [الموضع نفسه من المصدر السابق] .فنظرية الخميني _ كما ترى _ ترتكز على أصلين :
الأول : القول بالولاية العامة للفقيه .
الثاني : أنه لا يلي رئاسة الدولة إلا الفقيه الشيعي .
وهذا خروج عن دعوى تعيين الأئمة ، وحصرهم بإثني عشر، لأن الفقهاء لا يحصرون بعدد معين ، وغير منصوص على أعيانهم فيعني هذا أنهم عادوا لمفهوم الإمامة حسب مذهب أهل السنة _ إلى حد ما _ [أقول _إلى حد ما _ لأنهم خرجوا من حصر الإمامة بالشخص إلى حصرها بالنوع وهو الفقيه الشيعي]. وأقروا بضلال أسلافهم وفساد مذهبهم بمقتضى هذا القول .
لكنهم يعدون هذا المبدأ (ولاية الفقيه ) نيابة عن المهدي حتى يرجع ، فهم لم يتخلوا عن أصل مذهبهم ، ولهذا أصبح هذا الاتجاه _في نظري _ لا يختلف عن مذهب البابية ، لأنه يزعم أن الفقيه الشيعي هو الذي يمثل المهدي ، كما أن الباب يزعم ذلك ، ولعل الفارق أن الخميني يعد كل فقهائهم أبوابا . وإن شئت قل إن هذا المبدأ أخرج (( المهدي المنتظر )) عند الروافض ، لأن صلاحياتها ووظائفه أناطها بالفقيه ، بل إن هذا المبدأ لم يخرج ( مهديا ) واحدا بل أخرج العشرات ، لأن كثيرا من شيوخهم وآياتهم لهم الأحقية بهذا المنصب يقول خميني : (( إن معظم فقهائنا في هذا العصر تتوفر فيهم الخصائص التي تؤهلهم للنيابة عن الإمام المعصوم )) [الحكومة الإسلامية : ص 113] .
وبمقتضى هذه النيابة يكون أمرهم كأمر الرسول حيث يقول : (( هم الحجة على الناس كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم حجة عليهم ، وكل من يتخلف عن طاعتهم ، فإن الله يؤاخذه ويحاسبه على ذلك ))[ المصدر السابق : ص 80].
ويقول : (( وعلى كل فقد فوض إليهم ( يعني إلى شيوخ الروافض ) الأنبياء جميع ما فوض إليهم ، وائتمنوهم على ما ائتمنوا عليه )) [الموضع نفسه من المصدر السابق] .
بل أشار إلى أن دولة الفقيه الشيعي كدولة مهديهم الموعودة . وقال : (( كل ما يفقدنا [يريد أن يقول كل ما نفقده أو : ينقصنا]هو عصا موسى ، وسيف علي بن أبي طالب (ع)[ وهذه من مواريث المهدي عن الأنبياء والأئمة ( انظر : أصول الكافي 1/ 231] ، وعزيمتهما الجبارة ، وإذا عزمنا على إقامة حكم إسلامي سنحصل على عصى موسى، وسيف علي بن أبي طالب[الحكومة الإسلامية : ص 135]
والجمع بين عصا موسى ، وسيف علي بن أبي طالب كناية _ فيما يبدو لي _ عن تعاون اليهود مع الشيعة في دولة الآيات ، وهذا ما وقع بعضه في دولتهم الحاضرة ، كما في فضائح صفقات الأسلحة ، والتعاون السري بينهما الذي تناقلته وكالات الأنباء واشتهر أمره . والخميني يقرر أن تشكيل الحكومة الشيعية لم يقع من شيعته الماضين حيث يقول : (( في السابق لم نعمل ولم ننهض سوية لتشكيل حكومة تحطم الخائنين المفسدين ))[ الحكومة الإسلامية : ص 40]
ويقول : (( ولم تسنح الفرص لأئمتنا للأخذ بزمام الأمور وكانوا بانتظارها حتى آخر لحظة من الحياة ، فعلى الفقهاء العدول أن يتحينوا هم الفرص وينتهزوها من أجل تنظيم وتشكيل حكومة )) [الحكومة الإسلامية : ص 54] .
وقد قامت حكومات شيعية ، ولكنها ليست محكومة من قبل ((الآيات )) و(( نواب المعصوم )) ، ولذا عدوا حكومتهم الحاضرة أول دولة إسلامية ( يعني شيعية ). قال بعض الروافض (( إن الخميني )) أسس الجمهورية الإسلامية العظمى في إيران لأول مرة في تاريخ الإسلام وحقق حلم الأنبياء والرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم والأئمة المعصومين عليهم السلام )) [أحمد الفهري ( ويلقب بالعلامة ) في تقديمه لكتاب سر الصلاة للخميني ص 10] .
ويرى آيتهم (( الطالقاني )) أن حكومة الرسول صلى الله عليه وسلم وخلفائه لا تصل إلى مقام دولتهم ، وأنها تمهيد لقيامها ، حيث يقول (( إننا نعتقد أن الجمهورية الإسلامية هي المؤهلة للحياة في هذا الزمان ، ولم تكن مؤهلة للحياة في فجر الإسلام إن التحولات الاجتماعية والسياسية التي شهدها العالم منذ الرسول والخلفاء الراشدين وحتى اليوم هي التي توفر الأسا س الموضوعي لقيام الجمهورية الإسلامية))[ نشرت ذلك جريدة السفير اللبنانية بتاريخ 31/ 3 / 1979 م ، وقد نقل ذلك : محمد جواد مغنية ، واعتبره فهما جديدا للجمهورية الإسلامية لا بقوله إلا من عاش الإسلام بقلبه وعقله ( !! ) ( وانظر الخميني والدولة الإسلامية ص 113 )] .
فأنت ترى أن طبيعة النظرة الشيعية تجنح دائما إلى الغلو ، وتقديس الأشخاص ، والتطرف في الاعتقادات كما ترى في نظرة طالقاني إلى جمهورية خميني ، بل ادعى بعضهم أن خميني قد بشر به أئمتهم من قبل [محمد جواد مغنية / الخميني والدولة الإسلامية ص 38 _ 39] .
هذا و سيأتي في البروتوكولات نقل ما ترويه الشيعة عن سيرة مهديهم بعد عودته من غيبته _ حسب اعتقادهم _ وأنه لا همّ له ولا عمل إلاّ القتل والانتقام ، حتى يقولون إنه بعث (( بالجفر الأحمر )) وبالذبح وإنه يخص العرب بمجازره إلخ ونجد اليوم هذه السيرة المزعومة قد بدت ملامحها في دولة الآيات فور ظهورها ، حيث بدأ الخميني وأعوانه مشروع دولة المهدي بمجازرهم الرهيبة في داخل إيران وخارجها.
والحقيقة أن واضعي روايات القتل العام الموعود بعد خروج الغائب المفقود يدركون أن مسألة الغيبة والمهدية لا تعدوا أن تكون وهما من الأوهام ، ولكنهم يعبرون عما تكنه صدورهم ، وتجيش به نفوسهم من أحقاد ، وكذلك معظم شيوخ الشيعة غالبهم زنادقة يعرفون أن المهدي خرافة ، ولذلك فهم إذا واتتهم فرصة لتحقيق أمانيهم في قتل المسلمين اهتبلوها ، ولم ينتظروا فيها خروج مهديهم ، لأنهم يعرفون أنه لن يخرج أبداً ، لأنه لم يوجد أصلا . ولا أدل على ذلك من أن الخميني نفسه قبل قيام دولتهم يقرر في كتابه (( تحرير الوسيلة )) أنه لا يجوز بسبب غيبة مهديهم البدء في الجهاد فيقول :
(( في عصر غيبة ولي الأمر وسلطان العصر عجل الله فرجه الشريف يقوم نوابه وهم الفقهاء الجامعون لشرائط الفتوى والقضاء مقامه في إجراء السياسات وسائر ما للإمام عليه السلام إلا البدء بالجهاد )) [تحرير الوسيلة : 1 / 482].
ولكنه حينما أقام دولته قرر في دستورها : (( أن جيش الجمهورية الإسلامية لا يتحملان فقط مسؤولية حفظ وحراسة الحدود ، وإنما يتكفلان أيضا بحمل رسالة عقائدية أي الجهاد في سبيل الله ، والنضال من أجل توسع حاكمية قانون الله في كافة أرجاء العالم )) [الدستور لجمهورية إيران الإسلامية :ص 16، منشورات مؤسسة الشهيد،وانظر : الطبعة الأخرى من الدستور ، التي أصدرتها وزارة الإرشاد الإيرانية:ص 10] .
فأنت ترى التناقض واضحاً ، في تحرير الوسيلة يجعل الجهاد من وظائف المهدي ؛ وفي دستور دولتهم بعد قيامها يجعل الجهاد منوطاً بجيشها ، ومن وظائف الفقيه ، وذلك بمقتضى مذهبه الجديد في ولاية الفقيه ، والتي نقل فيها صلاحيات المهدي كلها للشيخ الشيعي . وقد نص أيضا على ذلك دستورهم فقال : (( في زمن غيبة الإمام المهدي عجل الله فرجه ، تعتبر ولاية الأمر وإمامة الأمة في جمهورية إيران الإسلامية بيد الفقيه )) [دستور الجمهورية الإسلامية في إيران ص 18 ، ط : وزارة الإرشاد] .
ولذلك بعد قيام دولتهم أول ما بدأوا به قتال الشعوب الإسلامية بجنودهم ، وبالمنظمات التابعة لهم في الولاء في بعض أقطار المسلمين . ومع ذلك يزعم الخميني أحياناً أن هذا يدخل في نطاق الدفاع ، والتأويل ليس له حدود ، فيقول : (( إننا لا نريد أن نرفع السلاح ونهاجم أحداً ، فالعراق يهاجمنا منذ مدة ، بينما نحن لا نهاجمه ، وإنما ندافع فقط ، فالدفاع أمر واجب )) [خطبة الخميني حول مسألة تحرير القدس والمهدي المنتظر : ص 9 _ 10] .
ولكنه يقرر أنه يريد أن يصدر ثورته حيث يقول : (( إننا نريد أن نصدّر ثورتنا الإسلامية إلى كافة البلاد الإسلامية )) [المصدر السابق : ص 10]وهو لا يريد التصدير السلمي فحسب ؛ بل يريد فرض مذهبه على المسلمين بالقوة ، وقد أشار إلى ذلك قبل أيام دولته ، وقرر أن سبيل ذلك هو إقامة دولة شيعية تتولى هذا الأمر فيقول ((ونحن لا نملك الوسيلة إلى توحيد الأمة الإسلامية [ٍ يعني على مذهب الروافض]تحرير أراضيهم من يد المستعمرين وإسقاط الحكومات العميلة لهم ، إلاّ أن نسعى إلى إقامة حكومتنا الإسلامية ، وهذه بدورها سوف تكلل أعمالها بالنجاح يوم تتمكن من تحطيم رؤوس الخيانة ، وتدمر الأوثان والأصنام البشرية التي تنشر الظلم والفساد في الأرض )) [الحكومة الإسلامية : ص 35]
وهؤلاء الروافض لا ينتقدون الحكومات لهذه الأسباب التي يذكرها إذ لو كانت الحكومة أفضل حكومة على وجه الأرض لما نالت إلا سخطهم ومقتهم، إلاّ أن تكون على مذهب الرفض ، وحسبك في هذا نظرتهم إلى خلافة الخلفاء الثلاثة الراشدين _ رضوان الله عليهم _ . ولا تزال مهمة المهدي الموعودة في قتل المسلمين، تظهر على أ لسنة حججهم وآياتهم ، وهذا مسلك الروافض مع المسلمين كلما حانت لهم فرصة ، وقامت لهم سلطة ، كما يشهد به التاريخ والواقع .
معارضة بعض شيوخ الشيعة لمذهب عموم ولاية الفقيه

أثار مذهب الخميني _ في نقله لوظائف مهديهم بالكامل للفقيه ، وحصر الولاية به _ ثائرة جملة من شيوخ الشيعة ، ونشب صراع حاد بين الخميني وأحد مراجعهم الكبار عندهم وهو (( شريعت مداري )) [انظر عبد الجبار العمر / الخميني بين الدين والدولة ، مبحث الخميني وشريعت مداري ص 144 وما بعدها]ا أعلن طائفة من شيوخهم معارضتهم لهذا المذهب [انظر : المصدر السابق ص 153 _ 154]وقد تعجب شيخهم محمد جواد مغنية أن يذهب الخميني هذا المذهب ، ويساوي في الصلاحيات بين المعصوم والفقهاء فقال :
قول المعصوم وأمره [الأئمة عندهم معصومون كرسول الله (ص)]تماما كالتنزيل من الله العزيز العليم (( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )) [النجم ، آية : 3]عنى هذا أن للمعصوم حق الطاعة والولاية على الرشد والقاصر والعالم والجاهل ، وأن السلطة الروحية والزمنية _ مع وجوده _ تنحصر به وحده لا شريك له ، وإلا كانت الولاية عليه وليس له ، علماً بأنه لا أحد فوق المعصوم عن الخطأ والخطيئة إلا من له الخلق والأمر عز وجل أبعد هذا يقال : إذا غاب المعصوم انتقلت ولايته بالكامل إلى الفقيه ؟ )) [الخميني والدولة الإسلامية : ص 59]
فهذا في نظره غاية الغلو ، إذ كيف يجعل حكم الفقيه كحكم المعصوم ثم يوضح ذلك بقوله : (( حكم المعصوم منزه عن الشك والشبهات ، لأنه دليل لا مدلول ، وواقعي لا ظاهري أما الفقيه فحكمه مدلول يعتمد على الظاهر ، وليس هذا فقط ، بل هو عرضة للنسيان وغلبة الزهو والغرور ، والعواطف الشخصية ، والتأثر بالمحيط والبيئة ، وتغير الظروف الاقتصادية والمكانة الاجتماعية ، وقد عاينت وعانيت الكثير من الأحكام الجائرة ، ولا يتسع المجال للشواهد والأمثال سوى أني عرفت فقيها بالزهد والتقوى قبل الرياسة ،وبعدها تحدث الناس عن ميله مع الأولاد والأصهار)) [الخميني والدولة الإسلامية : ص 59 _ 60] .
وهذه شهادة منه على قومه من فئة الشيوخ ، وأنه ما أن تتاح لهم فرصة رئاسة حتى تزول الصورة التي يتظاهرون بها من الزهد والتعبد ، وهؤلاء الشيوخ الذين هذا وصفهم ، يرى الخميني أنهم هم الولاة على الأمة .
وأصحاب هذا الاتجاه المعارض لخط الخميني يرون : (( أن ولاية الفقيه أضعف وأضيق من ولاية المعصوم )) [الخميني والدولة الإسلامية : ص 61]فهي لا تتعدى ما ثبت في أخبارهم _ كما _ من (( ولاية الفتوى والقضاء وعلى الأوقاف العامة ، وأموال الغائب وإرث ما لا إرث له)) [المصدر السابق ص 60]. وقد استدل مغنية على هذا المذهب بجملة من أقوال شيوخهم الكبار عندهم ، ونقض ما ساقه الخميني من أدلة لإثبات مذهبه ، وبين أنها لا تدل على ما يريد من القول بعموم الولاية ، ولا مجال لاستعراض ذلك ، ولا فائدة منه ، لكن الفائدة هنا أن الخميني يحكم على مذهب طائفته بمقتضى قولهم بقصور ولاية الفقيه عن الحكم والولاية ، بأن هذا يعطل أحكام الإسلام ، وأنه بمثابة القول بنسخ الدين ، لكن الخميني لا ترتقي أدلته في تأييد مذهبه إلى ما يريد فتبقى أحكامه على مذهب طائفته صادقة ، وأنه مبني على ما يخالف أصول الشرع ، ومنطق العقل وطبيعة الأشياء .
والاتجاه المخالف للخميني يرجع أمر الولاية إلى عموم الناس ، ولا يخصها بشيوخ الشيعة ، بل يبقى هؤلاء الشيوخ في وضعهم الذي وضعوا فبه وولايتهم الخاصة حتى يخرج الغائب فيتولى أمور الدين والدنيا . وهذه بلغة هذا العصر فصل الدين عن الدولة ، فصار المذهب دائراً بين غلو في الفقيه ، أو دعوة إلى فصل الدين عن الدولة ، وهكذا كل مذهب باطل لابد أن يخرج أمثال هذه التناقضات . وكلا الرأيين استقرا على بطلان المذهب في دعوى النص والتعيين ، لأن كليهما لم يحدد الرئيس بشخص معين، إلا التعيين الشكلي للغائب المفقود والذي لن يعود ، لأنه لا حقيقة له في الوجود .
نصوص البروتوكولات



القسم الأول

بروتوكولات القتل والتخريب والسرقة والاغتيالات



الفصل الأول

خطط العدوان على الحجاج الآمنين


1. قتل الحجاج بين الصفا والمروة
النص :
’’كأني بحمران بن أعين وميسر بن عبد العزيز يخبطان الناس بأسيافهما بين الصفا والمروة‘‘ [بحار الأنوار للمجلسي ج 53 ص 40 ، وعزاه إلى الاختصاص للمفيد]
هذا (( البروتوكول )) من أعمال مهديهم المنتظر والذي يترقبون خروجه منذ مئات السنين ، ويحلمون بتحقيق أعماله ( ومنها هذا العمل ) من قديم الزمان وسيقوم بتنفيذ هذا ((البروتوكول )) القائلون بعموم ولاية الفقيه المتضمن نقل أعمال مهديهم ووظائفه إلى الفقيه الشيعي ليتولى جميع أعماله وينفذ كل مهامه بعد أن طالت غيبته وتمادى احتجابه وأيسوا من خروجه . فلقد تولى خميني إقامة الدولة ورئاستها نيابة عن المهدي وهذا من أعظم المحرمات في المذهب الإثني عشري [الاختصاص المفيد ص 36 ، 37].
ومع ذلك انتهكه ، وخالف أسلافه وأصول مذهبه ، فكيف بما دون ذلك من أعمال لعل من أهونها عليهم قتل المخالفين لهم ، وهم سائر المسلمين، ولذلك شرع في مذهبهم مبدأ الغيلة -كما سيأتي الحديث عنه- في فترة الغيبة نفسها ، أما القتل العام الشامل المكشوف فهو عندهم مرهون بعودة الغائب ، لكن خميني أظهر هذا الغائب، بصورة الفقيه الشيعي وبدأ بنفسه في تنفيذ مجازره باسم النيابة العامة عن المهدي ، والناس كانوا ينظرون إلى ما يقوله الروافض عن مهديهم وعودته نظرة استخفاف لكونه معدوماً لا وجود له ، لكن المذهب الجديد في ولاية الفقيه حوله إلى حقيقة . البروتوكول الذي بين يدي القارئ من نصوصهم السرية المقدسة ولم يظهر إلا في الأزمان المتأخرة[وقد كان شيوخهم _ قديما _ إذا كتبوا في الغيبة صدروا كتبهم بنصوصهم التي تأمر بكتمان أسرارهم عمن ليس من أهلها (انظر _ مثلا _ كتاب الغيبة للنعماني _ من شيوخهم في القرن الثالث _ والذي قال في مقدمته (وجعلته أبواباً صدرتها بذكر ما روي في صون سر آل محمد عمن ليس من أهله)(الغيبة ص 17 )] بعد أن صارت لهم قوة وشوكة . وهو نص خطير ، وحلم رافضي قديم ، كان الآيات يمنون أتباعهم بحصوله ، فكان الروافض يترقبون وقوعه بين حين وآخر ، ولا شك بأن هذا النص , وأمثاله يعبر عن تطلعاتهم ، ويصور أحلامهم وأهدافهم في القيام بمجازر دموية في الأمة الإسلامية ، وتختار هذه الفئة الحاقدة لذلك أشرف موقع وهو بيت الله الحرام _ كما ترى _ فهي تعد الأتباع بحدوث هذه الملحمة في المستقبل حتى تسمي بعض أعيانهم الذين يقومون بالقتل لكنها توقف العمل بهذا البروتوكول السري ، ريثما تقوم لهم دولة .
وكانوا يقولون لأتباعهم بأنه سيكون لهم دولة في آخر الزمان يحققون بواسطتها هذه الأعمال والخطط ، فهم يقولون : (( إن دولتنا آخر الدول)) [الإرشاد للمفيد ص / 344 ، أعلام الورى للطبرسي ص 432] .
والخطورة الكبرى التي ينبغي أن يعرفها المسلمون جميعا أن هذا سيجري اليوم تطبيقه بموجب المذهب الجديد لدولة الآيات . فهذا البروتوكول سينفذ بحكم مبدأ عموم ولاية الفقيه، المتضمن نقل أعمال مهديهم إلى الفقيه الشيعي.
ولا شك بأن تحديد موضع القتل العام بالمسجد الحرام وبين الصفا والمروة يدل دلالة أكيدة أن المقصود بالقتل هم المسلمون بل حجاج بيت الله الحرام ، وأن هذا ما يحلمون به ويخططون له. وما جرى على أرض البلد الطاهر في العام المنصرم ( 1407 هـ ) هو فيما يبدو تمهيد لهذه الخطوة، وتخطيط لهذا العمل ، ولكن خيب الله سبحانه آمالهم .
هذا ما كان عند الطبعة الأولى للكتاب ، ثم وقع بعد ذلك في عام 1409 هـ حوادث التفجيرات التي ذهب ضحيتها بعض الحجاج الآمنين ،وكشف الله سبحانه الجناة وتبين أن جميعهم من الرافضة تصديقا لما قلناه عنهم ، والله المستعان في الدفاع عن بيته المطهر وعليه التكلان في كشف شر هؤلاء الزنادقة . كما أن ما قام به القرامطة من قتل الناس في الحرم هو تطبيق لهذا المبدأ .كما تجد أخبار ذلك في حوادث سنة 317 في كتب التاريخ .
2
قطع أيدي وأرجل المشرفين على الحرم
يقول النص : ’’ كيف بكم ( يعني الحجبة على الكعبة كما يعبر النص ) لو قد قطعت أيديكم وأرجلكم وعلقت في الكعبة ، ثم يقال لكم : نادوا نحن سراق الكعبة ‘‘ [الغيبة للنعماني ص 156].
ونص ثان يقول :’’ يجرد السيف على عاتقه ثمانية أشهر يقتل هرجا ، فأول ما يبدأ ببني شيبة فيقطع أيديهم ويعلقها في الكعبة وينادي مناديه هؤلاء سراق الله ،ثم يتناول قريشا فلا يأخذ منها إلا السيف ولا يعطيها إلا السيف‘[الغيبة ص 209]
ونص ثالث يقول:’’ إذا قام المهدي هدم المسجد الحرام،وقطع أيدي بني شيبة وعلقها بالكعبة وكتب عليها هؤلاء سرقة الكعبة ‘‘[الإرشاد للمفيد ص 411، وانظر: الغيبة للطوسي ص 282]
هذه النصوص وضعت في الغالب في القرن الثاني تقريبا بدليل إسنادها إلى جعفر المتوفي سنة ( 148 هـ) ويحتمل أنها موضوعة بعده . وعلى أية حال فهي تصور الرغبة الكامنة في نفوس هذه الفئة بالانتقام من صلاّح المسلمين وجيل التابعين الذين يجاورون في الحرم وتخص من يتولى الإشراف على شؤون الحرمين . وهي أمنية يتمنون تحقيقها ويعدون أتباعهم بذلك عند ظهور دولتهم على يد قائمهم ولما طالت غيبته أقاموا له دولة يحكمها الآيات باسم النيابة عنه مخالفين بذلك أصول المذهب الإثني عشري الذي يأمر بالانتظار وينهى عن الخروج ، ويكفر من يخالف ذلك[ الغيبة للطوسي ص (37)]
ولكن لماذا يخصون بالتعذيب المشرفين على الحرمين، هل لأنهم ينظمون مسيرة الحج ويهيئون المشاعر لاستقبال زوار بيت الله ، وهذا أمر يسوء هذه الفئة ، لأنها تنشد الفوضى في هذه المشاعر ، وتبحث عما يفرق هذه الجموع المجتمعة ، ويفسد حجها ، إذ أنها ترى في كعبة الله سبحانه منافساً لمشاهدها وكعباتها-كما سيأتي - أم إنهم يخصونهم بهذه الملحمة لأنهم من العرب (( من بني شيبة كما يقول النص )) . والجنس العربي يحظى في نصوصهم السرية المقدسة بكل رزيئة ومنقصة، ولذا يعدونه بمقتلة رهيبة شاملة لا تبقي فيهم أحداً وذلك حين تقوم لهم دولة _ كما سيأتي _ .
على أية حال هو نص يكشف عن نوايا وأهداف هؤلاء الروافض . حول حرم الله وحجاجه، والمشرفين عليه . إذ نصوصهم تتناول هذه الفئات جميعا ، فهل من مذكر قبل فوات الأوان ووقوع الواقعة !!
3
سرقة أموال الحجاج واغتصابها كلما حانت الفرصة

