أنصار السنة  
جديد المواضيع



للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب
 محاسب قانوني   Online quran classes for kids 
منتدى السنة | الأذكار | زاد المتقين | منتديات الجامع | منتديات شباب الأمة | زد معرفة | طريق النجاح | طبيبة الأسرة | معلوماتي | وادي العرب | حياتها | فور شباب | جوابى | بنك أوف تك


العودة   أنصار السنة > الفرق الإسلامية > الشيعة والروافض

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 2010-09-18, 05:12 AM
aslam aslam غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-07-08
المشاركات: 803
افتراضي فضل أم المؤمنين عائشة‏( لروافض)

رب اغفر لي ولوالدي، رب ارحمهما كما ربياني صغيرا
عن عائشة رضيَ اللهُ عنها، أنَّها ذُكِرَتْ عند رجلٍ، فسبَّها! فقيل له: أليست أُمَّك؟! قال: ما هي بأمّ! فبَلَغَها ذلك، فقالت: "صَدَق، إنَّما أنا أمُّ المؤمنين، وأمَّا الكافرين فلستُ لهم بأمّ". رواه الإمامُ قِوَامُ السُّنَّةِ الأصبهانيُّ التَّيْمِيُّ في «الحُجَّة في بيانِ المَحَجَّة» (377) مِن طريقِ عُروة، وعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا قَالَتْ: "لَمَّا رَأَيْتُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طِيبَ النَّفْسِ, قُلْتُ: "يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ الله لِي". قَالَ: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعَائِشَةَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهَا وَمَا تَأَخَّرَ وَمَا أَسَرَّتْ وَمَا أَعْلَنَتْ", فَضَحِكَتْ عَائِشَةُ حَتَّى سَقَطَ رَأْسُهَا فِي حِجْرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الضَّحِكِ, فَقَالَ: "أَيَسُرُّكِ دُعَائِي?" فَقَالَتْ: "وَمَا لِي لا يَسُرُّنِي دُعَاؤُكَ?" فَقَالَ: "وَاللهِ إِنَّهَا لَدَعْوَتِي لأُمَّتِي فِي كُلِّ صَلاة". أخرجه البزَّار في " مسنده " ( 2658 - كشف الأستار ) وحَسَّنه الألباني في " السلسلة الصحيحة " (5 / 324).بأبي أنت وأمي يارسول الله ما أعظمك وما أرحمك بأُمَّتِك، ولقد وصفك ربك ومولاك فقال في حقك: " وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ". وقال: "لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ". فمتى نحرص نحن عليه وعلى اتِّبَاعِهِ حَقَّ الاتِّبَاع؟ اللهم جَازِهِ عَنا خير ماجَزَيْتَ نَبِياً عن أُمَّتِه واللهم عليك بمن آذاه في أهل بيته.
__________________
إسلام
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 2010-09-18, 07:45 AM
مسلم مهاجر مسلم مهاجر غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2009-10-17
المكان: أنصـار السُنــة
المشاركات: 4,207
افتراضي

اللهم صلي وسلم على النبي محمد وعلى الهِ وصحبهِ وأزواجهِ

بارك الله بك أخوي الحبيب " أسلام "

موضوع جميل

" تسمحلي أنقله "
__________________
أحسب ان هذه الامة لو تعقلت وتوحدت وجمعت طاقاتها لمدة اسبوع واحد سينكسر صليب الغرب و نجمة الصهاينة و تحالف الرافضة
لكن قوى الانبطاح و الغلو تعمل لصالح الاعداء






غُرباء



الأمر الذي يخفيه الأعلام والذي لا يعلمه الكثير.. تنظيم قاعدة الجهاد هو طليعة الأمة في مواجهة التوسع الإيراني
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 2010-09-18, 07:51 AM
الدوسري الازدي الدوسري الازدي غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-08-23
المكان: بــلد التوحيد
المشاركات: 1,438
افتراضي

اللهم صلي على محمد وعلى الة وصحبة وسلم وازواجة الطاهرين ..
كل الشكرلك عزيزي
__________________
ANSAR.SUNNA

النظام السوري لابد ان يسلم السلطة (طوعآاو كرهآ)
وزير الخارجية السعودي
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 2010-09-18, 08:05 AM
aslam aslam غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-07-08
المشاركات: 803
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مسلم مهاجر مشاهدة المشاركة
اللهم صلي وسلم على النبي محمد وعلى الهِ وصحبهِ وأزواجهِ

بارك الله بك أخوي الحبيب " أسلام "

موضوع جميل

" تسمحلي أنقله "
أهلا بالغالى وائل هاذا ماتعلمناه منكم
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الدوسري الازدي مشاهدة المشاركة
اللهم صلي على محمد وعلى الة وصحبة وسلم وازواجة الطاهرين ..
كل الشكرلك عزيزي
رحم الله مجاهدنا الخطاب من دروسه نتعلم
__________________
إسلام
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 2010-09-18, 02:10 PM
الباحث المنصف الباحث المنصف غير متواجد حالياً
عضو شيعي
 
تاريخ التسجيل: 2010-09-17
المشاركات: 17
افتراضي

مسند أحمد بن حنبل
- (ج 1 / ص 23)

157 -
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا هشيم أنبأنا حميد عن أنس قال قال عمر رضي الله عنه : وافقت ربي في ثلاث قلت يا { رسول الله لو } اتخذنا { من مقام إبراهيم مصلى } فنزلت { واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى } وقلت يا رسول الله إن نساءك يدخل عليهن البر والفاجر فلو أمرتهن أن يحتجبن فنزلت آية الحجاب واجتمع على رسول الله صلى الله عليه و سلم نساؤه في الغيرة فقلت لهن { عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن } قال فنزلت كذلك

تعليق شعيب الأرنؤوط
: إسناده صحيح على شرط الشيخين


سؤال
ايرضى اي مسلم ان يدخل فجرة على زوجاته؟

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 2010-09-18, 02:43 PM
mhmoud2010 mhmoud2010 غير متواجد حالياً
عضو جاد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-09-13
المشاركات: 338
افتراضي الى المسمى نفسه الباحث المنصف

من قال لك ان محمدا صلى الله عليه وسلم يعلم ما فى قلوب الناس "انتهى .( ولا يكون ذلك الا بعد وحى من السماء ) قال تعالى ( قل لو كنت اعلم الغيب ) وقال تعالى ( قل لا يعلم من فى السموات والارض الغيب الا الله ) وقال تعالى ( ان الله عنده علم الساعة ... ) الايات
وكون الناس كانوا يدخلون على امهات المؤمنين قبل نزول الحجاب ليس دليلا على انهن كن يجلسن مع النبى فى حال حضور الرجال وراعى عمر رضى الله عنه عدم الاطلاع على عورة بيت نبي المؤمنين وهو يظهر نوعا من انواع الحب من قبل عمر ابن الخطاب رضى الله عنه فلقد كان ملهما من قبل الله تعالى وهى مزية لم تعط لاحد من الصحابة سواه .
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 2010-09-19, 04:46 PM
aslam aslam غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-07-08
المشاركات: 803
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الباحث المنصف مشاهدة المشاركة
مسند أحمد بن حنبل
- (ج 1 / ص 23)

157 -
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا هشيم أنبأنا حميد عن أنس قال قال عمر رضي الله عنه : وافقت ربي في ثلاث قلت يا { رسول الله لو } اتخذنا { من مقام إبراهيم مصلى } فنزلت { واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى } وقلت يا رسول الله إن نساءك يدخل عليهن البر والفاجر فلو أمرتهن أن يحتجبن فنزلت آية الحجاب واجتمع على رسول الله صلى الله عليه و سلم نساؤه في الغيرة فقلت لهن { عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن } قال فنزلت كذلك

