حامـ المسك ـل
2011-03-26, 02:14 PM
بســـم اللــه الرحمـــن الرحيـــــم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين نبينا محمد عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة وأتم التسليم .
وبعد : لا يخفى على طالب العلم أن للعلماء رحمهم الله في حكم رواية المبتدع مذاهب عدة :
أولــــــــــــــــــــــها: ترك الرواية عن من كُفِّرَ ببدعته على خلاف بينهم رحمهم الله في المكفرات .
ثانيـــــــــــــــــها: لا تقبل رواية المبتدع مطلقاً, وهذا مذهب ابن سيرين, ويحكى عن مالك, وابن عيينة, والحميدي, وآخرين.
ثالثـــــــــــــــــها: يرخص في رواية المبتدع مطلقاً, ما لم يتهم بالكذب.
رابعــــــــــــــــها: يروى للمبتدع, ما لم يكن داعية, وهذا يحكى عن ابن المبارك, وابن مهدي, وقول لأحمد, وهو مذهب ابن حبان رحمه الله في مقدمة صحيحه.
خامسها: ترك الرواية عن الغلاة, سواء كانوا دعاة أم لا, ويروى عن غيرهم.
سادسها: يروى عن المبتدع, الذي لا تخرجه بدعته عن الإسلام, ما لم يكن داعية, أو يروي ما يؤيد بدعته.
سابعــــــها: يروى عن كل مبتدع, ما لم تخرجه بدعته عن الإسلام, وما لم يكن الأصل في أهل البدعة الكذب, كغلاة الرافضة, فلم يكن الأئمة رحمهم الله يخرجون لأحد من الاثني عشرية شيئاً, لأن الأصل فيهم الكذب مطلقا.
وقد انبرى سلفنا الصالح رحمهم الله للوضاعين والكذابين فتتبعوا أحوال الرواة وتفقدوا مروياتهم وحكموا على كل منها بما هي أهله .
ومن بين أولئك الذين نقبوا عنهم وحكموا عليهم رجال تشيعوا ، أو اتهموا به، فاستدعى ذلك بيان أحوا لهم والوقوف على أخبارهم .
فتعاقبت عليهم الأجيال جيلا بعد جيل منهم من اتفق عليه , ومنهم من اختلف في أمره وكل ذلك معلوم ومدروس في مظانه, لكن الحاجة لا تزال تدعوا إلى بيان بعضه وإظهار ما تناثر منه لعوامل تختلف باختلاف الأماكن والأزمان .
تعيش الأمة هذه الأيام أزمات مد وجزر يتداول الخصوم فيها أمورا عدة لعل من أهمها أن كتب السنة المتقدمين تروى عن الشيعة وهذا يجعل وثوق الرواية عن الشيعة المعاصرين سهل المنال , والحقيقة أن هذا كذب لأمور :
الــأول : أن اصطلاح التشيع والشيعة عند المتقدمين لا ينطبق على الشيعة المعاصرين بحال.
الثانــــي: أن بعض أولئك الذين وصفوا بالتشيع إنما رموا به ولا علاقة لهم به من قريب ولا بعيد .
الثالث: أن من روي عنه من الشيعة الغلاة تعاقبت عليه الأقلام جرحا وتعديلا.
ومن هذا المنطلق يطيب لي أن أجمع أسماء من تشيع أو رمي بالتشيع ممن جاء ذكرهم في كتب السنة وسأتناولهم بعد التمهيد في فصلين .
الأول فيمن روى له الشيخين وروى له البخاري في الأدب المفرد.
الثاني في بقية رواة الشيعة في كتب السنة مرتبا على حروف المعجم.
* تمهيــد:
أولا : التشيع في عرف المتقدمين ليس كتشيع المعاصرين الذين تبجحوا بردة الصحابة وانقلابهم على أعقابهم وإظهار البراءة منهم ووجوب لعنهم وسبهم , وقذفوا أزواج النبي صلى الله عليه وسلم بالزنا والفجور ونسبوا إلى الصحابة وآل البيت غرائب القول والفعل.