يقول النص
خذ مال الناصب حيثما وجدته وادفع إلينا الخمس
تهذيب الأحكام للطوسي : 1/ 384
السرائر لابن إدريس ص 484
وسائل الشيعة للحر العاملي : 6/ 340
وأهل السنة عندهم في عداد النواصب ، لأن من قدم أبا بكر وعمر على علي فهو ناصبي كما تؤكده أقوالهم وتنص عليه أخبارهم [انظر : السرائر ص 471 ، وسائل الشيعة : 6/ 341 _ 342 ، بشارة المصطفى لشيخهم الطبري : ص 51 ، وراجع أيضا : المحاسن النفسانية في أجوبة المسائل الخرسانية . المسألة السادسة ص 138 وما بعدها]. بل إن الزيدية عندهم _ وهم شيعة _ يعدون في سلك النواصب ، ولذلك جاء في أخبارهم (( عن عمر بن يزيد قال : سألت أبا عبد الله (ع) عن الصدقة على الناصب وعلى الزيدية ؟ فقال : لا تصدق عليهم بشيء ولا تسقهم من الماء إن استطعت ، وقال لي : الزيدية هم النصاب )) [رجال الكشي ص 228 _ 229 رقم 409]
وذلك لأن زيد بن علي _ رحمه الله _ ترضى عن الشيخين ، ولذا فإن شيخهم الطوسي يرد رواياته [انظر : الاستبصار ج 1 ص 66] مع أنه من أهل البيت وقد نص علماء المسلمين على أنه من الثقاة[انظر : تهذيب التهذيب 3/ 419 _ 420] .
وكذلك يلحقون به في الحكم سائر الزيدية الذين سلكوا مسلكه في الرضا بخلافة الشيخين والترضي عنهما ويخرجونهم من زمرة التشيع كما نص على ذلك شيخهم المفيد [انظر : أوائل المقالات ص 39].
ولا يستثنون من ذلك أحداً إلا من شاركهم في مشربهم في تكفير صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم الجارودية من الزيدية [الموضع نفسه من المصدر السابق]
وقالوا : (( مال الناصب وكل شيء يملكه حلال )) [تهذيب الأحكام للطوسي : 2/ 48 ، وسائل الشيعة للعاملي : 11/ 60]لأنهم في منزلة الكفار عندهم . فهم يستحلون ممتلكات أهل السنة والشيعة المعتدلين وسائر الفرق الإسلامية ، ويبيحون لأتباعهم الاستيلاء عليها إذا حانت الفرص وتيسر السبيل ضرر من جراء ذلك بحيث لا ينال الواحد منهم . جاء في كتب الفقه عندهم : (( إذا أغار المسلمون على الكفار فأخذوا أموالهم فالأحوط بل الأقوى إخراج خمسها من حيث كونها غنيمة ولو في زمن الغيبة ، وكذا إذا أخذوا بالسرقة والغيلة )) [العروة الوثقى للزيدي وبهامشها تعليقات مراجع الشيعة في العصر الحاضر : 2/ 368].
(( ولو أخذوا منهم بالربا أو بالدعوى الباطلة فالأقوى إلحاقه بالفوائد المكتسبة فيعتبر فيه الزيادة عن مؤنة السنة وإن كان الأحوط إخراج خمسه مطلقاً )) [المصدر السابق 2/ 368 ، وانظر أيضا : هداية العباد / لشريعت مداري ص 168].
وينبغي أن يلاحظ لمعرفة أبعاد هذا النص أن جميع الفرق الإسلامية عندهم في حكم الكفار حتى نقل شيوخهم إجماعهم على ذلك . قال المفيد : (( واتفقت الإمامية على أن أصحاب البدع كلهم كفار ))[ أوائل المقالات ص / 15]. بل هم يعدونهم أشد كفرا من منكر نبوة أحد الأنبياء ، كما قرره شيخهم ابن المطهر الحلي وغيره [الألفين ص /13]. ولذا قال شيخهم ابن بابوية رئيس المحدثين عندهم بأن منكر الإمام الغائب أشد كفرا من إبليس [إكمال الدين ص / 13] ، مع أن الإمام الغائب ينكره أكثر طوائف الشيعة المعاصرين لنشأة فكرة الغيبة ، بل وأهل البيت الذين نشأت دعوى الغيبة في عهدهم [انظر _مثلا _ ما جاء في تاريخ الطبري في حوادث 302 ( ج 13 ص 26_ 27 . ط الحسينية ) من إنكار مشايخ أبي طالب على رجل ادعى أنه محمد بن الحسن العسكري ، وقولهم إن الحسن لم يعقب . وانظر ما نقلته كتب الشيعة نفسها من إنكار عائلة الحسن لدعوى الولد وعلى رأسها أخوه جعفر، ولذا تسميه الشيعة بجعفر الكذاب واعترافهم بأن جعفراً حبس جواري أخيه وحلائله حتى ثبت له براءتهن من الحمل ( انظر الغيبة للطوسي ص 75.وانظر إكمال الدين ص 451 ، الاحتجاج : 2 / 283 ، سفينة البحار : ج 1/ ص 163 ، مقتبس الأثر 14 / 316].
أقول إذا لاحظنا هذا وأن مفهوم الكافر عند الإثني عشرية يضم جميع المسلمين باستثناء طائفتهم فهذا يعني بكل وضوح أنهم _ كما جاء في النص السابق _ يبيحون الاستيلاء على أموال المسلمين بالإغارة، والسرقة والغيلة ويستحلون أخذ أموالهم عن طريق الربا والدعاوي الباطلة . وهذا ترجمه الأحداث التاريخية التي جرت منهم ، كما يصدقه واقع دولة الآيات اليوم في (( اللصوصية )) التي يمارسونها في الخليج وتهديدهم لحرية الملاحة فيه، واستيلائهم على بعض البواخر المارة بمياه الخليج باعتبارها غنائم وهي ملك للمسلمين وما يخططون له في المستقبل كما ظهر ذلك في بعض أقوالهم وتصريحات زعمائهم وما خفي فهو أعظم .
وكذا ما تقوم به (( منظماتهم )) في لبنان وغيره من خطف للطائرات فهم إذا قدروا على شيء من أموال المسلمين استحلوا أخذه ولو كان من أموال اليتامى والمستضعفين من مخالفيهم . ولذا قال الإمام الشوكاني :
(( وأما وثوب هذه الطائفة على أموال اليتامى والمستضعفين ومن يقدرون على ظلمه كائنا من كان فلا يحتاج إلى برهان ، بل يكفي مدعيه إحالة منكره على الاستقراء والتتبع فإنه سيظفر عند ذلك بصحة ما قلناه )) [طلب العلم ص74]
وهذا البروتوكول وهو الاعتداء على أموال المسلمين يطبقه الرافضة كلما حانت لهم فرصة على صعيد الحرم ، وبين الحجاج أو غيرهم ، وقد يتيسر لهم الأمر في الحج أكثر حيث الاجتماع والأمان . فليحذر كل حاج على ماله من كل رافضي ولو رآه في غاية التدين في الظاهر لأن مذهبه يعد ، سرقة مخالفيه من سائر الفرق الإسلامية ، من القربات والصالحات .
4
القذف العام لحجاج بيت الله الحرام ما عدا طائفتهم
وتغرس بروتوكولاتهم في نفوس أتباعهم كره حجاج بيت الله حتى تعدهم كلهم زناة وهذا النوع من التربية والتوجيه قد يكون له أثره في نوعية تعاملهم مع المسلمين في المشاعر . تقول نصوصهم :
(( إن الله يبدأ بالنظر إلى زوار الحسين بن علي عشية عرفة قبل نظره إلى أهل الموقف - لأن في أولئك (يعني حجاج بيت الله ) أولاد زناة وليس في هؤلاء أولاد زنا))
[الوافي ، المجلد الثاني 8/ 222] .
يعني أن زوار الحسين كلهم روافض وهم ليسوا أولاد زنا ، في حين الحج يجمع مع الروافض سائر الأمة الإسلامية بمختلف مذاهبنا وهؤلاء حسب معتقد الشيعة أولاد زنا، ولذلك جاء في الكافي : إن الناس كلهم أولاد بغايا ما خلا شيعتنا )) [الكافي، الروضة ص 135 ، ط لكنو 1886 م ، بحار الأنوار 24 / 311].
وقالوا :
(( ما من مولود يولد إلا وإبليس من الأبالسة بحضرته ، فإن علم أن المولود من شيعتنا حجبه من ذلك الشيطان وإن لم يكن المولود من شيعتنا أثبت الشيطان أصبعه في دبر الغلام فكان مأبونا ، وفي فرج الجارية فكانت فاجرة ))
[تفسير العياشي 2/ 218 ، البرهان 2/ 139] .
وعقد المجلسي في البحار باباً لهذا الاعتقاد بعنوان (( باب إنه يدعى الناس بأسماء أمهاتهم إلا الشيعة )) وذكر فيه اثنتا عشرة رواية [بحار الأنوار 7 / 227]
فهذا قذف شنيع للمسلمين جميعاً من فئة لعلها أقرب لهذا الوصف الذي ألصقته بالمسلمين وذلك بحكم قولها بالمتعة ، والمتعة الدورية ، وعارية الفرج ، في نصوص كثيرة في كتبهم المقدسة فهي قول القائل : (( رمتني بدائها وانسلت )) .
ولا شك بأن هذه النظرة إلى حجاج بيت الله عند هذه الفئة لا تثمر إلا الاستهانة بالحجاج والاستخفاف بحقوقهم، واستحلال الوقيعة فيهم وفي أعراضهم وأولادهم ودمائهم وأموالهم ، ولعل ما يلمسه الحجيج من مضايقات من بعض الروافض في المشاعر إنما يصدر عن هذه التوجيهات الخفية ولو أتيحت لهم الفرصة كاملة لما أبقوا من أهل الإيمان والتوحيد باقية .
الفصل الثاني

خطط العدوان على بيت الله الحرام
1
نزع الحجر الأسود من الكعبة
يقول النص :
((يا أهل الكوفة لقد حباكم الله عز وجل بما لم يحب أحد من فضل ، مصلاكم بيت آدم وبيت نوح وبيت إدريس ومصلى إبراهيم ولا تذهب الأيام والليالي حتى ينصب الحجر الأسود فيه [الوافي للفيض الكاشاني ، باب فضل الكوفة ومساجدها - المجلد الثاني ج 1 ص/215] .
هذا وعد من زنادقة العصور البائدة أن يقوموا بنقل الحجر الأسود إلى أماكن العبادات عندهم وهي الأضرحة والقبور ، والتي يسمونها بالمشاهد، ويحدد هذا النص (( الكوفة )) : وهي الموطن الأول التي نسج فيها ابن سبأ اليهودي خيوط مؤامراته، ووضع فيها خليته الأولى ، ولذا جاء في نصوص الروافض إنه لم يقبل دعوتهم من بلاد الإسلام إلا الكوفة [انظر : بحار الأنوار ج 100 ص 259 ، ج 60 ص 209] .
وهذه النصوص (( إسقاطات )) لرغبات مكبوتة ، ونوازع خفية لهذه الزمرة الحاقدة وهي لم تبق مجرد أمان ورغبات فحسب ، بل انطلق منها تحرك عملي في جمعيات سرية تجوب العالم الإسلامي ترفع شعارات أشبه بشعارات الماسون مثل (( محبة أهل البيت )) و(( الانتصار لظلم أهل البيت )) و(( عودة الإمامة لأهل البيت )) مع أنهم قد انقطعت صلتهم بالآل منذ منتصف القرن الثالث تقريباً . حيث يتبعون إماماً لاوجود له . كما أن هذا البروتوكول قد تم تطبيقه على يد القرامطة حيث اقتلعوا الحجر الأسود (في أحداث سنة 317 هـ ) وحملوه إلى البحرين ثم نقلوه بعد ذلك إلى الكوفة [انظر : الفرق بين الفرق للبغدادي ص 290 _ 291] . وقد بقي عندهم قرابة اثنين وعشرين سنة [ورد بعد ذلك من الكوفة إلى مكة على يد أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى النيسابوري شيخ نيسابور في عصره ، وأحد العباد المجتهدين المتوفي سنة 362 هـ].ولهذا حين ألف الإمام الخرقي - رحمه الله - (المتوفي سنة 334 ) مختصره في الفقه في تلك الفترة العصيبة ، قال حين جاء على ذكر مناسك الحج (( ثم تأتي الحجر الأسود إن كان فاستلمه )) [مختصر الخرقي ( مع شرحه المغني ): 3 370] .
قال صاحب المغني (( وقول الخرقي )) إن كان (( يعني إن كان الحجر الأسود في موضعه لم يذهب به كما ذهبت به القرامطة حين ظهروا على مكة )) [المغني : 3/ 371]. وكل مؤمن يتأثر وتهتز مشاعره وهو يتصور هذا الحدث الرهيب ، وهذا الإلحاد بظلم في بيت الله الحرام. ولا يزال أحفاد القرامطة تراودهم أحلامهم لإعادة هذا الإلحاد ؛ ومحاولاتهم لإثارة الفتن في حرم الله مرات ، تنبئ عمّا تكنه صدورهم وما تنطوي عليه وثائقهم ، فهل ينتبه المؤمنون إلى مكائد الباطنين ولا يلدغ المؤمن من جحر مرتين . وهناك خبيئة عجيبة هي أن نصوصهم تقول كما ينقل شيخهم وأحد آياتهم في هذا العصر (( إن المهدي يبدأ بغزو العالم انطلاقا من الكوفة وذلك بإرسال السرايا وبث الجيوش المتكاملة للقيام بهذه المهمة )) [محمد باقر الصدر ـ تاريخ ما بعد الظهور ص / 054].
ولعل من أهداف إصرار الخميني على الاستمرار في محاربة الشعب العراقي تحقيق هذا الهدف أليس هو الذي يتولى القيام بأعمال المهدي كاملة بحكم مذهبه الذي أعلنه وعارضه جملة من الشيعة فيه ، وقبل الاحتلال قد يؤتي بالحجر من مكانه فالكوفة مركز الانطلاقة.كيف لا وهم يقولون في نصوصهم :
(( إن الكوفة حرم الله، وحرم رسوله صلى الله عليه وسلم ، وحرم أمير المؤمنين وإن الصلاة فيها بألف صلاة والدهم بألف درهم ))[ الوافي : المجلد الثاني ج 8 ص 215] . فيتوّجون هذا الفضل المزعوم _ الذي هو نسج خيال رافضي موتور _ بنقل الحجر كفى الله المسلمين كيد الباطنين وعدوانهم .

