أنصار السنة

أنصار السنة (https://www.ansarsunna.com/vb/index.php)
-   رد شبهات الملاحدة العرب (https://www.ansarsunna.com/vb/forumdisplay.php?f=40)
-   -   الملحدة سوزان تفضلي هنا (https://www.ansarsunna.com/vb/showthread.php?t=9375)

عبد الرحمان2010 2010-05-16 03:08 AM

[CENTER][FONT="Traditional Arabic"][SIZE="5"][QUOTE=عبدالله الأسير;72016] وما ورطت فيه نفسي ليس للشطارة وإنما لأنني أوى إلي ركن شديد وأنتي لا تأوين إلى شيء،[/QUOTE]

بارك الله فيك أخي "عبد الله": لا مزيد على ما ذكرت.

و الله إنني لأعجب لأمرك يا "سوزان": الحقيقة واضحة و لكنك تتعامين وتتغافلين عنها. كنت أتوقع منك أن تحاولي البحث عن الحقيقة لا محاولة الإنتصار في معركة حوارية و لكن جوابك الاخير (رغم اعترافه الضمني بقصور معارفك) أظهر أنك متعصبة لمذهبك الإلحادي. لقد أكدت في جوابك الأخير قلة علمك بمذهبك للمرة الثانية (الأولى عندما سُئلت عن سبب تسجيلك في المنتدى), و إنني لا أستطيع حقيقة أن أستوعب كيف يعتنق الإنسان مذهبا و يستميت في الدفاع عنه و هو يدرك قلة علمه به و يدرك أيضا قصور هذا المذهب في شرح حقائق الوجود؟؟
لا أدرك كيف يعتنق الإنسان مذهبا يجعله يعيش حياة الضنك و الشقاء المعنويين في الحياة الدنيا (باعترافك بأنك لست سعيدة)؟؟ و حياة العذاب الدائم المستمر في الآخرة:
¤ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى, قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا, قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى¤ . سورة طه 126-124

لا أملك إلا أن أدعو الله لك بالهداية أيتها الزميلة.

ملحوظة: هذه مجرد خواطر تخص هذا الحوار, لست بحاجة للرد عليها, تفكري فيها فقط.

[/SIZE][/FONT][/CENTER]

عبد الرحمان2010 2010-05-16 04:20 PM

[CENTER][FONT="Traditional Arabic"][SIZE="5"]:بس:

:سل:

في انتظار جواب زميلتنا: أدعوكم (خارج دائرة الحوار) للإستمتاع بمطالعة هذه المقالة التي قمت بنقلها على المنتدى: [COLOR="DarkRed"][URL="http://www.ansarsunna.com/vb/showthread.php?t=9593"][COLOR="Red"]جمالية الإيمان بالغيب[/COLOR][/URL][/COLOR]

:سل:[/SIZE][/FONT][/CENTER]

suzan 2010-05-20 02:48 PM

[FONT="Arial"][SIZE="6"][COLOR="Blue"]رداً على الزميل عبد اللـه الأسير[/COLOR][/SIZE][/FONT]


[FONT="Arial"][SIZE="5"][COLOR="Magenta"]أعتذر عن التأخير لثلاثة أسباب:
- دقة الموضوع المطروح للنقاش (القوة) وطبيعتها.
- انشغالي بعملي.
- قلة الحماس للمشاركة بسبب تهجم المشرف إبن السني المستمر، والتي يبدو أنها صارت نهجاً بمعرفة الإدارة.

وباعتبار أن الزميل عبد الله الأسير قد دمج مشاركتيه ببعضهما عندما طالبني بـ (أعيد منحك خوضا في وصف القوة أو مبدأ أو كيفية نشأتها)، فسأقوم بدمج ردي على مشاركاته معاً.

[quote] الزميلة يبدو منها التطلع إلى نقد الاسلام اكثر من الدعوة إلى الإلحاد أو الدفاع عنه، فأرجوا ألا يكون موقفها الهجوم خير وسيلة للدفاع، فهو مبدأ المحاربين أو الباحثين عن كسب أرض وليس مبدأ المتحاورين خاصة إذا أعلنوا أن همهم هو الحقيقة [/quote]

زميلي

من الطبيعي أننا حينما نتحدث عن الإلحاد، فإنما نتحدث عن الإلحاد بالدين، أي بالخروج عليه، ولذلك لا بد أن يقترن الحديث بالإلحاد بالحديث في نقد الدين، لأن الإلحاد هو نقض الدين في النهاية.

أما القول بأن هدفي هو (التطلع إلى نقد الاسلام اكثر من الدعوة إلى الإلحاد أو الدفاع عنه) فهو ليس صالحاً لوصف هدفي، فالملحد ينتقد أولاً أي دين، وليس لديه دين محدد كهدف لديه، ومن جهة أخرى فإن نقد الإسلام يأتي في إطار توضيح الموقف المضاد، والذي هو هنا الإلحاد، وليس الهدف هو الإساءة إلى الإسلام أو عقائد الزملاء، فالإلحاد هو أصلاً موقف نقدي من أي دين، ومن الطبيعي أن يتناول الدين بالنقد توضيحاً لماهيتهما.

وأكرر احترامي للإسلام ولكل عقيدة أخرى يعتنقها إنسان، مع الإشارة إلى أن عدم احترامي للبعض لا يعود لعقيدتهم، بل لسوء سلوكهم معي.. وإلى أنني في الفترة الأخيرة أنتهج طريقة هادئة في محاورتهم لا ينتهجونها.

وأما مسألة "الهجوم خير وسيلة للدفاع" فهذا على ما يبدو تقييمك لطريقتي في طرح أفكاري، ولكن ما هي مشكلة هذه الطريقة على أية حال؟.. إن معنى كلامك هو أنني أطرح الأفكار مباشرة وواضحة.. حسناً.. أليس من الأفضل للمرء(أة) أن لا يطرح أية أفكار إن كان سيطرحها بضعف؟.. وأليس طرح الأفكار بدقة ووضوح وبلا لف ولا دوران، أفضل من المجاملات التي لا تغني ولا تسمن عن جوع؟..

أرى أن الحوار المجدي والمنتج هو الحوار الذي يطرح الأفكار عارية تماماً من أي تزيين أو تبرج في سبيل تبيان الحقيقة.

لذلك أرجو من الزملاء عدم التحسس من انتقاد الدين - مع احترامه - لأن الإلحاد هو بالتعريف أيضاً: نقد الدين.. وإلا فما الجدوى من تخصيص قسم لـِ (حوار الملاحدة واللادينيين واللاأدريين)؟.

إن تعريف الإلحاد لا يكتمل بدون تعريف نقيضه.

[quote] سأعلق على بعض أقوال الزميلة:

" في حين أن الملحدين يرفضون الإقرار بوجود أية قوة فوق طبيعة عاقلة في الكون، ما لم يثبت وجودها علمياً، أي بشكل قابل للتجريب والإحاطة."

عجبا لهذه المقولة!!، لو أن الملحدين مقتنعون بها لأقروا بوجود إله، أو ليس الاستنباط أو الاستدلال والقياس من وسائل الإحاطة والعلم ونتيجة التجريب؟، فإذا وقع أو استقر متحرك من أعلى أو على سطح الأرض أتقولين بفعل قوة ما، فكيف تعرفتي على وجود تلك القوة؟، فمخالطة أثرها دل عليها وليس مخالطتها، فالتفاحة المزعومة سقطت فدلت على أن شيء أسقطها، فهل خالط أحد وقع التفاحة أم خالط المؤثر عليها فأسقطها؟، فليأتنا أحد بوصف لأي قوة غير تعريف لها على صفاتها أو يثبت إدراك وجودها بغير متأثر بها، فاليقين أو التدليل على وجود المؤثر يأتي على مخالطة أثره وليس مخالطته أو إمكانية وصفه،فالقوة لا تخالط ولكن تدرك وتقنن على مخالطة آثارها، لا وصف معالم ولا مبدأ أسباب فقط اسم بتفاخر وتعريف وصفات، فتخشينها وتأتمربن بما تتطلبه إذا وقعتي تحت آثار وطأتها، فلا رؤية ولا سماع أو دفئ أو تمييز ولا حراك ولا مسير أو سباحة أو طيران أو تناول شربة ماء أو ملعقة طعام ولا أمن من فرط الأفعال إلا وفق قوانين القوة لا خيار بل إذعان، فذاك ما نعبد عليه الله، فإذا كان وجود القوة غيب يعرف من أثر القوة فالقوة أثر وجود الله، فاسألي العلم الذي به علينا تمنون، أي شكل يوصفها وهل جاءت من غير شيئ، أم يملك أحد أسرار نشأتها؟
فاقرأي ما شئتي أو استعيني بصديق فإن لم تجدي إجابة فتخطي الإلحاد فما يتبرأ منه يلزمه بأن يلقي بما يعتقد في بالوعات الطرقات.[/quote]

يعتمد الزميل هنا على الضبابية التي تحيط بمفهوم "القوة" ليزعم بأنها ذات أصل غيبي تدلل على أثر وجود الله.. لذلك سندقق في هذا المفهوم وسنبين بأنه مفهوم مادي تماماً، لا يقبل الزعم بالغيب كمبرر لوجوده.

وكما قلت، وأكرر، يعتمد المؤمنون كعادتهم على الغوامض لتمرير الغيوب.. كما كانت عادتهم منذ فجر العقل البشري، ففي بدايات التفكير البشري المتواضع كانت الغيوب المعرفية بسيطة مثله (غموض النار والبرق).. ومع تطور العقل البشري وإزاحة العلم للجواهل القديمة تطورت الغيوب (غموض القوة)، لذا وجب بالقياس إلى ذلك أن ندرك أن ما نجهله يرجع إلى مشكلة فهمنا للعالم، لا إلى وجود الغيب حقيقة.. ومشكلة فهمنا للعالم هذه هي التي تقف وراء ينابيع الغيب التي تعج بها جواهل البشر بالبدائل العلمية.

وحتى نتحدث بمفهوم "القوة" الذي يتمترس خلفه الزميل الأسير ليرجمنا بالغيوب، لنرجع إلى هذا المفهوم في كل من الفيزياء والفلسفة، ولكننا يجب أن نتحدث عن العلاقة بين الفيزياء والفلسفة (العلم والفلسفة) أولاً، كيلا يحاول البعض دق إسفين بينهما بغرض التشتيت:

(أينشتين) القائل في تعيين1950و الذي عنوانه “الفيزياء والفلسفة والتقدم العلمي”: ” اذا اعتبرنا الفلسفة بحثا عن المعرفة العامة والأكثر شمولية فإنه ينبغي اذن أن ننظر اليها بشكل بديهي على أنها أم لكل تساؤل علمي…”
” هذا التصور للعالم اذا نظرنا اليه من زاوية فلسفية هو بالتحديد مرتبط بالواقعية العفوية أي بالتصور الذي يرى المواضيع في الفضاء ممثلة مباشرة من خلال الادراكات الحسية…”

من هنا يتبين لنا أن الأسئلة الرئيسية في الفيزياء هي من طبيعة فلسفية وأن الفيزيائي يكون بطبعه فيلسوفا.

أنظر: حضور ميتافيزيقا اسبينوزا في فيزياء أينشتاين
[url]http://www.doroob.com/?p=14372[/url]

يتضح من هذا الاقتباس أن الفلسفة هي الأرضية اللازمة لكل تساؤل علمي، والأهم من ذلك هو أننا حسب تعبير أينشتين يجب أن نتصور العالم فلسفياً مرتبطاً بالتمثيل المباشر للوجود من خلال الإدراكات الحسية.

بمعنى أن أي فهم فلسفي للعالم يرتبط بإدراكه حسياً.. أي بوساطة الأحاسيس الخمسة، وعدا ذلك يكون أي فهم مغاير للعالم فهماً لا علمياً.

وعليه مبدئياً تسقط المقولة التي ساقها إلينا الزميل الأسير بأن القوة - باعتبارها ظاهرة مرتبطة بالمادة - أثر غيبي.

وعن مفهوم القوة في الفيزياء نجد ما يلي:

الشغل والطاقة كميات قياسية.. وذلك لأننا كنا نتعامل وبشكل مباشر مع القوة وهى كمية متجهة.. الشغل الذي هو حلقة الوصل ما بين القوة والطاقة.

الطاقة هي وجود مخزون من القوة

انظر: القوة والطاقة والشغل - موقع الفيزياء التعليمي
[url]http://www.hazemsakeek.com/Physics_Lectures/Mechanics/includegp1lectuers_9.htm[/url]

وعليه فإن القوة هي الأثر الظاهر للطاقة، أو الطاقة المصروفة، فلا يمكن معرفة القوة إلا من أثرها، وعليه يمكننا قياس القوة إذا ما قارنا الفرق بين حالتين لمادة: قبل وبعد حركة ما.

تعرف القوة في الفيزياء على أنها مؤثر يؤثر على الأجسام فيسبب تغييراً في حالته أو اتجاهه أو موضعه أو حركته. وهي نسبة تغير الزخم بالنسبة للزمن. القوى هي كميات متجهة (لها مقدار واتجاه)، وتسبب في تعجيل الجسم بمقدار معين.

حسب قانون نيوتن الثاني، لمعرفة القوة تستخدم المعادلة التالية: القوة = الكتلة × التسارع

القوة هي أيضاً نسبة تغير الزخم بالنسبة للزمن

كل القوى في الكون تنتمي إلى أربعة قوى رئيسية. القوى القوية والضعيفة والتي تؤثر على مسافات قصيرة جداً، وهي المسؤولة عن الروابط بين الجسيمات دون الذرية. والقوة الكهرومغناطيسية التي تؤثر على الشحنات الكهربائية وقوة الجذب التي تؤثر على الكتل.

انظر القوة - ويكيبيديا [url]http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%82%D9%88%D8%A9[/url].

فمن الواضح هنا أن الحديث الفيزيائي في القوة، هو حديث في كمية قابلة للقياس، وعليه تسقط مقولة الزميل الأسير بالطبيعة الغيبية للقوة، باعتبار أن القوة ظاهرة قابلة للإحاطة.

ينظر اينشتاين الى الرياضيات على أنها مبدعة/خالقة للنظريات الفيزيائية وأداة لا مشاحة منها لرؤية العالم واكتشاف بنيته وسبر قوانينه, واذا كانت مقاصده في مشروعه الفلسفي هو ” رسم الخطوط العريضة لمحاولات الفكر البشري الرامية الى ايجاد ترابط بين عالم الأفكار وعالم الظواهر” ببذل” الجهود لإظهار القوى الفعالة التي تدفع بالعلم الى استنباط الأفكار التي تناسب واقع العالم الذي نعيش فيه “ المصدر السابق

بالتركيز على مقولة أينشتين (إيجاد ترابط بين عالم الأفكار وعالم الظواهر) التي يسعى إليها العلم، نعود إلى فقرة الزميل الأسير:

[quote] عجبا لهذه المقولة!!: (" في حين أن الملحدين يرفضون الإقرار بوجود أية قوة فوق طبيعة عاقلة في الكون، ما لم يثبت وجودها علمياً، أي بشكل قابل للتجريب والإحاطة.") لو أن الملحدين مقتنعون بها لأقروا بوجود إله، أو ليس الاستنباط أو الاستدلال والقياس من وسائل الإحاطة والعلم ونتيجة التجريب؟ [/quote]

العلم حسب ما نجد من تعريف أينشتين هو (ايجاد ترابط بين عالم الأفكار وعالم الظواهر) فكيف يقوم الزميل الأسير بالاستدلال على وجود إله؟.. فمن المفروض لحل هذه المعضلة أن يمتلك الزميل إثبات الترابط بين أفكاره (إيمانه) وعالم الظواهر (الإله).. فهل الإله من الظواهر حتى نطبق عليه عمليات (الاستنباط أو الاستدلال والقياس من وسائل الإحاطة والعلم ونتيجة التجريب) التي تجري دوما على الظواهر المادية لتكوين أفكار مترابطة معها؟.

