أنصار السنة

أنصار السنة (https://www.ansarsunna.com/vb/index.php)
-   المجتمع المسلم (https://www.ansarsunna.com/vb/forumdisplay.php?f=49)
-   -   نصائح مهمة للشاب المقبل على الحياة الزوجية (https://www.ansarsunna.com/vb/showthread.php?t=113318)

معاوية فهمي إبراهيم مصطفى 2021-12-03 08:15 PM

نصائح مهمة للشاب المقبل على الحياة الزوجية
 
[B]نصائح مهمة للشاب المقبل على الحياة الزوجية[/B]
[CENTER][SIZE=5][COLOR=purple] بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:-
[I][SIZE=7][COLOR=red](( نصائح مهمة للشاب المقبل على الحياة الزوجية ))[/COLOR][/SIZE][/I]

أيها الشاب المحترم المقبل على الزواج، هنيئًا لك؛ لأنَّك تفكِّر في تحصين نفسِك لكيلا تقعَ في الحرام، وهنيئًا لك؛ لأنك تريد الالتزام بأوامر الله عز وجل، وسُنَّة نبيِّنا محمد صلى الله عليه وسلم.


في هذا الأسطر لا أستشهد بالآيات القرآنيَّة، والأحاديث النبوية؛ خوفًا من توظيف آيةٍ أو حديث في السياق الذي لا تتناسب معه.


يا مَن تقرأ هذه السطور، قد تكون مِن الذين يفكِّرون في الزواج مستقبلًا، وقد تكون انتهيت من الخطبة، وتنتظر أن يأتي يوم الفرح والسرور: "العُرْس".


لا شكَّ أيها الشاب المحترم أنَّ الإخلاص هو أهمُّ شيء تركِّز عليه في زواجك، ستقول لي كيف ذلك؟ أقول لك: تزوَّج ولا تنتظر المدح والذمَّ من أحد.


تريد الزواج؛ لأنك تريد أن تعف نفسك، لكيلا تسقط في الحرام.

كل ما ستقوم به ابتداءً من الخِطبة يجب أن يكون فيه الإخلاص حاضرًا بقوَّة، ولا تسمح للشيطان أن يلعب بك ليسقطك في مرض الرياء، وهو مرض خطير جدًّا.


اختر زوجتك التي تراها مناسبةً لك، ولا تتزوَّجها لأنَّ الآخرون نصحوك أن تتزوَّجها، فاختر التي تريدها، والتي ارتاحت لها نفسيَّتك.


تزوَّجها لأنَّها متديِّنة ملتزمة بأحكام الشرع المطاع، تزوَّجها لأنَّها مثقَّفة، واعية، متخلِّقة بأخلاق الإسلام؛ إياك ثم إياك أن تتزوَّجها وهي ترفض تطبيق أحكام الشرع المطاع، وسنة نبيِّنا محمد صلى الله عليه وسلم؛ إن رَفَضَت ذلك، فقل لها: اسمحي لي، فأنا لا أصلح لك، والعيش معك مستحيل.


أهمُّ شيء تركِّز عليه عندما تحاورها لأوَّل مرَّة، هو أن تسألها: هل لها القابلية لتطبيق أوامر الشرع المطاع أم لا؟ إن رفضت، وكانت من اللواتي يُرِدن الخروج بالحجاب المتبرِّج، وكثرة المصافحة، وتخرج كاسيةً عاريةً، فعِظْها، وإن لم تتعظ، اهرب منها كما تهرب الغزالة من الأسد.


تزوَّجها يا أخي المحترم لأنك أحسست بأنها تحبُّ الله ورسوله، تزوَّجها لأنَّ مستواها عال في التعامل، تزوَّجها لأنَّك أحسست بأنها ستربِّي لك أولادك تربيةً إسلاميةً - إن رزقك الله الذريَّة الصالحة -، تزوَّجها لأنك أحسست أيضًا بأنها ستقرأ القرآن، وستطبِّق أوامره، وتجتنب نواهيه، وستعلِّم أولادك أخلاقَ نبيِّنا محمد صلى الله عليه وسلم، وتشجِّعك على الطاعات؛ كالاستيقاظ لصلاة الصبح مثلًا، والطاعات كثيرة لا يمكن حصرها.


