أنصار السنة

أنصار السنة (https://www.ansarsunna.com/vb/index.php)
-   رد الشبهات وكشف الشخصيات (https://www.ansarsunna.com/vb/forumdisplay.php?f=14)
-   -   الرد على بعض مزاعم ( المهندس محمد شحرور للطعن في السنة ) في مقال له بتاريخ 18/ 2 / 2018 م (https://www.ansarsunna.com/vb/showthread.php?t=115764)

ناصرالشيبي 2023-06-18 07:06 PM

الرد على بعض مزاعم ( المهندس محمد شحرور للطعن في السنة ) في مقال له بتاريخ 18/ 2 / 2018 م
 
لا ينفك م/ شحرور ينوع زويا هجماته و أساليبها الهادفة لزعزعة ثوابت الإسلام الصحيح كما فهمه الصحابة رضي الله عنهم من رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و تلقاه عنهم تابعيهم ، و نقلوه إلى اتباعهم نقياً من افتراءات و مزاعم الضالين المضلين ، و أراجيف المنافقين . و فيما يلي تفنيد أهم ما جاء في هذا المقال من مزاعم باطلة :
أولاً : إن قوله ( والفطرة التي يقبلها كل أهل الأرض هي الأساس في قياس الأمور ) . هو زعم باطل . من شأنه أن يجعل دين الله تعالى خاضعاً للفطرة و تابعاً لها . فيكون الناس وفقا له ، هم مصدر الدين و ليس الله سبحانه و تعالى هو صاحب الدين و مصدره .
فلو كان الدين كما زعم شحرور لما أرسل الله تعالى رسله للناس ، و أنزال الكتب عليهم بكلامه يحمل توجيهه و أوامره و نهيه . ما دام سبحانه قد زود خلقتهم التي أوجدهم عليها أصلاً بـ ( الفطرة) .
بل إن عكس زعمه هو الصحيح ، قال تعالى ( وَ إِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَ إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ ) 116 الأنعام . لأن الفطرة وإن كانت سليمة في الأصل . إلا أنها قابلة للتشويه و الانحراف و التبديل . بخلاف دين الله تعالى فهو ثابت بنصوص كتابه ، و سنة رسوله صلى الله عليه و سلم القولية و الفعلية .
ثانياً : إن قوله ( مع حنيفية بين حدود مرنة ، يبلغ اتساعها ما يضم اختلاف الأهواء عبر الزمان و المكان ) . قد تضمن زعمين باطلين .
أولهما في قوله ( مع حنيفية بين حدود مرنة ) . هذا مفهومه الخاطئ للحنيفية . لأن الحنيفية الحقة هي ملة سيدنا إبراهيم الخليل . قال تعالى ( ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَ مَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) 123 النحل . فالمعنى الصحيح للحنيفية هو ( الميل عن إشراك غير الله تعالى معه ، و لزوم توحيده الخالص ، و منه إفراده بالحق في التشريع ) .
أما المفهوم الذي يريد م / شحرور أن يقنع المسلمين به أن الحنيفية هي اتخاذ أهواء الناس في كل زمان و مكان مصدراً يستمد منه دين الله تعالى ، فهذا مفهوم الضلال و الخسران في الدارين بعينه .
و المتتبع لـ ( لعدد المرات ، و مختلف السياقات التي بين الله تعالى فيها أحوال الكثرة من الناس ) يثبت له بما لا يدع مجالاً للشك أن الكثرة من بني آدم ، ليسوا في جانب التوحيد ، و لا الإيمان ، و لا العلم ، و لا التعقل ، و لا شكر المنعم سبحانه . بل هم على نقيض هذه الصفات تماماً .