تعليق شعيب الأرنؤوط
: إسناده صحيح على شرط الشيخين


سؤال
ايرضى اي مسلم ان يدخل فجرة على زوجاته؟

ها أنت عدت يارفضى تدخل باب الكفر وتخرج من باب الألحاد والفجور
وتقولون أنكم تحبون الله ورسوله وتفترون على الله ورسوله
تئولون الأيات وتأتون بأعراض زوجات الرسول
أي قبح وفجور وحقد وكفر تعلمتموه يا أبناء صهيون حفدة المجوس هل كل من دخل بيت رسوال الله فاجرا يافجار الأرض وزبالتها من انت حتى تتهم الصحابة الأجلاء بالفاجرين يابن سبأ المجوسي أهل المتعه والزنا أهل اللطم والتطبيرخسئت وخسئ معمميكم يا أنجس خلق الله فى أرضه
إقراء هاذا ياملعون
تعجب الإنسان من طريقتهم في مدح عمر، فكأنهم لايستطيعون أن يمدحوه إلا بالطعن بالنبي صلى الله عليه وآله ! وكأن المطلوب تفضيله على رسول الله صلى الله عليه وآله !
ومن ذلك ما زعموه في سبب نزول آية الحجاب، من أن عمر كان يقول للنبي صلى الله عليه وآله : أحجب نساءك، فلم يكن رسول الله يفعل ! فنزل الوحي موافقاً لرأي عمر، وأمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وآله أن يحجب نساءه ! ( البخاري:1/46)
إن كثرة رواياتهم في ذلك تجعل القارئ يَتخَيَّل أن نساء النبي صلى الله عليه وآله كنَّ غير محجبات، وأن النبي صلى الله عليه وآله قصَّرَ أو تسامح في حجابهن ! مع أن الواقع أنهن كنَّ محجبات كغيرهن، وكانت سورة النور قد نزلت وفيها آيات عديدة حول الحجاب وآداب الأسرة والإختلاط. أما آية الحجاب في سورة الأحزاب فزادت في حجابهن بأن فرضت عليهنَّ أن لا يكلمن الرجال الأجانب إلا من وراء ستر.، وهذه آيات الحجاب في سورة النور:
( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ. وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلامَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلايُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الآرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جميعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ. (سورة النور:3 –31 )
وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَئْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَوةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَوةِ الْعِشَاءِ ثَلاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلاعَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الآيات وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ.
وإذا بَلَغَ الأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَئْذِنُوا كَمَا اسْتَئْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آيَاتِهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ.
وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللاتِي لايَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ). (سورة النور:58 ـ 6 )
وهذه آيات تشديد الحجاب على نساء النبي صلى الله عليه وآله في سورة الأحزاب:
(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلاً. وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَةَ فإن اللهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا. يَا نِسَاءَ النبي مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرًا. وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ للهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صالحاً نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا.
يَانِسَاءَ النبي لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلاتَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قولاً مَعْرُوفًا. وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلاتَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأولى وَأَقِمْنَ الصَّلَوةَ وَآتِينَ الزَّكَوةَ وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ إنما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرُكُمْ تَطْهِيراً. وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللهَ كَانَ لطيفاً خَبِيرًا). (سورة الأحزاب:28 ـ 34)
وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ أنا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ الْلاتِي أتيت أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالاتِكَ اللاتِى هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا للنبي إِنْ أراد النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَىْ لا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا.
تُرْجِى مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُئْوِى إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكَ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِمَا آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَكَانَ اللهُ عَلِيمًا حَلِيمًا.
لا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللهُ عَلَى كُلِّ شَئٍْ رَقِيبًا
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاتَدْخُلُوا بُيُوتَ النبي إِلا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إذا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فإذا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلامُسْتَانِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِى النبي فَيَسْتَحْيِى مِنْكُمْ وَاللهُ لايَسْتَحْيِى مِنَ الْحَقِّ وإذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللهِ عظيماً.
إِنْ تُبْدُوا شيئاً أَوْ تُخْفُوهُ فإن اللهَ كَانَ بِكُلِّ شَئٍْ عَلِيمًا.
لاجُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبَائِهِنَّ وَلاأَبْنَائِهِنَّ وَلاإِخْوَانِهِنَّ وَلاأَبْنَاءِ إِخْوَانِهِنَّ وَلاأَبْنَاءِ أَخَوَاتِهِنَّ وَلانِسَائِهِنَّ وَلامَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ وَاتَّقِينَ اللهَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَئٍْ شَهِيدًا.
إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النبي يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا.
إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا.
وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا.
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا.
لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لايُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلا قليلاً. مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً. سُنَّةَ اللهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلاً ). (سورة الأحزاب:5 ـ 62)
وسياق الآيات واضح في أن الله تعالى أراد من نساء نبيه صلى الله عليه وآله أن يتحلَّيْنَ بمتانة الشخصية ورصانة الكلام: فَلاتَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ، وأن لا يكثرن الرواح والمجئ، ولايتصدَّيْنَ للأمور السياسية:وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ، وأن يكنَّ في مستوى مسؤولية كونهن زوجات النبي صلى الله عليه وآله، وفي مستوى مقام أمهات المؤمنين الذي أعطاه الله لهن، وإلا.. فليتنحَّيْنَ من حياة رسول الله صلى الله عليه وآله !