فالتشيع في عرفهم لا يعدوا تفضيل على بعض الصحابة كعثمان رضي الله عنهم وأرضاهم جميعا وفي ذلك قال الحافظ رحمه الله :( التشيع في عرف المتقدمين هو اعتقاد تفضيل علي على عثمان وأن عليا كان مصيبا في حروبه وأن مخالفه مخطئ مع تقديم الشيخين وتفضيلهما وربما اعتقد بعضهم أن عليا أفضل الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا كان معتقد ذلك ورعا دينا صادقا مجتهدا فلا ترد روايته بهذا لاسيما إن كان غير داعية وأما التشيع في عرف المتأخرين فهو الرفض المحض فلا تقبل رواية الرافضي الغالي ولا كرامة) .
ثانيا: أن الشيعة في الصحيحين قل أن يروى لهم إلا في التعليقات أو التراجم أو باقتران مع روايات أخرى أصح فيكون عليها الاعتماد لا على رواية الشيعي .
وفي ذلك قال الحافظ بن حجر رحمه الله تعالى : ( البخاري يرى أن الانقطاع علة فلا يخرج ما هذا سبيله إلا في غير أصل موضوع كتابه كالتعليقات والتراجم) [1]
ولنأخذ على سبيل المثال للتوضيح مثالا واحدا هو : حديث عباد بن يعقوب الرواجني في صحيح البخاري.
قال بن حجر رحمه الله في التقريب: ( حديثه في البخاري مقرون) [2]
قلت : نعم ساقه رحمه الله مقرونا برواية أبي عمرو الشيباني وهو ثقة ثبت .
فقال في الأولي:
* حدثني سليمان حدثنا شعبة ، عن الوليد وحدثني عباد بن يعقوب الأسدي ، أخبرنا عباد بن العوام ، عن الشيباني ، عن الوليد بن العيزار ، عن أبي عمرو الشيباني ، عن ابن مسعود ، رضي الله عنه ، أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم (أي الأعمال أفضل قال الصلاة لوقتها وبر الوالدين ثم الجهاد في سبيل الله)[3]
1) هدي الساري لابن حجر : 1/8.
2) تقريب التهذيب:2/291.
3) صحيح البخاري .
حمل الملف كاملا بتنسيق وورد
((هنــا)) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=93579&d=1338235439)
وشكرا
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين نبينا محمد عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة وأتم التسليم .
وبعد : لا يخفى على طالب العلم أن للعلماء رحمهم الله في حكم رواية المبتدع مذاهب عدة :
أولــــــــــــــــــــــها: ترك الرواية عن من كُفِّرَ ببدعته على خلاف بينهم رحمهم الله في المكفرات .
ثانيـــــــــــــــــها: لا تقبل رواية المبتدع مطلقاً, وهذا مذهب ابن سيرين, ويحكى عن مالك, وابن عيينة, والحميدي, وآخرين.
ثالثـــــــــــــــــها: يرخص في رواية المبتدع مطلقاً, ما لم يتهم بالكذب.
رابعــــــــــــــــها: يروى للمبتدع, ما لم يكن داعية, وهذا يحكى عن ابن المبارك, وابن مهدي, وقول لأحمد, وهو مذهب ابن حبان رحمه الله في مقدمة صحيحه.
خامسها: ترك الرواية عن الغلاة, سواء كانوا دعاة أم لا, ويروى عن غيرهم.
سادسها: يروى عن المبتدع, الذي لا تخرجه بدعته عن الإسلام, ما لم يكن داعية, أو يروي ما يؤيد بدعته.
سابعــــــها: يروى عن كل مبتدع, ما لم تخرجه بدعته عن الإسلام, وما لم يكن الأصل في أهل البدعة الكذب, كغلاة الرافضة, فلم يكن الأئمة رحمهم الله يخرجون لأحد من الاثني عشرية شيئاً, لأن الأصل فيهم الكذب مطلقا.
وقد انبرى سلفنا الصالح رحمهم الله للوضاعين والكذابين فتتبعوا أحوال الرواة وتفقدوا مروياتهم وحكموا على كل منها بما هي أهله .
ومن بين أولئك الذين نقبوا عنهم وحكموا عليهم رجال تشيعوا ، أو اتهموا به، فاستدعى ذلك بيان أحوا لهم والوقوف على أخبارهم .