فقد جاء في آيات كثيرة وصف الكثرة من الناس بصفات ( الشرك و الكفر و الجحود و عدم العلم و عدم التعقل و قلة شكر المنعم و الخسران ) . و كلها دلالتها قاطعة على عدم صحة الاعتماد على الفطرة، وعدم صواب اتخاذها مصدراً و مرجعا يستمد منه دين الله تعالى . فمنها قوله تعالى ( قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل كان أكثرهم مشركين ) 43 ، الروم ، و قوله تعالى ( فأبى أكثر الناس إلا كفورا ) 50 ، الفرقان ، و قوله تعالى ( و لكن أكثر الناس لا يعلمون ) 187، الأعراف ، و قوله تعالى ( و لكن أكثرهم يجهلون ) 111، الأنعام ، و قوله تعالى ( قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعقلون ) 63، العنكبوت ، و قوله تعالى ( و لكن أكثر الناس لا يشكرون ) 243، البقرة . و قوله تعالى ( و لكن أكثر الناس لا يؤمنون ) 59 ، غافر ، و قوله تعالى ( وَإن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ ) 116، الأنعام ، و قال تعالى ( وَ إِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَ قَلِيلٌ مَّا هُمْ ) 24 ، سورة ص ، و قال تعالى (إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَ إِمَّا كَفُورًا ) 3 ، الإنسان فجاءت في الآية ( كفورا ) بالكثرة ، و لم تأت ( كافر ) مقابل ( شاكر) ، و قوله تعالى ( وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ) 13، سبأ، و قال تعالى (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ و َالْإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَ لَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَ لَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ) 179، الأعراف ، و مثيلاتها .
أما الزعم الثاني فقول شحرور ( يبلغ اتساعها ما يضم اختلاف الأهواء عبر الزمان و المكان ) . فهو كلام باطل . معناه أن كل الأهواء المختلفة داخلة في معنى الحنيفية . مع أن الحقيقة هي أن الحنيفية لا مجال فيها لاتباع الأهواء البتة . بل معناها الالتزام الكامل بالتوحيد الخالص لله تعالى ، دون غيره .
ثالثاً : إن قول م / شحرور ( و ربما أو من المؤكد) . هو تعبير خاطئ ألفاظه متناقضة . فقد جمع بين الشيء و ضده . و هذا يدل على الارتياب و الارتباك في المعلومة المراد طرحها . لأن ( ربما) تفيد الاحتمال ، و معناه ضد معنى الجزم و التأكيد . فلا يصح الجمع بين ( ربما) و بين تعبير( من المؤكد) . فالجمع بينهما لا ينتج معنى مفيداً مستقيما . كقول أحدهم ( فلان ربما، أو من المؤكد) لن تجده في البيت .
رابعاً : أما قوله ( لن تجدوه فيما بين أيديكم من أمهات كتبنا و أدبياتنا التي اعتمدناها لننهل منها ثقافتنا و مناهجنا وخطب مساجدنا ) . فإن هذا الكلام صحيح تماماً . لأننا بالفعل لن نجد مزاعمه الباطلة - التي تقدم ذكرها في الفقرتين ( أولاً، و ثانيا ) ً- في أمهات كتب الشريعة الإسلامية المعتمدة و أدبياتها البتة .
و ذلك لبطلانها كما تقدم . فلن يجد القارئ أو السامع - في الأغلبية الساحقة - من تلك الكتب و الأدبيات و الخطب ، إلا الصواب المستند إلى الأدلة الصحيحة المستمدة من الكتاب و السنة .
خامساً : أما اتهامه المسلمين بأنهم لا يهتمون ( بدراسة التنزيل الحكيم و تدبره ، و إنما نعتبره كتاباً للخاصة يتعذر علينا فهمه، و نكتفي بتفسيرات أكل عليها الدهر و شرب ، و مات أصحابها قبل مئات السنين ، و هم اجتهدوا مشكورين ، فنسخوا آيات و ألغوا العمل بأخرى ، و تقوّلوا على رسول الله فصنعوا أحاديث و رفعوها على كتاب الله ، و اخترعوا ما يسمى الأحاديث القدسية فتقوّلوا على الله أيضاً ، فكانت النتيجة أن الإسلام اختصر بالأركان الخمسة من شهادتين و إقامة صلاة و إيتاء الزكاة و صوم رمضان و حج البيت ، و كل ما عداه كفر و ضلال ، و بالتالي أصبح من يلد لأبوين يعترفان بهذه البنود هو مسلم سيدخل الجنة ، و حتى لو ارتكب جرماً دخل على أساسه النار فسيغفر الله له ، أما غير “ المسلمين ” فلن يجدوا من أعمالهم الصالحة إلا هباءً منثورا ) . فقد تضمن كلامه هذا مجموعة كبيرة من الأباطيل و الافتراءات و المزاعم الكاذبة ، و بيان بطلانها على النحو التالي
1 ـ قوله ( فنحن لا نهتم بدراسة التنزيل الحكيم و تدبره ) . و يقصد بـ ( نحن ) عموم المسلمين . فهو تعميم فاسد . اتهم فيه المسلمين جميعاً بعدم الاهتمام بدراسة التنزيل الحكيم و تدبره . دون أن يقدم أي دليل . و إنما استندً إلى رأيه الشخصي فقط ! و الذي ليست له أي قيمة في إثبات ما ادعاه البتة .
