ابو علي الموسوي
2012-10-08, 05:09 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد واله الطيبين
كانت النظرية ( المهدوية الاثناعشرية ) نظرية مركبة من الأيمان بوجود الإمام الثاني عشر
(محمد بن الحسن العسكري) و انه ( المهدي المنتظر ) . وهي تعترف بعدم إعلان الإمام الحسن العسكري لوجود ولدٍ له في الظاهر وتدعي انه أخفاه في السر خوفاً عليه من السلطات العباسية، التي تقول أنها كانت تعلم مسبقاً بأنه المهدي المنتظر الذي سوف يزلزل عروشها وأنها كانت تبحث عنه لتقضي عليه وهو في المهد ولكن الدراسة التاريخية المتعمقة لقصة نشوء هذه النظرية تكشف عن وجود فاصل زمني طويل بين جزئي النظرية حيث كانت في البداية تتركز أساساً حول وجود ولد للإمام العسكري ، يرثه في الإمامة ، ثم تحولت بعد ذلك إلى القول أنه المهدي المنتظر الغائب . ووجدت في (غيبة المهدي ) تفسيرا لعدم اعلان أبيه عن ولادته وعدم ظهوره بعد ذلك .ولكي نتأكد من حقيقة هذه النظرية التي لعبت دورا كبيرا في التاريخ الإسلامي ، وفي صياغة الفكر السياسي الشيعي الامامي الاثني عشري لا بد إن نفكك اجزاء هذه النظرية وندرسها على حدة وبدقة وموضوعية ولا بد إن نرى
أولا -- هل كانت النظرية المهدوية الشيعية قبل منتصف القرن الثالث الهجري واضحة ومعروفة ومحددة بشخص (الإمام الثاني عشر : محمد بن الحسن العسكري)؟
أم كانت غامضة وعامة وفكرة مجردة لان موضوع المهدي موضوع قديم وقد قام كثير ممن ادعى انه المهدي على تقمص هذه الشخصية كما ان الشيعة انفسهم حاولو ترشيح كل من تقدم للامامة من اهل البيت على انهم هو المهدي الموعود لكن في نهاية يتبين انه ليس المهدي الموعود وقد كان او من اقام الشيعة الادعاء علا انه المهدي الموعود محمد بن الحنفية يؤيد ذلك إن الإمام الصادق عندما اقنع الشاعر السيد الحميري الذي كان يعتقد بمهدوية محمد بن الحنفية ، بوفاته ، لم يقل له من هو الإمام المهدي بالتحديد ، وقد انشد الحميري أبياتا من الشعر سجل فيها تحوله عن القول بمهدوية ابن الحنفية ، ولكنه لم يشر إلى هوية المهدي ، حيث قال:
وما كان قولي في ابن خولة مطنباً معاندة مني لنسل المطيب
ولكن روينا عن وصي محمد وما كان فيما قال بالمكذب
بأن ولي الأمر يفقد لا يرى ستيرا كفعل الخائف المترقب
فتقسم أموال الفقيد كأنما تغيبه بين الصفيح المنصب
فلما روى : إن ابن خولة غائب صرفنا إليه قولنا لم نكذب
وقلنا هو المهدي والقائم الذي يعيش به من عدله كل مجدب
فان قلت لا فالحق قولك والذي أمرت ، فحتم غير ما متعصب
واشهد ربي إن قولك حجة على الناس طرا من مطيع ومذنب
فان ولي الأمر والقائم الذي تطلع نفسي نحوه بتطرب
له غيبة لا بد من إن يغيبها فصلى عليه الله من متغيب
فيمكث حينا ثم يظهر حينه فيملك من في شرقها والمغرب
بذاك أدين الله سرا وجهرة ولست وان عوتبت فيه بمعتب
ولكن ذلك الامر فشل لان لالمرشح نفسه نفى هذا الامر وتوفى محمد بن الحنفية ولم يظهر لهم او يعلن انه المهدي كما كانو ينتظرون ولكن استمرة ترشيحاة الشيعة للاشخاص لهذا المنصب الذي حدث التقاتل عليه وادعاء اعداد كبيرة من الناس على مر العصور بالمهدوية سببه الهرولة وراء المكاسب المادية جراء ذلك المنصب اما ال البيت رضي الله عنهم فقد كانو بعيدين عن هذه الادعآة الباطلة ولكن كان من يدعون انهم من اتباعهم يلفقون عنهم هذه الادعآة الكاذبة اليهم وينسبونها الى ال البيت رضي الله عنهم وجاء الدور على الباقر رحمه الله ليقول عنه الشيعة انه المهدي لكي يصلو الى من يحقق حلمهم الذي يراودهم في كل وقت من اجل خروج المخلص المزعوم لهم والذي تركزت فكرته في عقولهم فقد
نقل الكليني : إن الحكم بن أبى نعيم جاء إلى الإمام الباقر في المدينة فقال له عليّ نذر بين الركن والمقام إن انا لقيتك أن لا اخرج من المدينة حتى اعلم انك قائم آل محمد أم لا ؟
فقال له الإمام الباقر: ياحكم ..كلنا قائم بأمر الله .
ولكن الحكم لم يرتضِ هذا الجواب العام فسأله بالتحديد:
فأنت المهدي؟ فاجابه الباقر جوابا عاما أيضا:
- كلنا نهدي إلى الله ، وعاد الحكم ليسأل بتحديد ووضوح:
- فأنت صاحب السيف ، وأجابه الإمام للمرة الثالثة بغموض:
كلنا صاحب السيف ووارث السيف ، فسأل الحكم بوضوح تام:
- فأنت الذي تقتل أعداء الله؟ فقال الإمام الباقر:
- يا حكم .. كيف اكون انا وقد بلغت خمسا واربعين سنة؟! وان صاحب هذا الامر اقرب عهدا باللبن مني وأخف على ظهر الدابة.
ويقول الكليني والنعماني : إن الإمام الصادق كان يرفض تحديد هوية المهدي ، وان ابا حمزة - أحد أصحابه - سأله مرة:
- أنت صاحب هذا الامر فقال لا فقال فولدك قال لا قال فولد ولدك هو فقال لا فقال فولد ولد ولدك فقال لا قال من هو قال الذي يملأها عدلا كما ملئت ظلما وجورا على فترة من الأئمة كما إن رسول الله صلى الله عليه واله بعث على فترة من الرسل وهذه الحادثة تناقض اقوال الشسعة في المهدي وتظهر ان ال البيت رضي الله عنهم لم يكن عندهم علم عن وجود المهدي الذي يدعونه الشيعة الان وان ما يقال من احاديث عن المهدي الذي عند الشسيعة الان احاديث كاذبة
اما الهدف من اصرار الشيعة على وجود فكرة المهدي هو اعادة الحياة لهذا المذهب كلما اشرف على الانتهاء وكانت عدة احداث مرة على المذهب الشيعي جعلتهم يقومون بابتداع امور يجعلوها من الدين وهي بعيدة عن الدين بعد السماء عن الارض وربما ابعد من ذلك
جاء بعد ذلك الدور على الصادق رحمه الله كذلك قالو عنه انه المهدي فقد نقل الكليني والنعماني إن الإمام الصادق كان يرفض تحديد هوية المهدي وان ابا حمزة أحد أصحابه سأله مرة أنت فقال لا قال من هو قال الذي يملأها عدلا كما ملئت ظلما وجورا على فترة من الأئمة كما إن رسول الله صلى الله عليه واله بعث على فترة من الرسل مما يكشف لنا من هذه الرواية إن أمل المهدوية كان معلقا على الإمام الصادق في عصره ولذلك عندما توفي ولم تتوفر له الظروف لتحقيق الأمل المطلوب والكامن في قلوب الشيعة رفض بعض أصحابه ومنهم خاصته إن يصدق نبأ وفاته وأصرّ على أنه قد غاب وسيظهر عما قريب وقال انه المهدي المنتظر وكان على رأس هؤلاء زعيم الشيعة في البصرة عبد الله بن ناووس
وخرج الصادق من الدنيا ولم يحقق حلم الشيعة وقد كان من ضمن ما حدث ان الامامة كما يدعون انها كانت في اسماعيل الابن الاكبر للصادق رحمه الله وفي عقيدة الشيعة ان الامامة تكون في اكبر اولاد الامام وانكشفت كذبت ان الامامة امر من الله تعالى فقام علمائهم بايجاد فرية جديدة حتى لا ينفرط عقد المذهب فاوجدو عقيدة جديدة اضيفة الى بدع المذهب وهي عقيدة البدائة وفحوها ان الله قد بدى له اي اتضح له بعد وفاة اسماعيل قبل ابيه ان الامامة يجب ان تتحول الى اخيه موسى الكاظم رحمه الله وكأن الله عزوجل وحاشاه من ذلك انه لا يعلم ان اسماعيل سيتوفى قبل ابيه وعندما توفى اسماعيل بدا لله حاشاه في ذلك امر جديد وهو ان الامامة انتقلت من اسماعيل الى اخيه موسى الكاظم وعندها انقسم الشيعة الى عدة فرق منهم شيعة اسماعلية اي اتباع اسماعيل بن الصادق رحمه الله والذين اصرو على ان تكون الامامة في ذرية اسماعيل وفرقة اخرى وهي الامامية الذين يسمون اليوم بالاثني عشرية وهم الذين قالو ان الامامة قد انتقلت الى اخيه موسى الكاظم بعد ان اوجدو عقيدة البدائة ولم يكن في وقتها اي وجود لفكرة ان الائمة اثني عشر ولايوجد شيئ اسمه ان المهدي هو الامام الاثني عشر ثم اتى الدور على موسى الكاظم رحمه الله على انه المهدي الموعود
وكان السبب في تحول المهدوية الى موسى الكاظم هو اشتداد الضغط السياسي العباسي على الإمام موسى بن جعفر الكاظم بسبب ما اشاعه من ادعدو انهم انصار اهل البيت من الشيعة في وقتها من ان موسى الكاظم هو الذي سيحمل السلاح الاسقاط الدولة العباسية وازدياد أمل الشيعة الذين قالوا بإمامته بخروجه وقيامه ،وتفجير الثورة في وجه الحكم العباسي وبعد هذه الاشاعات التي روجها من يدعون انهم من شيعة ال البيت بدء التوتر بين الدولة العباسية والبيت العلوي واعتقاد معظم الشيعة كان قويا بأن موسى الكاظم هو القائم المهدي و رووا روايات كثيرة عن الباقر والصادق في تحديد شخصه وربما أضافوا إليها من عند أنفسهم الشيء الكثير انطلاقا من شوقهم وحرصهم وسشدة انتظارهم للمهدي الموعود وعندما توفي الإمام الكاظم بعد خمس وثلاثين سنة من الانتظار والأمل لم يصدق عامة الشيعة الموسوية نبأ وفاته ورفضوا إلا الإصرار على القول بغيبته وحياته والتأكيد على انه المهدي المنتظر وانه سوف يخرج ويملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا وبما ان الامل لم يتحقق في مهدوية موسى الكاظم رحمه الله انتقلت الانظار الى سخصية جديدة وهو علي بن موسى الرضا رحمه الله وقد عاد ذلك الأمل إلى الشيعة بعد حوالي عشرين عاما وذلك عندما دعى الخليفة العباسي المأمون عام 200 هجرية الإمام علي بن موسى الرضا إلى خرا سان وقلده ولاية العهد عام 201 ، وهذا ما أحيي الأمل في نفوس الشيعة ودفعهم للاعتقاد بإمكانية إن يصبح الرضا المهدي المنتظر.
ينقل الكليني في (الكافي ) إن ايوب بن نوح جاء إلى الإمام الرضا رحمه الله وقال له
( آني أرجو إن تكون صاحب هذا الأمر وان يسوقه الله إليك بغير سيف فقد بويع لك وضربت الدراهم باسمك ) ولكن الإمام الرضا بدد توقعه ونفى إن يكون هو المهدي
وعندما جاء الشاعر دعبل الخزاعي إلى الإمام الرضا وانشده القصيدة المعروفة
(مدارس آيات خلت من تلاوة ومنزل وحي مقفر العرصات)
أشار إلى المهدي بصورة غامضة وقال
(خروج أمام لا محالة خارج يقوم على اسم الله والبركات يميز فينا كل حق وباطل ويجزي على النعماء والنقمات ) ولم يسمه بالاسم .
وذلك ان تحديد هوية ( الإمام المهدي ) بالثاني عشر من أئمة أهل البيت كما هو معروف لدى الشيعة الاثني عشرية اليوم قد حدث في وقت متأخر بعد وفاة الإمام الحسن العسكري والقول بوجود ولد له في السر بفترة طويلة أي في بداية القرن الرابع الهجري تقريبا وذلك في أعقاب تطور نظرية (الإمامة الإلهية ) وتحولها من التسلسل اللامحدود إلى الاقتصار على (اثني عشر ) وتكون الفرقة الاثني عشرية .
وقد ذكر الشيخ الصدوق في (إكمال الدين) الذي ألفه في منتصف القرن الرابع الهجري مجموعة كبيرة من الروايات نسبها الى النبي الأكرم صلى الله عليه واله وأئمة أهل البيت رضي الله عنهم يشير بعضها إلى القائم أو المهدي دون تحديد اسمه واسم أبيه ويؤكد بعضها تحديد رقمه الثاني عشر وانه ابن الحسن العسكري وقد جائت هذه الاقوال بعد وفاة الحسن العسكري دون ان يعقب ولد بعدها جائة فكرة ان له ولدا وجاء هذا الامر بعد ان مر المذهب الشيعي باصعب المراحل وذلك بعد وفاة الحسن العسكري الذي توفى في عهد المعتمد سنة 260 ، وحدثت (الغيبة) والحيرة
حيث اصبح الزوال يهدد المذهب الشيعي فجائت فكرة الولد المزعوم للحسن العسكري مع العلم ان الخليفة العباسي اشرف على تقسيم تركت الحسن العسكري بعد ان ارسل من نساء قصر الخلافة ليستبرئن ارحام نساء وجواري الحسن العسكري فلم يجدن اي منهن حامل فقام الخليفة بتوزيع تركته على امه واخوانه وانتهى الامر كما ذكر ذلك ابن كثير في البدية والنهاية لكن بعد ذلك اوجدة فكرت ان للحسن العسكري ولد مختفي عن اعين الناس ولم يره احد حتى عند ولادته حيث يقول الشيعة ان المدعو محمد بن الحسن العسكري ولدة سنة 255 هجرية اما وفاة الحسن العسكري كانت سنة 260 هجرية اي انه كان عمره خمس سنوات عند وفات الحسن العسكري وهذه السنوات الخمسة مرة ولم يره احد حتى من اهل بيته مع العلم ان العلاقة بين الخلفاء العباسين والبيت العلوي كنت احسن ما يكون والدليل علىذلك ان الخليفة المأمون رشح الرضا ليكون الخليفة من بعده وعينه والي على بلاد فارس وغيرها فاين الخطر الذي يدعونه لظهور ابن الحسن العسكري وكان ظهور فكرة ان للحسن العسكري ولد على يد ما يسمى سفراء او نواب المهدي حيث كان اول من ادعى ذلك هو
عثمان بن سعيد العمري (210 - 265 هـ)
على ان للحسن العسكري ولدا وانه سفيره او نائبه الى شيعته ثم اتى بعده
محمّد بن عثمان الخلاّني ت 305 هـ بعد ذلك اتى السفير او النائب الثالث وهو
الحسين بن روح النوبختي ت 326 هـ بعدها كان السفير او النائب الرابع وهو
عليّ بن محمّد السمري ت 329 هـ هؤلاء السفراء الاربعة او النواب كما يقول الشيعة للمهدي وهم الذين يقول الشيعة عنهم هم الوحيدون وعندما تبحث في مصادر الشيعة تجد ان هناك اعداد اخرى من قالو انهم وكلاء اوسفراء النمهدي وفي وفات السفير او النائب الرابع على بن محمد السمري انتهت ما يسمى بالغيبة الصغرى للمهدي والتي استمرت بحدود 69 سنة وبدئت الغيبة الكبرى ولكن هذه الغيبة الصغرى والتي استمرت 69 سنة وقبلها 5 سنين وهي من تاريخ ولادة الهدي كما يدعون ويكون المجموع 74 سنة لم يراه احدا ولم يرى احد من الناس هذا المهدي ولم يكلم احد اذا اين الفائدة التي استفاد منه المسلمين هذا اذا كان له وجود كما انه لم يعرفه احد الا من خلال ما يسمون بسفرائه الاربعة والذين كانو يأخذون الاموال من الناس بحجة انهم سيوصلونها الى المهدي وياتونهم باوراق موقع عليها من المهدي المزعوم وهل احدا راه حتى يعرف توقيعه كما ان هناك اكثر من سفير ظهر مدعيا انه سفير المهدي من ان يحصل على الاموال فمن يزكي هؤلاء ان يكونو مثل غيرهم همهم الحصول على المال وبعد هؤلاء الاربعة اغلق باب الغيبة الصغرى واختفى المهدي عن الوجود مع العلم انه لاوجود له ويبقى المهدي مختفيا ويبقى الشيعة ينتظرون +ومن خلال هذه الاحداث كلها نستخلص منه هذه الاسئلة نطرحهما للحوار
1—ماهي الادلة على وجود المهدي الذي لم يره احد؟؟
2—مهي الفائدة التي استفاد منها المسلمون من المهدي خلال غيبته الصغرى والكبرى؟؟
3- هل سفراء المهدي معصومين ام لا واذا كان الرد لا فمن يثبت لنا انهم ليس كان هدفهم كسب المال؟؟
وشكرا لكم جميعا
وصلى الله على سيدنا محمد واله الطيبين
كانت النظرية ( المهدوية الاثناعشرية ) نظرية مركبة من الأيمان بوجود الإمام الثاني عشر
(محمد بن الحسن العسكري) و انه ( المهدي المنتظر ) . وهي تعترف بعدم إعلان الإمام الحسن العسكري لوجود ولدٍ له في الظاهر وتدعي انه أخفاه في السر خوفاً عليه من السلطات العباسية، التي تقول أنها كانت تعلم مسبقاً بأنه المهدي المنتظر الذي سوف يزلزل عروشها وأنها كانت تبحث عنه لتقضي عليه وهو في المهد ولكن الدراسة التاريخية المتعمقة لقصة نشوء هذه النظرية تكشف عن وجود فاصل زمني طويل بين جزئي النظرية حيث كانت في البداية تتركز أساساً حول وجود ولد للإمام العسكري ، يرثه في الإمامة ، ثم تحولت بعد ذلك إلى القول أنه المهدي المنتظر الغائب . ووجدت في (غيبة المهدي ) تفسيرا لعدم اعلان أبيه عن ولادته وعدم ظهوره بعد ذلك .ولكي نتأكد من حقيقة هذه النظرية التي لعبت دورا كبيرا في التاريخ الإسلامي ، وفي صياغة الفكر السياسي الشيعي الامامي الاثني عشري لا بد إن نفكك اجزاء هذه النظرية وندرسها على حدة وبدقة وموضوعية ولا بد إن نرى
أولا -- هل كانت النظرية المهدوية الشيعية قبل منتصف القرن الثالث الهجري واضحة ومعروفة ومحددة بشخص (الإمام الثاني عشر : محمد بن الحسن العسكري)؟
أم كانت غامضة وعامة وفكرة مجردة لان موضوع المهدي موضوع قديم وقد قام كثير ممن ادعى انه المهدي على تقمص هذه الشخصية كما ان الشيعة انفسهم حاولو ترشيح كل من تقدم للامامة من اهل البيت على انهم هو المهدي الموعود لكن في نهاية يتبين انه ليس المهدي الموعود وقد كان او من اقام الشيعة الادعاء علا انه المهدي الموعود محمد بن الحنفية يؤيد ذلك إن الإمام الصادق عندما اقنع الشاعر السيد الحميري الذي كان يعتقد بمهدوية محمد بن الحنفية ، بوفاته ، لم يقل له من هو الإمام المهدي بالتحديد ، وقد انشد الحميري أبياتا من الشعر سجل فيها تحوله عن القول بمهدوية ابن الحنفية ، ولكنه لم يشر إلى هوية المهدي ، حيث قال:
وما كان قولي في ابن خولة مطنباً معاندة مني لنسل المطيب
ولكن روينا عن وصي محمد وما كان فيما قال بالمكذب
بأن ولي الأمر يفقد لا يرى ستيرا كفعل الخائف المترقب
فتقسم أموال الفقيد كأنما تغيبه بين الصفيح المنصب
فلما روى : إن ابن خولة غائب صرفنا إليه قولنا لم نكذب
وقلنا هو المهدي والقائم الذي يعيش به من عدله كل مجدب
فان قلت لا فالحق قولك والذي أمرت ، فحتم غير ما متعصب
واشهد ربي إن قولك حجة على الناس طرا من مطيع ومذنب
فان ولي الأمر والقائم الذي تطلع نفسي نحوه بتطرب
له غيبة لا بد من إن يغيبها فصلى عليه الله من متغيب
فيمكث حينا ثم يظهر حينه فيملك من في شرقها والمغرب
بذاك أدين الله سرا وجهرة ولست وان عوتبت فيه بمعتب
ولكن ذلك الامر فشل لان لالمرشح نفسه نفى هذا الامر وتوفى محمد بن الحنفية ولم يظهر لهم او يعلن انه المهدي كما كانو ينتظرون ولكن استمرة ترشيحاة الشيعة للاشخاص لهذا المنصب الذي حدث التقاتل عليه وادعاء اعداد كبيرة من الناس على مر العصور بالمهدوية سببه الهرولة وراء المكاسب المادية جراء ذلك المنصب اما ال البيت رضي الله عنهم فقد كانو بعيدين عن هذه الادعآة الباطلة ولكن كان من يدعون انهم من اتباعهم يلفقون عنهم هذه الادعآة الكاذبة اليهم وينسبونها الى ال البيت رضي الله عنهم وجاء الدور على الباقر رحمه الله ليقول عنه الشيعة انه المهدي لكي يصلو الى من يحقق حلمهم الذي يراودهم في كل وقت من اجل خروج المخلص المزعوم لهم والذي تركزت فكرته في عقولهم فقد
نقل الكليني : إن الحكم بن أبى نعيم جاء إلى الإمام الباقر في المدينة فقال له عليّ نذر بين الركن والمقام إن انا لقيتك أن لا اخرج من المدينة حتى اعلم انك قائم آل محمد أم لا ؟
فقال له الإمام الباقر: ياحكم ..كلنا قائم بأمر الله .
ولكن الحكم لم يرتضِ هذا الجواب العام فسأله بالتحديد:
فأنت المهدي؟ فاجابه الباقر جوابا عاما أيضا:
- كلنا نهدي إلى الله ، وعاد الحكم ليسأل بتحديد ووضوح:
- فأنت صاحب السيف ، وأجابه الإمام للمرة الثالثة بغموض:
كلنا صاحب السيف ووارث السيف ، فسأل الحكم بوضوح تام:
- فأنت الذي تقتل أعداء الله؟ فقال الإمام الباقر:
- يا حكم .. كيف اكون انا وقد بلغت خمسا واربعين سنة؟! وان صاحب هذا الامر اقرب عهدا باللبن مني وأخف على ظهر الدابة.
ويقول الكليني والنعماني : إن الإمام الصادق كان يرفض تحديد هوية المهدي ، وان ابا حمزة - أحد أصحابه - سأله مرة:
- أنت صاحب هذا الامر فقال لا فقال فولدك قال لا قال فولد ولدك هو فقال لا فقال فولد ولد ولدك فقال لا قال من هو قال الذي يملأها عدلا كما ملئت ظلما وجورا على فترة من الأئمة كما إن رسول الله صلى الله عليه واله بعث على فترة من الرسل وهذه الحادثة تناقض اقوال الشسعة في المهدي وتظهر ان ال البيت رضي الله عنهم لم يكن عندهم علم عن وجود المهدي الذي يدعونه الشيعة الان وان ما يقال من احاديث عن المهدي الذي عند الشسيعة الان احاديث كاذبة
اما الهدف من اصرار الشيعة على وجود فكرة المهدي هو اعادة الحياة لهذا المذهب كلما اشرف على الانتهاء وكانت عدة احداث مرة على المذهب الشيعي جعلتهم يقومون بابتداع امور يجعلوها من الدين وهي بعيدة عن الدين بعد السماء عن الارض وربما ابعد من ذلك
جاء بعد ذلك الدور على الصادق رحمه الله كذلك قالو عنه انه المهدي فقد نقل الكليني والنعماني إن الإمام الصادق كان يرفض تحديد هوية المهدي وان ابا حمزة أحد أصحابه سأله مرة أنت فقال لا قال من هو قال الذي يملأها عدلا كما ملئت ظلما وجورا على فترة من الأئمة كما إن رسول الله صلى الله عليه واله بعث على فترة من الرسل مما يكشف لنا من هذه الرواية إن أمل المهدوية كان معلقا على الإمام الصادق في عصره ولذلك عندما توفي ولم تتوفر له الظروف لتحقيق الأمل المطلوب والكامن في قلوب الشيعة رفض بعض أصحابه ومنهم خاصته إن يصدق نبأ وفاته وأصرّ على أنه قد غاب وسيظهر عما قريب وقال انه المهدي المنتظر وكان على رأس هؤلاء زعيم الشيعة في البصرة عبد الله بن ناووس
وخرج الصادق من الدنيا ولم يحقق حلم الشيعة وقد كان من ضمن ما حدث ان الامامة كما يدعون انها كانت في اسماعيل الابن الاكبر للصادق رحمه الله وفي عقيدة الشيعة ان الامامة تكون في اكبر اولاد الامام وانكشفت كذبت ان الامامة امر من الله تعالى فقام علمائهم بايجاد فرية جديدة حتى لا ينفرط عقد المذهب فاوجدو عقيدة جديدة اضيفة الى بدع المذهب وهي عقيدة البدائة وفحوها ان الله قد بدى له اي اتضح له بعد وفاة اسماعيل قبل ابيه ان الامامة يجب ان تتحول الى اخيه موسى الكاظم رحمه الله وكأن الله عزوجل وحاشاه من ذلك انه لا يعلم ان اسماعيل سيتوفى قبل ابيه وعندما توفى اسماعيل بدا لله حاشاه في ذلك امر جديد وهو ان الامامة انتقلت من اسماعيل الى اخيه موسى الكاظم وعندها انقسم الشيعة الى عدة فرق منهم شيعة اسماعلية اي اتباع اسماعيل بن الصادق رحمه الله والذين اصرو على ان تكون الامامة في ذرية اسماعيل وفرقة اخرى وهي الامامية الذين يسمون اليوم بالاثني عشرية وهم الذين قالو ان الامامة قد انتقلت الى اخيه موسى الكاظم بعد ان اوجدو عقيدة البدائة ولم يكن في وقتها اي وجود لفكرة ان الائمة اثني عشر ولايوجد شيئ اسمه ان المهدي هو الامام الاثني عشر ثم اتى الدور على موسى الكاظم رحمه الله على انه المهدي الموعود
وكان السبب في تحول المهدوية الى موسى الكاظم هو اشتداد الضغط السياسي العباسي على الإمام موسى بن جعفر الكاظم بسبب ما اشاعه من ادعدو انهم انصار اهل البيت من الشيعة في وقتها من ان موسى الكاظم هو الذي سيحمل السلاح الاسقاط الدولة العباسية وازدياد أمل الشيعة الذين قالوا بإمامته بخروجه وقيامه ،وتفجير الثورة في وجه الحكم العباسي وبعد هذه الاشاعات التي روجها من يدعون انهم من شيعة ال البيت بدء التوتر بين الدولة العباسية والبيت العلوي واعتقاد معظم الشيعة كان قويا بأن موسى الكاظم هو القائم المهدي و رووا روايات كثيرة عن الباقر والصادق في تحديد شخصه وربما أضافوا إليها من عند أنفسهم الشيء الكثير انطلاقا من شوقهم وحرصهم وسشدة انتظارهم للمهدي الموعود وعندما توفي الإمام الكاظم بعد خمس وثلاثين سنة من الانتظار والأمل لم يصدق عامة الشيعة الموسوية نبأ وفاته ورفضوا إلا الإصرار على القول بغيبته وحياته والتأكيد على انه المهدي المنتظر وانه سوف يخرج ويملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا وبما ان الامل لم يتحقق في مهدوية موسى الكاظم رحمه الله انتقلت الانظار الى سخصية جديدة وهو علي بن موسى الرضا رحمه الله وقد عاد ذلك الأمل إلى الشيعة بعد حوالي عشرين عاما وذلك عندما دعى الخليفة العباسي المأمون عام 200 هجرية الإمام علي بن موسى الرضا إلى خرا سان وقلده ولاية العهد عام 201 ، وهذا ما أحيي الأمل في نفوس الشيعة ودفعهم للاعتقاد بإمكانية إن يصبح الرضا المهدي المنتظر.
ينقل الكليني في (الكافي ) إن ايوب بن نوح جاء إلى الإمام الرضا رحمه الله وقال له
( آني أرجو إن تكون صاحب هذا الأمر وان يسوقه الله إليك بغير سيف فقد بويع لك وضربت الدراهم باسمك ) ولكن الإمام الرضا بدد توقعه ونفى إن يكون هو المهدي
وعندما جاء الشاعر دعبل الخزاعي إلى الإمام الرضا وانشده القصيدة المعروفة
(مدارس آيات خلت من تلاوة ومنزل وحي مقفر العرصات)
أشار إلى المهدي بصورة غامضة وقال
(خروج أمام لا محالة خارج يقوم على اسم الله والبركات يميز فينا كل حق وباطل ويجزي على النعماء والنقمات ) ولم يسمه بالاسم .
وذلك ان تحديد هوية ( الإمام المهدي ) بالثاني عشر من أئمة أهل البيت كما هو معروف لدى الشيعة الاثني عشرية اليوم قد حدث في وقت متأخر بعد وفاة الإمام الحسن العسكري والقول بوجود ولد له في السر بفترة طويلة أي في بداية القرن الرابع الهجري تقريبا وذلك في أعقاب تطور نظرية (الإمامة الإلهية ) وتحولها من التسلسل اللامحدود إلى الاقتصار على (اثني عشر ) وتكون الفرقة الاثني عشرية .