لما كان الزميل عاجزاً عن تطبيق هذه العلميات لأنه ليس من وجود لـ (تصور يرى المواضيع في الفضاء ممثلة مباشرة من خلال الادراكات الحسية) حسب قول أينشتين، يمكن تطبيقه على الإله، فكيف يتعجب بان الملحدين لا يقروا بوجود إله.. إن هذا راجع إلى أن الزميل يطبق (عمليات الاستنباط أو الاستدلال والقياس من وسائل الإحاطة والعلم ونتيجة التجريب) على أفكاره (إيمانه)، وليس على الظواهر المادية، أو على الإله.. ومن هذه الناحية يمكن للمرء أن يخترع من بنات أفكاره ما شاء من الآلهة والخرافات باعتبار أنها لا تخضع إلا لعمليات القياس التي يفبركها العقل المؤمن بها، لا إلى الظواهر المادية الواقعية. وبهذه الطريقة النفسية النفيسة ظهرت كافة الآلهة عبر التاريخ.

[quote] فإذا وقع أو استقر متحرك من أعلى أو على سطح الأرض أتقولين بفعل قوة ما، فكيف تعرفتي على وجود تلك القوة؟، فمخالطة أثرها دل عليها وليس مخالطتها [/quote]

بالضبط، سوف ندقق في كلامك هذا، فاذكره: (القوة.. مخالطة أثرها دل عليها وليس مخالطتها)..

هنا نعود إلى ما اقتبسناه أعلاه من أن (القوة كمية متجهة.. الشغل حلقة الوصل ما بين القوة والطاقة.. الطاقة هي وجود مخزون من القوة)
ونقوم بتطبيق مقولة الزميل تلك على هذه الحقائق العلمية:

لما كانت القوة كمية متجهة، أي مؤثرة، فلا ينطبق قول الزميل على القوة بأنه يمكن معرفتها من أثرها، لأنها الفعل نفسه، ولا يمكننا معرفة الفعل إلا بمفعوله، إلا أن الحقيقة هي أنه يمكن معرفة الطاقة من أثرها، والذي هو الشغل، فصرف طاقة يعني توجيه قوة تؤدي شغلاً، وهذا يعني: فاعل + فعل + مفعول.

إذاً نستطيع أن نعرف فعل الفاعل من مفعوله، نعرف الفاعل والفعل من النتائج، أي نعرف الطاقة والقوة من الشغل الناتج.. وتكون العلاقة بين عناصر الظاهرة (الفاعل، والفعل، والمفعول) علاقة تبعية متبادلة، إذ يمكن الاستدلال على قيمة أي طرف من هذه العناصر بدلالة الطرفين الآخرين (لأنها معادلة رياضية)

بتطبيق هذا الكلام على مرام الزميل من أن (القوة هي أثر الله)، يتعادل لديه الله بالطاقة، والقوة بالشغل، وهذا حفنة أخطاء فادحة وقع فيها، فمن المفروض حسب مقولة أينشتين أن (نمثل الظواهر بإدراكاتنا الحسية) فإن أراد الزميل تمثيل الله بإدراكه الحسي، فعليه أن يضمن أن عناصر المعادلة (فاعل، فعل، مفعول) متوفرة، ويدل كل منها على الآخر، مثلما تدل البعرة على البعير.

كيف نستدل على اللـه من خلال ظاهرة (القوة)؟.. يجب أن يكون هنالك عملية مادية يقوم بها الله كي نستدل على كونه طرفاً في المعادلة.. فهل يملك الزميل الأسير أي إثبات على قيام الله بما يترك أثراً خلفه؟... يقول في ذلك:

[quote] فالتفاحة المزعومة سقطت فدلت على أن شيء أسقطها، فهل خالط أحد وقع التفاحة أم خالط المؤثر عليها فأسقطها؟، فليأتنا أحد بوصف لأي قوة غير تعريف لها على صفاتها أو يثبت إدراك وجودها بغير متأثر بها، فاليقين أو التدليل على وجود المؤثر يأتي على مخالطة أثره وليس مخالطته أو إمكانية وصفه،فالقوة لا تخالط ولكن تدرك وتقنن على مخالطة آثارها، [/quote]

لما كان للقوة مصدر هو الطاقة، فإننا سنفترض أن للقوة التي يقصدها الزميل مصدر هو اللـه، فمن خلال قصده يتضح أن سقوط التفاحة قد أثــّر في المشاهد دون أن يلحظ (يخالط) هذا القوة المؤثرة، وعلى ذلك - حسب رأيه - فإن المفعول يدلل على الفعل، والفعل يدلل على الفاعل، أي أن السقوط يدلل على القوة، والقوة تدلل على اللـه، والمشاهد يتحسس السقوط، ولا يتحسس القوة، وبالتالي يصل الزميل إلى النتيجة التالية:

[quote] لا وصف معالم ولا مبدأ أسباب فقط اسم بتفاخر وتعريف وصفات، فتخشينها وتأتمربن بما تتطلبه إذا وقعتي تحت آثار وطأتها، فلا رؤية ولا سماع أو دفئ أو تمييز ولا حراك ولا مسير أو سباحة أو طيران أو تناول شربة ماء أو ملعقة طعام ولا أمن من فرط الأفعال إلا وفق قوانين القوة لا خيار بل إذعان، فذاك ما نعبد عليه الله، فإذا كان وجود القوة غيب يعرف من أثر القوة فالقوة أثر وجود الله، [/quote]

أي أن أحاسيسنا تدرك ما ينتج عن هذه القوة - حسب رأيه - ولما كانت القوة هذه مجردة غير ملموسة (غيب) فهذه القوة إذاً أثر وجود اللـه.

ولكن كيف حكم الزميل هنا على القوة بأنها غير ملموسة (غيب)؟.. حكم عليها كذلك لأن أحاسيسنا غير قادرة على ملاحظتها، وانطلاقاً من هذا الاعتبار، استنتج وجود الإله، أي قام بالعملية بشكل معاكس.. وهذا صحيح منطقياً، ولكنه ارتكب خطأ صغيراً هاهنا يضيع الأرضية التي استند إليها، فقد أكد وجود الإله وأعطاه خصائص وجودية انطلاقاً من (الغيب)، وهذا يناقض (الوجود الإلهي) اللاغيبي - كونه وجود - الذي يفترض به أن يكون موازياً لوجود الطاقة مصدر أية قوة.

كيف يمكن للطاقة أن تكون غيباً، إذا كان أثرها غيب؟.. فلا بد أن يكون كلاهما غيب مثل الإله والقوة، ولا يعقل أن يكون طرف غيبي والآخر موضوعي.

وفي حالة الطاقة والقوة والشغل نلاحظ أن طرفي المعادلة: الطاقة والشغل ملموسان، إذ يمكننا مثلاً قياس مستوى الطاقة في البطارية بوساطة الآفومتر،ولما كان بالإمكان قياس مقدار الطاقة الكامنة في أي مصدر طاقة، بغض النظر عن غيبية القوة، فهذا يعني أنه يمكننا نظرياً قياس الإله.

لقد خلط الزميل بين الطاقة والإله، استناداً إلى غيبية القوة.. ولكن هل القوة غيب فعلاً كما يتوهم؟..

كيف يمكن قياس مقدار القوة في معادلة سقوط التفاحة التي وضعها نيوتن، وهي غيب؟.. هذا تناقض بين إيمان الزميل والعلم.

وعدم فهم الزميل للقوة (ككمية متجهة) هو الذي أوعز إليه بالظن الغيبي، فإن أراد ملاحظة القوة الخفية يمكنه استخدام الأدوات التي تعينه أو تترجم الفعل (القوة) إلى ظاهرة ملموسة، كأن يقوم برش برادة الحديد على ورقة تحتها مغناطيس ليرى بعينيه خطوط القوة واتجاهاتها.

يرى الزميل أن مصدر القوة في سقوط التفاحة هو الإله، ولكن ألم يبذل النبات القوة ليرفع الماء والغذاء ويقتنص الغذاء من ضوء الشمس ليبني خلايا التفاحة، بحيث صار ارتفاع التفاحة في الهواء طاقة كامنة خزنها النبات في التفاحة؟.. وأليس سقوط التفاحة هو تحرير لهذه الطاقة؟.. وأليس ارتطامها بالأرض دليل على مادية قوة الجاذبية التي لا ندركها بالحواس، وإنما ندركها بأثرها؟..

إن التذرع بالغيب ليس أكثر من التذرع بالجهل.

[quote] فاسألي العلم الذي به علينا تمنون، أي شكل يوصفها وهل جاءت من غير شيئ، أم يملك أحد أسرار نشأتها؟ [/quote]

القوة حسب العلم هي ظاهرة مادية يمكن قياس مقدارها وتحديد اتجاهها بدقة، وهو ماينفي عنها صفة الغيب.

[quote] فقد أثار انتباهي مقولة "أكرر أن الجهل بالموجودات ليس دليلا"، فلماذا نتحاور إذن؟ فنفيك لأن يكون الجهل بالموجودات صالح كدليل ينفي تأليهكم للعلم ويجعل من إقحامكم له في رفضكم وقبولكم كبهلوان يبكي في حلبة سيرك، فجل ما جاءكم به عن النشأة أو بدء الكون مجرد خزعبلات يكذبها أقرانكم أو نظريات لم ترقى لخلق بعوضة وليس إنسان، بل كم من أمراض لا نعلم شيء عنها وتفتك بالإنسان، فهل أوجدها فاعل أم هي من وحي الهزيان؟
وأعيد منحك خوضا في وصف القوة أو مبدأ أو كيفية نشأتها [/quote]

لم أقم بتأليه العلم، وإنما قمت بتأليه ما أنجزه العلم حتى الآن.. وهو كثير.. والقول بأننا مازلنا نجهل الكثير يختلف عن قولكم بأن جهلنا يدفعنا للإيمان.. فنحن ننظر إلى النصف المليئ من الكأس، بينما تنظرون إلى الفارغ ليتناسب مع غيوبكم.

لقد ثرثرتم كثيراً بمقولاتي عن نقص معارفي وعن نواقص العلم، كما لو أنني أقول أنني جاهلة، وأن ما أنجزه العلم صفر.. هكذا تريدون أن تفهموا كلامي كي تفصلوا ردودكم على قدر رغباتكم لا على قدر مقاصدي.. فخذوا حذركم.. لا تقلقوا من شخص يعرف نقاط قوته.. بل اقلقوا من شخص يعرف نقاط ضعفه.. وفي الوقت الذي أشير إلى هذه النواقص وأقرر معالجتها.. تردون علي بـ (أرميك خارجاً).. [يا حضرة المشرف العادل].

[quote] للحقيقة أنت حبيسة بين التسليم بالغيب على أثره وبين الكفر بإقرار العلم بما يغيب عنه أو لا يعلمه إلا من أثره، فكما قلت في مداخلتي إما أن تتقبلي إقراره وقبول منهجه أو تلقي به وما تؤمني في بالوعات الطرقات،[/quote]

كل إنسان حبيس وجوده، وأنا حبيسة موضوعية الوجود، في حين أنك حر في تخيل الغيب وتفصيله على قدر إيمانك، والبحث في ما يجهله العلم عن مبررات تغييبك للوجود من خلال الإدبار عن موضوعية الظواهر المادية وإدارة الظهر لها.

تطلب مني الإقرار بمنهجية الغيب ورمي ما أومن به في البالوعات.. إني على استعداد للإقرار بالغيب إن كان موضوعياً، ورمي (إيماني) إن لم يكن كذلك.. فهل هو كذلك؟..

بالعودة إلى مقولتك (القوة.. مخالطة أثرها دل عليها وليس مخالطتها).. والتي تبين أنها من الناحيتين الفلسفية العلمية مقولة نافلة إن قصد بها الغيب، يظهر أنك حبيس الغيب وكافر بالعلم.. وهذه نتيجة طبيعية يؤكدها قولك التالي:

[quote] ويالك من جديرة بالإهتمام فانظري كيف توافقينني الرأي:

"وبرأيي أن أكبر خطأ يرتكبه المؤمنون هو محاولاتهم إثبات وجود اللـه بوساطة العلم أو المنطق، لأنه لو صح ذلك فهذا يثبت بأن اللـه مادي، فلا يمكن أن يخضع للإحاطة العلمية أو المنطقية غير المادة"

مع التحفظ على ذكرك للمنطق، فلكم توفرين علينا العناء فكم نعاني من أسماعكم فنحن لا نستخدم العلم لنثبت به وجود الله إذ أن العلم الذي تتباهون به قاصر في إيمانكم ومفاهيمكم ومهما انتهيتم معه لشيء وجدتموه قطرة في بحر ماء، فكيف نقبله أو نستخدمه في ذلك الإثبات؟ فالله يحيط بالعلم والعلم لا يحيط بالله، [/quote]

تقر هنا بأن العلم قاصر، وتستخدم ذلك دليلاً على أن وسيلة إثبات اللـه لا تعتمد العلم، وهذا ما تخالف به كثيرين من المؤمنين الذين يحاولون العكس، أي إثبات وجود اللـه من خلال العلم.. وهو ليس بالأمر السيء، بل على العكس يوفر علينا العناء نحن أيضاً، ولكنه يبين انقسام المؤمنين إلى مذهبين عقليين:

- توفيقيين بين العلم والإيمان.

- رافضة علم مؤمنوا غيب.

شخصياً أجد أن النمط الثاني هو أكثر منطقية وموضوعية من الأول لأن الإيمان لا يتفق مع العلم.

[quote] إنما نستخدم أدواته فتتبع أثر ما على غيبه تؤمنون بوجوده هو نفسه متتبع أثر من على غيبه نؤمن بوجوده [/quote]

نستخدم أدوات العلم فتتبع أثر ما يدل على موضوعيته، وأنت لا تستخدم أدواته لتتبع أثر ما على غيبه، بل تستخدم إيمانك، وشتان بين هذا وذاك، وطريقتك في هذا المنهج تخالف المنطق الذي تحفظت عليه وتستخدمه في نفس الوقت..

إن أمامك الآن مهمة إثبات (غيبية القوة).. وهذا الإثبات لن يكون مقبولاً - حسب المنطق - إن لم يطبق قاعدة أينشتين العلمية: (إيجاد ترابط بين عالم الأفكار وعالم الظواهر). والسبب هو أنك تدلل على وجود الإله باستخدام كل من الأفكار والظواهر (الإيمان والقوة).. وعدا ذلك لا يمكنك الثبات على مبدأ تلجأ إليه لتجد أرضية للمنطق.

