أنصار السنة

أنصار السنة (https://www.ansarsunna.com/vb/index.php)
-   رد الشبهات وكشف الشخصيات (https://www.ansarsunna.com/vb/forumdisplay.php?f=14)
-   -   بشرى المشتاق في إثبات صفة الساق (https://www.ansarsunna.com/vb/showthread.php?t=26584)

الاسيف 2011-11-08 03:38 PM

بشرى المشتاق في إثبات صفة الساق
 
[RIGHT][IMG]http://img205.imageshack.us/img205/5048/12581378040.png[/IMG]




[FONT=Simplified Arabic][SIZE=5][COLOR=red][B][U]بشرى المشتاق في إثبات صفة الساق:[/U][/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Simplified Arabic][SIZE=4]
[/SIZE][/FONT]
[FONT=Simplified Arabic][SIZE=4]
[/SIZE][/FONT][FONT=Simplified Arabic][SIZE=4][B]الحمد لله وكفي والصلاة والسلام على المصطفى ثم بعد ‏‎:‎[/B][/SIZE][/FONT][FONT=Simplified Arabic][SIZE=4]
[/SIZE][/FONT][FONT=Simplified Arabic][SIZE=4][B]هذا بحث جمعته حول (إثبات صفة الساق) وقد قسمته إلى عدة مباحث ‏‎:‎[/B][/SIZE][/FONT][FONT=Simplified Arabic][SIZE=4]
[/SIZE][/FONT][FONT=Simplified Arabic][SIZE=4][B][COLOR=red]المبحث الأول[/COLOR] ‏‎:‎الأدلة في إثبات صفة الساق.‏[/B][/SIZE][/FONT][FONT=Simplified Arabic][SIZE=4]
[/SIZE][/FONT][FONT=Simplified Arabic][SIZE=4][B][COLOR=red]المبحث الثاني[/COLOR] ‏‎:‎ما يستفاد من تلك النصوص[/B][/SIZE][/FONT][FONT=Simplified Arabic][SIZE=4]
[/SIZE][/FONT][FONT=Simplified Arabic][SIZE=4][B][COLOR=red]المبحث الثالث[/COLOR] ‏‎:‎‏ كشف الشبهات ورد الإعتراضات[/B][/SIZE][/FONT][FONT=Simplified Arabic][SIZE=4]

[/SIZE][/FONT]
[FONT=Simplified Arabic][SIZE=4]
[/SIZE][/FONT][/RIGHT]
[CENTER][FONT=Simplified Arabic][SIZE=4][COLOR=red][B][U]المبحث الأول ‏‎:‎الأدلة في إثبات صفة الساق:[/U][/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[/CENTER]
[RIGHT][FONT=Simplified Arabic][SIZE=4]
[/SIZE][/FONT][FONT=Simplified Arabic][SIZE=4][B]قال الله تعالى(([COLOR=darkgreen]يوم يكشف عن ساق ويدعون الي السجود فلا يستطيعون[/COLOR]‏)){ القلم : 42 }‏[/B][/SIZE][/FONT][FONT=Simplified Arabic][SIZE=4]
[/SIZE][/FONT][FONT=Simplified Arabic][SIZE=4][B]وهذه الآية يفسرها ماجاء في البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال بعد حيث طويل( [COLOR=navy]فيأتيهم الجبَّار في ‏صورة غير صورته التي رأوه فيها أول مرة فيقول أنا ربكم فيقولون أنت ربنا ، فلا يكلمه إلا الأنبياء . فيقولون ‏هل بينكم وبينه آية تعرفونه ؟ فيقولون الساق . فيكشف عن ساقه فيسجد له كل مؤمن[/COLOR])).‏‎ (أخرجه البخاري ‏في التفسير (4919)، وفي التوحيد (7439)، من حديث أبي سعيد الخدري‎ ‎رضي الله ‏عنه)‎[/B][/SIZE][/FONT][FONT=Simplified Arabic][SIZE=4]
[/SIZE][/FONT][FONT=Simplified Arabic][SIZE=4][B]فتبين من هذا الحديث أن الساق مضافة لله تعالى فهي صفة من صفاته جلا جلاله .‏[/B][/SIZE][/FONT][FONT=Simplified Arabic][SIZE=4]
[/SIZE][/FONT][FONT=Simplified Arabic][SIZE=4][B]قال الإمام الشوكاني رحمه الله ‏‎:‎‏ ((و[COLOR=navy] قد أغننا الله سبحانه في تفسير الآية بما صح عن النبي صلى ‏الله عليه و آله و سلم‎ ‎كما عرفت و ذلك لا يستلزم تجسيماً و لا تشبيهاً فليس كمثله شيء‎ [/COLOR][/B][/SIZE][/FONT][FONT=Simplified Arabic][SIZE=4]
[/SIZE][/FONT][FONT=Simplified Arabic][SIZE=4][B][COLOR=navy]د عوا كل قول عند‎ ‎قول محمدٍ فما آمن في دينه كمخاطر[/COLOR]))(1)‏[/B][/SIZE][/FONT][FONT=Simplified Arabic][SIZE=4]

