كلمة سواء
2012-08-26, 01:21 PM
في ردودهم على بعض كتاباتي التي أنشرها في بعض المواقع والمنتديات، يطالبني بعض الإخوة بـ (الترفق مع الشيعة) و(الابتعاد عن الطائفية) و(مراعاة الشيعة العرب الوطنيين) و (التفريق بين الشيعة العرب والشيعة الصفويين في التعامل)... إلخ.
ومنهم من يطلب مني التحدث مع الدكتور طه الدليمي– حفظه الله - لكي (يخفف حدته) مع الشيعة وألا يعاملهم على أنهم سواء، لكي (لا ينفر من يرتجى منه خير) أو نثير سفهاءهم.
ولهؤلاء جميعا أقول: إن الرفق واللين والتلطف أمور مطلوبة مع الحيوان – فضلا عن الإنسان؛ والآيات القرآنية والأحاديث النبوية كثيرة في هذا الصدد، لكن السؤال الذي يجب طرحه هو: هل ذلك مطلوب في كل الحالات والمراحل، أم أن لكل مرحلة ما يناسبها من أساليب خطاب وآليات عمل؟ أليست الحكمة وضع الشيء في موضعه – قولا وفعلا؟
نحن في حالة مواجهة لا مرحلة دعوة
لو كان وضع أهل السنة في العراق اليوم طبيعيا فليس هناك عاقل يدعو إلى المصادمة والتصعيد مع الشيعة – قولا أو فعلا- وسأكون أول من ينادي باتباع كل وسيلة ممكنة لدعوتهم إلى دين الله بالرفق وحسن القول والصبر وتحمل كل ما يتحمله الداعي في سبيل الله من أذى وإساءة. وفي هذه الحالة فقط تكون مطالبات هؤلاء الإخوة منطقية وفي محلها.
أما ونحن في حالة حرب شرسة تكلفنا أرواحنا وعقيدتنا وأعراضنا وهويتنا وبشكل يومي، فهل يعقل التعامل معها بنفس أدوات مرحلة الدعوة وآلياتها؟
في سياق الدعوة، يأمر الله – سبحانه وتعالى – نبيه – صلى الله عليه وآله - بقوله:
"ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ..." (النحل: 125) وقوله:
"فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ..." (آل عمران: 159)
لكنه في موضعين آخرين، يخاطبه – عليه الصلاة والسلام- بقوله:
"يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ .." (التحريم: 9)، وقوله:
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ..." (التوبة: 123)
فما سر هذا التحول في الخطاب من الأمر بالتحلي باللين والموعظة الحسنة – في الآيتين الأوليين- إلى الأمر بالقتال والغلظة – في الآيتين الأخيرتين؟
أليس هو اختلاف السياقين تبعا لمرحلتين مختلفتين: الدعوة والمواجهة؟
لقد كان المسلمون في مرحلة الدعوة يتجنبون استفزار المشركين بأي كلمة تثيرهم، لكن بعد أن جاءت مرحلة المواجهة والتصدي نرى النبي - صلى الله عليه وسلم – يحرض أصحابه على القتال والتضحية بكل ما أوتوا من بسالة وإقدام، ويشجع شاعره حسان بن ثابت – رضي الله عنه- على هجائهم بقوله: "أهجهم وروح القدس معك"؛ فاللسان صنو السنان في الحرب.
فإن قال قائل: "نحن اليوم مستضعفون وليس من الحكمة استثارة عدو يفوقنا قوة"، فسأقول له: مهما بلغ عدونا من قوة فلن يكون أقوى من جيش أمريكا الذي جرعناه كأس الهزيمة قبل بضع سنين، لكنه الخور والهزيمة الداخلية التي دبت فينا فصورت لنا الجرذان أسودا.
إنقاذ السني مقدم على كسب الشيعي:
عندما نناقش واقع أهل السنة المزري، فلا بد من الدقة في التوصيف وتسمية الأمور بأسمائها دون مواربة أو مجاملة من أجل التشخيص الدقيق المفضي إلى علاج دقيق. وإذا ما اتفقنا على إن أساس مصائب أهل السنة في العراق – وغيره من البلدان – هو إيران وشيعتها، فلا بد من كشف كل الحقائق والوقائع التي تدين الشيعة بكل وضوح لكي يعي أهل السنة ما يدور حولهم ويعرفوا عدوهم الحقيقي فيحذروه قبل أن يأتي يوم يسحقون فيه أو يذوبون في مستنقع التشيع.