[quote] أم أنك لا تعرفين كم من مرة طالبكم فيها الله بالفكر والتعقل (أفلا يتفكرون، ألا يعقلون، لا يفقهون)، فكما ارتضيتي ووثقتي باستخدام الأثر للتعرف على وجود كوكب بإنحراف، وكما ترتضين وتثقين في وجود بدء للنشأة لم تبدو يقينا بعد، نؤمن نحن بأن الله عز وجل هو صاحب تلك النشأة وسيأتي يوما نتيقن منه [/quote]

مثلما استخدمت أثر الجاذبية - وهي قوة - للتعرف على وجود كوكب منحرف، أضطر لاستخدام أي أثر للتعرف على وجود ما يوجد، ولما كان الإله أثراً بعد عين، لا يستطيع عاقل أن يتعرف على أثره، وعدم تحسسك القوة ليس تدليلاً ولا أثراً إلا على قصور حواسك، واعتراف منك بأنك لم تتجاوز الحواس في محاولة كشف الوجود، عكسي لأنني أحاول استخدام العقل في ذلك أيضا، والأدوات التي تعينني على ترجمة المجاهيل إلى معرفات حسية.

وهنالك تناقض خطير في إيمانك يرجع إلى أنك تؤمن بالغيب من خلال استخدامك المنطق، فقولك: (فإذا كان وجود القوة غيب يعرف من أثر القوة فالقوة أثر وجود الله)، فأنت تستخدم منطق البحث العلمي لتستنتج ما لا يعلم.. وهو منهج عقلي غير سليم يتبعه جميع المؤمنون.

وللعلم فأنا لا أثق في (وجود بدء للنشأة لم تبدو يقينا بعد) كما تعتقد، فهذه الثقة خاصة بالمؤمنين واللاأدريين واللادينيين.. الملحدون لا يؤمنون بوجود نشأة.. لا بداية للوجود ولا نهاية له.. ومفهومي البداية والنهاية هما مفهومان نسبيان لا يمكن تعميمهما على الوجود كما يفعل المؤمنون وكثير من العلماء الذين يفصلون بين العقل والعلم.

لا أومن بنظرية الانفجار العظيم.. بل أوقن بأن الكون يتوسع ويتقلص إلى ما لا نهاية، وهذا أمر طبيعي في المادة.

[quote] وأخيرا أيتها الزميلة إن لم نتخطى الاعتراف بأن هناك قوة تجهلين نشأتها والإحاطة بماهيتها عملت على النشأة، ولا تملكين معرفة يقين في ماهيتها ومبدأ نشأتها ويلزمك سؤالك في أي من ذلك لنا عنها معرفتك بها، فنحن ندور في حلقات مفرغة، فإن قلنا الله فلا تنفي قولنا وانفي أدلتنا أو قولي قولك واثبتي أدلتك، فإن تتفهمي فلنخطوا سريعا إما أن ندلل وتنفي أو تدللي وننفي ولك ماتشائين [/quote]

هذا ما قمت به أعلاه على ما أظن.

مع احترامي.

------------------------------------

[quote] أشكر المشرف على الحوار على الاهتمام بالرد على الزميلة فيما يبدو منه السخرية، ولو أنني أربت على كتفيه وأقول له لا عليك فهكذا عهدت الملحدين، [/quote]

أتسمي قولي (ليس شطارة منك توجيه سؤال) سخرية؟.. فما هو النقد إذاً؟..

[quote] فمن الممكن أن يسخر المرء على منطق صحيح حينما يطيش محاوره في الهزيان، ولكن ما يضحكني حقا هنا أن الزميلة لم تمتلك الإجابة بعد ومع ذلك تصدر حكما وتتخذ عليه سلوك الساخرين، يالك من محاورة تستحتقين حقا الاهتمام [/quote]

من يضحك أولاً يضحك أخيراً، والعبرة بالنهاية.

[quote] وبالقطع كما قال المشرف على الحوار لا جرم من أن تبحثي وتستعينين بمن تشائين ولو تركتي لي المساحة للتعقيب على طلبك لوجدتيني مؤيدا ومنتطرا بكل رحابة فلست هنا لأتحداك فلدينا هموم أكبر من ذلك وما محاورتي معك إلا لأضع ما لا تراه عينيك أمامك،
أما الآن وإلى أن تتحققي مما تريدين سأمد لك يد المعاونة، فانظري أيتها الزميلة فيما قلته لك في مداخلتي:

"إذ أن العلم الذي تتباهون به قاصر في إيمانكم ومفاهيمكم ومهما انتهيتم معه لشيء وجدتموه قطرة في بحر ماء،" [/quote]

خلاصة قولي: ما حققه العلم حتى الآن - رغم نواقصه الكبيرة - أكثر من كافٍ لنفي الغيوب.. كفاكم تركيزاً على نواقص العلم ودفن الرؤوس في الرمال عن إنجازاته العظيمة.

[quote] وانظري الآن تعليقك:

"من خلال بحثي في جواب الزميل عبد الله الأسير حول (القوة) انزلقت إلى متاهة عويصة من المفاهيم التي تتناول هذه الظاهرة المادية، بحيث وجدت نفسي أمام ضعف معلوماتي حول هذه القضية، ولذلك كان لا بد من البحث والتنقيب حولها."

أنت التي اختزلتي الكثير من أمثلتي واخترتي القوة على اعتقادك بأنها كما تقولين مادية، والحقيقة هي ليست كذلك وسأتركك لتتوصلين لذلك من بحثك فيها، وعلى الرحب والسعة انتظارك وما ورطت فيه نفسي ليس للشطارة وإنما لأنني أوى إلي ركن شديد وأنتي لا تأوين إلى شيء، [/quote]

لا شطارة.. بحث فقط. [/COLOR][/SIZE][/FONT][imgl]http://www.taktka.com/vb/images/smilies/taktka%20(129).gif[/imgl]

كلمة سواء 2010-05-20 03:29 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

اخشى ان تقول سوزان ان منتدى انصار السنه لم يتدخل احد في صنعه بل وجد بفعل الطبيعه دون الاستناد للتجربة

الاسلام علمنا ان العلم بالتجربة وليس بالفلسفة

قال تعالى(( قل هاتوا برهانكم))

والبرهان هو الدليل

العام اينشتاين غني عن التعرييف من خلال تجاربة العملية اثبت لنفسة ان الكون له خالق

ابن السني 2010-05-20 03:31 PM

:بس:
[COLOR="Red"][SIZE="5"] الملحدة سوزان
حررت المشاركة الأخيرة لأنها مهاترات وسوء أدب

والظاهر أن سوزان تبحث عن منفذ لتهرب منه بعد عجزها

سنترك شرف الإجهاز عليك للإخوة[/SIZE][/COLOR]

عبد الرحمان2010 2010-05-20 05:25 PM

[CENTER][FONT="Traditional Arabic"][SIZE="5"]:بس:

السلام على من اتبع هدى الله و رسوله:

الزميلة "سوزان":

لدي سؤال واحد قبل الرد على مشاركتك الأخيرة (إن شاء الله تعالى): إلى أي مدى أنت مستعدة لدخول الإسلام إذا كانت حجتنا أقوى من حجتك؟؟ و هل تمتلكين القوة اللازمة للتبرء من إلحادك إذا تبين لك عدم استناده على قاعدة صلبة؟؟ أحب أن أعرف هل سيكون لنقاشنا جدوى, أم سينقلب إلى مجرد جدال عقيم و دوران حول حلقة مفرغة.

تحياتي و تمنياتي لك بالوصول إلى السعادة الحقيقية
[/SIZE][/FONT][/CENTER]

عبدالله الأسير 2010-05-21 02:15 PM

الأحوة الكرام سلام الله عليكم ورحمته وبركاته،
يبدو أن الزميلة "suzan" لديها مساحة خالية كبيرة في الحاسب الخاص بها فأرهقتني كثيرا في قراءة تعليقها والاقتباس منه للرد عليه، ولقد أرهقت نفسها كثيرا في مطالعة المفاهيم الفزيائية للقوة مما أفقدها التركيز في إصابة مطلبي!!!!،
وعلى كل، سأحاول أن أمنحها نصيحة عملية في الاقتصار والتركيز على المطلب إذ نبحث صحة الوجود على الغيب عن طريق أحد أمثلته (القوة)، وحاشا لله أن أجعله مقابل شيء دونه إنما أقيس صحة الاعتقاد في وجوده على الغيب على ما يعتقده ويقر به المنكرون لوجوده،
وهكذا قالت هنا:
[QUOTE]"وعليه فإن القوة هي الأثر الظاهر للطاقة، أو الطاقة المصروفة، فلا يمكن معرفة القوة إلا من أثرها، وعليه يمكننا قياس القوة إذا ما قارنا الفرق بين حالتين لمادة: قبل وبعد حركة ما."[/QUOTE]
أنت لم تمنحيني بعد وصفا لشكل القوة فبما أنك تقولين بأنها مادية فما شكلها أو ملمسها أو لونها؟ وها أنت تنفين إمكانية معرفتها إلا من أثرها وهو ترديدا لما قلته أنا ومع ذلك تقولين أن القوة هي الأثر الظاهر للطاقة!!، فأنت تنفين معرفتها إلا بأثرها وتعرفين بها غيرها (الطاقة) وتستنكرين غيبيتها وما تعرفينها بها وتتسائلين:
"كيف يمكن للطاقة أن تكون غيباً، إذا كان أثرها غيب؟.. فلا بد أن يكون كلاهما غيب مثل الإله والقوة، ولا يعقل أن يكون طرف غيبي والآخر موضوعي."
هل تدركين حقا ما تقولين؟ !!!، فتابعي إذن من أقوالك:
[QUOTE]"ولا يمكننا معرفة الفعل إلا بمفعوله، إلا أن الحقيقة هي أنه يمكن معرفة الطاقة من أثرها، والذي هو الشغل، فصرف طاقة يعني توجيه قوة تؤدي شغلاً، وهذا يعني: فاعل + فعل + مفعول." [/QUOTE]ما هذه العبارة وماذا عن، (ولا يمكننا معرفة ...، إلا أن الحقيقة هي أنه يمكن معرفة ...) !!!، أما حديثك عن الطاقة كحديثك عن القوة تماما لم تخرجي عن تعريف لا يعرف إلا بمعرف غيره لا تعلمين شكلا ولا حقيقة محسوسة لها ولا من اختار اسمها، مجرد تعريف لا يعرفه إلا من تحسس وأعمل عقله في أثرها وتخضعك إذعانا لها، ولنتابع من أقوالك:
[QUOTE]" وأليس ارتطامها بالأرض دليل على مادية قوة الجاذبية التي لا ندركها بالحواس، وإنما ندركها بأثرها؟.. "
"[/QUOTE]مادية قوة الجاذبية التي لا ندركها بالحواس" !!!، كان قد دار في رأسي من قبل أن أسألك عن مفهومك للمادة أما الآن فلا تعليق!!!، وتابعي أيضا من أقوالك:
[QUOTE]"وعدم فهم الزميل للقوة (ككمية متجهة) هو الذي أوعز إليه بالظن الغيبي، فإن أراد ملاحظة القوة الخفية يمكنه استخدام الأدوات التي تعينه أو تترجم الفعل (القوة) إلى ظاهرة ملموسة، كأن يقوم برش برادة الحديد على ورقة تحتها مغناطيس ليرى بعينيه خطوط القوة واتجاهاتها."[/QUOTE]
فتابعي إذن من قولك:
[QUOTE]"ولكن كيف حكم الزميل هنا على القوة بأنها غير ملموسة (غيب)؟.. حكم عليها كذلك لأن أحاسيسنا غير قادرة على ملاحظتها، وانطلاقاً من هذا الاعتبار، استنتج وجود الإله، أي قام بالعملية بشكل معاكس.. وهذا صحيح منطقياً،" [/QUOTE]
عجبا هل عدم فهمي للقوة ككمية متجهة هو الذي أوعز لي أم المنطق الذي تقرين بصحته؟، وهل لو أردت ملاحظة "القوة الخفية" أختلف لو أردت أن ألاحظ (القوة الغيبية)؟، وهل لو قمت برش برادة الحديد على ورقة تحتها مغناطيس أتحسس القوة أم آثارها؟، وكيف يصحح المرء على المنطق ما يرفضه على علومه وهو يدعي أن المنطق وعلومه متكاملان؟ عودي لحديثك عن رأي أينشتين فقد مللت النسخ واللصق،
[QUOTE]"ولكنه ارتكب خطأ صغيراً هاهنا يضيع الأرضية التي استند إليها، فقد أكد وجود الإله وأعطاه خصائص وجودية انطلاقاً من (الغيب)، وهذا يناقض (الوجود الإلهي) اللاغيبي - كونه وجود - الذي يفترض به أن يكون موازياً لوجود الطاقة مصدر أية قوة."[/QUOTE]
ماهذا من أملى عليك هذه الكلمات؟، لا يمكن لأحد يعي ما يقول أن يأتي بكل أخطاء المفاهيم عما يتحاور، فهل قلت أنا أو يفهم من كلماتي أو قال أحد من المؤمنين بوجود الله أن الوجود الإلهي لاغيبي، ففيما أتحاور معك إذن؟ أنت التي تقولينه هنا فتخطأين وتجعلين ما أقول في مقابلة ما تقولين وذلك لأنك تخطأين معنى الغيب وتعتقدينه يلزمه نفي الوجود، ويبدو أن الملحدين يصرون على الإعلان بأنه لا وجود لعقولهم حيث أنها غيب لا يتحسسها أحد، فأنا بالنسبة لك هنا غيب فهل تعرفينني بغير أثر وجودي؟، وإن رحلت عن هذا المنتدى أيعني هذا عدم وجودي؟
[QUOTE]"إن التذرع بالغيب ليس أكثر من التذرع بالجهل."[/QUOTE]
وماذا عن القول بالجهل والتذرع بالعلم؟،
[QUOTE]"من يضحك أولاً يضحك أخيراً، والعبرة بالنهاية."
"خلاصة قولي: ما حققه العلم حتى الآن - رغم نواقصه الكبيرة - أكثر من كافٍ لنفي الغيوب.. كفاكم تركيزاً على نواقص العلم ودفن الرؤوس في الرمال عن إنجازاته العظيمة."[/QUOTE]
للحقيقة أنا أضحك معك كثيرا، صدقيني أيتها الزميلة أنا لا أطلب مباغتتك أو استخدام ضعف معرفتك لعلوم تتعلقين بها، فقط أضع أمامك ما تقبلينه وترفضين قبول غيرك على مثل قبولك على أي مثل صحيح له وتفهمينه، لا ألزمك بما لا تعرفينه بل بما استقر في إيمانك ويقينك فتخيري منه ما شئتي ولكن لا تتحفيني بهواجس فلا حاجة لي في بحث آراءك، فحوارك هنا عن القوة والطاقة فمثل خلاصة قولك هذه تدينك واعترافك بنواقص علمكم تثبت الوجود على الغيب لا ينفيه قولك أو غيرك بأنه سيكشف ما غاب عنه، فإن كان هذا ما تتوعدوننا به فانتظروا إنا معكم منتظرون أما نحن فنتوعدكم بما يجعل الولدان شيبا، فإن أصبتم ولن تصيبوا فلا شيء علينا يهلكنا، أما إن أصبنا والله الضامن له فماذا تصنعون معه؟، وحتى يتحقق أي من ذلك فلا مفر لكم لو تنفوا الوجود على الغيب أن تضعوا علمكم في ثلاجة الأموات كي لا يعمل على كشف ما لم يزل غائب عنه ويشهد بوجوده، أو تلقوا به وما تعتقدوا عنه في بالوعات الطرقات التي أخبرتك من قبل عنها، وأخيرا هنا لو تحذفي المقتبس من أقوالك في تعليقي هذا وتمنحيني إحصاءا لكلماتي تعلمي بأننا نثقل على مساحات المنتدى هنا فلنحاول أن نوفرها لأدلتنا على أن الله الموجود على غيبه هو الخالق وليس غيره،،

MALCOMX 2010-05-21 02:43 PM

ركز على المسيحية واليهودية وسوف تحذف مشاركتك او تعليقاتك في منتدياتهم :
95 بالمئة من الملحدين و اللادينيين العرب مسيحيون!
حتى لينين وماركس يهوديان!