[/SIZE][/FONT][FONT=Simplified Arabic][SIZE=4][B][CENTER][COLOR=red][U]المبحث الثاني ‏‎:‎ما يستفاد من هذه النصوص؟[/U][/COLOR][/CENTER]
[/B][/SIZE][/FONT][FONT=Simplified Arabic][SIZE=4]
[/SIZE][/FONT][FONT=Simplified Arabic][SIZE=4][B][RIGHT]إعلم رحمك الله أن مذهب السلف في الصفات أنهم يجرونها على ظاهرها من غير تشبيه ولا تمثيل ولا تكييف ‏‎:‎[/RIGHT]
[/B][/SIZE][/FONT][FONT=Simplified Arabic][SIZE=4][B]قال الإمام أحمد – رحمه الله - : ([COLOR=navy]لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به‎ ‎رسول الله صلى ‏الله عليه وسلم ؛ لا يتجاوز القرآن والحديث[/COLOR]) [ ينظر: المسائل‎ ‎والرسائل المروية عن الإمام أحمد ‏ص( 116‏‎ ) ]‎[/B][/SIZE][/FONT][FONT=Simplified Arabic][SIZE=4]
[/SIZE][/FONT][FONT=Simplified Arabic][SIZE=4][B]وقال الإمام الآجري‎ [COLOR=navy]: ‎هذه من السنن التي يجب على المسلمين الإيمان ‏بها ولا يقال فيها‎ : ‎كيف؟ ولِمَ ؟ بل تستقبل بالتسليم والتصديق، وترك ‏النظر، كما قال من تقدَّم من أئمة‎ ‎المسلم[/COLOR]ين‎ )) ‎كتاب الشريعة للإمام ‏الآجري (ص 262‏‎) .‎[/B][/SIZE][/FONT][FONT=Simplified Arabic][SIZE=4]
[/SIZE][/FONT][FONT=Simplified Arabic][SIZE=4][B]وقال الأوزاعي – رحمه الله -: ([COLOR=navy]كنا – والتابعون متوافرون – نقول: إن الله فوق عرشه،‎ [U]‎ونؤمن بما ‏وردت به السنة من صفاته[/U][/COLOR]) [ ينظر: الأسماء والصفات للبيهقي ص( 408‏‎ )[/B][/SIZE][/FONT][FONT=Simplified Arabic][SIZE=4]
[/SIZE][/FONT][FONT=Simplified Arabic][SIZE=4][B]‎وقال الإمام الشافعي ‏‏– رحمه الله - : ([COLOR=navy]لله أسماء وصفات لا يسع أحد جهلها، فمن خالف‎ ‎بعد ثبوت الحجة عليه كفر ، وأما ‏قبل قيام الحجة فيعذر بالج[/COLOR]هل) [ ينظر: مناقب‎ ‎الشافعي للبيهقي ( 1/412 )]‏[/B][/SIZE][/FONT][FONT=Simplified Arabic][SIZE=4]
[/SIZE][/FONT][FONT=Simplified Arabic][SIZE=4][B]‏ وقال ابن عبد البر – رحمه الله -: ([COLOR=navy]أهل السنة مجتمعون‎ ‎على الإقرار بالصفات الواردة كلها في ‏القرآن والسنة والإيمان بها وحملها على‎ ‎الحقيقة لا على المجاز؛ إلا أنهم لا يكيفون شيئاً من ذلك، ‏وأما أهل البدع من‎ ‎الجهمية والمعتزلة والخوارج فينكرونها ولا يحملونها على الحقيقة ويزعمون أن ‏من أقر‎ ‎بها مشبه، وهم عند من أقر بها نافون للمعبود، والحق فيما قاله القائلون بما نطق به‏‎ ‎الكتاب ‏والسنة وهم أئمة الجماعة[/COLOR]) [ ينظر: التمهيد لابن عبد البر ( 7/145 )]‏[/B][/SIZE][/FONT][FONT=Simplified Arabic][SIZE=4]
[/SIZE][/FONT][FONT=Simplified Arabic][SIZE=4][B]‏ وقال‏‎ ‎شيخ الإسلام ابن تيمية: ([COLOR=navy]ومذهب سلف الأمة وأئمتها أن يوصف الله بما وصف به نفسه ،‎ ‎وبما ‏وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم؛ من غير تحريف ولا تعطيل ، ومن غير تكييف‎ ‎ولا تمثيل ؛ ‏فلا يجوز نفي صفات الله التي وصف بها نفسه، ولا يجوز تمثيلها بصفات‎ ‎المخلوقين، بل هو ‏سبحانه: ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ [/COLOR][COLOR=navy]الْبَصِيرُ‎ )[[/COLOR] ‎ينظر: مجموع الفتاوى ( 5/195‏‎ ) ]‎[/B][/SIZE][/FONT][FONT=Simplified Arabic][SIZE=4]
[/SIZE][/FONT][FONT=Simplified Arabic][SIZE=4][B]وعلى هذا فإن صفة الساق قد وردت في السنة ووصف الله بها نفسه فلا يسعنا إلا إثباتها لله تعالى على الوجه ‏الذي يليق بجلاله من دون تمثيل ولا تكييف.‏[/B][/SIZE][/FONT][FONT=Simplified Arabic][SIZE=4]
[B][COLOR=red][U]وقد ثبت هذا عن أبي هريرة رضي الله عنه:[/U][/COLOR][/B][/SIZE][/FONT][FONT=Simplified Arabic][SIZE=4]
[/SIZE][/FONT][FONT=Simplified Arabic][SIZE=4][B]قال السيوطي ـ رحمه الله ـ في الدر المثور : ([COLOR=navy] أخرج ابن مندة في الرد على الجهمية‎ ‎عن ‏أبي هريرة قال : قال الرسول صلى الله عليه و آله و سلم يوم يكشف عن ساق قال ‏يكشف‎ ‎الله عز وجل عن ساق[/COLOR]ه‎ )([‎‏2)‏[/B][/SIZE][/FONT][FONT=Simplified Arabic][SIZE=4]

