أنصار السنة - (ورافعك إلي) و (بل رفعه الله إليه)..ليس رفع مكانة

[SIZE="5"][COLOR="Blue"]يقول الأحمدي ومن على شاكلته في معنى قوله (بل رفعه الله إليه) [COLOR="Red"]وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا * بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا[/COLOR] ..أنّ معنى الآية القرآنية "بل رفعه الله إليه" ترد على اللعنة التي يستفيد منها اليهود والنصارى كلّ بحسبه....وكذلك في قوله تعالى (ورافعك إلي) [COLOR="red"]إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ[/COLOR]...أي رافع مكانتك وليس رفعا ماديا
[CENTER]*************[/CENTER]
الرفع في أصل اللغة: النقل من السفل إلى العلو ولا يُصرف المعنى إلى المجاز إلا بقرينة ولا قرينة هنا ويؤكد ذلك:

[COLOR="red"]أولا[/COLOR]: أن سياق الآية وارد في نفي القتل والصلب وما قتلوه وما صلبوه ، والقتل والصلب يقع على الجسد قطعا وجاء الرفع لنفي القتل والصلب ولا يكون إلا حسيا إذ رفع المكانة ليس رفعا للقتل والإيذاء عن الجسد اتفاقا فالرفع إنقاذ من القتل والصلب ولا يكون [B]إلا إنقاذا حسيا[/B].

[COLOR="red"]ثانيا[/COLOR]: حرف (بل) في قوله بل رفعه إذا جاء بعد نفي أو نهي كان حرف إضراب واستدراك يُثبِتُ حُكمَ ما قبله ونقيض الحُكمِ لما بعده وهو من أقوى طرق القصر وهو قصر القلب، فلما قال وما قتلوه وما صلبوه هذا نفي ثم جاء حرف الإضراب ثم ذكر (الرفع) فلا يكون الرفع إلا نقيضا للقتل والصلب ولا يتحقق إلا حسيا إذ نقيض القتل هو الحياة فتأمل.فلا يتفق التقابل بين القتل والصلب المنفي قبل( بل) مع الرفع المُثبِتِ بعدها على القول برفع المكانة الذي يَثبُتُ مع القتل والصلب فلا يكون ما بعد (بل) ضدا لما قبلها وهذا خلاف لغة العرب، والقول بأن الرفع رفع المكانة والروح يلغي النفي الذي قبل ( بل) وينزله منزلة الهزل . تعالى ربنا عما يقول المفترون.

[COLOR="red"]ثالثا[/COLOR]: أن القتل والموت يتفقان في الغاية فلا يمكن حمل الرفع على المكانة هنا إذ هي ثابتة لكل رسل الله فلا وجه لتخصيص عيسى عليه السلام بها هنا، ولا يمكن حمل الرفع على الروح إذ كل الأرواح ترفع إلى ربها قُتِلَ صاحبها أو لم يُقْتَلْ.

[COLOR="red"]رابعا[/COLOR]: رفع المكانة ليس لازما للموت فوجب وجود القرينة الصارفة ولا قرينة ، والقول برفع المكانة لا يبطل دعوى اليهود فرفع المكانة ليس نقيضا للقتل والقول بالموت قول بتحقق مراد اليهود.وكذلك لا ينفي دعوى اليهود بقتله وصلبه فيكونوا قتلوه وصلبوه ولكن بإرادة الله أن يميته على أيديهم لا بإرادتهم هم!كقوله تعالى (فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُم) ْبل على قول القادياني يلزم القتل والصلب حتى يتم رفع المكانة بالشهادة فهل يلتزم؟

[COLOR="red"]خامسا[/COLOR]: أن الآية ختمت بالمدح وكان الله عزيزا حكيما والإماتة لا مدح فيها وهي أمر طبيعي لا وجه لتخصيص المدح عليه هنا. والعزة كمال القدرة ومن الحكمة كمال العلم فَبَيَنَّ أن الرفع وإن كان غير معهود ومتعذر على البشر فليس عسيرا على قدرة الله وحكمته وأي تخصيص للقدرة والحكمة في إماتته موتا عاديا؟

[COLOR="red"]سادسا[/COLOR]: الموت لا ذكر معه للرفع وإنما الإقبار ثم أماته فأقبره

[COLOR="red"]سابعا[/COLOR] : دخول حرف ( إلى) يقضى على المجاز لأن حرف ( إلى) للمنتهى والغاية كما تقول ( ذهبت من البيت إلى المسجد) ورفعة المكانة لا يأتي معها ذكر المنتهى قطعا ، والقول برفع المكانة هنا معناه تسوية عيسى بالله في المكانة وهذا كفر وردة فيكون معناه( بل رفع مكانة عيسى إلى الله) تعالى ربنا وتقدس.