أيها الشاب المحترم، يا لَلفرح، يا لَلسعادة، يا لَلنجاح عندما يرزقك الله زوجةً صالحةً همُّها الوحيد إرضاء الله عز وجل، وإسعاد زوجها، يا له مِن فرح عندما يكون همُّها أن تربِّيَ أولادَك على الطاعات، همُّها الحفاظ على الصلوات الخمس في الوقت، همُّها أن تتفقَّه في الدين، لكيلا تصنَّف مع الجاهلات، همُّها أن تخرج ملتزمةً باللباس الشرعيِّ، غير متعطِّرة ولا متزيِّنة بالماكياج وصباغة الأظافر، وهلمَّ جرًّا.


يا أخي الفاضل، لا تتصوَّر مقدار الفرحة عندما تجد مثل هذه الزوجة الصالحة، هذه الزوجة الصالحة تستحقُّ أن تلبِّيَ لها كلَّ رغباتها، بشرط ألا تكون هذه الرغبات من المحرَّمات، هذه الزوجة الصالحة تستحقُّ الشكر، تستحقُّ اللباس الجميلَ، تستحقُّ الكلام الجميل، تستحقُّ كتبًا تزيِّن بها مكتبتَها لتتفقَّه في دينها، تستحقُّ منزلًا من النوع الرفيع، تستحقُّ أن تسافر معها إلى الأماكن والمدن التي تحبُّها، تستحقُّ أن تلبِّيَ لها كلَّ ما يسعدها في هذه الدنيا؛ فالذي يظلم مثل هذه الزوجة الصالحة - وإنْ كانت له لحيةٌ، ويلبَس اللباس الذي يدلُّ على أنَّ صاحبه ملتزم، إلخ - فهو يُصنَّف ضمن الجاهلين، أمثال هؤلاء الرجال نرجو ألا تبتلى بهن النساء العفيفات الملتزمات بأحكام الشرع المطاع، مثل هؤلاء الرجال يسيؤون للدِّين بظلمهم لمثل هذه الزوجات الصالحات.


الرجل المتفقِّه في الدين، لا يمكن أن يرفع صوته على مثل هذه الزوجة الصالحة؛ فضلًا عن ظلمها، وأخد حقوقها.

كما قلت سابقًا أخي الشاب المحترم، يجب أن تكون مخلصًا في كلِّ حركاتك وسكناتك، مخلصًا في اختيار الزوجة الصالحة، مخلصًا في اختيار اللباس الجميل، مخلصًا في مشيك، مخلصًا في تعاملك مع والديك، وزوجتك، وعائلة زوجتك، ومع الناس جميعًا، لا يهمُّك في زواجك المدح والثناء من الآخَرين، ما يهمك يا أخي الفاضل هو إرضاءُ الله عز وجل.


فالأحكام التي لها علاقةٌ بالخطبة والزواج تجدها في الكتب التي تحدَّثت عن هذا الموضوع، ينصح الرجوع إليها، فاحذر أن تخالفها بارك الله فيك.


ولا بأس أن أشير إلى بعض المخالفات التي أصبحنا نراها عند بعض الشباب والشابات في فترة الخطوبة: تجد الشاب والشابة يكثران من الخروج من غير ضرورة، ويتصافحان، ويكثران من الضحك والمزاح، والتقاط الصور، والخلوة، وقد يقعون في الزنا من كثرة اللقاءات، مع العلم أنهم في مرحلة الخطوبة، ألا فاستقيموا يا أيها المقبلون على الزواج؛ فإنَّ مرحلة الخطوبة هي مرحلة للتعارف والتواصل والحوار بأدب، من غير تجاوزٍ للحدود الشرعيَّة المسموح بها.