[/SIZE][/FONT][FONT=Simplified Arabic][SIZE=4][B][COLOR=red][U]كما ثبت عن ابن مسعود رضي الله عنه:[/U][/COLOR][/B][/SIZE][/FONT][FONT=Simplified Arabic][SIZE=4]
[/SIZE][/FONT][FONT=Simplified Arabic][SIZE=4]
[/SIZE][/FONT][FONT=Simplified Arabic][SIZE=4][B]وعن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ في قوله جل و عز " [COLOR=navy]يوم يكشف عن ساق[/COLOR] " قال : ‏عن‎[U] ‎ساقيه[/U] . قال أبو عبد الله : هكذا في قراءة ابن مسعود.(3)‏.[/B][/SIZE][/FONT][FONT=Simplified Arabic][SIZE=4]
[/SIZE][/FONT][FONT=Simplified Arabic][SIZE=4]

[/SIZE][/FONT][FONT=comic sans ms][SIZE=5][B][COLOR=darkgreen]يتبع..[/COLOR]
[/B][/SIZE][/FONT][/RIGHT]

الاسيف 2011-11-08 03:39 PM

رد: بشرى المشتاق في إثبات صفة الساق
 
[CENTER][FONT=simplified arabic][SIZE=6][COLOR=red][B][U]المبحث الثالث ‏‎:‎كشف الشبهات ورد الاعترضات.‏[/U][/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]


[RIGHT][FONT=simplified arabic][SIZE=4][B][COLOR=navy][U]الشبهة الأولى ‏‎[/U][/COLOR]:‎‏ إستدلالهم بأثر ابن عباس في تفسير آية: ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ﴾ [القلم: 42]، ‏بشدَّة الهول والأمر.‏[/B][/SIZE][/FONT][/RIGHT]

