لماذا ؟

[أبو أحمد الجزائري]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غريب مسلم

أرجو من مشرفنا الفاضل أبي أحمد أن يعلق على ما اقتبسته سواء بالقبول أو الرفض، فهو مدير الحوار وليس أنا، والقرار يجب أن يكون قراره وليس قراري.

أنا مع راحة الطرفين حتى لا يقول الضيف أنني منحاز نتأكد من رده على ما تفضلت به و نفصل في ما بعد
و الله الموفق

[jon]

بســــــــــــــــــــــم الله الرحمن الرحيم

أخي غريب : لا زال سوء الفهم بيننا مستمر
التهمة التي وجهتها اليك بالابتعاد عن الموضوع ممكن أن تتأكد من صحتها اذا راجعت الموضوع فكل شيء مكتوب ولاداعي ان اقسم لك بالكتب السمواية والرسل
من أول مشاركة قلت لك ( أنني لا احتج عليك بصحة موقف فاطمة من قناعتي بانها معصومة لان هذه قناعتي وانا حر فيما اعتقد ولكن احتج عليك بادلة اخرى فعندما تعتقد أنت بصحة موقف ابي بكر هل من حقي ان اقول لك اثبت لي عصمة ابي بكر حتى اقبل حجتك ؟ )

هذا اولا

ثانيا تريد أن اثبت لك صحة حديث الكساء من كتبنا ومصادرنا بنفس المقاييس التي تؤمن بها لانك تظن ان مدرسة اهل البيت تعتمد على نفس مقاييس تصحيح الرويات الموجودة عندكم وهذا جهل تريد ان اقف عليه واحاورك به وهذا غير ممكن انما قدمنا لك التنزل حتى اقف على مشكلتك هي صحة الحديث ام صحة مصادرنا فلا تتظاهر بعدم الفهم فهذه محاولة انتهت صلاحيتها
وحتى تعلم ولو من باب بالملاحظة السطحية الخاطفه كيف تحكم كتبنا على صحة الاحاديث فان علماء الحديث الشيعة لا يعتمدون على سند الرواية كما هو حال علماءكم كالبخاري وانما لهم مقاييس تختلف لكن العلم بها يتطلب الاختصاص وانا ليس من ذوي الاختصاص فمثلا يفقّرون الحديث أو الرواية ثم يجمعون القرائن المؤيدة من الشواهد القرانية والروائية والتأريخية والعقلية وانت تعلم لو كنت ملم بالتاريخ الاسلامي الظروف التي مرت بها الامة الاسلامية من دمار وفتن وقتال وغزو فكري وحضاري والقاء ملايين الكتب في نهر دجلة لا سيما تراث الشيعة الذين تعرضوا لاصناف الارهاب والوان العذاب ومتى كانت للشيعة سلطة وحكومة حتى تصبح لهم مدرسة وعلوم تدرس وتوثق فهذه الظروف ليست مثالية لحفظ اي تراث ديني وفكري فان كنت من طلاب الحق وان كنت منصف لا بد ان تأخذ هذا بنظر الاعتبار
والجميل انني وجدت ان بعض علماء الحديث عند السنة يعتمدون على هذا المنهج ففي قصة المسيح الدجال للالياني المشهور بتصحيح الاحاديث الضعيفة يقول في الصفحه 6 هذا نصه
(( ان الحديث وجدته ضعيف السند لا يمكن الاعتماد عليه وحده ولكني درست الحديث فقرة فقرة ولفظه لفظه وذكرت الاحاديث المقويه لكل فقرة ولكل لفظه وتخريجها تلك الاحاديث المقوية على اسانيدها صحيحها وضعيفها حسب قواعد الحديث وتتبعت الشواهد جميعها فوجدت الحديث صحيح لغيره بل وجدت كثير منها متواتر عن رسول الله ))
ومن مباني العلامة المجلسي صاحب الانوار كما يقول (( أعلم ان اصل هذا الخبر في غاية الوثاقه على طريقة القدماء وان لم يكن صحيحا بزعم المتأخرين ))
فالكافي عندنا كله صحيح ((كما عندكم صحيح البخاري ))على منهج القدماء اما على منج المتأخرين فهو 75 % صحيح
انا لا احب الخوض في هذا المجال مثلما لا يحب البقال ان يتحدث عن ضعط الدم والتهاب البروستات لكني اضطررت لذلك حتى تعرف ان محاورك هو اذن واعيه يرد عليك التحية ويملك الشجاعة لكي يعترف أذا ما اقتضت الضرورة حتى تنتهي من هذا الموضوع الجانبي الذي هربت منه بدهاء من موضوعنا الاصلي
( قل ها توا برهانكم ان كنتم صادقين )
هذا ما اريده من اليوم الاول ولكن هلا سمحتم لنا
هل سمحتم لنا ان ناتي ببرهان صحة موقف فاطمة عليها السلام
ام لازلتم تصرون على محاولة فضح مصادرنا باقوال النجاشيء وتضعيف سهل وتجهيل ابو دلامه وكأن عقيدتنا واقفه على راوي كذاب وراوي ضعيف
متى تعلمون ان مذهبنا يقف على قاعدة من الاحاديث المتواترة كحديث الغدير والثقلين والكساء والائمة الاثني عشر من قريش وليس على احاديث مثل حديث موسى لطم ملك الموت فارجعه الى ربه اعور

اما حول مهلة الاسبوع فانا اقولك اخي الفاضل
انا سوف اتوقف عن المشاركة لكن ابقى اتابع الموضوع فمتى رأيتك رجعت الى موضوع البحث حينها سوف أستأنف المشاركة

[أبو أحمد الجزائري]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة jon

بســــــــــــــــــــــم الله الرحمن الرحيم

اما حول مهلة الاسبوع فانا اقولك اخي الفاضل
انا سوف اتوقف عن المشاركة لكن ابقى اتابع الموضوع فمتى رأيتك رجعت الى موضوع البحث حينها سوف أستأنف المشاركة

كان عليك أن ترد علينا بنعم أم لا في ما يخص المهلة
و كذلك بنعم أم لا بإثبات حديث الكساء من كتبك
خير الكلام ما قل و دل
أما عن توقفك و متابعة الموضوع ما أراه إلا هروبا مبطنا
أنا أوافق أخي غريب على المهلة الذي يراها كونه ما تملص مثلك

[غريب مسلم]

لا يشترط ليكون أبو بكر الصديق على الصواب أن يكون معصوماً، فهو فعل فعلاً بناء على حديث صحيح عندنا، وأظنه أيضاً صحيح عندكم لكني لست متأكداً.
قولك أن لعلماء الحديث عندكم مقاييس مختلفة عن مقاييسنا، وذكرت موضوع القرائن القرآنية والتاريخية .. الخ، فليتك تطبق هذا على موضوع حديث الكساء، فتفضل.
أما ما ذكرته عن الإمام محدث العصر الألباني رحمه الله، فأنا أقسم بالله العظيم أنك ما نقلت من كتابه ولا حتى اطلعت عليه، وإنما تتبعت ما قاله أبناء ملتك، فنسخت ولصقت ولم تعرف فيم قيل هذا الكلام، بل وهذا النص بهذا الشكل ليس موجوداً في الكتاب بل هو منقول بتصرف، ودفاعاً عن أهل الحديث والمحدثين، الذي يصب في نهاية المطاف بالدفاع عن الدين أقول أن الإمام الألباني رحمه الله تحدث عن أحاديث ضعيفة في ذاتها، ارتقت إلى درجة الصحيح لغيره، وقد عرف هذا الارتقاء الإمام ابن الصلاح رحمه الله، فقال في معرض حديثه عن الحديث الحسن ((فمنه -أي ضعف الحديث- ما لا يزول بالمتابعات، يعني لا يؤثر كونه تابعاً أو متبوعاً، كرواية الكذابين والمتروكين، ومنه ضعف يزول بالمتابعة، كما إذا كان راويه سيء الحفظ))، فإلى أي نوع من أنواع الضعف ينتمي حديث الكساء في كتبكم -هذا إن أردت تطبيق قاعدتنا على رواياتكم-؟
في سندي روايتي الأمالي عن أم سلمة والحسن رضي الله عنهما يوجد كذابان وضاعان، وفي سند رواية فرات الكوفي عن أم سلمة رضي الله عنها يوجد مجهول، فأين سيء الحفظ هنا؟ أما باقي الروايات فلم يصل السند إلى من حضر الحادثة فلا يحتج بها، ناهيك عن أن روايتين منها دون سند، والثالثة فيها غال كذاب.
أخبرنا كيف صار حديث الكساء عندكم صحيحاً لغيره؟

بقي لي ملاحظتان:
1- نحن نقسم بالله العظيم، ولا نقسم لا بكتب سماوية ولا برسل ولا بأولياء.
2- من رمى الكتب في دجلة هم التتار الوثنيون الذين استوزروا الطوسي الرافضي، والذين دخلوا إلى بغداد بخيانة ابن العلقمي الرافضي أيضاً.

تم تجديد المهلة لأسبوع آخر.