زينب من المغرب 2010-05-21 03:52 PM

[QUOTE=عبد الرحمان2010;73010][CENTER][FONT="Traditional Arabic"][SIZE="5"]:بس:

السلام على من اتبع هدى الله و رسوله:

الزميلة "سوزان":

لدي سؤال واحد قبل الرد على مشاركتك الأخيرة (إن شاء الله تعالى): إلى أي مدى أنت مستعدة لدخول الإسلام إذا كانت حجتنا أقوى من حجتك؟؟ و هل تمتلكين القوة اللازمة للتبرء من إلحادك إذا تبين لك عدم استناده على قاعدة صلبة؟؟ أحب أن أعرف هل سيكون لنقاشنا جدوى, أم سينقلب إلى مجرد جدال عقيم و دوران حول حلقة مفرغة.

تحياتي و تمنياتي لك بالوصول إلى السعادة الحقيقية
[/SIZE][/FONT][/CENTER][/QUOTE]

[SIZE="5"][CENTER]:بس:
السلام على من اتبع الهدى
ليس تدخلا في الحوار ولكن أتساءل يا ترى [SIZE="6"][COLOR="Red"]ما هو الجواب الذي ستعد سوزان لهذا السؤال؟؟؟[/COLOR][/SIZE][/CENTER][/SIZE]

صهيب 2010-05-25 12:47 AM

:بس:


[SIZE=5][COLOR=Blue]يرفع بانتظار الفرج[/COLOR][/SIZE]

صهيب 2010-05-31 08:37 AM

:بس:


[SIZE=5][COLOR=Blue]هربت عاشقة الكلاب[/COLOR][/SIZE]

MALCOMX 2010-05-31 07:26 PM

انتي غريبة لاتؤمنين بنظرية اكدها العلم بل ترفضينها ...

الطاقة هي وجود مخزون من القوة

سوزان ماهي القوة التي تدير الكون حسب فهمك العام


برهان الحدوث:
يعتد إثبات التغير في العالم وإثبات أن كل متغير حادث يستنتج من المقدمتين أن العالم حادث وكل حادث لابد له من محدث.
والعلوم الحديثة اليوم تثبت بكل وضوح هذه المسألة وهي حدوث العالم عن طريق قوانين الديناميكيا الحرارية، ولهذا حاول بعض الديالكتيكيين الرد على هذا الاستنتاج بأن هذه القوانين لم تجرب إلا ضمن مجال محدود فلا يمكن الانتهاء من خلالها إلى نتيجة كلية تعم العالم كله، ولكن العلماء ردوا على هذا التشكيك بأن القانون العلمي يكفي فيه هذا القدر الموجود من الاستقراء، ولا يشترط فيه الاستقراء الكامل، وإلا تحول نوع الدليل من الاستقراء إلى الاستنباط، ولما استطعنا الوصول إلى أي قانون. فنحن لم نجرب كل حديد العالم لنجد أنه يتمدد بالحرارة، ويقول العالمان روبرت م اغروس وجورج ن ستانسيو في كتابهما العلم في منظوره الجديد ص 64- 65: «يبدو إذن أن المادة ليست أزلية بالرغم من كل شيء». كما يعلن عالم الفيزياء الفلكية جوزف سلك
(Joseph Silk) إنّ «بداية الزمن أمر لا مناص منه». كما يخلص الفلكي روبرت جاسترو (Robert Jastrow) إلى أن «سلسلة الحوادث التي أدت إلى ظهور الإنسان بدأت فجأة وبعنف في لحظة محددة من الزمن، وفي ومضة ضوء وطاقة».
الفيزيــائي إدمونــد ويتيكر (Edmund Whittaker) يعتقد كذلك. فهو يقول: «ليس هناك ما يدعو إلى أن نفترض أن المادة والطاقة كانتا موجودتين قبل الانفجار العظيم وأنه حدث بينهما تفاعل فجائي. فما الذي يميز تلك اللحظة عن غيرها من اللحظات في الأزلية؟ والأبسط أن نفترض خلقاً من العدم، أي إبداع الإرادة الإلهية للكون من العدم». وينتهي الفيزيائي إدوارد ميلن (Edward Milne) ، بعد تفكره في الكون المتمدد، إلى هذه النتيجة: «أما العلة الأولى للكون في سباق التمدد فأمر إضافتها متروك للقارئ. ولكن الصورة التي لدينا لا تكتمل من غير الله».
أما النظرة العلمية الجديدة فترى أن الكون بمجموعة – بما في ذلك المادة والطاقة والمكان والزمان – حدث وقع في وقت واحد وكانت له بداية محددة. ولكن لابد من أن شيئاً ما كان موجوداً على الدوام، لأنه إذا لم يوجد أي شيء من قبل على الإطلاق فلا شيء يمكن أن يوجد الآن. فالعدم لا ينتج عنه إلا العدم. والكون المادي لا يمكن أن يكون ذلك الشيء الذي كان موجوداً على الدوام لأنه كان للمادة بداية. وتاريخ هذه البداية يرجع إلى ماقبل 12 إلى 20 مليار سنة. ومعنى ذلك أن أي شيء وجد دائماً هو شيء غير مادي. ويبدو أن الحقيقة غير المادية الوحيدة هي العقل (انظر الفصل الثاني) فإذا كان العقل هو الشيء الذي وجد دائماً فلابد من أن تكون المادة من خلق عقل أزلي الوجود. وهذا يشير إلى وجود كائن عاقل وأزلي خلق كل الأشياء. وهذا الكائن هو الذي نعنيه بعبارة «الله».
ويرى المطهري في الموازنة بين الأدلة والمناهج العقائدية العقلية والعلمية والفطرية أن طريق الفطرة والقلب هو من الناحية الفردية والشخصية أكمل الطرق، فهو أفضل وأكثر لذة وتأثيراً، ولكن لا يمكن طرحه بشكل علمي، فيظل شخصياً لا ينقل عن طريق التعليم العام.
والطريق الحسي العلمي أبسط وأوضح وأكثر قبولاً فهو من هذه النواحي أفضل الطرق ولا يحتاج سلوك هذا الطريق إلى قلب صاف وإحساسات رفيعة، ولا إلى عقل مجرد واستدلالي ناضج بالأصول البرهانية.. ولكن هذا الطريق يوصلنا إلى أولى المراحل والمنازل، فهو يفهمنا أن الطبيعة مسخرة لقوة فوق الطبيعة، وهذا المقدار لا يكفي لمعرفة الله. فهو يفهمنا أن هناك قوة خلقت الكون تتصف بالحياة، والعلم والحكمة، أما أن هذه القوة هل هي واجبة الوجود ليس لها صانع؟ فالعلوم التجريبية والحسية عاجزة عن نفي أو إثبات هذا الموضوع، ومع ذلك الاحتمال لابد من إثبات أن تلك القوة صانعة غير مصنوعة وهذا بنفسه استدلال فلسفي.
ثم مسألة التوحيد لابد من الاعتقاد بها، ولا يكفي إثبات أن تلك القوة واجبة الوجود مدبرة وحكيمة، ثم هناك مسألة كون هذه القوة خير محض مطلق، وكمال مطلق، ووجود مبرأ من كل إضافة (وجود صرف)، وله المثل الأعلى، عالمة بكل شيء، قادرة على كل شيء، صفاتها عين ذاتها، ومسائل عديدة أخرى، هذه المسائل كلها تشكل هيكل معرفتنا عن الله .ومع ترك البحث في هذه المسائل والتفكير فيها يتحول الخالق سبحانه إلى فرضية مجهولة تعترضها آلاف المشكلات المستعصية على الحل.
ومعرفة الله وما يرتبط بهذه المعرفة لابد فيها من سلوك طريق الفلسفة والعقل.
إن دليل النظم والهداية مع أنه يولِّد الجزم والقطع ولكنه من ناحية منطقية لا يقطع الطريق أمام احتمال الصدفة والاتفاق، ولو كان رقم الاحتمال 1 من عدد لا يحصيه ذهننا، ولكن الفلاسفة يهيؤون مقدمات للبرهنة هي ضرورية ودائمة وكلية لا يسرى إليها أي احتمال للخلاف أو الخطأ.
القرآن الكريم يعبر عن الآثار والمخلوقات بالآيات وهي تؤدي وظيفة التذكير فمطالعة الآثار وسيلة للتنبيه وإيقاظ الفطرة أي إن مطالعة الآثار مؤيدة لطريق الفطرة، فالهدف ليس الاستدلال والاستنتاج بل التنبيه والتذكير ثم إن القرآن الكريم لم يختر السكوت حول تلك المسائل، فهل القرآن ذكرها من غير هدف ولأجل إثارة الحيرة؟! وهل يطالبنا الله بالتقليد والتعبد فيها مع أنها عقلية كما فعل المسيحيون مع التثليث؟! والقرآن يأمرنا بالتدبر: (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها( (محمد/24)
(كتاب أنزلناه إليك ليدبّروا آياته وليتذكّر أولوا الألباب( (ص/29) بل هناك مسائل استدل عليها القرآن بالمنهج العقلي: (لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا( (الانبياء/22).



القشة التي قصمت ظهر الملحدين
بقلم الأستاذ عبد الرحيم الشريف
تعبّد الله سبحانه وتعالى الناس بالتفكر في آياته " قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ " [يونس: 101]
بل خص الأمر بالنظر في كيفية بدء الخلق " أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ " [العنكبوت: 19]. فالقرآن الكريم لا يخشى ما يخشاه الدجالون المشعوذون كتبة الكُتُب بأيديهم زاعمين أنها من عند الله. فكرر الطلب مرة ثانية: " قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " [العنكبوت: 20].
فكان كل جيل من الأجيال.. وكل طائفة من طوائف علماء الناس يخاطَبون بذات الخطاب: الاستدلال من كتاب الله المنظور (وهو الكون)، على صحة ما في كَوْن الله المسطور (وهو القرآن الكريم).
بكل ثقة تحدى القرآن الكريم الكفار ..
هذا التحدي الذي لا يستطيع راعٍ في زمن الجهل ببدهيات علم الفلك، أن يتحدى به أكبر علماء الفلك .. زمن اختراع التلسكوبات العملاقة وقوانين الفيزياء ومركبات الفضاء... ـ كما قال أحد الإخوة في رسالة أرسلها متحدياً نصرانياً يزعم كذب القرآن ـ.
" أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ " [الإنبياء: 30].
ونتج عن هذا الفتق بعد الرتق توسع الكون " وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ " [الذريات: 47].
لقد شكلت الأدلة على صحة نظرية (الانفتاق الكوني) قاصمة للإلحاد الذي يزعم أزلية مادة الكون.
يقول (ستيفن هوكنج) العالم الفيزيائي المرموق (يدعى: نيوتن العصر الحديث): " لم تكن المادة هي وحدها التي خلقت أثناء الانفجار العظيم، بل إن الزمان والمكان أيضاً خلقا .. إن للمكان بداية، إذن: للزمان بداية ".[1]
ولا بد لهذا الانفجار من إله حكيم خبير كان قبل الكون، يقول هوكنج : " لو أن معدل التمدد بعد ثانية واحدة من الانفجار العظيم كان أقل ولو بجزء واحد من مائة ألف مليون مليون جزء لعاد الكون فتقوَّض قبل أن يصل إلى حجمه الحالي ".[2]
إذاً : المادة ليست أزلية بل حادثة.
بعد ظهور نظرية الانفتاق الكوني ضاق الملحدون بها ذرعاً [3]
بل حتى آينشتاين قال: " إن مسألة كون متمدد تقلقني ". وفي رسالة بعَثها إلى صديقه (دي ستر) قال له: " فكرة الكون الذي ينفجر تزعجني، لأن لازمها ان يكون للكون بداية ".[4]
ويقول (وتكر): " ليس من أساس لافتراض أن المادة والطاقة كانت موجودة ثم أثيرت فجأة.... بل الأبسط من هذا أن نفترض الخلق من العدم، والإرادة الإلهية هي التي تفعل ذلك ".[5]
إن فكرة حدوث شيء من غير محدِث هي فكرة متناقضة يستحيل التعبير عنها بعبارة مستقيمة، فالإحداث المسبب لذلك الحدث، لابد من محدِثٍ لها.
فالعدم هو نقيض الوجود، وكيف يوجِد المعدوم ؟!
والشيء القادم من العدم بدون محدِث، يكون كأنه مختفٍ داخل الفراغ ....
ولكن: كيف يختفي (شيء) في (فراغ) ؟!
إن نظرية الانفجار الكوني كانت ككابوس يقض مضاجع الملحدين..
يقول جون تيلر: " تقتضي نظرية الانفجار العظيم، أنه في وقت ما من الزمان الماضي، خلق الكون فجأة. ثم إنه تمدد بعد ذلك بطريقة يمكن استكشافها بالتفصيل، لكن قبل ذلك الوقت لم يكن هنالك وقت ولم يكن هنالك زمان. من الوسائل التي يمكن أن نتفادى بها المشكلات العظيمة التي يأتي بها هذا الانفجار العظيم، أن ندَّعي أنه لم يحدث قط ".[6]


هذا الشكل يوضح عملية توسع الكون منذ الانفجار العظيم وخلق الكون
سبحان الله ، يا له من قلق واضطراب يصاحب الملحد أينما حلَّ ....
ولا راحة إلا بالإيمان .. ولا أحلى من الإيمان بعد علم
فالعلم يدعو إلى الإيمان " وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ ءَامَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ " [الحج: 54].
بتصرف عن الفصل الرابع من كتاب: الفيزياء ووجود الخالق، أد. جعفر إدريس.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] انظر: الكون، بوزلو، ص46.
[2] انظر: تاريخ الزمان، هوكنج، ص1222
[3]انظر تفصيله في كتاب: الخالق والفلكيون، جاسترو، ص15 وما بعدها.
[4] المرجع السابق،ص29.
[5] المرجع السابق، ص122.
[6] عندما دقت الساعة صفراً، جون تيلر، ص103




كيف وجدت الأرض او كيف تكونت ؟؟

الصدفة لاوجود لها في الكون المذهل .... الي يشوف الكواكب ودرب التبانة حيكفر بالصدفة للابد...

[url]http://www.studentals.net/stu/imgcache/3487.imgcache.jpg[/url]


مثلا نفرض ان الانسان كان قرد وتطور ولكن من ماذا كان هذا القرد قبل التطور هل تطور من قرد سابق؟؟؟ تقول لي من فصيلة كذا وكذا وهي (نظرية التطور) من ماذا تطور القرد حتى يصبح بشكله العادي ؟؟؟

التطور هي عملية أدت لظهور جماعات المتعضيات الحية، بشكل عام يؤدي التطور لظهور خلل جديدة ومتجددة من جيل لآخر، تؤدي في النهاية إلى تغيير كافة مواصفات النوع قيد التطور مما يؤدي إلى نشوء نوع جديد من الكائنات الحية. مصطلح نشوء عضوي organic evolution أو النشوء البيولوجي يستخدم غالبا لتفريق هذا المصطلح عن استعمالات أخرى.


