أنصار السنة - دلالة بيعة علي للصديق والفاروق وذي النورين (رضي الله عنهم)

[CENTER][COLOR=blue][COLOR=black][FONT=Arial][SIZE=4]الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الانبياء والمرسلين , وعلى اله وصحبه أجمعين .[/SIZE][/FONT][/COLOR][/COLOR][/CENTER]

[CENTER][COLOR=black][FONT=Arial][SIZE=4][COLOR=blue]وبعد:[/COLOR][/SIZE][/FONT][/COLOR]
[COLOR=black][FONT=Arial][SIZE=4][COLOR=blue]بايع سيدنا علي (رضي الله عنه) الخلفاء الراشدين الثلاثة أبا بكر وعمر وعثمان ( رضي الله عنهم ) , وكانوا يشاورونه في امور الدولة وما يتعلق بالرعية , فيشير عليهم بأمانة وصدق , وكان خير عون لهم , يؤيد ذلك ما موجود في كتب السيرة والتاريخ , والشيعة يحاولون أنكار البيعة ولكن لم يتحقق مرادهم لوجود الادلة المؤيدة للبيعة , واليك بيان ذلك :-[/COLOR][/SIZE][/FONT][/COLOR]
[COLOR=blue][COLOR=blue][FONT=Arial][SIZE=4]أولا:- الرواية الواردة بلفظ البيعة :[/SIZE][/FONT][/COLOR][/COLOR]
[COLOR=blue][SIZE=4][FONT=Arial][COLOR=black]· [/COLOR][COLOR=black]عن الحسن البصري (رحمه الله) في قدوم علي للبصرة , ومجيء عبد الله بن الكوا وقيس ابن عباد الى علي (رضي الله عنه) يسألانه عن بعض الامور ,أجاب عنها مطولا , فمن كلام علي : ( فلما قُبض رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نظر المسلمون في أمرهم , فأذا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قد ولّى أبا بكر أمر دينهم فولّوه أمر دنياهم , فبايعه المسلمون وبايعته معهم , فكنت أغزوا اذا أغزاني , وأخذ اذا أعطاني , وكنت سوطا بين يديه في أقامة الحدود , فلو كانت محاباة عند حضور موته لجعلها في وله , فأشار لعمر ولم يألُ فبايعه المسلمون وبايعته معهم , فكنت أغزوا اذا أغزاني , وأخذ اذا أعطاني , وكنت سوطا بين يديه في أقامة الحدود , فلو كانت محاباة عند حضور موته لجعلها في ولده , وكره ان يتخير من معشر قريش رجلا فيوليه أمر الأمة , فلا تكون منه اساءة من بعده الا لحقت عمر في قبره , فأختار مِنّا ستة أنا فيهم , لنختار للأمة رجلا ,فلما أجتمعنا وثب عبد الرحمن بن عوف فوهب لنا نصيبه منها على ان نعطيه مواثيقنا , فأخذ بيد عثمان فبايعه , ولقد عرض في نفسي عند ذلك , فلما نظرت في أمري , فأذا عهدي قد سبق بيعتي فبايعتُ وسلمتُ , فكنت أغزوا اذا أغزاني , وأخذ اذا أعطاني , وكنت سوطا بين يديه في أقامة الحدود , فلما قُتل عثمان نظرتُ في أمري , فأذا الموثقة التي كانت في عنقي لأبي بكر وعمر قد أنحلّ, واذا العهد الذي لعثمان قد وفّيتُ به , وأنا رجل من المسلمين ليس لأحَدٍ عندي دعوى , ولا طلبةٌ [/COLOR]فوثب فيها من ليس مثلي ( يعني معاوية ) لا قرابته كقرابتي، ولا علمه كعلمي، ولا سابقته كسابقتي، وكنت احق بها منه )، قالا: صدقت ) (1).[/FONT][/SIZE][/COLOR]