وواضح أيضاً أن الظروف التي كانت تحيط بالنبي صلى الله عليه وآله كانت مؤذية له في نبوته، وشخصه، وأهل بيته، ونسائه.
آية الحجاب
مقصودهم بآية الحجاب قوله تعالى:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاتَدْخُلُوا بُيُوتَ النبي إِلا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إذا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فإذا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلامُسْتَانِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النبي فَيَسْتَحْيِى مِنْكُمْ وَاللهُ لايَسْتَحْيىمِنَ الْحَقِّ وإذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَاكَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ وَلاأَنْ تَنْكِحُواأَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللهِ عظيماً ).
وهي آية واحدة فيها ثلاثة أحكام: أدب الدخول الى بيت النبي صلى الله عليه وآله. وحرمة تكليم نسائه إلا من وراء حجابٍ وسترٍ، وقد سميت بآية الحجاب لذلك. وحرمة الزواج بهنَّ بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله، لأنهن أمهات المؤمنين.
سبب نزول آية الحجاب
من الأكاذيب التي تكثر في أسباب النزول أنهم رووا لنزول آية الحجاب أسباباً عديدة متناقضة، كل واحد منها سبباً مباشراً نزلت الآية على أثره! وأكثر ما قبلوه منها قول عمر إنه أمر النبي صلى الله عليه وآله أن يحجب نساءه فلم يفعل، فنزلت الآية !
وعند التأمل فيها تجد منها سببين معقولين ينبغي قبولهما ورد ما سواهما، لأن الآية نصَّت على أحدهما وأشارت الى الآخر:
فقد نصت الآية على أن رجلين أثقلا على النبي صلى الله عليه وآله وجلسا بعد وليمته، وأطالا الجلوس: (وَلا مُسْتَانِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النبي فَيَسْتَحْيِى مِنْكُمْ وَاللهُ لايَسْتَحْيىمِنَ الْحَقِّ). وهو ينطبق على ما رواه أنس من نزولها على أثر وليمة النبي صلى الله عليه وآله بعد زواجه من زينب بنت جحش.
كما أشارت الآية الى أن بعضهم كان يؤذي النبي صلى الله عليه وآله في أمر نسائه:(وَمَاكَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا)، وهذا ينطبق على مارووه من سوء أدب طلحة مع النبي صلى الله عليه وآله في أمر عائشة، بحجة أنها ابنة عمه، لأنها من عشيرته بني تَيْم، فنزلت الآية على أثره !
روايات السبب الأول: تأخر الثقلاء في بيت النبي صلى الله عليه وآله
روى البخاري:6/24، عن أنس قال: (أنا أعلم الناس بهذه الآية آية الحجاب. لما أهديت زينب بنت جحش إلى رسول الله(ص)وكانت معه في البيت، صنع طعاماً ودعا القوم فقعدوا يتحدثون، فجعل النبي(ص)يخرج ثم يرجع وهم قعود يتحدثون، فأنزل الله تعالى:يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاتَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إلا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ... الى قوله: مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ، فضُرب الحجاب وقام القوم).
وفي البخاري:6/26، عن أنس قال: (أَوْلَمَ رسول الله(ص)حين بنى بزينب ابنة جحش، فأشبع الناس خبزاً ولحماً، ثم خرج إلى حجر أمهات المؤمنين كما كان يصنع صبيحة بنائه فيسلم عليهن ويدعو لهن ويسلمن عليه ويدعون له، فلما رجع إلى بيته رأى رجلين جرى بهما الحديث، فلما رآهما رجع عن بيته، فلما رأى الرجلان نبي الله(ص)رجع عن بيته وثبا مسرعين، فما أدري أنا أخبرته بخروجهما أم أُخبر، فرجع حتى دخل البيت، وأرخى الستر بيني وبينه، وأنزلت آية الحجاب). انتهى.
ورواه البخاري بروايات أيضاًتحت عنوان: (باب قوله: لاتَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إلا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ. وَلَكِنْ إذا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فإذا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلامُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللهُ لايَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وإذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ وَلاأَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللهِ عَظِيماً).(الأحزاب:53) ثم رواه في مواضع أخرى مثل:6/142، وقال أيضاً في: 8/176: (سمعت أنس بن مالك يقول: نزلت آية الحجاب في زينب بنت جحش، وأطعم عليها يومئذ خبزاً ولحماً، وكانت تفخر على نساء النبي وكانت تقول:إن الله أنكحني في السماء).انتهى. (ورواه أيضاً في الأدب المفرد ص225 ).
وفي مسلم:4/151: (قال فدخلوا حتى امتلأت الصفة والحجرة فقال رسول الله (ص): ليتحلق عشرة عشرة وليأكل كل إنسان مما يليه، قال: فأكلوا حتى شبعوا، قال فخرجت طائفة ودخلت طائفة حتى أكلوا كلهم، فقال لي يا أنس إرفع، قال: فرفعت فما أدري حين وُضعتْ كان أكثر أم حين رُفعت ! قال: وجلس طوائف منهم يتحدثون في بيت رسول الله(ص)ورسول الله جالس وزوجته مولية وجهها إلى الحائط، فثقلوا على رسول الله. .. ودخل وأنا جالس في الحجرة، فلم يلبث إلا يسيراً حتى خرج عليَّ وأنزلت هذه الآية ).
فهذا السبب المروي بأسانيد صحيحة لا بد من قبوله، لأن الآية تنص عليه.
روايات السبب الثاني: إيذاؤهم للنبي صلى الله عليه وآله
رواه السيوطي في الدر المنثور:5/214: (وأخرج ابن سعد، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم في قوله: وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ.. قال: نزلت في طلحة بن عبيد الله، لأنه قال: إذا توفي رسول الله(ص)تزوجْتُ عائشة !!
وأخرج ابن أبي حاتم، عن السدِّي قال: بلغنا أن طلحة بن عبيد الله قال: أيحجبنا محمد عن بنات عمنا ويتزوج نساءنا من بعدنا ! لئن حدث به حدث لنتزوجن نساءه من بعده ! فنزلت هذه الآية !
وأخرج ابن جرير، عن ابن عباس أن رجلاً أتى بعض أزواج النبي(ص)فكلمها وهو ابن عمها، فقال النبي(ص): لاتقومَنَّ هذا المقام بعد يومك هذا! فقال: يا رسول الله إنها ابنة عمي، والله ما قلت لها منكراً ولا قالت لي ! قال النبي: قد عرفت ذلك، إنه ليس أحد أغْيَرُ من الله، وإنه ليس أحد أغيرُ مني! فمضى ثم قال: يمنعني من كلام ابنة عمي ! لأتزوجنها من بعده ! فأنزل الله هذه الآية) !!
ورواه البيهقي في سننه:7/69: (عن ابن عباس قال: قال رجل من أصحاب النبي(ص): لو قد مات رسول الله(ص)لتزوجت عائشة أو أم سلمة، فأنزل الله عز وجل: وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ وَلاأَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللهِ عَظِيماً).
وقال الطبري في تفسيره:22/5 :(ذكر أن ذلك نزل في رجل كان يدخل قبل الحجاب، قال: لئن مات محمد لأتزوجن امرأة من نسائه سماها، فأنزل الله تبارك وتعالى في ذلك: وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ وَلاأَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً. ذكر من قال ذلك...وروى الطبري فيه عن ابن زيد قال:(ربما بلغ النبي (ص) أن الرجل يقول: لو أن النبي(ص)توفي تزوجت فلانة من بعده، قال: فكان ذلك يؤذي النبي(ص)فنزل القرآن: وَمَاكَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ..الآية). انتهى.
