أنصار السنة  
جديد المواضيع



للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب
 محاسب قانوني   Online quran classes for kids 
منتدى السنة | الأذكار | زاد المتقين | منتديات الجامع | منتديات شباب الأمة | زد معرفة | طريق النجاح | طبيبة الأسرة | معلوماتي | وادي العرب | حياتها | فور شباب | جوابى | بنك أوف تك


العودة   أنصار السنة > الإعجاز فى الإسلام > الإعجاز فى القرآن والسنة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 2010-02-25, 08:14 PM
طالب عفو ربي طالب عفو ربي غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2009-02-28
المشاركات: 716
افتراضي ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين‏ ثم جعلناه نطفة في قرار مكين‏ ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين‏

ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين‏*‏ ثم جعلناه نطفة في قرار مكين‏*‏ ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين‏
بقلم الدكتور‏:‏ زغـلول النجـار
هذه الآيات القرآنية الثلاث جاءت في أوائل سورة المؤمنون‏,‏ وهي سورة مكية‏,‏ وعدد آياتها ثماني عشرة ومائة‏(118)‏ بعد البسملة‏,‏ وقد سميت بهذا الاسم الكريم لإشادتها بالمؤمنين من خلق الله المكلفين‏,‏ وقد استعرضت شيئا من صفاتهم في مطلعها لتقول‏:‏
قد أفلح المؤمنون‏*‏ الذين هم في صلاتهم خاشعون‏*‏ والذين هم عن اللغو معرضون‏*‏ والذين هم للزكاة فاعلون‏*‏ والذين هم لفروجهم حافظون‏*‏ إلا علي أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين‏*‏ فمن ابتغي وراء ذلك فأولئك هم العادون‏*‏ والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون‏*‏ والذين هم علي صلواتهم يحافظون‏*‏ أولئك هم الوارثون‏*‏ الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون‏*(‏ المؤمنون‏:1‏ ـ‏11)‏

وهذا الدستور الأخلاقي الرفيع أتبع باستعراض عدد من آيات الله في الخلق للدلالة علي ألوهيته‏,‏ وربوبيته‏,‏ ووحدانيته المطلقة فوق جميع خلقه‏,‏ وطلاقة قدرته في إبداع الخلق‏,‏ وجاء في مقدمة ذلك خلق الإنسان من سلالة من طين‏,‏ ثم جعله نطفة في قرار مكين‏,‏ وتتابع الآيات وصف مراحل الجنين البشري في أطواره المتعاقبة من النطفة إلي العلقة فالمضغة فالعظام وكسوتها باللحم‏(‏ العضلات‏),‏ ثم انشائه خلقا آخر‏(‏ فتبارك الله أحسن الخالقين‏).‏
ثم تنتقل الآيات إلي الحديث عن الموت وحتميته‏,‏ وعن البعث وضرورته‏,‏ وآيات الخلق شاهدة للخالق العظيم بقدرته علي البعث‏,‏ والحساب والجزاء‏,‏ وإخلاد الناس إما في الجنة أبدا‏,‏ أو في النار أبدا‏.‏

وبعد ذلك استعرضت الآيات قصص عدد من أنبياء الله منهم نوح‏,‏ وهود‏,‏ وصالح‏,‏ وموسي‏,‏ وهارون‏,‏ وعيسي ابن مريم‏(‏ علي نبينا وعليهم جميعا من الله السلام‏),‏ مؤكدة وحدة رسالة السماء‏,‏ والأخوة بين الأنبياء‏,‏ وأن دعوتهم جميعا كانت إلي عبادة الله‏(‏ تعالي‏)‏ وحده‏(‏ بغير شريك‏,‏ ولا شبيه‏,‏ ولا منازع‏,‏ ولا صاحبة ولا ولد‏,‏ لأن هذه كلها من صفات المخلوقين والله الخالق منزه عن جميع صفات خلقه‏),‏ وأن منطق التوحيد الذي أمروا بتبليغه إلي أممهم كان واحدا‏:(‏ أن اعبدوا الله ما لكم من إله غيره‏)‏ ولكن للأسف الشديد انصرف أغلب هذه الأقوام عن رسل ربهم‏,‏ وقاوموهم‏,‏ وحاربوا أتباعهم‏,‏ وحتي هؤلاء الأتباع سرعان ما اختلفوا فيما بينهم‏,‏ وابتدعوا في دينهم‏,‏ وحرفوا رسالات ربهم حتي أخرجوها عن إطارها الرباني‏,‏ وأفقدوها القدرة علي هدايتهم فضلوا وأضلوا‏,‏ وغرقوا إلي آذانهم في الدنيا وشهواتها ظانين أن ما يمدهم الله‏(‏ تعالي‏)‏ به من مال وبنين هو خير لهم‏,‏ وفي ذلك يقول الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏
فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون‏*‏ فذرهم في غمرتهم حتي حين‏*‏ أيحسبون أن ما نمدهم به من مال وبنين‏*‏ نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون‏(‏ المؤمنون‏:53‏ ـ‏56)‏

ثم تعاود الآيات إلي إضافة عدد آخر من صفات المؤمنين فتقول‏:‏
إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون‏*‏ والذين هم بآيات ربهم يؤمنون‏*‏ والذين هم بربهم لا يشركون‏*‏ والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلي ربهم راجعون‏*‏ أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون‏*‏ ولا نكلف نفسا إلا وسعها ولدينا كتاب ينطق بالحق وهم لا يظلمون‏*‏
‏(‏المؤمنون‏:57‏ ـ‏62)‏

