hamdochi
2010-11-28, 12:49 AM
:بس:
ينقسم الحديث من حيث القبول والرد إلى ثلاثة أقسام وهى الصحيح، والحسن والضعيف
1 - الصحيـــــح :والحديث الصحيح نوعان : صحيح لذاته وصحيح لغيره.أولا : الصحيح لذاتــــه : هو ما اتصل سنده بنقل العدل الضابط ضبطاً تاماً من مبدأ السند إلى منتهاه من غير شذوذ ولا علة قادحة، وعرفه الإمام النووى بقوله : هو مااتصل سنده بالعدول الضابطين من غير شذوذ ولا علة .ويتضح من هذا التعريف أنه يشترط فى الحديث الصحيح اتصال السند من أوله إلى منتهاه، وعدالة الرواة، وتمام الضبط سواء كان ضبط صدر أم ضبط كتاب، وعدم الشذوذ وعدم وجود علة قادحة فى صـحة الحــديث ، فإذا اخــتل شــرط من هذه الشــروط فلا يسمى الحديث حينئذ صحيحا . مثالــــه:ما رواه البخارى من طريق الأعرج عن أبى هريرة عن النبى :ص: أنه قال : ( لولا أن أشق على أمتى أو على الناس لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة ) .ثانيا: الصحيح لغيره : هو ما اتصل سنده بنقل العدل الضابط ضبطاً غير تام، عن العدل الضابط ولو ضبطاً غير تام، من مبدأ السند إلى منتهاه من غير شذوذ ولا علة قادحة ، وروى بطريق آخر مساو أو راجح أو روى بأكثر من طريق .وسمى صحيحاً لغيره لأن الصحة تأتيه من غيره وذلك لعدم تمام ضبطه ، فإما أن يروى من طريق آخر يساوى طريقه أو أعلى منه، أو أنه يوافق آية من كتاب الله تعالى أو بعض أصول الشريعة، وإما أن يتلقاه علماء الحديث بالقبول .مثالـــــه :حديث محمد بن عمرو عن أبى سلمة عن أبى هريرة أن رسول الله r قال : (لولا أن أشق على أمتى لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة) فمحمد بن عمرو بن علقمة لم يكن من أهل الإتقان، فالحديث من هذه الجهة حسن لذاته صحيح لغيره لأنه روى من طريقة أخرى، فالفرق بين الصحيح لذاته والصحيح لغيره أن الأول يشترط فيه الضبط التام بخلاف الثانى .مراتب الحديث الصحيح :1- ماكان عليه البخارى ومسلم لتلفُى الأمة لكتابيهما بالقبول.2- ما انفرد به البخارى . 3- ما انفرد به مسلم . 4- ما كان على شرطيهما ولم يخرجاه . 5- ما كان على شرط البخارى ولم يخرجه . 6- ما كان على شرط مسلم ولم يخرجه . 7- ما صح عند غيرهما من الأئمة كابن خزيمة وابن حبان مما لم يكن على شرطهما
الكتب المصنفة فى الصحيح : من الكتب المصنفة فى الصحيح، صحيح البخارى، وصحيح مسلم ، ومستدرك الحاكم ، وصحيح ابن حبان، وصحيح ابن خزيمة .2 - الحديث الحســـــــن:وينقسم إلى نوعين الحسن لذاته، والحسن لغيره .أولا: الحسن لذاته :هو ما اتصل سنده بنقل العدل الضابط ضبطاً غير تام من مبدأ السند إلى منتهاه من غير شذوذ ولا علة قادحة.مثالــــه : ما رواه الترمذى من حديث محمد بن عمرو عن أبى سلمة عن أبى هريرة رضى الله عنه قال : (لولا أن أشق على أمتى لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة) وذلك بقطع النظر عن طريق الأعرج الذى روى مثالا للصحيح لذاته .