ماهو الخلل الذي اصاب الزرافة حتى طالت رقبتها والحصان تطور من كلب !!! فلوجبت لك كلب وانتظرته لعدة سلالته يبقى زي ماهوه .....وحد منكو ياملحدين يبين لنا الجينات المشتركة بين الحصان والكلب وازاي تغيرت المسات بشكل غريب ...

اعتقد لامارك أن التطور يتم عن طريق تمدد الأعضاء في الكائنات الحية، فعلى سبيل المثال، الزرافة حظيت برقبة طويلة لانها دائماً ما ترفع رقبتها إلى الاشجار، إلا أنه تم تفنيد هذه النظرية فيما بعد لصالح التطور عن طريق الانتخاب الطبيعي

ام بنسبة لتطور الكلب إلى حصان فهذة خرافة لأن الكلاب لاهو زي الحصان في التركيبات الجنينية ولاهم يحزنون


حسب نظرية التطور : الاصطفاء الطبيعي هو العملية التي تقوم بتفضيل سمة وراثية مورثة لتصبح أكثر شيوعا في الأجيال اللاحقة للتجمعات المؤلفة من المتعضيات المتكاثرة. السمات غير المفضلة المورثة تصبح شيئا فشيئا أقل شيوعا. يعمل الاصطفاء الطبيعي على النمط الظاهري أي على السمات الظاهرة الملاحظة في الكائن الحي : فالكائنات الأسرع عدوا أو الأقوى هي الأقدر على البقاء وإنتاج أجيال لاحقا من النمط الظاهري المفضل. إذا كانت هذه الأنماط الظاهرية ذات أساس جيني، عندئذ سيتمكن النمط الجيني مترافقا مع نمط ظاهري مفضل من أن يزيد تواتره في الأجيال اللاحقة. مع الزمن هذه العملية يمكن ان تنتج تلاؤم يؤدي إلى تخصص المتعضيات لبيئات معينة ويمكن ان يؤدي أحينا إلى ظهور أنواع حية جديدة.


فيه من عصر الجوراسي حيوانات كانت سريعة ولاوجود لها اثر حالياً وهذا يهدم نظرية الاصطفاء الطبيعي !!!!!!!


الهيكل العضمي بتاع الانسان و الضفدعة و السمكة و البطة متشابهين بطريقة غريبة جداً على الرغم من اختلاف طريقة حياة و بيئة العيشة بتاعة كل واحد من الحيوانات دي. الهياكل العظمية للكائنات دي ممكن مطابقتهم عضمة عضمة و نفس الشيئ ممكن نشوفه في باقي اجهزة اجسامهم. من الناحية العملية، الواحد صعب عليه يفهم ليه الانسان بيقدر يكتب و الضفدعة بتقدر تنط و السمكة تقدر تعوم و البطة تقدر تطير باعضاء مختلفة بس كلها مبنية بنظام واحد مكون من نفس عدد العضمات. لو الكائنات دي اتوجدت بشكل منفصل فإيه الداعي انهم يكونو متطابقين يالشكل دا؟ التفسير الوحيد هو انهم كلهم منحدرين من جد واحد مشترك ووارثين منه النظام بتاع الهيكل العضمي و اللي اتطور و اتحور علشان يلائم طرق مختلفة للحياة. النظام الموحد كان من اهم الادلة اللي دعمت نظرية التطور و خصوصا بعد اكتشاف العلما للاعضاء اللي مالهاش وظيفة زي الزايدة الدودية في الانسان و الفقارت العصعصية و عضلات الودن و حلمة البز عند الرجالة و ضرس العقل و الجفن التالت في العين.

لماذا لانقول ان السمكة تطورت من قرد او بطة او الضفدعة تطورت من قرد فهذا ينافي الشعور بالعقلانية !!!!


داروين و العلماء التطوريين لاقو ان دراسة الاجنة بتدعم نظريتهم و اكتشفو ان كل اجنة الفقاريات بما فيها الانسان بتنمو بنفس الطريقة و بتمر بنفس المراحل. جنين الانسان في فترة معينة بيبقى عنده خياشيم مكان رئته و بيكون عنده ديل في الاسبوع الرابع و بيوصل لقصى طول ليه في الاسبوع السادس و بعديها بيصغر لحد ما بيتحول للفقارات العصعوصة، و بيتغطى جسمه بالشعر بالكامل و شوية شوية بيفقد الخصايص دي عند وقت الولادة بس مراحل نمو الجنين دي كأنها بتعبد تاريخ التطور بتاع الانسان مرة تانية بس بسرعة اكبر بكتير.


الخيشوم هو عضو التنفس في كثير من حيوانات الماء. وهو في السمك عضو التنفس الأساسي. يمر فيه الدم في أوعية دموية دقيقة تتخلل الخيوط الخيشومية فيمتص الدم الأكسجين ويطلق ثاني أكسيد الكربون. وتتصل الخيوط بالحافة الخارجية للقوس الخيشومية الغضروفية أو العظمية, وتبرز من الحافة الداخلية للقوس أسنان خيشومية لا توجد إلا في الأسماك التي تفترس أسماكا بأكملها أو تلتهم غذاء كبيرا وتستخدم [COLOR="Red"]في تصفية الغذاء من الماء الذى يدخل في الفم ويخرج من الفتحات الخيشومية,[/COLOR] وهناك خياشيم مختلفة التركيب في الأطوار الأولى للبرمائيات (وفى البالغ من بعض أنواعها) وفى الرخويات وشوكية الجلد والقشريات ويرقات الحشرات المائية.

وهذا يستحيل عقلانيا ان الجنين يستخدم الخياشيم للغذاء لان الانسان في البداية للنهاية [COLOR="Red"] يتغذى عن طريق المشيمة اي لازم يكون له معده صغيره[/COLOR] اي لاحاجة للخياشيم

فتحات الانف تبان من الاسبوع السادس


هذا شرح للتكوينات الجنينية:
[url]http://vb.islam2all.com/showthread.php?t=40960[/url]

فيديو لجنين في الرابع
[url]http://www.youtube.com/watch?v=qRIfyqcifXw[/url]
ممكن حد من الملحدين يورينا الذيل في الجنين..........

MALCOMX 2010-05-31 07:27 PM

أحببت أن أبدأ في هذه السلسلة، أجمع فيها أشهر الأدلة على وجود الله تعالى التي وافقت العقل السليم والنقل الصحيح

وأسأل الله تعالى أن ينفع بها إخواننا المسلمين وزملاءنا الملحدين

وارتأيت أن أبدا بدليل الحودث

وقبل البدأ في الموضوع أحببت أن أضع بين أيديكم أهم النقاط التي سأتطرق لها
تمهيد
أولا : إثبات حدوث العالم
1- الأدلة العقلية على حدوث العالم
2- أدلة العلم الحديث على حدوث العالم (الكون)
3 - الأدلة الشرعية على حدوث العالم
ثانيا : إثبات أن كل حادث لابد له من محدث قديم
1 - مبدأ السببية وأدلته
2 - بطلان لانهائية التسلسل والدور
أ - بطلان التسلسل
ب- بطلان الدور

تمهيد
أول ظاهرة تدلنا على وجود الله عز وجل هي حدوث الكون والتي تدلنا على أن له محدِثا أحدثه.
فإذا كان العاقل لا يقبل بحدوث حادث بلا محدث وجب عليه إذا أن يؤمن بوجود الله عز وجل محدِث الكون.
يقول مؤلف العقيدة السفارينية
دلت على وجوده الحوادث****سبحانه فهو الحكيم الوارث (1)

وكثيرٌ من علماء المسلمين الذين ألفوا في أصول الدين والعقيدة، استدلوا على وجود الله بدليل الحدوث، وابن خلدون يشير أيضا في مقدمته إلى دليل الحدوث فيقول :« إن الحوادث في عالم الكائنات سواء كانت من الذوات أو من الأفعال البشرية أو الحيوانية فلا بد لها من أسباب متقدمة عليها بها تقع في مستقر العادة وعنها يتم كونه وكل واحد من هذه الأسباب حادث أيضا فلابد له من أسباب أخر ولا تزال تلك الأسباب مرتقية حتى تنتهي إلى مسبب الأسباب وموجدها وخالقها سبحانه»(2) .
فالكرسي صنعه نجار و الساعة صنعها ساعاتي و القصر صنعه بناء، والعاقل عند زوال الحجب والموانع، يتفكر في خلق السموات و الأرض فيعلم أن هذا الكون من المستحيل أن يأتي صدفة أو من نفسه، فيؤمن في قرارات نفسه أن هذا الكون مخلوق له خالق.
وقد اعتمد النظار على مقدمات عديدة ليصلوا إلى نتيجة واحدة وهي أن العالم حادث وكل حادث لا بد له من محدِث وإلا لزم إيجاد الشيء نفسه أو الدور والتسلسل والكل محال»

والاستدلال على وجود الله تعالى استنادا على دليل الحدوث يعتمد على قضيتين، القضية الأولى إثبات حدوث العالم، والثانية إثبات أن كل حادث لابد له من محدث
-------------
1 العقيدة السفارينية - محمد بن أحمد بن سالم بن سليمان السفاريني - ص 38
2 المقدمة – ابن خلدون – ص 458

كل ما في الكون يدل على حدوثه، فزرع ينبث وطفل يولد ونجم يُخلق،
إذا فالكون يحمل في طياته دليل حدوثه
وكل حادث لا بد له من محدِث وإلا لزم إيجاد الشيء نفسه أو الدور والتسلسل والكل محال
إذا تبين لنا من هذه المقدمة البسيطة ضرورة وجود خالق لهذا الكون

بقي أن أنبه إلى أن اقتباسي لبعض كلام عبد الله بن أسعد اليافعي لا يعني موافقتي لعقيدته فهذا الشخص أشعري صوفي، ونعوذ بالله تعالى من أهل الضلال

إثبات حدوث العالم:
استدل علماء العقيدة على حدوث العالم بمجموعة من الأدلة منها الصالح ومنها الطالح، وسأذكر الصالح منها الذي وافق صحيح المنقول وصريح المعقول:

أولا الأدلة العقلية على حدوث العالم:

إثبات حدوث العالم:

استدل علماء العقيدة على حدوث العالم بمجموعة من الأدلة منها الصالح ومنها الطالح، وسأذكر الصالح منها الذي وافق صحيح المنقول وصريح المعقول:



أولا الأدلة العقلية على حدوث العالم:

1 – إن قبول الوجود والعدم على موجودات العالم دليل على حدوثه، فغيث ينزل، وزهر يتفتح، وطفل يولد وآخر يموت، ونجوم تنشأ وأخرى تخبو، إلى غيرها من الحوادث، وفي ذلك يقول ابن تيمية :« من المعلوم أن بعض أجزاء العالم يشاهد عدمه بعد الوجود ووجوده بعد العدم كصور الحيوان والنبات والمعدن وأنواع من الأعراض وهذا معلوم بالحس أنه ليس واجب الوجود بل هو ممكن الوجود لقبوله العدم »[1].



2 – الموجودات إما أن تكون كلها حادثة أو كلها قديمة أو منها الحادث والقديم، فالأول ممتنع لأن الحوادث تفتقر لمن يُحدثها، ومحدِث الموجودات لا يكون معدوما وهذا معلوم بالضرورة والثاني ممتنع أيضا لأنه خلاف المشاهد والضرورة الحسية، فلو كانت الموجودات كلها قديمة لما طرأ عليها التغير أو الفناء، فثبت إذا أن الموجودات تنقسم لقديم ومحدث، ولابد للمحدَث من محدِث قديم.[2]



3 – أجزاء العالم مفتقرة لغيرها ولا يوجد منها ما هو قائم بذاته، فالشمس مفتقرة لذراتها ومفتقرة لقانون الجاذبية، وكذلك سائر الكواكب والأفلاك، والإنسان أيضا مفتقر للماء والطعام، وشرط القديم الغنى، فإذا ثبت افتقار أجزاء العالم لغيره ثبت حدوثها، وحدوث الأجزاء حدوث للكل.



4 – بيان استحالة حوادث لا أول لها، فإذا علمنا أن موجودات العالم خاضعة لمبدأ السببية، وأن تسلسل الحوادث إلى ما لانهاية باطل، ثبت إذا حدوث العالم، وسيأتي بيانه فيما بعد.

----------------------------------
[1] بغية المرتاد في الرد على المتفلسفة والقرامطة والباطنية – ابن تيمية - ج 1 ص 430

[2] درء تعارض العقل والنقل – ابن تيمية - ج 3 ص 104



ثانيا أدلة العلم الحديث على حدوث العالم

(وأريد أن أشير إلى أن المنتدى ولله الحمد مليئ بمواضيع تعالج هذه القضية وتفيض فيها، لكن أحببت أن يكون هذا الموضوع جامعا ما أمكن لجميع ما يتعلق بعنوانه)

وأما الأدلة العلمية على حدوث العالم فتكاد لا تحصى، وسأقتصر على أكثرها قوة وأظهرها حجة،

1 – القانون الثاني للتيرموديناميك :

هذا القانون يثبت أنه لا يمكن أن يكون وجود الكون أزليا، فهو يصف لنا أن الحرارة تنتقل دائما من الجسم الأكثر حرارة إلى الجسم الأقل حرارة، والعكس غير ممكن. وبناء على هذا الكشف العلمي الهام فان اتجاه الكون نحو التوازن الحراري يزداد يوما بعد يوم، ولا بد من وقت تتساوى فيه حرارة جميع الموجودات، وحينذاك لا تبقى أية طاقة مفيدة للحياة والعمل، وسيترتب على ذلك أن تنتهي العمليات الكيماوية والطبيعية،

وانطلاقا من هذه الحقيقة القائلة بان العمليات الكيماوية والطبيعية جارية، وان الحياة قائمة، يثبت لدينا قطعا أن الكون ليس بأزلي، إذ لو كان الكون أزليا لكان من اللازم أن يفقد طاقته منذ زمن بعيد، بناء على هذا القانون، ولما بقي في الكون بصيص من الحياة، يقول ادوارد لوثر كسيل عالم أمريكي في علم الحيوان« وهكذا توصلت العلوم - دون قصد - إلى أن لهذا الكون بداية. وهي بذلك تثبت وجود الله، لأن ما له بداية لا يمكن أن يكون قد بدأ نفسه ولا بد من مبدئ، أو من محرك أول، أو من خالق، هو الإله »[1]، وقد قال نفس الكلام السير جيمس: «تؤمن العلوم الحديثة بان عملية تغير الحرارة سوف تستمر حتى تنتهي طاقاتها كلية، ولم تصل هذه العملية حتى الآن إلى آخر درجاتها، لأنه لو حدث شيء مثل هذا لما كنا الآن موجودين على ظهر الأرض، حتى نفكر فيها. إن هذه العملية تتقدم بسرعة مع الزمن.، ومن ثم لابد لها من بداية، ولا بد أنه قد حدثت عملية في الكون، يمكن أن نسميها خلقا في وقت ما، حيث لا يمكن أن يكون هذا الكون أزليا»[2].