[jon]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم

أولا عندي رجاء بسيط الى الاخ الكريم ابو احمد
فارجو منه ان لايحذف تعقيبي على ما يعلق فاما ان لا يذكر
تلك الشبهات التي تعطي انطباع خاطيء عن موقفي لدى الاخرين وأما ان لا يحذف الرد بحجة تشويش الموضوع بل هوحق الدفاع عن النفس
وأذا قلت بان ما تقوم به انما هو تكليف كلفناك به لتنظيم الحوار فعليك ان لا تكيل بمكيالين فتصف موقفي من سؤال واحد علما انه سؤال خارج عن نقطة البحث بانه ( تهرب مبطن )بينما تغض الطرف عن تهرب المحاور عن12 سؤال وكلها في صميم البحث ولا تطلب منه ولو بالاشارة ان لا يتجاهل اسئلة المحاور
فهل لديك تصنيف لهذا التهرب أم ان الهوى يجعل غريب بنظرك باسل ومغوار ؟
علما اننا لازلنا نرد علي غريب بكل ما يريد على عكس ما يفعل هو
اما قولك ( خير الكلام ما قل ودل )
والله مثلي ومثل غريب كمثل رجل سأل اخر يدعي العلم
أسألك 40 سؤال بشرط ان تجيب عليها باقل الكلمات
فقال له : جوابي عليها ( لا اعلم )
والله حتى هذا الجواب عندي افضل من جواب الاخ غريب فياليته قال لا اعلم
ولكنه وضع في احدى اذنية عجين وفي الاخرى طين فلم يبررحتى موقفه الغامض هذا
فلو انه اجاب عن كل سؤال لكان كلامنا قليل وجوابه له دلاله ويصبح حوارنا خير الكلام بالفعل
نعم خير الكلام ما قل ودل وليس ما قل و لايدل
ثم يا اخي انا ليس الفراهيدي و لا ابن سيبويه ولا الجاحظ فهذه امكانياتي بالتعبير اجاهد في توصيل الفكرة
وحتى لا اكثر الكلام وينتهي وقت حجز الاقمار الاصطناعية عندكم على الاخ غريب ان يوافق على الشروط التي سوف اذكرها للمرة الاخيرة والا فانا ايضا املك نفس الحق بالحكم على تجاهل كلامي بانه تهرب ومن النوع الظاهري وهو افضح ولن اقيم وزنا لما تقولون لانني واثق ان هناك من العقلاء المنصفين من يحكم بالعدل والموضوعيه
الاخ غريب
أقسم لك ولست مضطرا للقسم لو كنت متهرب فالغاء عضويتي اسهل ان اقسم كاذبا بالله العظيم سوف اثبت لك ان حديث الكساء متواتر وليس فقط صحيح حسب مقاييسنا اذا وافقت على تلك الشروط :
بخصوص طلبك اثبات كيف صحح علماءنا الحديث حسب مقاييسنا فاطلب ان يخصص لحديث الكساء موضوع مستقل لان طلبك ان اجيبك بمشاركة جانبية عابره كطلب تلك المرأة عندما طلبت من اينشتاين ان يثبت لها قضية البعد الرابع في النظرية النسبية وهما في حفلة رقص
ومع هذا فقد بينت لك لحد الان بعض قضية ((الزمن الرابع)) بقدر يكفي ليفهم المتابع ( حتى لو كان بعقلية تلك الساذجه )انني لا اتهرب ولكن اريد ان امسك العصا من النصف فلا اتجاهل سؤالك وبنفس الوقت لا اعطيك فرصة ان تذهب بعيد عن موضوعي الاصلي فلا احتاج الى تمهلني لتضحك على نفسك وعلى عقل المتابع فقلت لك :
نحن لا نقول ما تقولون ان كل ما في صحيح البخاري هو صحيح اعتماد على مقاييس البخاري انما كثير من كتبنا جمعت الروايات من مختلف الطرق لكي يحفظ علماؤنا تراث مدرسة اهل البيت ثم بعد ذلك يتركون الى اهل التحقيق التحقيق وبخصوص احاديث مثل حديث الكساء والثقلين فقد حسم فيها الامر وغيرها من الاحاديث التي شكلت عقيدتنا فتبين لهم انها احاديث صحيحة متواترة بعدما جمعوا المتناقضات وطرحوا الاسانيد الضعيفه واخذوا جميع الشواهد
واكبر دليل على صحة مقاييس علماؤنا واضافت لها دليل وثاقه اخر هو ان كتبكم اعترفت بتلك الاحاديث فوقع الاجماع وانت تعرف أن امة محمد لا تجتمع على ضلاله فتطيبت صحاحكم بها فصحيح مسلم مثلا صحح حديث الكساء على عكس تلك الاحاديث التي صححتها مقاييس علماؤكم كالبخاري فاصبحتم تخجلون من هذا المنهج عندما تقرؤان في كتبكم احاديث مثل ( موسى يركض خلف حجر سرق ملابسه وهو عريان هذا الذي كلمه الله تظهر عورته امام الناس ويتصرف بهذا السلوكيات التي لا تليق بالانبياء فيلطم ملك مقرب فيفقأ عينه )
هل يهضم عقلك وانت في عصر الذرّة والفضاء مقاييس تصحح مثل هذه الاحاديث وتجادلني بحديث صحيح مشهور
ف موضوع اخضاع حديث الكساء لمقاييس مصادرنا
يحتاج بحث ومصادر وتوثيق وانا قلت لك أولا انني لا احب الخوض في البحوث التخصصيية ثانيا لان وقتي لايسمح وثالثا لانني اردت ان يكون حواري في هذا المنتدى حوار عقلي بعيد عن النقل والاستنساخ واللصق ورابعا اعترفت لك بشجاعة انني لست عالم ولا مرجع فجوابي لك هو النقل والاستنساخ واللصق وبالفعل بمجرد أن نقلت لك بعض الامور التخصصية سخرت منا واتهمتنا باننا ننقل وننسخ من مشايخنا بدون تدبر وعلم
وكأنك نسيت اعترافي الشجاع لك بانني انسان بسيط غير متخصص
فحتى لو عجزت في اقناعك فهذا لا يعتبر دليل على صواب رأيك وانما دليل على قلة علمي بهذا الفن فانا في النهاية ليس الطبطبائي ولا علي اكبر غفاري ولا الطوسي
فاتق الله يا غريب ان كنت مؤمن يسعى لرضوان الله وليس لنصر شخصي فماذا لو وقفت غدا امام الحق تعالى وسألك يا عبدي ما هي حجتي عليك
ستقول له : الكتاب والسنة النبوية
أما الكتاب فهل يقبل الله عذرك بمخالفة القران بالقول انك اشتريته من رجل كذاب ؟
الم تعترف في الدنيا ان القران صحيح وحجة عليك حتى لو اشتريته من بائع جاهل أو من كافر
؟
واما السنة النبوية
فيحتج عليك الله بها وما فيها مثل حديث الكساء
فهل يقبل الحق تعالى عذرك انك رفضت الاثار التي تترتب على حديث الكساء لا لشيء سوى لان هناك رافضي نكرة فشل في اقناعك بصحة الحديث
نعم ممكن هذا عذر يقبله لو كنت تعبد الله على دين الرافضة الذين يأخذون دينهم من المجاهيل
نعم يكون حجة لك امام الله لو كنت تأخذ سنة النبي من كتب الشيعة
فما تكتبه هنا هو بذرة سترى ثمرتها يوم الاخرة
فان قلت انا على هدى ولكن هدفي هو فضيحة دينك يا محاور فقد خرجت من الصدق ودخلت في الكذب لاننا تحاورنا حول ( صحة الحديث كمدخل لعصمة الزهراء )وهو ما انت اعترفت به
تقولون هاتوا برهانكم ؟
والاية لا تنطبق الا بوجود خلاف
فاين هو الاختلاف في حديث الكساء
هل هو في صحته أم في صحة كتب الرافضة
الم نتفق على صحة الحديث باعترافك ؟
اليس الاعتراف سيد الادلة
فهل هناك برهان اقوى من الاعتراف ؟
وقد أعجبني وافرحني قولك بان من حق المحاور يسأل ويحصل على الجواب
ولكن سرعان ما اكتشفت انه صرخه في واد
فاين جوابك على اسألتنا فلازلت تعاملني كمتهم وليس محاور
الشروط الاول : تجيب على كل النقاط التي ذكرتها لاني لست مضطرا ان اكون في موضع لا احبه فانا لا احب ان اكون متهم

الشرط الثاني :يخصص موضوع مستقل للعصمة لكي لا اعطيك فرصة للهرب من الموضوع الاصلي فهذه اخر فرصة فربما نجحت طريقتك هذه مع غيري أما معي فلا ولن تنجح والله شاهد على ما اقول الا في حالة تريح نفسك وتطردوني من المنتدى -



رجاء اخي غريب وانا احببت الحوار معك ان لا تواصل تجاهلك لشروطي واجعل الجو علميا اخلاقيا الله ينور عقلك وقلبك فانا قبلت مهلة الاسبوع فعليك أن تقبل المهلة التي اعطيها لك والتي ستنتهي بانتهاء مهلتك لي
فانت الملام في حال انتهاء مهلة الاسبوع
وان كنت في نظرك جبان فلا تكون مثلي
وان كنت بنظرك متهرب فلا تنهى عن خلق وتأتي بمثله .......انت اكمل بنفسك
هذا اخر قولنا لكم
والمهم اني حققت احد اهدافي من الحوار وهو معرفة طريقة تفكيركم فعرفتها فضلا عن شرف المحاوله

[غريب مسلم]

ما زلت تتظاهر بعدم الفهم، فأنا أؤمن بحديث الكساء، لكني أريد أن أعرف كيف بنى أبناء ملتك عقيدتهم في حديث الكساء؟ ولا تعد القول بأنه في صحيح مسلم، فلو لم يكن أهل السنة موجودون في الدنيا، فهل يعني هذا أن دينكم سقط؟
تقول أنك تريد التحدث بحديث الكساء في موضوع خاص، فما المانع من أن تبين صحته هنا؟ فإن لم ترغب ذلك فاسحب احتجاجك به وما تبعه من تفسيرك لآية التطهير، ولننتقل إلى الدلائل الآخرى لعصمة الزهراء سلام الله عليها.
أثبت أو اسحب احتجاجك، فالأمر بسيط.

