المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السلوك المزعج للأولاد كيف نفهمه؟ وكيف نعالجه؟ (1)


معاوية فهمي إبراهيم مصطفى
2019-08-26, 03:50 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :-
(( السلوك المزعج للأولاد كيف نفهمه؟ وكيف نعالجه؟ ))
كيف نفهمه؟ وكيف نعالجه؟

من أخطر التَّحدِّيات التي تقابل المربِّيَ، سواء كان أبًا أو أمًّا أو معلِّمًا: التعامل مع السلوك المزعِج بصورةٍ تربوية سليمة، ونحن في هذه المقالات نتكلَّم عن الأسباب الرئيسة للسلوك المزعج بصورة سهلة وميسَّرةٍ تثبُت في ذهن القارئ، وتُوقِفُه على منافذِ السلوك المزعج، وكيف يتعامل معه؛ فنظرةُ الآباء والأمهات إلى السلوك المزعج تزيد من تعقيده، فيغلُب على المجتمع سُوءُ النظر إلى السلوك المزعج؛ لهذا نحتاج أن نتعرض أولًا لهذا السؤال: كيف تنظر إلى السلوك المزعج؟



البعضُ يغلب عليه نظرة:

• الواجهة الاجتماعية:

كثيرًا ما تظهر في اللقاءات الاجتماعية مع صدورِ بعضِ سلوكيات الأبناء المزعجة، فيسيطر على عقل الأب أو الأم: "ما هو شكلي أمام الناس؟ ماذا سيقولون عني وعن أولادي؟"، فينتج عن هذا ردُّ فعلٍ خاطئ من المربي، هدفُه فيه وجاهةُ نفسه فقط، وليس علاجَ ابنه أو تقويمه.



• عين القاضي:

أن ينشغلَ المربي بوصف الأبناء بالسلوك المزعج؛ فيقول: "أنت كذَّاب"، فينشغل بالحكم عن العلاج، ويكرِّر في عقل الطفل نعتًا سيئًا عن نفسه، فيرى نفسَه بعين أبيه كذَّابًا.



• النموذج الوحيد:

نسمعُها من بعض الأمهات: "ابني هذا الوحيد الذي أتعبني، كلُّ الأطفال والأبناء جيدون إلا ابني هذا"، وينسى المربي أن الخطأَ سمةٌ للجنس البشري عامة؛ كما قال نبيُّنا: ((كلُّ ابنِ آدمَ خطَّاء))، وإذا عرضنا عليه مشاكلَ الأولاد التي نتعرض لها، عرف فضلَ الله عليه، وأن ابنه كغيره من الأولاد.



• نظرة الانتقام:

أن يتعاملَ مع السلوك المزعج كأنه أمرٌ شخصي؛ تشتكي الأم أن ابنها يكذِب عليها، فنقول: إن الكذبَ مشكلة تُعالَج بكذا وكذا، فتقول: المشكلة أنه يكذب عليَّ، فكأن مشكلتَها ليست في الكذب؛ لكن مشكلة شخصية.



كل هذه النظرات تُعقِّد من شأن التعامل مع السلوك المزعج، وتزيد الأمرَ سوءًا؛ لكن النظرةَ المُرضية التي نحتاج أن ننظرَ بها قبل أن نعرض الأسبابَ الكبرى للسلوك المزعج هي نظرةُ الطبيب، نعم، نظرة الطبيب الذي لا يعادي المريضَ؛ بل يعادي المرض.

نعم، الطبيبُ الذي يحفِّز ويشجع على تناول الدواء.

نعم، الطبيب الذي يحترم المريض.



إذا لم نُعدِّل نظرتَنا للسلوك المزعج، فسيصعُب أن نخطوَ خطوة للأمام؛ فالسلوك المزعج عند الأطفال أشبهُ بقلعة لها عدة أبواب ومنافذَ يتسلَّل منها السلوكُ المزعج، ويعتبر دورُ المربي هو تأمين هذه الأبواب والنوافذ التي سنتعرض لها بالتفصيل.



إن فَهم هذه الأسبابِ يوفِّر مجهودًا كبيرًا في الاطلاع على الكتب التي عالجت السلوكَ المزعج بصورةِ نصائحَ لا تثبت في عقل القارئ، ولم تستوفِ كلَّ السلوكيات المزعجة.

كما أن فهم هذه الأسباب سيحمي المربيَ من الممارَساتِ غير السليمة التي تهدِم أكثرَ مما تبني لدى أبنائنا.



ويُعدُّ المربي الواعي بحُسن التعامل مع السلوك المزعج حائزًا لثُلُثِ العملية التربوية؛ إذ إن التربيةَ بناءٌ ووقاية وعلاج، فإذا جهِلَ المربي التعاملَ مع السلوك المزعج، جهل ثلث التربية، وللسلوك المزعج خطورةٌ تجعلنا ننتبه في التعامل معه، ويرجع ذلك إلى عدة أسباب:

• أن السلوك المزعج يُعدُّ مفترقَ طرق؛ إما أن يستجيبَ المربي له استجابةً تربوية سليمة تقلل من تَكراره أو تمنعه تمامًا، أو يستجيبَ استجابة خاطئة تؤدي إلى تكرار السلوك أو تضخُّمه في المستقبل.



• أن السلوك الحسن لا يحتاج إلى مجهود؛ فغالبُ الآباء يقوم بدعمه ويسعد به؛ بينما يحتاج السلوك المزعج إلى فَهم وصبر، فيظهر احترافُ المربي في تعامله مع السلوك المزعج.



• أن السلوك المزعج لا يسلَم منه أحدٌ من أبنائنا؛ بل قد يعد علامةً على تطوره وتقدمه؛ لأن بعضَ السلوكيات المزعجة قد تكون من صفات السنِّ؛ كالاهتمام بالمظهر، والمبالغة في سن المراهقة.



• أن غالبَ الآباء يسلُك المسلك الأسهل في مواجهة السلوك المزعج؛ لكنه ليس الأصوب؛ فقد يواجه السلوك المزعج بالضرب أو الصُّراخ، فكثرةُ النماذج الخاطئة يجعل التعاملَ مع السلوك المزعج بصورة سليمة تحدِّيًا لا يُستهان به.



• أن غالبَ الكتب التي تعرضت للكلام عن السلوك المزعج إنما قدَّمت نصائحَ وتوجيهات متفرقة لا تثبت في عقل القارئ، ولم تقدِّمْ فَهمًا عامًّا يشتمل على الأسباب الرئيسة في السلوك المزعج.



• أن واقع أبنائنا وواقعَ مجتمعاتِنا يُحتِّم على المربي امتلاكَ فنياتٍ وأساليبَ لا تزيد الأمراضَ والمشاكل لدى أبنائنا.

§§§§§§§§§§§§§§§§§