2
هدم الحجرة النبوية ، وإخراج الجسدين الطاهرين للخليفتين الراشدين وكسر المسجد النبوي ( حسب تعبيرهم )
يقول النص :
((وأجيء إلى يثرب، فأهدم الحجرة، وأخرج من بها وهما طريان فآمر بهما تجاه البقيع ، وآمر بخشبتين يصلبان عليهما. فتورقان من تحتهما، فيفتتن الناس بهما أشد من الأولى ))
[بحار الأنوار ج 53 ص 104-105].
نص آخر يقول :
(( هل تدري ما يبدأ به القائم.أول ما يبدأ به يخرج هذين رطبين غضين فيحرقهما ويذريهما في الريح ويكسر المسجد )).
[بحار الأنوار ج 52 ص386]
القائم : [يعني قائمهم الذي سيتولى خميني القيام بكافة أعماله بحكم مذهبهم الجديد في ولاية الفقيه ، ومنها هذا العمل وغيره من الأعمال التي ذكرنا نصوصها ]
هذين : [ يعني خليفتي رسول الله صلى الله عليه وسلم ]
ونص ثالث يقول :
(( وهذا القائم هو الذي يشفي قلوب شيعتك من الظالمين والجاحدين والكافرين فيخرج اللات والعزى طريين فيحرقهما ))
[عيون أخبار الرضا : 1/58 ، بحار الأنوار : 52/ 342] .
اللات والعزى : [ يعنون خليفتي رسول الله أبا بكر وعمر رضي الله عنهما ]
وهذه النصوص تكشف بشكل جلي واضح ، أن جيوشهم إذا وصلت إلى المدينة المنورة _ حفظ الله حرمه ، وخيب آمالهم _ فإن أول أعمالهم هو هدم الحجرة النبوية ، ونبش القبرين الطاهرين ، لا لشيء إلا للتشفي والانتقام ، وما أعظم هذه الأحقاد التي تريد التشفي من أموات مضى على موتهم مئات السنين هل يوجد مثيل لهذا الحقد في عالما الإنسان على امتداد التاريخ ولا شك بأن من يتمنى أن يفعل مثل هذا بالأموات ، فإن أمنيته أيضا وحنقه على الأحياء ( ممن يترضى عن الشيخين ) ورغبته في الانتقام منهم والتشفي بقتلهم أشد . كما قال بعض السلف :( لا يغل قلب أحد على أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إلا كان قلبه على المسلمين أغل )) [الإبانة لابن بطة ص 41] .
وحسبك أن تعلم أنهم يرون أن من يزعم لأبي بكر وعمر الإسلام فهو عندهم في عداد الكافرين [وقد جاء في أصول الكافي ج 1 ص 373 ، وانظر : تفسير العياشي :1/ 178،البرهان للبحراني 1/ 293 ، بحار الأنوار 8 / 218] فهذه أمانيهم عبرت عنها نصوصهم أبلغ تعبير وهم يتطلعون لتحقيق هذه الأماني ، فقد بدت البغضاء من أفواههم ، وما تخفي صدورهم أكبر ، وما نقلته الأخبار عن محاولاتهم لنبش بعض قبور الصحابة في البقيع هو تطبيق لبعض هذه الخطط .
وما يصرح به آياتهم من تهديد باحتلال الحرمين _ كما سيأتي _ هو لتحقيق هذا الهدف وغيره . ثم تحاول بروتوكولاتهم أن تصور ردة الفعل الإسلامية لهذا العمل الإجرامي ضد خلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لتوطن أتباعهم على قبولها وامتصاصها بحيث لا تؤثر على استمرار المذابح الدموية منهم . حيث تشير بعض بروتوكولاتهم إلى أثر النبش والتخريب عند المسلمين فتقول ثم يحدث حدثا فإذا فعل ذلك قالت قريش : اخرجوا بنا إلى هذا الطاغية ، فو الله لو كان محمدياً ما فعل ، ولو كان علوياً ما فعل، ولو كان فاطمياً ما فعل [تفسير العياشي : 2/ 58 ، بحار الأنوار : 52 / 342] .
قال شيخهم وفخرهم المجلسي : لعل المراد بأحداث الحدث إحراق الشيخين الملعونين ، فلذا يسمونه عليه السلام بالطاغية [بحار الأنوار : 52 / 46]. انظر إلى تعليق شيخهم المجلسي وتفسيره للحدث الذي يحدثه مهديهم (أو نائبه ) والذي يثير ثائرة المسلمين ، تجده يقرر أن الحدث يعني إحراق قبر رسول الله وصاحبيه الذي يخصهما هذا الأفاك باللعن . وهذا المجلسي هو قدوتهم وعمدتهم ومن يعتمد قوله -كما يقولون - سواد الشيعة اليوم [انظر: الفيض القدسي ص 19-20 ( المطبوع مع بحار الأنوار) ج 105]، ولذا يصفونه برئيس الفقهاء والمحدثين وملاذ المحدثين في كل الأعصار ومعاذ المجتهدين في جميع الأمصار، وأعظم أعاظم الفقهاء والمحدثين ، وأفخم أفاخم علماء أهل الدين [انظر المصدر السابق ص 21 -22 ، 27 . والمجلسي من مؤسسي الغلو في دينهم حتى قال صاحب التحفة الإثني عشرية بأنه لو سمي دين الشيعة دين المجلسي لكان في محله ولذا قالوا بأنه لم يوجد له في عصره ولا قبله قرين في ترويج دينهم ومذهبهم ( انظر الفيض القدسي ص 17 )]
وهو يقرر هذا بكل صراحة وبلا تقية أو مصانعة لأنه يعيش في ظل الدولة الصفوية التي حمته ففاض لسانه بما ينطوي عليه قلبه وقلوب زمرته . فهو يتحدث عن حلمهم حول الحجرة النبوية الطاهرة ، والحريق الذي يعدون أتباعهم بإشعاله فيها ، ويحدثهم بذلك وكأنه أمر سيقع لا محالة.
ويبدو أن هذا الشعور أتاحته له فرصة وجوده في دولة شيعية هي الدولة الصفوية وإن لم يحكمها آياتهم ، لكن كان لهم فيها تمكن ونفوذ . وهذا هو شعور كل رافضي من هذه الفئة _كما يلاحظ القارئ _ يقرر لأتباعه هذه الوعود وكأنه يزف لهم البشرى بتحقيق أغلى أمانيهم . فهل توجد بعد هذا طائفة أشد مناوأة وعداوة لمقدسات المسلمين من هذه الطائفة .
وباسم ولاية الفقيه يعلن اليوم البدء في تحقيق أعمال دولة المهدي بدعوى النيابة الكاملة عنه ، والمسلمون لا يعلمون شيئا من مخاطر هذه البروتوكولات السرية ولا يدركون ماذا سيصنعه مهدي الرافضة الذي يترقبون خروجه وهو لن يخرج لأنه لم يوجد ، لكن الخطر الأكبر أن يبدأ بتنفيذ أعمال هذا الموهوم وتحقيق مجازره الدموية ، وكأن مهدي الرافضة خرج اليوم بصورة عشرات من شيوخ الروافض . فقد أخرجوه بطريقة ماكرة خبيثة متلبسة بدعوى ولاية الفقيه . وهل هناك بعد هذا أصرح من هذه النصوص في كشف نوايا الرافضة ، ومبلغ عدائها للمؤمنين ، وعظيم حقدها على أهل الإسلام، ومحاولتهم الانتقام كلما حانت لها فرصة باسم ولاية الفقيه أو بأي شعار آخر.
فخميني وزمرته نفذوها بحكم هذا المذهب الجديد الذي ابتدعه خميني بين طائفته[أشار في كتابه الحكومة الإسلامية إلى آخرين سبقوه في هذا المذهب ،ولكن لم تُتَحْ لهم رئاسة فيقومون بهذه الأعمال كحال خميني اليوم]هدم المسجد الحرام والمسجد النبوي :
يقرر القوم عبر بروتوكولاتهم بأن منتظرهم سيقوم بهدم المسجدين الشريفين ويتستر بدعوى أنه سيردهما إلى أساسهما . يقول نصهم (( إن القائم يهدم المسجد الحرام حتى يرده إلى أساسه )) [الغيبة للطوسي ص / 282 ، بحار الأنوار : 52 / 338 ] .
المسلمون يكثر عددهم _ ولله الحمد _ على مر الأيام ، ومن الطبيعي أنهم يحتاجون إلى مزيد من التوسعة في أرض الحرمين لا إلى هدمها ، فما غرض هذه الفئة بهذه العملية التي يحلمون بتحقيقها ، ويرون أنها واقعة على أيديهم لا محالة ، ( خيب الله ظنونهم وجعل تدبيرهم تدميرا لهم ).
هل يريدون بهدم الحرمين صرف الناس إلى كربلاء ، والتي ما فتئ شيوخهم الغابرون والمعاصرون ينعقون بفضلها عندهم على بيت الله -كما سيأتي- فلا يطيب لهم عيش ولا يهنأ لهم منام حتى يحولوا الناس إلى كعبتهم، وهم يعدون أتباعهم بتحقيق ذلك حين قيام دولتهم . أم إنهم يهدفون إلى تقليص حجم الحرمين بسبب أنهم لا يرون على الإسلام سوى طائفتهم _ كما مرّ نقل إجماعهم على ذلك – فهم سيمنعون سائر المسلمين من دخول الحرمين بحكم أنهم كقار في إعتقادهم ، فما يبقى بعد ذلك من أرض الحرمين كافٍ لطائفتهم لأنهم لا يمثلون سوى قلة قليلة من المسلمين. [ يقول بعض المستشرقين: إن نسبتهم 10% من مجموع المسلمين ، وما أظنهم يبلغون ذلك ، وقد ذكر بعض كتابهم أنهم سبعون مليون(70 مليون) ومنهم من قال إن عددهم مائة مليون وهم عادة يبالغون في عددهم كلون من الدعاية المذهبية.]
أم إنه قد غاظهم تجمع المسلمين بكثافة كبيرة في البلاد المقدسة ، والتوسعة المستمرة التي عملت لتستوعب تلك الأعداد وهم في كربلاء ومشاهدهم لا يلتفت إليهم أحد سوى أتباعهم الذين غرروا بهم فهم يرددون هذه الكلمات للتعبير عن هذه الأحقاد والتنفيس عن قلوب سودٍ أكَلَها الحسد ومزقتها الضغائن والأحقاد.
ولا يظن ظانٌ أن هذا البروتوكول من معتقدات قدمائهم فحسب، بل إن آياتهم في هذا العصر يفخرون بتطبيقه. يقول آيتهم محمد باقر الصدر إنه ( أي مهديهم الذي يتولى شيوخهم النيابة عنه): " سيقوم بتقليص حجم المسجد الحرام وإرجاعه إلى أسسه .. وبذلك لا تبقى ربع المسافة التي عليها المسجد في العصر الحاضر، وخاصة بعد التوسعات الضخمة التي أدخلت عليه أخيراً".[ تاريخ ما بعد الظهور ص 828].
ثم يشير إلى أنه يحاول تقليص عدد الطائفين مراعاة لحجم البيت حيث يتم – كما يقول – " منع الطواف المستحب .. فتعطى القدمة لصاحب الفريضة وبذلك يقل عدد الطائفين بالبيت إلى حد كبير"[تاريخ ما بعد الظهور ص 829] . فإذا كانت هذه أهدافهم فما بالهم يموجون ويثورون إذا تم تنظيم الحجيج .. وهذا لا يعني أننا ندافع عن الطرف الآخر ، لكن الهدف أن نبين أن مطالبتهم برفع نسبة عدد الحجاج من طائفتهم ليس غايته الرغبة في الحج، ولكن لتحقيق أهداف أخرى.
وبعد .. فهل من يسعى لهدم الحرمين وتقليصهما يهمه أمر الحج ؟
وهل هناك بيان لضخامة الكيد وبالغ الحقد عندهم ضد مقدسات المسلمين أبلغ من هذه الخطط التي سطرتها أقلامهم ودُنت في كتبهم المقدسة ، والتي يحلمون بتطبيقها حين تقوم لهم دولة برئاسة واحد ممن يدعون إمامته ، أو من يتولى النيابة عنه حسب المذهب الجديد عندهم فينقضون على حرم الله الآمن هدماً وتخريباً!!.
وواضع هذه النصوص يعلم علم اليقين أنه لا يوجد لهم إمام غائب ، ولكنه يعبر عن أحلامه وآماله ، ويرسم خططه،ويخطط لطموحاته وتطلعاته حين تقوم لهم دولة برئاسة الإمام أو نائبه.وقد قامت دولتهم، وبدأت محاولاتهم لبث الفتنة في الحرمين " ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين" [الأنفال 30]
ثم لا يخفى أن هذه "البروتوكولات" بغض النظر عن العنصر " الخرافي" فيها هي " إسقاطات وإعترافات" تنم عن دخائل نفوسهم وما تكنه صدورهم من مناوأة لدين الإسلام، وسعي في الكيد له حتى يتمنون أن تتاح لهم فرصة لهدم الحرمين ، ونبش القبرين الطاهرين، وحينما يحسون بعجزهم عن تحقيق ذلك يُعزُّون أنفسهم بأن هذا لا بد أن يتحقق عندما تقوم دولتهم على يد منتظرهم فهي تكشف في الحقيقة ماذا سيفعلون لو واتتهم فرصة الحكم والتسلط. ولذك فإن المعاصرين منهم يتمنون فتح مكة والمدينة كما جاء على ألسنة آياتهم ليحققوا أحلامهم التي أفصحت عنها أخبارهم.
يقول آيتهم وشيخهم المعاصر حسين الخراساني : " إن طوائف الشيعة يترقبون من حين لآخر أن يوماً قريباً آت يفتح الله لهم تلك الأراضي المقدسة .. " [ الإسلام على ضوء التشيع ص 132-133]. فهو يحلم بفتحها وكأنها بيد كفار ، ذلك لأن لهم أهدافهم المبيتة ضد الديار المقدسة.
وفي احتفال رسمي وجماهيري أقيم في عبدان في 17-03-1979م ، تأييداً لثورة خميني ، ألقى أحد شيوخهم ( د. محمد مهدي صادقي) خطبة في هذه الإحتفال سجلت باللغتين العربية والفارسية، ووصفتها الإذاعة بأنها مهمة ، ومما جاء في هذه الخطبة: " أصرح يا إخواني المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ، أن مكة حرم الله الآمن يحتلها شرذمة أشد من اليهود [تعد الرافضة جميع المسلمين أشد كفراً من اليهود والنصارى ، وانظر – مثلا- ما قاله شيخهم الملقب عندهم بالعلامة ( المطهر الحلي) في كتابه " الأفين" ص 3.] .. ثم ذكر بأنه حين تثبت ثورتهم على أقدامها سينتقلون إلى القدس ومكة المكرمة وإلى أفغانستان.[ أذيعت هذه الخطبة من " صوت الثورة الإسلامية من عبدان الساعة 12 ظهراً من يوم: 17-3-1979م، انظر : وجاء دور المجوس ص 344] وهكذا يرى أن مكة، وهي تستقبل كل عام الحجيج من كل فج عميق ، ويرتفع عليها علم التوحيد ، ويأمن فيها كل معتمر وحاج ، يرى أن هذا كوضع القدس التي يحتلها اليهود ، ووضع أفغانستان اليت يحتلها الملاحدة الشيوعيون ... فأي هدف ينشده في السير إلى مكة ؟؟ لعله يكون ما أفصحت عنه هذه البروتوكولات !! ولذا نشرت مجلة الشهيد الإيرانية – لسان حال علماء الشيعة في قم – في العدد 46 الصادر بتاريخ : 16 شوال 1400هـ ، صورة تمثل الكعبة المشرفة وإلى جانبها صورة المسجد الأقصى المبارك وبينهما ( يد قابضة على نبدقية) وتحتها تعليق نصه : " سنحرر القبلتين" . [انظر مجلة الشهيد ، العدد المذكور ،وانظر : جريدة المدينة السعودية الصادرة في 27 ذي القعدة 1400هـ ، وانظر ما كتبه الشيخ محمد عبد القادر آزاد / رئيس مجلس علماء باكستان ، عما شاهده في أثناء زيارته لإيران، حيث يقول بأنه رأى على جدران فندق هيلتون في ظهران ، والذي يقيمون فيه ، شعارات مكتوباً عليها: " سنحرر الكعبة والقدس وفلسطين من أيدي الكفار .." . . انظر الفتنة الخمينية للشيخ محمد آزاد ص 9]
الفصل الثالث

الأنواع التي يخصونها بالقتل والاعتداء

قتل أهل السنة

يخرج قائمهم أو من يقوم بمهمته " موتوراً غضبان أسفاً .. يجرد السيف على عاتقه" [بحار الأنوار 52/361] فيحصد أهل السنة الذين تلقبهم وثائق الرافضة " بالمرجئة" حتى قالوا :" ويحهذه المرجئة [قال شيخهم الطرحي: "وسماهم مرجئة لأنهم زعموا أن الله تعالى أخر نصب الإمام ليكون نصبه باختيار الأمة بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم" . مجمع البحرين: 1/177-178، وانظر : مرآة العقول:4/371).] إلى أن من يلجئون غداً إذا قام قائمنا ؟ " [الغيبة للنعماني ص190، بحار الأنوار : 52/357] يذبحهم والذي نفسي بيده كما يذبح القصاب شاته.[الغيبة للنعماني ص 190-191 ، بحار الأنوار: 52/357]
وأحياناً تلقبهم بالمخالفين وتقول عنهم :" ما لمن خالفنا في دولتنا نصيب ، إن الله قد أحل لنا دماءهم عند قيام قائمنا.!"[ بحار الأنوار: 52/376].
(ص80) وحيناً تسميهم بالنواصب وتقول: " فإذا قام قائمنا عرضوا كل ناصب عليه فإن أقر بالإسلام وهي الولاية وإلا ضربت عنقه أو أقر بالجزية فأداها كما يؤدي أهل الذمة"[تفسير فرات: ص 100، بحار النوار: 52/373]. ويُلاحظ التناقض بين هذا وبين ما سيأتي من عدم قبوله التوبة منهم.
قتل الشيعة غير الغلاة
ولا يكتفون بقتل أهل السنة بل إن قائمهم ( أو من ينوب عنه بمقتضى نيابة شيوخهم عن المهدي في فترة غيبته المزعومة) يتتبع الشيعة الزيدية غير الغلاة فيقتلهم. تقول نصوصهم:
" إذا قام القائم سار إلى الكوفة فيخرج منها بضعة عشر آلاف أنفس – كذا – يدعون البترية عليهم السلاح فيقولون له : ارجع من حيث جئت فلا حاجة لنا في بني فاطمة ، فيضع فيهم السيف حتى يأتي على آخرهم" [ الإرشاد ص 411-412، بحار الأنوار 52/338]. البترية : هم أصحاب الحسين صالح بن حي وهم فرقة من الزيدية وهي أقرب فرق الزيدية لأهل السنة. انظر عنهم: ( مقالات الإسلاميين: 1/144، الملل والنحل: 1/161، الخطط:2/352).
قتل العرب

يقولون بأن منتظرهم ( أو من يقوم مقامه من آياتهم ) يسير في العرب بما في الجفر الأحمر (وهو قتلهم). [بحار الأنوار : 52/313/318].
وكثير من نصوصهم تعد العرب بملحمة على يد غائبهم لا تُبقي على رجل أو إمرأة ولا صغير ولاكبير بل تأخذهم جميعاً فلا تغادر منهم أحداً ، حتى قالت بروتوكولاتهم : " ما بقي بيننا وبين العرب إلا الذبح". [الغيبة للنعماني ص 155، بحار الأنوار: 52/349]. ويُلاحظ أن هذا الآستئصال العام الشامل للجنس العربي لا يُفرق بين سيعي وسني مع أن من العرب من يشايع هذه الزمرة، ولكن أخبارهم تؤكد أنه لن يتشيع أحد من العرب حين قيام دولة منتظرهم ولهذا تحذر من الإغترار بهم ، وإن تشيعوا فتقول: " اتق العرب ، فإن لهم خبر سوء ، أما أنه لم يخرج مع القائم منهم واحد".[ الغيبة للطوسي ص 284، بحار الأنوار:52/333].
ومع أن في الشيعة من العرب كثير إلا أنهم يقولون بأنهم سيمحصون فلا يبقى منهم إلا النزر اليسير.[الغيبة للنعماني ص 137، بحار الأنوار 52/114].
وحرب الخميني للشعب العراقي( بلا تفريق بين شيعته وسنته) هي بداية في تطبيق هذا المبدأ وهو القتل العام للجنس العربي، ومحاولة إفنائه .. وقد وضح الأمر لكل ذي عينين ، إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب. ولا يخفى أن تخصيص العرب بالقتل يدل على تغلغل الإتجاه الشعوبي لدى واضعي هذه الروايات .. وهي تبين مدى العداوة للجنس العربي لدى مؤسسي مذهب الرافضة ، والرغبة في التشفي منهم بقتلهم وذلك – في حقيقة الأمر – لا يعود لجنسيتهم بل للدين الذي يحملونه.
تخصيص المسلمين بالقتل

وقد وردت في بروتوكولاتهم نصوص كثيرة تخصص المسلمين بالقتل. ولذا اعترف آيتهم الصدر بأن ظاهر رواياتهم أن كثرة القتل مختصة بالمسلمين. [ تاريخ ما بعد الظهور ص 579].
الإثخان في القتل والإستئصال الشامل للبشرية