نأتي إلى شروطك:

الشروط الاول : تجيب على كل النقاط التي ذكرتها لاني لست مضطرا ان اكون في موضع لا احبه فانا لا احب ان اكون متهم
الشرط الثاني :يخصص موضوع مستقل للعصمة لكي لا اعطيك فرصة للهرب من الموضوع الاصلي فهذه اخر فرصة فربما نجحت طريقتك هذه مع غيري أما معي فلا ولن تنجح والله شاهد على ما اقول الا في حالة تريح نفسك وتطردوني من المنتدى -

أما الشرط الأول، فأنا من سألك أولاً وأنت إلى الآن لم تجب، وحقي الطبيعي ألا أجيبك حتى تجيبني، لكن حتى أقطع عليك طريق الهرب فسأعلق على النقاط التي أثرتها فيما مضى، وانتظرني مساءاً إن شاء الله لأضع الرد.
وأما موضوع العصمة فأنا موافق على أن يكون في موضوع آخر نربطه مع هذا، بحيث نغلق هذا الموضوع لحين إنهاء موضوع العصمة، فما إن تثبتها حتى نعود إلى هذا الموضوع، فما رأيك؟

ملاحظة: الإجماع لا يعني أن يتفق السنة والرافضة، فموافقتكم لنا لا تؤثر على ما هو مقرر عندنا، وبالتالي فالإجماع عندنا هو اتفاق أهل السنة فيما بينهم.

[أبو أحمد الجزائري]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غريب مسلم

ما زلت تتظاهر بعدم الفهم، فأنا أؤمن بحديث الكساء، لكني أريد أن أعرف كيف بنى أبناء ملتك عقيدتهم في حديث الكساء؟ ولا تعد القول بأنه في صحيح مسلم، فلو لم يكن أهل السنة موجودون في الدنيا، فهل يعني هذا أن دينكم سقط؟
تقول أنك تريد التحدث بحديث الكساء في موضوع خاص، فما المانع من أن تبين صحته هنا؟ فإن لم ترغب ذلك فاسحب احتجاجك به وما تبعه من تفسيرك لآية التطهير، ولننتقل إلى الدلائل الآخرى لعصمة الزهراء سلام الله عليها.
أثبت أو اسحب احتجاجك، فالأمر بسيط.
نأتي إلى شروطك:
أما الشرط الأول، فأنا من سألك أولاً وأنت إلى الآن لم تجب، وحقي الطبيعي ألا أجيبك حتى تجيبني، لكن حتى أقطع عليك طريق الهرب فسأعلق على النقاط التي أثرتها فيما مضى، وانتظرني مساءاً إن شاء الله لأضع الرد.
وأما موضوع العصمة فأنا موافق على أن يكون في موضوع آخر نربطه مع هذا، بحيث نغلق هذا الموضوع لحين إنهاء موضوع العصمة، فما إن تثبتها حتى نعود إلى هذا الموضوع، فما رأيك؟
ملاحظة: الإجماع لا يعني أن يتفق السنة والرافضة، فموافقتكم لنا لا تؤثر على ما هو مقرر عندنا، وبالتالي فالإجماع عندنا هو اتفاق أهل السنة فيما بينهم.

أخي غريب
الرجل بياع كلام ليس إلا
والحوار معه مضيعة للوقت

[غريب مسلم]

موضوع إثبات حديث الكساء:
http://www.ansarsunna.com/vb/showthread.php?t=46921

[غريب مسلم]

نبدأ بالنقاط المعلقة:

1- ادعاء ضيفنا بأن من يسب الله عز وجل يبقى على الإسلام، وأن من يسب الله عز وجل هم من أهل السنة والجماعة، ثم بيان كذبه في التنصل من هذه التهمة.

وهذه النقطة تناقش ثلاث جزئيات:
الأولى وهي ادعاء ضيفنا بأن من يسب الله عز وجل يبقى على الإسلام، في حين أن مذهبه يعتبر أن من خالف علياً يصير كافراً، فقد جاءت رواية نسبوها زوراً وبهتاناً إلى رسول الله أنه قال ((المخالف على علي بن أبي طالب بعدي كافر ، والمشرك به كافر ، والمحب له مؤمن ، والمبغض له منافق ، والمقتفي لأثره لاحق ، والمحارب له مارق ، والراد عليه زاهق ، علي نور الله في بلاده وحجته على عباده ، علي سيف الله على أعدائه ، ووارث علم أنبيائه ، علي كلمة الله العليا وكلمة أعدائه السفلى ، علي سيد الأوصياء ووصي سيد الأنبياء ، علي أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين وإمام المسلمين ، لا يقبل الله الايمان إلا بولايته وطاعته)) ذكرها صاحب بشارة المصطفى، إذن فمن خالف علياً صار كافراً، خالفه فقط ولم يسبه رضوان الله عليه، لكن سب الله عند ضيفنا لا يخرج من الملة، وساب الله عنده مسلم، فإن لم يكن هذا شركاً فلا أعلم ما هو الشرك.
أما الجزئية الثانية وهي اتهامه بأن من يسب الله عز وجل هم أهل السنة، وقد عجز أن يأتي بدليل على ذلك، وهذا كاف لرد هذه الجزئية، لكن لا بأس بأن نزيده، فقد قال المولى عز وجل في كتابه العزيز إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا [الأحزاب:57]، وهذه الآية من سورة الأحزاب، نفس السورة التي فيها آية التطهير التي يحفظها الرافضة، أما باقي السورة فلا شأن لهم بها، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وأزيد ضيفنا زيادة ثانية، فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الصارم المسلول ((إن سب الله أو سب رسوله كفر ظاهرا وباطنا وسواء كان الساب يعتقد أن ذلك محرم أو كان مستحلا له أو كان ذاهلا عن اعتقاده هذا مذهب الفقهاء وسائر أهل السنة القائلين بأن الإيمان قول وعمل))
أما الجزئية الثالثة وهي محاولته التنصل من هذه التهمة، وأضع بين يدي القراء كلامه مقتبساً كما هو.
قال أولاً:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة jon

اما السب فهو افه لم يسلم منها حتى مجتمع السنة فهناك بعض السفهاء يسبون الله عز وجل في الشوارع فهل يجوز ان نتهم اهل السنة بانهم يسبون الله في منهاج حياتهم

ثم قال:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة jon

قولك انك تتحداني ان اثبت لك ان من يسب الله عز وجل بانه مسلم هو قول من يجهل قواعد الاسلام التي تقول ان الانسان يصبح من امة الاسلام بمجرد أن ينطق الشهادتين سواء كان صادقا بشهادته ام كاذبا
اما ان اثبت لك انه من اهل السنة فهي قضية لا تحتاج الى اثبات فانت الذي تحاورني من اهل السنة
لكن بامكانك ان تصف المسلم بانه فاسق او فاجر فهذا امر اخر ولكنك لا تملك الحق ان تخرجه من ملة الاسلام حتى لو سب الله عز وجل كما لا يجوز لنا ان نعمم اخلاقه وسلوكياته على دينه او مذهبه فكل نفس بما كسبت رهينه

وأخيراً ناقض كلامه السابق وقال:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة jon

كما ارجوا ان تتحرى الصدق والامانه في كلامك فانا لم اقول ان اهل السنة يسبون الله عز وجل فحتى لو كنت أنا الذي يحاورك طفل صغير ينبغي ان لا تتهمني بهذه التهمه التي تدل على ان عملية الصيد بالماء العكر بدأت

يتبع لاحقاً إن شاء الله، لا أستطيع أن أعد بذلك اليوم، لكن ربما في الغد.

[غريب مسلم]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو أحمد الجزائري

أخي غريب
الرجل بياع كلام ليس إلا
والحوار معه مضيعة للوقت

لا بأس بذلك مشرفنا الفاضل، فأنا أريد إقامة الحجة عليه، وعلى كل رافضي يقرأ هذا الموضوع.

[غريب مسلم]

2- ادعاء ضيفنا أن الرافضة لا يسبون الصحابة.