أيها الزوجان: إن أكثرتم من المخالفات الشرعيَّة، نقول لكم: بئس ما فعلتم.

فاحذر يا أيها الفاضل من المخالفات الشرعية، فكيف تريد أن يكون زواجك سعيدًا، وأنت منذ البداية خالفت أحكام الشرع المطاع؟!


الكلام يطول في هذا الموضوع، أخيرًا أريد أن أشير إلى بعض النقاط المرتبطة بالعُرس، فكما تعلم أيها الشاب المحترم، أنَّ كثيرًا من الناس يقعون في مخالفات شرعيَّة في العُرس؛ ككثرة الاختلاط الذي يؤدِّي إلى الوقوع في المحرَّمات، ورقص النساء أمام الرجال، والعكس أيضًا، إضافةً إلى وجود أغانٍ ساقطة تافهة، فكلُّ هذه المخالفات احذر أن تسقط فيها، وإليك بعض النصائح:

ابتعد عن الأغاني الساقطة التافهة، اختر بدقَّة أناشيد دينيَّة ملتزمة، ليس فيها كلام يوحي إلى الشرك، وهلمَّ جرًّا.


إن كانت النساء كُثُر، والرجال أيضًا؛ الأفضل أن يكون صف للنساء، وصف للرجال، والأفضل أن تكون المسافة بينهما بعيدة، وإن استطعت أن يكون النساء وحدهن في مكان، والرجال وحدهم في مكان آخَر، فذلك أفضل وأحسن.

احترم الجيران؛ خاصةً إن كنت تعلم أنَّ عندهم المرضى، وإياك وإزعاجَهم بأيِّ وسيلةٍ تقلق راحتهم.


تجنَّب الرياء، والتكبُّر، وانتظار المدح.

كن متواضعًا، مبتسمًا، لا تنطق إلا بخير.

ابتسم مع زوجتك، مع والديك، مع أهل زوجتك، مع جميع الضيوف الذين أَتَوا ليشاركوك فرحتك.

وفِّر لهم جميع الظروف الملائمة إن كنت ميسور الحال، أمَّا إن كنت فقيرًا، فلا تكلِّف نفسك ما لا تطيق.


واعلم أيها الشاب، إن كنت مسكينًا، ولا تستطيع أن تقوم بتكاليف العُرس، فالشرع لم يلزمك بذلك، فإن اتفقت أنت وزوجتك بألا تحتفلوا بالعُرس، فلكم ذلك، ولن يلزمكم أحد بالاحتفال؛ فالأهمُّ في الزواج هو التفاهم، وتطبيق أوامر الشرع المطاع، والمحبَّة بينكما.


واحذر أيها الشاب أن تكذب على مَن ستكون زوجتك مستقبلًا، كن صادقًا، مخلصًا معها، واحذر الكذب ولو كان مزاحًا.

تذكَّر أنَّ زوجتك تركت والديها وإخوانَها وأحبَّتْك وسمحت لك أن تكون زوجًا لها، فإياك وظُلمَها، وأَخْذَ حقوقِها، والكذبَ عليها، والتعدِّي عليها؛ فكن لها كالأب، والأخ، والأم.


إن وجدتها زوجةً تشجِّعك على الطاعات، فأَكْثِر مِن شكر الله سبحانه وتعالى الذي رزقك هذه الزوجة الصالحة، وأكثر من الاستغفار، والصلاة على النبيِّ محمد صلى الله عليه وسلم وادعُ اللهَ أن يرزقكم الذريَّة الصالحة.


