أنصار السنة

أنصار السنة (https://www.ansarsunna.com/vb/index.php)
-   المعتزلة | الأشعرية | الخوارج (https://www.ansarsunna.com/vb/forumdisplay.php?f=39)
-   -   فوالله ما كانت للخوارج جماعة قط إلا فرّقها الله على شر حالاتهم (https://www.ansarsunna.com/vb/showthread.php?t=25497)

فتح الرحمن احمد محمد 2011-10-01 12:52 AM

فوالله ما كانت للخوارج جماعة قط إلا فرّقها الله على شر حالاتهم
 
[CENTER][SIZE="5"][COLOR="Blue"]هذه نصيحة قيمة من امام جليل وهو وهب ابن منبه رحمه الله لرجل تاثر بقول الخوارج
فقد قالوا له ان زكاتك التي تؤديها إلى الأمراء لا تجزي عنك فيما بينك وبين الله ،
لأنهم لا يضعونها في مواضعها ، فأدها إلينا فإنا نضعها في مواضعها)
فانظروا يا رعاكم الله الي ما قله له هذا الامام والعالم فرده الي صوابه
وابان له طريق الحق نصحا بيانا فهدي الله به هذا الرجل وهكذا هم العلماء
وهذه النصيحة اهتم به العلماء وقام بنشرها الشيخ عبد السلام بن برجس رحمه الله
وقد جاء فيها
(قال علي بن المديني : حدثنا هشام بن يوسف الصنعاني أبو عبد الرحمن قاضي صنعاء قال : أخبرني داود بن قيس قال :
كان لي صديق من أهل بيت خولان من حضور يقال له أبو شمر ذو خولان قال :
فخرجت من صنعاء أريد قريته ، فلما دنوت منها وجدت كتابا مختوما في ظهره : إلى أبي شمرذي خولان .
فجئته فوجدته مهموما حزينا ، فسألته عن ذلك ؟ فقال : قدم رسول من صنعاء فذكر أن أصدقاء لي كتبوا إلي كتابا
فضيعه الرسول ، فبعثتُ معه من رقيقي من يلتمسه من قريتي وصنعاء ، فلم يجدوه ، وأشفقت من ذلك .
قلت : فهذا الكتاب قد وجدته .
فقال : الحمد لله الذي أقدرك عليه .
ففضّهُ فقرأهُ .
فقلت : أقرئنيه .
فقال : إني لأستحدث سنّك .
قلت : فما فيه ؟ قال : ضرب الرقاب . قلت : لعله كتبه إليك ناس من أهل حروراء في زكاة مالك ؟
قال : من أين تعرفهم ؟
قلت : [SIZE="6"][COLOR="Red"]إني وأصحابا لي نجالس وهب بن منبه ، فيقول لنا : احذروا أيها الأحداث الأغمار
هؤلاء الحروراء ،لا يدخلوكم في رأيهم المخالف فإنهم عُرَّةُ لهذه الأمة .[/COLOR][/SIZE]
فدفع إليّ الكتاب ، فقرأته فإذا فيه :
بسم الله الرحمن الرحيم . إلى أبي شمر ذي خوْلان . سلام عليك . فإنا نحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو ؛ ونوصيك بتقوى الله وحده لا شريك له ؛ فإن دين الله رشد وهدى في الدنيا ، ونجاة وفوز في الآخرة ، وإن دين الله طاعة الله ، ومخالفة من خالف سنة نبيه وشريعته ، فإذا جاءك كتابنا هذا فانظر أن تؤدي - إن شاء الله - ما افترض الله عليك من حقه . تستحق بذلك ولاية الله ، وولاية أوليائه .
والسلام عليك ورحمة الله .
فقلت له : فإني أنهاك عنهم .
قال : فكيف أتبع قولك وأترك قول من هو أقدم منك ؟
قال : قلت : أفتحب أن أدخلك على وهب بن منبه حتى تسمع قوله ويخبرك خبرهم ؟ قال : نعم .
فنزلتُ ونزلَ معي إلى صنعاء ، ثم غدونا حتى أدخلته على وهب بن منبه . ومسعود بن عوف والٍ على اليمن من قبل عروة بن محمد . - قال علي بن المديني : هو عروة بن محمد بن عطية السعدي ولاؤنا لهم من سعد بن بكر بن هوازن - قال : فوجدنا عند وهب نفرا من جلسائه ، فقال لي بعضهم : من هذا الشيخ ؟ فقلت : هذا أبو شمر ذو خولان من أهل حضور ؛ وله حاجة إلى أبي عبد الله .
قالوا : أفلا يذكرها ؟
قلت : إنها حاجة يريد أن يستشيره في بعض أمره ؛ فقام القوم .
وقال وهب : ما حاجتك يا ذا خولان فهرج وجبن من الكلام .
فقال لي وهب : عبر عن شيخك .
فقلت :[COLOR="DarkGreen"] نعم يا أبا عبد الله إن ذا خولان من أهل القرآن وأهل الصلاح فيما علمنا ، والله أعلم بسريرته ، فأخبرني أنه عرض له نفر من أهل صنعاء من أهل حروراء ، فقالوا له : زكاتك التي تؤديها إلى الأمراء لا تجزي عنك فيما بينك وبين الله ، لأنهم لا يضعونها في مواضعها ، فأدها إلينا فإنا نضعها في مواضعها نقسمها في فقراء المسلمين ، ونقيم الحدود .[/COLOR]
[COLOR="Red"][SIZE="6"]ورأيت أن كلامك يا أبا عبد الله أشفى له من كلامي ،[/SIZE][/COLOR]
ولقد ذكر لي أنه يؤدي إليهم الثمرة للواحد مائة فرقٍ على دوآبِّه ، ويبعث بها مع رفيقه .
فقال له وهب : ياذا خولان أتريد أن تكون بعد الكِبَر حرورياً تشهد على من هو خير منك بالضلالة ؟
