معاوية فهمي إبراهيم مصطفى
2019-08-25, 07:23 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :-
(( داء الجهل))
الجهل صفة ملازمة لكثير من النفوس؛ يقول ابن القيم رحمه الله: "وهذا السبب هو الغالب على أكثر النفوس"[1]. وهو داء عضال، وفيروس قاتل للإنسان في عقله وقلبه وجوارحه، ورزقه وصحته، وعلاقته بربه، وعلاقته بغيره، وعلاقته بالكون كله، بل هو أساس الشر وجماعه؛ قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وجماع الشر الجهل والظلم؛ قال الله تعالى: ﴿ وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ﴾"[2].
وهو شجرة سيئة تثمر كل اعتقاد وقول وفعل قبيح؛ يقول ابن القيم: "أما شجرة الجهل، فتثمر كل ثمرة قبيحة من الكفر والفساد والشرك والظلم، والبغي والعدوان والجزع والهلع، والكنود والعجلة والطيش والحدة، والفحش والبذاء، والشح والبخل، ومن ثمرته الغش للخلق والكبر عليهم، والفخر والخيلاء والعجب، والرياء والسمعة والنفاق، والكذب وإخلاف الوعد، والغلظة على الناس والانتقام، ومقابلة الحسنة بالسيئة والأمر بالمنكر والنهي عن المعروف، وترك القبول من الناصحين، وحب غير الله، ورجاؤه والتوكل عليه، وإيثار رضاه على رضاء الله، وتقديم أمره على أمر الله، والتماوت عند حق الله، والوثوق بما عند حق نفسه، والغضب لها والانتصار لها، فإذا انتهكت حقوق نفسه لم يقم لغضبه شيءٌ حتى ينتقم بأكثر من حقه، وإذا انتهكت محارم الله لم ينبض له عرق غضبًا لله فلا قوة في أمره، ولا بصيرة في دينه، ومن ثمرتها الدعوة إلى سبيل الشيطان، وإلى سلوك طريق الغي، واتباع الهوى وإيثار الشهوات على الطاعات، وقيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال، ووأد البنات، وعقوق الأمهات، وقطيعة الأرحام، وإساءات الجوار وركوب مراكب الخزي والعار، والشر بمجموعه شوك يجتنى من شجرة الجهل"[3].
وقد جاءت نصوص الكتاب والسنة بذم الجهل والتحذير منه، فقد بيَّن تعالى أن الجهل هو السبب في إعراض المعرضين عن دعوة الأنبياء والمرسلين، وأن الناس لجهلهم كذبوا بالرسل وبما جاؤوا به من الحق، يقول تعالى مخبرًا عن قول نوح لقومه: ﴿ وَيَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ ﴾ [هود: 29].
وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن ظهور الجهل وانتشاره، يعد من علامات قرب الساعة؛ فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أشراط الساعة: أن يرفع العلم، ويثبت الجهل"[4].
وعن شقيق قال: كنتُ مع عبدالله وأبي موسى، فقالا: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن بين يدي الساعة لأيامًا ينزل فيها الجهل, ويرفع العلم))[5].
وهذا الجهل الذي أخبر عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سيقع في الأمة يمكن أن يكون جهلًا بأمرين: الجهل بعلوم الشريعة، والجهل باللغة العربية.
أولًا: الجهل بعلوم الشريعة:
نجد أن الصحابة رضوان الله عليهم لَما علموا خطورة الجهل، حرصوا على تعليم الناس أمور دينهم، وعلى تلقين أبنائهم أصول الاعتقاد، وتوصيتهم بالتمسك بالسنة، فهذا ابن مسعود رضي الله عنه يقول موصيًا بتعلم العلم: "عليك بالعلم قبل أن يقبض، وقبضه أن يذهب أهله أو قال أصحابه[6]؛ إذ الجهل يقود أربابه إلى اعتناق الباطل، ورد الحق ومعاداته، والناظر لأهل الباطل يجدهم بعيدين عن استيعاب علوم الشريعة، جاهلين بفهم معانيها، ومعرفة قواعدها ومقاصدها، معرضين عن تتبُّع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنة الصحابة رضي الله عنهم؛ يقول ابن عبدالبر: "أهل البدع أجمع أضربوا عن السنة، وتأولوا الكتاب على غير ما بيَّنت السنة، فضلُّوا وأضلُّوا"[7].