إذن فما يهمنا هو إنقاذ ما يمكن إنقاذه والعمل على توعية الصف السني وليس كسب بعض الشيعة، لأننا إن بقينا على جهلنا بعدونا ودينه – بل وبديننا أيضا – فلن ينفعنا إسلام شيعي أو عشرة أو حتى مليون؛ فمشكلتنا في نقص الوعي والهمة لا نقص العدد.
إن الذين يأخذون علي – وعلى الدكتور طه الدليمي من قبلي – "الشدة" على الشيعة في طروحاتنا وتعميم الحكم عليهم دون مراعاة لمن يعولون على "وطنيته" أو "اعتداله" إنما ينظرون إلى المسألة نظرة "حولاء"، فهم يركزون على آحاد يمكن "كسبهم" من الشيعة ويغفلون عن مئات الآلاف الذين نفقدهم من أهل السنة بين قتيل ومعتقل ومهجر. أوليس درء المفاسد مقدم على جلب المصالح (على فرض تحققها)؟
ونحن نقول - ونكرر القول - إن الشيعة ليسوا سواءً، وليس من الإنصاف وضعهم في خانة واحدة، وقد نجد فيهم وطنيين ومعتدلين ولا يضمرون لأهل السنة شرا (وهذا لا يمكن إلا أن يكون غير ملتزم بدينه)، لكن ما نسبتهم؟ ما تأثيرهم؟ أين دورهم؟ ما الذي فعلوه لنا وعصابات بني جلدتهم تذبحنا ليل نهار وبدم بارد؟
العبرة بالقاعدة لا بشذوذها:
لو التقى جيش مسلم بآخر كافرٍ في معركة مصيرية (كمعركتنا اليوم مع الشيعة) فهل للمقاتل المسلم أن يلين أمام خصمه بحجة أن أخاه أو قريبه لم يشترك في المعركة؟ وهل يجب التراخي عن الكثرة المقاتلة مراعاة للقلة المسالمة؟ بل هل نحن مكلفون بالتمييز بين المقاتل راضيا والمقاتل مرغما؟
إن في تاريخنا الإسلامي الكثير من الأحداث التي تقدم لنا دروسا في وجوب المفاصلة بين الحق والباطل والتفريق بين ما يستوجب اللين وما يستوجب الغلظة من مواقف. مثال على ذلك قتل أبي عبيدة – رضي الله عنه – لأبيه المشرك في معركة بدر- هذا الموقف البطولي النادر الذي سأعرج سريعا على ثلاث فوائد منه:
الأولى: مع صعوبة موقف يواجه فيه الأبن أباه بسيفه، لم تحُل بين هذا الصحابي الجليل وبين والده اعتبارات الرحم أو الدم أو العروبة أو الوطنية فأحجم، وإنما عمل بمقتضيات العقيدة فأقدم.
الثانية: لم يعمد أبو عبيدة إلى قتل أبيه في البيت، لأن للبيت أحكاما أخرى يكون فيه ملزما بالأمر الرباني: "... وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا..." (لقمان: 15)
أما ساحة القتال فحكمها: "... فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب (http://www.alqadisiyya3.com/q3/index.php?option=com_k2&view=item&id=2263:رفـقــاً-بالشـيـعــة&Itemid=101#docu)..." (محمد: 4)
وليس في ديننا ما يستثني الأب أو الأخ أو أي ذي رحم من هذا الحكم إن خالفونا في العقيدة وحانت المواجهة.
الثالثة: عندما رأى أبو عبيدة أنه وجها لوجه مع أبيه في ساحة القتال – ويا له من موقف! – لم يُبقِ عليه بحجة بر الوالدين واللين ومحاولة كسبه إلى صفوف المسلمين، وإنما عمل بما تقتضيه المرحلة. ولم يلمه النبي- عليه الصلاة والسلام - أو أحد من أصحابه أو يطلب منه الترفق بأبيه وتجنب "الشدة"، بل نزلت فيه آية قرآنية تشيد بموقفه الرائع: "لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (file:///C:/Users/ffuuqqyy/Downloads/رÙÙÙÙÙاÙ%20باÙØ´ÙÙÙعÙÙØ©!.d oc)." (المجادلة: 22)
الخلاصة: يا أهل السنة – نخبا وعامة! ابحثوا في التشيع تجدوه دينا يهودي البذرة مجوسي التنشئة والرعاية، لكنه يتخذ من الإسلام ستارا لتقويضه من الداخل. فاعرفوا عدوكم واعملوا بمقتضيات المرحلة التي لا تستحمل المجاملات ولا يغني معها دفن الرؤوس في التراب... لا تجاملوا أحدا على حساب العقيدة والدم والثوابت بحجة الشراكة في الوطن والوطنية الزائفة، وما سنحاسب عليه هو الدين لا الوطنية...والحق أحق أن يتبع.