مهدي الروافض الذي تحلم بمجيئه وتتوقع خروجه ، والذي يتولى شيوخ الروافض ، بحكم مذهبهم في ولاية الفقيه القيام بالنيابة عنه ، وأداء أعماله وتحقيق أهدافه. هذا الموعود (أو نائبه العام) سيقوم بعملية قتل شامل، وإفناء كامل للناس لا يسلم منه إلا القليل وهم الرافضة . تقول بروتوكولاتهم :
لا يكون هذا الأمر حتى يذهب تسعة أعشار الناس" .[ الغيبة للنعماني ص146]. قال آيتهم : محمد باقر الصدر: " أقول والمراد من هذا الأمر: ظهور المهدي (ع ) .[تاريخ مابعد الظهورص482].
وقال جعفرهم : " لا يكون هذا الأمر حتى يذهب ثلثا الناس". فقيل له : فإذا ذهب ثلثا الناس فما يبقى؟ فقال(ع ) : أما ترضون أن تكونوا الثلث الباقي؟.[بحار الأنوار ج13 ص156 ط . الحجر].
يقول آيتهم الصدر: " وهذا القتل الشامل للبشرية كلها.. يتعين حصوله بحرب عالمية شاملة قوية التأثير".[تاريخ الظهور:ص 483].
وتختلف نصوصهم في تحديد النسبة الباقية. يقول شيخهم المعاصر الصدر في توجيه ذلك : " واختلاف هذه النسب المذكورة في الأخبار لقلة الناس دال على كونها على وجه التقريب لا التحديد. على أنه يمكن الأخذ بأكبر نسبة وهو تسعة أعشار لأن الإخبار بذهاب الأقل لا ينافي الأخبار عن ذهاب الأكثر."[ تاريخ الظهور: ص 483].
وهناك تعاليم يومية مستمرة ، للأتباع تحثهم وتدعوهم لطلب الثأر والانتقام وذلك عبر أدعية الزيارات ومناسك المشاهد ، وهذا القتل الشامل لا ينجو منه إلا الرافضة ، ومهما أعلن غيرهم التوبة والرجوع فلا يُقبل منهم توبة ولا رجوع ، يقول الصدر :
" إن الإمام المهدي (ع) سوف يضع السيف في كل المنحرفين الفاشلين في التمحيص، ضمن التخطيط السابق على الظهور فيستأصلهم جميعاً، وإن بلغوا الآلاف ولا يُقبل إعلانهم التوبة والإخلاص".[ تاريخ مابعد الظهور:ص558].
وهذه السيرة ليست من الإسلام في شيىء وهم يعترفون أنها شرعة جديدة مخالفة لنهج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمير المؤمين علي الذي يزعمون التشيع له . تقول نصوصهم : " إن القائم أمر أن يسير بالقتل ولا يستتيب أحداً" . [ الغيبة للنعماني ص 153ـ بحار الأنوار: 52/353] ، بل إنه يقتل من لاذنب له !! تقول رواياتهم : " إذا خرج القائم قتل ذراري قتلة الحسين بفعل آبائها".[ علل الشرائع: ص 299، عيون أخبار الرضا: 1/273، بحار الأنوار: 52/313].
وتُصور بعض رواياتهم مبلغ مايصل إليه من سفك دماء الناس ( من غير طائفته) حتى تقول " لو يعلم الناس ما يصنع القائم إذا خرج لأحب أكثرهم ألا يروه مما يقتل من الناس .. حتى يقول كثير من الناس : ليس هذا من آل محمد ، لو كان من آل محمد لرحم".[الغيبة للنعماني ص 154 ، بحار الأنوار:52/354].
وهذا قول يدين القائم بالخروج عن سنن الرحمة والعدل التي عرف بها أهل البيت ، بل إنه خرج عن سنة المصطفى r ، وهذا ما يصرحون به . فقد سُئل الباقر – على حد زعمهم – " أيسير القائم بسيرة محمد؟ فقال: هيهات ! إن رسول الله r سار في أمته باللين ، وكان يتألف الناس ، القائم أمر أن يسير بالقتل وألا يستتيب أحداً ، فويل لمن ناوأه". [الغيبة للنعماني ص 153، بحار الأنوار: 52/353].
فالرافضة تزعم أنه أُمر بسيرة تخالف سيرة رسول الله r ، وقد أجمع المسلمون أن كل ما خالف سيرته r فهو ليس من الإسلام، فهل بعث برسالة غير رسالة الإسلام؟!.
وكيف يؤمر بخلاف سيرة رسول الله r !! هل هو نبي أوحي إليه من جديد؟؟ ولا نبي بعد خاتم الأنبياء، ولا وحي بعد وفاته وكل من ادعى خلاف ذلك فهو مفتر دجال، لمعارضته للنصوص القطعية، وإجماع الأمة على ختم الوحي والنبوة بوفاة سيد المرسلين r.
ولكن هذه الروايات تصور ما في قلوب واضعيها من حقد على الناس ، ولا سيما أمة الإسلام التي تخالفهم في نهجهم، وأنهم يتمنون يوماً قريباً آتياً يحققون فيه هذه " الأحلام" التي تكشف حقيقتها هذه الروايات، ويترجمها واقع الشيعة في العهد الصفوي، وفي دولة الآيات القائمة، وفي منظماتهم في لبنان.
ومعلوم أن أمير المؤمنين علياً رضي الله عنه الذي يزعمون التشيع له لم يُكَفِّر مخالفيه ، ولم يقاتل إلا من بغي عليه ، فقائمهم الذي يفعل هذه الأفاعيل ومن تبعه في نهجه، ليس من شيعة علي، وقد اعترفوا في رواياتهم أن قائمهم لا يأخذ بسيرة علي، وفقد سئل الصادق – كما يزعمون – " أيسير القائم بخلاف سيرة علي ؟ فقال: نعم، وذاك أن علياً سار بالمن والكف لعلمه أن شيعته سيظهر عليه من بعده، أما القائم فيسير بالسيف والسبي، لأنه يعلم أن شيعته لن يظهر عليهم من بعده أبداً.[الغيبة للنعماني: ص 153 ، بحار الأنوار: 52/353].
وقال صادقهم يخاطب بعض الشيعة" كيف أنت إذا رأيت أصحاب القائم قد ضربوا فساطيطهم في مسجد الكوفة، ثم أخرج المثال : " الجديد، على العرب شديد".
قال (الراوي) قلت: جُعل فداك ما هو؟ قال : الذبح. قال : قلت بأي شيء يسير فيهم، يما سار علي بن أبي طلاب في أهل السواد؟ قال: لا ، إن علياً سار بما في الجفر الأبيض ، وهو الكف، وهو يعلم أنه سيظهر على شيعته من بعده، وأن القائم يسير بما في الجفر الأحمر وهو الذبح وهو يعلم أنه لا يظهر على شيعته. [بحار الأنوار: 52/318، وهذه الرواية في بصائر الدرجات كما أشار إلى ذلك المجلسي.]
قتل الأسرى والجرحى
ومهديهم أو نائبه خميني ومن بعده من شيوخهم إذا تمكنوا من السلطة لا يرحمون أحداً ولو كان أسيراً ، أو جريحاً ، أو مولياً فاراً، وإن كان من المسلمين، لأنه لا إسلام عندهم إلا مذهب الروافض.
يقول النص
"القائم له أن يقتل المُولِّي ويُجهز على الجريح". [الغيبة للنعماني ص 121]
ولعل ما نسمعه من قتل الإيرانيين للأسرى في الحرب الدائرة مع العراق تطبيق لهذا المبدأ وعمل به.
القتل صفة دائمة ملازمة له

تقول نصوصهم: إن قائمهم " ليس شأنه إلا القتل فلا يستبقي أحداً، ولا يستتيب أحداً".[بحار الأنوار: 52/231 ، 52/349] ..
والمتابع لخميني منذ ظهوره يرى أنه قد حاول أن يلتزم بهذه الصفة لتحقيق صفة عموم ولاية الفقيه التي تبناها. ولن يتوقف عن عملية القتل المستمرة حتى يوري حقده إن كان لهذا سبيل، أو يأتي يوم يخشى فيه إزهاق روحه أو إسقاط دولته، و إلا فإن القتل وإزهاق الأرواح عند هذه الفئات أحلى من العسل، وإيقاف ذلك أشد عليهم من تجرع السم الزعاف. [ هذا ماكتبناه عند صدور الطبعة الأولى من الكتاب . وقد توقفت الحرب مع العراق فيما بعد ، وصرح خميني حينذاك .." أن إيقاف الحرب أشد عليه من شرب كأس سم ...!!!]
الفصل الرابع

أساليب الاعتداء

من أساليبهم التي يمارسونها في الإعتداء كلما لاحت الفرصة :
مبدأ الغيلة

تقرر بروتوكولاتهم : تصفية المسلمين ممن لا يأخذ بمذهبهم بواسطة الغيلة ولا تشترط في ذلك إلا شرطاً واحداً وهو أن يأمن الرافضي على نفسه. واستمع إلى ماتقوله نصوصهم المقدسة عندهم:
عن داود بن فرقد قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام ما تقول في تقل الناصبي؟ فقال: حلال الدم ولكني أتقي عليك فإن قدرت أن تقلب عليه حائطاً ، أو تغرقه في ماء لكيلا يشهد به عليك فافعل."[علل الشرائع لابن باوبويه ص 200، وسائل الشيعة 18/463، بحار النوار : 27/231]. أي : استخدم أي وسيلة تمكنك من قتله بلا خوف على نفسك من المطالبات بدمك، والنواصب عندهم هم أهل السنة بل وحتى الشيعة المعتدلون كالزيدية -كما مر.
وينصح إمامهم بعض أتباعه بقتل الغيلة، أي القتل الخفي فيقول: " اشفق إن قتلته ظاهراً أن تسأل لم قتلته؟ ولا تجد السبيل إلى تثبيت حجة، ولا يمكنك إدلاء الحجة فتدفع ذلك عن نفسك ، فيسفك دم مؤمن من أوليئنا بدم كافر، عليكم بالإغتيال".[رجال الكشي ص529]
فهذا الإمام لا يشفق على قتل المسلمين ، ولكن يشفق على ذلك الرافضي أن تقتله الدولة الإسلامية قصاصاً حين يقتل أحد المسلمين ، ولذا يوصيه بمبدأ الغيلة طريقاً وأسلوباً في التعامل مع المخالفين وهم جميع المسلمين.
وفي " رجال الكشي" يرفع أحد الروافض بياناً سرياً للمسؤول عن منظمته السرية يتضمن ذكر المجموعة المسلمة التي تمكن بطرق خفية من القضاء عليها، ويشرح بعض هذه الوسائل فيقول:
" منهم من كنت أصعد سطحه بسلم حتى أقتله، ومنهم من دعوته بالليل على بابه فإذا خرج عليَّ قتلته".[رجال الكشي:ص342-343] . وذكر أنه قتل بهذه الطرق وأمثالها ثلاثة عشر مسلماً لا ذنب لهم إلا أنهم لم يأخذوا بمذهبه.
وقد عبر عن ذلك بقوله إنهم يتبرأون من علي [ نفس الموضع السابق من رجال الكشي] والترضي عن الشيخين عندهم يعني البراءة من علي حتى قالوا: " لا ولاء إلا ببراء" ، أي لا ولاية لعلي إلاّ بالبراءة من الشيخين، بل إن الاعتقاد بإسلام الشيخين( فضلاً عن تقديمهما على الصحابة أجمعين) عندهم ذنب لا يُغفر ، وموجب لا ستحلال الدماء المعصومة في الدنيا كما أنه موجب للخلود في النار في الآخرة حتى جاء في أوثق مصادرهم عندهم: " ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: من ادعى إمامة من الله ليست له [هذا تكفير لجميع خلفاء المسلمين إلى أن تقوم الساعة]، ومن جحد إماماً من الله [هذا تكفير لكل المسلمين عدا طائفتهم الذين يقولون بإمامة الإثنى عشر، ولا يرون بيعة شرعية لأي خليفة، ولو كان في مثل إيمان أبي بكر وعدل عمر.. وجهاد علي]، ومن زعم أن لهما في الإسلام نصيباً." وقوله " لهما" يعني لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما ، كما قال ذلك المجلسي في مرآة العقول.
[أصول الكافي: 1/373،374، الغيبة للنعماني ص 70، تفسير العياشي:1/178، بحار الأنوار: 25/111]."
وتوزع بروتوكولاتهم صكوك الغفران وضمان الجنان على من يقوم بقتل بعض المسلمين غيلة.. فهذا هو إمامهم " أمر بقتل فارس ابن حاتم القزويني وضمن لمن قتله الجنة". وقال في مجلسه الخاص " دمه هدر لكل من قتله ، فمن هذا الذي يريحني منه ويقتله وأنا ضامن له على الله الجنة".[ رجال الكشي:ص 524]. فانتدب لهذا العمل الإجرامي أحد محترفي القتل ويُدعى جنيد، الذي وسف لنا كيف تمت عملية الإغتيال فقال: " جئت إلى فارس ( اسم الرجل المقتول) ، وقد خرج من المسجد بين الصلاتين ، المغرب والعشاء ، فضربته على رأسه فصرعته، وثنيت عليه فسقط ميتاً ، ووقعت الضجة فرميت الساطور بين يدي، واجتمع الناس وأُخذت إذ لم يُوجد هناك أحد غيري، فلم يروا معي سلاحاً ولا سكيناً وطلبوا الزقاق والدور فلم يجدوا شيئاً ولم ير أثر الساطور بعد ذلك".[رجال الكشي ص524].
فأنت ترى أن الإغتيال كان ضحيته أحد المسلمين الذي كان قد خرج لتوه من المسجد ساجداً لله وراكعاً.. والقاتل لم يُصل، وتَرصَّد لضحيته فأجهز عليه، وهو ينتظر بهذا القتل ضمان الإمام له الجنة، أوَ لا يعلم أنه من قتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم؟؟. قال الله تعالى: " ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغَضِب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً".
وهذا الأمر بالإغتيالات مبدأ سري يطبقونه ضد مخالفيهم ، فالنصوص المذكورة هي أوامر بالإغتيالات في القرن الثالث مع وجود دولة الخلافة الإسلامية الكبرى التي تُنفذ حدود الله.
إن مبدأ الإغتيال ، وإصدار صكوك الجنة للقتلة من مبادىء الإمامة التي هي أس المذهب عندهم، وما الإغتيالات وخطف الطائرات ، وإطلاق الصواريخ على المدنيين، وزرع الألغام وأخذ المتفرجات لحرم الله الآمن إلا تطبيق لمبادىء هذه البروتوكولات، وحرصهم على اغتيال الشخصيات الكبيرة كالزعماء والعلماء وكبار أهل الإسلام أشد وأعظم.
الدخول في الدوائر الأمنية للدول الإسلامية لتحقيق أهدافهم

وفي سبيل الوصول لأغراضهم قد يدخلون في الجهات الأمنية في الدول الإسلامية ليتمكنوا بواسطة ذلك من التسلط على عباد الله الصالحين، وإلحاق الضرر والأذى بمخالفيهم. ولذا فإن شيخهم وآيتهم نعمة الله الجزائري يذكر أن أحد أفرادهم وصل إلى منصب وزارة في عهد هارون الرسيد ويدعى علي بن يقطين[وقد وصفه الجزائري بأنه من خوصا الشيعة ( الأنوار النعمانية 2/308) . وقد ذكر الطبري في تاريخه في حوادث 169 بأنه قتل على الزندقة.انظر: تاريخ الطبري 8/190]، وقد أثنى خميني في كتابه " الحكومة الإسلامية" على هذا الرجل لدخوله الشكلي – كما يعبر – في الدولة الإسلامية لنصرة الإسلام والمسلمين ( يعني الرافضة ومذهبه)[انظر الحكومة الإسلامية ص 142].
فيحكي الجزائري أن ابن يقطين تمكن بحيلة لم تكتشف من قتل خمسمائة مسلم في يوم واحد فيقول:
" إن علي بن يقطين وهو وزير الرشيد قد اجتمع في حبسه جماعة من المخالفين فأمر غلمانه وهدموا أسقف المحبس على المحبوسين ، فماتوا كلهم وكانوا خمسائة رجل تقريباً" [الأنوار النعمانية 2/308] .. وهو بهذه العملية قد حقق هدفين:
يسىء إلى الدولة الإسلامية وسمعتها حيث يتوهم من يسمع بالخبر أن الدولة قد أودعت هؤلاء المساجين في سجن غير مأمون مهدد بالسقوط !!
والأمر الثاني : التشفي بقتل خصومه ومخالفيه في المعتقد بهذه الطريقة الماكرة الخفية.
ويشير شيخهم نعمة الله الجزائري إلى أن ابن يقطين هذا قد خالف قانوناً من قوانين هذه الطائفة وهو أن القيام بمثل هذه العمليات يلزم استئذان القيادة السرية العليا للطائفة ولا يزال هذه القانون سارياً إلى اليوم.[ ولذلك – مثلا- قال شيخهم أحمد مغنية، عما قام به القمي ، من إنشاء دار التقريب في مصر : ليس له ولا لغيره أن يقوم بمثل هذا العمل بدون إذن المراجع ( يعني شيوخهم) ، انظر:أحمد مغنية (الخميني أقواله وأفعاله ص27)].
يقول: " فأراد الخلاص من تبعات دمائهم، فأرسل إلى الإمام مولانا الكاظم (ع ) فكتب إليه جواب كتابه بأنك لو كنت تقدمت إلى قبل قتلهم لما كان عليه شيىء من دمائه، وحيث أنك لم تتقدم إلى فكفر عن كل رجل قتلت منهم بتيس ، والتيس خير منه".
الكاظم (ع )
[يعنون موسى بن جعفر بن محمد .. وقد نسبوا إليه أنه يدعي أحقيته بالخلافة وقد نفى ذلك نفياً قاطعاً، ويبدو أن الذي تولى كبر إشاعة هذه الفرية عليه هو هشام ابن الحكم الرافضي ومن لف لفه , وقد اتهمت نصوص الشيعة نفسها هشاماً بهذا الأمر، وأنه كان وراء سجن موسى . فقالت : " هشام بن الحكم ضال مضل ، شرك في دم أبي الحسن".. انظر رجال الكشي ص268.
وقد طلب منه أبو الحسن – كما تقول أخبارهم – أن يكف عن الكلام ولكنه أمسك عن الكلام شهراً ثم عاد، فقال له أبو الحسن : أيسرك أن تشرك في دم امرىء مسلم ؟ قال: لا ، قال وكيف تشرك في دمي، فإن سكت وإلا فهو الذبح، فما سكت حتى كان من أمره ما كان صلى الله عليه. انظر رجال الكشي ص 270،271،279. وقد أشار شيخ الإسلام ابن تيمية إلى أن موسى الكاظم – رحمه الله – متهم بالتطلع للملك ولذل سجنه المهدي ثم الرشيد. انظر منهاج السنة:2/155.
والذي يظهر أن الذي راءه ترويج هذه الإشاعة هو – كما قلنا- هشام ولذلك قال موسى الكاظم رحمه الله للمهدي العباسي لما أخذ عليه العهد إلا يخرج عليه ولا على أحد من أولاده فقال: والله ما هذا من شأني ولا حدثت فيه نفسي (البداية والنهاية:10/183). ]
تيس : [ ذكر الماعز] ، والتيس خير منه :[ الأنوار النعمانية: 2/308].
فإمامه هنا يُقره على قتل خمسمائة مسلم لمجرد أنهم ليسوا بروافض ولكن يأمره بالتكفير بتيس لا لأنه قتل جماعة من المسلمين ولكن لأنه قد تصرف بدون أخذ أمر من رؤوس المذهب وهو ما يكنون عنه بالإمام . فخالف قانون الطائفة فكلُف بذبح هذه الذبائح ليحظى بأكلها الأتباع لتنبثق خطواتهم التخريبية في المستقبل من جهة مركزية تنظيمية واحدة.[ونبرىء موسى الكاظم من ذلك . إنما هي عصابات الرفض تنسب هذه الأوامر والنصوص للعلماء أو الصالحين من أهل البيت لتحظى بالقبول والطاعة لدى أتباعهم، فإذا ذهب أحد هؤلاء الأتباع ليستوثق من صحة صدور هذه النصوص من هذا الإمام أو ذاك فأجابه الإمام بالإنكار والتبرىء قالت عصابات الرفض للأتباع إن هذا الإنكار منه تقية، والتقية تسعة أعشار الدين. وحتى الأمور المشروعة كالحج والزواج كانت تلك العصابات السرية تأخذ حين فعلها إذناً من الإمام كما ترى ذلك في التوقيعات السرية الصادرة من المنتظر الموهوم]
وعلى ذلك إذا استأذن الرافضي إمامه أو نائبه وهو الفقيه والمرجع فليفعل ما يريرد، وإن لم يستأذن فالأمر لا يعدو ذبح تيس!!.
وقد علّق شيخهم الجزائري على دية التيس التي يوجبونها على من قتل سنياً بدون إذن المرجع بقوله: " فانظر إلى هذه الدية الجزيلة التي لا تعادل دية أخيهم الأصغر وهو كلب الصيد، إن ديته عشرون درهماً، ولا دية أخيهم الأكبر وهو اليهودي أو المجوسي فإنه ثمانمائة درهم – كذا – وحالهم في الآخرة أخس وأنجس"[الأنوار النعمانية:2/308].
وهذا قول من الشناعة بمكان ولا يحتاج إلى تعليق فهو ينطق بنفسه على حقدهم على أهل السنة ، وأنهم أكفر عندهم من المجوس واليهود. فانظر كيف يعيشون في وسط المسلمين ، ويتسمون باسم الإسلام ، وهم يتحينون أدنى فرصة للقتل وهذه اعترافاتهم تشهد بآثارهم السوادء.
ولعل من يتابعون أخبار خطف الطائرات ينجلي عجبهم وهو يرون الخاطفين من الروافض يخلون سبيل اليهود والنصارى ، ويبقون أهل السنة والمسلمين، ويقتلون بعضهم أو كلهم، كما يذبحون الخراف. وهم يتظاهرون بالإسلام ، ويزعمون التمسك به والدعوة إليه. ذلك أن القتل عندهم للمسلمين من أعظم القرب والصالحات، وهذا هو دين الروافض ، لا الإسلام الذي بعث الله به رسله. والذي فيه من قتل نفساً – بغير حق- فكأنما قتل الناس جميعا.
وقد شهد الإمام الشوكاني -رحمه الله- بذلك وهو ممن عرف الروافض وعاش بينهم فقال: " ولا أمانة لرافضي قط على من يخالفه في مذهبه ويدين بغير الرفض، بل ويستحل ماله ودمه عند أدنى فرصة تلوح له ، لأنه عنده مباح الدم والمال ، وكل ما يظهره من المودة فهو تقية يذهب أثره بمجرد إمكان الفرصة[طلب العلم ص 70-71].
ولذلك فهم لايتورعون عن اقتراف أي جريمة في المجتمع الإسلامي إذ أموا العاقبة، لأن غيرهم لا حرمة له ولا أمان ، وهذا ما يعرفه من عاش بينهم.
قال الشوكاني -رحمه الله- " وقد جربنا وجرب من قبلنا فلم يجدوا رجلاً رافضياً يتنزه عن محرمات الدين كائناً ما كان ، ولا تغتر بالظواهر، فإن الرجل قد يترك المعصية في الملأ، ويكون أعف الناس عنها في الظاهر، وهو إذا أمكنته فرصة انتهزها انتهاز من لا يخاف ناراً ، ولا يرجو جنة."[طلب العلم ص 70-71].
ثم استشهد على ذلك ببعض مشاهداته الشخصية فقال: " وقد رأيت منهم من كان مؤذناً ملازماً للجماعات فانكشف سارقاً[لأن أخذ مال المسلمين بطريق السرقة حلال في شرعهم – كما مر – كاليهود الذين قالوا ليس علينا في الأميين سبيل]. وآخر كان يؤم الناس في بعض مساجد صنعاء، وله سمت حسن وهدي عجيب وملازمة للطاعة ، وكمنت أكثر التعجب منه ، كيف يكون مثله رافضياً !!
ثم سمعت بعد ذلك عنه بأمور تقشعر لها الجلود وترجف منها القلوب ، ثم ذكر رافضياً ثالثاً ، وقال : كنت أعرف عنه في مبادىء أمره صلابة وعفة، فقلت إذا كان ولا بد من رافضي عفيف فهذا، ثم سمعت منه بفواقر نسأل الله الستر والسلامة"[طلب العلم ص73].
ومهما بذل المسلم لهم من المال أو أسدى من المعروف ، أو قدم من البر والصلة فإنه لا يستطيع أن يزيل ذلك الحقد الأسود المرير، أو يمتص تلك الضغينة أو يذيب جبالاً من الكراهية والبغضاء غرستها تربية الأيام والليالي، في الصغر، وكنتها آلاف من الصفحات السود في مدونات جعلوا لها صفة القداسة، وصاغتها مناسك الزيارات وأدعيتها، وليالي الحسينيات، وتمثليات العزاء في المحرم (عاشوراء) ، مما لا يخطر على بال من لم يخض في ارث الروافض وواقعهم.
ولذلك قال من جرب الحياة معهم " وقد جربنا هذا تجريباً كثيراً فلم نجد رافضياً يخلص المودة لغير رافضي وإن آثره بجميع ما يملكه، وكان له منزلة الخول [العبد لسيده]، وتودد إليه بكل ممكن، ولم نجد مذهب من المذاهب المتبدعة ولا غيرها ما نجده عند هؤلاء لمن خالفهم"[طلب العلم ص 73].
ويبدو أن هذا اللون من العداء لغيرهم قد أثر على علاقاتهم مع بعضهم أو أصبح طبيعة لهم ، وقد شهدت نصوص عندهم بهذا ، وأشارت إلى البون الكبير بين ماعليه أهل السنة من صدق وأمانة ووفاء ، وما عليه الروافض من سلوك إجرامي وخلق ردىء حتى قال أحدهم ويدعي عبد الله بن كيسان لإمامه" إني نشأت في أرض فارس وإنني أخالط الناس في التجارات وغير ذلك ، فأخالط الرجل فأرى له حسن السمت ،وحسن الخلق، وكثرة الأمانة ثم أفتشه فأتبينه عن عدواتكم( يعني أنه من أهل السنة) وأخالط الرجل فأرى منه سوء الخلق ، وقلة أمانة وزعارة [سوء الخلق ، وفي بعض النسخ: الدعارة وهو الفساد والفسوق والخبث(عن هامش الكافي:2/4] ثم أفتشه فأتبينه عن ولايتكم" يعني من الروافض [أصول الكافي:2/4، وتفسير نور الثقلين:4/47].
فإذا كانت هذه علاقاتهم مع بعضهم، وعدوانهم على بني جنسهم ، فهم على مخالفيهم أشد وأنكى ، ولهذا ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية أنهم يقولون أنتم ( يعنون أهل السنة) تنصفوننا أكثر مما ينصف بعضنا بعضاً.[ منهاج السنة].
وهم حين يعيشون في دول سنية أو دول لا تدين بمعتقدهم يتجه جهدهم إلى العمل والتخطيط للتمكين لمذهبهم وبني جنسهم ، وإلحاق الضرر بغيرهم. ومن يقرأ ما فعله ابن يقطين بالمساجين المساكين وكذلك ، ويرى محاولات الروافض الدائبة في التسلل إلى أجهزة الأمن من مخابرات وشرطة ومباحث ، وكذلك التغلغل في جيوش الدول الإسلامية ، يعرف أن هدفهم من ذلك ليس خدمة الدولة ولا الدفاع عنها ضد أعدائها، ولكن استغلال هذه الأجهزة في العدوان على المسلمين ونصرة الرافضة ومذهبهم كلما لاحت الفرصة ، ولذا يعبر خميني عن دخولهم في العمل في الحكومات الإسلامية بالدخول الشكلي ، وقد يضعون من التقارير ويزينون للحكومات بعض التوجيهات، التي يخدمون بها أهدافهم. وقصة ابن العلقمي الرافضي الذي استوزره المستعصم أربع عشرة سنة مشهورة معروفة. فقد كان هذا الرافضي من أهم أسباب سقوط دولة الخلافة في بغداد ، واستيلاء التتار عليها كما هو معلوم من كتب التاريخ [انظر في قصة تآمره: فوات الوفيات لابن شاكر الكتبي 2/313 ، العبر للذهبي 5/225، طبقات الشافعية للسبكي:8/262-263، البداية والنهاية: 13/202-203]، وقد أثنى الروافض على صنيعه هذا وعدوه من أعظم مناقبه.[انظر روضات الجنات: 6/300-301].
القسم الثاني