وفي أسباب النزول للواحدي ص243: (قال رجل من سادة قريش: لو توفي رسول الله(ص)لتزوجت عائشة، فأنزل الله تعالى ما أنزل ).
وفي معاني القرآن للنحاس:5/373:(قال قتادة: قال رجل من أصحاب رسول الله(ص):إن مات رسول الله زوجت فلانة، قال معمر: قال هذا طلحة لعائشة).
أما من طرقنا، ففي تفسير التبيان:8/358: (وقال السدي: لما نزل الحجاب قال رجل من بني تيم أنحجب من بنات عمنا ؟! إن مات عَرَّسْنا بهنَّ، فنزل قوله: وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللهِ عَظِيماً).
وفي تفسير نور الثقلين:4/298: (كان سبب نزولها أنه لما أنزل الله: النَّبِيُّ أولى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أنفسهم وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ، وحرَّم الله نساء النبي صلى الله عليه وآله على المسلمين، غضب طلحة فقال: يحرِّم محمدٌ علينا نساءه ويتزوج هو نساءنا !
لئن أمات الله محمداً لنركضن بين خلاخيل نسائه كماركض بين خلاخيل نساءنا !! فأنزل الله عز وجل: وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ وَلاأَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللهِ عَظِيما). انتهى.
ولا يتسع المجال لأن نستقصي روايات الفريقين المستفيضة في الموضوع، وطرقها عديدة، وبعض أسانيدها صحيحة، وكلها تؤيد ما أشارت اليه الآية، ومادل عليه السياق من إيذاء بعض مرضى القلوب للنبي صلى الله عليه وآله في زوجاته !
روايات الأسباب الأخرى المزعومة
يدعي عمر أنه هو السبب في نزول آية الحجاب، وأنه قال للنبي صلى الله عليه وآله أحجب نساءك، فإنه يدخل عليك البر والفاجر، ويراهنَّ الرجال ويكلمونهن، فلم يسمع النبي كلامي ! لكن الله سمع كلامي ووافقني وأنزل آية الحجاب !!
قال البخاري:5/149و:6/24: (قال قال عمر: وافقت الله في ثلاث، أو وافقني ربي في ثلاث: قلت يا رسول الله لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلى؟ وقلت يا رسول الله يدخل عليك البر والفاجر، فلو أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب، فأنزل الله آية الحجاب). وفي:1/1 5: ( فإنه يكلمهن البر والفاجر ).
وروى البخاري أن عائشة صدَّقت عمر، قال في:1/46: (باب خروج النساء إلى البراز...عن عائشة: إن أزواج النبي(ص)كن يخرجن بالليل إذا تبرزن إلى المناصع وهو صعيد أفْيَح، فكان عمر يقول للنبي: أحجب نساءك، فلم يكن رسول الله يفعل ! فخرجت سودة بنت زمعة زوج النبي ليلة من الليالي عشاء وكانت امرأة طويلة فناداها عمر: ألا قد عرفناك يا سودة ! حرصاً على أن ينزل الحجاب، فأنزل الله الحجاب) !!
ورواه البخاري في:7/128، وفيه: (قالت: فأنزل الله عز وجل آية الحجاب).
وروى البخاري أن عائشة سحبت تصديقها لعمر !
قالت في مرة أخرى إن مشاهدة عمر لسودة كانت بعد نزول آية الحجاب، وإن الوحي نزل يومها لم يطع عمر! قال البخاري:6/26: (خرجَتْ سوْدة بعد ما ضرب الحجاب لحاجتها، وكانت امرأة جسيمة لاتخفى على من يعرفها، فرآها عمر بن الخطاب فقال: يا سودة أما والله ما تخفيْن علينا، فانظري كيف تخرجين!
قالت فانكفأتْ راجعةً ورسول الله في بيتي وإنه ليتعشى وفي يده عِرْقٌ، فدخلتْ فقالت: يارسول الله إني خرجتُ لبعض حاجتي فقال لي عمر كذا وكذا، قالت: فأوحى الله إليه، ثم رفع عنه وإن العرق في يده ما وضعه، فقال: إنه قد أذن لكنَّ أن تخرجن لحاجتكن ). انتهى.
فهذه الرواية الصحيحة عندهم أيضاً صريحة في أن قصة مشاهدة عمر لسورة كانت بعد فرض الحجاب ونزول آيته، وأن الذي نزل فيها ليس آية الحجاب بل ترخيص نساء النبي صلى الله عليه وآله بالخروج من بيت النبي صلى الله عليه وآله لحاجتهن.
ثم سحبت عائشة تصديقها لعمر ولنفسها !
قالت كما في الأدب المفرد للبخاري ص225: (كنت آكل مع النبي (ص)حَيْساً فمرَّ عمر فدعاه فأكل، فأصابت يده إصبعي فقال حِسْ، لو أُطاع فيكن مارأتكن عين، فنزل الحجاب ). انتهى.
وقد وثقه في مجمع الزوائد:7/ 93 فقال: (رواه الطبراني في الأوسط، ورجاله رجال الصحيح، غير موسى بن أبي كثير، وهو ثقة ). انتهى.
وقال عنه في الدر المنثور:5/213: (وأخرج النسائي، وابن أبي حاتم، والطبراني وابن مردويه، بسند صحيح عن عائشة قالت: كنت أكل مع النبي(ص)طعاماً في قعب فمر عمر فدعاه فأكل فأصابت إصبعه إصبعي فقال عمر: أوه، لو أطاع فيكن ما رأتكن عين ! فنزلت آية الحجاب ) ! انتهى.
وهذ الرواية الصحيحة عندهم تجعل غِيرةَ عمر وتقواه، سبب نزول آية الحجاب، وأنه كان يتأسف لأن النبي صلى الله عليه وآله لا يطيعه ! فيقول:(لو أطاع فيكن) ! ولا تذكر أن النبي صلى الله عليه وآله كرهَ أن تمسَّ يد زوجته يد رجل أجنبي !
النبي صلى الله عليه وآله أكثر غيرةً من عائشة وعمر !
فقد قال مجاهد إن النبي صلى الله عليه وآله كره ما حدث وكانت كراهته سبب نزول الآية !
قال في فتح الباري:1/219: ( وروى بن جرير في تفسيره من طريق مجاهد قال: بينما النبي(ص)يأكل ومعه بعض أصحابه وعائشة تأكل معهم إذ أصابت يد رجل منهم يدها، فكره النبي(ص)ذلك فنزلت آية الحجاب ). انتهى.
فهذه الرواية تشهد للنبي صلى الله عليه وآله بالغيرة والحمد لله، وتجعل سبب نزول آية الحجاب كراهية النبي صلى الله عليه وآله لما حدث، ولا تجعل سبب نزولها كراهية عمر لعدم إطاعة النبي صلى الله عليه وآله له في أمر أزواجه !
عبدالله بن عمر يردُّ قول أبيه لإثبات منقبة لأبيه !
ومن تناقضهم في الموضوع ما رواه أحمد:1/456، عن عبد الله بن عمر قال: (فَضُلَ الناسَ عمرُ بن الخطاب بأربع: بذكر الأسرى يوم بدر أمر بقتلهم فأنزل الله عزوجل: لَّوْلاَكِتَابٌ مِّنَ اللهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ، وبذكره الحجاب، أمر نساء النبي(ص)أن يحتجبن فقالت له زينب: وإنك علينا يا ابن الخطاب والوحي ينزل في بيوتنا؟! فأنزل الله عز وجل: وإذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ! وبدعوة النبي(ص) له اللهم أيد الإسلام بعمر، وبرأيه في أبي بكر، كان أول الناس تابعه) ! انتهى.
فقد جعل ابن عمر نزول آية الحجاب بسبب كلام عمر، لكن ليس على أثر تعرضه لسودة، ولا على أثر أنَّ يده مسَّت يد عائشة، بل على أثر مجادلته مع زينب بعد زواج النبي صلى الله عليه وآله بها !
فأين صارت مقولة عمر. . وهذه عائشة ترده، وهذا مجاهد يردهما ؟! وهذا أنس يشهد أن نزول الآية لاعلاقة له بغيرة عمر، ولا بمس يد أجنبي ليد عائشة؟!
وهذا ابن عمر يقول إن نزول الآية تأخر عن زواج النبي صلى الله عليه وآله بزينب !
هل يمكن أن تكون أسباب نزول الآية متعددة ؟
نعم، يمكن بأن تكون حصلت قبل نزولها بمدة قصيرة أو طويلة، فتنزل الآية على أثرها جميعاً. كما يمكن أن تنزل السورة أو الآية مرات متعددة لأسباب متعددة، كما ثبت في سورة الكوثر، وفي آية: ولسوف يعطيك ربك فترضى، وآية:سأل سائل بعذاب واقع، وآية المودة في القربى، وغيرها.
كما يمكن أن تكون الآية الواحدة فقرتين أو أكثر، ويكون لكل فقرة منها سبب نزول مستقل، كما ثبت في آية التطهير: إنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرُكُمْ تَطْهِيراً، فهي موجودة في القرآن ضمن آيات نساء النبي صلى الله عليه وآله كجزء آية، لكن نصَّت الروايات الصحيحة عند الطرفين على أنها نزلت مستقلة في بيت أم سلمة، وأن النبي صلى الله عليه وآله حدَّدَ أهل بيته بعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، وأدار عليهم الكساء وقال: هؤلاء أهل بيتي، وأخرج منهم أم سلمة رضي الله عنها. فالدليل الخارجي دلَّ على أن هذا الفقرة الموجودة ضمن آية في نساء النبي صلى الله عليه وآله قد نزلت مستقلة بسببٍ مستقل.