وأكتفي بذكر حالة واحدة فقط:
جاء في كتاب " شرائع الإسلام في مسائل الحلال والحرام " تحت باب " الركن الثاني - في أفعال الصلاة " قول مؤلفه (((230) وافضلها - كما صرح كثير - هو كلمات الفرج(لا اله الله الحليم الكريم وقد مر ذكره في كتاب الطهارة عند رقم(187)، ولعل الافضل من الجميع دعاء صنمى قريش))، وقد ورد دعاء صنمي قريش في بحار الأنوار للمجلسي -أخزاه الله- ومستدرك سفينة البحار، وكوني لا أنقل قذارة كهذه فأكتفي بالعزو إلى المصدر، وحتى لا ينكر ضيفنا المقصود من صنمي قريش أنقل له من البحار بيان كاف، إذ جاء فيه ((إن الراوي لعله كان معذورا في التكنية باسم الرجلين تقية، وكيف كان يمكنه التصريح باسم صنمي قريش وشيخي المخالفين الذين كانوا يقدمونهما على أمير المؤمنين عليه السلام ؟ مع أن كنايته أبلغ من الصريح، إذ ظاهر أن الناس كانوا لا يبالون بذكر أحد من الصحابة بما كان واقعا إلا بذكرهما وذكر ثالثهما))، وعليه أطلب من ضيفنا إن أراد الإنكار أن يذكر لنا:
1- من عنى بالمخالفين الذين يقدمون ثلاثة على علي ؟
2- من عنى بصنمي قريش وثالثهما؟
لقد وعدته منذ البداية أني سآتي له ببيان سبهم للصحابة من كتبهم.

ملاحظة: هذا ليس دليلي في الحوار هنا، فقد ينكر ضيفنا أن يكون أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم من الصحابة، لكنه لم ولن ينكر أن تكون فاطمة رضي الله عنها من الصحابة، لذلك وقع اختياري عليها لتكون محور حديثنا.

[غريب مسلم]

3- طلب ضيفنا للدليل من القرآن في استثناء إرث فاطمة وقياسه ذلك على دليل الإمامة.

والجواب من ثلاثة وجوه:
أولها أني لا أذكر أني طلبت من أحد أن يأتيني بدليل الإمامة من القرآن، وعليه فكان على ضيفنا ألا يعاقبني بطلب غيري، على الرغم من أن محاوري أهل السنة والجماعة على حق في أن يطلبوا هذا الطلب، وستتبين ذلك في الوجهين التاليين.
وثانيها أن الإمامة عند الرافضة أهم من أركان الإسلام كلها، فمن أتى بإيمان وصلاة وصيام وزكاة وحج ولم يؤمن بالولاية ما قبل منه شيء، ودليلها موجود عندي لكن اختصاراً للوقت لا أذكر النصوص، وعليه فإن كانت الولاية بهذا القدر، إن كانت الولاية أعظم من التوحيد نفسه، فلماذا نجد في القرآن ذكر لكل أركان الإسلام، في حين تغيب عنه الولاية؟
وثالثها أن الولاية ستؤثر على كل الخلق، منذ زمن النبي إلى يوم القيامة، فهي أمر عظيم جلل كما يزعمون، لكن إرث ورثة النبي فلا يؤثر إلا على جماعة صغيرة من الناس، وهم الأزواج والأبناء، وهؤلاء ثلة قليلة، فحتى وإن لم يعلموا بالأمر فسيعلموه وينتهي الأمر، وأهل البيت هؤلاء هم أعظم الناس وأعلاهم مرتبة، فلا مجال للهوى في تصرفاتهم، بل هم خير من سمع وأطاع، أما غيرهم ممن سيتأثر بموضوع الولاية فقد يؤثر فيه هوى أو مصلحة دنيوية، لذلك وجب أن تكون معلومة للقاصي والداني، وأعظم الحفظ ما وجد في القرآن الكريم.

يتبع إن شاء الله

[غريب مسلم]

4- ادعاء ضيفنا بتفرد أبي بكر الصديق بحديث عدم الإرث.

وهذا لا يستقيم إطلاقاً:
1- فعندنا نحن أهل السنة والجماعة روى الحديث (كما ذكر الترمذي) أبو بكر وعمر وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد وعائشة وأبو هريرة، وأزيد من بحثي أنا أن العباس وعلي وعثمان رضي الله عنهم جميعاً قالوا بهذا الحديث، وهذا هو التواتر حقاً، أكثر من عشرة من الصحابة قالوا بهذا الحديث، هم الجمع الكثير الذي روي عنهم هذا الحديث.
وقد تتبعت بعض الأسماء المذكورة، فما أدراني لعل ضيفنا يظن أنهم إنما سمعوا الحديث من أبي بكر، وكان الصحابة يروون عن رسول الله سواء بالسمع المباشر أو عن طريق صحابي آخر سمع من رسول الله ، فتتبعت بعض الأسماء، فوجدت أن أبا بكر وعمر وعائشة وأبا هريرة رضي الله عنهم أجمعين سمعوا هذا من رسول الله مباشرة، فاكتفيت بهذا القدر، فادعاء ضيفنا كان بتفرد أبي بكر بالحديث، فجئته بأحد عشر، أربعة منهم تأكدت من سماعهم المباشر.
2- وأما عندهم هم، فقد ذكرت له سابقاً أنه مروي في كتبهم، فقد قلت:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غريب مسلم

((2 - لى : المكتب ، عن علي ، عن أبيه ، عن القداح ، عن الصادق ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقا إلى الجنة . وأن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا به ، وأنه ليستغفر لطالب العلم من في السماء ومن في الارض حتى الحوت في البحر ، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر النجوم ليلة البدر ، وأن العلماء ورثة الانبياء ، إن الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما ولكن ورثو العلم ، فمن أخذ منه أخذ بحظ وافر .)) ا.هـ من بحار الأنوار 1 / 164

وما أعلمه -ولست متأكداً مما أقول- أن الخميني عامله الله بما يستحق صحح هذا الأثر، وهو عندي بهذا السند لا يساوي شيئاً، لأن القداح هو اليهودي الذي أنشأ الفرقة الإسماعيلية.

أكتفي بهذا القدر لليوم وأتابع في الغد إن شاء الله.

[غريب مسلم]

5- شرح الفرق بين روايتنا وروايتهم لغضب فاطمة رضي الله عنها.