وبالمقابل تعاود السورة الكريمة إلي ذكر عدد من صفات الكفار والمشركين ممثلين في كفار ومشركي قريش‏,‏ ومن سار علي نهجهم إلي يوم الدين‏,‏ عارضة جانبا مما سوف يعانون منه من حسرة وندم في يوم القيامة فتقول‏:‏
بل قلوبهم في غمرة من هذا ولهم أعمال من دون ذلك هم لها عاملون‏*‏ حتي إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب إذا هم يجأرون‏*‏ لا تجأروا اليوم إنكم منا لا تنصرون‏*‏ قد كانت آياتي تتلي عليكم فكنتم علي أعقابكم تنكصون‏*‏ مستكبرين به سامرا تهجرون‏*‏ أفلم يدبروا القول أم جاءهم ما لم يأت آباءهم الأولين‏*‏ أم لم يعرفوا رسولهم فهم له منكرون‏*‏ أم يقولون به جنة بل جاءهم بالحق وأكثرهم للحق كارهون‏*‏ ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن بل أتيناهم بذكرهم فهم عن ذكرهم معرضون‏*‏ أم تسألهم خرجا فخراج ربك خير وهو خير الرازقين‏*‏ وإنك لتدعوهم إلي صراط مستقيم‏*‏ وإن الذين لا يؤمنون بالآخرة عن الصراط لناكبون‏*‏
‏(‏ المؤمنون‏:63‏ ـ‏74)‏

وترد السورة الكريمة علي كل من منكري البعث والمتطاولين علي وحي السماء‏,‏ وخلصت إلي تنزيه الذات الإلهية عن كل وصف لا يليق بجلال الله‏,‏ فتقول‏:‏
ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم علي بعض سبحان الله عما يصفون‏*‏ عالم الغيب والشهادة فتعالي عما يشركون‏*‏
‏(‏المؤمنون‏:92,91)‏

وبعد ذلك تنتقل الآيات إلي وصف صورة من إكرام المؤمنين الصالحين وذل الكافرين والمشركين والظالمين في ساعات الاحتضار وعند البعث وبعد الحساب فتقول‏:‏
حتي إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون‏*‏ لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلي يوم يبعثون‏*‏ فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون‏*‏ فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون‏*‏ ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون‏*‏ تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون‏*‏ ألم تكن آياتي تتلي عليكم فكنتم بها تكذبون‏*‏ قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين‏*‏ ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون‏*‏ قال اخسأوا فيها ولا تكلمون‏*‏ إنه كان فريق من عبادي يقولون ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين‏*‏ فاتخذتموهم سخريا حتي أنسوكم ذكري وكنتم منهم تضحكون‏*‏ إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون‏*(‏ المؤمنون‏:99‏ ـ‏111)‏

وبعد هذه المقارنة بين موقف المؤمنين الذين يطلبون المغفرة والرحمة من رب العالمين‏,‏ وموقف كل من الكفار والمشركين الذين يقفون من المؤمنين موقف السخرية والاستهزاء في الدنيا‏,‏ تشير الآيات إلي مصير هؤلاء وأولئك في الآخرة وقد انتقم الله‏(‏ تعالي‏)‏ من الكفار والمشركين‏,‏ وجزي المؤمنين بأن جعلهم الفائزين‏.‏
وتختتم السورة الكريمة بالتأكيد علي أن البشر لم يخلقوا عبثا‏,‏ وأنهم راجعون حتما إلي الله الملك الحق الذي لا إله إلا هو رب العرش الكريم‏,‏ وبإعادة استنكار شرك المشركين الذين أنذرتهم بعقاب الله الشديد‏,‏ ونعتتهم بالكافرين‏,‏ وقضت بعدم فلاحهم أبدا‏,‏ وفي المقابل وجهت الآيات خاتم الأنبياء والمرسلين‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ ـ ومن ورائه جميع المؤمنين ببعثته الشريفة إلي يوم الدين ـ أن يطلب كل منهم المغفرة والرحمة من الله الذي هو خير الراحمين‏,‏ وفي ذلك يقول الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏
أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون‏*‏ فتعالي الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم‏*‏ ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون‏*‏ وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين‏*(‏ المؤمنون‏:115‏ ـ‏118)‏

من ركائز العقيدة في سورة المؤمنون
‏(1)‏ الإيمان بالله‏(‏ تعالي‏)‏ وبملائكته‏,‏ وكتبه‏,‏ ورسله‏,‏ واليوم الآخر‏,‏ وبأن الجنة حق‏,‏ وأن النار حق‏,‏ وبأنه لن يرث الجنة خلودا إلا المؤمنين الذين عددت السورة الكريمة بضعا من صفاتهم ولذلك سميت باسمهم‏.‏
‏(2)‏ اليقين بأن الله‏(‏ تعالي‏)‏ قد خلق الإنسان من سلالة من طين‏,‏ وقدر مراحله الجنينية مرحلة بعد أخري حتي تتم تسويته في خلقته الكاملة‏,‏ وأن له بعد هذه الحياة الموت‏,‏ ثم عليه من بعد الموت البعث والحساب لأن الإنسان لم يخلق عبثا‏,‏ وأنه حتما عائد إلي خالقه ليجزيه علي عمله في الحياة الدنيا‏.‏