بروتوكولات التغيير الفكري
الفصل الأول

محاولة تغيير الكتاب والشريعة

محاولة تغيير القرآن

يقول النص:
كأني بالعجم فساطيطهم في مسجد الكوفة يعلمون الناس القرآن كما أنزل؟ قلت(الراوي).. أوليس كما أنزل ؟ فقال : لا .. مُحي منه سبعون من قريش بأسمائهم وأسماء آباء آبائهم، وما ترك أبو لهب إلا إزراء على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأنه عمه".
[النعماني :الغيبة ص 171،172 – فصل الخطاب: ص7]
لكن هذه أمنية يتمنون تحقيها على يد المنتظر يزعمون أنه يُقيم له دولة في آخر الزمان ، وشيوخهم يزعمون أنهم سينوبون عنه في إقامة الدولة وتحقيق أماني الرافضة، ولا سيما أنهم يدعون بأن لهم صلة مباشرة بالمنتظر، حتى ألّف واحد من أكابر شيوخهم في هذا العصر كتاباً في هذه" الأكذوبة" بعنوان: " جنة المأوى فيمن فاز بلقاء الحجة في الغيبة الكبرى". وقال شيخهم محمد تقي المدرسي [وقد كان يعيش إلى فترة قريبة في بعض دول الخليج يمارس مهمة الهدم والتخريب حتى تم إبعاده لاشتراكه في مؤامرة ضد الحكومة القائمة] قال: " ولا نستبعد – بل هو كائن فعلاً – وجود علاقات سرية بن الإمام وبين مراجع الشيعة (وهذا لا حقيقة له إلا في خيال الرافضة ) وهذا هو السر العظيم "[الفكر الإسلامي مواجهة حضارية ص305] . وبهذه الترهات يخدعون أتباعهم ويضفون على (آياتهم) صفة القداسة.
فهل يحاولون تحريف القرآن بالقوة وصرف الناس عن كتاب الله بتهديد السلاح إلى كتاب وشريعة يخترعونها توافق أهواءهم؟ هذا ما تشير إليه هذه البروتوكولات، والله غالب على أمره وحافظ كتابه ولو كره الكافرون.
اختراع شريعة جديدة

نجد أن عمدتهم وحجتهم – ابن باوبويه القمي -في كتابه الإعتقادات والتي تُسمى دين الإمامية يشير إلى أن مهديهم إذا رجع من غيبته ينسخ شريعة الإسلام فيما يتعلق لأحكام الميراث، فيذكر عن الصادق أنه يقول:
" إن الله آخر بين الأرواح في الأظلة قبل أن يخلق الأبدان بألفي عام، فلو قد قام قائمنا أهل البيت أورث الأخ الذي آخى بينهما في الأظلة ولم يرث الأخ من الولادة"
[الإعتقادات ص 83].
فهذه الرواية تكشف عما تختلج في نفوس أربا تلك العصابة من رغبة في إحلال العلاقة الحزبية والتنظيمية بين أفرادها محل القرابة والولادة في الميراث ، ونهب أموال الناس باسم هذه العلاقة والأخوة!! وما تحلم به عند قيام دولتها الموعودة من تطبيق هذه التطلعات والتي أرادت إعطاءها صيغة مقبولة بنسبتها لآل البيت.
كما تفصح الرواية عن موقف واضعي هذه الرويات من تطبيق الشريعة الإسلامية ورغبتهم في تعطيلها .. ثم هي تعكس مضموناً إلحادياً يسعى لهدم الشريعة والخروج على عقيدة ختم النبوة. وهذه الدعوى ، فضلاً عن أنها خروج عن شريعة الإسلام فهي مخالفة لمنطق العقل، فالتوارث منوط بالعلاقة الظاهرة من الولادة والقرابة، وأما المؤاخاة الأزلية فلا يدركها البشر ، فكيف تكون أساساً لقسمة الميراث!!!
بل إن الحكم والقضاء في دولة المنتظر يقام على غير شريعة المصطفى صلى الله عليه وسلم : جاء في الكافي وغيره " وقال أبو عبد الله : " إذا قام قائم آل محمد حكم بحكم داود وسليمان ولا يُسأل بيِّنة" [أصول الكافي: 1/397] ، وفي لفظ آخر : " إذا قام قائم آل محمد حكم بين الناس بحكم داود عليه السلام ولا يحتاج إلى بينة".[المفيد-الإرشاد ص 413، الطبرسي- أعلام الورى ص 433]
وقد تبنى – ثقة دينهم – الكليني هذه العقيدة وبوب لها باباً خاصاً بعنوان: باب في الأئمة عليهم السلام أنهم إذا ظهر أمرهم حكموا بحم داود وآل داود ولا يسألون البينة"[أصول الكافي 1/397]. ولا يخفى ما في هذا الإتجاه من عنصر يهودي. ولهذا علق بعضهم على هذا العنوان بقوله: " أي أنهم ينسخون الدين المحمدي ويرجعون إلى دين اليهود"[محب الدين الخطيب في تعليقه على المنتقىص302 – هامش4].فانظر كيف يحلم مدعو التشيع – الذين لبسوا ثوب التشيع زوراً وبهتاناً- بدولة تحكم بغير شرع الإسلام.!!
وتشير بعض رواياتهم إلى أنه أيضاً يحكم بحكم آدم مرة ، ومرة يحكم بحكم داود، ومرة بقضاء إبراهيم. ولكن يعارضه في هذا الإتجاه للحكم بغير شريعة الإسلام بعض أتباعهم ، إلاّ أنه يواجه هذه المعارضة بشدة حيث يأمر بهم فتضرب أعناقهم[بحار الأنوار 52/389]. وتقدم رواياتهم بعض أحكامة وأقضيته فتقول : إنه يحكم بثلاث ولم يحكم بها أحد قبله : يقتل الشيخ الزاني، ويقتل مانع الزكاة، ويورث الأخ أخاه في الأظلة[الخصال لابن بابويه: ص 169، بحار الأنوار: 52/359، بشارة الإسلامي(لشيخهم المعاصر) الكاظمي: ص275] ، وأنه يقتل من بلغ العشرين ولم يتفقه في الدين... إلخ.[أعلام الورى للطبرسي ص 431، بحار الأنوار: 52/152]
كما تقوم دولة الغائب ( أو نائبه حسب مذهب الروافض) على الحكم لأهل كل ملة بكتابهم مع أن الإسلام لم يجز لأحد أن يحكم بغير شريعة القرآن باتفاق المسلمين[انظر منهاج السنة النبوية لشيخ الإسلام ابن تيمية:3/127، أو مختصره للذهبي(المنتقى) ص:343]. تقول بروتوكولاتهم:
" إذا قام القائم .. استخرج التوراة وسائر كتب الله تعالى من غار بأنطاكية حتى يحكم بين أهل ا لتوراة بالتوراة ، وبين أهل الإنجيل بالإنجيل وبين أهل الزبور بالزبور وبين أهل القرآن بالقرآن"
[الغيبة للنعماني ص 157، بحار الأنوار: 52/351].
فهذا القانون ( بغض النظر عن الجانب الخرافي في الرواية) يصور ما يطمح إليه شيوخ الروافض مما يشبه إلى حد كبير فكرة الديانة العالمية التي ترفع شعار الماسونية. وهي فكرة إلحادية تقوم أساساً على إنكار الديانات السماوية تحت دعوى حرية الفكر والعقيدة.
كتاب جديد وقضاء جديد يفرضان على الناس بعد الاستيلاء على مكة

في حومة هذه البروتوكولات التي تسعى لتغيير كتاب الله سبحانه ،وابتداع شريعة جديدة لم يأذن لها الله ، والرجوع إلى حكم داود لا شريعة محمد صلى الله عليه وسلم وتطبيق شرائع الأديان لا حكم القرآن ..
نلتقى بعد ذلك ببروتوكول آخر يعد نتيجة لهذه المقدمات والتغييرات ويتم إعلانه بعد الإستيلاء على مكة المكرمة وهو إلغاء مهديهم (أو نائبه ) وفق الإتجاه (لعموم ولاية الفقيه) لحكم القرآن وإحلال كتاب آخر محله..
يقول النص:
يقوم القائم بأمر جديد ، وكتاب جديد، وقضاء جديد ، لكأني أنظر إليه بين الركن والمقام ، يبايع الناس علىكتاب جديد.[الغيبة للنعماني ص 176، بحار الأنوار 52/135]
الفصل الثاني

تغيير أصل الدين ( وهو التوحيد)

إعلان البراءة من المشركين


هذا من شعارات الروافض في البلد الحرام ، في حج هذه الأعوام ، والذي يجهل مذهب هؤلاء القوم يظن أن المقصود البراءة من عبادة غير الله سبحانه ، والتبري ممن يعبد غير الله .. ولاشك بأن أصول الإسلام البراءة م3ن الشرك وأهله ، ولكن الأمر عند هؤلاء خلاف ذلك تماماً فه8م أمروا برفع هذا الشعار في هذا التجمع الإسلامي الكبير .. يريدون بالبراءة من المشركين من حكام المسلمين من أبي بكر إلى أن تقوم الساعة.
ولو كان حكام المسلمين اليوم في مثل إيمان أب بكر وعدل عمر ، لاينفعهم ذلك ، فهم في عداد المشركين، وهم طواغيت وأصنام يعبدون من دون الله.
كما لاينفع حجاج بيت الله الحرام إخلاصهم لله ولا ينجيهم توحيدهم لله من وصمهم بالشرك والمشركين، إلا إذا بايعوا حكام الروافض وتبرءوا من حكام المسلمين جميعهم من أبي بكر إلى أن تقوم الساعة.
والخطورة الكبرى فهذا المر أنه محاولة لنسخ دين الإسلام الذي أساسه وأصله التوحيد.. وقد استفاضت نصوصهم في تأويل نصوص التوحيد بالشرك [انظر كتب التفسير عندهم كتفسير القمي، والصافي، والبرهان ، وتفسير العياشي وغيرهم.]، كما أن مفهوم الشرك عند الرافضة يؤكد أن مذهبهم هو عين مذهب المشركين ، ولذا ظهر خميني في كتابه " كشف الأسرار" داعياً للشرك ومدافعاً عنه ملة المشركين، فهو يقول – مثلاً- تحت عنوان " طلب الحاجة من الأموات ليس شركاً":
" إن طلب الحاجة من الأموات ليس بشرك " ، بل يصل به الأمر إلى القول:" إن طلب الحاجة من الحجر أو الصخر ليس شركاً".[ كشف الأسرارص 49]. ، ويقول : " إننا نطلب المدد من الأرواح المقدسة للأنبياء والأئمة ممن قد منحهم الله القدرة"[كشف الأسرار 49].
ذلك أن الشرك عند هذه الفئة هو أن يتولى على بلاد المسلمين أحد من غير طائفتهم ، فهذا هو الجرم الأكبر، والشرك الذي لا يُغفر. يقول في كتابه " الحكومة الإسلامية ص 33-34" :" توجد نصوص كثيرة تصف كل نظام فير إسلامي (يعني غير رافضي) بأنه شرك والحاكم أو السلطة فيه طاغوت، ونحن مسئولون عن إزالة آثار الشرك من مجتمعنا المسلم ونبعدها تماماً عن حياتنا".
وقد بدأ في إعلان تنفيذ هذه الإزالة في حرم الله الآمن، لا لإزالة عبادة غير الله ، بل لإقامة الرفض ولعن الصحابة وتكفيرهم، وتطبيق الشرك في العامل الإسلامي كله، لأن دين هؤلاء الولاية لا التوحيد.
ولذا فإن الشرك في ضرب بجرانه في أقطارهم، ولا عجب فهم يؤولون كل ماجاء من النهي في كتاب الله عن الشرك بالشرك بولاية علي، لا الشرك في عبادة الله ، إليك هذه النصوص من كتبهم:
<!--[if !supportLists]-->1. <!--[endif]-->عن أبي جعفر عليه السلام قال: ما بعث الله نبياً قط إلا بولايتنا والبراء من عدونا وذلك قول الله في كتابه :" ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت"[النحل 26- انظر تفسير العياشي 2/258، وتفسير البرهان 2/368، وتفسير الصافي 1/923 وتفسير نور الثقلين3/53].
<!--[if !supportLists]-->2. <!--[endif]-->وعن أبي عبد الله في قوله تعالى : " لا تتخذوا إلهين إثنين إنما هو إله واحد" [النحل 51] ، يعني بذلك ولا تتخذوا إمامين ، إنما هو إمام واحد.[تفسير العياشي 2/261، والبرهان 2/373، ونور الثقلين 3/60] .
<!--[if !supportLists]-->3. <!--[endif]-->وعن الباقر في قوله سبحانه: " لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين" [الزمر 65] ، قال: لئن أمرت بولاية أحد مع ولاية علي عليه السلام ، ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين.[تفسير الصافي 2/472، وقد نقل هذه الرواية عن القمي شيخ الكليني في تفسيره، وانظر تفسير نور الثقلين 4/498].
<!--[if !supportLists]-->4. <!--[endif]-->وعن عبد الله في قول سبحانه : " فليعمل عملاً صلاحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً" [ الكهف:110] ، قال العمل الصالح : المعرفة بالأئمة ، ولا يشرك بعبادة ربه أحداً: التسليم لعلي معه في الخلافة من ليس ذلك له ولا هو من أهله.[تفسير العياشي 2/353،والبرهان 2/497، وتفسير الصافي 2/36، وتفسير نور الثقلين 3/317-318]. وفي راوية أخرى لهم عن أبي عبدالله عليه السلام في قوله: " ولا يشرك بعبادة ربه أحداً": لا يتخذ مع ولاية آل محمد صلوات الله عليهم غيرهم[تفسير الصافي2/361].
<!--[if !supportLists]-->5. <!--[endif]-->عن جابر الجعفي عن أبي جعفر في قوله سبحانه: " ولا تكونوا أول كافر به "[البقرة 41] . قال يعني علياً.[ تفسير العياشي 1/42] والآية كاملة "وآمنوا بما أنزلت مصدقاً لما معكم ولا تكونا أول كافر به" فالضمير يعود كما هو واضح من السياق إلى القرآن الكريم ، وهم أرجعوه إلى " علي" رضي الله عنه ، وهو غير مذكرو أصلاً، والخطاب في الآية لبني إسرائيل.
<!--[if !supportLists]-->6. <!--[endif]-->وعن جابر الجعفي قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله :" ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله .." [ البقرة:165] قال : فقال : هم أولياء فلان ،وفلان ، وفلان ( يعنون أبا بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم) اتخذوهم أئمة من دون الإمام[تفسير العياشي 1/72، البرهان 1/172 ، الصافي 1/156].
<!--[if !supportLists]-->7. <!--[endif]-->وعن أبي عبد الل في قوله سبحانه : " .. إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله .. " [ الأعراف30] ، قال : يعني أئمة دون أئمة الحق[تفسير الصافي 1/571].
<!--[if !supportLists]-->8. <!--[endif]-->وعن جابر الجعفي عليه السلام قال : أما قوله : " إن الله لا يغفر أن يشرك به" [النساء 48]، يعني أنه لا يغفر لمن يكفر بولاية علي ، وأما قوله: " ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء " يعني لمن والى علياً عليه السلام.[تفسير العياشي 1/245-246،والصافي 1/361، والبرهان 1/375، وتفسير نور الثقلين 1/488].
والروايات في هذا الباب كثيرة ،وهي محاولة لهدم الأصل الأول في الإسلام وهو التوحيد ، وإعطاء الشرك صفة الشرعية . وهي كذلك محاولة خطير بتفسير التوحيد والشرك والكفر بغير معانها الحقيقية.
الفصل الثالث