سأقتصر في نقل روايات صحيح البخاري منعاً للتطويل، وما ينطبق عليه ينطبق على غيره، وأعتذر مقدماً على طول المشاركة فالأمر يجب أن يناقش من جوانب مختلفة.
قال الإمام البخاري:
1- حَدَّثَنا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ عَائِشَةَ أُمَّ المُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَخْبَرَتْهُ، أَنَّ فَاطِمَةَ - عَلَيْهَا السَّلاَمُ - ابْنَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَأَلَتْ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنْ يَقْسِمَ لَهَا مِيرَاثَهَا، مِمَّا تَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهَا أَبُو بَكْرٍ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لاَ نُورَثُ، مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ»، فَغَضِبَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَهَجَرَتْ أَبَا بَكْرٍ، فَلَمْ تَزَلْ مُهَاجِرَتَهُ حَتَّى تُوُفِّيَتْ، وَعَاشَتْ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِتَّةَ أَشْهُرٍ، قَالَتْ: وَكَانَتْ فَاطِمَةُ تَسْأَلُ أَبَا بَكْرٍ نَصِيبَهَا مِمَّا تَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ خَيْبَرَ، وَفَدَكٍ، وَصَدَقَتَهُ بِالْمَدِينَةِ، فَأَبَى أَبُو بَكْرٍ عَلَيْهَا ذَلِكَ، وَقَالَ: لَسْتُ تَارِكًا شَيْئًا، كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْمَلُ بِهِ إِلَّا عَمِلْتُ بِهِ، فَإِنِّي أَخْشَى إِنْ تَرَكْتُ شَيْئًا مِنْ أَمْرِهِ أَنْ أَزِيغَ فَأَمَّا صَدَقَتُهُ بِالْمَدِينَةِ فَدَفَعَهَا عُمَرُ إِلَى عَلِيٍّ، وَعَبَّاسٍ، وَأَمَّا خَيْبَرُ، وَفَدَكٌ، فَأَمْسَكَهَا عُمَرُ، وَقَالَ: هُمَا صَدَقَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَتَا لِحُقُوقِهِ الَّتِي تَعْرُوهُ وَنَوَائِبِهِ، وَأَمْرُهُمَا إِلَى مَنْ وَلِيَ الأَمْرَ، قَالَ: فَهُمَا عَلَى ذَلِكَ إِلَى اليَوْمِ، قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: «اعْتَرَاكَ افْتَعَلْتَ مِنْ عَرَوْتُهُ، فَأَصَبْتُهُ وَمِنْهُ يَعْرُوهُ وَاعْتَرَانِي» , 3092 , 3093
2- حَدَّثَنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلاَمُ، بِنْتَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْسَلَتْ إِلَى أَبِي بَكْرٍ تَسْأَلُهُ مِيرَاثَهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْهِ بِالْمَدِينَةِ، وَفَدَكٍ وَمَا بَقِيَ مِنْ خُمُسِ خَيْبَرَ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لاَ نُورَثُ، مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ، إِنَّمَا يَأْكُلُ آلُ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي هَذَا المَالِ»، وَإِنِّي وَاللَّهِ لاَ أُغَيِّرُ شَيْئًا مِنْ صَدَقَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ حَالِهَا الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَأَعْمَلَنَّ فِيهَا بِمَا عَمِلَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَأَبَى أَبُو بَكْرٍ أَنْ يَدْفَعَ إِلَى فَاطِمَةَ مِنْهَا شَيْئًا، فَوَجَدَتْ فَاطِمَةُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ فِي ذَلِكَ، فَهَجَرَتْهُ فَلَمْ تُكَلِّمْهُ حَتَّى تُوُفِّيَتْ، وَعَاشَتْ بَعْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِتَّةَ أَشْهُرٍ، فَلَمَّا تُوُفِّيَتْ دَفَنَهَا زَوْجُهَا عَلِيٌّ لَيْلًا، وَلَمْ يُؤْذِنْ بِهَا أَبَا بَكْرٍ وَصَلَّى عَلَيْهَا، وَكَانَ لِعَلِيٍّ مِنَ النَّاسِ وَجْهٌ حَيَاةَ فَاطِمَةَ، فَلَمَّا تُوُفِّيَتِ اسْتَنْكَرَ عَلِيٌّ وُجُوهَ النَّاسِ، فَالْتَمَسَ مُصَالَحَةَ أَبِي بَكْرٍ وَمُبَايَعَتَهُ، وَلَمْ يَكُنْ يُبَايِعُ تِلْكَ الأَشْهُرَ، فَأَرْسَلَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ: أَنِ ائْتِنَا وَلاَ يَأْتِنَا أَحَدٌ مَعَكَ، كَرَاهِيَةً لِمَحْضَرِ عُمَرَ، فَقَالَ عُمَرُ: لاَ وَاللَّهِ لاَ تَدْخُلُ عَلَيْهِمْ وَحْدَكَ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَمَا عَسَيْتَهُمْ أَنْ يَفْعَلُوا بِي، وَاللَّهِ لآتِيَنَّهُمْ، فَدَخَلَ عَلَيْهِمْ أَبُو بَكْرٍ، فَتَشَهَّدَ عَلِيٌّ، فَقَالَ: إِنَّا قَدْ عَرَفْنَا فَضْلَكَ وَمَا أَعْطَاكَ اللَّهُ، وَلَمْ نَنْفَسْ عَلَيْكَ خَيْرًا سَاقَهُ اللَّهُ إِلَيْكَ، وَلَكِنَّكَ اسْتَبْدَدْتَ عَلَيْنَا بِالأَمْرِ، وَكُنَّا نَرَى لِقَرَابَتِنَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَصِيبًا، حَتَّى فَاضَتْ عَيْنَا أَبِي بَكْرٍ، فَلَمَّا تَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَرَابَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أَصِلَ مِنْ قَرَابَتِي، وَأَمَّا الَّذِي شَجَرَ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ مِنْ هَذِهِ الأَمْوَالِ، فَلَمْ آلُ فِيهَا عَنِ الخَيْرِ، وَلَمْ أَتْرُكْ أَمْرًا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْنَعُهُ فِيهَا إِلَّا صَنَعْتُهُ، فَقَالَ عَلِيٌّ لِأَبِي بَكْرٍ: مَوْعِدُكَ العَشِيَّةَ لِلْبَيْعَةِ، فَلَمَّا صَلَّى أَبُو بَكْرٍ الظُّهْرَ رَقِيَ عَلَى المِنْبَرِ، فَتَشَهَّدَ، وَذَكَرَ شَأْنَ عَلِيٍّ وَتَخَلُّفَهُ عَنِ البَيْعَةِ، وَعُذْرَهُ بِالَّذِي اعْتَذَرَ إِلَيْهِ، ثُمَّ اسْتَغْفَرَ وَتَشَهَّدَ عَلِيٌّ، فَعَظَّمَ حَقَّ أَبِي بَكْرٍ، وَحَدَّثَ: أَنَّهُ لَمْ يَحْمِلْهُ عَلَى الَّذِي صَنَعَ نَفَاسَةً عَلَى أَبِي بَكْرٍ، وَلاَ إِنْكَارًا لِلَّذِي فَضَّلَهُ اللَّهُ بِهِ، وَلَكِنَّا نَرَى لَنَا فِي هَذَا الأَمْرِ نَصِيبًا، فَاسْتَبَدَّ عَلَيْنَا، فَوَجَدْنَا فِي أَنْفُسِنَا، فَسُرَّ بِذَلِكَ المُسْلِمُونَ، وَقَالُوا: أَصَبْتَ، وَكَانَ المُسْلِمُونَ إِلَى عَلِيٍّ قَرِيبًا، حِينَ رَاجَعَ الأَمْرَ المَعْرُوفَ , 4240
3- حَدَّثَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ فَاطِمَةَ وَالعَبَّاسَ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ، أَتَيَا أَبَا بَكْرٍ يَلْتَمِسَانِ مِيرَاثَهُمَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُمَا حِينَئِذٍ يَطْلُبَانِ أَرْضَيْهِمَا مِنْ فَدَكَ، وَسَهْمَهُمَا مِنْ خَيْبَرَ، فَقَالَ لَهُمَا أَبُو بَكْرٍ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لاَ نُورَثُ، مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ، إِنَّمَا يَأْكُلُ آلُ مُحَمَّدٍ مِنْ هَذَا المَالِ» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَاللَّهِ لاَ أَدَعُ أَمْرًا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْنَعُهُ فِيهِ إِلَّا صَنَعْتُهُ، قَالَ: فَهَجَرَتْهُ فَاطِمَةُ، فَلَمْ تُكَلِّمْهُ حَتَّى مَاتَتْ , 6725 , 6726