يقول د. محمد راتب النابلسي حفظه الله تعالى: "أيها الإخوة، حينما تنجح في إسعاد زوجتك وتربية أولادك تستطيع مواجهة المشكلات الخارجيَّة، كنت أقول دائمًا: لو بلغت أعلى منصب في العالم، وجمعت أغلى ثروة في الأرض، ولم يكن بيتك كما تتمنَّى فأنت أشقى الناس، أمَّا إذا كنت سعيدًا في بيتك فكلُّ شيء يهون"[1].


ويقول أيضًا: "أنت حينما تطبِّق منهجَ الله عز وجل تكون كبيرًا في نظر زوجتك، وذا هيبةٍ كبيرة، وعندئذٍ تنصاع لك، وتتودَّد إليك، وتتقرَّب منك... كما أنك تحبُّ أن تحترم أهلك فإنها كذلك تحب أن تحترم أهلها، كما تحب أن تراها بمظهرٍ أنيق هي تحبُّ أن تراك بمظهرٍ أنيق، كما تحبُّ أن تكون صادقةً معك، هي تحب أن تكون صادقًا معها، كما تحبُّ أن تقدِّر شعورك تحبُّ أن تقدِّر شعورها"[2].


واعلموا يا إخواني الشباب أنَّ الزواج رزقٌ، ما دمت مستقيمًا على منهج الله، فقد تأتيك فرص وأرزاق من حيث لا تدري، وسأحكي لكم قصة وقعت لأخي:

تحدتث مع أخي عن قصته مع الزواج، فقال لي: لم أكن أفكِّر في الزواج، ولم أكن أفكِّر يومًا أن يكونَ عندي أولاد، نظرًا للظروف الصعبة، وبدأ يحكي لي الصعوبات، وذات يوم اتصل به ابن عمَّتي، وناقَشَه في الزواج، وقال له: إن أردت أن نزوِّجك أختي، فأنت أهلٌ لها: فحكى له أخي ظروفه، وقال له بأنه لا يملك منزلًا، ولا عملًا جيدًا، وهلمَّ جرًّا، وتفاجأ أخي بأنَّ الزوجة لها مال وفير تَرَكَه لها أبوها في الإرث، وهي التي ستتكلَّف بشراء المنزل، وبعد الحوار بين أخي وبنت عمَّته، اتفقوا على الزواج، وأحبُّوا بعضهم البعض، ونجحوا في زواجهم، فتأمل يا أخي، لقد أتاه الرزق من حيث لا يحتسب، وهو لم يتزوَّجها طمعًا في مالها، لو طمع في المال، لطلب أن يتزوَّجها منذ أن مات أبوها؛ لكنه لم يطمع، مع العلم أنها يأتيها خطَّاب كُثُر، ورفضتهم، فتأمَّل، يكفيك يا أخي الشاب أن تستقيم على منهج الله، ولا تحزن.


واعلم يا أخي الشاب؛ أنَّ هناك قصصًا واقعيةً جميلةً عن الزواج فابحث عنها، وتأمَّلها، واستفد منها. واعلم أنَّ الزواج رزقٌ، إن كانت ظروفُك لا تسمح لك بالزواج؛ فاصبر صبرًا جميلًا، فقد تموت وأنت شاب، ولا تتزوَّج، وقد تتزوَّج بزوجة صالحة ما دُمت تنوي الخير، فانضبِط وطبِّق أحكام الشرع المطاع، وقُم بالأسباب، واستقم.


هذه بعض النصائح، أحببت أن أتقاسمها مع إخواني الأفاضل، وما يقال للرجل يقال للمرأة.

والكلام يطول، واقرؤوا كتب العلماء المتقدِّمين، والمعاصرين، واستمعوا للمواعظ؛ لتلين قلوبكم، وتستقيموا على منهج الله.

وشكرًا لكم.

§§§§§§§§§§§§§§§§§[/COLOR][/SIZE][/CENTER]


الساعة الآن »04:10 PM.

Powered by vBulletin Copyright ©2000 - 2024 Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة - فقط - لأهل السنة والجماعة