المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الطوائف الثلاثة


معاوية فهمي إبراهيم مصطفى
2024-09-22, 10:22 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :ـــ
(( الطوائف الثلاثة ))
لقد ذكرَ اللهُ سبحانهُ و تعالى أحوالِ الطوائفِ الثلاثة في كتابه ِالعزيز في سورة الواقعة ألآآآا و هُم:

١) المقربين، ٢) وأصحابِ اليمين، ٣) والمُكذِبِينَ الضالين، في أول سورة الواقعة.
قائلاً:{ فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ * فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ * وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ * فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ * وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ * فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ * وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ * فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ } .
*و مُلخص تفسير هذهِ الأيات*
فقال:{ فَأَمَّا إِنْ كَانَ } أيَّ الميت {مِنَ الْمُقَرَّبِينَ} وهم الذينَ أدّْوا الواجِباتِ والمُستحباتِ، وتركوا المُحرماتِ والمُكروهاتِ وفضول المُبِياحات.

فـلهم { رَوْحٌ } أيَّ: راحةٌ وطمأنينةٌ، وسرورٌ وبهجة، ونعيم القلبِ والروح، { وَرَيْحَانٌ } وهو إسمٌ جامعٌ لكلِ لذةٍ بَدَنِيةٍ، من أنواعِ المآكِل والمشاربِ وغيرهما، وقيل: الريحانُ هو الطيبُ المعروف، فَيكونُ تعبيراً بنوعِ الشيءِ عن جِنسهِ العام .

{ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ } جامعةٌ للأمرينِ كليهما، فيها ما لا عَينٌ رأت، ولا أذُنٌ سَمِعت، ولا خَطرَ على قَلبِ بشر، فَيُبشرِ المُقربون عِند الإحتِضار بِهذهِ البُشارة، التي تَكادُ تطيرُ مِنها الأرواح من الفرحِ والسرور.

[ وقولهُ:]{وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ} وهُم الذين أَدَّوا الواجِبات وتَركوا المُحرمات، و [إن] حَصلَ منهم التقصير في بَعضِ الحقُوق التي لا تَخلُ بتوحِيدهم وإِيمانهم، فـيقال لأَحدِهم: {سَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ} أي: سلام حَاصلٌ لكَ من إِخوانِك أَصحابِ اليمين أي: يُسّلمون عليهِ ويحيونهُ عِندَ وصُولهِ إِليهم ولقائِهم لَهُ، أو يُقال لَهُ: سَلامٌ لكَ من الآفاتِ والبلياتِ والعَذاب، لأنَّكَ من أصحابِ اليمين، الذين سَلِمُوا من الذنوبِ المُوبقات.

{ وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ } أي: الذِين كَذَّبوا بالحقِ وضَلّوا عن الهدى.
{ فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ } أي: ضِيافتهم يومَ قدومِهم على ربِّهم تصليةُ الجحيم التي تُحيطُ بِهم، وتَصلُ إلى أفئدتهم، وإذا إِستغاثوا من شِدَّةِ العطشِ والظمأ { يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا } .

{ إِنَّ هَذَا } الذي ذكرهُ اللهُ سبحانهُ و تعالى، من جزاءِ العبادِ بأعمالِهم، خَيرُها وشَرُها، وتفاصيلُ ذلك { لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ} أي: الذي لا شَكَّ فيهِ ولا مِرية، بل هو الحقُّ الثابت الذي لا بُدَّ من وقُوعِهِ، وقد أشهد اللهُ عِبادهُ الأدِّلة القواطع على ذلك، حتى صارَ عند أولي الألبابِ كأنَّهم ذائِقون لهُ مُشاهِدون لهُ فحمدوا الله تعالى على ما خَصَّهم بهِ من هذهِ النعمة العظيمة، والمنحة الجسيمة.

ولهذا قال اللهُ سبحانهُ و تعالى: { فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ } فسُبحانَ ربِّنا العظيم، وتعالى وتَنزَه عَمَّا يقولُ الظالمون والجاحِدون عُلوَّا كبيرا.
والحمدُ للهِ رَبِّ العالمين حَمدا كثيراً طيباً مباركاً فيهِ.
إعداد و تحضير الفقير إلى رحمةِ الله،
أخيكم في الله: معاوية فهمي إبراهيم.
§§§§§§§§§§§§§