وقبل أن أكتب ردي لا بد لي من أن أبين مسألة في غاية الأهمية، ففي الروايات السابقة نجد الاقتباسات التالية:
1- ((... فَغَضِبَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَهَجَرَتْ أَبَا بَكْرٍ، فَلَمْ تَزَلْ مُهَاجِرَتَهُ حَتَّى تُوُفِّيَتْ، وَعَاشَتْ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِتَّةَ أَشْهُرٍ ...))
2- ((... فَأَبَى أَبُو بَكْرٍ أَنْ يَدْفَعَ إِلَى فَاطِمَةَ مِنْهَا شَيْئًا، فَوَجَدَتْ فَاطِمَةُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ فِي ذَلِكَ، فَهَجَرَتْهُ فَلَمْ تُكَلِّمْهُ حَتَّى تُوُفِّيَتْ، وَعَاشَتْ بَعْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِتَّةَ أَشْهُرٍ ...))
3- ((... فَهَجَرَتْهُ فَاطِمَةُ، فَلَمْ تُكَلِّمْهُ حَتَّى مَاتَتْ))
فمن قائل هذا الكلام في هذه الاقتباسات؟ واضح أن الاقتباس الأول ليس من كلام أمنا عائشة رضي الله عنها، إذ جاء بعد الاقتباس قوله ((قالت)) أي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، فإن كان الكلام المقتبس لها، فلم هذا الاستدراك؟ أيضاً فإن الاقتباس الثالث ليس من كلامها أيضاً، بدليل أنه سبق الاقتباس قوله ((قال))، فلو كانت أم المؤمنين سلام الله عليها هي القائلة لوجب أن يقال ((قالت)) وليس ((قال))، وأما الاقتباس الثاني فيحتمل أن يكون من كلامها رضي الله عنها وأرضاها، وأظن والله أعلم أنه ليس من كلامها أيضاً، بدليل التصريح في الحديثين الأول والثالث.
إذن كلام من هذا؟ هذا من كلام أحد الرواة الذين كانوا يشرحون الأحاديث في أثناء ذكرها لتلاميذهم، وأكبر هؤلاء الرواة هو عروة رحمه الله تعالى وهو تابعي، إذ ولد رحمه الله في أواخر خلافة عمر ، بمعنى أن أكبر الرواة لم يحضر الحادثة ليعلم أغضبت فاطمة رضي الله عنها أم لم تغضب، وهذا لا يطعن في كون صحيح البخاري صحيح، فصحيح البخاري اسمه " الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه "، فهو يتحدث عن رسول الله وليس عن فاطمة أو غيرها من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، فقول رسول الله ((لا نورث ما تركنا صدقة ...)) ثبتت صحته، وهذا الذي طلبه البخاري رحمه الله من إدخال هذا الحديث في صحيحه.
الآن على افتراض أن الاقتباس الثاني هو من قول أم المؤمنين عائشة، فما معنى " وجدت "؟ الوجد في العربية قد يعني الحزن وقد يعني الغضب، وعلى الرغم من أن سياق الكلام يرجح معنى الغضب لاقتران الفعل " وجد " بحرف الجر " على "، إلا أن معنى الحزن مقبول عقلاً، لأن علياً زوج فاطمة رضي الله عنهما كان فقيراً بل شديد الفقر، وكانت فاطمة رضي الله عنها تتعب من أعباء الأعمال المنزلية كما ثبت في الصحيحين وغيرهما، وأذكر رواية البخاري للاختصار، فعن علي ((أَنَّ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلاَمُ اشْتَكَتْ مَا تَلْقَى مِنَ الرَّحَى مِمَّا تَطْحَنُ، فَبَلَغَهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِسَبْيٍ، فَأَتَتْهُ تَسْأَلُهُ خَادِمًا، فَلَمْ تُوَافِقْهُ، فَذَكَرَتْ لِعَائِشَةَ، فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ عَائِشَةُ لَهُ، فَأَتَانَا، وَقَدْ دَخَلْنَا مَضَاجِعَنَا، فَذَهَبْنَا لِنَقُومَ، فَقَالَ: «عَلَى مَكَانِكُمَا». حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ قَدَمَيْهِ عَلَى صَدْرِي، فَقَالَ: «أَلاَ أَدُلُّكُمَا عَلَى خَيْرٍ مِمَّا سَأَلْتُمَاهُ، إِذَا أَخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُمَا فَكَبِّرَا اللَّهَ أَرْبَعًا وَثَلاَثِينَ، وَاحْمَدَا ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ، وَسَبِّحَا ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ، فَإِنَّ ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمَا مِمَّا سَأَلْتُمَاهُ»))، فلو لم تكن رضي الله عنها فقيرة جداً ولم تعلم الحديث لما ذهبت إلى أبي بكر من الأصل لكن فقر الحال وعدم علمها بالحديث دفعاها للذهاب لأبي بكر ، فلما علمت أنها لن تحصل على شيء يساعدها في مواجهة مشقة الحياة حزنت، وهذا كل ما في الأمر.
الآن سأفترض أن الاقتباس الثاني من كلام أمنا عائشة، وأن الوجد يعني الغضب، فما هو تسلسل الأحداث؟ بالعودة إلى الحديث نجد أن فاطمة رضي الله عنها غضبت فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت، والفاء تفيد الترتيب والتتابع في اللغة العربية، أي أن الغضب والهجران (ترك الأمر) وعدم الكلام تموا بشكل متتابع، أما الذي امتد إلى وقت الوفاة هو آخر فعل، أي عدم الكلام، وبكلمة أخرى أقول أن الغضب حدث لمدة قصيرة، تبعه مباشرة ترك طلبها من أبي بكر ، فهي لم تلح عليه، طلبت الإرث فأخبرها بمقال رسول الله ، فغضبت مباشرة بعد ذلك لمدة قصيرة، فتركت الأمر لمدة قصيرة، فلم تكلمه في الأمر إلى أن توفاها الله سبحانه.
ويدل أيضاً على أن فاطمة رضي الله عنها لم تغضب لمدة طويلة ما قاله تعالى في حق المنافقين، فالمنافقون يغضبون إن منعوا من الأموال، ويرضون إذا أعطوها، قال تعالى وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ ، وفاطمة رضي الله عنها ليست من المنافقين، فكيف ستغضب لأجل المال؟ قد تخطئ للحظات قليلة، فهذا من باب الأخطاء التي لا يؤاخذنا عليها الله طالما أنها تراجعت عن الأمر.
والإنسان بطبعه يخطئ ويصيب، وقد يغضب في أمر لا يستدعي الغضب، وطالما أنه تراجع عن غضبه هذا ولم يصر عليه فلا بأس فيما صدر عنه، ورسول الله أخبرنا بذلك عن نفسه، فقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها ((قَالَتْ: دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلَانِ فَكَلَّمَاهُ بِشَيْءٍ، لَا أَدْرِي مَا هُوَ فَأَغْضَبَاهُ، فَلَعَنَهُمَا، وَسَبَّهُمَا، فَلَمَّا خَرَجَا، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ مَنْ أَصَابَ مِنَ الْخَيْرِ شَيْئًا، مَا أَصَابَهُ هَذَانِ، قَالَ: "وَمَا ذَاكِ" قَالَتْ: قُلْتُ: لَعَنْتَهُمَا وَسَبَبْتَهُمَا، قَالَ: " أَوَ مَا عَلِمْتِ مَا شَارَطْتُ عَلَيْهِ رَبِّي؟ قُلْتُ: اللهُمَّ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، فَأَيُّ الْمُسْلِمِينَ لَعَنْتُهُ، أَوْ سَبَبْتُهُ فَاجْعَلْهُ لَهُ زَكَاةً وَأَجْرًا "))، رسول الله يدعو ربه ويقول ((اللهم إنما أنا بشر))، المعصوم نبي الله قال أن طبيعته بشرية، قد (و " قد " هنا للتقليل)، قد يلعن مسلماً أو يسبه لكونه بشر، ولرحمته صلى الله عليه وسلم بأمته دعا ربه ألا يقبل منه هذا السب أو اللعن، بل أن يجعله زكاة وأجراً، فإن كان هذا قد يصدر عن المعصوم رسول الله ، فمن باب أولى أن يصدر عمن هو أقل منه، من باب أولى أن يصدر عن فاطمة رضي الله عنها، من باب أولى أن تغضب لأنها بشر، لكنها لكونها بضعة رسول الله ومن أتقى الأتقياء فلن تصر على هذا، وهذا هو عين الأحاديث التي عندنا.
نأتي الآن إلى رواية الرافضة، بل إلى رواية الرافضة المخزية، فقد ذكر صاحب " إفادات من التاريخ " نقلاً عن " الإمامة والسياسة " ما يلي:
((موت فاطمة (عليها السلام) وهي غاضبة على أبي بكر:
س13 ـ هل حاولت إرضاء فاطمة (عليها السلام) بعد ذلك؟
ج ـ لقد حاولت، وجاءني عمر، فقلت له: انطلق بنا إلى فاطمة، فإنّا قد أغضبناها، فانطلقنا جميعاً إلى فاطمة، فلم تأذن لنا، فأتينا عليّاً فكلّمناه، فأدخلنا عليها، فلمّا قعدنا عندها حوّلت وجهها إلى الحائط، فسلّمنا عليها فلم ترّد السلام.
ثمّ قالت: "أرأيتكما إن حدّثتكما حديثاً عن رسول الله تعرفانه وتفعلان به"؟
قلنا: نعم.
فقلت: "نشدتكم الله، ألم تسمعا رسول الله يقول رضى فاطمة من رضاي، وسخط فاطمة من سخطي، فمن أحبّ فاطمة أبنتي فقد أحبّني ومن أرضى فاطمة فقد أرضاني، ومن أسخط فاطمة فقد أسخطني"؟
قلنا: نعم، سمعناه من رسول اللّه (صلى الله عليه وسلم).
قالت: "فإنّي أشهد الله وملائكته أنّكما أسخطتماني وما أرضيتماني، ولئن لقيت أبي لأشكونكما إليه، ثمّ قالت: والله لأدعون الله عليكم في كلّ صلاة أُصليها".)) ا.هـ
فهذه الرواية لا تصح لا نقلاً ولا عقلاً، بل وتطعن في الزهراء رضوان الله عليها.
فمن جهة النقل، فكتاب الإمامة والسياسة لا يعرف من هو كاتبه، هم ينسبونه زوراً وبهتاناً لابن قتيبة رحمه الله، لكن المحققين بينوا بوضوح لا يدع مجالاً للشك أنه لا يمكن أن يكون لابن قتيبة رحمه الله، فقالوا (وأنا أنقل هنا):
1- أن الذين ترجموا لابن قتيبة لم يذكر واحد منهم أنه ألّف كتاباً في التاريخ يُدعى الإمامة والسياسة، ولا نعرف من مؤلفاته التاريخية إلا كتاب المعارف، والكتاب الذي ذكره صاحب كشف الظنون باسم (تاريخ ابن قتيبة) والذي توجد نسخة منه بالخزانة الظاهرية بدمشق رقم (80) تاريخ.
2- أن المتصفح للكتاب يشعر أن ابن قتيبة أقام في دمشق والمغرب في حين أنه لم يخرج من بغداد إلا إلى دينور.
3- يخالف أموراً متفقاً عليها وكمثال على ذلك ما ذكره تحت عنوان ( إباية على كرم الله وجهه بيعة أبي بكر رضي الله عنه) يقول: (ثم إن علياً كرم الله وحهه أُتي به إلى أبي بكر وهو يقول أنا عبد الله وأخو رسوله فقيل له بايع أبا بكر فقال أنا أحق بهذا الأمر منكم لا أبايعكم وأنتم أولى بالبيعة لي). بينما الثابـت في كتـاب ابن قتيبـة المتفق على نسبته إليه وهو كتاب (الاختلاف في اللفظ والرد على الجهمية والمشبهة) على أنه يرمي الرافضة بالكفر وذلك لطعنهم بصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول ((… وقد رأيت هؤلاء أيضاً حين رأوا غلو الرافضة في حب عليّ وتقديمه على من قدمه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته عليه وادعاءهم له شركة النبي صلى الله عليه وسلم في نبوّته وعلم الغيب للأئمة من ولده وتلك الأقاويل والأمور السرية التي جمعت إلى الكذب والكفر إفراط الجهل والغباوة ورأوا شتمهم خيار السلف وبغضهم وتبرّؤهم منهم)) فكيف ينسب إليه بعد ذلك كتاب مشحونٌ بالطعن في الصحابة الكرام ؟!!!!
4- أن المنهج والأسلوب الذي سار عليه مؤلف الإمامة والسياسة يختلف تماماً عن منهج وأسلوب ابن قتيبة في كتبه التي بين أيدينا، ومن الخصائص البارزة في منهج ابن قتيبة أنه يقدم لمؤلفاته بمقدمات طويلة يبين فيها منهجه والغرض من مؤلفه، وعلى خلاف ذلك يسير صاحب الإمامة والسياسة، فمقدمته قصيرة جداً لا تزيد على ثلاثة أسطر هذا إلى جانب الاختلاف في الأسلوب، ومثل هذا النهج لم نعهده في مؤلفات ابن قتيبة.
5- يروي مؤلف الكتاب عن ابن أبي ليلى بشكل يشعر بالتلقي عنه، وابن أبي ليلى هذا هو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الفقيه قاضي الكوفة توفى سنة 148، والمعروف أن ابن قتيبة لم يولد إلا سنة 213 أي بعد وفاة ابن أبي ليلى بخمسة وستين عاماً !!!
6- حتى أن المستشرقين اهتموا بالتحقيق في نسبة الكتاب وأول من اهتم بذلك المستشرق (دي جاينجوس) في كتابه (تاريخ الحكم الإسلامي في أسبانيا) ومن ثم أيده الدكتور (ر. دوزي) في كتابه (التاريخ السياسي والأدبي لأسبانيا)، وذكر الكتاب كل من بروكلمان في تاريخ الأدب العربي، والبارون دي سلان في فهرست المخطوطات العربية بمكتبة باريس باسم أحـاديث الإمامـة والسياسة، ومـارغوليوس في كتابه دراسات عن المؤرخـين العرب، وقـرروا جميعـاً أن الكتاب منسوب إلى ابن قتيبة ولا يمكن أن يكون له.
7- أن الرواة والشيوخ الذين يروي عنهم ابن قتيبة عادة في كتبه لم يرد لهم ذكر في أي موضع من مواضع الكتاب.
8- يبدو من الكتاب أن المؤلف يروي أخبار فتح الأندلس مشافهة من أناس عاصروا حركة الفتح من مثل (حدثتني مولاة لعبد الله بن موسى حاصر حصنها التي كانت من أهله) والمعروف أن فتح الأندلس كان سنة 92 أي قبل مولد ابن قتيبة بنحو مائة وواحد وعشرين عاماً !!!!!
9- أن كتاب الإمامة والسياسة يشتمل على أخطاء تاريخية واضحة، مثل جعله أبا العباس والسفاح شخصيتين مختلفتين !!! وجعل هارون الرشيد الخلف المباشر للمهدي !!! واعتباره أن هارون الرشيد أسند ولاية العهد لابنه المأمون ومن ثـم لابنه الأمين !!! وإذا رجعنـا إلى كتـاب المعـارف لابن قتيبة نجده يمـدنا بمعلومـات صحيحـة عن السفـاح والرشيد تخالف ما ذكره صاحب الإمامة والسياسة.
10- أن في الكتـاب رواة لم يرو عنهم ابن قتيبة في كتاب من كتبه من مثل (أبي مريم وابن عفير).
11- تـرد في الكتـاب عـبارات ليسـت في مـؤلفـات ابـن قتيـبة نحـو (وذكـروا عن بعض المشيخة) (حدثنا بعض المشيخة) ومثل هـذه التراكيب بعيدة كل البعد عن أسلوب وعبارات ابن قتيبة ولم ترد في كتاب من كتبه.
12- من الملاحظ أن مؤلف الإمامة والسياسة لا يهتم بالتنسيق والتنظيم فهو يورد الخبر ثم ينتقل منه إلى غيره ثم يعود ليتم الخبر الأول، وهذه الفوضى لا تتفق مع نهج ابن قتيبة الذي يستهدف التنسيق والتنظيم.
13- أن مؤلف الإمامة والسياسة يروي عن اثنين من كبار علماء مصر وابن قتيبة لم يدخل مصر ولا أخذ عن هذين العالمين.
14- أن ابن قتيبة يحتل منزلة عالية لدى العلماء فهو عندهم من أهل السنة وثقة في علمه ودينه، يقول السلفي (كان ابن قتيبة من الثقات وأهل السنة) ويقول ابن حزم (كان ثقة في دينه وعلمه) وتبعه في ذلك الخطيب البغدادي ويقول عنه ابن تيمية (وإن ابن قتيبة من المنتسبين إلى أحمد وإسحاق والمنتصرين لمذاهب السنة المشهورة) وهو خطيب السنة كما أن الجاحظ خطيب المعتزلة. ورجـل هذه منزلته لدى رجـال العلم المحققين هل من المعقول أن يكون مؤلـف كتـاب الإمامـة والسياسة الذي شـوّه التاريخ وألصق بالصحـابة الكرام ما ليس فيهم ؟؟!!
-انتهى نقلي-
فهذه الرواية عندي بل وعند كل أهل السنة لا تساوي شيئاً.
ومن جهة العقل، ففيها الكثير من الطعون، منها على سبيل المثال:
1- أن فاطمة رضي الله عنها لم ترد السلام على من سلم عليها، وهذا الفعل مخالف لأمر الله عز وجل، فالله سبحانه وتعالى يقول في كتابه العزير وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا ، ولا يسع أحداً أن يخرج على شريعة الله سبحانه.
2- أن الحقد ملأ قلبها -حاشاها رضي الله عنها-، فأين هي من قوله تعالى وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا ؟ فهل من الأخوة ألا يعفو المسلم عن المسلم؟ ألم تقرؤوا قول الله عز وجل في وصف المتقين الذين أعدت لهم الجنة أنهم وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ، الله سبحانه يقول أن من يعفو عن الناس يكون من الأتقياء، والرافضة بروايتهم هذه يقولون أن المعصوم لا يعفو عن الناس، فأي مخالفة للقرآن الكريم وقع فيها القوم!!!
3- أن دليل خبث واضع الرواية واضح للعيان، فقد ادعى هذا الخبيث أن فاطمة رضي الله عنها قالت أنا سخطت على أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، فلماذا استعمل كلمة السخط ولم يستعمل غيرها؟ وأنا أجيب لأنه أخزاه الله إنما أراد أن يجعل فاطمة رضي الله عنها من المنافقين -حاشاها وغضب الله عليه-، والله سبحانه قال أن المنافقين وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ ، سخط وسخط، نفس الكلمة مستخدمة في الإثنين، وفي نفس الموضوع (موضوع المال)، فأسأل الله أن يعامل واضع هذه الرواية بما يستحق.