‏(3)‏ التصديق بأن الله‏(‏ تعالي‏)‏ هو خالق السماوات السبع والأرضين السبع وما فيهن‏,‏ وأنه‏(‏ سبحانه‏)‏ منزل الماء بقدر من السماء‏,‏فأسكنه في الأرض‏,‏ وأنه‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏ قادر علي الذهاب به وإفنائه‏,‏ وأنه منشء الزروع‏,‏ ومبدع الأنعام وخالق كل شيء‏.‏
‏(4)‏ الإيمان بوحدة رسالة السماء‏,‏ وبالأخوة بين الأنبياء‏,‏ وبدعوتهم الواحدة إلي توحيد الخالق‏(‏ سبحانه وتعالي‏),‏ وتنزيهه عن كل وصف لا يليق بجلاله‏.‏

‏(5)‏ اليقين بأن الله‏(‏ تعالي‏)‏ هو عالم الغيب والشهادة‏,‏ وأنه‏(‏ سبحانه‏)‏ هو خير الرازقين‏,‏ وأنه هو الذي يحيي ويميت‏,‏ وأن له اختلاف الليل والنهار‏,‏ وأنه هو رب العرش الكريم‏,‏ وأن الشرك به كفر‏,‏ وأنه لا يفلح الكافرون‏.‏
‏(6)‏ التسليم بأنه لا عودة بعد الموت إلا في يوم البعث‏,‏ لأن الأموات من ورائهم برزخ إلي يوم يبعثون‏,‏ وبأنه عند نفخة الصور الأولي يصعق كل حي‏,‏ وعند النفخة الثانية يبعث كل ميت‏.‏

‏(7)‏ الإيمان بأن من ثقلت موازينهم في حساب الآخرة فأولئك هم المفلحون‏,‏ وبأن من خفت موازينهم فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون‏.‏

من الإشارات الكونية في سورة المؤمنون
‏(1)‏ الإشارة إلي خلق الإنسان من سلالة من طين‏,‏ ووصف مراحل الجنين البشري المتتالية بدقة بالغة في زمن لم يتوفر فيه أي من وسائل التكبير أو الكشف‏.‏
‏(2)‏ التأكيد علي خلق السماوات السبع وما بينها من طرائق‏(‏ فواصل‏)‏

‏(3)‏ ذكر إنزال الماء من السماء بقدر وإسكانه في الأرض مما يؤكد علي حقيقة أن أصل الماء المخزون في صخور القشرة الأرضية هو ماء المطر وهي حقيقة لم تدرك إلا في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي‏.‏
‏(4)‏ الإشارة إلي الارتباط الوثيق بين إنزال الماء من السماء وإخراج النبات من الأرض‏,‏ وإنشاء جنات من نخيل وأعناب وغير ذلك من أشجار الفواكه والثمار ونباتات المحاصيل المختلفة‏.‏

‏(5)‏ وصف شجرة الزيتون بأنها تنبت بالدهن وصبغ للآكلين‏,‏ والإشارة إلي شجر الزيتون الذي ينبت في طور سيناء بصفة خاصة‏.‏
‏(6)‏ الإشارة إلي أن في خلق الأنعام عبرة للمعتبرين‏,‏ وأن فيما يخرج من بطونها من لبن‏,‏ وما يؤكل منها من لحم‏,‏ وفي اتخاذها وسيلة للركوب والحمل في البر كما تتخذ الفلك في البحر‏,‏ وفي غير ذلك من منافعها الكثيرة لآيات للمتدبرين‏.‏

‏(7)‏ ذكر حاسة السمع قبل كل من الأبصار والأفئدة‏,‏ والدراسات العلمية في العقود المتأخرة تؤكد علي سبق حاسة السمع لجميع الحواس الأخري في تخلقها‏.‏
‏(8)‏ الإشارة الضمنية الرقيقة بتعبير اختلاف الليل والنهار إلي حقيقة كروية الأرض ودورانها حول محورها أمام الشمس‏.‏

‏(9)‏ ذكر عدد من أنبياء الله وتفاعل أقوامهم معهم بدقة بالغة تؤكد دراسات الآثار صدق كل ما جاء فيها‏,‏ منهم نوح‏,‏ وموسي وهارون‏,‏ وعيسي بن مريم‏(‏ علي نبينا وعليهم من الله السلام‏),‏ وغير ذلك كثير ممن تمت الإشارة إليهم بصورة مجملة ولاتزال آثارهم شاهدة علي صدق ما روت آيات سورة المؤمنون عنهم‏.‏
وكل قضية من هذه القضايا تحتاج إلي معالجة خاصة بها ولذلك فسوف أقصر حديثي هنا علي النقطة الأولي من القائمة السابقة‏.‏

من الدلالات العلمية للآيات الثلاث
أولا‏:‏ في قوله تعالي‏:‏ ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين‏*:‏
يشبه تركيب جسم الإنسان في مجموعه التركيب الكيميائي لتراب الأرض المختلط بالماء‏(‏ أي الطين‏)‏ مع زيادة واضحة في عناصر الأكسجين‏,‏ والهيدروجين‏,‏ والكربون‏,‏ والفوسفور في جسم الإنسان‏,‏ وذلك لغلبة الماء فيه‏(54%‏ إلي أكثر من‏70%)‏ ولاستفادة النبات الذي يتغذي عليه الإنسان بغاز ثاني أكسيد الكربون المستمد من الجو في بناء سلاسل الغذاء حول ذرة الكربون‏(‏ الكربوهيدرات‏),‏ ولقدرة كل الخلايا الحية‏(‏ النباتية‏,‏ والحيوانية‏,‏ والإنسية‏)‏ علي تركيز الفوسفور ومركباته‏.‏