[FONT=Arial][SIZE=4][COLOR=blue]ان هذه الرواية لهي خير دليل، ونص صريح في بيعة علي (رضي الله عنه) للخلفاء الراشدين الثلاثة ابي بكر وعمر وعثمان (رضي الله عنهم) ومشاركته الفعالة في شؤون الدولة السياسية والعسكرية والاجتماعية، حتى القضاء واقامة الحدود، بل كان يذكرهم وترحم عليهم، اذ يقول: ( ثم استخلف ابو بكر رحمة الله على ابي بكر، فاقام واستقام، ثم استخلف عمر، رحمة الله على عمر، فاقام واستقام...الحديث ) (2). وكذلك كان يحتج ببيعتهم لصحة بيعته، وان الذين بايعوا الخلفاء الراشدين الثلاثة هم انفسهم الذين بايعوه فيقول،( انه بايعني القوم الذين بايعوا ابابكر وعمر وعثمان على ما بايعوهم عليه، فما كان للشاهد ان يختار، ولا لغائب ان يرد، وانما الشورى للمهاجرين والانصار...)(3). ومن المعلوم ان البيعة تناقض عقيدة الامامة، وكذا الاحتجاج ببيعتهم يناقض الامامة، وينتج من ذلك ان الامامة الالهية التي يقول بها الشيعة لايوجد لها اصل، ولا يعترف على بوجودها.[/COLOR][/SIZE][/FONT]
[COLOR=blue][COLOR=blue][FONT=Arial][SIZE=4]ثانيا: دلالات بيعة علي للخلفاء الراشدين[/SIZE][/FONT][/COLOR][/COLOR]
[COLOR=blue][FONT=Arial][SIZE=4]1- كان علي (رضي الله عنه) مؤيدا لابي بكر (رضي الله عنه) : ( اقول لك ما قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوم احد: لُمَ سًيفًك، ولا تفجعنا بنفسك، وارجع الى المدينة ، فوالله لئن فجعنا بك ، لا يكون للاسلام نظامٌ ابداً ) , فرجع ابو بكر ( رضي الله عنه) . [/SIZE][/FONT][/COLOR]
[COLOR=blue][SIZE=4][FONT=Arial]2- [COLOR=black]كان علي (رضي الله عنه) راضيا بخلافه الصديق بل مقتديا به في أوامره ، ومستشارا امنيا ، فحينما أراد الصديق غزو الروم ، فأشار علي (رضي الله عنه) بالغزو ، وبشره بالخير ، فقام أبو بكر بالناس خطيبا ، وأمر الجيش ان يتجهز (4) .[/COLOR][/FONT][/SIZE][/COLOR]
[COLOR=blue][SIZE=4][FONT=Arial][COLOR=black]3- [/COLOR][COLOR=black]كان علي (رضي الله عنه) مستشار في ألدوله ألعمريه ، منها ما أشار به إلى وجوب نفقات الخليفة من بيت المال عند حاجته ، وكذلك خروجه إلى الجهاد في جيش المسلمين ، وحينما كان الخليفة الراشد عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) يخرج للجهاد بنفسه من المدينة ، يستخلف مكانه علي (رضي الله عنه) على المدينة ، بل قد تزوج عمر (رضي الله عنه) من أم كلثوم بنت علي (رضي الله عنه) (5) .[/COLOR][/FONT][/SIZE][/COLOR]
[COLOR=blue][SIZE=4][FONT=Arial][COLOR=black]4- [/COLOR][COLOR=black]احتكام العباس وعلي (رضي الله عنهم) إلى عمر (رضي الله عنه) في اختلافهما على مال بني النضير ، والله تعالى يقول ( ... إذا تنازعتم في شي فردوه إلى الله والرسول وأوُلي الأمر منكم...) وكان علي (رضي الله عنه) يحتكم في خصوماته عند الخليفة ، مما يدل على بيعته ، والاعتراف بدولته . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/COLOR]