ثانيا: الحسن لغيـره :هو الحديث الضعيف إذا تعددت طرقه، ولم يكن ضعفه فسق الراوى أو كذبه ، أو هو ما فقد شرطاً آخر أو أكثر من شروط الحسن لذاته غير شرطى كثرة الخطأ أو الاتصاف بفسق غير أنه روى من طريق آخر بمثله أو نحوه .مثالـــه : ما رواه الترمـــذى عن هـشـيم عـن يزيـد بن أبى زياد عن عبد الرحمن بن أبى ليلى عن البراء مـرفـوعا : (حق على المسـلمين أن يغتسلوا يوم الجمعة وليمس أحدهم من طيب أهله ، فإن لم يجد فالماء طيب). فهشيم ضعيف لتدليسه، لكن لما تابعه أبو يحى التميمىكان حسناً لغيره. ومنه ما رواه الترمذى أيضا وحسّنه من طريق شعبة عن عاصم ابن عبيد الله عن عبد الله بن عمرو بن ربيعة عن أبيه أن امرأة من بنى فزارة تزوجت على نعلين فقال رسول الله r : (أرضيتى من نفسك ومالك بنعلين قالت: نعم، فأجاز) ، قال الترمذى: وفى الباب عن عمر وأبى هريرة وعائشة وأبى حدرد، فعاصم ضعيف لسوء حفظه وقد حسن له الترمذى هذا الحديث لمجيئه من غير وجه.مظان الحسنة: ومن الكتب التى يكثر وجود الحديث الحسن فيها جامع الترمذى فهو أصل فى معرفة الحسن ، وسنن أبى داود ، وسنن الدارقطنى ، وسنن النسائى، وابن ماجة، وسنن الدارمى، ومسند الإمام أحمد، ومسند أبى داود الطيالسى، ومسند إسحاق بن راهوية، ومسند أبى يعلى الموصلى، وكتب البيهقى، وكتب الطبرانى، ومصنف عبد الرازق، وغيرها. الاحتجاج بالحديث الحسن : إذا كان الحديث حسن لذاته صح الاحتجاج به، أما الحسن لغيره فيبحث فى الجـابر له فإن كان يرفع قصوره صح الاحتـجاج به وإلا فلا .وجه الجمع بين الحسن والصحة فى حديث واحد:أكثر الترمذى من استعمال هذه العبارات الأربعة: صحيح غريب، حـسن غـريب، وحسن صحيح، وحسـن صحيـح غريب، وإذا كان الصحيح غير الحسن فكيف يجمع بينهما فى حديث واحد مع أن الأول أعلى درجة من الثانى؟قال ابن الصلاح: فإذا رُوِىَ الحديث الواحد بإسنادين أحدهما إسناد حسن، والآخر إسناد صحيح استقام أن يُقَالَ فيه إنه حديث حسن صحيح أى إنه حسن بالنسبة إلى إسناد، صحيح بالنسبة إلى إسناد آخر.والتحقيق فى العبارات الأربع: أن الحديث إذا روى بإسناد واحد وقد بلغ الصحة قال الترمذى: (صحيح غريب، فإذا كان دون الصحة لكنه ليس بضعيف وهو الحسن لذاته فإنه يقول (حسن غريب) وقد يريد غرابة السند لا المتن، وإذا تعدد الإسناد وبلغ الحديث درجة الصحة قال (حسن صحيح) أى أنه صحيح خرج عن حد الغرابة.وإذا كان فى بعض طرقه غرابة قال (حسن صحيح غريب) والمعنى على ما ذكرنا فى حسن صحيح، وإذا كان الحــديث الذى قال فيه حسن صحيح غريب مرويا بإسناد فــرد فإنه يبـين ذلك التفرد والكلام على تقدير (أو) للـتردد فيه بين الحسن والصـحيح والله أعلم .3 - الضعيـــــــف :وهو القسم الثالث مـن أنواع الحديث ، وهو ما لم تجتمــع فـيه صفـات الصـحيح ولا صفات الحسن، أو هو ما فقد شرطاً أو أكثر من شروط الحسن لذاته ولم يرو من وجه آخـــر، أو روى مــن وجه آخر أو أكثر لكنــه لم ينجبر بهــا ما فيــه مـن نقــص.