2 - قوله ( و نعتبره كتاباً للخاصة يتعذر علينا فهمه) . هو زعم باطل . لأن الحقيقة هي أن عموم المسلمين يهتمون بتلاوة و فهم و تدبر كلام ربهم يومياً، كلاً على قدر طاقته . و هم يعلمون جيداً بأنهم جميعاً مخاطبون به . وأنه ليس خاصاً بفئة منهم دون غيرها كما زعم . ولم يأت بأي دليل على هذا الادعاء الكاذب كسابقه .
3 ـ قوله ( و نكتفي بتفسيرات أكل عليها الدهر و شرب ، و مات أصحابها قبل مئات السنين ) . هو زعم باطل . فالحقيقة الماثلة هي أن المسلمين كانوا و لا زالوا يجتهدون في فهم كلام ربهم . و لم يكتفوا بتفسيرات من سبقهم تقديساً لأقوالهم . بل هم يعيدون النظر فيها دائماً مستعملين أدوات التدبر الصحيحة من جوانب ( اللغة و العلوم و مستجدات تكشف الحقائق لهم ) . و قد يصوبون بعضاً مما ذهب إليه المفسرون . كلما ثبت خطأ شيء من تفسيراتهم ، إذا استجد ظهور ما كان خافياً عليهم .
أما قوله ( و مات أصحابها قبل مئات السنين ) . فباطل . لأنها دعوة مبنية على المطالبة بترك تفسيرات السابقين ، لمجرد أن أصحابها قد ماتوا منذ مئات السنين . و لا يصح اعتبار التقادم سبباً لتغيير الحق و الصواب . فالحق لا يسقط بالتقادم ولا يتغير .
4 - وأما قوله ( و هم اجتهدوا مشكورين ، فنسخوا آيات وألغوا العمل بأخرى ،و تقوّلوا على رسول الله فصنعوا أحاديث ورفعوها على كتاب الله ، واخترعوا ما يسمى الأحاديث القدسية فتقوّلوا على الله أيضاً) . فهو كلام احتوي على تناقض واضح و مقصود . فإن كانوا قد أساءوا وفق ما اتهمهم به، حيث رماهم بما تقدم من تهم شنيعة توجب لهم الكفر و النار (حاشاهم ) . فلماذا إذاً قدم لهم الشكر على ما صنعوا بقوله ( اجتهدوا مشكورين ) ؟ . إلا أن يكون شكره لهم تهكماً و استهزاء بهم ! .
كما أن هذا القول تعميم بتهمة علماء الأمة جميعاً ، بمجموعة من الكفريات و الفظائع القبيحة التي لا يليق اتهامهم بشيء منها . و هو تعميم فاسد مرفوض شرعاً و عقلاً ، و حتى أدباً . ( و لكنه الفجور في الخصومة ) .
5 - أما قوله (فكانت النتيجة أن الإسلام اختصر بالأركان الخمسة من شهادتين و إقامة صلاة و إيتاء الزكاة و صوم رمضان و حج البيت ، و كل ما عداه كفر و ضلال ) .