[RIGHT][FONT=simplified arabic][SIZE=4][B][COLOR=darkgreen][U]والرد على هذه الشبهة من عدة أوجه ‏‎:‎[/U][/COLOR][/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=simplified arabic][SIZE=4][B][COLOR=indigo][U]الوجه الأول[/U][/COLOR] ‏‎:‎أن رواية ابن عباس قد جاءت ممن طرق كلها ضعيفة وقد تابعها واحدة ‏بواحدة فضيلة الشيخ سليم الهلالي في كتابه العظيم (المنهل الرقراق في تخريج ما روي ‏عن ‏الصحابة والتابعين في تفسير { يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ } وهاك خلاصة ما انتهى إليه بعد ‏تفنيد ‏الروايات المسندة إلى ابن عباس على كثرتها :‏[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=simplified arabic][SIZE=4][B]ا- أن بعضها ضعيف ضعفاً شديداً لا ينجبر مثل طريق أسامة بن زيد عن عكرمة عنه ، ‏وطريق ‏العوفيين ومسائل نافع بن الأزرق .‏[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=simplified arabic][SIZE=4][B]‏2- أن بعضها ذات علة واحدة وهي الانقطاع وإذا كانت كذلك فإنها لا تشهد لبعضها ، ‏ولا ‏يقوى أمرها ، وهي طريق علي بن أبي طلحة عنه ، وطريق إبراهيم النخعي عنه ، وطريق ‏الضحاك ‏عنه ، ونقل قول السيوطي في الإتقان "وهذه التفاسير الطوال التي أسندوها إلى ابن ‏عباس غير ‏مرضية ورواتها مجاهيل " .‏[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=simplified arabic][SIZE=4][B]‏3- أن بعضها لا يشهد لبعض لأنها ذات معان مختلفة : ففي بعضها أنه قال " كرب وشدة ‏‏" ‏وفي آخر أنه قال " يكشف الأمر وتبدو الأعمال " وفي ثالث أنه قال " عن أمر عظيم " ‏وفي آخر أنه قال ‏‏" يقوم القيامة والساعة لشدتها " . وتعقب الروايات المروية عن غير ‏ابن عباس كمجاهد وقتادة ‏وغيرهما .‏[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=simplified arabic][SIZE=4][B]ثم انتهى إلى الجزم بعدم ثبوت الأثر عن ابن عباس ، وتعقب الحافظ ابن حجر رحمه الله في ‏‏تحسين بعض الروايات بالرغم من اضطرابها فمنها ما يفسر الساق بالكرب والشدة وفيها ‏أسامة بن ‏زيد وهو ضعيف جداً ، ومنها ما يفسرها بيوم القيامة . وفي أخرى أنه من يكشف ‏عن نور عظيم . ‏وفيها روح بن جناح وقد ضعفه البيهقي.‏[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=simplified arabic][SIZE=4][B][COLOR=indigo][U]الوجه الثاني ‏‎:[/U][/COLOR]‎‏ أنه على فرض صحة ثبوت الأثر عن ابن عباس رضي الله عنه فإن هذا منه لا ‏يعد تأويلا لأن لفظ الساق في الآية لم يضف لله تبارك وتعالى فكان تفسيره للساق بالشدة ‏والكرب له وجه في اللغة العربية فلا شك أن العرب كانت تستعمل هذه الكلمة في التعبير ‏عن شدة الأمر ، فيقولون كشفت‎ ‎الحرب عن ساقها، ويقصدون بها كشفت عن شدة ‏وهول، كما جاء [COLOR=indigo]عن سعد بن مالك جد طرفة بن‎ ‎العبد من قوله‎ [/COLOR][/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=simplified arabic][SIZE=4][B][COLOR=indigo]كشفت لهم عن ساقها*** وبدا من الشر البراح‎[/COLOR] [/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=simplified arabic][SIZE=4][B]‎( ‎ديوان الحماسة‎ 1/198) ‎، والخصائص (3/252) والمحتسب(2/326) من ‏حاشية معاني القرآن للفراء (3/177‏‎)‎[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=simplified arabic][SIZE=4][B]فإذا فسرنا الآية بمعنى يوم يكشف القيامة عن ساقها التي هي بمعنى الشدة ، فالمعنى‎ ‎مناسب ‏جدا ، ويدل عليه سياق الآيات ، فمن شدة ذلك اليوم أنهم يدعون فيه إلى السجود‎ ‎فلا ‏يستطيون : ([COLOR=indigo]خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة[/COLOR]) ، فكل هذا من شدة ذلك اليوم وهوله، والله‎ ‎المستعان‎. [/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=simplified arabic][SIZE=4][B]ولكن هذا لاينافي أن يكون من تفسير الآية أن يكشف ربنا سبحانه وتعالى‎ ‎عن ساقه التي ‏جاءت في الروايات ، فالآية تحتمل كل هذه المعاني وهذا ليس فيه اختلاف‎ ‎تضاد ، وإنما هو ‏اختلاف تنوع، فكون ابن عباس رضي الله عنه وغيره يفسرون الاية بمعنى‎ ‎الهول والشدة ، ‏لايمنع من تفسيرها بالساق لله سبحانه وتعالى ، فيكون كل واحد من‎ ‎المفسرين ذكرا جزءا ‏من المعنى ، ويكون تفسير الآية مجموع هذه الأقوال.‏[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=simplified arabic][SIZE=4][B]لهذا أشار أبو يعلى في كتابه ـ إبطال التأويلات لأخبار الصفات ـ فقال : [COLOR=blue]و الذي روي ‏عن‎ ‎ابن عباس ـ رضي الله عنهماـ و الحسن فيحتمل أن يكون هذا التفسير منهما على ‏مقتضى‎ ‎اللغة و هو أن الساق في اللغة هو الشدة ، و لم يقصد بذلك تفسيره في صفات الله ‏تعالى‎ ‎في موجب الشرع[/COLOR])).‏[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=simplified arabic][SIZE=4][B]فابن عباس رضي الله عنه لم يجعلها من الصفات أصلا في تفسيره للآية لأنها لم تضف لله ‏تبارك تعالى ,ونزاع الصحابة لم يكن في الصفة ألبتة إنما كان في تفسير الآية هل هي من ‏الصفات التي تجرى على ظاهرها أم أنها ليست من الصفات فتجرى كذلك على ظاهرها إذ ‏لا يعرف عن الصحابة تأويل شيء من نصوص الصفات، قال شيخ الإسلام ابن‎ ‎تيمية: ([COLOR=blue]إن جميع ما ‏في القرآن من آيات الصفات فليس عن الصحابة اختلاف في تأويلها،‎ ‎وقد طالعت التفاسير المنقولة ‏عن الصحابة وما رووه من الحديث ووقفت من ذلك على ما‎ ‎شاء الله تعالى من الكتب الكبار ‏والصغار أكثر من مائة تفسير فلم أجد إلى ساعتي هذه‎ ‎عن أحد من الصحابة أنه تأول شيئا من آيات ‏الصفات أو أحاديث الصفات بخلاف مقتضاها‎ ‎المفهوم المعروف …. وتمام هذا أنى لم أجدهم ‏تنازعوا إلا في مثل قوله تعالى: يوم‎ ‎يكشف عن ساق فروى عن ابن عباس-رضي الله عنهما- ‏وطائفة أن المراد به الشدة أن الله‎ ‎يكشف عن الشدة في الآخرة، وعن أبى سعيد وطائفة أنهم عدوها ‏في الصفات للحديث الذي‎ ‎رواه أبو سعيد في الصحيحين، ولا ريب أن ظاهر القرآن لا يدل على أن ‏هذه من الصفات‎ ‎فإنه قال: يوم يكشف عن ساق نكرة في الإثبات لم يضفها إلى الله ولم يقل عن ساقه، ‏فمع‎ ‎عدم التعريف بالإضافة لا يظهر أنه من الصفات إلا بدليل آخر ، ومثل هذا ليس بتأويل ،‎ ‎إنما ‏التأويل صرف الآية عن مدلولها ومفهومها ومعناها المعروف[/COLOR]) [ ينظر: مجموع‎ ‎الفتاوى ( 6/394‏‎ ) ‎‎]‎[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=simplified arabic][SIZE=4][B]وقال ابن القيم‎ : (([COLOR=blue]والصحابة متنازعون في تفسير الآية هل المراد الكشف عن‎ ‎الشدة أو المراد بها أن الرب ‏تعال يكشف عن ساقه‎ ولا يحفظ عن الصحابة‎ ‎والتابعين نزاع فيما يذكر أنه من الصفات أم لا في غير هذا الموضع‎ [/COLOR][/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=simplified arabic][SIZE=4][B][COLOR=blue]‎وليس في‎ ‎ظاهر القرآن ما يدل على أن ذلك صفة لله لأنه سبحانه لم يضف الساق إليه‎ وإنما ذكره مجردا عن الإضافة منكرا والذين أثبتوا ذلك صفة كاليدين والإصبع‎ ‎لم يأخذوا ‏ذلك من ظاهر القرآن‎ وإنما أثبتوه بحديث أبي سعيد الخدري المتفق‎ ‎على صحته وهو حديث الشفاعة الطويل وفيه‎ ‎( ‎فيكشف الرب عن ساقه فيخرون له‎ ‎سجدا ) ومن حمل الآية على ذلك قال قوله تعالى‎ ‎{‎يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى‎ ‎السجود } " القلم42 " مطابق لقوله‎ ‎(‎فيكشف عن ساقه فيخرون له سجدا) وتنكيره‎ ‎للتعظيم والتفخيم كأنه قال يكشف عن ‏ساق عظيمة‎ جلت عظمتها وتعالى شأنها أن‎ ‎يكون لها نظير أو مثيل أو شبيه قالوا‎ وحمل الآية على الشدة لا يصح بوجه فإن‎ ‎لغة القوم في مثل ذلك أن يقال كشفت الشدة ‏عن القوم‎لا كشف عنها كما قال‎ ‎الله تعالى‎(‎فلما كشفنا عنهم العذاب إذا هم ينكثون} " الزخرف50 " وقال ولو‎ ‎رحمناهم ‏وكشفنا ما بهم من ضر المؤمنون75‏‎ [/COLOR][/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=simplified arabic][SIZE=4][B][COLOR=blue]‎ فالعذاب والشدة هو المكشوف لا‎ ‎المكشوف عنه وأيضا فهناك تحدث الشدة وتشتد ولا ‏تزال إلا بدخول الجنة‎ وهناك‎ ‎لا يدعون إلى السجود وإنما يدعون إليه أشد ما كانت الشدة [ الصواعق المرسلة ج: ‏‏1 ص‏‎: 252 ][/COLOR][/B][/SIZE][/FONT][/RIGHT]