[غريب مسلم]

6- البيان الفصل في موقع الأدلة النقلية بدليل النقل والعقل.

لا تعارض بين النقل والعقل، فالعقل الصريح لن يخالف النقل الصريح، لكن ما دليل هذا من القرآن الكريم؟ وهل هنالك حجة للعقل حقاً؟
قال تعالى لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا [الأنبياء:22]، فهذا دليل عقلي جاء في دليل نقلي، فالله سبحانه حاجج المشركين بالعقل، فإن قال نصراني أو هندوسي أن السماوات والأرض لن تفسد إن كان فيها آلهة غير الله، قلنا له أن كلامه هذا يخالف العقل الصريح، فخلاصة القول أن الأدلة العقلية قائمة ويحاجج بها، ولن يخالف ذلك ما جاء في النقل، لأن الله كامل بأسمائه وصفاته، ولا يوجد في تلك الأسماء والصفات نقص، فلا يمكن أن يغفل الله سبحانه عن أمر كهذا ولا أقل منه مهما صغر، سبحانه وتعالى له الأسماء الحسنى.
لكن ما موقع العقل من النقل؟ بمعنى لو تعارض العقل مع النقل، فأيهما نتبع؟ الجواب في القرآن الكريم، فالله سبحانه وتعالى قال وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ، فمجرد أمره عليه الصلاة والسلام يوجب الاتباع، سواء أعقلنا الأمر أم لم نعقله، هكذا جاء أمر الله سبحانه، ومن رغب عنه هلك.
وهذا ليس الدليل الوحيد في القرآن الكريم، بل إن القرآن مليء بأدلة كهذه منها قوله تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ ، فالله سبحانه أمر بالرد إليه وإلى رسوله، ولم يأمر بالرد إلى العقول، بل إن التنازع في أي أمر مرده إما هوى وإما عقل، فلما كان الأمر بالرد إلى النقل، فالله سبحانه بذلك بين مكان العقل من النقل، وأن العقل لا يقدم على النقل بحال من الأحوال.
وأزيد بثالثة، فقد قال المولى عز وجل فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ، وهذه الآية كالتي قبلها، فما يشجر بين الناس مرده أما هوى وإما عقل، والله سبحانه نفى الإيمان عمن لم يحكم رسول الله (التقل)، ثم يقبل بهذا سواء أفهمه أم لم يفهمه، بل ويكون راضياً به، ولا يشترط أن يكون ذلك لأنه عقله، بل لأنه سلم أمره لله.
أكتفي بهذا القدر، والقرآن مليء لمن أراد أن يبحث.

[غريب مسلم]

7- فضح محاولة ضيفنا للهرب.

هذه استوفيت تماماً، والقرائ الكريم سيرى ذلك بمجرد قراءته للموضوع.