فتعاقبت عليهم الأجيال جيلا بعد جيل منهم من اتفق عليه , ومنهم من اختلف في أمره وكل ذلك معلوم ومدروس في مظانه, لكن الحاجة لا تزال تدعوا إلى بيان بعضه وإظهار ما تناثر منه لعوامل تختلف باختلاف الأماكن والأزمان .
تعيش الأمة هذه الأيام أزمات مد وجزر يتداول الخصوم فيها أمورا عدة لعل من أهمها أن كتب السنة المتقدمين تروى عن الشيعة وهذا يجعل وثوق الرواية عن الشيعة المعاصرين سهل المنال , والحقيقة أن هذا كذب لأمور :
الــأول : أن اصطلاح التشيع والشيعة عند المتقدمين لا ينطبق على الشيعة المعاصرين بحال.
الثانــــي: أن بعض أولئك الذين وصفوا بالتشيع إنما رموا به ولا علاقة لهم به من قريب ولا بعيد .
الثالث: أن من روي عنه من الشيعة الغلاة تعاقبت عليه الأقلام جرحا وتعديلا.
ومن هذا المنطلق يطيب لي أن أجمع أسماء من تشيع أو رمي بالتشيع ممن جاء ذكرهم في كتب السنة وسأتناولهم بعد التمهيد في فصلين .
الأول فيمن روى له الشيخين وروى له البخاري في الأدب المفرد.
الثاني في بقية رواة الشيعة في كتب السنة مرتبا على حروف المعجم.
* تمهيــد:
أولا : التشيع في عرف المتقدمين ليس كتشيع المعاصرين الذين تبجحوا بردة الصحابة وانقلابهم على أعقابهم وإظهار البراءة منهم ووجوب لعنهم وسبهم , وقذفوا أزواج النبي صلى الله عليه وسلم بالزنا والفجور ونسبوا إلى الصحابة وآل البيت غرائب القول والفعل.
فالتشيع في عرفهم لا يعدوا تفضيل على بعض الصحابة كعثمان رضي الله عنهم وأرضاهم جميعا وفي ذلك قال الحافظ رحمه الله :( التشيع في عرف المتقدمين هو اعتقاد تفضيل علي على عثمان وأن عليا كان مصيبا في حروبه وأن مخالفه مخطئ مع تقديم الشيخين وتفضيلهما وربما اعتقد بعضهم أن عليا أفضل الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا كان معتقد ذلك ورعا دينا صادقا مجتهدا فلا ترد روايته بهذا لاسيما إن كان غير داعية وأما التشيع في عرف المتأخرين فهو الرفض المحض فلا تقبل رواية الرافضي الغالي ولا كرامة) .
ثانيا: أن الشيعة في الصحيحين قل أن يروى لهم إلا في التعليقات أو التراجم أو باقتران مع روايات أخرى أصح فيكون عليها الاعتماد لا على رواية الشيعي .
وفي ذلك قال الحافظ بن حجر رحمه الله تعالى : ( البخاري يرى أن الانقطاع علة فلا يخرج ما هذا سبيله إلا في غير أصل موضوع كتابه كالتعليقات والتراجم) [1]
ولنأخذ على سبيل المثال للتوضيح مثالا واحدا هو : حديث عباد بن يعقوب الرواجني في صحيح البخاري.
قال بن حجر رحمه الله في التقريب: ( حديثه في البخاري مقرون) [2]
قلت : نعم ساقه رحمه الله مقرونا برواية أبي عمرو الشيباني وهو ثقة ثبت .
فقال في الأولي:
* حدثني سليمان حدثنا شعبة ، عن الوليد وحدثني عباد بن يعقوب الأسدي ، أخبرنا عباد بن العوام ، عن الشيباني ، عن الوليد بن العيزار ، عن أبي عمرو الشيباني ، عن ابن مسعود ، رضي الله عنه ، أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم (أي الأعمال أفضل قال الصلاة لوقتها وبر الوالدين ثم الجهاد في سبيل الله)[3]
1) هدي الساري لابن حجر : 1/8.
2) تقريب التهذيب:2/291.
3) صحيح البخاري .
حمل الملف كاملا بتنسيق وورد
((هنــا)) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=93579&d=1338235439)
وشكرا