ابن النعمان
2012-01-10, 10:19 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
المستشرقين تحامل وانصاف ..مرجعية وضمير
كلام بعض المستشرقين المتحاملين على الاسلام لا يمكن ان يؤخذ به اذا كان هناك ما يضحده من البعض الاخر ممن التزم الموضوعية والانصاف وتخلى عن العصبية والبغض والحقد والكراهية للاسلام والمسلمين ولله الحمد هذاما يحدث بالفعل فمحمد صلى الله عليه وسلم عند مايكل هارت هو أعظم عظماء التاريخ بينما الاسلام هو دين الفطرة والتسامح كما قرر هبيرد شان حاكم المستعمرات الفرنسية في إفريقيا وغيره من رجال العلم والفكر, اما ما قيل فى القرآن فيكفينا ما قاله الطبيب الفرنسى موريس بوكاى كنتيجة لمقدمة من البحوث المضنية والمقارنات مقررا فى نهايتها بان الكتب السابقة للقرآن لا تزن أكثر من اية من آياته , وهناك الكثير من الشهادات الغربية المنصفة التى قيلت فى حضارتنا الاسلامية " انتُزعت من أقلام مفكرين غربيين درسوا الإسلام فراعهم جماله ، وأعجبتهم مبادئه ، ولكنهم لم يُنزلوا قناعاتهم من سماء العقل إلى أرض القلب ، ولم يسقوها بماء الوجدان ، فلم تنمُ غراسها ولم تثمر !
وفشلوا في أن يحوّلوا الاقتناع بالحق إلى اعتناق له ، والإعجاب بالإسلام إلى عقيدة تجري في العروق ، نعم لم يبقَ أمامهم إلا ضربة معول واحدة كي يصلوا إلى النبع الثّر الزلال ، فلم يفعلوا ..
حاموا وهم الظّماء حول الماء ولم ينهلوا !!
وإنما أعرض أقوالهم لأولئك المهزومين أمام الغرب ، الذين لا يشربون الكأس الرويّة إلا إذا كانت بيد غربية ! ولا يجرعون الدواء إلا من تلك الصيدلية !!
على أن بعض هذه العبارات كانت في سياقها شَرَكاً نُصب للعقل المسلم ، ولا حرج علينا – "أظن – إن لقطنا الحبة ، ومزقنا الشبكة ، وطرنا بسلام" .
(حضارتنا في عيون الغربيين - د.عبد المعطي الدالاتي)
ولا عجب فى ان تظهر هذه الفئة من المنصفين كنتيجة لتحرر الانسان من بعض اغلاله اما اذا تحرر الانسان من تلك الاغلال كليا (التكيف – التقليد – العصبية ) فلا شك بانه سوف يصل الى المعرفة الحقيقية اما اذا ظلت به بعض الرواسب فسوف تكون قدرته على الاستيعاب قاصرة تستوعب بعض الحقائق دون بعض لنحظى نحن بالحياد ويمكث هو على الضلال , وكذلك الحال بالنسبة للفطرة التى لم تتشوه كليا نحتفظ معها ببعض القيم والمبادىء دون استيعاب الحكمة الاساسية او الغرض من الوجود , والمهم اخيرا النتيجة ... شهادة لا يمكن ان تضاهيها اى شهادة "فالاستشراق لم ينفصل عن التبشير بل كان اداة من ادوات التبشير فى بدايته , ثم استغل فى مرحلة لاحقة لتحقيق مطامع الدول الاستعمارية , وقد نزل الكثير من اساقفة الكنيسة الكاثوليكية الى ميدان الاستشراق بقصد التبشير وتدريب المبشرين على العمل فى بلاد الشرق , وكان اول المستشرقين من رهبان الكنيسة الكاثوليكية هو الراهب جربرت الذى اتخب بابا لكنيسة روما عام 999م بعد تعلمه فى معاهد الاندلس , ومن هؤلاء ايضا بطرس المحتوم وجيراردى كريمون .
وقد كان الباعهث الدينى للاستشراق فى بادىء الامر هو عرقلة تيار التحول من المسيحية الى الاسلام , خاصة بعد انتشار الاسلام من حدود الصين شرقا الى اقصى حدود الاندلس غربا , ومن قلب افريقيا جنوبا الى سواحل البحر الابيض المتوسط شمالا , ومن سقوط القسطنطينية عام 1453 م على ايدى الاتراك المسلمين مما هز العالم الغربى هزة عنيفة .
ثم تطور باعثهم فيما بعد الى محاولة تشكيك المسلمين فى عقيدتهم , وقد حرص اغلب المستشرقين فى الدرسات التى قاموا بها على تحقيق هذا الهدف التبشيرى , اذ صوروا الاسلام فى صورة الدين الجامد الذى لا يصلح للتطور .