[RIGHT][FONT=simplified arabic][SIZE=4][B][COLOR=indigo][U]الوجه الثالث ‏‎[/U][/COLOR]:‎أن الصحابي الجليل ابن مسعود قد خالفه في ذلك وأثبت لله الساق كما تقدم ومتى ‏اختلف الصحابة فوجب الرجوع إلى الدليل ويكفينا الحديث الذي جاء فيه ذكر الساق مضافا إلى الله ‏تعالى كدليل لحسم الخلاف[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=simplified arabic][SIZE=4][B]قال الإمام الشوكاني رحمه الله في تفسير الآية : [COLOR=indigo]([COLOR=blue]و قيل أي يوم يكشف عن ساق الأمر‏‎ ‎فتظهر حقائقه ، و قيل يكشف عن ساق جهنم ، و قيل ساق العرش وقيل أنه عبارة عن ‏القرب‎ .. ‎و سيأتي في أخر البحث ما هو الحق و إذا جاء نهر الله بطل نهر معقل ..ـ ثم قال‎ ‎بعد ذكر حديث أبي سعيد و قول ابن عباس رضي الله عنهم ـ و قد أغننا الله سبحانه في‎ ‎تفسير الآية بما صح عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم كما عرفت و ذلك لا يستلزم‎ ‎تجسيماً و لا تشبيهاً فليس كمثله شيء‎ [/COLOR][/COLOR][/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=simplified arabic][SIZE=4][B][COLOR=indigo][COLOR=blue]د عوا كل قول عند قول محمدٍ فما آمن [/COLOR][/COLOR][COLOR=blue]في‎ ‎دينه كمخاطر)).‏[/COLOR][/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=simplified arabic][SIZE=4][B]قال شيخنا الدكتور عبد الله الغنيمان (([COLOR=blue]معلوم أن قوله تعالى "يوم يكشف عن ساق " ليس ‏نصاً في أن الساق صفة لله تعالى ؛‎ ‎لأنه جاء منكرا غير معرّف فيكون قابلاً كونه صفة و ‏كونه غير صفة و تعيينه لواحد من‎ ‎ذلك يتوقف على الدليل و قد دل الدليل الصحيح على ‏ذلك فلا يجوز تأوله بعد ذلك ، أما‎ ‎ما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما و غيره أن ذلك ‏الشدة و الكرب يوم القيامة فهذا‎ ‎بالنظر إلى لفظ الآية لأنها كما قلنا لم تدل على الصفة ‏بلفظها و إنما الدليل هو‎ ‎الحديث المذكور‎[/COLOR]))‎‏4)‏.[/B][/SIZE][/FONT][/RIGHT]