ويتكون طين الأرض في غالبيته من المعادن الصلصالية التي تتركب أساسا من سليكات الألومنيوم المميأة‏,‏ وتشمل عددا من المعادن التي تزيد علي العشرة‏,‏ والتي تختلف عن بعضها البعض باختلاف كل من درجات التميؤ ونسب كل من الألومنيوم والسيليكون‏,‏ أو باختلاف العناصر المضافة ومن أهمها كل من المغنيسيوم والبوتاسيوم‏.‏ وكثيرا مايختلط بالمعادن الصلصالية المكونة للتربة أو للطين نسب متفاوتة من حبات الرمل‏(‏ الكوارتز‏)‏ والفلسبار وصفائح الميكا‏,‏ وأكاسيد الحديد‏,‏ وبعض المعادن الثقيلة‏,‏ بالإضافة إلي شيء من الرماد البركاني‏,‏ ودقائق الأملاح‏,‏ والجير‏(‏ الكلس‏)‏ ودقائق الرماد الناتج عن مختلف عمليات الاحتراق‏,‏ وحبوب اللقاح وغيرها من بقايا النبات‏,‏ والبكتيريا وغيرها من الأحياء وبقاياها‏,‏ وبعض آثار الغبار الكوني وبقايا الشهب‏,‏ وغيرها‏,‏ مما يجعل من مكونات طين الأرض شيئا شبيها بمكونات جسم الإنسان‏.‏
وتراب الأرض من الرواسب الفتاتية الناعمة الحبيبات التي تقل أقطار حبيباتها عن‏256/1‏ من الملليمتر‏,‏ وإن اختلطت به بعض حبيبات الغرين‏(16/1‏ مم إلي‏256/1‏ مم‏)‏ والرمل‏(4/1‏ مم إلي‏16/1‏ مم‏).‏ وهذه النعومة في حبيبات التربة تجعل مساميتها تتراوح بين‏70%‏ و‏80%‏ فتمتليء هذه المسام بالماء والهواء‏,‏ وبأيونات ودقائق العناصر والمركبات المختلفة التي توجد في الحالة الغروية‏,‏ ولعل ذلك هو المقصود من قول ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏
ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين‏*‏
‏(‏المؤمنون‏:12)‏

وهذه الحقيقة كما تنطبق علي الإنسان الأول‏[‏ أبينا آدم‏(‏ عليه السلام‏)]‏ تنطبق علي جميع نسله الذين كانوا في صلبه لحظة خلقه‏,‏ والذين ورث كل فرد منهم شيئا من هذا التراب الأولي‏.‏
وهذا الشيء الموروث من الأب الأول ينمو علي دماء أمه وهو في بطنها‏,‏ ودماؤها مستمدة من غذائها المستمد أصلا من عناصر الأرض‏,‏ ثم بعد ولادته يفطم علي لبن أمه‏,‏ أو علي لبن غيرها من المرضعات أو علي ألبان الحيوانات المباحة وكل ذلك مستمد أصلا من تراب الأرض‏,‏ وبعد فطامه يتغذي الطفل علي كل من نبات الأرض‏,‏ وعلي المباحات من المنتجات الحيوانية وكلها مستمد أصلا من عناصر الأرض‏,‏ ومن هنا كانت الإشارة القرآنية الكريمة التي يقول فيها ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏
ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين‏*‏

إشارة معجزة لما فيها من حقائق علمية لم تتضح لأصحاب العلوم المكتسبة إلا في العقود المتأخرة من القرن العشرين أي بعد تنزل القرآن الكريم بأكثر من ثلاثة عشر قرنا‏.‏

ثانيا‏:‏ في قوله تعالي‏:‏ ثم جعلناه نطفة في قرار مكين‏*:‏
بسبب استطالة الزمن بين الخلق من سلالة من طين‏,‏ والخلق من نطفة في قرار مكين استخدم القرآن الكريم حرف العطف‏(‏ ثم‏)‏ الذي يدل علي الترتيب مع التراخي‏.‏
و‏(‏ النطفة‏)‏ في اللغة هي القليل من الماء الذي يعدل قطرة أو بضع قطرات وجمعها‏(‏ نطف‏)‏ و‏(‏نطاف‏),‏ وقد استخدمها القرآن الكريم للتعبير عن خلية التكاثر‏(Gamete)‏ سواء كانت مؤنثة‏(Ovum)‏ أو مذكرة‏(Sperm)‏ وذلك في اثنتي عشرة آية قرآنية كريمة هي‏:(‏ النحل‏/4,‏ الكهف‏/37;‏ الحج‏/5;‏ المؤمنون‏/14,13,‏ فاطر‏/11,‏ يس‏/77,‏ غافر‏/67,‏ النجم‏/46,‏ القيامة‏/37,‏ الإنسان‏/2,‏ وعبس‏/19).‏