2 – نظرية الانفجار الكبير :

إن الحقيقة العلمية التي أبرزتها نظرية الانفجار العظيم هي أن هناك لحظة بدء للمادة والطاقة والزمان، وقد استغرقت هذه النظرية وقتا طويلا حتى تصبح ذات شأن في الأوساط العلمية[3]، ولعل أولى المؤشرات التي دعمت لظهور هذه النظرية ما توصل إليه العالم الفلكي إدوين هابل في إثباته لتمدد الكون، يقول العالم الفلكي الشهير ستيف هاكنغ :« إن إدوين هابل أجرى سنة 1929م مشاهدة تعد علامة طريق هي أنك حيثما وجهت بصرك، تجد المجرات البعيدة تتحرك بسرعة بعيدا عنا. وبكلمات أخرى فإن الكون يتمدد. ويعني هذا أن الأشياء كانت في الأوقات السالفة أكثر اقترابا معا. والحقيقة أنه يبدو أنه كان ثمة وقت منذ حوالي عشرة أو عشرين ألف مليون سنة، حيث كانت الأشياء كلها في نفس المكان بالضبط، وبالتالي فإن كثافة الكون وقتها كانت لا متناهية. وهذا الاكتشاف هو الذي أتى في النهاية بمسألة بداية الكون إلى دنيا العلم»[4].

وعندما بدأ الفلكيون في مطلع العشرينيات بتحليل الأطياف الضوئية للنجوم الواردة على كوكبنا، وجدوا أن هذه الأطياف الضوئية تنحرف نحو اللون الأحمر، وهذا يعني أن منبع الضوء يبتعد عنا، أي أن النجوم الأخرى والمجرات تبتعد عنا، يقول ستيف هاكنغ :«فقد كان من المفاجئ تماما أن نجد أن معظم المجرات ذات إزاحة حمراء، فكلها تقريبا تتحرك بعيدا عنا، بل والأكثر مفاجأة اكتشاف "هابل" الذي نشر في 1929م، فحتى حجم الإزاحة الحمراء لمجرة ما لم يكن عشوائيا، ولكنه يتناسب طرديا مع بعد المجرة عنا. أو بكلمات أخرى، كلما زادت المجرة بعدا، زادت سرعة تحركها بعيدا»[5]، وبهذا الاكتشاف أثبت العلم عن غير قصد أن للكون بداية، وما له بداية لابد أن يكون له مبدئ، ولذلك أشار كريسى موريسون في حديثه عن بداية الكون، حيث قال: »وتدل الشواهد من الكيمياء وغيرها من العلوم على أن بداية المادة لم تكن بطيئة أو تدريجية، بل أوجدت بصورة فجائية، وتستطيع العلوم أن تحدد لنا الوقت الذي نشأت فيه هذه المواد، وعلى ذلك فان هذا العالم المادي لا بد أن يكون مخلوقا»[6]

وما دام الكون في توسع دائم، إذن لو اتجهنا عكسيا، أي إلى الوراء، فمن الضروري أن الكون كله كان متمركزًا في السابق في نقطة واحدة تؤول إلى الصفر، وهذا ما أثبته العلم، أن الكون كان عبارة عن نقطة صغيرة جداً، بضغط رهيب ودرجة حرارة خيالية، أما قولهم أن حجم هذه النقطة كان صفرا فهو حقيقة أخرى وضربة أخرى للماديين، واثبات للخلق من عدم، فالصفر في لغة الفيزياء هو العدم، يقول الدكتور هارون يحيى في إحدى مقالاته:«لقد قاد اكتشاف "هابل" لحقيقة الكون المتمدد لانبثاق نموذج آخر كان ضرورياً لكي لا يكون هناك عبث، ولكي يجعل نتائج معادلاته صحيحة، فإذا كان الكون يتضخم ويكبر مع مرور الوقت فهذا يعني أن العودة إلى الخلف تقودنا نحو كون أصغر، ثم إذا عدنا إلى الخلف أكثر ( لمدى بعيد)، فإن كل شيء سوف ينكمش ويتقارب نحو نقطة واحدة، والنتيجة الممكن التوصل إليها من ذلك هو أنه في وقت ما كانت كل مادة الكون مضغوطة في كتلة نقطية واحدة لها حجم صفر بسبب قوة النقطية ذات الحجم الصفر، وهذا الانفجار الذي وقع سمي بالانفجار الكبير، توجد حقيقة أخرى مهمة تكشفها نظرية الانفجار الكبير، فلكي نقول أن شيئاً ما له حجم صفر فهذا يكافئ القول بأنه لم يكن هناك شيء، وأن كل الكون خلق من ذلك اللاشيء، والأكثر من ذلك أن للكون بداية وهذا عكس ما ذهبت إليه المادية من أن الكون لا أول له ولا آخر»[7].

ويقول الفيزيائي ادموند ويتيكر: «ليس هناك ما يدعو إلى أن نفترض أن المادة والطاقة كانتا موجودتين قبل الانفجار العظيم وأنه حدث بينهما تفاعل فجائي، فما الذي يميز تلك اللحظة عن غيرها من اللحظات في الأزلية؟ والأبسط أن نفترض خلقاً من العدم، أي إبداع الإرادة الإلهية للكون من العدم»[8]. وينتهي الفيزيائي إدوارد ميلن، بعد تفكره في الكون المتمدد، إلى هذه النتيجة قائلا: «أما العلة الأولى للكون في سباق التمدد فأمر إضافتها متروك للقارئ. ولكن الصورة التي لدينا لا تكتمل من غير الله»[9]

لقد شكلت هذه النظرية ضربة قوية لمزاعم المادية الملحدة حيث يقول أحد أكبر فلاسفتهم "أنطوني فلو ": «يقولون إن الاعتراف يفيد الإنسان من الناحية النفسية. وأنا سأدلي باعتراف؛ إن أنموذج الانفجار الكبير شيء محرج جدا بالنسبة للملحدين، لأن العلم أثبت فكرة دافعت عنها الكتب الدينية... فكرة أن للكون بداية». ويقول العالم "دونيس سكايما" -وكان من أشد أنصار نظرية الكون المستقر- وهو يبدي أسفه على انتصار نظرية الانفجار الكبير: «لم أدافع عن نظرية الكون المستقر لكونها صحيحة، بل لرغبتي في كونها صحيحة. ولكن بعد أن تراكمت الأدلة فقد تبين لنا أن اللعبة قد انتهت، وأنه يجب ترك نظرية الكون المستقر جانبا»[10].

إن نظرية "توسع الكون" ونظيرتها "الانفجار الكبير" تعتبران أبرز الثورات الفكرية في العشرينيات من القرن الماضي، ولم يُفكر أحد في ذلك من قبل لا على مستوى الفلاسفة ولا على مستوى علماء المادة.

بيد أن هاتين النظريتين سبق أن تم ذكرهما في كتابٍ منذ أزيد من ألف وأربعمائة سنة، فقد ذكرت هذه الحقيقة العلمية في القرآن الكريم حيث يقول تعالى: ﴿ وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ﴾ [11]، وقوله سبحانه ﴿ أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ﴾ آيتان في قمة البلاغة اللغوية والإعجاز العلمي.

فكان هذا الكشف الجديد دليلا على حدوث الكون من جهة، ودليلا على أن القرآن كلام رب العالمين من جهة أخرى.

وهنا ستعرض شبهة لطالما احتج بها الملاحدة في هذا الباب
ألا وهي نظرية النواس أي أن الكون ينفجر فيتمدد ثم سينكمش لينفجر مرة أخرى إلى ما لا نهاية
و الرد على نظرية النوسان المزعومة يتخذ عدة طرق سأكتفي هنا بالدليل العلمي على نقض فكرة النوسان على أن هناك أدلة أخرى

وسأقتطف جزءا من كتاب "العلم من منظوره الجديد"حيث يقول مؤلفاه [12]: «وهناك فرضية أخرى طرحت تجنباً لافتراض بداية للكون، هي نظرية نوسان الكون Oscillating Universe. ومؤدي هذه النظرية أنه إذا كان في الكون كمية كافية من المادة فإن شد الجاذبية سوف يوقف في نهاية المطاف التمدد الحالي ويعكسه، بحيث ينتج من ذلك آخر الأمر انهيار ثان لكل المادة في ما قد يصح أن نطلق عليه اسم «الانكماش العظيم». وتوحي نظرية النوسان (الذبذبة) هذه بأن «انفجارا عظيماً» آخر يرجح أن يعقب عملية الانهيار، وأن الكون ربما ظل ينوس على هذا النحو بين عمليات «انفجار» و«انكماش» إلى الأبد. وبهذه الطريقة يمكن الحفاظ على أزلية المادة. وعلى هذه النظرية يعلق ستيفن فاينبيرغ مؤلف كتاب «الدقائق الثلاث الأولى» (The First Three Minutes)، وهو وصف دقيق للمراحل الأولى من نشأة الكون، قائلاً: «بعض المتخصصين في علم الكونيات تشدهم نظرية نوسان الكون فلسفياً، خصوصاً وأنها تتجنب ببراعة، شأن نظرية استقرار حال الكون، مشكلة النشأة الأولى. غير أنها تواجه صعوبة نظرية شديدة واحدة: ففي كل دورة من تمدد الكون وانكماشه تطرأ على نسبة الفوتونات إلى الجسيمات النووية (أو على الأصح درجة التعادل الحراري لكل جسيم نووي) زيادة طفيفة بفعل نوع من الاحتكاك يعرف بلزوجة الحجم (bulk viscosity). وفي هذه الحالة، في حدود ما نعلم، سيبدأ الكون كل دورة جديدة بنسبة جديدة للفوتونات إلى الجسيمات النووية تكون أكبر من سابقتها بقليل. وهذه النسبة ضخمة في الوقت الحاضر ولكنها متناهية، بحيث يصعب أن نتصور كيف يمكن أن يكون العالم قد مر في السابق بعدد من الدورات غير متناه».
وتستند حجة فاينبيرغ في هذه المسألة إلى نتيجة محتومة مترتبة على إحدى الخواص الجوهرية للمادة، وهي القانون الثاني للديناميكاً الحرارية. ويقول هذا القانون إن المادة إذا ضغطت سخنت وارتفعت درجة تعادلها الحراري (الأنتروبيا). وهكذا كلما ازداد عدد «الانكماشات العظيمة» للكون ازدادت حرارته ودرجة تعادله الحراري. وحيث إن درجة حرارة الكون ودرجة تعادله الحراري محدودتان في الوقت الراهن فلابد من أنه كانت له بداية. ومن المفترض أن يبدأ كل «انفجار عظيم»، في إطار نوسان الكون، بدرجة حرارة أعلى من درجة حرارة الانفجار الذي سبقه، ومن هنا لزم أن تكون درجة حرارة الكون في ختام سلسلة طويلة من الانفجارات العظيمة والانكماشات العظيمة أعلى كثيراً من 3.5 درجة مطلقة.
والواقع أن الحجج المستفيضة المتعلقة بالديناميكا الحرارية لا تشير إلى أي تكرار على الإطلاق في عملية التمدد الأصلي. يقول الفيزيائي سدني أ. بودمان (Sidney A. Blidman): «إن عالمنا لا يمكن له أن يرتد في المستقبل. والأكوان المغلقة المنسوبة إلى فريدمان (Friedmann) كانت تسمى فيها مضي الأكوان المتذبذبة. ونحن ندرك الأن أن أي كون مغلق لا يمكن أن يمر إلا بدورة واحدة من دورات التمدد والانكماش بسبب ضخامة الأنتروبيا المتولدة في كوننا الذي هو أبعد ما يكون عن النوسان. وسواء أكان الكون مغلقاً أم مفتوحاً، مرتداً أم متمدداً على وتيرة واحدة، فإن التحولات غير العكوسة في أطوار الكون تدل على أن للكون بداية ووسطاً ونهاية محددة». كذلك فإن نظرية النوسان لا تنسجم مع النسبية العامة. ومن هنا يخلص جون ويلر إلى أن عملية انكماش كبيرة واحدة من شأنها أن تنهي الكون إلى الأبد، فيقول: "لو حصل انهيار في الجاذبية فسنكون قد وصلنا إلى نهاية الزمن. وما من أحد قط استطاع أن يجد في معادلات النسبية العامة أدنى حجة تؤيد القول «بعملية تمدد أخرى» أو بوجود «كون ذي دورات»، أو أي شيء آخر سوى النهاية.
يبدو إذاً أن المادة ليست أزلية بالرغم من كل شيء. وكما يعلن عالم الفيزياء الفلكية جوزف سلك (Joseph Silk) فإن «بداية الزمن أمر لا مناص منه». كما يخلص الفلكي روبرت جاسترو (Robert Jastrow) إلى أم «سلسلة الحوادث التي أدت إلى ظهور الإنسان بدأت فجأة وبعنف في لحظة محددة من الزمن، وفي ومضة ضوء وطاقة.

ها قد أثبت العلم قضايا، أقرها ديننا الحنيف قبل 1400 سنة،
وبعد نكسة العقل الغربي لمدة ثلاث قرون من الزمن، بدأنا نشاهد عودته إلى الدين، وبدأنا نشاهد عودة العلم إلى أصله الحقيقي (ففي إسلامنا العلم والدين لا يفترقان)






--------------------------------------------------------------------------------

[1] الله يتجلى في عصر العلم – كريسي موريسون – ج 2 ص 31

[2] الإسلام يتحدى – وحيد الدين خان – ص 55 -56 بتصرف

[3] فقد بقيت هذه النظرية فرضية معلقة، حتى حصل لها دعم علمي في سنة 1965 حيث "اكتشف العالمان الأمريكيان"أرنو بانزياس" و"روبرت ويلسون" عن غير قصد، موجات راديو منبعثة من جميع أرجاء الكون لها نفس الميزات الفيزيائية في أي مكان أو زمان سجلت فيه، سُمّيت بالنور المتحجّر وهو النور الآتي من الأزمنة السحيقة ومن بقايا الانفجار العظيم الذي حصل في الثواني التي تلت نشأة الكون.وللمزيد من التوسع انظر موجز تاريخ الزمن لستيفن هاكنغ ص 47 - 49



[4] موجز تاريخ الزمن – ستيف هاكنغ – ص 17

[5] المرجع السابق – ص 46

[6] الله يتجلى في عصر العلم – كريسي موريسون – ج 2 ص 28

[7] مقال خلق الكون من العدم والانفجار الكوني الكبير – هارون يحيى - موقع الإعجاز العلمي في القرآن والسنة

[8] العلم من منظوره الجديد - روبرت م.أغروس وَ جورج ن.ستانسيو- ص 59 – 60

[9] المرجع السابق ص 60

[10] مقال حدوث الكون حقيقة قررها الدين وأثبتها العلم - أورخان محمد علي – موقع مجلة حراء

[11] الذاريات - 47

[12]العلم من منظوره الجديد - روبرت م.أغروس وَ جورج ن.ستانسيو- ص 58

MALCOMX 2010-05-31 07:28 PM

ثالثا الأدلة النقلية على حدوث الكون :
لقد امتاز المنهج الإسلامي مقارنة مع باقي الفلسفات التي سبقته -الفلسفة اليونانية والإغريقية- بسبقه إلى القول بحدوث العالم، فقد كان الاعتقاد السائد قبل ظهور الإسلامي بقدم العالم وقِدم مادته، فلما جاء الإسلام، ودون حدوث أي تطور علمي يستوجب نقض الفكرة الفيزيائية اليونانية قال هذا الفكر مستهدياً بالوحي السماوي: إن العالم محدَث مخلوق وليس قديما، ثم جاء الفكر العلمي المعاصر ليؤكد هذه الحقيقة من خلال القول بوجود لحظة ابتداء للكون.
فيكفينا كمسلمين، أن نستدل على حدوث الكون بكلام الله عز وجل، لأنه يعلم السر وأخفى، وعنده مفاتيح الغيب وأسرار الكون، وسأعرض جملة من الآيات التي لطالما قرأناها ولم نتبين سرها وعظمتها لأنها أُلقِيت بأوجز عبارة وألطف إشارة، فلا يدركها إلا أربابها، وقد جمعتْ هذه الآيات بين قوتين مثينتين، فاستحال نقضها أو زعزعتها، لقد جمعتْ بين الدليل الرباني الشرعي القاطع والدليل العقلي الساطع، وكما يذكر ابن تيمية، أن مثل هذه الآيات التي تضم كلتا مصادر معرفتنا هي أدلة شرعية عقلية، فكانت بحق تحديا للذين زعموا خلو القرآن من الأدلة العقلية، ولم تقتصر على مخاطبة أهل الاختصاص، بل خاطبت العالم والعامي في بيان موجز وعبارات محكمة، يعجز البشر على الإتيان بنظيرها.
ولنتأمل في الآيات التالية التي تقرر في بعضها أن المخلوقات مسبوقة بالعدم، وفي البعض الآخر أنها تقبل الوجود والعدم، وكلاهما يشيران إلى الحدوث والافتقار إلى المحدِث، يقول تعالى:
• أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ [1]
• أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا [2]
• هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا [3]
• وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ [4]
• فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ (24) أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا (25) ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا (26) فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا [5]
• وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2) وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4) وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (5) وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا [6]
• تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا (61) وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا [7]

والآيات الدالة على حدوث الكون عديدة، أكتفي بما ذكرته لدلالته على المطلوب.
وهكذا أكد كلام رب العالمين على حدوث الكون بآيات باهرة معجزة، نزلت على الرسول الأمي قبل أزيد من أربعة عشر قرنا، وتحدى بها كفار قريش ولا زال التحدي قائما إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.