[RIGHT][FONT=simplified arabic][SIZE=4][B][COLOR=indigo][U]الوجه الرابع ‏‎[/U][/COLOR]:‎‏ روى الفراء في معاني القرآن (3/177) قال حدثني سفيان عن ‏عمرو بن دينار عن ابن عباس‎ ‎رضي الله عنه ، أنه قرا ([COLOR=indigo]يو م تكشف عن ساق[/COLOR]) يريد : ‏القيامة والساعة لشدتها‎) ‎انتهى‎ [/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=simplified arabic][SIZE=4][B]قال شعيب الأنؤوط ( قلت : وهذا سند صحيح) كما في حاشية العواصم والقواصم‎ ‎لابن ‏الوزير (8/341‏‎) . [/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=simplified arabic][SIZE=4][B]فعلى ما ورد في كتاب الفراء من قراءة ابن عباس الآية‎ ‎بالتاء( يوم [COLOR=indigo]تكشف[/COLOR]) ، فيكون ‏تفسيره لها بقوله ([COLOR=indigo]يوم هول وشدة‎[/COLOR]) ‎واضح جدا وليس فيه‎ ‎تأويل كما يقولون، وعلى هذا ‏لايستطيع أهل البدع الاستدلال بقول ابن عباس في التاويل‎ ‎فقد فسر الاية على حسب ‏قراءته بالتاء[COLOR=indigo](تكشف[/COLOR]) ، وعلى القراءة بالتاء لاتكون كذلك من‎ ‎آيات الصفات‎.‎[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=simplified arabic][SIZE=4][B][COLOR=red][U]‏وفي ختام الرد على هذه الشبهة نسأل هؤلاء :[/U][/COLOR] هل احتجاجكم بقول ابن عباس يعني أنكم ‏تقيدون أنفسكم بالمأثور عن السلف ؟ لقد فسرتم الاستواء بالاستيلاء مع أن الثابت عن السلف خلاف هذا التأويل ‏تماماً . ما ضربوه لك إلا جدلا ؟! وإلا : فإن الذي فسر كشف الساق بكشف الكربة لم يفسر الاستواء بالاستيلاء.‏[/B][/SIZE][/FONT][/RIGHT]


[RIGHT][FONT=simplified arabic][SIZE=4][COLOR=red][B][U]الشبهة الثانية ‏‎:‎‏ تأويلهم الصفة الواردة في الحديث بشدة الأمر ‏[/U][/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/RIGHT]