منقووووووووووووووووووووووول من موقع القادسية
للكاتب عبدالله الدليمي
ومنهم من يطلب مني التحدث مع الدكتور طه الدليمي– حفظه الله - لكي (يخفف حدته) مع الشيعة وألا يعاملهم على أنهم سواء، لكي (لا ينفر من يرتجى منه خير) أو نثير سفهاءهم.
ولهؤلاء جميعا أقول: إن الرفق واللين والتلطف أمور مطلوبة مع الحيوان – فضلا عن الإنسان؛ والآيات القرآنية والأحاديث النبوية كثيرة في هذا الصدد، لكن السؤال الذي يجب طرحه هو: هل ذلك مطلوب في كل الحالات والمراحل، أم أن لكل مرحلة ما يناسبها من أساليب خطاب وآليات عمل؟ أليست الحكمة وضع الشيء في موضعه – قولا وفعلا؟
نحن في حالة مواجهة لا مرحلة دعوة
لو كان وضع أهل السنة في العراق اليوم طبيعيا فليس هناك عاقل يدعو إلى المصادمة والتصعيد مع الشيعة – قولا أو فعلا- وسأكون أول من ينادي باتباع كل وسيلة ممكنة لدعوتهم إلى دين الله بالرفق وحسن القول والصبر وتحمل كل ما يتحمله الداعي في سبيل الله من أذى وإساءة. وفي هذه الحالة فقط تكون مطالبات هؤلاء الإخوة منطقية وفي محلها.
أما ونحن في حالة حرب شرسة تكلفنا أرواحنا وعقيدتنا وأعراضنا وهويتنا وبشكل يومي، فهل يعقل التعامل معها بنفس أدوات مرحلة الدعوة وآلياتها؟
في سياق الدعوة، يأمر الله – سبحانه وتعالى – نبيه – صلى الله عليه وآله - بقوله:
"ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ..." (النحل: 125) وقوله:
"فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ..." (آل عمران: 159)
لكنه في موضعين آخرين، يخاطبه – عليه الصلاة والسلام- بقوله:
"يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ .." (التحريم: 9)، وقوله:
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ..." (التوبة: 123)
فما سر هذا التحول في الخطاب من الأمر بالتحلي باللين والموعظة الحسنة – في الآيتين الأوليين- إلى الأمر بالقتال والغلظة – في الآيتين الأخيرتين؟
أليس هو اختلاف السياقين تبعا لمرحلتين مختلفتين: الدعوة والمواجهة؟
لقد كان المسلمون في مرحلة الدعوة يتجنبون استفزار المشركين بأي كلمة تثيرهم، لكن بعد أن جاءت مرحلة المواجهة والتصدي نرى النبي - صلى الله عليه وسلم – يحرض أصحابه على القتال والتضحية بكل ما أوتوا من بسالة وإقدام، ويشجع شاعره حسان بن ثابت – رضي الله عنه- على هجائهم بقوله: "أهجهم وروح القدس معك"؛ فاللسان صنو السنان في الحرب.
فإن قال قائل: "نحن اليوم مستضعفون وليس من الحكمة استثارة عدو يفوقنا قوة"، فسأقول له: مهما بلغ عدونا من قوة فلن يكون أقوى من جيش أمريكا الذي جرعناه كأس الهزيمة قبل بضع سنين، لكنه الخور والهزيمة الداخلية التي دبت فينا فصورت لنا الجرذان أسودا.
إنقاذ السني مقدم على كسب الشيعي:
عندما نناقش واقع أهل السنة المزري، فلا بد من الدقة في التوصيف وتسمية الأمور بأسمائها دون مواربة أو مجاملة من أجل التشخيص الدقيق المفضي إلى علاج دقيق. وإذا ما اتفقنا على إن أساس مصائب أهل السنة في العراق – وغيره من البلدان – هو إيران وشيعتها، فلا بد من كشف كل الحقائق والوقائع التي تدين الشيعة بكل وضوح لكي يعي أهل السنة ما يدور حولهم ويعرفوا عدوهم الحقيقي فيحذروه قبل أن يأتي يوم يسحقون فيه أو يذوبون في مستنقع التشيع.
إذن فما يهمنا هو إنقاذ ما يمكن إنقاذه والعمل على توعية الصف السني وليس كسب بعض الشيعة، لأننا إن بقينا على جهلنا بعدونا ودينه – بل وبديننا أيضا – فلن ينفعنا إسلام شيعي أو عشرة أو حتى مليون؛ فمشكلتنا في نقص الوعي والهمة لا نقص العدد.