وقد سمي القرآن الكريم اتحاد النطفتين التكاثريتين الذكرية والأنثوية باسم النطفة الأمشاج أي المختلطة‏(Zygote)‏ في الآية الثانية من سورة الإنسان‏,‏ وهو أول تعبير علمي دقيق عن تخلق الجنين باتحاد النطفتين الذكرية والأنثوية‏,‏ وانطلاقا من ذلك جاء قول رسول الله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ حين سئل‏:‏ مم يخلق الإنسان؟ فأجاب‏:...‏ من كل يخلق من نطفة الرجل ومن نطفة المرأة‏(‏ مسند الإمام أحمد بن حنبل‏)‏ وهي حقيقة لم يتوصل العلم المكتسب إلي معرفتها إلا في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي‏(1775‏ م‏/1186‏ هـ‏).‏
وبالتقاء النطفتين الذكرية والأنثوية تتكون النطفة الأمشاج‏(Zygote)‏ التي يتكامل فيها عدد الصبغيات المحدد للنوع البشري‏[46‏ صبغيا في‏23‏ زوجا منها‏22‏ تحمل الصفات الجسدية‏,‏ وزوج يحمل الصفات الجنسية وهما‏(x+x)‏ في الأنثي‏,(x+y)‏ في الذكر‏].‏

ويتم إخصاب النطفة المؤنثة‏(‏ البييضه‏)‏ ـ في الغالب ـ بنطفة ذكرية واحدة‏(‏ أي بحيوان منوي واحد‏)‏ وفي ذلك يقول المصطفي‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏):‏ ما من كل الماء يكون الولد‏.‏
وبعد إتمام عملية الإخصاب تبدأ النطفة الأمشاج بالانقسام السريع إلي خلايا أصغر فأصغر حتي تتحول إلي كتلة كروية من الخلايا الأرومية تعرف باسم التويتة‏(Morula),‏ ثم تتمايز الي طبقتين‏:‏ خارجية وداخلية مكونة ما يعرف باسم الكيسة الأرومية‏(Blastocyst)‏ التي تبدأ في الانغراس بجدار الرحم مع اليوم السادس من تاريخ الإخصاب وحتي اليوم الرابع عشر‏,‏ وتعرف هذه المرحلة باسم مرحلة الغرس أو الحرث‏(Implantation)‏ وتستغرق أسبوعا كاملا حتي يتم انغراس النطفة الأمشاج عديدة الانقسامات في جدار الرحم فتنقل من طور النطفة إلي طور العلقة‏.‏

وطول النطفة يتراوح بين‏1‏ وـ مم إلي‏68‏ وـ مم‏,‏ ووصف كل من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة لهذا الطور الدقيق جدا في زمن لم يكن متوافرا فيه أية وسيلة من وسائل التكبير أو الكشف‏,‏ ووصفه بأنه ناتج عن إخصاب النطفتين المذكرة والمؤنثة يعتبر سبقا علميا لم يتوصل إليه العلم المكتسب إلا في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي أي بعد تنزل القرآن الكريم بأكثر من أحد عشر قرنا‏.‏
وبما أن الآيات الثلاث‏(12‏ ـ‏14)‏ من سورة المؤمنون التي نحن بصددها تتحدث عن الأطوار المتتالية في تكون الجنين الإنساني فمن المنطقي أن يكون التعبير‏(‏ نطفة في قرار مكين‏)‏ يقصد به النطقة الأمشاج في داخل الرحم الذي جعله الله‏(‏ تعالي‏)‏ مستقرا لها يأويها ويغذيها‏(‏ علي الرغم من أن من طبيعة جسم الإنسان أن يطرد أي جسم غريب يزرع فيه‏),‏ وجعله مكينا بوضعه في وسط جسم الأنثي‏,‏ وفي مركز من الحوض العظمي‏,‏ وبإحاطته بالعضلات والأربطة والأغشية التي تثبته بقوة في جسم المرأة‏,‏ وتثبت الجنين به علي مدي تسعة أشهر كاملة أو حول ذلك‏,‏ وقد وهب الله‏(‏ تعالي‏)‏ الرحم القدرة علي الاستجابة لنمو الجنين بالتمدد المستمر مع زيادة الجنين في الحجم‏,‏ وأحاط هذا المخلوق الناشيء بكل من السائل الأمنيوسي‏,‏ والغشاء الأمنيوسي المندمج بالمشيمة‏,‏ وعضلات الرحم السميكة ثم جدار البطن وبذلك جعله ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ قرارا مكينا للنطفة الأمشاج حتي تنمو إلي الجنين الكامل‏.‏ وهذا إجماع المفسرين والأطباء المختصين إلي عصرنا الراهن استنادا إلي قول ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏
‏...‏ ونقر في الأرحام مانشاء إلي أجل مسمي‏...*(‏ الحج‏:5)‏

وقوله‏(‏ تعالي‏):‏
ألم نخلقكم من ماء مهين‏*‏ فجعلناه في قرار مكين‏*‏ إلي قدر معلوم‏*‏ فقدرنا فنعم القادرون‏*(‏ المرسلات‏:20‏ ـ‏23)‏
وقد اقترح الأستاذ الدكتور كريم حسنين في كتابه المعنون دورة حياة الإنسان بين العلم والقرآن أن يكون المقصود بالقرار المكين هو غدة التناسل في الإنسان‏(Gonad),‏ ولا أري خلافا يستدعي الجدل في ذلك‏,‏ لأنه إذا كان المقصود بالنطفة في هذه الآية الكريمة النطفة الأمشاج كما يدل علي ذلك سياق الآيات فقرارها المكين هو الرحم بلا جدال‏,‏ وإذا كان المقصود هو النطفة المجردة بمعني خلية التكاثر الذكرية أو الأنثوية فقرارها المكين هو غدد التناسل في كل من الذكر والأنثي‏.‏