ويؤيد ذلك الدليل الداخلي من الآية وهو استقلال معناها عما قبلها وبعدها بحيث لو حذفنا آية التطهير ووصلنا ما قبلها بما بعدها لما تأثر المعنى ولكان آية واحدةهكذا: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلاتَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأولى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ. .. وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللهَ كَانَ لطيفاً خَبِيرًا.
وكذلك القول في آية الحجاب، فقد دلَّ الدليل من داخلها وخارجها على أن حكم الحجاب نزل بسبب الثقلاء الذين تأخروا في وليمة النبي صلى الله عليه وآله، وأن حكم تحريم نسائه صلى الله عليه وآله نزل بسبب سوء أدب طلحة، كما رأيت.
أما الأمور الأخرى التي ادعى عمر وعائشة وغيرهما أن حكم الحجاب نزل على أثر كل واحد منها، فلا يمكن قبولها، بل لابد من ردها، لأنها أمورٌ متباينة لايمكن الجمع بينها والقول بأن الآية نزلت على أثرها جميعاً.
وهذا لاينافي احتمال أن تكون حوادث صحيحة في نفسها، حدثت في أوقات متفاوتة وتراكمت، فنزلت الآية جواباً عليها، ولكنها لاتكون سبباً للنزول بالمعنى الذي قالوه، ولا إثباتاً لما أرادوه !
تمحل ابن حجر من أجل تصحيح كلام عمر!
كثيراً ما يرتكب علماؤهم التكلف والتمحل من أجل تصحيح كلام عمر ! فقد حاول ابن حجر أن يحلَّ المشكلة بتصحيح كل الروايات، ويجعل كل منها سبباً لنزول الآية ! مع أنها متضادة في الزمان، والمكان، والحدث !! قال في فتح الباري:1/218: (قوله: أحجب نساءك، أي إمنعهن من الخروج من بيوتهن. بدليل أن عمر بعد نزول آية الحجاب قال لسودة ما قال، كما سيأتي قريباً.
ويحتمل أن يكون أراد أولاً الأمر بستر وجوههن، فلما وقع الأمر بوفق ما أراد أحب أيضاً أن يحجب أشخاصهن مبالغة في التستر، فلم يُجَبْ لأجل الضرورة. وهذا أظهر الإحتمالين ! وقد كان عمر يعدُّ نزول آية الحجاب من موافقاته، كما سيأتي في تفسير سورة الأحزاب ). انتهى.
ومعنى كلامه أن عمر كان يعدُّ الآية من موافقاته، فلا بد من تصحيح كلامه بـ (يحتمل ويحتمل) حتى لو كان الإحتمال ركيكاً وغير معقول !!
ثم قال ابن حجر: (وسيأتي في تفسير الأحزاب أن سبب نزولها قصة زينب بنت جحش لمَّا أولم عليها وتأخر النفر الثلاثه في البيت، واستحيا النبي(ص) أن يأمرهم بالخروج، فنزلت آية الحجاب.
وسيأتي أيضاً حديث عمر: قلت يارسول الله إن نساءك يدخل عليهن البر والفاجر فلو أمرتهن أن يحتجبن، فنزلت آية الحجاب.. .
وروى ابن جرير في تفسيره من طريق مجاهد قال بينما النبي(ص)يأكل ومعه بعض أصحابه وعائشة تأكل معهم إذ أصابت يد رجل منهم يدها، فكره النبي (ص) ذلك، فنزلت آية الحجاب.
وطريق الجمع بينهما أن أسباب نزول الحجاب تعددت، وكانت قصة زينب آخرها للنص على قصتها في الآية. والمراد بآية الحجاب في بعضها قوله تعالى: يدنين عليهن من جلابيبهن ). انتهى.
ثم قال في فتح الباري:8/4 8: (والحاصل: أن عمر وقع في قلبه نفرة من اطلاع الأجانب على الحريم النبوي، حتى صرح بقوله له: أحجب نساءك وأكد ذلك، إلى أن نزلت آية الحجاب. ثم قصد بعد ذلك أن لايبدين أشخاصهن أصلاًً ولو كنَّ مستترات ! فبالغ في ذلك فمُنع منه، وأذن لهن في الخروج لحاجتهن، دفعاً للمشقة ورفعاً للحرج... وقد وقع في رواية مجاهد عن عائشة لنزول آية الحجاب سبب آخر أخرجه النسائي بلفظ: كنت أكل مع النبي(ص)حَيْساً في قَعْب، فمرَّ عمر فدعاه فأكل فأصاب إصبعه إصبعي فقال: حس أو أوه، لو أطاع فيكن ما رأتكن عين، فنزل الحجاب.
ويمكن الجمع بأن ذلك وقع قبل قصة زينب، فلقربه منها أطلقت نزول الحجاب بهذا السبب، ولا مانع من تعدد الأسباب.
وقد أخرج ابن مردويه من حديث ابن عباس قال: دخل رجل على النبي (ص) فأطال الجلوس فخرج النبي(ص)ثلاث مرات ليخرج فلم يفعل فدخل عمر فرأى الكراهية في وجهه فقال للرجل لعلك آذيت النبي(ص)فقال النبي لقد قمت ثلاثاً لكي يتبعني فلم يفعل، فقال له عمر: يا رسول الله لو اتخذت حجاباً، فإن نساءك لسن كسائر النساء، وذلك أطهر لقلوبهن، فنزلت آية الحجاب ) !
ثم قال ابن حجر في:11/2 :( قوله: كان عمر بن الخطاب يقول لرسول الله:أحجب نساءك، تقدم شرحه مستوفى في كتاب الطهارة وقوله في آخره: قد عرفناك ياسودة، حرصاً على أن ينزل الحجاب فأنزل الله عز وجل الحجاب). انتهى.
فقد قبل ابن حجر أن مشاهدة عمر لسودة كان بعد نزول آية الحجاب، لكن مع ذلك قال إن الآية كانت نزلت موافقةً لعمر! لأن عمر أراد أولاً أن يستر ازواج النبي صلى الله عليه وآله وكأنهن كنَّ غير متسترات! ( ثم قصد بعد ذلك أن لايبدين أشخاصهن أصلاًً ولو كنَّ مستترات!) وأن تنزل آية ثانية بتحريم خروجهن من المنزل كلياً مبالغة في التستر، فلم يوافقه الله تعالى !
فتكون أسباب نزول الآية عند ابن حجر:
أن النبي صلى الله عليه وآله كره ملامسة يد أجنبي ليد زوجته، فنزلت على أثره الآية.
وأن ثقيلين أطالا الجلوس في بيته بعد الوليمة، فنزلت على أثره الآية.
وأن عمر قال للنبي صلى الله عليه وآله أحجب نساءك فلم يفعل، فنزلت على أثره الآية !!
وأن عمر رأى سودة فتعرض لها وأخشن معها الكلام (حرصاً على أن ينزل الحجاب، فنزلت على أثره الآية ! الخ...
فهل يقبل العقل أن آية واحدة نزلت على أثر هذه الأسباب مباشرة، وهي أمور متباينة في الوقت والفعل ؟! وهل الحشو والتناقض إلا مثل هذا الكلام ؟!
أما محاولته أن يجعل آية الحجاب متعددة، بقوله: (والمراد بآية الحجاب في بعضها قوله تعالى:يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ، فهي محاولة هروب فاشلة من تناقض روايتهم في سبب نزولها، من أجل إثبات أنها نزلت موافقةً لعمر ! فآية الحجاب هي التي فيها:وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ. فهي المسماة عندهم آية الحجاب، وكل الذين رووا سبب نزولها وأنه عمر أو غيره، قصدوا هذه الآية ولم يذكروا آية غيرها !
لكن ابن حجر أراد أن يجعل آية الجلابيب آية الحجاب، وهي لاتختص بنساء النبي صلى الله عليه وآله ففيها: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ! لكن التخليط جائز عندهم، ما دام الغرض إثبات منقبة لعمر!
ثم تعالَ وانظر الى فقه الحديث عند ابن بطال الذي ارتضى كلامه ابن حجر، فهو نموذج لإصرارهم على إثبات منقبة لعمر، حتى لو استوجبت طعناً بعصمة النبي صلى الله عليه وآله وعدالته وغيرته !
قال ابن حجرفي الفتح:1/219: (قال ابن بطال: فقه هذا الحديث....وفيه: مراجعة الأدنى للأعلى فيما يتبين له أنه الصواب، وحيث لايقصد التعنت. (يقصد مراجعة عمر للنبي صلى الله عليه وآله والمراجعة تشمل مناقشته والرد عليه صلى الله عليه وآله ) !
وفيه: منقبة لعمر ! (أي أن الله وافقه على رأيه، وخطَّأ نبيه صلى الله عليه وآله ) !
وفيه: جواز كلام الرجال مع النساء في الطرق الضرورية، وجواز الإغلاظ في القول لمن يقصد الخير ! (يقصد كلام عمر وإغلاظه مع النبي صلى الله عليه وآله وسودة ) !
وفيه: جواز وعظ الرجل أمَّه في الدين، لأن سودة من أمهات المؤمنين !
(يقصد أن لعمر الحق في أن ينصحها ويعظها، لكنهم حرَّموا نصيحة عائشة في حرب الجمل) !