فماذا أنت قائل لله غدا حين يقفك الله ؟
ومن شهِدتَ عليه ، الله يشهدُ له بالإيمان ، وأنت تشهد عليه بالكفر ، والله يشهد له بالهدى ،
وأنت تشهد عليه بالضلالة ؟ فأين تقع إذا خالف رأيك أمر الله ، وشهادتك شهادة الله ،
أخبرني يا ذا خولان ماذا يقولون لك ؟
فتكلم عند ذلك ذو خولان. وقال لوهب :
[SIZE="6"][COLOR="DarkGreen"]إنهم يأمرونني أن لا أتصدق إلا على من يرى رأيهم ؛
ولا أستغفر إلا له. [/COLOR][/SIZE]
فقال له وهب : صدقت هذه محنتهم الكاذبة.
فأما قولهم في الصدقة ؛ فإنه قد بلغني أن رسول الله صلى الله عليه و سلم ذكر أن امرأة من أهل اليمن دخلت النار في هرة ربطتها فلا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض " ، أفإنسان ممن يعبد الله ويوحده ولا يشرك به شيئا أحب إلى الله من أن يطعمه من جوع أو هرة ! والله يقول في كتابه :( ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكوراً إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا )، يقول : يوما عسيرا : غضوبا على أهل معصيته لغضب الله عليهم :( فوقاهم الله شر ذلك اليوم ) حتى بلغ ( وكان سعيكم مشكوراً ) ثم قال وهب : ما كاد تبارك وتعالى أن يفرغ من نعت ما أعد لهم بذلك من النعيم في الجنة .
وأما قولهم : لا يستغفر إلا لمن يرى رأيهم ، أهم خير من الملائكة ؟ والله تعالى يقول في سورة : ( حم عسق ) ( والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض )، وأنا أقسم بالله ما كانت الملائكة ليقدروا على ذلك ، ولا ليفعلوا حتى أُمِروا به لأن الله تعالى قال : ( لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون ) ، وأنه أثبتت هذه الآية في سورة ( حم عسق ) وفسرت في ( حم ) الكبرى ، قال : ( الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ) ...، الآيات .
ألا ترى يا ذا خولان إني قد أدركت صدرَ الإسلام ،
[COLOR="Red"][SIZE="6"] فوالله ما كانت للخوارج جماعة قط إلا فرّقها الله على شر حالاتهم ، [/SIZE][/COLOR]
وما أظهر أحد منهم قوله إلا ضرب الله عنقه ، وما اجتمعت الأمة على رجل قط من الخوارج .
ولو أمكَنَ الله الخوارج من رأيهم لفسدتِ الأرض ، وقطعت السبل ،
وقطع الحج عن بيت الله الحرام ،
وإذن لعاد أمر الإسلام جاهلية حتى يعود الناس يستعينون برؤس الجبال كما كانوا في الجاهلية ،
وإذن لقام أكثر من عشرة أو عشرين رجلا ليس منهم رجل إلا وهو يدعو نفسه بالخلافة ،
ومع كل رجل منهم أكثر من عشرة آلاف يقاتل بعضهم بعضا ،
ويشهد بعضهم على بعض بالكفر ،
حتى يصبح الرجل المؤمن خائفا على نفسه ودينه ودمه وأهله وماله
لا يدري أين يسلك ، أو مع من يكون .
غير أن الله بحُكْمِهِ وعلمه ورحمته نظر لهذه الأمة فأحسن النظر لهم ،
فجمعهم وألف بين قلوبهم على رجل واحد ليس من الخوارج،
فحقن الله به دماءهم وستر به عوراتهم وعورات ذراريهم ، وجمع به فُرقتهم ، وأمّنَ به سبلهم ،
وقاتل به عن بيضة المسلمين عدوهم ، وأقام به حدودهم ، وأنصف به مظلومهم ،
وجاهد به ظالمهم ، رحمة من الله رحمهم بها . قال الله تعالى في كتابه : ( ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض ) إلى ( العالمين ) ، ( واعتصموا بحبل الله جميعاً ) حتى بلغ ( تهتدون ) ، وقال الله تعالى :( إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا ) إلى ( الأشهاد ) ، فأين هم من هذه الآية فلو كانوا مؤمنين نُصِروا .
وقال :( ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورون وإن جندنا لهم الغالبون ) ، فلو كانوا جند الله غَلَبُوا ولو مرة واحدة في الإسلام .
وقال الله تعالى : ( ولقد أرسلنا من قبلك رسلا إلى قومهم ) حتى بلغ ( نصر المؤمنين ) فلو كانوا مؤمنين نُصِروا .
وقال :( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفهم ) حتى بلغ
( لا يشركون بي شيئا ) ؛ فأين هم من هذا هل كان لأحد منهم قط أخْبر إلى الإسلام من يوم عمر بن الخطاب بغير خليفة ولا جماعة ولا نظر وقد قال الله تعالى :( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله )؛ وأنا أشهد أن الله قد أنفذ للإسلام ما وعدهم من الظهور والتمكين والنصر على عدوهم ، ومن خالف رأي جماعتهم .