مثالـــه: ما رواه الترمذى عن حكيم الأثرم عن أبى تميمة الهجيمى عن أبى هريرة عن النبى :ص: قال : ( من أتى حائض أو أمرأة فى دبرها أو كاهنا فقـد كفر بما أنزل على محمد ) ، قال الترمذى لا نعرف هذا الحديث إلا من حديث حكيم الأثرم عن أبى تميمة الهيجمى عن أبى هريرة، ثم قال وضعفه محمد - يعنى البخارى - من قبل إسناده، وضعف إسناده من قبل حكيم الأثرم فقد ضعفه العلماء، قال البخارى : لا يتابع فى حديثه.ومثاله أيضا ما رواه الترمذى عن حماد بن سلمة عن أيوب عن محمد بن سيرين عن أبى هريرة أراه رفعه قال : ( أحبب حبيبك هونا ما، عسى أن يكون بغيضك يوما ما، وأبغض بغيضك هونا ما، عسى أن يكون حبيبك يوماً ما )، فهذا الحديث ضعيف قال فيه الترمذى: حديث غريب لا نعرفه بهذا الإسناد إلا من هذا الوجه.مراتب الحديث الضعيف : تتفاوت مراتب الحديث الضعيف بحسب شدة ضعف رواته وخفته، أو بحسب فقد الصفات ، فكلما كان فيه فقد صفة أشد اعتبارا كان أضعف مما فقد صفة أقل منها فى الاعتبار . قال الحاكم فى معرفة علوم الحديث ( إن أوهى أسانيد أهل البيت عمرو بن شمر عن جابر الجعفى عن الحارث الأعور عن على سمعت على بن عمر الحافظ يحكى عن بعض شيوخه قال : حضر نضلة مجلس أبى همام السكونى فقال أبو همام : حدثنا أبى، قال : ثنا عمرو عن جابر فقال نضلة : أنت وأبوك وعمرو وجابر !! الله الله إن صبرنا !! وخرج من المجلس . وأوهى أسانيد الصديق صدقة بن موصى الدقيقى عن فرقة السبخى عن مرة الطيب عن أبى بكر الصديق، وأوهى أسانيد العمريين : محمد بن القاسم بن عبد الله بن عمرو بن حفص بن عاصـم بن عمـرو عن أبـيه عن جـدّه، فإن محمـدا والقاسم وعبد الله لم يحتج بهم، وأوهى أسانيد أبى هريرة: السر بن إسماعيل عن داود ابن يزيد الأودى عن أبيه عن أبى هريرة . وأوهى أسـانيد عائشة : نسخـة عـند البصـريين عن الحارث ابن شبل عن أم النعمان الكندية عن عائشة ،وأوهى أسانيد عبد الله ابن مسعود : شريك عن أبى فزارة عن أبى زيد عن عبد الله، إلا أن أبا فزارة راشد بن كيسان كوفى ثقة ، وأوهى أسانيد أنس: داود بن المحبر بن قحذم عن أبيه عن إبان بن أبى عباس عن أنس .وأوهى أسانيد المكيين : عبدالله بن ميمون القداح عن شهاب بن خراش عن إبراهيم بن يزيد الخوزى عن عكرمة عن ابن عباس، وأوهى أسانيد اليمانيين : حفص بن عمر العدنى عن الحكم بن إبان عن عكرمة عن ابن عباس، وأوهى أسانيد المصريين: أحمد بن محمـد الحجـاج بن رشـدين بن سعد عن أبيــه عـن جــده عـن قــرة بن عبد الرحمن بن حيوبل عن كل من روى عنه . وأوهى أسانيد الشاميين: محمد بن قيس المصلوب عن عبيد الله ابن زحر عن على بن يزدي عن القاسم عن أبى أمامة، وأوهى أسانيد الخراسانين: عبدالله بن عبدالرحمن بن مليحة عن نهشل بن سعيد عن الضاحك عن ابن عباس .حكم العمل بالحديث الضعيـف :الحديث الضعيف إما أن يكون ضعيفاً لا يجبر ضعفه، وإما أن يجبر ضعفه، فالنوع الأول لا يجوز العمل به سواء منه ما يتعلق بالعقائد والأحكام، أو ما تعلق بفضائل الأعمال وذلك باتفاق علماء الحديث.