[COLOR=blue][SIZE=4][FONT=Arial][COLOR=black]5- [/COLOR][COLOR=black]كان علي (رضي الله عنه) يقيم الحدود في زمن الخليفة الراشد عثمان (رضي الله عنه ) من ذلك ما وروي من انهُ أتى بشارب خمر ، فقال لابن أخيه عبد الله بن جعفر قم فأجلده ، فجلدَهُ وعمّه علي (رضي الله عنه) يَعُدُّ حتى بلغ أربعين ، فقال امسك ، ثم قال: جلد النبي (صلى الله عليه وسلم ) أربعين ، وأبو بكر أربعين ، وعمر ثمانين ، وكُلٌّ سُنّة ، وهذا أحَبُّ إليَّ (6) .[/COLOR][/FONT][/SIZE][/COLOR]
[COLOR=black][FONT=Arial][SIZE=4][COLOR=blue]إن اتخاذ الخلفاء الراشدون الثلاثة (رضي الله عنهم) لعلي (رضي الله عنه) مستشارا ، وقبوله المشاورة ، وتقديمه العون لهم في الحروب ، وفي صنع القرار ، لهو دليل واضح على قبوله بخلافته زيادة على البيعة ، فإقباله على المساعدة في شؤون الدولة كافه وعدم دعوته للخروج عليهم لدليل قوي على رضاه بخلافتهم وبيعته لهم وعدم وجود النص بالامامه عليه . ثالثا: شبهات حول قبول علي بخلافة ابي بكروعمر وعثمان (رضي الله عنهم) .[/COLOR][/SIZE][/FONT][/COLOR]
[COLOR=black][FONT=Arial][SIZE=4][COLOR=blue]يرى الشيعة ان عليا لم يبايع ، وان كان ذلك فانما وقع :[/COLOR][/SIZE][/FONT][/COLOR]
[COLOR=blue][SIZE=4][FONT=Arial][COLOR=black]1- [/COLOR][COLOR=black]تقية 2-[/COLOR][COLOR=black]لمصلحة الامة[/COLOR][/FONT][/SIZE][/COLOR]
[COLOR=black][FONT=Arial][SIZE=4][COLOR=blue]نقول: مما مر بنا من اقوال ودلالات ، توصلنا الى غير ما يرونه ، حيث ان التقية عند الشيعة مخالفة الظاهر لما في الباطن ، فاذا كان بين الكفار كتم ايمانه وعمل بالكفر، وعلي ( رضي الله عنه ) لم يفعل ذلك في بيعته ، لانه بايع الخلفاء الراشدين ، وصلى خلفهم وجاهد معهم وزوج عمر (رضي الله عنه) من ابنته ام كلثوم وسار على منهجهم في خلافته بعد وفاتهم ، ولاسيما ان شجاعة علي (رضي الله عنه) التي استشرت على السنه اهل السنه والشيعة وجهاده في حياة الرسول (صلى الله علية وسلم) وحياة الخلفاء الراشدين الثلاثة ، وزمن خلافته ، تاتي ان يبطن الغل والحقد ويتظاهر بالمودة والمحبة ويخاف ان ينطق بالامامة والولاية بل حتى في خلافته لم يتكلم بهذا الموضوع واكد مبدا الشورى وانها للمهاجرين والانصار ، اذ يقول ( انه بايعني القوم الذين بايعوا ابا بكر وعمر وعثمان على ما بايعوا عليه فما كان للشاهد ان يختار ولا للغائب ان يرد , وانما الشورى للمهاجرين والانصار (7)، ولايمكن للصراحة ان تكون اكثر من هذا النص في عدم وجود اي تقية .[/COLOR][/SIZE][/FONT][/COLOR]