ورغم استعمال هؤلاء المستشرقين اقنعة براقة وشعارات زائفة فى الوصول الى غايتهم المنشودة , الاى ان بعضهم لم يستطيع اخفاء ما تطفح به قلوبهم من حقد على الاسلام ونبيه , فتمادوا فى كذبهم وافترائهم إلى الحد بالقول ان النبي والقرآن هما سبب انحطاط المسلمين" .(عن كتاب افتراءات واباطيل للمستشار على عبد اللاه طنطاوى رئيس محكمة القيم السابق رحمه الله تعالى) .
وبالتالى فان شهادات المنصفين ليس لها مرجعية سوى الاخلاق وليس لها حارس سوى الضمير , ولا عجب فى ذلك ايضا لان الاخلاق شىء فطرى لا دخل له بدين او اعتقاد حتى الحيوان يحظى بنصيب منها "فيمكنك ان تراها فى شعور القطة بالخطا عندما تتلصص على مائدة الطعام وفى غفلة من اصحابها تمد فمها فتلتقف قطعة من السمك فمن اين اتت هذه القطة بهذا الشعور انه هو احساس الفطرة الاولى الذى ركبه الخالق فى المخلوق والقط اذا تبرز ثم اثنى على ما فعل واهال عليه التراب حتى يخفيه عن الانظار ذلك الفعل الغريزى يدل على الإحساس الفطري بالقبح الذي لم يكتسب بل موجود منذ لحظة الولادة وكذلك غضبة الجمل بعد تكرر الاهانة من صاحبه وترفع الاسد عن ان يهاجم فريسته غدرا من الخلف وأيضا الوفاء الزوجى فى الحمام والولاء للجماعة فى الحيوانات التى تتحرك فى جماعات" (مصطفى محمود – رحلتى من الشك الى الايمان) , وتقديم الخدمات بلا مقابل من الدولفين وتقديم الكلب حياته فى مقابل حياة صاحبه كل هذه أخلاق مفطورة فى الحشوة الحية وفى الحيوان.
ولكن اذا كانت الاخلاق شىء فطرى وبديهى يتساوى فيه البشر جميعا فمن اين جاء التفاوت والاختلاف الى الدرجة التى تنعدم فيها عند انسان وتظهر عند اخر , التفاوت يرجع لحجم التشوه الفطرى الذى يمكن ان يعترى فطرة الانسان فهو وحده المترتب عليه الاختلاف على حسب درجة التأثر ومقدارها فالتشوه الفادح يفقد معه الانسان كل شىء بينما التشوه البسيط يمكن ان يصل معه الانسان الى التحلى ببعض القيم والمبادىء دون الايمان.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
المستشرقين تحامل وانصاف ..مرجعية وضمير
كلام بعض المستشرقين المتحاملين على الاسلام لا يمكن ان يؤخذ به اذا كان هناك ما يضحده من البعض الاخر ممن التزم الموضوعية والانصاف وتخلى عن العصبية والبغض والحقد والكراهية للاسلام والمسلمين ولله الحمد هذاما يحدث بالفعل فمحمد صلى الله عليه وسلم عند مايكل هارت هو أعظم عظماء التاريخ بينما الاسلام هو دين الفطرة والتسامح كما قرر هبيرد شان حاكم المستعمرات الفرنسية في إفريقيا وغيره من رجال العلم والفكر, اما ما قيل فى القرآن فيكفينا ما قاله الطبيب الفرنسى موريس بوكاى كنتيجة لمقدمة من البحوث المضنية والمقارنات مقررا فى نهايتها بان الكتب السابقة للقرآن لا تزن أكثر من اية من آياته , وهناك الكثير من الشهادات الغربية المنصفة التى قيلت فى حضارتنا الاسلامية " انتُزعت من أقلام مفكرين غربيين درسوا الإسلام فراعهم جماله ، وأعجبتهم مبادئه ، ولكنهم لم يُنزلوا قناعاتهم من سماء العقل إلى أرض القلب ، ولم يسقوها بماء الوجدان ، فلم تنمُ غراسها ولم تثمر !
وفشلوا في أن يحوّلوا الاقتناع بالحق إلى اعتناق له ، والإعجاب بالإسلام إلى عقيدة تجري في العروق ، نعم لم يبقَ أمامهم إلا ضربة معول واحدة كي يصلوا إلى النبع الثّر الزلال ، فلم يفعلوا ..
حاموا وهم الظّماء حول الماء ولم ينهلوا !!
وإنما أعرض أقوالهم لأولئك المهزومين أمام الغرب ، الذين لا يشربون الكأس الرويّة إلا إذا كانت بيد غربية ! ولا يجرعون الدواء إلا من تلك الصيدلية !!
على أن بعض هذه العبارات كانت في سياقها شَرَكاً نُصب للعقل المسلم ، ولا حرج علينا – "أظن – إن لقطنا الحبة ، ومزقنا الشبكة ، وطرنا بسلام" .