فقد تضمن تكذيبه لحديث شريف متفق على صحته . و هو قول رسول الله صلى الله عليه و سلم ( بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة ، و إيتاء الزكاة ، و حج البيت ، و صوم رمضان ) . علاوة على أن هذا التكذيب قد أظهر جهل المهندس / شحرور بواحدة من بديهيات الهندسة . ألا و هي أن ( الأركان ) لا تعني كامل البناء ، بل هي الأسس التي يقوم عليه فقط . أما كامل البناء ( أي المبنى ) فيتضمن أجزاء أخرى كثيرة غير الأركان .
6- أما قوله ( و كل ما عداه كفر و ضلال ) . فاللهم نعم . إن كل من لم يؤمن بهذه الأركان الخمسة ، قد ثبت بآيات التنزيل الحكيم أنه قد وقع في الكفر و الضلال . و مصيره النار يوم القيامة . منها قوله تعالى ( وَ مَن لَّمْ يُؤْمِن بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيرًا) 13 الفتح . و كذا جحود بقية الأركان .
7 ـ و أما قوله ( و بالتالي أصبح من يلد لأبوين يعترفان بهذه البنود هو مسلم سيدخل الجنة ، و حتى لو ارتكب جرماً دخل على أساسه النار فسيغفر الله له ) . فاللهم نعم . هذا كلام صحيح . لأن العديد من آيات التنزيل الحكيم تدل عليه. منها قوله تعالى ( وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَ آمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ هُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ ) الآية رقم 2 ، سورة محمد ( صلى الله عليه و سلم ) .
و لكن ليس هذا، اعتماداً على مجرد ولادة الإنسان لأبوين مسلمين . كما أراد م/ شحرور إظهار الأمر . فقد يولد الإنسان لأبوين مسلمين . ثم يخرج بعد بلوغه سن الإدراك عن دينهما . و يختار اعتناق ملة أخرى غير دين الإسلام .
و قد حصل هذا ، في حالات شهدها الناس مراراً . فالتعويل إذا، إنما هو ً على اختيار ( الابن ) الثبات على دين والديه ، أو الاختلاف عنهما بعد بلوغه سن الإدراك ، و قيامه بالاختيار . و لهذا فإنه لا يصح اعتبار المسلمين ، او وصفهم بأنهم ( مسلمون بالوراثة ) . لأن العبرة إنما هي بالثبات على الإسلام ، أو تركه بعد الإدراك . ثم يأتي العمل الصالح ، بعد الثبات على الدين .
8 - أما قوله ( أما غير“ المسلمين ” فلن يجدوا من أعمالهم الصالحة إلا هباءً منثورا ) . فنعم . هذا كلام صحيح تماماً . تدل عليه آيات عديدة ( برغم أن م / شحرور أراد توظيفه لخدمة مزاعمه الباطلة ) . منها قوله تعالى ( حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ ) 31، الحج . و قوله تعالى ( وَ قَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُوراً )23، الفرقان . وقوله تعالى ( فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ // مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَ زِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا و َهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ// أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَ حَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَ بَاطِلٌ مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) 14 و 15 و 16 هود . و قوله تعالى ( مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَ مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ ) 20، الشورى . منها الآية ( 13) من سورة الفتح المذكورة آنفاً . و غيرها كثير من الآيات الدالة على خسران غير المسلمين في الآخرة .
سادساً : أما قوله ( و من ثم فإن خمس الناس تقريباً في الجنة ، و ما تبقى في النار ) . فنعم . هذا كلام صحيح تماماً . و هو ما صرحت به آيات عديدة منها الآية 116، الأنعام ، و الآية ( 13) من سورة الفتح ، المتقدم ذكرهما في ( ثانياً ) . فالآيتان تفيدان بأن أكثر أهل الأرض على الكفر و الضلال ، و بالتالي ستكون النسبة الأقل من الناس فقط هم من أهل الجنة . فهذه هي الحقيقة التي أخبرت بها آيات التنزيل الحكيم ، لا ما يدعيه الجهلاء .
أما استغرابه من هذه النتيجة ، أو لنقل ( عدم تعقله لها) . فليتعجب قدر ما يشاء . و لكنها ستظل هي الحقيقة الصادقة التي دلت عليها صراحة آيات كتاب الله تعالى .