ويبقي وصف القرآن الكريم للمكانين بالقرار المكين سبقا علميا لم يصل إليه العلم المكتسب إلا بعد أكثر من عشرة قرون كاملة علي أقل تقدير‏.‏

ثالثا‏:‏ في قوله تعالي ثم خلقنا النطفة علقة‏...:‏
لطول الفترة الزمنية من لحظة الإخصاب إلي تمام تعلق الكيسة الأرومية‏(‏ النطفة الأمشاج المنقسمة إلي أقسام كثيرة‏)‏ والتي تصل إلي الأسبوعين‏(‏ من اليوم الأول إلي الرابع عشر‏)‏ استخدم القرآن الكريم حرف العطف‏(‏ ثم‏)‏ الذي يدل علي الترتيب مع التراخي‏.‏
ففي خلال أسبوعين من بدء الإخصاب تتم عملية تعلق الكيسة الأرومية بجدار الرحم بواسطة المشيمة البدائية التي تتحول فيما بعد إلي الحبل السري‏.‏ وباطراد النمو‏,‏ وتعدد الخلايا‏,‏ وبدء تكون الأجهزة‏(‏ وفي مقدمتها الجهاز العصبي ممثلا بالحبل الظهري‏,‏ والجهاز الدوري الابتدائي ممثلا بأنابيب القلب وحزمة من الأوردة والشرايين‏)‏ يستطيل الجنين في نهاية الأسبوع الثالث‏(‏ من اليوم الحادي والعشرين إلي اليوم الخامس والعشرين من عمره‏)‏ ليأخذ شكل دودة العلق‏(Leech)‏ في هيأتها‏,‏ وفي تعلقها بجسم العائل‏,‏ وفي تغذيتها علي دم الحيوان العائل الذي تعلق به‏).‏ وعلي ذلك فإن الوصف القرآني لهذا الطور من أطوار جنين الإنسان بتعبير‏(‏ العلقة‏)‏ في زمن لم يكن متوافرا فيه أية وسيلة من وسائل التكبير أو الكشف لطور يتراوح طوله بين‏7.‏ ـ مم و‏3,5‏ مم يعتبر أمرا معجزا حقا‏.‏

رابعا‏:‏ في قوله تعالي‏:...‏ فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما‏...*:‏
هذه مراحل ثلاث في تطور الجنين البشري‏,‏ ميزها القرآن الكريم وربطها مع بعضها البعض بحرف العطف‏(‏ ف‏)‏ الذي يدل علي الترتيب مع التعقيب والاشتراك‏,‏ وذلك لتتابعها المرحلة تلو الأخري في تعاقب سريع علي النحو التالي‏:‏

‏(1)‏ تحول العلقة إلي مضغة‏:‏ يستمر طور العلقة من نهاية الأسبوع الثاني إلي ما قبل نهاية الأسبوع الرابع من عمر الجنين‏(‏ أي من اليوم الخامس عشر إلي الخامس والعشرين‏)‏ وفي منتصف الأسبوع الرابع من عمر الجنين‏(‏ أي في حدود اليوم الرابع والعشرين إلي السادس والعشرين من بدء الإخصاب‏)‏ تنتقل العلقة إلي طور جديد سماه القرآن الكريم باسم المضغة وذلك ببدء ظهور عدد من الفلقات عليها تعرف باسم الكتل البدنية‏(Somites)‏ والتي تبدأ بفلقة واحدة ثم تتزايد في العدد حتي تصل إلي ما بين‏40‏ و‏45‏ فلقة‏,‏ وذلك مع تمام الأسبوع الرابع وبدايات الأسبوع الخامس من عمر الجنين‏(‏ أي في اليوم الثامن والعشرين إلي الثلاثين من تاريخ الإخصاب‏).‏
ونظرا إلي تعدد تلك الكتل البدنية فإن الجنين يبدو كأنه قطعة صغيرة من اللحم الممضوغ بقيت عليها طبعات أسنان الماضغ واضحة كما تبقي مطبوعة علي قطعة من العلك الممضوغ‏.‏
ومع استمرار نمو المضغة تبدو فلقاتها في تغير مستمر في أشكالها وأحجامها ومواضعها‏,‏ ويصحب ذلك التغير شيء من الانتفاخ والتغضن والتثني تماما كما يحدث مع قطعة العلك الممضوغة مع تكرار مضغها‏.‏ ومن هنا كان الإعجاز القرآني في تسمية تلك المرحلة الدقيقة‏(‏ والتي لا يتعدي طولها واحد سم في نهاية تلك المرحلة‏)‏ باسم المضغة‏,‏ والمضغة ـ لغة ـ هي القطعة من اللحم قدر ما يمضغ‏,‏ أو التي مضغت ولاكتها الأسنان تاركة طبعاتها عليها‏.‏