تحويل المسلمين إلى كربلاء

وبعد الهدم والتخريب الذي يحلم به هؤلاء الزنادقة للحرمين الشريفين فإنهم يريدون أن يصرفوا المسلمين عنوة إلى كعباتهم ومشاهدهم الخاصة بهم ، وقد وضعوا نصوصاً كثيرة في هذا سيجري محاولة تطبيقها على المدى الطويل، ونشرها بين المسلمين بالقوة تحت ستار (تصدير الثورة ، محاربة الطواغيت ، الدفاع عن أهل البيت أو غير ذلك ) في العالم الإسلامي وهي تجري في اتجاهين:
الإتجاه الأول: محاولات يائسة للنيل من الكعبة والتطاول على قدسيتها ، فمن بروتكولاتهم وخططهم العمل على التهوين من شأن بين الله العظيم ، فقد وضعوا نصوصاً خطيرة في هذا الشأن ونسبوها – كذباً – لبعض أهل البيت كجعفر الصادق وغيره لتحظى بالقبول، وتنال القداسة في نفوس الأتباع ، بأن أولئك الآل لا يسهون ولا يخطئون ولا يغفلون ، وقولهم كقول الله ورسوله.. وهذه النصوص لا تبقي في نفس من يؤمن بها أي قداسة لبيت الله الحرام.
تتحدث نصوصهم – مثلاً – عن محاورة جرت بين كربلاء والكعبة فيقول جعفرهم [ لأن الجعفر الصادق الذي تنقل أقواله كتبهم ليس جعفر المعروف عند المسلمين . ويبوء بإثم هذه المنقولات أولئك المفترون عليه.] .. " إن أرض الكعبة قالت : من مثلي ؟ وقد بنى بيت الله على ظهري ، يأتيني الناس من كل فج عميق ، وجعلت حرم الله وأمنه". فأوحى الله إليها -كما يفترون- أن كُفي وقري ما فضل ما فضلت به فيما أعطيت كربلاء إلا منزلة الإبرة ، غرست في البحر فحملت من ماء البحر ، ولولا تربة كربلاء ما فضلتك، ولولا من تضمه أرض كربلاء ما خلقتك، ولا خلقت البيت الذي افتخرت به، فقري واستقري وكوني ذَنَباَ متواضعاً ذليلاً مهيناً غير مستنكف ولا مستكبر لأرض كربلاء ، وغلاّ سخت بك وهويت بك في نار جهنم.[كامل الزيارات: ص270، بحار الأنوار ج 101 ص109]
ولكن الكعبة لم تقبل الأمر الإلهي، وتلتزم بالتواضه، وتصبح كالذَنَب الذليل المهين لأرض كربلاء – كما تقول نصوصهم – فحلت بها العقوبة من الله ، بل إن العقوبة حلت بكل أرض وماء لإعراضها عن التواضع لكربلاء. يقول النص عندهم " فما من ماء ولا أرض إلا عوقبت لترك التواضع لله، حتى سلط الله الكعبة المشركين وأرسل إلى زمزم ماء مالحاً حتى أفسد طعمه.."[الموضع نفسه من المصدرين السابقين]
فالكعبة في نظرهم تستحق السحق من جيش أبرهة، وزمزم في ذوق هؤلاء الزنادقة فاسد الطعم:
ومن يكن ذا فم مُرٌ مريض يجد مراً به الماء الزلالا
وهو يستوجب أن يوضع فيه من المواد ما يحوله عن عذوبته وحلاوته. وكل ذلك لأن المسلمين يتجهون إلى بيت الله الحرام، ويتزاحمون على الشرب من ماء زمزم وهذا – في نظرهم – تطاول على كعبتهم(كربلاء) لا ينبغي أن يمر بدون عقاب لهذه المقدسات. وقد يقومون اليوم بإجراء ضد كبرياء الكعبة وزمزم لأن الحجاج يزيدون وتعظيمهم وتوقيرهم للكعبة بنمو، وهذا يغيظ هذه الفئات الحاقدة فهو كبرياء ضد كربلاء.
ولذلك فإن ما قام به بعض الروافض في أعوام خلت من محاولة تدنيس الحجر الأسود بعذرة كان يحملها هو تعبير عن هذا المعنى الخرافي الذي رُبَّي عليه.[في سنة 1087 يوم الخمس الموافق 8 شوال ، أصبح الناس، فإذا الكعبة المشرفة ملطخة بعذرة أو بما يشبه العذرة من جميع جوانبها وكذلك الحجر الأسود والركن اليماني. انظر تاريخ الكعبة المعظمة لحسين باسلامه ص380]
ثم تتحدث نصوصه بأنه لم ينج من العقوبة الكونية العامة إلا كربلاء. على الرغم من أنها افتخرت وتكبرت وقالت " أنا أرض الله المقدسة المباركة الشفاء في تربتي ومائي"[كامل الزيارات: ص270-بحار الأنوار ج101ص109]. وكثيراً ما يحاولون أن يغرسوا في نفوس الأتباع استشعار مزية كربلاء وفضلها على بيت الله الحرام. فقد نسبوا – مثلا – لعلي بن الحسين أن قال : " اتخذ الله أرض كربلاء حرماً آمناً مباركاُ قبل أن يخلق الله أرض الكعبة ويتخذها حرماً بأربعة وعشرين ألف عام، وقدسها وبارك عليها فما زالت قبل خلق الله الخلق مقدسة مباركة، ولا تزال كذلك حتى يجعلها الله أفضل أرض في الجنة، وأفضل منزلة ومسكن يسكن فيه أولياؤه في الجنة[بحار الأنوار ج 101ص107]. ونصوصهم في هذا الباب كثيرة [ تجد هذه النصوص مع غيرها من الأقوال التي تتعلق بمشاهدتهم في كتب المزار عندهم وقد خصص لها المجلسي ثلاثة مجلدات من كتابه البحار] ، وتقديسهم لأرض كربلاء لأنها – على حد زعمهم – صمت جسد الحسين فاستمدت قداستها بوجوده فها .. فهل كان الحسين مدفوناً فيها قبل خلق الكعبة بأربعة وعشرين ألف عام؟! أم هي معدة لاستقباله منذ غابر الأزمان؟!
وإذا كان كل هذا الفضل بوجود جسد الحسين فلماذا لم تفضل المدينة وفيها جسد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! إن هذا التناقض يكشف أنه ليس الهدف تقديس الحسين ولكنه الكيد للأمة ودينها، وصرفها عن قبلتها وحجها.
وقد يقول قائل: " إن ما سطرته إنما هي مقالات السابقين من الرافضة فكيف يحاسب هؤلاء بما سطرته زنادقة العصور الماضية؟
وأقول إن هذه النصوص منقولة من كتب يعتمد عليها رافضة هذا العصر ، ويقدسون نصوصها، وعليها مقدمات مراجعهم المعاصرين وتعليقاتهم وتقريظاتهم وتوثيقاتهم بلا اعتراض أو نقض لهذه المقالات الزائغة، بل ثناء وتأييد .. فهي عندهم كصحيح البخاري ومسلم عند جماعة المسلمين ، ومع ذلك إذا أردت بعض أقوال المعاصرين في هذا الشأن فاقرأ ما يقوله ، ويترنم به كبير مراجعهم وآياتهم في هذا العصر وهو محمد حسين آل كاشف الغطاء شيخ مراجعهم الموجودين، ومن يعد عند بعض أهل السنة ، الذين لم يطلعوا على حقيقته ، من المعتدلين، ولهذا قدموه إماماً لهم في مؤتمر القدس الأول [انظر: تعليق محمد رشيد رضا في المنار على تقديم محمد حسين آل كاشف الغطا إماماً لهم في الصلاة في مجلة المنار المجلد 29 ص 628]لأن له وجهين وقولين، والتقية لا تنتهي أسرارها وأسلايبها عندهم. يقول مشيداً بكربلاء – ومفضلاً لها على بيت الله الحرام – مخالفاً لنص القرآن وإجماع المسلمين :
ومن حديث كربلاء والكعبة لكربلاء بان علوُ الرتبة
ثم يؤكد بعد ذكره لهذا البيت أن هذا من ضرورات مذهبهم فيقول بأن كربلاء " أشرف بقاع الأرض بالضرورة"[الأرض والتربة الحسينية ص 56-65]. وانظر إلى ما يقوله أيضاً مرجعهم الآخر في هذا العصر ،وآيتهم التي ينسبونها زرواً على الله وهو ميرزا حسين الحائري ( وهو يعيش الآن في بعض دول الخليج) يقول: " كربلاء تلك التربة الطيبة الطاهرة، والأرض المقدسة التي قال في حقها رب السموات والأرضين ، مخاطباً الكعبة ، حين افتخرت على سائر البقاع: قري واستقري ، لولا أرض كربلاء وما ضمته لما خلقتك"[أحكام الشيعة 1/32][انظر كيف يفترون الكذب على رب العالمين ،وإنما يفتري الكذب الذي لايؤمنون].
ثم يعقب على ذلك بقوله: " وكذلك أصبحت هذه البقعة المباركة بعدما صارت مدفناً للإمام علي رضي الله عنه ، مزاراً للمسلمين(!) . . وكعبة للموحدين ( !) ، ومطافاً للملوك والسلاطين (!) ومسجداً للمصلين(!)" [أحكام الشيعة 1/32].
وهذا رافضي آخر وهو ممن نال شهادة علمية – الدكتواره – والتي تقتضي أن لا تدخل مثل هذه الأفكار إلى ذهنه . ولكنه التعصب والتحزب الذي يعطل ملكة العقل ويشل حركة التفكير ، فها هو يأخذ بأساطيرهم في هذا فيقول بأن نصوصهم قد اعتبرت كربلاء أفضل بقاع فهي تعتبر عند الشيعة أرض الله المختارة المقدسة المباركة وهي حرم الله وقبة الإسلام وفي تربتها الشفاء وهذه المزايا لم تجتمع لأي بقعة حتى الكعبة.[د. محمد جواد طعمة : تاريخ كربلاء ص 115-166، والكتاب موثق من عدد من آياتهم ( انظر مقدمات الكتاب)]
ويقول آيتهم العظمى محمد الشيرازي بأننا " نقبل أضرحتهم كما نقبل الحجر الأسود وكما نقبل جلد القرآن."[مقالة الشيعة: المرجع الديني محمد الشيرازي ص 8].
هذا ما تفتريه هذه الطغمة ، ولكن الله يقول :
" إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً وهدى للعالمين ، فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمناً ، ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً ، ومن كفر فإن الله غني عن العالمين". [آل عمران: الآيتان 96-97] ، فهل بعد هذا مجال لافتراء مفتر: " أفلا يتدبرون القرآن أم علي قلوب أقفالها".[محمد:34]

التهوين من شأن الحج

وتفضيل الحج إلى المشاهد على الحج لبيت الله

وسأقدم تصويراً لهذا الإتجاه أوضح فيه بالأمثلة – المستقاة من مصادرهم المعتمدة – محاولاتهم لوضع نصوص كثيرة منسوبة لبعض أهل البيت – زوراً وبهتاناً – لتخدمهم في هذا الغرض. ثم أبين تخصيصهم لزيارة كربلاء يوم عرفة بمزية خاصة ، وماذا يقولون عن زيارة الحسين ، وزوار الحسين، والمناسك التي وضعوها على غرار بعض مناسك الحج والعمرة، وكمحاولة للقيام بغزو فكري لصرف المسلمين عن بيت ربهم.
ويبدو أنهم سيقومون بنشر هذه الاتجاه الفكري بعد محاولاتهم إشعال الفتنة في أرض الحرمين ، فاستمع إلى مايقولون:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : " حدثني الثقات أن فيهم من يرى الحج إلى المشاهد أعظم من الحج إلى البيت العتيق، فيرون الإشراك بالله أعظم من عبادة الله وحده، وهذا من أعظم الإيمان بالطاغوت."[منهاج السنة:2/142]. وهذه المسألة ، التي قال عنها عالم من أكبر علماء أهل السنة المعنيين بتتبع أمر الرافضة والرد عليهم ، بأنه قد وصله خبرها عن طريق بعض الثقات ، هي اليوم مقررة ومعلنة، في المعتمد من كتب الإثنى عشرية في عشرات من الروايات ، تنص على أن زيارة المشهد أفضل من الحج إلى بيت الله الحرام.
جاء في الكافي وغيره : " إن زيارة قبر الحسين تعدل عشرين حجة، وأفضل من عشرين عمرة وحجة"[فروع الكافي: 1/324، ابن بابويه: ثواب الأعمال ص52 – الطوسي: تهذيب الأحكام 2/16-ابن قولوية:كامل الزيارات ص161- الحر العاملي:وسائل الشيعة 10/348] . وحينما قال أحد الرافضة لإمامه :"إني حججت تسع عشرة حجة، وتسع عشرة عمرة" أجابه الإمام بأسلوب يشبه السخرية قائلاً: " حج حجة أخرى، واعتمر عمرة أخرى ، تُكتب لك زيارة قبر الحسين عليه السلام "[الطوسي: تهذيب الأحكام: 2/16- وسائل الشيعة:10/348- بحار الأنوار:101/38].
فكأنه يقول له :علام تبذل كل هذا الجهد، وزيارة قبر الحسين أفضل من عملك هذا، ثم تراه وَجَّهَهُ لإكمال عشرين حجة وعمرة ليكتمل بذلك فضل زيارة واحدة لقبر الحسين، ولم يوجهه لزيارة الحسين، وذلك زيادة في التقريع وإظهار السخرية وإبداء التحسر.
وتذهب رواياتهم إلى المبالغة بأفضلية قبر الحسين وقبور سائر الأئمة على الركن الخامس من أركان الإسلام ؛ حج بيت الله الحرام ، وتصل في ذلك إلى درك من العته والجنون ، أو الزندقة والإلحاد لا يكاد يصل إليه أحد في هذا الباب، حتى ليقول القائل بأن هذا دين المشركين لا دين المسلمين الموحدين، لأن هؤلاء يقدمون لنا ديناً آخر غير مايعرفه المسلمون ، دين شيوخهم وآياتهم لا دين رب العالمين ، وتخرصات وأوهام رجالهم، لا سنة سيد المرسلين، فهي أشبه ما تكون بمؤامرة لتغيير دين المسلمين، وتغيير قبلة المسلمين (الكعبة) : بيت رب العالمين.
وتُقدم لنا رواياتهم هذا المعنى بصور مختلفة وأساليب متنوعة لتؤثر في قلوب السذج والجهلة، وتخدع عقول الناشئة والعجم (غير الناطقين باللغة العربية)، فما أسرع تأثير البدعة في هؤلاء.[ولذلك قال أيوب السختياني- كما يروي اللالكائي- : " إن من سعادة الحدث والأعجمي أن يوفقهما الله لعالم من أهل السنة. (شرح أصول اعتقاد أهل السنة:1/60).]
فهذا أحد الأعراب يشد الرحل من اليمن لزيارة الحسين – كما تزعم أساطيرهم – فيلتقي بجعفرهم الذي يسمونه بالصادق، لأن جعفر بن عبد الله بريء من افتراءات هؤلاء وأكاذيبهم، فيسأله جعفر عن أثر زيارة قبر الحسين ، فقال هذا الأعرابي : إنه يرى البركة من ذلك في نفسه وأهله وأولاده وأمواله وقضاء حوائجه، فقال أبو عبد الله – كما تقول الرواية- أفلا أزيدك من فضله فضلاً يا أخا اليمن ؟ قال : زدني يا ابن رسول الله – صلى الله عليه وآله ، قال : إن زيارة أبي عبد الله عليه السلام تعدل حجة مقبولة زاكية مع رسول الله صلى الله عليه وآله. فتعجب من ذلك، فقال له : أي والله ، وحجتين مبرورتين متقبلتين زاكيتين مع رسول الله صلى الله عليه وآله فتعجب، فلم يزل أبو عبد الله عليه السلام يزيد حتى قال: ثلاثين حجة مبرورة متقبلة زاكية مع رسول الله صلى الله عليه وآله.[ابن بابويه القمي: ثواب الأعمال ص 52 – الحر العاملي: وسائل الشيعة 10/350-351] .
بهذا الأسلوب الغريب الذي هو أشبه ما يكون بلعب الأطفال ومحاوراتهم ن يقرر جعفرهم أن زيارة الضريح أفضل من ثلاثين حجة. ويفترون أيضاً على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بأنه قرر هذا الشرك بنفس هذا الأسلوب الذي يكشف بلفظه كذبهم فضلاً عن معناه، حيث تقول روايتهم " كان الحسين عليه السلام ذات يوم في حجر النبي صلى الله عليه وآله ، وهو يلاعبه ويضاحكه،وأن عائشة قالت: " يارسول الله : ما أشد إعجابك بهذا الصبي !! فقال لها: وكيف لا أحبه وأعجب به وهو ثمرة فؤادي وقرة عيني، أما إن أمتي ستقتله .. فمن زاره بعد وفاته كتب الله له حجة من حججي، قالت: يارسول الله حجة من حججك، قلا: نعم وحجتين، قالت: وحجتين؟ قال نعم وأربعاً ، فلم تزل تزده وهو يزيد حتى بلغ سبعين حجة من حجج رسول الله صلى الله عليه وآله بأعمارها." [وسائل الشيعة:10/351-352]
وتذهب رواية أخرى إلى أن " من زار قبر أبي عبد الله كتب الله له ثمانين حجة مبرورة."[ثواب الأعمال ص 52، كامل الزيارات ص 162، وسائل الشيعة:10/350] وتزيد رواية أخرى على ذلك فتقول:" من أتى قبر الحسين عليه السلام عارفاً بحقه كان كمن حج مائة حجة مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم".[ثواب الأعمال: ص52- وسائل الشيعة:10/350]
وتتنافس رواياتهم في المبالغة في الأعداد لتتجاوز المئات إلى مرحلة الآلاف ، وتتجاوز ذلك إلى ذكر أصناف من الثواب والأجر وكأن الدين هو مجرد زيارة قبر، والوقوف على ضريح.
فقد جاء في " وسائل الشيعة" وغيره عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر فال: " لو يعلم الناس ما في زيارة الحسين عليه السلام من الفضل لماتوا شوقاً، وتقطعت أنفسهم عليه حسرات، قلت: وما فيه؟ قال : من زاره تشوقاً إليه كتب الله له ألف حجة متقبلة، وألف عمرة مبرورة، وأجر ألف شهيد من شهداء بدر ، وأجر ألف صائم ، وثاب ألف صدقة مقبولة، وثواب ألف نسمة أريد بها وجه الله، ولم يزل محفوظاً سنته من كل آفة أهونها الشيطان، ووكل به ملك كريم يحفظه من بين يديه وعن يمينه وعن شماله ومن فوق رأسه ومن تحت قدمه، فإن مات سنته حضرته ملائكة الرحمن يحضرون غسله وإكفانه والاستغفار له ، ويشيعونه إلى قبره بالإستغفار له ، ويُفسح له في قبره مد بصره، ويؤمنه الله من ضغطة القبر، ومن منكر ونكير يروعانه، ويُفتح له باب إلى الجنة، ويُعطى كتابه بيمينه، ويُعطى له يوم القيامة تور يضيء لنوره ما بين المشرق والمغرب، وينادى مناد هذا مَنْ زار الحسين شوقاً إليه ، فلا يبقى أحج يوم القيامة إلا تمنى يومئذ أنه كان من زوار الحسين عليه السلام." [كامل الزيارات ص143، وسائل الشيعة:1/353، بحار الأنوار:101/18].
وفي رواية أخرى: " إن الرجل منكم ليغتسل في الفرات ثم بأتي قبر الحسين عارفاً بحقه، فيعطيه الله بكل قدم يرفعها أو يضعها مائة حجة مقبولة، ومائة عمرة مبرورة، ومائة غزوة مع نبي مرسل أو إمام عادل."[وسائل الشيعة:10/379- كامل الزيارات ص185].
ورواية ثالثة تقول: " من زار الحسين عليه السلام يوم عاشوراء حتى يظل عنده باكياً ، لقي الله عز وجل يوم القيامة بثواب ألفي ألف حجة ، وألفي ألف عمرة وألفي ألف غزوة، وثواب كل حجة وعمرة وغزوة، كثواب من حج واعتمر وغزا مع رسول الله صلى الله عليه وآله ومع الأئمة الراشدين صلوات الله عليهم .."[بحار الأنوار: 101/290- كامل الزيارات ص 176 ومابعدها]. ثم ذكرت الرواية أن هذا الفضل كله يحصل أيضاً لمن لم يستطع زيارة قبره في هذا اليوم ، ولكن صعد على سطح داره وأومأ إليه بالسلام ثم دعا على قاتله وندب الحسين وبكاه ولم ينتشر في يومه هذا في حاجة."[المصدرين السابقين في نفس الموضع]
وعلى غرار هذه عشرات من الأمثلة تكل اليد من نقلها، ويتعب الفؤاد من تأملها، لأنها روايات الهدف منها صرف الناس عن عبادة الواحد القهار إلى عبادة المخلوقين الضعفاء، وغايتها التحلل من تكاليف الإسلام وشرائع الدين إلى مجرد نقل القدم إلى قبر ، ليحصل بذلك على كل الأجر، حتى تنتهي بمعتقدها إلى ضرب من الإباحية، والإعراض عن أوامر الله وشرائعه ، والتعدي على محارمه. فلو كان شيء من هذا حقاً لذكره القرآن العظيم في آياته ...، لماذا يذكر الحج في آيات عدة من القرآن ، ولا تذكر زيارة قبر الإمام مطلقاً.. وهي أفضل من الحج إلى بيت الله الحرام بزعمهم!!.
وقد تنبه أحد الشيعة لذلك وتعجب لماذا تُخص زيارة الحسين بهذا الفضل الذي يربو على فضل الحج مئات المرات وليس لها ذكر في القرآن !! أليس هذا بدليل على الوضع والإفتراء؟ فقال – بعد أن استمع من إمامه لفضائل زيارة قبر الحسن المزعومة – قال: " قد فرض الله على الناس حج البيت ، ولم يذكر زيارة قبر الحسين عليه السلام !" ..
فأجاب إمامهم بجواب يبدو فيه الإضطراب حيث قال : " وإن كان كذلك فإن هذا شيىء جعله الله هكذا". [بحار الأنوار:101/33-كامل الزيارات:ص266] . وهذا اعتراف منهم ، وهم أرباب التأويل الباطني ، بخلوا القرآن من هذه البدعة ، وهذا كافٍ في نقض مزاعمهم من كتبهم، فالإقرار هو سيد الأدلة ، وبأيديهم يهدمون بيوتهم. ثم وكأن إمامهم في جوابه هذا يقول: لاجواب عندي ، الأمر هكذا ، لم يبين الله لعباده سبيل عبادتهم وما يتقون !!!!.
ثم حاول بعد هذه الكلمة المضطربة أن يتلمس جواباً بعيداً عن الموضوع فأردف قائلاً: " أما سمعت قول أمير المؤمنين إن باطن القدم أحق بالمسح من ظاهر القدم، ولكن الله فرض هذا على العباد". وهذا اعتراف منهم أيضاً بأن زيارة قبر الحسين كمسألة المسح على باطن القدم ، لم تدخل فيما فرض الله .. ( والأصح كباطن الخف فإن المسح على الخف وليس على القدم)... [المصدر السابق].
ثم واصل الإعتذار فقال: " أو ما علمت أن الموقف لو كان في الحرم كان أفضل لأجل الحرم ، ولكن الله صنع ذلك في غير الحرم".[نفس المصدر].وهكذا كسابقه اعتراف بأن الزيارة لم تُفرض ، وإن كانت في نظر هذه الزمرة أحق .. ثم إن الرافضة في اعتذارها تحاول أن تجعل من نفسها رقيبة على تشريع رب العالمين ، فكأنها تشير بأن الله سبحانه لم يفعل ما هو أولى وأحق ( تعالى الله عما يقوله الظالمون) ، حيث لم يجعل موقف عرفات في الحرم بل جعله في الحل ، وهكذا تتطاول هذه الزمرة الملحدة التي وضعت هذه الأخبار ، وخدعت بها الأغرار تتطاول على شرع الله وحكمته، وتضع من نفسها وصية على أمر الله.
ورواياتهم في هذا كثيرة للغاية كما أشرت من قبل، وإنني الآن أمام زخم هائل من الراويات التي لا تخطر ببال من لم يخض غمار هذه الأساطير ، روايات كثيرة لا أدري ما آخذ منها وما أدع ، فكل منها يثير العجب والإستنكار لكل من كان على صلة بكتاب ربه، أو على أدنى وعي بأمر دينه، ولم يلجم عقله التعصب ويغلق فكره الهوى وتأخذه العزة بالإثم تعصباً لبدعته وطائفته.
ولو حاول الرافضي أن يتخلى عن هذه الأساطير التي تشده إلى الظلام ولو لحظة ثم تفكر في أمر هذا الخطر الأكبر الذي يأخذ به ليلقيه في غياهب الشرك وظلماته، لينسى ربه وخالقه، ويتعلق بقبر مخلوق قد أرم لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً ولا حياة ولا نشوراً " إن الذين تدعون من دون الله عبادة أمثالكم"[الأعراف 194] ، لأدرك حينئذ أنه ليس على شيء ،وأن هذا عين دين المشركين.
والعجب أنه ورد عندهم بعض الروايات في تخفيف هذا الغلو الذي يجعل من الشخوص إلى القبر أفضلية عن حج بيت الله الحرام ، ولكن شيخ الروافض المجلسي رد في ذلك بحجة التقية.
تقول رواياتهم " عن حنان قلت لأبي عبد الله عليه السلام ، ماتقول في زيارة قبر الحسين – صلوات الله عليه – فإنه بلغنا عن بعضكم أنه قال : تعدل حجة وعمرة؟ قال فقال: ما أضعف هذا الحديث ، ما تعدل هذا كله ولكن زوروه ولا تجفوه فإنه سيد شباب أهل الجنة.."[بحار الأنوار 101/35- قرب الإسناد ص48] . قال المجلسي في تأويل هذا النص ، الذي ينقض عشرات الروايات التي جاء بها، ويكشف ضلال ما عليه طائفته ، قال: " الأظهر أنه محمول على التقية"[المصدر السابق]، أي أن جعفراً يقول هذا الكلام على سبيل الكذب مجاملة لأهل السنة أو خوفاً منهم وليس من دين الشيعة.. وهكذا يفعل شيوخهم بكل رواية عن أهل البيت لا توافق أهواءهم، يبطلون مفعولها بهذه الحجة الجاهزة" التقية" فصار التشيع يكتسب غلوه على مر الأيام بفعل شيوخه، وصار دينهم دين شيوخ الروافض لا دين الأئمة ..
زيارة كربلاء يوم عرفة أفضل من سائر الأيام