سابعاً : و أما قوله ( و نحن معنيون أن نزرع في مجتمعاتنا مبادئ الإسلام بصفته دين الإنسانية ، يضم كل من آمن بالله ، على اختلاف تصور كل منا عن الله ، و اختلاف تصور من سبقونا عنه أيضاً ، و الفصل بيننا هو لله وحده يوم القيامة " إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ الَّذِينَ هَادُوا وَ الصَّابِئِينَ وَ النَّصَارَى وَ الْمَجُوسَ وَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ) 17 الحج ، بما في ذلك من لم يؤمن ) أ . هـ
فقد تضمن عدة مزاعم باطلة :
1 - فبدلاً من أن يصف الإسلام بوصفه الصحيح . أنه ( دين الله تعالى ) وصفه بأنه ( دين الإنسانية ) . ليعينه ذلك في حملته الداعية لإسناد التشريع للبرلمانات . بدلاً من الالتزام بالأحكام الشرعية . فقال ( دين الإنسانية ) بدلا من أن يقول ( دين للإنسانية ) ، قال تعالى ( وَ مَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَ نَذِيرًا وَ لَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ) 28 سبأ .
2 - إن قوله ( على اختلاف تصور كل منا عن الله ) . تعمد جعل هذه الصيغة تحمتل دخول نسبة الصفات الشركية للذات العلية لله تعالى ، لإيهام دخولها ضمن المبادئ التي لا تناقض عقائد دين الإسلام . و هذا باطل محض . بل الحقيقة هي أن التصور الصحيح ، و الوحيد عن ذات الله تعالى في العقيدة الإسلامية لا يصح ان يخرج قيد أنملة عن مبدأ أساس هو الوارد في قوله تعالى ( ليس كمثله شيء و هو السميع البصير) 11 الشورى . فكل ما سوى هذا فهو باطل . بل هو كفر صريح . لا يمت للإسلام بصلة .
3- إن م / شحرور يتخبط ، تخبطاً واضحاً . فقد وصف المسلمين بصفتين متضادتين : إحداهما أنهم الذين يؤمنون بالله. و الثانية أنهم ممن لم يؤمنوا ! . لأنه قال ( بما في ذلك من لم يؤمن ) . بعد أن قال ( يضم كل من آمن بالله ) .
4 - أما كلام م / شحرور عن حقيقة أن الفصل بين الناس لاختلاف مللهم بيد الله تعالى ، و أنه سيكون في يوم القيامة . فقد أقحمه في هذا المقام دون أن يوجد أي داع لذكره مطلقاً . لأن هذه المعلومة لم ينازع فيها أحد ممن ينتقدهم و يخالفونه البتة .
و لذلك فإنني أرى أنه قد تعمد ذلك ، تلويحاً باتهامه المسلمين بانهم إنما اعطوا لأنفسهم حق تقرير مصائر اتباع الملل المخالفة لدين الإسلام ( أي يتهمهم بالحكم على مصائر غيرهم من عند أنفسهم ) . لينفي بذلك استمداد المسلمين معرفتهم بمصائر اتباع الملل الأخرى من آيات التنزيل الحكيم ، كالآية الكريمة رقم 13 من سورة الفتح ( وَ مَن لَّمْ يُؤْمِن بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيرًا ) ، و الآيات الكريمة المذكورة آنفاً، و غيرها .
ثامناً : أما قول م/ شحرور بأنه يجدر بالمسلمين أن ( يكرسوا الإسلام كرسالة إنسانية ، الآخر ضمنها و ليس خارجها ) . فهو زعم فاحش البطلان . بالمعنى الذي أراده - أعني اعتباره غير المؤمنين بالرسالة المحمدية مسلمين - الذي تدل على بطلانه آية سورة الفتح آنفة الذكر . و العديد من الآيات الكريمة غيرها .

أبو جهاد الأنصاري 2023-06-18 08:28 PM

جزاكم الله خيرا أخانا الفاضل وشيحنا الكريم
واصل بارك الله فيك


الساعة الآن »05:42 AM.

Powered by vBulletin Copyright ©2000 - 2024 Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة - فقط - لأهل السنة والجماعة