ولجهلهم نجدهم عند مناظرتهم لأهل الحق العالمين بقول الله وقول رسوله، نجدهم ينقطعون ويحيدون في المناظرة بالمنقول من الكتاب والسنة، ويقرون على أنفسهم بذلك، وأنهم إنما يجيدون الرأي والنظر والقياس، فهذا بشر المريسي لما ناظر الإمام عبدالعزيز بن يحيى الكناني في مسألة خلق القرآن التي يدعيها بشر، وكانت المناظرة بحضرة الخليفة العباسي "المأمون"، أظهر بشر من الجهل بالقرآن والسنة الشيء الكثير، ولما حاد عن المناظرة بنص التنزيل، قال: عندي أشياء كثيرة إلا أنه (أي الإمام عبدالعزيز الكناني) يقول بنص التنزيل، وأنا أقول بالنظر والقياس، فليدع مناظرتي بنص التنزيل وليناظرني بغيره[8].
ولا عجب أن يكون هذا حال أهل الباطل من الجهل بالكتاب والسنة، والبعد عن تلقي العلم من السلف الصالح، وتصدرهم قبل استيعابهم لما قال الله وقال رسوله صلى الله عليه وسلم مع دخول الشبهات إليهم، فهذا واصل بن عطاء اعتزل حلقة الحسن البصري، وكوَّن له حلقة يرأسها يعلم فيها الناس رأيه فضل وأضل[9].
وهؤلاء الخوارج الأزارقة أول من أظهر البدع الزائدة فيهم رجل يقال له: عبدربه الكبير، وهو بائع رمان وعبدربه الصغير وهو معلم كتاب[10].
وهذا جهم بن صفوان يُسأل عن رجل طلق امرأته قبل أن يدخل بها، فيفتي بأن عليها العدة، فيخالف كتاب الله بجهله، فقد قال تعالى: ﴿ فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا ﴾ [النساء: 88].
والأمثلة والشواهد كثيرة قديما وحديثا.
ثانيًا: الجهل باللغة العربية: من الجهل الذي يؤدي إلى سوء فَهم نصوص الشريعة: الجهل باللغة العربية؛ لذا عُدَّ تعلُّمُ اللغة العربية من العلوم الواجب على المجتهد معرفتها؛ إذ علم اللغة العربية علم لا يحل الاجتهاد في الشريعة إلا بالاجتهاد فيه، فالمجتهد بلا بد مضطر إليه[11].
قال ابن عبدالبر رحمه الله: "ومما يستعان به على فَهم الحديث ما ذكرناه من العون على كتاب الله عز وجل، وهو العلم بلسان العرب ومواقع كلامها وسعة لغتها، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يكتب إلى الآفاق أن يتعلموا السنة والفرائض واللحن - يعني النحو - كما يتعلم القرآن[12].
ولقد كان عبدالله بن عمر رضي الله عنهما يضرب ولده على اللحن[13]، وما ذاك إلا لأن القرآن الكريم إنما نزل بلسان العرب على الجملة، وطلب فهمه إنما يكون من هذا الطريق خاصة[14].
وكثيرًا ما يقع الخطأ والاشتباه في فَهم النصوص الشرعية بسبب الجهل بلسان العرب؛ يقول الإمام الشافعي رحمه الله: "... إن القرآن نزل بلسان العرب دون غيره؛ لأنه لا يعلم من إيضاح جمل علم الكتاب أحد جهل سعة لسان العرب وكثرة وجوهه، وجماع معانيه وتفرُّقها، ومن علمه انتفت عنه الشُّبه التي دخلت على من جهل لسانها[15].
[1] هداية الحيارى، 2/ 244.
[2] مجموع الفتاوى، لابن تيمية 3/ 348.
[3] مفتاح دار السعادة، ص: 116.
[4] رواه البخاري ومسلم.
[5] رواه البخاري.
[6] شرح اعتقاد أهل السنة؛ لللالكائي: 1/ 78، والإبانة، لابن بطة: 1/ 333.
[7] جامع بيان العلم وفضله، للقرطبي: 2/ 1199.
[8] ينظر: الحيدة، لعبدالعزيز الكناني، ص: 80.
[9] ينظر: الفرق بين الفرق، للبغدادي، ص: 118.
[10] ينظر: مقالات الإسلاميين، لأبي الحسن الأشعري: 1/ 172.
[11] الموافقات، للشاطبي: 4/ 4849 بتصرف.
[12] جامع بيان العلم وفضله، للقرطبي: 2/ 1132.
[13] جامع بيان العلم وفضله، للقرطبي: 2/ 1132.
[14] الموافقات، للشاطبي: 2/ 319.
[15] الرسالة، للشافعي، ص: 50.