ثم قال ابن بطال: وفيه أن النبي(ص) كان ينتظر الوحي في الأمور الشرعية لأنه لم يأمرهن بالحجاب مع وضوح الحاجة إليه، حتى نزلت الآية. وكذا في إذنه لهن بالخروج ) !! انتهى كلام ابن حجر وابن بطال. .
ولك أن تلاحظ قوله: ( كان ينتظر الوحي في الأمور الشرعية) الذي يعني أن النبي صلى الله عليه وآله كان في غير الأحكام يقول باجتهاده وظنونه، ولا ينتظر الوحي، ولذا كان الله تعالى يخطِّؤه ويصوِّب رأي عمر !
على أن قولهم إنه صلى الله عليه وآله كان ينتظر الوحي في الأحكام مجاملة، فقد قالوا إنه صلى الله عليه وآله كان يجتهد ويخطئ حتى في الأحكام، وحتى في تبليغ رسالة ربه !!
والنتيجة: أنه يجب عليك أن تقبل أن آية الحجاب نزلت بناء على طلب عمر، وأن عجلة عمر وغلظته وتدخله فيما لايعنيه، وعدم انتظاره لأمر النبي صلى الله عليه وآله وما يوحيه ربه اليه..كلها فضائل، بل مناقب عظيمة تفوق انتظار النبي صلى الله عليه وآله للوحي ! بدليل أن الله تعالى وافق رأي عمر !
وينبغي أن نلفت هنا الى بعض ألاعيب ابن حجر في جعله حديث: أحجب نساءك، وحديث عمر مع سودة بصيغه المتباينة، حديثاً واحداً ! ثم جعل حديث أنس عن زواج النبي صلى الله عليه وآله بزينب متصلاً به فقال:
( ويجمع بينه وبين حديث أنس في نزول الحجاب بسبب قصة زينب أن عمر حرص على ذلك حتى قال لسودة ما قال..! فاتفقت القصة للذين قعدوا في البيت في زواج زينب فنزلت الآية ! فكان كل من الأمرين سبباً لنزولها. .. وقد سبق إلى الجمع بذلك القرطبي فقال: يحمل على أن عمر تكرر منه هذا القول قبل الحجاب وبعده، ويحتمل أن بعض الرواة ضم قصة إلى أخرى، قال: والأول أولى، فإن عمر قامت عنده أنفةٌ من أن يَطَّلع أحد على حرم النبي(ص)فسأله أن يحجبهن، فلما نزل الحجاب كان قصده أن لايخرجن أصلاًً، فكان في ذلك مشقة، فأذن لهن أن يخرجن لحاجتهن التي لا بد منها )! انتهى.
وهذا مثلٌ لتخرص شخص مغرم بعمر لايرى النبي صلى الله عليه وآله إلا بعده، فتراه يفرض احتمالاًت لا دليل عليها بل الدليل على ضدها، ويبني عليه منقبة لمن شغف به !
من هم الثقلاء الذين تأخروا بعد انصراف الناس من وليمة النبي صلى الله عليه وآله ؟
ورد في رواياتهم ذكر ثلاثة رجال ثقلاء لم يسمهم الرواة، وقد عودونا أنهم عندما لايُسَمُّون مذموماً، فهو من شخصيات قريش !! ولم نجد من صرح باسم هذين الرجلين الثقيلين المؤذيين، ولا باسم ثالثهم الذي خرج قبلهما فكان أقلَّ منهما أذى وسوء أدب ! قال في فتح الباري:8/4 6: (فلما رأى ذلك قام فلما قام قام من قام وقعد ثلاثة نفر.. في رواية عبد العزيز: وبقي ثلاثة رهط وفي رواية حميد: فلما رجع إلى بيته رأى رجلين، ووافقه بيان بن عمرو عن أنس عند الترمذي، وأصله عند المصنف أيضاً، ويجمع بين الروايتين بأنهم أول ما قام وخرج من البيت كانوا ثلاثة، وفي آخر ما رجع توجه واحد منهم في أثناء ذلك فصاروا اثنين. وهذا أولى من جزم ابن التين بأن إحدى الروايتين وَهْمٌ. وجوز الكرماني أن يكون التحديث وقع من اثنين منهم فقط والثالث كان ساكتاً. فمن ذكر الثلاثة لحظ الأشخاص ومن ذكر الإثنين لحظ سبب العقود. ولم أقف على تسمية أحد منهم ) !!
وقال الطبري في تفسيره:22/45: (واختلف أهل العلم في السبب الذي نزلت هذه الآية فيه، فقال بعضهم: نزلت بسبب قوم طعموا عند رسول الله(ص) في وليمة زينب بنت جحش، ثم جلسوا يتحدثون. .... وقال: فيجئ القوم يأكلون ويخرجون، ثم يجئ القوم يأكلون ويخرجون، فقلت: يا نبي الله قد دعوت حتى ما أجد أحداً أدعوه، قال: إرفعوا طعامكم، وإن زينب لجالسة في ناحية البيت، وكانت قد أعطيت جمالاً، وبقي ثلاثة نفر يتحدثون في البيت...).
وقال في ص46: ( وأنا معه فلما انتهينا إلى الباب إذا رجلان قد جرى بهما الحديث في ناحية البيت، فلما أبصرهما ولى راجعاً، فلما رأيا النبي(ص) ولى عن بيته، ولياً مسرعين.. . فأصابوا من الطعام حتى خرجوا، وبقي منهم رهط عند رسول الله(ص) فأطالوا المكث... ).
وقال في ص47: (فرأى رجلين جالسين فانصرف راجعاً، فأنزل الله: يا أيها الذين آمنوا لاتدخلوا بيوت النبي. ... وقال:كان هذا في بيت أم سلمة، قال أكلوا، ثم أطالوا الحديث، فجعل النبي(ص) يدخل ويخرج ويستحي منهم ). انتهى.
وقال ابن سعد في الطبقات:8/1 6: (فدعا الناس للطعام بعد ارتفاع النهار فجلس رسول الله وجلس معه رجال بعدما قام القوم، ثم خرج رسول الله يمشي ومشيت معه حتى بلغ حجرة عائشة، ثم ظن أنهم قد خرجوا، فرجع ورجعت معه فإذا هم جلوس مكانهم، فرجع ورجعت معه الثانية ).
وفي البخاري:6/25: (فدعوت حتى ما أجد أحداً أدعوه فقلت: يا نبي الله ما أجد أحداً أدعوه. قال: إرفعوا طعامكم، وبقي ثلاثة رهط يتحدثون في البيت..... فطعموا ثم جلسوا يتحدثون وإذا هو كأنه يتهيأ للقيام فلم يقوموا، فلما رأى ذلك قام، فلما قام قام من قام، وقعد ثلاثة نفر....).
وفي البخاري:6/26: (رأى رجلين جرى بهما الحديث، فلما رآهما رجع عن بيته، فلما رأى الرجلان نبي الله(ص)رجع عن بيته وثبا مسرعين، فما أدري أنا أخبرته بخروجهما أم أُخبر، فرجع حتى دخل البيت وأرخى الستر بيني وبينه، وأنزلت آية الحجاب). انتهى.
وفي البخاري:6/141: (قال حتى تصدعوا كلهم عنها ( أي شبعوا وتركوا السفرة) فخرج منهم من خرج، وبقي نفر يتحدثون، قال: وجعلت أغتمُّ...).
وفي مسلم:4/149: (أطعمهم خبزاً ولحماً حتى تركوه ) !
وفي سنن الترمذي:5/37: (وجلس طوائف منهم يتحدثون في بيت رسول الله، ورسول الله جالس وزوجته مولية وجهها إلى الحائط، فثقلوا على رسول الله.....)
وفي معجم الطبراني الكبير:24/48: (فجعل رسول الله(ص)يخرج والقوم مكانهم ويرجع والقوم قعود، فأنزل الله: يا أيها الذين آمنوا...)(راجع أيضاً: مسند ابن راهويه:4/45، والطبراني الكبير:24/49، ومسند أحمد:3/196 و246، وصحيح مسلم:4/147 و149و151 والترمذذي:5/37 ).
قال القرطبي في تفسيره:14/224: (قال ابن أبي عائشة في كتاب الثعلبي: حسبك من الثقلاء أن الشرع لم يحتملهم). انتهى.
لكن حسبك من هؤلاء الثقلاء أنهم محترمون جداً فقد أجمع رواة السلطة أن يستروا عليهم ! وزاد بعضهم في الستر عليهم فلم يذكر رجلين أو ثلاثة، بل عبر عهم بالرهط والقوم !! وعذرهم الشراح بأن تأخرهم كان لعدم التفاتهم، وكأنهم كانوا مستغرقين في ذكر الله تعالى والصلاة على نبيه صلى الله عليه وآله، أو مشغولين في التفكير في مصالح الإسلام والمسلمين !
قال في فتح الباري:8/4 7: (فتهيأ للقيام ليفطنوا لمراده فيقوموا بقيامه، فلما ألهاهم الحديث عن ذلك قام وخرج، فخرجوا بخروجه إلا الثلاثة الذين لم يفطنوا لذلك لشدة شغل بالهم بما كانوا فيه من الحديث، وفي غضون ذلك كان النبي(ص)يريد أن يقوموا من غير مواجهتهم بالأمر بالخروج لشدة حيائه فيطيل الغيبة عنهم بالتشاغل بالسلام على نسائه، وهم في شغل بالهم ! وكأن أحدهم في أثناء ذلك أفاق من غفلته فخرج، وبقي الإثنان ! فلما طال ذلك ووصل النبي الى منزله فرأهما فرجع فرأياه لما رجع فحينئذ فطنا فخرجا، فدخل النبي وأنزلت الآية، فأرخى الستر بينه وبين أنس خادمه أيضاً، ولم يكن له عهد بذلك.
تنبيه: ظاهر الرواية الثانية أن الآية نزلت قبل قيام القوم، والأولى وغيرها أنها نزلت بعده، فيجمع بأن المراد أنها نزلت حال قيامهم، أي أنزلها الله وقد قاموا ! ووقع في رواية الجعد: فرجع فدخل البيت وأرخى الستر، وإني لفي الحجرة وهو يقول: ياأيها الذين آمنوا لاتدخلوا بيوت النبي... إلى قوله: من الحق..). انتهى. (ونحوه في تحفة الأحوذي:9/58 )