[غريب مسلم]

9- إعراب قوله تعالى إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً

ادعى ضيفنا أن " إنما " في آية التطهير تفيد حصر مفهوم أهل البيت بأصحاب الكساء، وهذا الكلام مردود لغة وعقلاً ومذهباً عند الرافضة، وسأبدأ من النهاية إلى البداية.
فهو مردود مذهباً عند الرافضة، فالرافضة يؤمنون بأن الأحاديث يجب أن تعرض على كتاب الله عز وجل، فما وافقها أخذوا به، وما عارضها تركوه، وعلى الرغم من أن هذه القاعدة باطلة ولا تصمد حتى أمام نفسها، فالله سبحانه قال وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ ولم يقل ((قاعرضوه على كتاب الله))، وقال تعالى فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ ، ولم يقل ((ردوه إلى الله وحده))، إلا أن الرافضة يتمسكون بهذه العبارة ويجملونها في عيون الناس، وكوننا ندينهم من أفواههم قلنا لهم أن آية التطهير يسبقها الكلام عن نساء النبي ، ويتبعها الكلام عن نساء النبي ، فحسب قاعدتهم هذه فعليهم أن يلقوا بحديث الكساء عرض الحائط لأن علياً والحسن والحسين رضوان الله عليهم أجمعين من الرجال، لكن يتحجج القوم بأن الله سبحانه قال في آية التطهير عنكم ، ولو كان المراد بأهل البيت النساء لوجبت أن تكون ((عنكن))، وهذا من سوء أو عدم معرفتهم باللغة العربية، فكلمة أهل كلمة جمع مذكرة يراد بها في الأصل المؤنث سواء بالإفراد أو التثنية أو الجمع، فأما التذكير والتأنيث فمثله " أسامة " و " عنترة " و " ربيعة "، فكلها كلمات مؤنثة يراد بها مذكر، وأما الإفراد والتثنية والجمع فمنه قوله تعالى قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ فالمخاطب هنا امرأة إبراهيم عليه السلام، وهي مؤنث مفرد، لكن الضمير المتصل بحرف الجر " على " كان الكاف مع الميم، أي الجمع المذكر.
وكلام ضيفنا مردود عقلاً، فلا يصح أن ألزم نصاً بما جاء في نص آخر إلا إن كان من باب التفسير، لكن الحالة هنا ليست تفسيراً، فحادثة الكساء ليست تفسيراً لآية التطهير، وإنما هي قصة حصلت واستخدم فيها رسول الله الآية.
وكلام ضيفنا مردود لغة، فـ " إنما " تعرب على أنها " إن " و " ما " وهي كافة ومكفوفة تفيد التوكيد والحصر، وقولنا كافة ومكفوفة يعني أن " ما " كفت عمل " إن "، فـ " إن " في الأصل تدخل على الجملة الإسمية، فتنصب المبتدأ وترفع الخبر، وتفيد التوكيد، ومثالها قوله صلى الله عليه وسلم ((إنما الأعمال بالنيات)) وفي رواية ((بالنية))، فالأصل هو جملة ((الأعمال بالنيات))، فـ " الأعمال " مبيتدأ مرفوع، وشبه الجملة " بالنيات " في محل رفع خبر، لكن لما أراد رسول الله أن يؤكد الأمر صار لزاماً وضع " إن " قبلها لتصبح ((إن الأعمال بالنيات))، فـ " الأعمال " اسم " إن " منصوب، وشبه الجملة " بالنيات " في محل رفع خبر " إن "، فلما أراد رسول الله أن يضيف على التوكيد الحصر قال ((إنما الأعمال بالنيات))، فعادت " الأعمال " مبتدأ مرفوع، وشبه الجملة " بالنيات " في محل رفع خبر.
مثال آخر وهو قوله تعالى إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ، فأصل الجملة المقدر كان ((يتقبل الله من المتقين))، و " إن " هنا لا تدخل على الجملة كونها فعلية، فإن أردنا جعلها اسمية قدرنا الكلام بما يوافقه ليصبح ((القبول للمتقين))، فـ " القبول " مبتدأ مرفوع، وشبه الجملة " للمتقين " في محل رفع خبر، وهذه يمكننا توكيدها بـ " إن " فتصبح ((إن القبول للمتقين))، و " القبول " هنا اسم " إن " منصوب، وشبه الجملة " للمتقين " في محل رفع خبر " إن "، فإن أردنا حصر القبول بأنه فقط من المتقين، حينها تصبح الجملة ((إنما القبول للمتقين))، و " القبول " مبتدأ مرفوع، وشبه الجملة " للمتقين " في محل رفع خبر، وهي نفس الجملة المقدرة الأولى، وعليه فلا مانع لغوي من العودة إلى الأصل، فنجد حينها قوله تعالى ماثل أمامنا إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ .
نفس الأمر الآن نطبقه على آية التطهير وهي قوله تعالى إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ، فالجملة في تقديرها ((إرادة الله إذهاب رجس وتطهير أهل البيت))، ولنختصرها أكثر وأكثر ((الإرادة في تطهير أهل البيت))، فـ " الإرادة " مبتدأ مرفوع، وشبه الجملة " في تطهير أهل البيت " في محل رفع خبر، و " تطهير " اسم مجرور وهو مضاف، و " أهل " في الجملة المقدرة مضاف إليه وهو مضاف أيضاً، و " البيت " مضاف إليه، وفي العربية يمكن أن نضيف " ال " التعريف للمضاف ونحذف المضاف إليه دون أن يتأثر المعنى، تماماً كما فعلنا سابقاً في تحويل ((إرادة الله)) إلى ((الإرادة))، فتصبح الجملة ((الإرادة في تطهير الأهل))، و "تطهير " هنا مضاف، و " الأهل " مضاف إليه، ونكررها ثانية لتصبح ((الإرادة في التطهير))، فـ " الإرادة " مبتدأ مرفوع، و " في التطهير " في محل رفع خبر، وهذه يمكننا توكيدها بـ " إن " فتصبح ((إن الإرادة في التطهير))، فـ " الإرادة " هنا اسم " إن " منصوب، وشبه الجملة " في التطهير " في محل رفع خبر " إن "، فإن أردنا حصر الإرادة من الأوامر والنواهي بأنها فقط في التطهير، حينها تصبح الجملة ((إنما الإرادة في التطهير))، و " الإرادة " مبتدأ مرفوع، وشبه الجملة " في التطهير " في محل رفع خبر، وهي نفس آخر جملة مقدرة، وعليه فلا مانع لغوي من العودة إلى الأصل، فنجد حينها قوله تعالى إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا .
لاحظ عزيزي القارئ أني قلت ((الإرادة من الأوامر والنواهي)) ولم أذكر أهل البيت، والسبب أن " أهل البيت " لم يردوا في آخر جملة مقدرة وهي ((الإرادة في التطهير)) التي يمكن أن تكون ((إرادة الله في تطهير أهل البيت))، ويمكن أن تكون ((إرادة الطبيب في تطهير الجرح))، ولأن الطبيب لف الجرح، فإرادته من لف الجرح في تطهيره، فكذلك لغوياً إرادة الله في الأوامر والنواهي تطهير أهل البيت، فالحصر هنا هو حصر الإرادة في الأوامر والنواهي في جعل أهل البيت مطهرين.
هذا الكلام كاف لرد شبهة ضيفنا، لكني أعلم علم اليقين أن الرافضة لا يفقهون العربية، وأنى لهم أن يفقهوها، لذلك سأفترض أن ضيفنا اعترض علي في جعلي " أهل " و " البيت " مضافاً إليه في أول جملة مقدرة، وأرد أن المعنى يستقيم بذلك، فإن عاند أكثر وأصر على أنها مرتبطة بـ " إنما "، سألناه ما إعراب " أهل " في الآية؟ وليلاحظ الجميع أن " أهل " في الآية منصوبة بالفتحة الظاهرة على آخرها، و " إنما " كافة ومكفوفة، فلا تنصب مبتدأ ولا ترفع خبر، فكيف صارت " أهل " منصوبة في الآية؟ هذه لن يجيب عليها ضيفنا ولو تركته سنين طويلة، لكني سأجيب على هذا السؤال وأقول أن " أهل " أما منصوبة على الاختصاص بحيث تكون الجملة ((إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس -أخص بذلك أهل البيت- ويطهركم تطهيراً))، أو أن تكون منادى مضاف منصوب وعلامة نصبه الفتحة، وأداة النداء محذوفة، بحيث تكون الجملة ((إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس -يا أهل البيت- ويطهركم تطهيراً))، وسواء أكان هذا أم ذلك فجملة " أهل البيت " معترضة يمكن حذفها دون أن يتأثر المعنى.
بل ووجدت في كتاب إعراب القرآن وبيانه للدرويش رحمه الله قوله ((وجملة إنما يريد تعليل لجميع ما تقدم)).
فهل بعد هذا يصح مقال ضيفنا في أن " إنما " في آية التطهير تفيد حصر مفهوم أهل البيت بأصحاب الكساء؟

وللحديث بقية إن كان في العمر بقية,

[أم معاوية]

اثبت لنا صحة حديث الكساء

سبق وشاهدت سقوط الشيعة في اثبات حديث الكساء ان كانت الذاكرة لم تخذلني فقد كان هناك شخص رافضي اسمه محب اهل البيت اشترطت عليه حينها ان لم يثبت حديث الكساء فانه سيتغير معرفه الى مبغض اهل البيت وقد نال القب بجدارة والان اثبت الرافضي الاخر ‏jon عدم قدرته على اثبات صحة حديثهم المزعوم((((((((((( يبدو ان هذا الموضوع سيزيل عن اعينهم النوم لعهود طويلة)))))))))))))
جزاكم الله كل خير شيخناغريب مسلم .