.alukah
§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :-
(( داء الجهل))
الجهل صفة ملازمة لكثير من النفوس؛ يقول ابن القيم رحمه الله: "وهذا السبب هو الغالب على أكثر النفوس"[1]. وهو داء عضال، وفيروس قاتل للإنسان في عقله وقلبه وجوارحه، ورزقه وصحته، وعلاقته بربه، وعلاقته بغيره، وعلاقته بالكون كله، بل هو أساس الشر وجماعه؛ قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وجماع الشر الجهل والظلم؛ قال الله تعالى: ﴿ وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ﴾"[2].
وهو شجرة سيئة تثمر كل اعتقاد وقول وفعل قبيح؛ يقول ابن القيم: "أما شجرة الجهل، فتثمر كل ثمرة قبيحة من الكفر والفساد والشرك والظلم، والبغي والعدوان والجزع والهلع، والكنود والعجلة والطيش والحدة، والفحش والبذاء، والشح والبخل، ومن ثمرته الغش للخلق والكبر عليهم، والفخر والخيلاء والعجب، والرياء والسمعة والنفاق، والكذب وإخلاف الوعد، والغلظة على الناس والانتقام، ومقابلة الحسنة بالسيئة والأمر بالمنكر والنهي عن المعروف، وترك القبول من الناصحين، وحب غير الله، ورجاؤه والتوكل عليه، وإيثار رضاه على رضاء الله، وتقديم أمره على أمر الله، والتماوت عند حق الله، والوثوق بما عند حق نفسه، والغضب لها والانتصار لها، فإذا انتهكت حقوق نفسه لم يقم لغضبه شيءٌ حتى ينتقم بأكثر من حقه، وإذا انتهكت محارم الله لم ينبض له عرق غضبًا لله فلا قوة في أمره، ولا بصيرة في دينه، ومن ثمرتها الدعوة إلى سبيل الشيطان، وإلى سلوك طريق الغي، واتباع الهوى وإيثار الشهوات على الطاعات، وقيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال، ووأد البنات، وعقوق الأمهات، وقطيعة الأرحام، وإساءات الجوار وركوب مراكب الخزي والعار، والشر بمجموعه شوك يجتنى من شجرة الجهل"[3].
وقد جاءت نصوص الكتاب والسنة بذم الجهل والتحذير منه، فقد بيَّن تعالى أن الجهل هو السبب في إعراض المعرضين عن دعوة الأنبياء والمرسلين، وأن الناس لجهلهم كذبوا بالرسل وبما جاؤوا به من الحق، يقول تعالى مخبرًا عن قول نوح لقومه: ﴿ وَيَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ ﴾ [هود: 29].
وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن ظهور الجهل وانتشاره، يعد من علامات قرب الساعة؛ فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أشراط الساعة: أن يرفع العلم، ويثبت الجهل"[4].
وعن شقيق قال: كنتُ مع عبدالله وأبي موسى، فقالا: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن بين يدي الساعة لأيامًا ينزل فيها الجهل, ويرفع العلم))[5].
وهذا الجهل الذي أخبر عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سيقع في الأمة يمكن أن يكون جهلًا بأمرين: الجهل بعلوم الشريعة، والجهل باللغة العربية.
أولًا: الجهل بعلوم الشريعة:
نجد أن الصحابة رضوان الله عليهم لَما علموا خطورة الجهل، حرصوا على تعليم الناس أمور دينهم، وعلى تلقين أبنائهم أصول الاعتقاد، وتوصيتهم بالتمسك بالسنة، فهذا ابن مسعود رضي الله عنه يقول موصيًا بتعلم العلم: "عليك بالعلم قبل أن يقبض، وقبضه أن يذهب أهله أو قال أصحابه[6]؛ إذ الجهل يقود أربابه إلى اعتناق الباطل، ورد الحق ومعاداته، والناظر لأهل الباطل يجدهم بعيدين عن استيعاب علوم الشريعة، جاهلين بفهم معانيها، ومعرفة قواعدها ومقاصدها، معرضين عن تتبُّع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنة الصحابة رضي الله عنهم؛ يقول ابن عبدالبر: "أهل البدع أجمع أضربوا عن السنة، وتأولوا الكتاب على غير ما بيَّنت السنة، فضلُّوا وأضلُّوا"[7].