[RIGHT][FONT=simplified arabic][SIZE=4][B]فالجواب من وجهين‎: [/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=simplified arabic][SIZE=4][B]‎ [/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=simplified arabic][SIZE=4][B][COLOR=navy]‎- [/COLOR][COLOR=red]‎الأوَّل‎:[/COLOR] ‎أنَّ سياق الحديث‎ ‎دالٌّ على أنَّ المقصود ساق الله تعالى‎. [/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=simplified arabic][SIZE=4][B]‎ [/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=simplified arabic][SIZE=4][B]قال القاضي أبو يعلى عن تفسير الساق‎ ‎في الحديث بشدَّة الأمر‎: [/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=simplified arabic][SIZE=4][B]‎ [/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=simplified arabic][SIZE=4][B]‎«[COLOR=navy]‎هذا غلط لوجوه‎: [/COLOR][/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=simplified arabic][SIZE=4][B][COLOR=navy]‎ [/COLOR][/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=simplified arabic][SIZE=4][B][COLOR=navy]أحدها: أنَّه قال‎: «‎فيتمثَّل لهم الرَّب وقد كشف عن ساقه»، والشدائد لا تسمَّى ربًّا‎. [/COLOR][/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=simplified arabic][SIZE=4][B][COLOR=navy]‎ [/COLOR][/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=simplified arabic][SIZE=4][B][COLOR=navy]والثاني‎: ‎أنَّهم التمسوه ليتَّبعوه فينجوا من الأهوال والشدائد التي‎ ‎وقع فيها من كان يعبد‎ ‎غيره، وإذا كان كذلك لم يجز أن يلتمسوه على صفة تلحقهم فيها الشدَّة‎ ‎والأهوال‎. [/COLOR][/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=simplified arabic][SIZE=4][B][COLOR=navy]الثالث: أنَّه قال: «فيخرون سُجَّدًا»، والسجود لا يكون للشدائد، وهذا‎ ‎جواب أبي بكر ‏رأيته في تعاليق أبي إسحاق عنه‎. [/COLOR][/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=simplified arabic][SIZE=4][B][COLOR=navy]‎ [/COLOR][/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=simplified arabic][SIZE=4][B][COLOR=navy]الرابع: إن جاز تأويل هذا على‎ ‎الشدَّة جاز تأويل قوله: «ترون ربَّكم» على رؤية أفعاله ‏وكراماته، وقد امتنع مثبتوا‎ ‎الصفات من ذلك[/COLOR]». ‏‎ [/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=simplified arabic][SIZE=4][B]وقال الشيخ‎ ‎الألباني رحمه الله تعالى: «[COLOR=navy]وأنا وإن كنت أرى من حيث الرواية أنَّ لفظ: ‏‏«ساق» أصحُّ‎ ‎من لفظ «ساقه» فإنَّه لا فرق بينهما عندي من حيث الدِّراية؛ لأنَّ سياق ‏الحديث‎ ‎يدلُّ على أنَّ المعنى هو ساق الله تبارك وتعالى، وأصرح الروايات في ذلك رواية ‏هشام‎ ‎عند الحاكم بلفظ: «هَل بينكم وبين الله من آية تعرفونها؟ فيقولون: نعم الساق، ‏فيكشف‎ ‎عن ساق...»، قلت: فهذا صريح أو كالصريح بأنَّ المعنى إنَّما هو ساق ذي ‏الجلالة‎ ‎تبارك وتعالى، فالظاهر أنَّ سعيد بن أبي هلال كان يرويه تارة بالمعنى حيث كان ‏يقول‎: «‎عن ساقه[/COLOR]»، ولا بأس عليه من ذلك ما دام أنَّه أصاب الحقَّ». [«السلسلة ‏الصحيحة‎» ‎للألباني: (2/128‏‎)].‎‏5)‏‎ [/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=simplified arabic][SIZE=4][B]‎ [/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=simplified arabic][SIZE=4][B][COLOR=red][U]‎- ‎الوجه الثاني‎:[/U][/COLOR] [/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=simplified arabic][SIZE=4][B]‎ [/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=simplified arabic][SIZE=4][B]أنَّ‎ ‎لحديث أبي سعيد الخدري بلفظ «ساقه» شاهدًا من حديث أبي هريرة رضي الله عنه بلفظ‎ ‎‎«‎فيكشف لهم عن ساقه فيقعون سجودًا، وذلك قول الله تعالى: ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَن‏‎ ‎سَاقٍ ‏وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ﴾ [القلم: 42]. (6)‏[/B][/SIZE][/FONT][/RIGHT]


[RIGHT][FONT=simplified arabic][SIZE=4][COLOR=red][B][U]الشبهة الثالثة ‏‎:‎‏ التشبيه ‏[/U][/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/RIGHT]