أما النوع الثانى فقد اختلف العلماء فى حكم العمل به: فمنهم من قال لا يعمل به مطلقاً، ومنهم يحيى بن معين، والبخارى، ومسلم، وهذا ما ذهب إليه ابن عربى فقيه المالكية، وأبو شامة المقدسى من فقهاء الشافعى وعليه ابن حزم، وذلك لأن الأحاديث الضعيفة ليست ثابتة عن رسول الله :ص:، والدين لا يثبت إلا بالقرآن أو بحديث ثابت و الحق معهم.ومنهم من قال يعمل بها مطلقاً، ومنهم الإمام أبو حنيفة، والشافعى ومالك والنسائى وأبو داود وتعليلهم لما ذهبوا إليه أن الحديث الضعيف أحب إليهم من رأى الرجال ومن القياس، ومنهم من قال يعمل بها فى فضائل الأعمال والترغيب والترهيب ولا يعمل بها فى الأحكام ومن هؤلاء الإمام أحمد بن حنبل، وابن مهدى وابن المبارك. ومنهم من قال يعمل به فى فضائل الأعمال بشرط أن تكثر طرقه المعتبرة، وأن يندرج تحـت أصـل معمـول به فى الـدين ، وأن لا يعتقد العامل به صحة نسبه إلى النبى r ، ومن هؤلاء العلماء أبو الحسن القطان، والحافظ ابن حجر.مظان الحديث الضعيف :من الكتب التى صنفت فى الضعفاء كتاب الضعفاء لابن حبان، وكتاب ميزان الاعتدال للذهبى فإنهم يذكرون أمثلة للأحاديث الضعيفة، ومن الكتب التى يكثر فيها ذكر الأحاديث الضعيفة معاجم الطبرانى - الكبير والأوسط والصغير - وكتاب الأفراد للدارقطنى، وتصانيف الخطيب البغدادى، وكتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء لأبى نعيم الأصبهانى، ومسند أبى يعلى، ومصنف عبد الرازق، ومصنف أبى بكر بن أبى شيبة، وكتب الطحاوى، وكتاب الضعفاء لابن حبان، وكتب الديلمى، وكتب ابن عساكر، وكتب الطيالسى.
ينقسم الحديث من حيث القبول والرد إلى ثلاثة أقسام وهى الصحيح، والحسن والضعيف
1 - الصحيـــــح :والحديث الصحيح نوعان : صحيح لذاته وصحيح لغيره.أولا : الصحيح لذاتــــه : هو ما اتصل سنده بنقل العدل الضابط ضبطاً تاماً من مبدأ السند إلى منتهاه من غير شذوذ ولا علة قادحة، وعرفه الإمام النووى بقوله : هو مااتصل سنده بالعدول الضابطين من غير شذوذ ولا علة .ويتضح من هذا التعريف أنه يشترط فى الحديث الصحيح اتصال السند من أوله إلى منتهاه، وعدالة الرواة، وتمام الضبط سواء كان ضبط صدر أم ضبط كتاب، وعدم الشذوذ وعدم وجود علة قادحة فى صـحة الحــديث ، فإذا اخــتل شــرط من هذه الشــروط فلا يسمى الحديث حينئذ صحيحا . مثالــــه:ما رواه البخارى من طريق الأعرج عن أبى هريرة عن النبى :ص: أنه قال : ( لولا أن أشق على أمتى أو على الناس لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة ) .ثانيا: الصحيح لغيره : هو ما اتصل سنده بنقل العدل الضابط ضبطاً غير تام، عن العدل الضابط ولو ضبطاً غير تام، من مبدأ السند إلى منتهاه من غير شذوذ ولا علة قادحة ، وروى بطريق آخر مساو أو راجح أو روى بأكثر من طريق .وسمى صحيحاً لغيره لأن الصحة تأتيه من غيره وذلك لعدم تمام ضبطه ، فإما أن يروى من طريق آخر يساوى طريقه أو أعلى منه، أو أنه يوافق آية من كتاب الله تعالى أو بعض أصول الشريعة، وإما أن يتلقاه علماء الحديث بالقبول .