المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : النزول على حكم الرسول


حسين شوشة
2019-03-07, 10:41 PM
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد
جاء في كتاب أسباب النزول لأبي الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي
نزلت في الزبير بن العوام وخصمه حاطب بن أبي بلتعة ، وقيل : هو ثعلبة بن حاطب .
- أخبرنا أبو سعيد عبد الرحمن بن حمدان قال : أخبرنا أحمد بن جعفر بن مالك قال : حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا أبو اليمان قال : حدثنا شعيب عن الزهري قال : أخبرني عروة بن الزبير ، عن أبيه : أنه كان يحدث : أنه خاصم رجلا من الأنصار قد شهد بدرا ، إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - في شراج الحرة كانا يسقيان بها كلاهما ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - للزبير : اسق ثم أرسل إلى جارك ، فغضب الأنصاري وقال : يا رسول الله أن كان ابن عمتك ! فتلون وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم قال للزبير : " اسق ثم احبس الماء حتى يرجع إلى الجدر " فاستوفى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للزبير حقه . وكان قبل ذلك أشار على الزبير برأي أراد فيه سعة للأنصاري وله ، فلما أحفظ الأنصاري رسول الله استوفى للزبير حقه في صريح الحكم . قال عروة : قال الزبير : والله ما أحسب هذه الآية أنزلت إلا في ذلك : ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ) [ ص: 86 ] رواه البخاري عن علي بن عبد الله عن محمد بن جعفر عن معمر ، ورواه مسلم ، عن قتيبة ، عن الليث ، كلاهما عن الزهري .
- أخبرنا أبو عبد الرحمن بن أبي حامد قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن محمد الحافظ قال : حدثنا أبو أحمد محمد بن محمد بن الحسن الشيباني قال : حدثنا أحمد بن حماد [ بن ] زغبة قال : حدثنا حامد بن يحيى بن هانئ البلخي قال : حدثنا سفيان قال : حدثني عمرو بن دينار عن أبي سلمة ، عن أم سلمة : أن الزبير بن العوام خاصم رجلا فقضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للزبير ، فقال الرجل : إنما قضى له أنه ابن عمته . فأنزل الله تعالى : ( فلا وربك لا يؤمنون ) الآية .
وقال بن كثير في تفسير هذه الآية
==========================
وقوله : ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ) يقسم تعالى بنفسه الكريمة المقدسة : أنه لا يؤمن أحد حتى يحكم الرسول صلى الله عليه وسلم في جميع الأمور ، فما حكم به فهو الحق الذي يجب الانقياد له باطنا وظاهرا ; ولهذا قال : ( ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ) أي : إذا حكموك يطيعونك في بواطنهم فلا يجدون في أنفسهم حرجا مما حكمت به ، وينقادون له في الظاهر والباطن فيسلمون لذلك تسليما كليا من غير ممانعة ولا مدافعة ولا منازعة ، كما ورد في الحديث : " والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به " .
وقال الامام النسفي في تفسيرها
==========================
- فلا وربك أي: فوربك، كقوله: فوربك لنسألنهم [الحجر: 92] و "لا" مزيدة لتأكيد معنى القسم، وجواب القسم لا يؤمنون أو التقدير "فلا" أي: ليس الأمر كما يقولون، ثم قال: وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم فيما اختلف بينهم واختلط، ومنه: الشجر; لتداخل أغصانه. ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا ضيقا مما قضيت أي: لا تضيق صدورهم من حكمك، أو شكا; لأن الشاك في ضيق من أمره [ ص: 371 ] حتى يلوح له اليقين ويسلموا تسليما وينقادوا لقضائك انقيادا، وحقيقته: سلم نفسه له وأسلمها، أي: جعلها سالمة له، أي: خالصة، و "تسليما" مصدر مؤكد للفعل بمنزلة تكريره، كأنه قيل: وينقادوا لحكمك انقيادا لا شبهة فيه بظاهرهم وباطنهم. والمعنى: لا يكونون مؤمنين حتى يرضوا بحكمك وقضائك.
ويقول صاحب الظلال
================

فلا وربك.. لا يؤمنون.. حتى يحكموك فيما شجر بينهم، ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما .. فهذا هو شرط الإيمان وحد الإسلام.

ويقول لها: إن الذين يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت أي: إلى غير شريعة الله - لا يقبل منهم زعمهم أنهم آمنوا بما أنزل إلى الرسول وما أنزل من قبله. فهو زعم كاذب. يكذبه أنهم يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت:
هذا والله أعلم
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم