أبو ياسر عبد الوهاب
2008-06-22, 02:12 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده, أما بعد:
فإننا في زمان كثرت فيه البدع وانتشرت بين أوساط المسلمين واختلطت الموازين عند كثير من الناس حتى أصبحت عندهم السنة بدعة والبدعة سنة. فزين لهم الشيطان أعمالهم فاعتقدوا في بدع وأصبح الداعي إلى السنة غريبا بين أوساطهم . وقد ذكر السلف رحمهم الله حكمة بليغة على أنه ما ظهرت بدعة في قوم إلا وقد رفع لهم من السنة مثلها , وهذا كلام له من الحق مكان كبير وحسبك أن ترى حال الناس اليوم ويكفيك مثال على ذلك .
فقد ابتدع الناس في المسجد خطوطا يميزون بها الصفوف- زعموا- , مع ما فيها من خطأ فهم يعتمدون بهذا الخط على أطراف الأصابع وهذا مجانب للصواب فلا هم أصابوا السنة ولا هم أقاموا الصفوف . وقد ادى ظهور هذه البدعة إلى اندثار سنة تركت وهجرت عند الأئمة ألا وهي الحث على تسوية الصفوف كما كان يفعل خير البرية وسيد ولد آدم.
وسأعرض ههنافي حلقات بعض السنن التي تركت وما قابلها من بدع انتشرت واشرأبت , ولن أستطيع أن أحصيها كلها مع كثرتها وحسبي بجمع البعض منها, وأقول لكل من قرأ هذا البحث أنه ليس لي فيه إلا الجمع فإن أصبت فيه فمن الله الكريم المنان وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان والحمد لله رب العالمين.
الوضوء:
من السنن التي تركت عند الناس الوضوء مرة مرة ومرتين مرتين , حتى أصبح ظن الناس أنه من أنقص من الثلاث بطل وضوءه .
أقول قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم كل من هذه الكيفيات, وقد بوب البخاري رحمه الله في صحيحه " باب الوضوء مرة مرة", و" باب الوضوء مرتين مرتين"
فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : توضأ النبي صلى الله عليه وسلم مرة مرة. رواه البخاري والترمذي وأبو داود والنسائي
وعن عبد الله بن زيد الأنصاري أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ مرتين مرتين.
أخرجه البخاري وأحمد.
ومن البدع والأخطاء التي درج عليها جماهير الناس تخفيف الوضوء حتى سمعت أقواما جعلوا حكمة تقول " صل صلاة المريض وتوضأ وضوء المجنون" إشارة إلى سرعة الوضوء وهذا فيه ما قد يجعل هذا المتوضيءمن جملة " ويل للأعقاب من النار" .
ومن البدع قول دعاء عند غسل كل عضو من الأعضاء ولا أعلم له دليلا يثبت.
الجمعة:
من السنن استقبال الإمام إذا صعد المنبر:فعن عبد الله بن مسعود قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استوى على المنبر استقبلناه بوجوهنا .أخرجه الترمذي وقال: والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم يستحبون استقبال الإمام إذا خطب وهو قول سفيان الثوري والشافعي وأحمد وإسحاق.
ومنها تسليم الإمام إذا صعد المنبر لما رواه ابن ماجة عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا صعد المنبر سلم . وحسنه الألباني رحمه الله.
قال الألباني في السلسلة:" ويشهد له ويقويه جريان عمل الخلفاء عليه ، عن أبي نضرة قال : كان عثمان قد كبر ، فإذا صعد المنبر سلم فأطال قدر ما يقرأ إنسان أم الكتاب . وإسناده صحيح . وعن عمرو بن مهاجر : أن عمر بن عبد العزيز كان إذا استوى على المنبر سلم على الناس وردوا عليه . وسنده صحيح " السلسلة 5-106.
ومنها قراءة الإمام لسورة "ق": فعن أم هشام بنت حارثة بن النعمان قالت : لقد كان تنورنا وتنور رسول الله صلى الله عليه وسلم واحدا سنتين وبعض سنة وما أخذت ق والقرآن المجيد إلا عن لسان رسول الله يقرؤها كل يوم جمعة على المنبر إذا خطب الناس . أخرجه مسلم والنسائي وأبو داود.
ومنها قراءة سورتي الجمعة والمنافقون وورد عنه عليه الصلاة والسلام أنه قرأ في الجمعة والعيدين بسبح اسم ربك الأعلى وهل أتاك حديث الغاشية وورد عنه أنه قرأ بسورتي الجمعة وهل أتاك حديث الغاشية.والأحاديث في صحيح مسلم وعند أبي داود
قال الشيخ بن حنفية عابدين في كتابه العجالة في شرح الرسالة:" وهذه السنة مما يتهاون فيه كثير من أئمة المساجد فإنهم يطيلون الخطبة التي تسبق الدرس حتى إذا جاء وقت القراءة فتروا فقرؤوا من القصار أو اقتصروا على قراءة خاتمة الجمعة وقد كان بعض الناس لا يقرأ بسورة الجمعة في صلاتها ثم يقرأ ببعض آيها في صلاة المغرب من يومها فلاهو اتبع السنة ولا راعى المناسبة ولا حول ولا قوة إلا بالله ..."
ومن البدع التي تقام يوم الجمعة وضع أشرطة القرآن في مكبرات الصوت .
ومنها تكبير بعض الناس كلما ذكر الإمام إسما من أسماء الله عزوجل.
ومنها الحزب الجماعي قبل الخطبتين والأدعية الصوفية التي تقال من صلاة الفاتح وغيرها.
ومنها قراءة سورة الإخلاص ثلاثا قبل إقامة الصلاة.
هذا ما تيسر جمعه في هذه الحلقة و إلى لقاء قريب إنشاء الله
سبحانك الله وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك
يتبع....
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده, أما بعد:
فإننا في زمان كثرت فيه البدع وانتشرت بين أوساط المسلمين واختلطت الموازين عند كثير من الناس حتى أصبحت عندهم السنة بدعة والبدعة سنة. فزين لهم الشيطان أعمالهم فاعتقدوا في بدع وأصبح الداعي إلى السنة غريبا بين أوساطهم . وقد ذكر السلف رحمهم الله حكمة بليغة على أنه ما ظهرت بدعة في قوم إلا وقد رفع لهم من السنة مثلها , وهذا كلام له من الحق مكان كبير وحسبك أن ترى حال الناس اليوم ويكفيك مثال على ذلك .
فقد ابتدع الناس في المسجد خطوطا يميزون بها الصفوف- زعموا- , مع ما فيها من خطأ فهم يعتمدون بهذا الخط على أطراف الأصابع وهذا مجانب للصواب فلا هم أصابوا السنة ولا هم أقاموا الصفوف . وقد ادى ظهور هذه البدعة إلى اندثار سنة تركت وهجرت عند الأئمة ألا وهي الحث على تسوية الصفوف كما كان يفعل خير البرية وسيد ولد آدم.
وسأعرض ههنافي حلقات بعض السنن التي تركت وما قابلها من بدع انتشرت واشرأبت , ولن أستطيع أن أحصيها كلها مع كثرتها وحسبي بجمع البعض منها, وأقول لكل من قرأ هذا البحث أنه ليس لي فيه إلا الجمع فإن أصبت فيه فمن الله الكريم المنان وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان والحمد لله رب العالمين.
الوضوء:
من السنن التي تركت عند الناس الوضوء مرة مرة ومرتين مرتين , حتى أصبح ظن الناس أنه من أنقص من الثلاث بطل وضوءه .
أقول قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم كل من هذه الكيفيات, وقد بوب البخاري رحمه الله في صحيحه " باب الوضوء مرة مرة", و" باب الوضوء مرتين مرتين"
فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : توضأ النبي صلى الله عليه وسلم مرة مرة. رواه البخاري والترمذي وأبو داود والنسائي
وعن عبد الله بن زيد الأنصاري أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ مرتين مرتين.
أخرجه البخاري وأحمد.
ومن البدع والأخطاء التي درج عليها جماهير الناس تخفيف الوضوء حتى سمعت أقواما جعلوا حكمة تقول " صل صلاة المريض وتوضأ وضوء المجنون" إشارة إلى سرعة الوضوء وهذا فيه ما قد يجعل هذا المتوضيءمن جملة " ويل للأعقاب من النار" .
ومن البدع قول دعاء عند غسل كل عضو من الأعضاء ولا أعلم له دليلا يثبت.
الجمعة:
من السنن استقبال الإمام إذا صعد المنبر:فعن عبد الله بن مسعود قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استوى على المنبر استقبلناه بوجوهنا .أخرجه الترمذي وقال: والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم يستحبون استقبال الإمام إذا خطب وهو قول سفيان الثوري والشافعي وأحمد وإسحاق.
ومنها تسليم الإمام إذا صعد المنبر لما رواه ابن ماجة عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا صعد المنبر سلم . وحسنه الألباني رحمه الله.
قال الألباني في السلسلة:" ويشهد له ويقويه جريان عمل الخلفاء عليه ، عن أبي نضرة قال : كان عثمان قد كبر ، فإذا صعد المنبر سلم فأطال قدر ما يقرأ إنسان أم الكتاب . وإسناده صحيح . وعن عمرو بن مهاجر : أن عمر بن عبد العزيز كان إذا استوى على المنبر سلم على الناس وردوا عليه . وسنده صحيح " السلسلة 5-106.
ومنها قراءة الإمام لسورة "ق": فعن أم هشام بنت حارثة بن النعمان قالت : لقد كان تنورنا وتنور رسول الله صلى الله عليه وسلم واحدا سنتين وبعض سنة وما أخذت ق والقرآن المجيد إلا عن لسان رسول الله يقرؤها كل يوم جمعة على المنبر إذا خطب الناس . أخرجه مسلم والنسائي وأبو داود.
ومنها قراءة سورتي الجمعة والمنافقون وورد عنه عليه الصلاة والسلام أنه قرأ في الجمعة والعيدين بسبح اسم ربك الأعلى وهل أتاك حديث الغاشية وورد عنه أنه قرأ بسورتي الجمعة وهل أتاك حديث الغاشية.والأحاديث في صحيح مسلم وعند أبي داود
قال الشيخ بن حنفية عابدين في كتابه العجالة في شرح الرسالة:" وهذه السنة مما يتهاون فيه كثير من أئمة المساجد فإنهم يطيلون الخطبة التي تسبق الدرس حتى إذا جاء وقت القراءة فتروا فقرؤوا من القصار أو اقتصروا على قراءة خاتمة الجمعة وقد كان بعض الناس لا يقرأ بسورة الجمعة في صلاتها ثم يقرأ ببعض آيها في صلاة المغرب من يومها فلاهو اتبع السنة ولا راعى المناسبة ولا حول ولا قوة إلا بالله ..."
ومن البدع التي تقام يوم الجمعة وضع أشرطة القرآن في مكبرات الصوت .
ومنها تكبير بعض الناس كلما ذكر الإمام إسما من أسماء الله عزوجل.
ومنها الحزب الجماعي قبل الخطبتين والأدعية الصوفية التي تقال من صلاة الفاتح وغيرها.
ومنها قراءة سورة الإخلاص ثلاثا قبل إقامة الصلاة.
هذا ما تيسر جمعه في هذه الحلقة و إلى لقاء قريب إنشاء الله
سبحانك الله وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك
يتبع....