إن الذين يأخذون علي – وعلى الدكتور طه الدليمي من قبلي – "الشدة" على الشيعة في طروحاتنا وتعميم الحكم عليهم دون مراعاة لمن يعولون على "وطنيته" أو "اعتداله" إنما ينظرون إلى المسألة نظرة "حولاء"، فهم يركزون على آحاد يمكن "كسبهم" من الشيعة ويغفلون عن مئات الآلاف الذين نفقدهم من أهل السنة بين قتيل ومعتقل ومهجر. أوليس درء المفاسد مقدم على جلب المصالح (على فرض تحققها)؟
ونحن نقول - ونكرر القول - إن الشيعة ليسوا سواءً، وليس من الإنصاف وضعهم في خانة واحدة، وقد نجد فيهم وطنيين ومعتدلين ولا يضمرون لأهل السنة شرا (وهذا لا يمكن إلا أن يكون غير ملتزم بدينه)، لكن ما نسبتهم؟ ما تأثيرهم؟ أين دورهم؟ ما الذي فعلوه لنا وعصابات بني جلدتهم تذبحنا ليل نهار وبدم بارد؟
العبرة بالقاعدة لا بشذوذها:
لو التقى جيش مسلم بآخر كافرٍ في معركة مصيرية (كمعركتنا اليوم مع الشيعة) فهل للمقاتل المسلم أن يلين أمام خصمه بحجة أن أخاه أو قريبه لم يشترك في المعركة؟ وهل يجب التراخي عن الكثرة المقاتلة مراعاة للقلة المسالمة؟ بل هل نحن مكلفون بالتمييز بين المقاتل راضيا والمقاتل مرغما؟
إن في تاريخنا الإسلامي الكثير من الأحداث التي تقدم لنا دروسا في وجوب المفاصلة بين الحق والباطل والتفريق بين ما يستوجب اللين وما يستوجب الغلظة من مواقف. مثال على ذلك قتل أبي عبيدة – رضي الله عنه – لأبيه المشرك في معركة بدر- هذا الموقف البطولي النادر الذي سأعرج سريعا على ثلاث فوائد منه:
الأولى: مع صعوبة موقف يواجه فيه الأبن أباه بسيفه، لم تحُل بين هذا الصحابي الجليل وبين والده اعتبارات الرحم أو الدم أو العروبة أو الوطنية فأحجم، وإنما عمل بمقتضيات العقيدة فأقدم.
الثانية: لم يعمد أبو عبيدة إلى قتل أبيه في البيت، لأن للبيت أحكاما أخرى يكون فيه ملزما بالأمر الرباني: "... وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا..." (لقمان: 15)
أما ساحة القتال فحكمها: "... فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب (http://www.alqadisiyya3.com/q3/index.php?option=com_k2&view=item&id=2263:رفـقــاً-بالشـيـعــة&Itemid=101#docu)..." (محمد: 4)
وليس في ديننا ما يستثني الأب أو الأخ أو أي ذي رحم من هذا الحكم إن خالفونا في العقيدة وحانت المواجهة.
الثالثة: عندما رأى أبو عبيدة أنه وجها لوجه مع أبيه في ساحة القتال – ويا له من موقف! – لم يُبقِ عليه بحجة بر الوالدين واللين ومحاولة كسبه إلى صفوف المسلمين، وإنما عمل بما تقتضيه المرحلة. ولم يلمه النبي- عليه الصلاة والسلام - أو أحد من أصحابه أو يطلب منه الترفق بأبيه وتجنب "الشدة"، بل نزلت فيه آية قرآنية تشيد بموقفه الرائع: "لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (file:///C:/Users/ffuuqqyy/Downloads/رÙÙÙÙÙاÙ%20باÙØ´ÙÙÙعÙÙØ©!.d oc)." (المجادلة: 22)
الخلاصة: يا أهل السنة – نخبا وعامة! ابحثوا في التشيع تجدوه دينا يهودي البذرة مجوسي التنشئة والرعاية، لكنه يتخذ من الإسلام ستارا لتقويضه من الداخل. فاعرفوا عدوكم واعملوا بمقتضيات المرحلة التي لا تستحمل المجاملات ولا يغني معها دفن الرؤوس في التراب... لا تجاملوا أحدا على حساب العقيدة والدم والثوابت بحجة الشراكة في الوطن والوطنية الزائفة، وما سنحاسب عليه هو الدين لا الوطنية...والحق أحق أن يتبع.
منقووووووووووووووووووووووول من موقع القادسية
للكاتب عبدالله الدليمي