‏(2)‏ تحول المضغة إلي العظام‏:‏ يستمر طور المضغة من نهاية الأسبوع الرابع إلي نهاية الأسبوع السادس من عمر الجنين‏(‏ أي من حوالي اليوم السادس والعشرين إلي اليوم الثاني والأربعين من تاريخ الإخصاب‏)‏ ثم ينتقل إلي طور آخر سماه القرآن الكريم باسم طور العظام ويتم في خلال الأسبوع السابع من عمر الجنين‏(‏ في حدود الأيام‏43‏ إلي‏49‏ من تاريخ الإخصاب‏),‏ وفي هذه الفترة يبدأ انتشار الهيكل العظمي للجنين وذلك بالتكلس التدريجي للغضاريف التي تم تكونها في مرحلة المضغة حول عدد من المنابت العضوية‏.‏ وبتكون العظام يبدأ الجنين‏(‏ الذي يتراوح طوله بين‏14‏ مم و‏20‏مم‏),‏ في تحقيق استقامة جذعه‏,‏ وبروز أطراف أصابعه‏,‏ وظهور حويصلات مخه‏,‏ وفي ذلك يقول المصطفي‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏):‏ إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكا فصورها‏,‏ وخلق سمعها وبصرها‏,‏ وعظامها‏,‏ ولحمها‏,‏ وجلدها‏...(‏ أخرجه كل من الأئمة مسلم‏,‏ أبو داود‏,‏ والطبراني‏).‏
‏(3)‏ كسوة العظام باللحم‏:‏ بعد اكتمال تحول المضغة إلي عظام في نهاية الأسبوع السابع من عمر الجنين تبدأ عملية كسوة العظام باللحم‏(‏ العضلات والجلد‏)‏ في خلال الأسبوع الثامن‏(‏ من اليوم الخمسين إلي السادس والخمسين بعد الإخصاب‏),‏ ويكون طول الجنين في هذه المرحلة بين‏22‏ مم‏,31‏ مم‏.‏ وتنشأ خلايا العضلات عادة من الطبقة المتوسطة للمضغة وتخرج من بين فلقاتها ولذلك فإنها تنشأ مجزأة‏,‏ وتنتقل بعيدا عن منطقة الفلقات ثم تنمو وتتصل مع بعضها البعض مكونة أعدادا من الخيوط والألياف الأنابيب العضلية التي تنتظم بالتدريج في حزم مميزة تتصل بغشاء العظام مكونة النسيج العضلي الذي يكسوها‏,‏ والذي يتميز إلي كل من الجهاز العضلي للظهر‏,‏ والجهاز العضلي للبطن والصدر‏,‏ والرأس والأطراف ويزود كلا منها بفرع من العصب الشوكي‏.‏

خامسا‏:‏ في قوله تعالي‏:...‏ ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين‏*:‏
بدءا من الأسبوع التاسع من عمر الجنين تأخذ صفاته الجسدية والشخصية في التمايز بتمايز كل أعضاء وأجهزة الجسم التي تنشط للعمل مع بعضها البعض في تناسق عجيب‏,‏ وقد كسيت العظام باللحم‏(‏ العضلات‏)‏ والجلد‏,‏ ويطلق القرآن الكريم علي هذه المرحلة اسم مرحلة النشأة وتمتد من اليوم السابع والخمسين إلي نهاية فترة الحمل في الأسبوع الثامن والثلاثين‏(‏ حول اليوم السادس والستين بعد المائتين‏),‏ ويتراوح طول الجنين فيها بين‏33‏ مم‏,500‏ مم‏.‏
وفي هذه المرحلة يبدأ النمو بطيئا ويستمر بهذا البطء حتي بداية الأسبوع الثاني عشر‏,‏ ثم تتسارع معدلات النمو في الحجم والتغير في الشكل فتتحرك العينان إلي مقدمة الوجه‏,‏ وتنتقل الأذنان من الرقبة إلي الرأس‏,‏ ويستطيل الطرفان السفليان بشكل ملحوظ‏.‏

ولتطاول المدة بين كسوة العظام باللحم وبين إنشاء الجنين‏(‏ خلقا آخر‏)‏ استخدم القرآن الكريم حرف العطف‏(‏ ثم‏)‏ الذي يفيد الترتيب مع التراخي‏.‏
هذه المراحل المتتالية في خلق جنين الإنسان لا يعرف علم الأجنة في قمة من قممه اليوم لأي منها اسما محددا‏,‏ ولا وصفا محددا‏,‏ ولايميزها إلا بأيام العمر‏.‏ وسبق القرآن الكريم بوصفها وتسميتها‏,‏ في مراحلها المتتالية بهذه الدقة العلمية المذهلة‏,‏ وبهذا الشمول والكمال في زمن لم يكن متوافرا فيه أي من وسائل التكبير أو الكشف المستخدمة اليوم لمما يقطع بأن القرآن الكريم لايمكن أن يكون صناعة بشرية‏,‏ بل هو كلام الله الخالق الذي أنزله بعلمه علي خاتم أنبيائه ورسله‏,‏ وحفظه بعهده في نفس لغة وحيه‏(‏ اللغة العربية‏)‏ علي مدي الأربعة عشر قرنا الماضية وإلي أن يرث الله‏(‏ تعالي‏)‏ الأرض ومن عليها حتي يكون حجة علي الناس كافة إلي يوم الدين‏,‏ كما يشهد ذلك للنبي والرسول الخاتم الذي تلقي القرآن الكريم بالنبوة وبالرسالة‏.‏ وبأنه كان دوما موصولا بالوحي ومعلما من قبل خالق السماوات والأرض‏,‏ فصلي الله وسلم وبارك عليه وعلي آله وصحبه‏,‏ ومن تبع هداه ودعا بدعوته إلي يوم الدين والحمد لله رب العالمين‏.‏




