أنصار السنة

أنصار السنة (https://www.ansarsunna.com/vb/index.php)
-   السنة ومصطلح الحديث (https://www.ansarsunna.com/vb/forumdisplay.php?f=17)
-   -   الساعي على الأرملة والمسكين (https://www.ansarsunna.com/vb/showthread.php?t=109515)

معاوية فهمي إبراهيم مصطفى 2021-03-22 08:21 PM

الساعي على الأرملة والمسكين
 
[CENTER][SIZE=5][COLOR=purple] بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :-
شرح حديث أبي هريرة:
[I][SIZE=7][COLOR=red](( الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله ))[/COLOR][/SIZE][/I]

عن أبي هريرة عن النبي صل الله عليه وسلم: ((الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله))، وأحسبه قال: ((وكالقائم الذي لا يفتُر، وكالصائم الذي لا يُفطِر))؛ متفق عليه.

قال سَماحة العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:

ذكر المؤلِّف رحمه الله في هذا الباب: باب الرفق باليتامى والمستضعفين والفقراء ونحوهم، قولَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله))، وأحسبه قال: ((وكالقائم الذي لا يفتُر، وكالصائم الذي لا يُفطِر)).

والساعي عليهم هو الذي يقوم بمصالحهم ومؤنتهم وما يَلزَمُهم.

والأرامل هم الذين لا عائل لهم، سواء كانوا ذكورًا أو إناثًا، والمساكين هم الفقراء؛ ومن هذا قيام الإنسان على عائلته وسعيه عليهم، على العائلة الذين لا يكتسبون، فإن الساعي عليهم والقائم بمؤونتهم ساعٍ على أرملة ومساكين، فيكون مستحقًّا لهذا الوعد، ويكون كالمجاهد في سبيل الله، أو كالقائم الذي لا يفتُر، وكالصائم الذين لا يُفطِر.


وفي هذا دليل على جهل أولئك القوم الذين يذهبون يمينًا وشمالًا ويَدَعُونَ عوائلَهم في بيوتهم مع النساء، ولا يكون لهم عائلٌ فيضيعون؛ لأنهم يحتاجون إلى الإنفاق، ويحتاجون إلى الرعاية، وإلى غير ذلك، وتجدهم يذهبون يتجوَّلون في القرى، وربما في المدن أيضًا، بدون أن يكون هناك ضرورة، ولكن شيء في نفوسهم، يظنون أن هذا أفضل من البقاء في أهليهم بتأديبهم وتربيتهم.


وهذا ظن خطأ؛ فإن بقاءهم في أهلهم، وتوجيه أولادهم من ذكور وإناث، وزوجاتهم ومن يتعلق بهم - أفضلُ من كونهم يخرجون، يزعمون أنهم يرشدون الناس، وهم يتركون عوائلهم - الذين هم أحقُّ من غيرهم - بنصيحتهم وإرشادهم؛ ولهذا قال الله تعالى: ﴿ وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ﴾ [الشعراء: 214]، فبدأ بعشيرته الأقربين قبل كلِّ أحد.


أما الذي يذهب إلى الدعوة إلى الله يومًا أو يومين، أو ما أشبه ذلك، وهو عائد إلى أهله عن قرب، فهذا لا يضُرُّه، وهو على خير، لكن كلامنا في قوم يذهبون أربعة أشهر، أو خمسة أشهر، أو سنة، عن عوائلهم؛ يترُكونهم للأهواء والرياح تعصف بهم، فهؤلاء لا شك أن هذا من قصور فقهم في دين الله عز وجل.

وقد قال النبي عليه الصلاة: ((مَن يُرِدِ الله به خيرًا، يُفقِّهه في الدِّين))، فالفقيه في الدين هو الذي يعرف الأمور، ويحسب لها، ويعرف كيف تؤتى البيوت من أبوابها؛ حتى يقوم بما يجب عليه.

المصدر: «شرح رياض الصالحين» (3/ 99- 101).
§§§§§§§§§§§§§§§§[/COLOR][/SIZE][/CENTER]


الساعة الآن »02:02 AM.

Powered by vBulletin Copyright ©2000 - 2024 Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة - فقط - لأهل السنة والجماعة