(حضارتنا في عيون الغربيين - د.عبد المعطي الدالاتي)
ولا عجب فى ان تظهر هذه الفئة من المنصفين كنتيجة لتحرر الانسان من بعض اغلاله اما اذا تحرر الانسان من تلك الاغلال كليا (التكيف – التقليد – العصبية ) فلا شك بانه سوف يصل الى المعرفة الحقيقية اما اذا ظلت به بعض الرواسب فسوف تكون قدرته على الاستيعاب قاصرة تستوعب بعض الحقائق دون بعض لنحظى نحن بالحياد ويمكث هو على الضلال , وكذلك الحال بالنسبة للفطرة التى لم تتشوه كليا نحتفظ معها ببعض القيم والمبادىء دون استيعاب الحكمة الاساسية او الغرض من الوجود , والمهم اخيرا النتيجة ... شهادة لا يمكن ان تضاهيها اى شهادة "فالاستشراق لم ينفصل عن التبشير بل كان اداة من ادوات التبشير فى بدايته , ثم استغل فى مرحلة لاحقة لتحقيق مطامع الدول الاستعمارية , وقد نزل الكثير من اساقفة الكنيسة الكاثوليكية الى ميدان الاستشراق بقصد التبشير وتدريب المبشرين على العمل فى بلاد الشرق , وكان اول المستشرقين من رهبان الكنيسة الكاثوليكية هو الراهب جربرت الذى اتخب بابا لكنيسة روما عام 999م بعد تعلمه فى معاهد الاندلس , ومن هؤلاء ايضا بطرس المحتوم وجيراردى كريمون .
وقد كان الباعهث الدينى للاستشراق فى بادىء الامر هو عرقلة تيار التحول من المسيحية الى الاسلام , خاصة بعد انتشار الاسلام من حدود الصين شرقا الى اقصى حدود الاندلس غربا , ومن قلب افريقيا جنوبا الى سواحل البحر الابيض المتوسط شمالا , ومن سقوط القسطنطينية عام 1453 م على ايدى الاتراك المسلمين مما هز العالم الغربى هزة عنيفة .
ثم تطور باعثهم فيما بعد الى محاولة تشكيك المسلمين فى عقيدتهم , وقد حرص اغلب المستشرقين فى الدرسات التى قاموا بها على تحقيق هذا الهدف التبشيرى , اذ صوروا الاسلام فى صورة الدين الجامد الذى لا يصلح للتطور .
ورغم استعمال هؤلاء المستشرقين اقنعة براقة وشعارات زائفة فى الوصول الى غايتهم المنشودة , الاى ان بعضهم لم يستطيع اخفاء ما تطفح به قلوبهم من حقد على الاسلام ونبيه , فتمادوا فى كذبهم وافترائهم إلى الحد بالقول ان النبي والقرآن هما سبب انحطاط المسلمين" .(عن كتاب افتراءات واباطيل للمستشار على عبد اللاه طنطاوى رئيس محكمة القيم السابق رحمه الله تعالى) .
وبالتالى فان شهادات المنصفين ليس لها مرجعية سوى الاخلاق وليس لها حارس سوى الضمير , ولا عجب فى ذلك ايضا لان الاخلاق شىء فطرى لا دخل له بدين او اعتقاد حتى الحيوان يحظى بنصيب منها "فيمكنك ان تراها فى شعور القطة بالخطا عندما تتلصص على مائدة الطعام وفى غفلة من اصحابها تمد فمها فتلتقف قطعة من السمك فمن اين اتت هذه القطة بهذا الشعور انه هو احساس الفطرة الاولى الذى ركبه الخالق فى المخلوق والقط اذا تبرز ثم اثنى على ما فعل واهال عليه التراب حتى يخفيه عن الانظار ذلك الفعل الغريزى يدل على الإحساس الفطري بالقبح الذي لم يكتسب بل موجود منذ لحظة الولادة وكذلك غضبة الجمل بعد تكرر الاهانة من صاحبه وترفع الاسد عن ان يهاجم فريسته غدرا من الخلف وأيضا الوفاء الزوجى فى الحمام والولاء للجماعة فى الحيوانات التى تتحرك فى جماعات" (مصطفى محمود – رحلتى من الشك الى الايمان) , وتقديم الخدمات بلا مقابل من الدولفين وتقديم الكلب حياته فى مقابل حياة صاحبه كل هذه أخلاق مفطورة فى الحشوة الحية وفى الحيوان.
ولكن اذا كانت الاخلاق شىء فطرى وبديهى يتساوى فيه البشر جميعا فمن اين جاء التفاوت والاختلاف الى الدرجة التى تنعدم فيها عند انسان وتظهر عند اخر , التفاوت يرجع لحجم التشوه الفطرى الذى يمكن ان يعترى فطرة الانسان فهو وحده المترتب عليه الاختلاف على حسب درجة التأثر ومقدارها فالتشوه الفادح يفقد معه الانسان كل شىء بينما التشوه البسيط يمكن ان يصل معه الانسان الى التحلى ببعض القيم والمبادىء دون الايمان.