مثالـــــه :حديث محمد بن عمرو عن أبى سلمة عن أبى هريرة أن رسول الله r قال : (لولا أن أشق على أمتى لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة) فمحمد بن عمرو بن علقمة لم يكن من أهل الإتقان، فالحديث من هذه الجهة حسن لذاته صحيح لغيره لأنه روى من طريقة أخرى، فالفرق بين الصحيح لذاته والصحيح لغيره أن الأول يشترط فيه الضبط التام بخلاف الثانى .مراتب الحديث الصحيح :1- ماكان عليه البخارى ومسلم لتلفُى الأمة لكتابيهما بالقبول.2- ما انفرد به البخارى . 3- ما انفرد به مسلم . 4- ما كان على شرطيهما ولم يخرجاه . 5- ما كان على شرط البخارى ولم يخرجه . 6- ما كان على شرط مسلم ولم يخرجه . 7- ما صح عند غيرهما من الأئمة كابن خزيمة وابن حبان مما لم يكن على شرطهما
الكتب المصنفة فى الصحيح : من الكتب المصنفة فى الصحيح، صحيح البخارى، وصحيح مسلم ، ومستدرك الحاكم ، وصحيح ابن حبان، وصحيح ابن خزيمة .2 - الحديث الحســـــــن:وينقسم إلى نوعين الحسن لذاته، والحسن لغيره .أولا: الحسن لذاته :هو ما اتصل سنده بنقل العدل الضابط ضبطاً غير تام من مبدأ السند إلى منتهاه من غير شذوذ ولا علة قادحة.مثالــــه : ما رواه الترمذى من حديث محمد بن عمرو عن أبى سلمة عن أبى هريرة رضى الله عنه قال : (لولا أن أشق على أمتى لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة) وذلك بقطع النظر عن طريق الأعرج الذى روى مثالا للصحيح لذاته .ثانيا: الحسن لغيـره :هو الحديث الضعيف إذا تعددت طرقه، ولم يكن ضعفه فسق الراوى أو كذبه ، أو هو ما فقد شرطاً آخر أو أكثر من شروط الحسن لذاته غير شرطى كثرة الخطأ أو الاتصاف بفسق غير أنه روى من طريق آخر بمثله أو نحوه .مثالـــه : ما رواه الترمـــذى عن هـشـيم عـن يزيـد بن أبى زياد عن عبد الرحمن بن أبى ليلى عن البراء مـرفـوعا : (حق على المسـلمين أن يغتسلوا يوم الجمعة وليمس أحدهم من طيب أهله ، فإن لم يجد فالماء طيب). فهشيم ضعيف لتدليسه، لكن لما تابعه أبو يحى التميمىكان حسناً لغيره. ومنه ما رواه الترمذى أيضا وحسّنه من طريق شعبة عن عاصم ابن عبيد الله عن عبد الله بن عمرو بن ربيعة عن أبيه أن امرأة من بنى فزارة تزوجت على نعلين فقال رسول الله r : (أرضيتى من نفسك ومالك بنعلين قالت: نعم، فأجاز) ، قال الترمذى: وفى الباب عن عمر وأبى هريرة وعائشة وأبى حدرد، فعاصم ضعيف لسوء حفظه وقد حسن له الترمذى هذا الحديث لمجيئه من غير وجه.مظان الحسنة: ومن الكتب التى يكثر وجود الحديث الحسن فيها جامع الترمذى فهو أصل فى معرفة الحسن ، وسنن أبى داود ، وسنن الدارقطنى ، وسنن النسائى، وابن ماجة، وسنن الدارمى، ومسند الإمام أحمد، ومسند أبى داود الطيالسى، ومسند إسحاق بن راهوية، ومسند أبى يعلى الموصلى، وكتب البيهقى، وكتب الطبرانى، ومصنف عبد الرازق، وغيرها. الاحتجاج بالحديث الحسن : إذا كان الحديث حسن لذاته صح الاحتجاج به، أما الحسن لغيره فيبحث فى الجـابر له فإن كان يرفع قصوره صح الاحتـجاج به وإلا فلا .