وقال وهب : ألا يسعك يا ذا خولان من أهل التوحيد وأهل القبلة وأهل الإقرار لشرائع الإسلام ،
وسننه وفرائضه ما وسع نبي الله نوحا من عبدة الأصنام ، والكفار إذ قال له قومه
:( أنؤمن لك واتبعك الأرذلون ) حتى بلغ ( تشعرون )،
أولا يسعك منهم ما وسع نبي الله وخليله إبراهيم من عبدة الأصنام ، أذ قال :
( واجنبني وبني أن نعبد الأصنام ) حتى بلغ ( غفور رحيم ) ،
أولا يسعك يا ذا خولان ما وسع عيسى من الكفار الذين اتخذوه إلها من دون الله ،
إن الله قد رضي قول نوح وقول إبراهيم وقول عيسى إلى يوم القيامة
ليقتدي به المؤمنون ومن بعدهم يعني :( إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم )،
ولا يخالفون قول أنبياء الله ، ورأيهم فيمن يقتدي إذا لم يقتد بكتاب الله وقول أنبيائه ورأيهم .
واعلم أن دخولك علي رحمة لك إن سمعت قولي ، وقبلت نصيحتي لك ،
وحجة عليك غداً عند الله إن تركت كتاب الله ، وعدت إلى قول الحروراء .

قال ذو خولان : فما تأمرني ؟
فقال وهب : [COLOR="red"]انظر زكاتك المفروضة ؛ فأدها إلى من ولاه الله أمر هذه الأمة وجمعهم عليه ،
فإن الملك من الله وحده وبيده يؤتيه من يشاء وينزعه ممن يشاء ،
فمن ملكه الله لم يقدر أحد أن ينزعه منه .
فإذا أديت الزكاة المفروضة إلى والي الأمر برئت منها ؛ فإن كان فضل ،
فصل به أرحامك ومواليك وجيرانك من أهل الحاجة وضيف إن ضافك .
[/COLOR]
فقام ذو خولان فقال : أشهد أني نزلت عن رأي الحرورية وصدّقتَ ما قلتَ .
فلم يلبث ذو خولان إلا يسيرا حتى مات ).

[/COLOR][/SIZE][/CENTER]

مسلم مهاجر 2011-10-01 02:08 AM

رد: فوالله ما كانت للخوارج جماعة قط إلا فرّقها الله على شر حالاتهم
 
[CENTER][COLOR=DarkOliveGreen][B][SIZE=4]الله يجزيك الخير أخي الحبيب أبو عبد الرحمن

موضوع قيم ، جعله الله في ميزان حسناتك
[/SIZE][/B][/COLOR][/CENTER]

فتح الرحمن احمد محمد 2011-10-05 04:28 PM

رد: فوالله ما كانت للخوارج جماعة قط إلا فرّقها الله على شر حالاتهم
 
[QUOTE=مسلم مهاجر;182566]
[CENTER][COLOR=DarkOliveGreen][B][SIZE=4]الله يجزيك الخير أخي الحبيب أبو عبد الرحمن
موضوع قيم ، جعله الله في ميزان حسناتك
[/SIZE][/B][/COLOR][/CENTER]
[/QUOTE]

[CENTER][SIZE="5"][COLOR="Blue"]وجزاك الله خيرا اخي الكريم
فكم للنصيحة من اثر فهذا الرجل هداه الله بهذه النصيحة
قبل موته بقليل فرحم الله رجلا ادي النصيحة ووصي الناس بالصبر
وفقك الله لكل خير [/COLOR][/SIZE][/CENTER]


الساعة الآن »09:35 PM.

Powered by vBulletin Copyright ©2000 - 2024 Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة - فقط - لأهل السنة والجماعة