[COLOR=black][FONT=Arial][SIZE=4][COLOR=blue]اما دعوى مصلحة الامة فهذه ، فهذه دعوى باطلة ، ذلك لان الامر الالهي والتاكيد النبوي ( كما يزعمون) على امامة علي (رضي الله عنه)، وايضا اعتبارهم ان الامامة اصل ديني كالايمان بالله ، يوجب على علي (رضي الله عنه)، ان لايترك ما امر الله به ورسوله (صلى الله عليه وسلم)، لان عصيان ما جاء به الله والرسول (صلى الله عليه وسلم) ، وترك ما يوازي الايمان بالله ورسوله .[/COLOR][/SIZE][/FONT][/COLOR]
[COLOR=black][FONT=Arial][SIZE=4][COLOR=blue]واليوم الأخر وعدم إظهار الحق الذي عنده للناس يدخله كل ذلك في الكفر(حاشاه) إضافة إلى انه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق مع انه ترجيح مصلحة ألامه على ثوابت الدين لا يوافق مصلحة الدين ونشر الإسلام ثم إذا اقر علي (رضي الله عنه) لبيعتهم وبايعهم لتحقق مصلحة ألامه في خلافاتهم واعتراف الشيعة بهذا الحقيقة فلا حاجه للامامه لان مصلحة ألامه تتحقق بغير وجودها وعلي (رضي الله عنه) رأى تحقق المصلحة وتماشى مع هذه المصلحة ورضي به قولا وعملا . [/COLOR][/SIZE][/FONT][/COLOR]
[COLOR=black][FONT=Arial][SIZE=4][COLOR=blue]إن مثل هذه الشبهات لايمكنها إن تقف حاجزا أمام الحقيقة الثابتة في بيعه علي (رضي الله عنه) للخلفاء الراشدين الثلاثة (رضي الله عنهم) وإعانتهم والوقوف معهم في جميع الشؤون ألحياتيه وعدم تطرق إلى قضيه الامامه الالهيه والاختيار والاصطفاء الرباني لقيادة ألامه الاسلاميه وحينما كانت خلافته جعل يذكرهم ويثني عليهم ويترحم ، وبهذا انتقض عقيدة وفكرة الامامه التي يستند إليها ألشيعه .[/COLOR][/SIZE][/FONT][/COLOR]
[COLOR=black][FONT=Arial][SIZE=4][COLOR=blue]وأخر دعوانا إن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين .[/COLOR][/SIZE][/FONT][/COLOR][/CENTER]

[FONT=Arial][SIZE=4][COLOR=blue]<HR align=center width="100%" SIZE=2>[/COLOR][/SIZE][/FONT]

[CENTER][COLOR=red][FONT=Arial][SIZE=4]1- علي المتقي بن حسام الدين الهندي(ت/ 975ه)، كنز العمال، 11/147-148، رقم (31647)[/SIZE][/FONT][/COLOR]
[COLOR=red][FONT=Arial][SIZE=4]2- الحافظ الهيثمي، مجمع الزوائد: 5/175.[/SIZE][/FONT][/COLOR]
[COLOR=red][FONT=Arial][SIZE=4]3- شرح نهج البلاغة/ محمد عبدة: 3/ 07[/SIZE][/FONT][/COLOR]
[COLOR=red][SIZE=4][FONT=Arial]4- [COLOR=black]ينظر: تاريخ اليعقوبي 2\132 - 133 [/COLOR][/FONT][/SIZE][/COLOR]
[COLOR=red][SIZE=4][FONT=Arial]5- [COLOR=black]ينظر: سيرة الامام علي للصلابي: 139 - 144 [/COLOR][/FONT][/SIZE][/COLOR]
[COLOR=red][SIZE=4][FONT=Arial]6- [COLOR=black]شرح النووي على مسلم - كتاب الحدود- 11\216 [/COLOR][/FONT][/SIZE][/COLOR]
[COLOR=red][SIZE=4][FONT=Arial][COLOR=black]7- [/COLOR][COLOR=black]شرح نهج البلاغة ، محمد عبده 3/7[/COLOR][/FONT][/SIZE][/COLOR][/CENTER]