[COLOR="red"]ثامنا[/COLOR]: القول بأن الرفع هنا معناه رفع المكانة لا يكون إلا بحذف المضاف والحذف خلاف الأصل ولا دليل عليه هنا.

[COLOR="red"]تاسعا[/COLOR]: لو أراد بالرفع هنا رفع الروح أو المكانة فلا يذكر الموت_على قوله في معنى متوفيك_ للاستغناء عن ذكره فكل روح ترفع بعد الموت وليس خاصا بعيسى ، ورفعة المكانة لا يذكر معها الموت إذ هو رفيع المكانة حيا وميتا .

[COLOR="red"]عاشرا[/COLOR]: إن قوله تعالى ومكروا ومكر الله دليل على الرفع الحسي ولا معنى خلاف هذا فلو كان أماته لم يكن ثمة مكر ويكون المعني (أرادوا قتلك فإني مميتك) وهو عجيب! بل تَحقُقُ المكر لا يكون إلا خلافا لقصدهم برفعه حيا فتأمل.

وأضف أن هذا القول لا يصح أبدًا إذ هو مناقضٌ لصريح القرآن بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ، وعلاوةً على مناقضته للواقع ولما هو مسطر في التلمود، ، فاليهود لم يكتشفوا نجاة المسيح من الصلب، فضلًا عن أن تحصل لهم بها مفاجأة، ولم يعتقدوا قط بما تقول، بل اعتقدوا بما أخبرنا الله عنهم من أنّ المسيح قُتل وصلب، و إن قيل إن ذلك "التطهير المعنوي من اللعنة" لم يكن الهدف منه تغيير ما في عقول الناس من أوهام وعقائد باطلة، فهو كذلك عديم القيمة عند الله لأنه سبحانه لا يلعن من يُقتل في سبيله!

وبذلك يتضح أنّك ألغيت عملَ "بل" في الآية الكريمة، والصحيح أنّها ترد عليهم اعتقادهم الباطل، بأنّ الحقيقة [U][COLOR="Black"]أنّ المسيح لم يُقتل ولم يصلب وإنما رُفع[/COLOR][/U].

وليس من مقتضى البلاغة أن يرد على اعتقادهم بقتله أنّكم لم تقتلوه وإنما قبضت روحه، [U][COLOR="black"]لأن القتل لا يتنافى وقبض الروح.[/COLOR][/U]

كما أنه ليس من المعقول أن يرد على اعتقادهم بقتله أنكم لم تقتلوه وإنما رفعت مكانته، [U][COLOR="black"]لأنّ القتل لا يتنافى ورفع المكانة.[/COLOR][/U]

وليس من المعقول أن يرد على اعتقادهم بقتله أنكم لم تقتلوه وإنما رفعت عقيدة اللعنة، [U][COLOR="black"]لأنّ العقيدة الباطلة مازالت موجودة.[/COLOR][/U]

ثم إنّ فهمك للآية لا يزيد على كونهم ما قتلوه، وهذا متحقق بما سبقها في النص، فلا يكون لقوله تعالى "بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ" مزيد معنى، ويلزمك جواب السؤال عن المعنى الجديد الذي أضافه قوله تعالى "بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ" بعد أن جردته من أي معنى إلا أنّه لم يقتل وهذا متحقق فيما سبق من الآيات.

كما أنّ رفع العقيدة الباطلة لا يكون بمجاراتها وتفاديها وإنما يكون بإبطال أنّ المصلوب ملعون أو حامل للخلاص حتى لو كان المصلوب بشرًا يصلب في سبيل الله، ولو جئت لترد على عقيدة اليهود "المصلوب ملعون" فلن تخبرهم أن المسيح لم يصلب، وإنما ستبين لهم خطأ هذا الإطلاق، وهذا وجه واضح للغاية يبطل قولك، ثم كيف مكر الله بمن تبينت لهم نجاته وتحسروا ثم وتوقفوا عن لعنه؟ هذه قصة لها علاقة "بآية!" لا وجود لها في القرآن تقول "ومكروا فهداهم الله".

[CENTER][COLOR="DarkGreen"]اللهم إني أسألك باسمك الحق أن ترينا الحق حقا وترزقنا اتباعه
وترينا الباطل باطلا وترزقنا اجتنابه[/COLOR][/CENTER][/COLOR][/SIZE]