ولجهلهم نجدهم عند مناظرتهم لأهل الحق العالمين بقول الله وقول رسوله، نجدهم ينقطعون ويحيدون في المناظرة بالمنقول من الكتاب والسنة، ويقرون على أنفسهم بذلك، وأنهم إنما يجيدون الرأي والنظر والقياس، فهذا بشر المريسي لما ناظر الإمام عبدالعزيز بن يحيى الكناني في مسألة خلق القرآن التي يدعيها بشر، وكانت المناظرة بحضرة الخليفة العباسي "المأمون"، أظهر بشر من الجهل بالقرآن والسنة الشيء الكثير، ولما حاد عن المناظرة بنص التنزيل، قال: عندي أشياء كثيرة إلا أنه (أي الإمام عبدالعزيز الكناني) يقول بنص التنزيل، وأنا أقول بالنظر والقياس، فليدع مناظرتي بنص التنزيل وليناظرني بغيره[8].
ولا عجب أن يكون هذا حال أهل الباطل من الجهل بالكتاب والسنة، والبعد عن تلقي العلم من السلف الصالح، وتصدرهم قبل استيعابهم لما قال الله وقال رسوله صلى الله عليه وسلم مع دخول الشبهات إليهم، فهذا واصل بن عطاء اعتزل حلقة الحسن البصري، وكوَّن له حلقة يرأسها يعلم فيها الناس رأيه فضل وأضل[9].
وهؤلاء الخوارج الأزارقة أول من أظهر البدع الزائدة فيهم رجل يقال له: عبدربه الكبير، وهو بائع رمان وعبدربه الصغير وهو معلم كتاب[10].
وهذا جهم بن صفوان يُسأل عن رجل طلق امرأته قبل أن يدخل بها، فيفتي بأن عليها العدة، فيخالف كتاب الله بجهله، فقد قال تعالى: ﴿ فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا ﴾ [النساء: 88].
والأمثلة والشواهد كثيرة قديما وحديثا.
ثانيًا: الجهل باللغة العربية: من الجهل الذي يؤدي إلى سوء فَهم نصوص الشريعة: الجهل باللغة العربية؛ لذا عُدَّ تعلُّمُ اللغة العربية من العلوم الواجب على المجتهد معرفتها؛ إذ علم اللغة العربية علم لا يحل الاجتهاد في الشريعة إلا بالاجتهاد فيه، فالمجتهد بلا بد مضطر إليه[11].
قال ابن عبدالبر رحمه الله: "ومما يستعان به على فَهم الحديث ما ذكرناه من العون على كتاب الله عز وجل، وهو العلم بلسان العرب ومواقع كلامها وسعة لغتها، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يكتب إلى الآفاق أن يتعلموا السنة والفرائض واللحن - يعني النحو - كما يتعلم القرآن[12].
ولقد كان عبدالله بن عمر رضي الله عنهما يضرب ولده على اللحن[13]، وما ذاك إلا لأن القرآن الكريم إنما نزل بلسان العرب على الجملة، وطلب فهمه إنما يكون من هذا الطريق خاصة[14].
وكثيرًا ما يقع الخطأ والاشتباه في فَهم النصوص الشرعية بسبب الجهل بلسان العرب؛ يقول الإمام الشافعي رحمه الله: "... إن القرآن نزل بلسان العرب دون غيره؛ لأنه لا يعلم من إيضاح جمل علم الكتاب أحد جهل سعة لسان العرب وكثرة وجوهه، وجماع معانيه وتفرُّقها، ومن علمه انتفت عنه الشُّبه التي دخلت على من جهل لسانها[15].
[1] هداية الحيارى، 2/ 244.
[2] مجموع الفتاوى، لابن تيمية 3/ 348.
[3] مفتاح دار السعادة، ص: 116.
[4] رواه البخاري ومسلم.
[5] رواه البخاري.
[6] شرح اعتقاد أهل السنة؛ لللالكائي: 1/ 78، والإبانة، لابن بطة: 1/ 333.
[7] جامع بيان العلم وفضله، للقرطبي: 2/ 1199.
[8] ينظر: الحيدة، لعبدالعزيز الكناني، ص: 80.
[9] ينظر: الفرق بين الفرق، للبغدادي، ص: 118.
[10] ينظر: مقالات الإسلاميين، لأبي الحسن الأشعري: 1/ 172.
[11] الموافقات، للشاطبي: 4/ 4849 بتصرف.
[12] جامع بيان العلم وفضله، للقرطبي: 2/ 1132.
[13] جامع بيان العلم وفضله، للقرطبي: 2/ 1132.
[14] الموافقات، للشاطبي: 2/ 319.
[15] الرسالة، للشافعي، ص: 50.
.alukah
§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§