مما يكشف أن هذه النصوص هي ثمرة مؤامرة ضد الأمة لصرفها عن بيت ربها، والعمل على إفساد أمرها، وتفريق اجتماعها .. والحيلولة دون تلاقيها في هذا المؤتمر السنوي العام .. أن هذه الروايات خصت زيارة الحسين يوم عرفة بفضل خاص ، تقول:
" من أتى قبر الحسين عارفاً بحقه ، في غير يوم عبد ،كتب الله له عشرين حجة وعشرين عمرة مبرورات مقبولات .. ومن أتاه في يوم عبد كتب الله له مائة حجة ومائة عمرة .. ومن أتاه يوم عرفة عارفاً بحقه ، كتب الله له ألف حجة وألف عمرة مبرورات متقبلات، وألف غزوة مع نبي مرسل أو إمام عادل"[انظر: الكليني ، فروع الكافي: 1/324، ابن بابويه: من لا يحضره الفقيه: 1/182- الطوسي: التهذيب 2/16- ابن قولويه : كامل الزيارات ص 169، ابن بابويه: ثواب الأعمال ص50 – الحر العاملي: وسائل الشيعة 10/359].
وتكاد بعض الروايات تصرح بالهدف، فهذا جعفرهم يقول: " لو إني حدثتكم بفضل زيارته وبفضل قبره لتركتم الحج رأساً ، وما حج منكم أحد ، ويحك أما علمت أن الله اتخذ كربلاء حرماً آمناً مباركاً قبل أن يتخذ مكة حرماً..."[بحار الأنوار :101/33، كامل الزيارات ص266].فأنت تلاتحظ أنه صرح من طرف خفي أن ترك الحج وزيارة كربلاء أولى.!!
وقال : " إن الله يبدأ بالنظر إلى زوار قبر الحسين بن علي عشية عرفة قبل نظره إلى أهل املوقف "(قال الراوي : وكيف ذلك؟) قال أبو عبد الله – كما يزعمون- " لأن أولئك أولاد زنا وليس في هؤلاء أولاد زنا."[الفيض الكاشاني/الوافي/ المجلد الثاني: 8/222]. وأولاد الزنا عند الرافضة هم جميع المسلمين – كما سلف – وسيظهر من رواياتهم أن لهذه الأساطير تأثرها حتى قال أحد نقلة هذه الأسطورة ورواتها ، بعد سماعه دعاء من جعفر لزوار قبر الحسين ، قال : " والله لقد تمنيت إني زرته ولم أحج".[وسائل الشيعة: 10/321، فروع الكافي: 1/235، ثواب الأعمال ص35].
وتتحدث رواية أخرى ، أن من أراد أن يتنفل بالحج والعمرة فمنعه من ذلك شغل دنيا أو عائق ، فأتى الحسين بن علي في يوم عرفه ، أجزأه ذلك من أداء حجته ، وضاعف الله له بذلك أضعافاً مضاعفة ( قال الراوي) قلت : كم تعدل حجة وكم تعدل عمرة؟ قال : لا يحصى ذلك. قلت: ألف. قال: وأكثر ، ثم قال: وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها."[الوافي المجلد الثاني 8/223].
وأنت تلاحظ أن صدر النص يشير إلى أن الحج أفضل، وأن زيارة الحسين هي البديل عند حصول عائق، بينما عجزه يشير إلى خلاف ذلك.
قال شيخهم الفيض الكاشاني في التعليق عما تذكره رواياتهم من فضائل زيارة قبر الحسين " إن هذا ليس بكثير على من جعله الله إماماً للمؤمنين، وله خلق السموات والأرضين وجعله صراطه وسبيله، وعينه ، ودليله، وبابه الذي يؤتى منه ،وحبله المتصل بينه وبين عباده من رسل وأنبياء وحجج وأولياء ، هذا مع أن مقابرهم رضي الله عنهم فيها أيضاً إنفاق أموال ، ورجاء آمال ، وإشخاص أبدان ، وهجران أوطان، وتحمل مشاق ، وتجديد ميثاق، وشهود شعائر ، وحضور مشاعر". [الوافي : المجلد الثاني ج 8/224].
تأمل هذا الغلو ، حيث جعل الحسين هو الحبل والواسطة بين ا لله وعباده ، وأنه عين الله وبابه !! ولا حظ توجيهه لفضل زيارة قبر الحسين بفعل أسباب الوقوع في الشرك نفسه من شد الرحال إلى القبر ، وإنفاق الأموال لها أو عندها طلباً لشفاعتها، وتعليق الآمال عليها إلى آخر ما ذكره من أعمال الشرك وأسبابه، ومع ذلك فهذا عندهم من أفضل الطاعات.!![ ولكن لماذا لم يعمل شيوخهن بهذه الروايات ويدعوا الحج ...؟ الواقع أنهم لم يفعلوا .. ولعل ذلك لأسباب منها : ليتمكن هؤلاء من نقل شرهم لسائر العالم الإسلامي عبر هذا المؤتمر العظيم .. وخشية التشنيع عليهم من قبل المسلمين فيفقدوا الأرضية الصالحة لنشر دعوتهم سيما أنهم يرون الفريضة لابد منها ، على الرغم من أن هذه الروايات لا تجعل في قلب المؤمن بها أي حنين إلى حج بيت الله الحرام. ولذا ما أسهل أن يصدورا قراراً بمنع الأتباع من الحج لأدنى خلاف سياسي لأنهم قد خدعوهم بمثل هذه الروايات المنسوبة للآل – زوراً – كذلك لولا الخمس الذي يأكلونه من أموال الأتباع والذي يُفرض على سبيل الفور لمن أزمع الحج – كما مر – وكذلك الرغبة في تحقيق الفتنة في أرض المشاعر لما طالبوا بزيادة عددهم في الحج.]
زيارة قبر الحسين أفضل الأعمال

وتمضي " بروتوكولاتهم في محاولة يائسة لصرف الناس عن الحج وعبادة الله وحده فتجعل زيارة الحسين أفضل الأعمال ، فليست زيارة قبر الحسين عند هؤلاء أفضل من الحج فحسب ، بل هي أفضل الأعمال ، جاء في رواياتهم أن زيارة قبر الحسين " أفضل ما يكون من الأعمال".[كامل الزيارات ص 146، بحار الأنوار 101/49]
زوّار الحسين تأتيهم الملائكة ويناجيهم الله

بل وصلت مبالغات الروافض ، في الحديث عن فضائل زيارة قبر الحسين والأئمة الآخرين إلى درجة لا تتصور ولا يقبلها ذو عقل، قال جعفرهم: " من خرج من منزله يريد زيارة الحسين ، كتب الله له بكل خطوة حسنة .. إلى أن قال :" وإذا قضى مناسكه .. أتاه ملك فقال له : أنا رسول الله ربك يُقرئك السلام ، ويقول لك استأنف فقد غفر لك ما مضى".[الطوسي: تهذيب التهذيب 2/14- ابن قولويه: كامل الزيارات ص 132، ثواب الأعمال ص 51، وسائل الشيعة 10/342].
فالملائكة تقابل زوار القبر، وتبلغهم سلام الله وتوزع عليهم صكوك الغفران .. هذه دعاوى فوق الجنون بدرجات ، وأعظم منها وأكبر جرأتهم على القول بأن الله يناجي زوار الحسين ، قالت رواياتهم: " .. فإذا أتاه (يعني أتى الزائر قبر الحسين) ناجاه الله فقال : عبدي سلني أعطك ، ادعني أجبك"[ كامل الزيارات: ص132-وسائل الشيعة:10/342، وانظر ثواب الأعمال:ص51]
وهكذا يفترون الكذب على الله ، وإنما يفتري الكذب على الله الذين لا يؤمنون ، ويزعمون - وهم الذين سلكوا مسلك أهل التعطيل في كلام الله سبحانه – أن الله يناجي ويكلم زوار الحسين .. وهذه فرية خطيرة .. وبهتان عظيم.
ولم يكتفوا بذلك كعادتهم في الغلو والمبالغة ، بل زعموا أن الله تعالى عما يقوله الظالمون علواً كبيراً يزور قبور الأئمة مع الشيعة، ففي البحار للمجلسي " إن قبر أمير المؤمنين يزوره الله مع الملائكة ويزوره الأنبياء ويزوره المؤمنون".[بحار الأنوار 100/258] كبرت كلمة تخرج من أفواههم ، وتسطرها أقلامهم ، إن يقولون إلا كذباً.
مناسك المشهد

وفي سبيل صرف الناس عن الحج، وضعوا بديلاً عنه من صنعهم وافتراءات ألسنتهم – في محاولة لملء حنين المسلم إلى الحج وأداء المناسك بهذا الإفك المختلق والزور المبين – فاخترعوا مناسك يضاهئون بها شرع الله ودينه ن وزيادة في تأكيد معنى المشابهة سموها (مناسك المشاهد) ، فجعلوا زيارة الأضرحة فريضة من فرائض مذهبهم[انظر روايات ذلك في تهذيب الأحكام للطوسي: 2/14، وفي كامل الزيارات لابن قولويه ص 194، ووسائل الشيعة للحر العاملي: 10/333-337] ، يكفر تاركها.[ففي الوسائل " عن هارون بن خارجة عن أبي عبد الله عليه السلام قال : سألته عمن ترك زيارة قبر الحسين عليه السلام من غير علة، فقال : هذا رجل من أهل النار. وسائل الشيعة 10/336-337-كامل الزيارات ص193] . وقد عقد لذلك المجلسي باباً بعنوان: " باب أن زيارته (يعني زيارة الحسين) واجبة مأمور بها، وما ورد من الذم والتأنيب والتوعد على تركها " وذكر فيه(40) حديثاً من أحاديثهم.[انظر بحار الأنوار 101/1-11] ثم وضعوا لها مناسك كمناسك الحج إلى بيت الله الحرام.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: " قد صنف شيخهم ابن النعمان المعروف عندهم بالمفيد كتاباً سماه " مناسك المشاهد" ، جعل قبور المخلوقين تحج كما تحج الكعبة البيت الحرام الذي جعله الله قياماً للناس، وهو أول بيت وضع للناس، فلا يُطاف إلا به ولا يصلى إلا إليه ولم يأمر إلا بحجه"[ منهاج السنة: 1/175 – مجموع فتاوى شيخ الإسلام:17/498] وقد كشف لنا اليوم شيخهم أغا بزرك الطهراني في كتابه " الذريعة" أن ما صنفه شيوخهم في المزار ومناسكه قد بلغ ستين كتاباً [انظر الذريعة:20/316-326]، كلها ألفت لإرساء قواعد هذا الشرك وتشييد بنائه، وهذا عدا ما اشتملت عليه كتب الأخبار المعتمدة عندهم من أبواب خاصة بالمشاهد – كما سيأتي – ومن هذه المناسك ما يلي:
أ . الطواف بها

اتفق المسلمون على أنه لايشرع الطواف إلا بالبيت المعمور(الكعبة) [مجموع فتاوى شيخ الإسلام 4/521] .. ولكن شيوخ الروافض شرعوا لأتباعهم الطواف بأضرحة الموتى من الأئمة، ووضعوا من الروايات على آل البيت ما يسندون به هذا الشرك ، فقال المجلسي بأنه ورد في بعض زيارات الأئمة " إلا أن نطوف حول مشاهدكم" وفي بعض الروايات " قبّل جوانب القبر" ، كما قال بأن الرضا كان – على حد زعمه- يطوف بقبر رسول الله صلى الله عليه وآله.[بحار الأنوار:100/126] ، وأخذ من ذلك "شرعية" هذا " النسك الوثني" في مذهبهم ولم يلتفت إلى نصوص القرآن ،الصريحة الواضحة، في النهي عن الشرك والوعيد عليه بنار جهنم وبئس المصير ، ولكن أشكل عليه روايات لهم تناقض = كالعادة – مذهبهم في المشاهد وهي مروية عن أئمتهم فرام التخلص منها بالتأويل.
فقد جاء في روياتهم ما ينهى عن الطواف بالقبور كقول إمامهم: " لا تشرب وأنت قائم و لاتطف بقبر.. فإن من فعل ذلك فلا يلومن إلا نفسه، ومن فعل شيئاً من ذلك لم يكن يفرقه إلا ما شاء الله،[ابن بابويه: علل الشرائع: ص283، بحار الأنوار: 100/126] ، وقد أجهد المجلسي نفسه في تأويل هذه الرواية فقال : " يحتمل أن يكون النهي عن الطواف بالعدد المخصوص الذي يطاف بالبيت"[بحار الأنوار:100/126]. فأنت ترى أن المجلسي لم يحاول أن يسلك ما يتفق مع كتاب الله سبحانه وما عليه المسلمون ، وماجاء عندهم أيضاً: " ولا تطف على قبر" ، فينصح لنفسه وطائفته بالنهي عن هذه البدعة فيقر بذلك ، ويؤول ما يخالفه ، لأنه شذوذ وانحراف وباب من أبواب الشرك بالله ، لم يفعل ذلك بل تكلف في تأويل نصهم الذي يدل عى المعنى الحق حتى قال: " يحتمل أن يكون المراد بالطواف المنفي هنا التغوط"[المصدر السابق: 100/127]
فدين الرافضة هو دين المجلسي لا دين الأئمة ، وعملهم بما قاله شيوخهم لا ما قاله إمامهم .. فأعرضوا عن قول الإمام " و لا تطف بقبر"، كما أعرضوا من قبل عن قول الله ورسوله وإجماع المسلمين فضلوا وأضلوا عن سواء السبيل.
ب . الصلاة عند الضريح

من مناسك المشاهد والأضرحة أداء ركعتين أو أكثر عند قبور الأئمة ، وربما يتخذونها قبلة- كما سيأتي – وكل ركعة تؤدي عند القبور تفضل على الحج إلى بيت الهل الحرام مئات المرات، جاء في أخبارهم: " الصلاة في حرم الحسين لك بكل ركعة تركعها عنده كثواب من حج ألف حجة، واعتمر ألف عمرة ، وأعتق ألف رقبة، وكأنما وقف في سبيل الله ألف ألف مرة مع نبي مرسل".[الوافي: المجلد الثاني 8/234].
وليس هذا خاصاً بقبر بقبر الحسين بل كل قبور أئمتهم كذلك ، ففي البحار: " من زار الرضا [ يعد مرقد على الرضا أهم الأماكن المقدسة في إيران، ومن أضخم الأماكن المقدسة لدى الشيعة ، وعليه قبة ضخمة مكسوة بالذهب ( عبد الله فياض/ مشاهداتي في إيران ص102) لأن الأضرحة والاهتمام بها وتقديم أنواع من العبادات لها من أصول دينهم] أو واحداً من الأئمة ، فصلى عنده .. فإنه يُكتب له ( ثم ذكر ما جاء في النص السابق وزاد) وله بكل خطوة مائة حجة، ومائة عمرة ، وعتق مائة رقبة في سبيل الله ، وكتب له مائة حسنة ، وحط عنه مائة سيئة".[بحار الأنوار:100/137-138].
انظر كيف يفضلون الصلاة عند القبور على الحج إلى بيت الله الحرام ، فيقدمون الشرك على التوحيد. وقديما كان المشركون يقولون بأن دينهم أفضل من دين الله ، وأنهم أهدى من الذين آمنوا سبيلاً. واتخاذ القبور مساجد ملعون فاعله على لسان رسول الهدى صلى الله عليه وسلم ، حيث قال :" لعنة الله على اليهود والنصارى ، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد".[أخرجه البخاري في الصلاة باب55 : 1/532(فتح الباري) ، وفي الجنائز باب : مايكره من اتخاذ المساجد على القبور: 3/200، وباب ماجاء في قبر النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر : 3/255، وفي الأنبياء باب ما ذكر عن بني إسرائيل 6/294، وفي المغازي، في باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته: 8/140 ، وفي اللباس في باب الأكيسة والخمائل: 10/277. والحديث بهذا المعنى في مسلم (كتاب المساجد ، باب النهي عن بناء المساجد على القبور) 376/377، وأحمد: 1/218،6/80،84/121،146،229،252،255،275- والدارمي كتاب الصلاة باب النهي عن اتخاذ القبور مساجد: 1/326 وغيرها] وفي الصحيحين أيضاً ذكر له – صلى الله عليه وسلم - في مرض موته كنيسة بأرض الحبشة ، وذكر له من حسنها وتصاوير فيها فقال: " إن أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجداً ، وصوروا فيه تلك التصاوير ، أولئك شار الخلق عند الله".[أخرجه البخاري في الصلاة ، باب هل تُنبش قبور مشركي الجاهلية، ويُتخذ مكانها مساجد: 1/523(البخاري مع فتح الباري)، وباب الصلاة في البيعة: 1/531، وفي الجنائز في باب بناء المساجد على القبر : 3/208، ومسلم : كتاب المساجد باب النهي عن بناء المساجد على القبور: 1/375-376، وأبو عوانة في مسنده: 1/400-401، وأحمد : 6/51، والبيهقي:4/80].
وقد ثبت أيضاً النهي عن اتخاذ القبور مساجد في كتب الإثنى عشرية نفسها، ولكن شيوخهم يؤولونه كما سيأتي.
ج . الإنكباب على القبر