وأنت تلاحظ أن ابن حجر وافق روايات أنس في سبب نزول الآية، فكيف قبل أن سبب نزولها قول عمر، وهو يختلف عنه في السبب والمكان والزمان ؟!
لم يكتفوا بموافقة الله تعالى لعمر في المعنى فقالوا حتى في اللفظ !!
جعلوا مقام عمر في الدين أنه يعظ النبي صلى الله عليه وآله وأزواجه ويغلظ عليهم ! وأعطوه الحق في ذلك لأن الله تعالى كان يوافقه وينزل وحيه مفصلاً على طلبه ! وزادوا على ذلك بأن عمر كان يتكلم بألفاظ يتمنى نزولها في القرآن فيجعلها الله قرآناً !
وقد رأيت قول عمر في آية الحجاب فإنه (أطهر لقلوبهن) فأنزل الله كلامه قرآناً بلفظ عمر فقال: (ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ) !
وقال عمر بن شبَّة في تاريخ المدينة:3/865: (موافقات أخرى: عن عروة بن رويم قال: لما أنزل الله على رسوله: ثُلَّةٌ مِنَ الأَوَّلِينَ، وَقَلِيلٌ مِنَ الآخِرِينَ، بكى عمر فقال: يانبي الله، آمنا برسول الله(ص)وصدقناه ومن ينجو منا قليل؟ فأنزل الله عز وجل: ثلة من الأولين وثلة من الآخرين (كذا) ! فدعا رسول الله(ص)عمر فقال: قد أنزل الله عز وجل فيما قلت، فقال عمر: رضينا عن ربنا وتصديق نبينا.
عن أنس قال قال عمر: وافقت ربي في أربع، نزلت هذه الآية: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الأِنْسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ..الآيات، فقلت أنا: فَتَبَارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ، فنزلت: فَتَبَارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ).
وفي الدر المنثور:5/ 6: (وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن صالح أبي الخليل قال: نزلت هذه الآية على النبي(ص):وَلَقَدْ خَلَقْنَا الأِنْسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ.. إلى قوله: ثم أنشأناه خلقاً آخر، قال عمر:فَتَبَارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ فقال(ص): والذي نفسي بيده إنها ختمت بالذي تكلمت يا عمر)!!
وفي سنن ابن ماجة:1/322: ( قال عمر: قلت: يا رسول الله؟ لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلى ؟ فنزلت: وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّىً).
الأسئلة
1 ـ مَنْ وافق مَنْ؟ عمرُ وافق الله، أم اللهُ وافق عمر، أم تلاقيا في النقطة الوسط؟ ففي بعض الروايات: وافقني ربي، وفي بعضها: وافقت ربي، وفي بعضها ترديد من الراوي، وفي بعضها ترديد من عمر ! ففي فتح الباري:9/232: (قال:وافقتُ الله في ثلاث.. وكذا في كتاب السنة لابن أبي عاصم ص572.
وفي البخاري:5/149، ترديد من عمر: (قال عمر: وافقت ربي عز وجل في ثلاث، أو وافقني ربي في ثلاث) وكذا في مسند أحمد:1/24.
وفي مسند أحمد:1/36 موافقة متكافئة:(وافقت ربي في ثلاث ووافقني ربي..).
وفي تاريخ دمشق:44/113، ترديد من الراوي: (قال عمر بن الخطاب وافقني ربي، أو قال وافقت ربي ثلاثاً )… الى آخر الأسطوانة.
نقد حديث عائشة عن المناصع
2 ـ قال البخاري:1/46: (باب خروج النساء إلى البراز... عن عائشة: إن أزواج النبي(ص)كنَّ يخرجن بالليل إذا تبرزن إلى المناصع وهو صعيد أفيَح، فكان عمر يقول للنبي: أحجب نساءك، فلم يكن رسول الله يفعل! فخرجت سودة بنت زمعة زوج النبي ليلة من الليالي عشاء وكانت امرأة طويلة فناداها عمر: ألا قد عرفناك يا سودة ! حرصاً على أن ينزل الحجاب، فأنزل الله الحجاب) !! انتهى.
وأول إشكال على هذا الكلام أنا لانقبل قول عائشة إن نساء النبي صلى الله عليه وآله كنَّ يخرجن لقضاء حاجاتهن الى الفلاة ! فقد ثبت عندنا وعندهم أن النبي صلى الله عليه وآله اتخذ الكنيف في بيته، ولم يكن يخرج لحاجته الى الفلاة، فكيف يكون الرجل يستعمل الكنيف، ونساؤه يخرجن الى الفلاة ؟!
وقد علَّم النبي صلى الله عليه وآله المسلمين اتخاذ الخلاء وعلمهم آدابه، حتىكان اليهود والمشركون يتفكهون بذلك، ففي مجمع الزوائد:1/2 5: (قال قال رجل من المشركين لعبد الله: إني لأحسب صاحبكم قد علمكم كل شئ حتى علمكم كيف تأتون الخلاء ! قال: إن كنت مستهزئاً فقد علَّمنا أن لانستقبل القبلة بفروجنا وأحسبه قال ولا نستنجي بأيماننا ). انتهى. وفي رواية: (قال رجل من أهل الكتاب).
وفي مسند أحمد:2/25 : (قال رسول الله(ص): إنما أنا لكم مثل الوالد أعلمكم، فإذا أتى أحدكم الخلاء فلاتستقبلوها ولاتستدبروها ولايتنجى بيمينه ). انتهى.
وكان المسلمون يتخذون الخلاء حتى في السفر، فيحفرون حفرة وينصبون عليها ستراً من جوانبها، فتكون بيت خلاء.
قال ابن ماجة:1/12 : (عن سالم، عن أبيه، أن النبي (ص)نهى أن يصلى على قارعة الطريق، أو يُضرب الخلاء عليها، أو يبال فيها ).
وفي دعائم الإسلام:1/1 4: ( ورووا (يقصد أهل البيت عليهم السلام ) أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان إذا دخل الخلاء تقنَّع وغطى رأسه ولم يره أحد، وأنه كان إذا أراد قضاء حاجة في السفر أبعد ما شاء، واستتر).
وفي مستدرك الوسائل:1/248، عن الجعفريات: (عن جعفر بن محمد، عن أبيه عن آبائه عن علي عليهم السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان إذا أراد أن يتنخع وبين يديه الناس غطى رأسه، ثم دفنه، وإذا أراد ان يبزق فعل مثل ذلك، وكان إذا أراد الكنيف غطى رأسه ).
وفي مناقب آل أبي طالب:1/1 8، عن عائشة: (قلت يا رسول الله إنك تدخل الخلاء فإذا خرجت دخلت على أثرك فما أرى شيئاً إلا إني أجد رائحة المسك ! فقال: أنا معشر الأنبياء تنبت أجسادنا على أرواح الجنة، فما يخرج منها شئ إلا ابتلعته الأرض. وتبعه رجل فعلم صلى الله عليه وآله مراده فقال: أنا معاشر الأنبياء لايكون منا ما يكون من البشر ).
وقد روى الجميع أن النبي صلى الله عليه وآله علَّمَ المسلمين آداب الدخول الى بيت الخلاء والخروج منه. ففي البخاري:1/45:(كان النبي(ص)إذا دخل الخلاء قال: اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث.... وعن ابن عباس أن النبي دخل الخلاء فوضعتُ له وضوء (أي ماء) قال: من وضع هذا ؟ فأُخبر، فقال: اللهم فقهه في الدين).
وفي مسلم:1/195:(كان(ص)إذا دخل الكنيف قال: اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث)
وفي سنن البيهقي:1/93: (عن ابن عمر: دخلت بيت حفصة فحانت مني التفاتة فرأيت كنيف رسول الله (ص)مستقبل القبلة ). انتهى.
أقول: قد وَهِمَ ابن عمر في ذلك، وقد زعم في رواية أنه كان على السطح فرأى النبي صلى الله عليه وآله جالساً على حاجته مستقبل القبلة ! وكلها مكذوبات لتبرير فعل الخلفاء، ولا يتسع المجال لتفصيل ذلك، وغرضنا إثبات أن أخلاق النبي صلى الله عليه وآله وتعاليم الإسلام تأبى أن لايكون في بيته بيت خلاء، من أول هجرته الى المدينة، وأنَّ من كانت هذه أخلاقه لايمكن أن يقبل أن تخرج نساؤه الى الفلاة
__________________
إسلام
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع الأقسام الرئيسية مشاركات المشاركة الاخيرة
فضل الجلوس بعد صلاة الفجر حتى طلوع الشمس معاوية فهمي إبراهيم مصطفى المجتمع المسلم 0 2019-11-03 11:51 AM
فضل ابنِ مسعودٍ وأمِّه رضي الله عنهما معاوية فهمي إبراهيم مصطفى السير والتاريخ وتراجم الأعلام 0 2019-10-26 11:58 AM