___________________________
[1] سورة الطور آية 35
[2] سورة مريم آية 67
[3] سورة الإنسان آية 1
[4] سورة المؤمنون آية 12 - 14
[5] سورة عبس آية 24 - 27
[6] سورة الشمس آية 1 - 6
[7] سورة الفرقان آية 61 - 62


سبق أن ذكرنا أن الاستدلال على وجود الله تعالى استنادا على دليل الحدوث يعتمد على قضيتين، وبعد إثباتنا للقضية الأولى – حدوث العالم – بقي لنا أن نثبت أن كل حادث لابد له من محدث قديم.

ثانيا إثبات أن كل حادث لابد له من محدث قديم:
من الضروريات العقلية التي لا خلاف فيها بين العقلاء أن لكل حادث سبب [1]، يفسر لماذا وقع هذا الحادث ولما كان على هذا النحو، ووجود هذا القانون الذي يحكم المادة ليس منوطا بإدراكنا له، فسواء آدركناه أو لم ندركه سيبقى قانونا ثابتا، فعدم معرفتنا بوجود سبب لحادث ما ليس دليلا على عدم وجود هذا السبب.
وجميع البحوث العلمية إنما قامة لتكشف الستار عن قانون السببية بين الأشياء المادية-لكل حادث محدث- فمطلوبات العلوم جميعها، ما هي إلا أحداث لا تعلم أسبابها، ولولا ذلك ما كان هناك شيء اسمه البحث العلمي.
ولا يستطيع أحد أن يثبت خطأ قانون السببية، فبدونه تنعدم جميع الأشياء الحية. والعقل البشري لا يستطيع أن يعمل إلا على أساس السببية.
فمبدأ السببية قامت عليه المعارف البشرية البدائية والمعقدة على حد سواء ولا ينكر ذلك أحد من العقلاء.

أولا أدلة مبدأ السببية

• الدليل الفطري على مبدأ السببية :
مبدأ السببية القائم بلزوم علة لكل حادث من مبادئ الذهن الأولى المدَبِّرة له، فكل إنسان يستخدمه وربما لا يعرفه في حالته الابتدائية أي يستخدمه من حيث لا يشعر، ولولا مثل هذه المبادئ لما تقررت أي حقيقة في الأذهان.
وقد أشار ابن حزم لبعض البديهيات و العلوم الضرورية التي يستوي فيها الجاهل و العالم والصغير و الكبير فيقول:« إن الصبي الصغير في أول تمييزه يعلم بأنه لا يكون فعل إلا لفاعل فإنه إذا رأى شيئا قال من عمل هذا ولا يقنع البتة بأنه العمل دون عامل وإذا رأى بيد آخر شيئا قال من أعطاك هذا» [4] وكذلك فإن الصبي الصغير إذا سمع صوتا يتجه بصره نحو مصدره، موقنا أن لهذا الصوت سببا، بل حتى الحيوانات تخضع هي الأخرى لهذا المبدأ.
وهو مبدأ لا يتوقف البرهان عليه بالاستقراء فقط، فالعلم بأن الكتابة لابد لها من كاتب لا يتوقف على العلم بأن كل كتابة قد صدرت عن كاتب، فالعلم بالقضية المعينة المخصوصة قد يكون أظهر من العلم بالقضية العامة الكلية، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية :«واعلم أن علم الإنسان بأن كل محدث لا بد له من محدث أو كل أثر فلا بد له من مؤثر، ونحو ذلك من القضايا الكلية والأخبار العامة، هو علم كلي بقضية كلية، وهو حق في نفسه، لكن علمه بأن هذا المحدث المعين لا بد له من محدث، هو أيضا معلوم له مع كون القضية معينة مخصوصة جزئية، وليس علمه بهذه القضايا المعينة المخصوصة موقوفا على العلم يتلك القضية العامة الكلية، بل هذه القضايا المعينة قد تسبق إلى فطرته قبل أن يستشعر تلك القضايا الكلية، وهذا كعلمه بان الكتابة لا بد لها من كاتب والبناء لا بد له من بان، فإنه إذا رأى كتابه معينة علم أنه لا بد لها من كاتب، وإذا رأى بنيانا علم انه لا بد من بان، وإن لم يستشعر في ذلك الحال كل كتابة كانت أو تكون أو يمكن أن تكون» [5] ويقول أيضا :« فإنه قد يكون علم الإنسان بالحكم في أعيانها المشخصة الجزئية أبده للعقل من الحكم الكلي ولا تكون معرفته بحكم المعينات موقوفة على تلك القضايا الكليات ولهذا كان علم الإنسان أنه هو لم يحدث نفسه لا يتوقف على علمه بأن كل إنسان لم يحدث نفسه ولا على أن كل حادث لم يحدث نفسه بل هذه القضايا العامة الكلية صادقة وتلك القضية المعينة صادقة والعلم بها فطري ضروري لا يحتاج أن يستدل عليه» [6].
إذا تبين لنا من كلام ابن حزم وكلام ابن تيمية أن مبدأ السببية قائم على العلم الضروري البديهي الذي يتفق عليه العقلاء في كل الأزمنة والأمكنة.



• الدليل العقلي :
1 - إن كل حادثة ممكنة الوجود، ومعنى الإمكان أن الوجود والعدم بالنسبة إليها متساويان، فلكي توجد الحادثة، لابد أن يترجح وجودها على عدمها. ولا بد في رجحان الوجود على العدم من مرجِّح لاستحالة ترجح أحد المتساويين على الآخر بلا مرجح، وهذا المرجح هو العلة، إذن فكل حادثة لها علة.
2 – الاستقراء : والاستقراء هو تتبُّع الجزئيات كلها أو بعضها للوصول إلى حكم عام يشملها جميعا، أو هو انتقال الفكر من الحكم على الجزئي إلى الكلي الذي يدخل الجزئي تحته [9].
وباستخدام هذه العملية التجريبية على العالم نلاحظ أن جل جزئياته خاضعة لقانون السببية فإما أن تكون علة أو معلولة .




________________________________________
[1] يجب التمييز بين مبدأ السببية وعلاقة السببية القائمة بين الأشياء، ونقصد بمبدأ السببية أو العلية : أن لكل حادث سببا ، ونريد بعلاقة السببية أو علاقة العلية العلاقة القائمة بين الحرارة و التمدد، النار و الاحتراق ، فمعرفة أن التمدد أو الإحراق له سبب : أمر عقلي بديهي . ومعرفة أن سبب التمدد هو الحرارة و سبب الاحتراق هو النار أمر حسي تجريبي.
[2] نقصد بالدليل الفطري أي دليل العلم الضروري البديهي
[4] الفصل بين الملل و الأهواء و النحل – ابن حزم – ج 1 ص 12
[5] درء التعارض – ابن تيمية – ج 3 ص 119
[6] المرجع السابق ج 3 ص 120
[9] ضوابط المعرفة – عبد الرحمـن حبنكة الميداني – ص 188


ثانيا بطلان التسلسل والدور :

كثيرا ما احتج الملاحدة بوجود سلسلة لا نهائية من الحوادث، أو أن هذا الكون مستمر بحكم التفاعل الذاتي الذي لا أول له زعما منهم أن هذا دليل لنفي وجود الله عز وجل.

ونتيجة انتكاسة فطرهم لم يستطيعوا إدراك بطلان التسلسل والدور.

لذلك كان من الواجب تخصيص هذه الفقرة لإبطال زعمهم، تحقيقاً للحق وإبطالاً للباطل.

أ - بطلان التسلسل:

التسلسل[1] هو استناد وجود الممكن إلى علة مؤثرة فيه، وتستند هذه العلة إلى علة مؤثرة فيها، وهي إلى علة ثالثة مؤثرة فيها، وهكذا تسلسلاً مع العلل دون نهاية، يقول ابن تيمية :«ولفظ التسلسل يراد به التسلسل في المؤثرات، وهو أن يكون للحادث فاعل وللفاعل فاعل، وهذا باطل بصريح العقل و اتفاق العقلاء» [2].

ونستدل على بطلان التسلسل اللانهائي من وجوه :



الوجه الأول:

إن الموجودات بأسرها إما أن تكون واجبة الوجود أو ممكنة الوجود أو ممتنعة الوجود، فأما الأول فباطل لأنا نشاهد في العالم ما يحدث بعد أن لم يكن والواجب بنفسه لا يسبقه العدم، والثاني باطل أيضا لان ممكن الوجود هو الذي يمكن وجوده وعدمهن أي هو الذي يسبقه العدم، وما سبقه العدم لا يستطيع إيجاد نفسه، فوجب وجود موجود لم يسبقه العدم افتقرت إليه الموجودات جميعها، أما الثالث فهو باطل لأن العالم موجود، فما وجد لا يكون ممتنع الوجود.

فلزم لبطلان هذه الأقسام الثلاثة أن يكون بعضها واجبا وبعضها ممكن.

وإذا كانت الموجودات إما واجبة وإما ممكنة وليس كلها ممكنا ولا كلها واجبا دل ذلك على انتهاء التسلسل وبطلان لانهائيته.


الوجه الثاني :

كل ممكن الوجود لا يوجد إلا بموجب يجب به وجود لأن الممكن كان مسبوقا بعدمه وهو مفتقر في وجوده إلى واجب الوجود الذي لا يسبقه العدم، والممكن لا بد لرجحان وجودها من مرجح واجب الوجود. [3]






الوجه الثالث :

الممكنات لا توجب الوجود بنفسها، فلا بد للممكن الذي يقبل الوجود والعدم من موجود ليس بممكن، ثم الموجود إما موجود بنفسه وإما بغيره وليس كل موجود وجد بنفسه لأن منها المحدثات التي يعلم بضرورة العقل أن وجودها ليس بأنفسها ، فثبت أن من الموجودات ما هو موجود بنفسه وما هو موجود بغيره، والموجود بنفسه هو الواجب و الموجود بغيره هو الممكن، فسقطة بذلك دعوى التسلسل اللانهائي.[4]



الوجه الرابع :

لو كانت العلل والمعلولات متعاقبة، فكل واحد منها حادث لا محالة. وعند ذلك فلا يخلو : إما أن يقال بأنها أزلية وهو محال لأن الأزلي لا يكون مسبوقا بالعدم، أو يقال بأنها ليس أزلية وهو المطلوب ، ويلزم من قول عدم أزليتها وعدم وجود واجب الوجود الأزلي بالقول بعدم وجودها، فبحكم العقل، العدم لا يعطينا وجودا وفاقد الشيء لا يعطيه، فتبين أن هذا القول خلاف المشاهد، فهذه العلل والمعلولات كل منها يكون مسبوقا بالعدم، فمجموعها مسبوق بالعدم، فوجب أن يكون لوجودها أول تنتهي إليه، فلو قيل لأحد لن أعطيك درهما إلا وقبله درهم لكان الإعطاء محال، كذلك الحال بالنسبة لمجموعة من الأصفار التي لا تكتسب قيمة إلا إذا كان عدد بين الواحد والتسعة على يسار هذه الأصفار، فالصفر يستمد القيمة من الصفر الذي إلى يساره، وهو أيضا إنما يستمد القيمة العددية من الصفر الثالث فالرابع فالخامس ... إلى أن تنتهي الأصفار برقم عددي كالواحد فما فوق. فهذا الرقم هو الذي يملك قيمة ذاتية في داخله، وهو الذي يضفي الحياة والقيمة على الأصفار المتسلسلة التي عن يمينه. فلو فرضنا أن سلسلة الأصفار لم تنته إلى رقد عددي يملك قيمة ذاتية، فهي أصفار خالية عن قيمة بل عن أي معنى الوجود.

وافتراض التسلسل اللانهائي فيها لا يغير من طبيعة الحال ولا يجعل لها أي قيمة

ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية:«وإذا لم يكن في الوجود واجب لم يوجد شيء، فتكون الموجودات كلها معدومات»[5]. ويقول أيضا : «مهما قُدِّر من الممكنات التي ليست متناهية، فإنه ليس واحد منها موجودا بنفسه، بل هو مفتقر إلى ما يُبدعه ويُفعله... فإذا قدر ممكنات متسلسلة كل منها لا وجود له من نفسه لم يكن هناك إلا العدم، والوجود موجود محسوس، فعلم أن فيه ما هو موجود بنفسه ليس وجوده من غيره»[6] .





الوجه الخامس

قد يُقال: لما لا يجوز تطبيق مفهوم اللانهاية على العالم المادي، ذلك أن هذا المفهوم يتم تطبيقه فكريا، فمثلا: الذهن يقبل بفكرة عدم وجود نهاية للأعداد الرياضية حيث كلما تصورنا عددا إلا وكان بالإمكان أن نتصور عددا آخر يُضاف إليه ومادام هذا التصور ممكن عقلا، فلما لا يكون أيضا بالإمكان عقلا أن يكون تكون الكون عملية مستمرة على نحو لا نهائي.

أقول : إن مفهوم اللانهائية لا يجب تنزيله على الظاهرة المادية وهذا هو مايقوله علماء الرياضيات أنفسهم فالعالم الرياضي الشهير دافيد هلبرت يقول :" إن اللانهاية لا توجد داخل الطبيعة... إن دورها الوحيد الذي يمكن أن تقوم به هو دور فكرة"[7].

ونلاحظ التناقض الكبير عند محاولة تطبيق هذا المفهوم على العالم المادي ذلك أن العدد اللانهائي هو العدد الذي لا يقبل الزيادة ولا النقصان.

وأضرب لذلك مثلا، ففي علم الرياضيات نحن مضطرين أن نقبل بالنتيجة التالية:

∞ - 1 = + ∞ +

وأبسط هذه المعادلة بمثال بسيط :

لو فرضنا أن مكتبة ما، تحتوي على عدد لانهائي من الكتب وجاء قارئ وأخذ كتابا من هذه المكتبة، بديهيا المكتبة قد نقص منها كتاب، لكن رياضيا نحن مضطرين للقول بأن المكتبة لم ينقص منها كتاب لأنه يبقى دائما لانهائيا حتى لو أخذنا منها مليون كتاب.