رد مع اقتباس
  #2  
قديم 2010-05-10, 03:27 PM
أحبك ربي أحبك ربي غير متواجد حالياً
عضو جديد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-05-10
المشاركات: 1
افتراضي

[grade="00008B 0000FF 008000 4B0082"]بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد :
هل هذه المنتدى هو المنتدى الخاص بالدكتور زغلول النجار لو كان فعلاً خاص بالدكتور زغلول النجار أنا بصراحة أريد التسجيل فيه لأنه عندي بعض الأسئلة حول عدة مواضيع في الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية .
تحياتي لكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.[/grade]
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


 link 
*** مواقع صديقة ***
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب
 فارلي   شركة تنظيف بجدة   شركة نقل عفش بجدة   شركة تنظيف خزانات بجدة   شركة نقل عفش بجدة   شركة تنظيف بالطائف   شركة تنظيف خزانات بجدة 
 yalla shoot   يلا شوت   يلا شوت   برنامج موارد بشرية   يلا شوت 
 شركة تنظيف بالطائف   سحب مجاري   فني صحي   افضل شركة نقل اثاث بجدة   شراء اثاث مستعمل   شركة تنظيف منازل بالرياض   شركة تنظيف منازل بالرياض   pdf help   كورة لايف   koora live   شركة تنظيف في دبي   شركة تنظيف في رأس الخيمة   شركة تنظيف في دبي 24 ساعة   كحل الاثمد   متاجر السعودية   مأذون شرعي   كحل الاثمد الاصلي   تمور المدينة   شركة عزل خزانات بجدة   شركة تنظيف افران   صيانة غسالات الدمام   صيانة غسالات ال جي   صيانة غسالات بمكة   شركة صيانة غسالات الرياض   صيانة غسالات سامسونج 
شركة صيانة افران بالرياض  سطحة هيدروليك   سطحة بين المدن   سطحة غرب الرياض   سطحة شمال الرياض 
 yalla live   يلا لايف   bein sport 1   كورة لايف   بث مباشر مباريات اليوم   Kora live   yalla shoot 
 translation office near me   كورة سيتي kooracity   مظلات وسواتر   تركيب مظلات سيارات في الرياض   تركيب مظلات في الرياض   مظلات وسواتر   شركة تنظيف منازل بالرياض   شركة تنظيف مكيفات بالرياض   شركه تنظيف بالرياض 
 برنامج ادارة مطاعم فى السعودية   افضل برنامج كاشير سحابي   الفاتورة الإلكترونية فى السعودية   المنيو الالكترونى للمطاعم والكافيهات   افضل برنامج كاشير فى السعودية 
 شركة تنظيف مكيفات بجدة   عزل فوم بالرياض   شركة عزل اسطح بالرياض   الحلوى العمانية 
 يلا شوت 
 Yalla shoot   شركة حور كلين للتنظيف 
 تركيب ساندوتش بانل   تركيب مظلات حدائق 
 موقع الشعاع   بيت المعلومات   موقع فكرة   موقع شامل العرب   صقور الخليج   إنتظر 
 شركة نقل عفش بالرياض   شركة نقل عفش بالرياض 
 كشف تسربات المياه   شركة تنظيف منازل   نقل اثاث بالرياض   شراء اثاث مستعمل بالرياض   نقل اثاث   كشف تسربات المياه   شركة تنظيف بالرياض   شركة عزل اسطح   عزل اسطح بالرياض   شركة عزل اسطح بجدة   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة عزل خزانات بالرياض   كشف تسربات المياه بالخرج   تنظيف خزانات بالرياض   مكافحة حشرات بالرياض   شركة عزل اسطح بالرياض   كشف تسربات المياه بالدمام   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة عزل خزانات بالرياض   شركة عزل فوم   كشف تسربات المياه   عزل خزانات بالاحساء   شركة نقل اثاث بالرياض   نقل عفش بالرياض   عزل اسطح   شركة تنظيف بالرياض   شركات نقل الاثاث   شركة تنظيف منازل بجدة   شركة عزل فوم   شركة عزل خزانات بالرياض   شركة تنظيف خزانات بالرياض   شركة تخزين اثاث بالرياض   شركة تنظيف مكيفات بخميس مشيط   شركة تنظيف مكيفات بالرياض   شركة عزل اسطح   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة كشف تسربات المياه   شركة نقل اثاث بالرياض   شركة عزل اسطح بجدة   شركة عزل اسطح   عزل خزانات   شركات عزل اسطح بالرياض   شركة عزل خزانات المياه   شركة تنظيف فلل بالرياض   كشف تسربات المياه بالدمام   شركة كشف تسربات المياه بالدمام   عزل خزانات بالاحساء   عزل فوم بالرياض   عزل اسطح بجدة   عزل اسطح بالطائف 
دليل السياح | تقنية تك | بروفيشنال برامج | موقع . كوم | شو ون شو | أفضل كورس سيو أونلاين بالعربي | المشرق كلين | الضمان | Technology News | خدمات منزلية بالسعودية | فور رياض | الحياة لك | كوبون ملكي | اعرف دوت كوم | طبيبك | شركة المدينة الذهبية للخدمات المنزلية

تطوير موقع الموقع لخدمات المواقع الإلكترونية

Powered by vBulletin Copyright ©2000 - 2024 Jelsoft Enterprises Ltd