أنصار السنة

أنصار السنة (https://www.ansarsunna.com/vb/index.php)
-   رد الشبهات وكشف الشخصيات (https://www.ansarsunna.com/vb/forumdisplay.php?f=14)
-   -   زواج المؤمنين من ازواج ادعيائهم (https://www.ansarsunna.com/vb/showthread.php?t=106503)

ايوب نصر 2019-09-01 03:26 AM

زواج المؤمنين من ازواج ادعيائهم
 
من عادتي انه اذا لاح في افق خيالي فكرة ، او جادت قريحتي براي يصح الاحتجاج به في الذب عن السنة النبوية الشريفة ، اكتفي بصياغة الفكرة او الراي في سؤال ، و اضعه امام الاريكيين للحوار و الجدال ، و لا اضعه في مقالة الا بعد انتهاء المناظرة و استوائها على سوقها .

و على هذا النحو، الذي حدثك به ، وضعت سؤالا قبل سنوات امام الاريكيين ، و دخلنا في مناظرة (1) لم يقدموا فيها شيئا ، غير اللف و الدوران و شحذ الكلام .

و هذا حالنا ، نحن اهل السنة ، مع جميع مخالفينا ، باختلاف افكارهم و معتقداتهم ، فتسأل الواحد منهم سؤالا لا يحتمل جوابه اكثر من : نعم او لا ، فيأتيك بخطبة يحشر فيها ما شاء له جهله و خبثه ان يحشره فيها ، مما يدل على ضعف العقل و وهن الحزم ، الا جواب السؤال .

و كان سؤالي على النحو التالي : " قال عز و جل في سورة الاحزاب (( وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا وكان أمر الله مفعولا ))
الا يمكن ان يشرع الله زواج المومنين من ازواج ادعيائهم بدون اقحام الرسول في الامر ؟؟؟ " انتهى
و كان الجواب على النحو الذي وصفت لك .

و مرت الايام و الليالي ، و نسيت تلك المناظرة ، و غابت عني احداثها في غيابات الذاكرة ، حتى وقفت قبل قليل على كلام للرافعي ، فاخرج ما وأدته الايام و السنون ، و ذلك ان كلامي و كلامه كانا على سواء ، و هذا نص كلامه : " ... و لهذا يرسل الله النبي مع كل كتاب منزل ، ليعطي الكلمة قوة وجودها ، و يخرج الحالة النفسية من المعنى المعقول ، و ينشيء الفضائل الانسانية على طريقة النسل من انسانها الكبير " (2)
ثم قال في تشبيه من تشبيهاته الجديدة البليغة : " و ما مثل الكتاب يتعلم المرء منه حقائق الاخلاق العالية ، الا كوضع الانسان يده تحت ابطه ، ليرفع جسمه عن الارض ، فقد أنشأ يعمل ، و لكنه لن يرتفع " (3).

و هذا حال اهل السنة ، فعلى طول المدى ، و تراخي العصور ، و اختلاف الازمنة ، يبقى لهم منهج التفكير نفسه ، و الراي عينه ، على اختلاف اساليب كلامهم و تراكيب الفاظفهم ، من ذلك تجدهم في الناس بمنزلة الشجرة المعمرة الثابت اصلها في الارض ، لا تقتلعه صروف الدهر و لا تغيره احداث الزمن .

و قد حاول من قبل ، و سيحاول من بعد ، رجال اختراق هذا المنهج التفكيري الموحد ، و لكن لم يجدو ا ، و لن يجدوا ، الى ذلك سبيلا ، فلهذا المنهج التفكيري الموحد رب يحميه ، فيخرج لهم الجهابذة من حملة الاقلام و قواد القرائح .

اعتذر لاني اطلت عليك في الكلام و خرجت بك عما انشأت هذ المقالة لاجله ، لكن تحملني قليلا ، فاحيانا تكون لدي فكرة مرتبطة بمواضيع عديدة ، فاذا اخذت في صياغتها في موضوع معين دخل الاخر على حين غفلة مني ، و هذا حال القلم ، له احوال و حالات .

و على العموم يا صاحبي ، دع عنك الذي مضى ، و دعنا في الاية من سورة الاحزاب ، فهي دليل على ان الكتاب لا يستغني عن بيان ، و الذي هو قوة وجوده و معبر عن معناه الحقيقي ، و من هنا كان الحفظ معنى كما حفظ مبنى ، و حفظه معنى هو الذي جعل اهل السنة ياتون بالامر نفسه على اختلاف عصورهم و تراخي الحقب بينهم .
و لولا حاجة الكتاب الى بيان لانزل الكتاب من غير رسول حامل له و داع اليه ، الا يقدر الله ان ينزل الكتاب من غير رسول ؟؟ و القسمة العقلية هنا لا تقبل اكثر من حلين : فاما احدهما ان الله ، سبحانه و تعالى عما يصفون ، لا يقدر على ذلك ، و من قال هذا فقد كفر رغما عن انف امه ، و اما ان الله يقدر ان ينزل كتابه من غير رسول ، و هنا نسأل ما الحكمة من ارسال الرسول _ صلى الله عليه و سلم _ مع الكتاب ؟؟

و هذا ما لا يقدر الاريكي عليه و لا يطيقه ، و لن ياتيك الا بالسفسطة و الكلام و شقشقة البيان ، ففي هذه الاية نقض لاصولهم ، و قض لمضاجعهم ، فيما اصلوه لانفسهم و ادعوه من انه لا وحي الا في القران و ان مهمة رسول الله _ صلى الله عليه و سلم _ تنتهي عند البلاغ ، ليبق السؤال : الا يمكن ان يشرع الله زواج المومنين من ازواج ادعيائهم بدون اقحام الرسول في الامر ؟؟؟

*************
(1) هذا رابط المناظرة ان شئت متابعتها
[url]https://www.ansarsunna.com/vb/showthread.php?t=59632[/url]


(2) وحي القلم الجزء الثالث / الاسد

كتب: السبت 29 ذو الحجة 1440(31/08/2019)


الساعة الآن »01:48 AM.

Powered by vBulletin Copyright ©2000 - 2024 Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة - فقط - لأهل السنة والجماعة