بل والذي يضعنا في تناقض صارخ هو أننا لو فرضنا دخول عدد لانهائي من القراء وكل قارئ أخذ كتابا، فلن نستطيع القول أن المكتبة قد نفدت كتبها، فالعدد اللانهائي لا يقبل الزيادة ولا النقصان .

نستخلص من هذين المثالين أن مفهوم اللانهاية مفهوم لا يجب تنزيله على الظاهرة المادية الواقعية.

وهذا ما أشرت إليه آنفا في قولة عالم الرياضيات دافيد هلبرت :" إن اللانهاية لاتوجد داخل الطبيعة... إن دورها الوحيد الذي يمكن أن تقوم به هو دور فكرة".


وحتى الملحد دفيد هيوم يقول بصريح العبارة :"إن عددا لانهائيا من مراحل الزمن التي تتوالى يبدو مجرد فكرة متناقضة، وهي فكرة لا يوجد إنسان يقتنع بها دون أن يكون في اقتناعه يفكر على نحو فاسد مختل "[8].






------------------------------------
[1] يجب التفريق بين تسلسل الحوادث و تسلسل الآثار – انظر درء التعارض ج3 ص157

[2] درء التعارض ج 1 ص 363

[3]المرجع السابق ج 3ص 100 بتصرف

[4] المرجع السابق ج3ص101

[5] المرجع السابق ج3 ص 264

[6] المرجع السابق ج3 ص 149

[7] مقال أدلة الإيمان – الموقع الالكتروني لمنتدى التوحيد

[8] مقال أدلة الإيمان – الموقع الالكتروني لمنتدى التوحيد

MALCOMX 2010-05-31 07:29 PM

ب - بطلان الدور:

الدور هو توقف الشيء على نفسه، بأن يكون هو نفسه علة لنفسه بواسطة أو بدون واسطة[1].

أو توقف شيء على شيء قد توقف على الأول بمرتبة أو مراتب بمعنى : توقف الشيء على ما توقف عليه[2].

وهذا الدور هو الدور السبقي أو الدور القبلي[3]، وهو باطل لأنه يقتضي أن يكون الشيء نقيض نفسه، فيكون متقدماً ومتأخراً في لحظة واحدة وموجوداً ومعدوماً في وقت واحد، وهذا جمع بين النقيضين، والجمع بين المتناقضات باطل.

يقول ابن تيمية:« فأما الدور القبلي فممتنع، فإنه إذا كان هذا لا يوجد إلا بعد ذاك، وذاك لا يوجد إلا بعد هذا، لزم أن يكون ذاك موجودا قبل هذا، وهذا قبل ذاك، فيكون كل من هذا وذاك موجودا قبل أن يكون موجودا، فيلزم اجتماع الوجود والعدم غير مرة، وذلك كله ممتنع»[4].

ما قاله ابن تيمية بين فيه بطلان الدور لأنه يلزم اجتماع الوجود والعدم، وهو ايضا باطل لأنه يجمع التقدم والتأخر فهو يستلزم -أي الدور- يستلزم تقدم الشيء على نفسه وهو ضروري الاستحالة، وجه الاستلزام أن الشيء إذا كان علة لآخر كان متقدما عليه وإذا كان الآخر علة له كان متقدما عليه والمتقدم على المتقدم على الشيء متقدم على ذلك الشيء فيكون الشيء متقدما على نفسه ويلزمه كون الشيء متأخرا عن نفسه وهو معنى احتياجه إلى نفسه وتوقفه على نفسه والكل بديهي الاستحالة



أمثلة توضيحية لبطلان الدور

· الكون وجد بنفسه: هذا الكلام فيه دور مرفوض عقلا، إذ يقتضي أن يكون الكون علة لنفسه، ومعلولا لها بآن واحد، فجُعِلَت العلة هي نفس المعلول، وهذا يقتضي أن يكون وجود الكون سابقاً على وجوده نفسه، وفي هذا تناقض ظاهر، فمعلوم أن العلة تسبق المعلول في الوجود، فبوصف الكون علة هو موجود، وبوصفه معلولا هو غير موجود، فهو إذن حسب الدعوى موجود غير موجود أو موجود ومعدوم، وهذا جمع بين النقيضين وهو باطل.



· لو قلنا أن الدجاجة متوقف وجودها على البيضة، والبيضة متوقف وجودها على الدجاجة، فهذا أيضا دور مستحيل، إذ يقتضي أن علة الدجاجة البيضة وعلة البيضة الدجاجة، وهذا دور بواسطة، وكلاهما سيظل معدوما ما دام متوقفا على الآخر.

وبطلان ذلك يظهر إذا أزلنا الواسطة، فستصير الجملة كالتالي: علة الدجاجة هي الدجاجة نفسها أو علة البيضة هي البيضة نفسها.

فلزم منه إثبات أن يكون الشيء الواحد موجودا قبل أن يكون موجودا، ليوجِد شيئا آخر، يكون هذا الشيء الآخر علَّة في وجود ما كان هو سببا في وجوده، وهذا باطل بَيِّنُ البطلان.



· لو فرضنا أن شخصا حاول الانتساب إلى شعبة الدراسات الإسلامية، فقيل له إن ذلك متوقف على أن تكون مسجلا في جامعة الشريعة، ولما حاول التسجيل في جامعة الشريعة، قيل له إن ذلك متوقف على أن تكون عندك شهادة حسن السيرة، ولما حاولت أخذ هذه الشهادة قيل لك إن ذلك متوقف على أن تكون مسجلا في شعبة الدراسات. فمن البديهي أنه لن يستطيع أن يحقق لنفسك أي الغرض ما دام سقط في هذا الدور الممتنع.



فالدور المستخدم في المثال الأول -حدوث الكون بنفسه- والمثال الثاني -الدجاجة والبيضة- يسمى الدور الصريح، لأنه دور يتوقف فيه الشيء على نفسه مباشرة دون واسطة أو بواسطة واحدة.

والدور المستخدم في المثال الثالث يسمى دورا مضمرا لتوقف الشيء على نفسه بواسطة عنصرين فأكثر.

--------------------------------------------------------------------------------

[1] انظر ضوابط المعرفة ص 323

[2] مذكرة التوحيد - عبد الرزاق عفيفي – ص 12

[3] يجب التفريق بين الدور السبقي والدور المَعِّي الاقتراني، فهذا الأخير دور لا استحالة فيه، مثل توقف كل من المتضايقين على الآخر، كالأبوة والبنوة، والأكبر والأصغر، إذ لا تُتَصور الأبوة إلا مع البنوة، ولا يتصور الأكبر إلا مع الأصغر.

[4] درء التعارض ج 3 ص 143 - 144

صهيب 2010-05-31 08:32 PM

:بس:
[SIZE=5][COLOR=Blue]هربت من مواجهة الإخوة هنا وذهبت لمنتدى الزنادقة تعرض مضاجعتهم حتى يؤيدوها وقد تم

والأكيد أنهام هم القلوة الذين قصتهم بمضاجعتها لهم جنبا إلى جنب مع الكلاب

والواقع أنهم لا يختلفون في شيء عن الكلاب
فالأصل واحد

ونذكرها باعترافاتها إن نسين

[/COLOR][/SIZE][QUOTE][SIZE=6]في الواقع أن [COLOR=Red]مضاجعة الكلب أشرف من مضاجعة معظم الشباب العرب[/COLOR].. [SIZE=7]عدا القلة[/SIZE]..[/SIZE][/QUOTE]

عائد الى الله 2010-05-31 11:01 PM

[SIZE="5"][FONT="Andalus"][SIZE="4"][FONT="Andalus"]اقول لكى سامحينى انتى مدعيه العلم ولا تعرفى شىء عن العلم اقول لكى انك تسيرى فى دائره مغلقه من الشكوك والجدال العقيم وانا كنت مثلك واعلم ماتمرين به من احوال نفسيه صعبه لكن صدقينى ان

وجود الله دليل على وجودك

وان نظريه التطور او الماده انما هى اساطير تنسب الى العلم ولو سمحتى لا تستخدمى الفاظ علميه لا تفهمى معناها بحجه العقل والعقلانيه

اقول لكى ان ما وصلتى اليه هو نتيجه لتفكيرى باسلوب خاطىء انكى تخلطين بين صفات الخالق والمخلوق والواجد والموجود

وتطبقين قوانين الدنيا على من صنع الدين ومن خلق الدنيا

وهذا خطاء شائع عندكم مثلا ولله المثل الاعلى عندما يصنع النجار باب من الخشب هل من المنطقى ان نقول ان نطبق صفات الباب على النجار
وسامحينى هذا منتهى الغباء وليس العالم فكيف تقولين على الخالق مخلوق هذه سفسطه ومنطق فاشل

اولا ساقول لكى نقلا عن عالمك المفضل (اينشتاين)

عندما سأله احد اصدقائه فى حوار صحفى معه صديقه يدعى جيفرى وهو يهودى الاصل ملحد الفكر والمذهب

هل تؤمن بوجود خالق للكون وانت من انشأت نظريه النسبيه والقوه والطاقه؟

قال : اخرس ياجيفرى انا مؤمن بوجود اله للكون وذكر عبارته المشهوره (ان الله لايرمى النرد) معناها يا مدعيه العلم

ان الكون ليست به صدفه

وقال ايضا له: ان علم الانسان كطفل صغير دخل الى احدى المكتبات المليئه بالكتب والعلم وكل ماقدر عليه هو ان يقراء الصف الاول من الكتب

ويقول ايضا :ان كثره النعم والمخلوقات دليل كافى على وجود اله خالق للكون فضلا عن ان كل هذه النعم مخلوقه بدقه وصنع بديع

فكيف انكر وجود الله[/FONT][/SIZE][/FONT][/SIZE]

الله يهدى

انظرى الى انفك وجيوبك الانفيه هل تعلمى كم طول الجيوب انفيه(160 سم) داخل انفك الا يوجد عندكى عقل

نظريه التطور فاشله علميا وممكن لو مهتمه اقول لكى لماذا

الانتحاء والترقى احلام يقظه ايضا علميا ممكن اقول لكى لو مهتمه

الطفره الجينيه اكبر كذبه علميه حديثه اثبت علميا فشلها وانا ممكن اجادلك علميا وبكل حق لو تحبى

ثانيا لو سمحتى لاتستخدمى الفاظ تدل على جهلك العلمى الشديد (القوه تعريفك لها دليل على خلل عقلى عندك)

ادرسى العلم بتوسط وكونى باحثه على الحق

انا كنت مكانك ونفس اللى انتى فيه كنت فيه واعرف كيف معيشتك وكيف انتى تعيشى الحياه (بالطول والعرض) ومع ذلك لستى سعيده

لاتعرفى طعم السعاده ( حتى لو كان ردك على غير ذلك ) حتى لاتحرجى نفسك وتظهرى ما داخل نفسك من يأس واحباط وحياه ماديه رخيصه

الحمد لله احمدك يارب با خالقى انا كنت مثلها يارب وانت هديتنى اشكرك يارب انت كريم ارحت لى بالى وجعلتنى سعيد

الحمد لله الحمد لله الحمد لله

عموما ان شاء الله ساخصص ساعه كل يوم من وقتى ان شاء الله اكتب فيها كل النظريات العلميه التى يقولون عنها انها علم

وسأهدمها بأذن الله وعونه من كتب العلماء الاوروبيين انفسهم
وهيكون اول موضوع
عن نظريه داروين
الانتحاء والترقى
الداروينيه الحديثه
ديانه الفضائيين

لوسمحتى لاتتكلمى عن العلم وبلاش المصطلحات (العبيطه) اللى بتستخدميها بدون علم وخلاص والله انصحك ان تدخلى هذا الموقع

هو موقع مجانى

يتكلم عن الالحاد من منظور علمى بحت الرابط [url]http://harunyahya.com/arabic/index.php[/url]

وهذا من جعل تركيا كلها دوله اسلاميه( من جديد) بعد ان كانت هى من اشد الدول الملحده على يد الملعون (مصطفى كمال اتاتورك)

العلم يؤدى الى الله الدين يدعوا الى العلم اقول لكى مثال سيجعلك تراجعين نفسك مره اخرى لان الموضوع اللى انت عليه

ليس صحيح علميا على الاطلاق

دكنور (جيفرى لانج) سيرته الذاتيه: حاصل على دكتوراه فى الرياضيات الحديثه من (جامعه كنساس) دكتوراه فى الفلسفه
(جامعه باردو)
يقوم بالتدريس الان فى جامعه كنساس

انتى اعلم ام هو ؟ انه دكتور فى الرياضيات الحديثه؟ عجبا من الجدال العقيم

كان لادينى مدى حياته لما وجده فى الانجيل من خرافات و تناقض للعلم لكن مدى حياته لم يكن يعتقد مثلك انتى

ولعلمك ان 95% من علماء الدنيا ليسوا ملحدين واكبر مثال على ذلك (اينشتاين) و(كيث مور ) وغيره من العلماء الحقيقيين

ولا تظنى انك اعلم اهل الارض علما

والله كنت مثلك- الحمد لله الذى هدانى كنت اعمى بسبب جهلى لكن الله كريم

ولعلمك الاسلام دين يدعوا الى العلم ولا يوجد سؤال ليس له رد فى الاسلام ولاتوجد شبهات فى الاسلام



وممكن تقرأى كتب (لجيفرى لانج) مثل ( صراع من اجل الايمان-Struggling to Surrender ) وكتاب له ايضا(حتى الملائكه تسأل)

وكتاب اصل الانسان وكتاب (التوراه والقران والانجيل والعلم) لموريس بوكاى

وغيره وغيره من العلماء الكبار الذين اضائوا الدنيا بعلومهم

سؤال بسيط لكى انتى اكثر علما منهم؟ ام هذا تكبر وهوى نفس وحب للشهوات والحياه الحيوانيه


التى بلا قيود التى ليس له هدف سوى الشهوه وهوى النفس اسألك ان تكونى طالبه علم حقيقيه وان تكونى

صادقه فى بحثك عن الحقيقه

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

صهيب 2010-06-03 06:54 PM

:بس:
[SIZE=6][COLOR=Blue]
[COLOR=Purple]هربت مضاجعة الكلاب[/COLOR][/COLOR][/SIZE]

[SIZE=5][COLOR=Blue] انتظروا أن تنجب لكم جروا [/COLOR][/SIZE]

suzan 2010-06-24 03:25 PM

مرحباً..

أعتذر عن الغياب..

تقتضي طبيعة عملي التنقل والسفر..

شكراً لكل من أمل الخير.

ابن السني 2010-06-24 03:38 PM

[QUOTE=suzan;80554]مرحباً..

أعتذر عن الغياب..

تقتضي طبيعة عملي التنقل والسفر..

شكراً لكل من أمل الخير.[/QUOTE]

[COLOR="Blue"][COLOR="Red"][SIZE="5"]كذبت والكذب أسوأ صفة يتحلى بها الإنسان ولا يستحق صاحبها إلا الإحتقار
ذهبت تطلبين المطبلين والمزمرين في منتديات الضلال الملاحدة والآن تعودين لتكذبي علينا مجددا

اعتبري نفسك غير مرحب بك
[/SIZE][/COLOR][/COLOR]


الساعة الآن »03:50 PM.

Powered by vBulletin Copyright ©2000 - 2024 Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة - فقط - لأهل السنة والجماعة