 link 
*** مواقع صديقة ***
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب
 يلا شوت 
 شركة تنظيف بالطائف   سحب مجاري   فني صحي   افضل شركة نقل اثاث بجدة   شراء اثاث مستعمل   شركة تنظيف منازل بالرياض   نقل عفش الكويت   pdf help   كورة لايف   koora live   شركة تنظيف في دبي   شركة تنظيف في رأس الخيمة   شركة تنظيف في دبي 24 ساعة   كحل الاثمد   متاجر السعودية   مأذون شرعي   كحل الاثمد الاصلي   تمور المدينة   شركة عزل خزانات بجدة   شركة تنظيف افران   صيانة غسالات الدمام   صيانة غسالات ال جي   صيانة غسالات بمكة   شركة صيانة غسالات الرياض   صيانة غسالات سامسونج 
شركة صيانة افران بالرياض  كود خصم   سطحة هيدروليك   سطحة بين المدن   سطحة غرب الرياض   سطحة شمال الرياض 
 yalla live   يلا لايف   bein sport 1   كورة لايف   بث مباشر مباريات اليوم   Kora live   yalla shoot 
 translation office near me   كورة سيتي kooracity   مظلات وسواتر   تركيب مظلات سيارات في الرياض   تركيب مظلات في الرياض   مظلات وسواتر   شركة تنظيف منازل بالرياض   شركة تنظيف مكيفات بالرياض   شركه تنظيف بالرياض 
 برنامج ادارة مطاعم فى السعودية   افضل برنامج كاشير سحابي   الفاتورة الإلكترونية فى السعودية   المنيو الالكترونى للمطاعم والكافيهات   افضل برنامج كاشير فى السعودية 
 شركة تنظيف مكيفات بجدة   عزل فوم بالرياض   شركة عزل اسطح بالرياض   يلا شوت   يلا شوت   الحلوى العمانية 
 يلا لايف   يلا شوت 
 Yalla shoot   شركة حور كلين للتنظيف 
 تركيب ساندوتش بانل   تركيب مظلات حدائق 
 موقع الشعاع   بيت المعلومات   موقع فكرة   موقع شامل العرب   صقور الخليج   إنتظر 
 شركة نقل عفش بالرياض   شركة نقل عفش بالرياض   دكتور مخ وأعصاب 
 كشف تسربات المياه   شركة تنظيف منازل   نقل اثاث بالرياض   شراء اثاث مستعمل بالرياض   نقل اثاث   كشف تسربات المياه   شركة تنظيف بالرياض   شركة عزل اسطح   عزل اسطح بالرياض   شركة عزل اسطح بجدة   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة عزل خزانات بالرياض   كشف تسربات المياه بالخرج   تنظيف خزانات بالرياض   مكافحة حشرات بالرياض   شركة عزل اسطح بالرياض   كشف تسربات المياه بالدمام   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة عزل خزانات بالرياض   شركة عزل فوم   كشف تسربات المياه   عزل خزانات بالاحساء   شركة نقل اثاث بالرياض   نقل عفش بالرياض   عزل اسطح   شركة تنظيف بالرياض   شركات نقل الاثاث   شركة تنظيف منازل بجدة   شركة عزل فوم   شركة عزل خزانات بالرياض   شركة تنظيف خزانات بالرياض   شركة تخزين اثاث بالرياض   شركة تنظيف مكيفات بخميس مشيط   شركة تنظيف مكيفات بالرياض   شركة عزل اسطح   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة كشف تسربات المياه   شركة نقل اثاث بالرياض   شركة عزل اسطح بجدة   شركة عزل اسطح   عزل خزانات   شركات عزل اسطح بالرياض   شركة عزل خزانات المياه   شركة تنظيف فلل بالرياض   كشف تسربات المياه بالدمام   شركة كشف تسربات المياه بالدمام   عزل خزانات بالاحساء   عزل فوم بالرياض   عزل اسطح بجدة   عزل اسطح بالطائف 
دليل السياح | تقنية تك | بروفيشنال برامج | موقع . كوم | شو ون شو | أفضل كورس سيو أونلاين بالعربي | المشرق كلين | الضمان | Technology News | خدمات منزلية بالسعودية | فور رياض | الحياة لك | كوبون ملكي | اعرف دوت كوم | طبيبك | شركة المدينة الذهبية للخدمات المنزلية

تطوير موقع الموقع لخدمات المواقع الإلكترونية

Powered by vBulletin Copyright ©2000 - 2024 Jelsoft Enterprises Ltd