وقد ذكر الشيخ الصدوق في (إكمال الدين) الذي ألفه في منتصف القرن الرابع الهجري مجموعة كبيرة من الروايات نسبها الى النبي الأكرم صلى الله عليه واله وأئمة أهل البيت رضي الله عنهم يشير بعضها إلى القائم أو المهدي دون تحديد اسمه واسم أبيه ويؤكد بعضها تحديد رقمه الثاني عشر وانه ابن الحسن العسكري وقد جائت هذه الاقوال بعد وفاة الحسن العسكري دون ان يعقب ولد بعدها جائة فكرة ان له ولدا وجاء هذا الامر بعد ان مر المذهب الشيعي باصعب المراحل وذلك بعد وفاة الحسن العسكري الذي توفى في عهد المعتمد سنة 260 ، وحدثت (الغيبة) والحيرة
حيث اصبح الزوال يهدد المذهب الشيعي فجائت فكرة الولد المزعوم للحسن العسكري مع العلم ان الخليفة العباسي اشرف على تقسيم تركت الحسن العسكري بعد ان ارسل من نساء قصر الخلافة ليستبرئن ارحام نساء وجواري الحسن العسكري فلم يجدن اي منهن حامل فقام الخليفة بتوزيع تركته على امه واخوانه وانتهى الامر كما ذكر ذلك ابن كثير في البدية والنهاية لكن بعد ذلك اوجدة فكرت ان للحسن العسكري ولد مختفي عن اعين الناس ولم يره احد حتى عند ولادته حيث يقول الشيعة ان المدعو محمد بن الحسن العسكري ولدة سنة 255 هجرية اما وفاة الحسن العسكري كانت سنة 260 هجرية اي انه كان عمره خمس سنوات عند وفات الحسن العسكري وهذه السنوات الخمسة مرة ولم يره احد حتى من اهل بيته مع العلم ان العلاقة بين الخلفاء العباسين والبيت العلوي كنت احسن ما يكون والدليل علىذلك ان الخليفة المأمون رشح الرضا ليكون الخليفة من بعده وعينه والي على بلاد فارس وغيرها فاين الخطر الذي يدعونه لظهور ابن الحسن العسكري وكان ظهور فكرة ان للحسن العسكري ولد على يد ما يسمى سفراء او نواب المهدي حيث كان اول من ادعى ذلك هو
عثمان بن سعيد العمري (210 - 265 هـ)
على ان للحسن العسكري ولدا وانه سفيره او نائبه الى شيعته ثم اتى بعده
محمّد بن عثمان الخلاّني ت 305 هـ بعد ذلك اتى السفير او النائب الثالث وهو
الحسين بن روح النوبختي ت 326 هـ بعدها كان السفير او النائب الرابع وهو
عليّ بن محمّد السمري ت 329 هـ هؤلاء السفراء الاربعة او النواب كما يقول الشيعة للمهدي وهم الذين يقول الشيعة عنهم هم الوحيدون وعندما تبحث في مصادر الشيعة تجد ان هناك اعداد اخرى من قالو انهم وكلاء اوسفراء النمهدي وفي وفات السفير او النائب الرابع على بن محمد السمري انتهت ما يسمى بالغيبة الصغرى للمهدي والتي استمرت بحدود 69 سنة وبدئت الغيبة الكبرى ولكن هذه الغيبة الصغرى والتي استمرت 69 سنة وقبلها 5 سنين وهي من تاريخ ولادة الهدي كما يدعون ويكون المجموع 74 سنة لم يراه احدا ولم يرى احد من الناس هذا المهدي ولم يكلم احد اذا اين الفائدة التي استفاد منه المسلمين هذا اذا كان له وجود كما انه لم يعرفه احد الا من خلال ما يسمون بسفرائه الاربعة والذين كانو يأخذون الاموال من الناس بحجة انهم سيوصلونها الى المهدي وياتونهم باوراق موقع عليها من المهدي المزعوم وهل احدا راه حتى يعرف توقيعه كما ان هناك اكثر من سفير ظهر مدعيا انه سفير المهدي من ان يحصل على الاموال فمن يزكي هؤلاء ان يكونو مثل غيرهم همهم الحصول على المال وبعد هؤلاء الاربعة اغلق باب الغيبة الصغرى واختفى المهدي عن الوجود مع العلم انه لاوجود له ويبقى المهدي مختفيا ويبقى الشيعة ينتظرون +ومن خلال هذه الاحداث كلها نستخلص منه هذه الاسئلة نطرحهما للحوار
1—ماهي الادلة على وجود المهدي الذي لم يره احد؟؟
2—مهي الفائدة التي استفاد منها المسلمون من المهدي خلال غيبته الصغرى والكبرى؟؟
3- هل سفراء المهدي معصومين ام لا واذا كان الرد لا فمن يثبت لنا انهم ليس كان هدفهم كسب المال؟؟
وشكرا لكم جميعا