وجه الجمع بين الحسن والصحة فى حديث واحد:أكثر الترمذى من استعمال هذه العبارات الأربعة: صحيح غريب، حـسن غـريب، وحسن صحيح، وحسـن صحيـح غريب، وإذا كان الصحيح غير الحسن فكيف يجمع بينهما فى حديث واحد مع أن الأول أعلى درجة من الثانى؟قال ابن الصلاح: فإذا رُوِىَ الحديث الواحد بإسنادين أحدهما إسناد حسن، والآخر إسناد صحيح استقام أن يُقَالَ فيه إنه حديث حسن صحيح أى إنه حسن بالنسبة إلى إسناد، صحيح بالنسبة إلى إسناد آخر.والتحقيق فى العبارات الأربع: أن الحديث إذا روى بإسناد واحد وقد بلغ الصحة قال الترمذى: (صحيح غريب، فإذا كان دون الصحة لكنه ليس بضعيف وهو الحسن لذاته فإنه يقول (حسن غريب) وقد يريد غرابة السند لا المتن، وإذا تعدد الإسناد وبلغ الحديث درجة الصحة قال (حسن صحيح) أى أنه صحيح خرج عن حد الغرابة.وإذا كان فى بعض طرقه غرابة قال (حسن صحيح غريب) والمعنى على ما ذكرنا فى حسن صحيح، وإذا كان الحــديث الذى قال فيه حسن صحيح غريب مرويا بإسناد فــرد فإنه يبـين ذلك التفرد والكلام على تقدير (أو) للـتردد فيه بين الحسن والصـحيح والله أعلم .3 - الضعيـــــــف :وهو القسم الثالث مـن أنواع الحديث ، وهو ما لم تجتمــع فـيه صفـات الصـحيح ولا صفات الحسن، أو هو ما فقد شرطاً أو أكثر من شروط الحسن لذاته ولم يرو من وجه آخـــر، أو روى مــن وجه آخر أو أكثر لكنــه لم ينجبر بهــا ما فيــه مـن نقــص.مثالـــه: ما رواه الترمذى عن حكيم الأثرم عن أبى تميمة الهجيمى عن أبى هريرة عن النبى :ص: قال : ( من أتى حائض أو أمرأة فى دبرها أو كاهنا فقـد كفر بما أنزل على محمد ) ، قال الترمذى لا نعرف هذا الحديث إلا من حديث حكيم الأثرم عن أبى تميمة الهيجمى عن أبى هريرة، ثم قال وضعفه محمد - يعنى البخارى - من قبل إسناده، وضعف إسناده من قبل حكيم الأثرم فقد ضعفه العلماء، قال البخارى : لا يتابع فى حديثه.ومثاله أيضا ما رواه الترمذى عن حماد بن سلمة عن أيوب عن محمد بن سيرين عن أبى هريرة أراه رفعه قال : ( أحبب حبيبك هونا ما، عسى أن يكون بغيضك يوما ما، وأبغض بغيضك هونا ما، عسى أن يكون حبيبك يوماً ما )، فهذا الحديث ضعيف قال فيه الترمذى: حديث غريب لا نعرفه بهذا الإسناد إلا من هذا الوجه.مراتب الحديث الضعيف : تتفاوت مراتب الحديث الضعيف بحسب شدة ضعف رواته وخفته، أو بحسب فقد الصفات ، فكلما كان فيه فقد صفة أشد اعتبارا كان أضعف مما فقد صفة أقل منها فى الاعتبار . قال الحاكم فى معرفة علوم الحديث ( إن أوهى أسانيد أهل البيت عمرو بن شمر عن جابر الجعفى عن الحارث الأعور عن على سمعت على بن عمر الحافظ يحكى عن بعض شيوخه قال : حضر نضلة مجلس أبى همام السكونى فقال أبو همام : حدثنا أبى، قال : ثنا عمرو عن جابر فقال نضلة : أنت وأبوك وعمرو وجابر !! الله الله إن صبرنا !! وخرج من المجلس . وأوهى أسانيد الصديق صدقة بن موصى الدقيقى عن فرقة السبخى عن مرة الطيب عن أبى بكر الصديق، وأوهى أسانيد العمريين : محمد بن القاسم بن عبد الله بن عمرو بن حفص بن عاصـم بن عمـرو عن أبـيه عن