من مناسك المشاهد عندهم الإنكباب على القبر ، ووضع الخد عليه ،وتقبيل الأعتاب، ومناجاة القبر حتى ينقطع النفس كما يقولون. قال المجلسي" باب ما يستحب فعله عند قبره عليه السلام.." [ بحار الأنوار:101/285] ثم ذكر أن شيخ طائفتهم الطوسي قال في وصفه لأعمال زيارة الجمعة : " .. ثمّ تنكب على القبر وتقول: مولاي إمامي مظلوم استعدي على ظالمه النصر النصر حتى ينقطع النفس".[المصدر السابق ، مصباح المتهجد للطوسي: ص195].
وفي أكثر زياراتهم يؤكدون في أثنائها وخاتمتها على الإنكباب على القبر ، ودعائه، فهذه زيارة للحسين أوصى بها جعفر الصادق – كما يزعمون – وأمر قبل بدء هذه الزيارة بصيام ثلاثة أيام ثم الإغتسال ، ولبس ثوبين طاهرين ثم صلاة ركعتين، ثم قال: " فإذا أتيت الباب فقف خارج القبة، وأومأ بطرفك نحو القبر وقل: يا مولاي يا أبا عبد الله ، يا بان رسول الله ، عبدك ابن عبدك وابن أمتك ، الذليل بين يديك ، المقصر في علو قدرك، المعترف بحقك ، جاء مستجيراً بذمتك قاصداً إلى حرمك متوجهاً إلى مقامك – إلى أن قال – ثم انكب على القبر وقل: يا مولاي أتيتك خائفاً فآمني ، وأتيتك مستجيراً فأجرني .. ثم انكب على القبر ثانية [بحار الأنوار 101/257-261 عن المزار الكبير لمحمد المشهدي: ص 143-144].. إلىآخر الزيارة التي يدعو فيها مخلوقاً من دون الله سبحانه ، ويتضرع إليه وكأنه يتضرع أمام الله ، فماذا يكون الشرك إذا لم يكن هذا شركاً .. ومثل ذلك قال مفيدهم: " فإذا أردت الخروج فانكب على القبر قبله – إلى أن قال – ثم ارجع إلى مشهد الحسين وقل السلام عليك يا أبا عبد الله ، أنت لي جُنّة من العذاب".[بحار الأنوار:101/257-261 عن المزار الكبير ص 154].
وهكذا أصبح في دينهم الشرك بالله من المستحبات فهو سجود على القبر أو لصاحب القبر يسمونه " الإنكباب" ودعاء للميت الذي لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً وكأنه يدعون خالق السموات والأرض القادر على كل شيىء " ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون" [الأحقاف:5] ، وهم يعدون هذا من أفضل القربات ، ويوهمون الأتباع بأن هذا الشرك " يوجب غفران الذنوب ودخول الجنة ، والعتق من النار ، وحط السيئات، ورفع الدرجات وإجابة الدعوات"[هذا من عناوين بحار الأنوار، وقد ضم 37 رواية في هذا المعنى :101/21-28]، " وتوجب طول العمر وحفظ النفس والمال وزيادة الرزق وتنفس الكرب وقضاء الحوائج"[هذا أحد عناوين بحار الأنوار أيضاً وفيه(17) رواية: 101/45-48] ، " وتعدل الحج والعمرة والجهاد والإعتاق"[وهذا من عناوين صاحب البحار وقد ضمنه(84) رواية: 101/28-44] ، إلى آخر الفضائل الموهومة .. فشرعوا من الدين ما لم يأذن به الله.
ولهم تعلق بكل عمل يتصل بالشرك بالله من قريب أو بعيد ، حتى وإن لم يوحد نص يعتمدون عليه من كتبهم المليئة بما يغني في باب الشرك وأسبابه، يقول المجلسي – مثلاً – " وأما تقبيل الأعتاب فلم نقف على نص يُعتد به ولكن عليه الإمامية" [بحار الأنوار: 100/136، عمدة الزائر ص29]، أي يتعبدون بذلك مجاراة لأسلافهم وتقليداً لهم ، فكأن الشرك وأعماله المنتشرة في أمهات كتبهم لم تملأ ما في نفوسهم ، فعتلقوا بما عليه من سبقهم كحال المشركين الذين قالوا: " إنّا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون" [الزخرف 23].
وكل إمام ينسب له من المبادىء الشركية الجديدة حتى المنتظر" (الذي لم يولد بعد)، له قوانين جديدة في هذا الباب منها : استقبال القبر في الصلاة واستدبار الكعبة – كما سيأتي- ومنها في مسألتنا هذه وضع الخد على القبر ، فقد خرجت الرواية فيها – كما يقولون – من الناحية المقدسة ، أي من قبل المهدي المنتظر المزعوم بواسطة سفرائه الكذبة حيث قال مهديهم : " .. والذي عليه العمل أن يضع خده الأيمن على القبر"[عمدة الزائرص31].
ولهذا قرر شيوخهم أن من آداب زيارة هذاه الأضرحة " وضع الخد الأيمن عند الفراغ من الزيارة والدعاء".[بحار الأنوار: 100/143، عمدة الزائر ص 30]. وقالوا: " لا كراهة في تقبيل الضرايح، بل هو سنة عندنا ولو كان هناك تقية فتركه أولى".[بحار الأنوار 100/136].
هذه هي مبادىء جديدة ابتدعها شيوخ السوء من الرافضة :" وقد اتفق المسلمون على أنه لا يشرع الاستلام والتقبيل إلا للركنين اليمانيين ، فالحجر الأسود يستلم ويُقبل، واليماني يستلم، وقد قيل إنه يقبل وهو ضعيف، وأما غير ذلك فلا يشرع استلامه ولا تقبيله كجوانب البيت .. والصخرة والحجرة النبوية وسائر قبور الأنبياء والصالحين".[مجموع الفتاوى – شيخ الإسلام: 4/521].
والهدف من هذه المبادىء الصد عن دين الله سبحانه ، والدعوة إلى الشرك بالله وتهيئة أسبابه، وقد وضعت أدعية تقال أثناء هذه الأعمال فيها من الشرك بالله سبحانه، وتأليه الأئمة ما يُستَقَلُ عنده فعل المشركين.
د . اتخاذ القبر قبلة كبيت الله

قال شيخ الرافضة المجلسي: " إن استقبال القبر أمر لازم ، وإن لم يكن موافقاً للقبلة.. استقبال القبرللزائر بمنزلة استقبال القبلة وهو وجه الله أي جهته التي أمر الناس باستقبالها في تلك الحالة".[ بحار الأنوار: 101/369]. وحينما وجد المجلسي في روايات قومه نصين متعارضين -كالعادة – :
الأول:عن أبي جعفر محمد الباقر يقولك " إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : لا تتخذوا قبري قبلة ولا مسجداً، فإن الله عز وجل لعن الذين اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد".[ابن بابويه- علل الشرائع ص 358، بحار الأنوار:100/128].
الثاني: من مهديهم المنتظر ( الذي لا وجود له كما يقول أهل العلم ) ، ونصه هكذا:" كتب الحميري [عبد الله بن جعفر بن مالك الحميري ، أحد الكذابين الذين يزعمون مكاتبة المنتظر الذي لم يُوجد ، ولكنه عندهم من الثقات– انظر الفهرست للطوسي ص 132، رجال الحلي ص 106] إلى الناحية المقدسة [وهي رمز عندهم يُقصد به مهديهم المنتظر] ، يسأل عن الرجل يزور قبور الأئمة عليهم السلام .. هل يجوز لمن صلى عند بعض قبورهم عليه السلام أن يقوم وراء القبر ويجعل القبر قبلة ، أم يقوم عند رأسه أو رجليه؟ وهل يجوز أن يتقدم القبر ويصلي ويجعل القبر خلفه أم لا ؟
فأجاب (المهدي المزعوم) : " أما الصلاة فإنها خلفه ويجعل القبر أمامه ، ولا يجوز أن يصلي بين يديه ولا عن يمينه ولا عن يساره ، لأن الإمام صلى الله عليه لا يُتَقدم ويُسَاوى".[الإحتجاج للطبرسي: 2/312 ط:انلجف، بحار الأنوار:100/128].
حينما وجد المجلسي هذين النصي رجح لقومه العمل بالنص الثاني فقال: " يمكن حمل الخبر السابق على التقية أو على أنه لا يجوز أن يجعل قبورهم بمنزلة الكعبة يُتوجه إليها من كل جانب".[أي أنها قبلة – في مذهبهم – من جهة واحدة ، وليست كالكعبة قبلة من كل الجهات. وليس ذلك لأفضلية الكعبة عندهم، ولكن خشية التقدم على الضريح كما يشير إليه " التوقيع"] . ثم يقول : " ومن الأصحاب من حمل الخبر الأول على الصلاة جماعة ، والخبر الثاني على الصلاة فرادى، وسيأتي الأخبار المؤيدة للخبر الثاني ( يقصد في اتخاذ القبر قبلة) في أبواب الزيارات".[بحار الأنوار:100/128].
انظر كيف يؤيد شيوخهم الشرك بالله سبحانه ، ويردون الحق ولو جاء في كتبهم "المقدسة"!! فيرجح المجلسي ماجاء عن المنتظر – الذي لا حقيقة له – ويرد ما رُوي عن أبي جعفر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والموافق للكتاب والسنة وإجماع الأمة.
وقد توقف المجلسي أيضاً عند قول إمامه وهو يبين طريقة زيارة القبر من البعيد عنه قال: " اغتسل يوم الجمعة أو أي يوم شئت ،والبس أظهر ثيابك ، واصعد إلى أعلى موضع في دارك أو الصحراء ، فاستقبل القبلة بوجهك بعد ما تتبين أن القبر هنالك". ( توقف المجلسي عند هذا النص ، لأن استقبال القبر في دينه أمر لازم ) فقال :" قوله فاستقبل القبلة بوجهك ، لعله ، عليه السلام ، إنما قال ذلك لمن أمكنه استقبال القبر والقبلة معاً .. ويُحتمل أن يكون المراد بالقبلة هنا جهة القبر مجازاً.. ولا يبعد أن تكون القبلة تصحيف القبر.[بحار الأنوار 101/369].
كل هذه التكلفات والتأولات لأنه يقول بأن طائفته " حكموا باستقبال القبر مطلقاً (أي في كل أنواع الزيارات) ، وهو الموافق للأخبار الأخر في زيارة البعيد"[المصدر السابق:101/369-370]. وقال : إنه مع الزائر عن القبر يُستحسن استقبال القبر في الصلاة واستدبار الكعبة [المصدر السابق:100/135]، وذلك عند أداء ركعتي الزيارة التي قالوا فيها: " إن ركعتي الزيارة لا بد منهما عند كل قبر"[بحار الأنوار:100/134].والركعة منها أفضل من ألف حجة وعمرة – كما مر – وهذا ليس بغريب من قوم زعموا أن كربلاء أفضل من الكعبة.
فبماذا نسمي هذا الدين الذي يأمر أتباعه باستدبار الكعبة واستقبال قبور الأئمة ؟؟
وماذا نسمي هؤلاء الشيوخ الذين يدعون لهذا الدين؟؟
فلْيسمَّ بأي إسم إلاّ الإسلام دين التوحيد ، الذي نهى رسوله – عليه الصلاة والسلام – عن الصلاة في المقابر ، فكيف باتخاذ القبور قبلة!!!
ومن العجب أن هذا النهى عن اتخاذ القبور مسجداً وقبلة قد ورد في كتب الشيعة نفسها ، كما جاء في الوسائل للحر العالمي وغيره ، وإن أنكر ذلك بعض شيوخهم المعاصرين [ روت كتب الشيعة أن علي بن الحسين قال: " قال النبي صلى الله عليه وآله:" لا تتخذوا قبري قبلة ولا مسجداً ، فإن الله عز وجل لعن اليهود حيث اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" (من لا يحضره الفقيه:1/57- وسائل الشيعة:3/455) ، ولكن هؤلاء دينهم دين شيوخهم الذين وضعوا مبدأ خالفوا العام ( يعني أهل السنة ) فأضلوا قومهم سواء السبيل.].
كما ورد أيضاً بطلان الصلاة إلى غير القبلة[وقد ذكر صاحب الوسائل في هذا المعنى خمس روايات (انظر: وسائل الشيعة: 2/227) ، وانظر بطلان الصلاة إلى غير القبلة عندهم(من لا يحضره الفقيه:1/79،122، وتهذيب الأحكام: 1/146،178،192،218، وفروع الكافي:1/83] . والتناقض في هذا المذهب من أعجب العجب.
هذا بعض ما جاء في مصادرهم المعتمدة حول المشاهد ، وهو قليل من كثير ، حيث إن لهم عناية ظاهرة، واهتماماً واسعاً بأمر المشاهد ومناسكها كاهتمامهم بمسألة الإمامة، وقد خصصت مصادرهم المعتمدة قسطاً خاصاً مما لا تجده في كتب المسلمين الموحدين.
ففي بحار الأنوار للمجلسي، كتاب مستقل سماه " كتاب المزار" يتضمن أبواباً كثيرة، اشتملت على مئات الروايات ، وقد استغرق ذلك حوالي ثلاثة مجلدات م طبعة البحار الأخيرة.[هي المجلدات: 100-1001-102].
وكذلك وسائل الشيعة للحر العاملي ذكر (106) أبوبا بعنوان: "أبواب المزار"[انظرها في 10/251، وما بعدها].
وفي الوافي للكاشاني ، الجامع لأصولهم الأربعة ، عقد ثلاثة وثلاثين باباً بعنوان ( أبواب المزارات والمشاهد).[انظرها في المجلد الثاني: 8/193 وما بعدها].
وفي كتاب من لا يحضره الفقيه لابن بابويه ( أحد مصادرهم المعتمدة) أبواب عدة حول المشاهد وتعطيمها كباب تربة الحسين وحريم قبره ، وأبواب زيارة الأئمة وفضلها.[انظر: من لا يحضره الفقيه:2/338 وما بعدها].
وفي تهذيب الأحكام للطوسي : مجموعة كبيرة من الأبواب تتضمن تعظمي المشاهد والقبور ، ومناجاة الأئمة بأدعية تتضمن تأليههم.[انظر : تهذيب الأحكام:6/3 وما بعدها].
وفي مستدرك الوسائل : ستة وثمانون باباً حوت 276 رواية في الزيارات والمشاهد[انظر النوري الطبرسي – مستدرك الوسائل:2/189-234].
هذا عدا ما اشتملت عليه كتبهم الأخرى التي هي في منزلة المصادر الثمانية عندهم : كثواب الأعمال لابن بابويه وغيره. وهذا غير ما ألف في المزارات من كتب خاصة به في الماضي والحاضر مثل: كامل الزيارات لابن قولويه، ومفاتيح الجنان لعباس القمي ، وعمدة الزائر لحيدر الحسيني، وضياء الصالحين للجوهري وغيرها. وكلها تتحدث عن الفضائل المزعومة لمن شد الرحال لزيارة أضرحة الأئمة وطاف بها ، ودعا في رحابها، واستغاث بمن فيها ، وتذكر مئات الأدعية التي فيها من الغلو في الأئمة ما يضل بهم إلى مقام الخالق دجل شأنه ، وفيها من الشرك بالله ما الله به عليم.
وكان لاهتمامهم بهذا المعول الهادم لأصل التوحيد أثره في ديار الرافضة ؛ حيث عمرت بيوت الشرك التي يسمونها المشاهد ، وعطلت بيوت التوحيد وهي المساجد وبقي هذا الإهتمام إلى اليوم. ولاحول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم.


قام بنشر هذه المادة على الإنترنت موقع الدفاع عن السنة







رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


 link 
*** مواقع صديقة ***
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب
شركة صيانة افران بالرياض  كود خصم   سطحة هيدروليك   سطحة بين المدن   سطحة غرب الرياض   سطحة شمال الرياض 
 yalla live   يلا لايف   bein sport 1   كورة لايف   بث مباشر مباريات اليوم   Kora live   yalla shoot 
 سحب مجاري   translation office near me   كورة سيتي kooracity   زيوت امزويل AMSOIL   ايجار سيارات مع سائق في ماربيا   اشتراك شاهد رياضه   شركة تنظيف في رأس الخيمة   شركة تنظيف في دبي 24 ساعة   مظلات وسواتر   تركيب مظلات سيارات في الرياض   تركيب مظلات في الرياض   مظلات وسواتر   شركة تنظيف مكيفات بالرياض   شركه تنظيف بالرياض   ربح المال من الانترنت 
 برنامج ادارة مطاعم فى السعودية   افضل برنامج كاشير سحابي   الفاتورة الإلكترونية فى السعودية   المنيو الالكترونى للمطاعم والكافيهات   افضل برنامج كاشير فى السعودية 
 شركة تنظيف مكيفات بجدة   عزل فوم بالرياض   شركة عزل اسطح بالرياض   يلا شوت   يلا شوت   الحلوى العمانية 
 شركة تنظيف منازل بالرياض   شراء اثاث مستعمل   شركة تنظيف منازل بالرياض   نقل عفش الكويت   زيادة متابعين تيك توك حقيقيين   يلا شوت   اهم مباريات اليوم   يلا شوت   شركة تنظيف افران   صيانة غسالات الدمام   صيانة غسالات ال جي   صيانة غسالات بمكة   شركة صيانة غسالات الرياض   صيانة غسالات سامسونج   تصليح غسالات اتوماتيك   شركة مكافحة حشرات   شركة عزل خزانات بجدة   يلا لايف   يلا شوت 
 Yalla shoot   شركة حور كلين للتنظيف 
 تركيب ساندوتش بانل   تركيب مظلات حدائق 
 موقع الشعاع   بيت المعلومات   موقع فكرة   موقع شامل العرب   صقور الخليج   إنتظر 
 شركة نقل عفش بالرياض   شركة نقل عفش بالرياض   دكتور مخ وأعصاب 
 كشف تسربات المياه   شركة تنظيف منازل   نقل اثاث بالرياض   شراء اثاث مستعمل بالرياض   نقل اثاث   كشف تسربات المياه   شركة تنظيف بالرياض   شركة عزل اسطح   عزل اسطح بالرياض   شركة عزل اسطح بجدة   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة عزل خزانات بالرياض   كشف تسربات المياه بالخرج   تنظيف خزانات بالرياض   مكافحة حشرات بالرياض   شركة عزل اسطح بالرياض   كشف تسربات المياه بالدمام   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة عزل خزانات بالرياض   شركة عزل فوم   كشف تسربات المياه   عزل خزانات بالاحساء   شركة نقل اثاث بالرياض   نقل عفش بالرياض   عزل اسطح   شركة تنظيف بالرياض   شركات نقل الاثاث   شركة تنظيف منازل بجدة   شركة عزل فوم   شركة عزل خزانات بالرياض   شركة تنظيف خزانات بالرياض   شركة تخزين اثاث بالرياض   شركة تنظيف مكيفات بخميس مشيط   شركة تنظيف مكيفات بالرياض   شركة عزل اسطح   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة كشف تسربات المياه   شركة نقل اثاث بالرياض   شركة عزل اسطح بجدة   شركة عزل اسطح   عزل خزانات   شركات عزل اسطح بالرياض   شركة عزل خزانات المياه   شركة تنظيف فلل بالرياض   كشف تسربات المياه بالدمام   شركة كشف تسربات المياه بالدمام   عزل خزانات بالاحساء   عزل فوم بالرياض   عزل اسطح بجدة   عزل اسطح بالطائف 
دليل السياح | تقنية تك | بروفيشنال برامج | موقع . كوم | شو ون شو | أفضل كورس سيو أونلاين بالعربي | المشرق كلين | الضمان | Technology News | خدمات منزلية بالسعودية | فور رياض | الحياة لك | كوبون ملكي | اعرف دوت كوم | طبيبك | شركة المدينة الذهبية للخدمات المنزلية

تطوير موقع الموقع لخدمات المواقع الإلكترونية

Powered by vBulletin Copyright ©2000 - 2024 Jelsoft Enterprises Ltd