جـدّه، فإن محمـدا والقاسم وعبد الله لم يحتج بهم، وأوهى أسانيد أبى هريرة: السر بن إسماعيل عن داود ابن يزيد الأودى عن أبيه عن أبى هريرة . وأوهى أسـانيد عائشة : نسخـة عـند البصـريين عن الحارث ابن شبل عن أم النعمان الكندية عن عائشة ،وأوهى أسانيد عبد الله ابن مسعود : شريك عن أبى فزارة عن أبى زيد عن عبد الله، إلا أن أبا فزارة راشد بن كيسان كوفى ثقة ، وأوهى أسانيد أنس: داود بن المحبر بن قحذم عن أبيه عن إبان بن أبى عباس عن أنس .وأوهى أسانيد المكيين : عبدالله بن ميمون القداح عن شهاب بن خراش عن إبراهيم بن يزيد الخوزى عن عكرمة عن ابن عباس، وأوهى أسانيد اليمانيين : حفص بن عمر العدنى عن الحكم بن إبان عن عكرمة عن ابن عباس، وأوهى أسانيد المصريين: أحمد بن محمـد الحجـاج بن رشـدين بن سعد عن أبيــه عـن جــده عـن قــرة بن عبد الرحمن بن حيوبل عن كل من روى عنه . وأوهى أسانيد الشاميين: محمد بن قيس المصلوب عن عبيد الله ابن زحر عن على بن يزدي عن القاسم عن أبى أمامة، وأوهى أسانيد الخراسانين: عبدالله بن عبدالرحمن بن مليحة عن نهشل بن سعيد عن الضاحك عن ابن عباس .حكم العمل بالحديث الضعيـف :الحديث الضعيف إما أن يكون ضعيفاً لا يجبر ضعفه، وإما أن يجبر ضعفه، فالنوع الأول لا يجوز العمل به سواء منه ما يتعلق بالعقائد والأحكام، أو ما تعلق بفضائل الأعمال وذلك باتفاق علماء الحديث.أما النوع الثانى فقد اختلف العلماء فى حكم العمل به: فمنهم من قال لا يعمل به مطلقاً، ومنهم يحيى بن معين، والبخارى، ومسلم، وهذا ما ذهب إليه ابن عربى فقيه المالكية، وأبو شامة المقدسى من فقهاء الشافعى وعليه ابن حزم، وذلك لأن الأحاديث الضعيفة ليست ثابتة عن رسول الله :ص:، والدين لا يثبت إلا بالقرآن أو بحديث ثابت و الحق معهم.ومنهم من قال يعمل بها مطلقاً، ومنهم الإمام أبو حنيفة، والشافعى ومالك والنسائى وأبو داود وتعليلهم لما ذهبوا إليه أن الحديث الضعيف أحب إليهم من رأى الرجال ومن القياس، ومنهم من قال يعمل بها فى فضائل الأعمال والترغيب والترهيب ولا يعمل بها فى الأحكام ومن هؤلاء الإمام أحمد بن حنبل، وابن مهدى وابن المبارك. ومنهم من قال يعمل به فى فضائل الأعمال بشرط أن تكثر طرقه المعتبرة، وأن يندرج تحـت أصـل معمـول به فى الـدين ، وأن لا يعتقد العامل به صحة نسبه إلى النبى r ، ومن هؤلاء العلماء أبو الحسن القطان، والحافظ ابن حجر.مظان الحديث الضعيف :من الكتب التى صنفت فى الضعفاء كتاب الضعفاء لابن حبان، وكتاب ميزان الاعتدال للذهبى فإنهم يذكرون أمثلة للأحاديث الضعيفة، ومن الكتب التى يكثر فيها ذكر الأحاديث الضعيفة معاجم الطبرانى - الكبير والأوسط والصغير - وكتاب الأفراد للدارقطنى، وتصانيف الخطيب البغدادى، وكتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء لأبى نعيم الأصبهانى، ومسند أبى يعلى، ومصنف عبد الرازق، ومصنف أبى بكر بن أبى شيبة، وكتب الطحاوى، وكتاب الضعفاء لابن حبان، وكتب الديلمى، وكتب ابن عساكر، وكتب الطيالسى.