[RIGHT][FONT=simplified arabic][SIZE=4][B]والجواب ‏‎:‎أن يقال ‏‎:‎[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=simplified arabic][SIZE=4][B]إطلاق لفظ التشبيه إطلاقاً مجملاً، قد يراد به معنى باطل أو حق، فبإطلاقه يراد به‎ ‎أحد المعنيين‎: [/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=simplified arabic][SIZE=4][B]‎ [/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=simplified arabic][SIZE=4][B][COLOR=red]المعنى الأول[/COLOR]: تشبيه الخالق بالمخلوق؛ أي ما يجب ويمتنع ويجوز‎ ‎للمخلوق، يوجب ويمتنع ويجوز ‏للخالق، وهذا التشبيه المذموم الذي يكفر به قائله، وهذا‎ ‎هو المعنى الحق في نفي التشبيه‎. [/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=simplified arabic][SIZE=4][B]‎ [/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=simplified arabic][SIZE=4][B][COLOR=red]المعنى الثاني:[/COLOR] المشابهة في اللفظ والمعنى‎ ‎العام الكلي؛ أي إن حقيقة معنى أسماء الله وصفاته غير ‏حقيقة أسماء وصفات المخلوقين،‎ ‎وإن اشتركت في اللفظ والمعنى العام الكلي، وهذا هو المعنى ‏الباطل في نفي التشبيه‎. [/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=simplified arabic][SIZE=4][B]‎ [/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=simplified arabic][SIZE=4][B]مثال ذلك: إن الله سمى نفسه بأسماء، وسمى بعض عياده بها. وكذلك سمى صفاته‎ ‎بأسماء، وسمى ‏ببعضها صفات خلقه، وليس المسمى كالمسمى؛ وبيانه: سمى الله نفسه‎ ‎بالسميع البصير، وأثبت بذلك ‏صفة السمع والبصر قال تعالى: {إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ‎ ‎البَصِيرُ}، وقد أثبت الله للإنسان صفة السمع ‏والبصر قال تعالى: {إِنَّا خَلَقْنَا‎ ‎الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا‎ ‎بَصِيرًا}. والمشابهة هنا ‏وقعت في الاسم والمعنى العام الكلي، والانتفاء واقع في‎ ‎التماثل فإن سمع وبصره الله ليس كسمع ‏وبصر الإنسان، قال تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ‎ ‎شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} أي: إن الله يسمع لا كسمع ‏الإنسان، ويبصر لا‎ ‎كما يبصر الإنسان؛ ونظائر هذا كثيرة‎. [/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=simplified arabic][SIZE=4][B]‎ [/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=simplified arabic][SIZE=4][B]وعليه فإن القول في الصفات جميعها من‎ ‎باب واحد، فإنا نثبت لله صفة الساق لا كساق المخلوقات، ‏كما أثبتنا لله سمعاً لا‎ ‎كسمع المخلوقات‎. [/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=simplified arabic][SIZE=4][B]‎ [/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=simplified arabic][SIZE=4][B]وقد زلت المبتدعة في ضابط نفي التشبيه، وزاغت عن الحق، فنفت‎ ‎التشبيه في الاسم والمعنى العام ‏الكلي، حتى صارت المبتدعة ترمي بعضها البعض‎ ‎بالتشبيه، فكل من نفى شيئاً سمى من أثبته مشبهاً‎. [/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=simplified arabic][SIZE=4][B]‎ [/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=simplified arabic][SIZE=4][B]أما نفي التشبيه عند أهل‎ ‎السنة والجماعة، إنما يقصد به المعنى الأول. قال الإمام أبو حنيفة النعمان‎ ‎فيما نسب إليه: "[COLOR=indigo]يعلم لا كعلمنا، ويقدر لا كقدرتنا، ويرى لا كرؤيتنا"[/COLOR] (7) وهذا معنى‏‎ ‎قوله تعالى: ‏‏{[COLOR=indigo]لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ[/COLOR]} فنفي المثل‎ ‎وأثبت الصفة (8‏‎).‎[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=simplified arabic][SIZE=4][B]وهو المنهج الوسط الذي سار عليه الأئمة، وإليك أخي القارئ ‏نصوصهم حول هذا‎ ‎‏‎:‎ [/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=simplified arabic][SIZE=4][B]‏ 1- [/B][B][COLOR=indigo]قال نعيم بن حماد الحافظ‏‎: ‎من شبه الله بخلقه, فقد‎ ‎كفر, ‏ومن أنكر ‏ما وصف به نفسه فقد كفر, وليس ما وصف به ‏نفسه, ولا رسوله‎ ‎‏تشبيها.‏‎ [/COLOR][/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=simplified arabic][SIZE=4][B]‏2- ‏يقول الإمام إسحاق بن راهويه‎[COLOR=indigo] :" ‎إنما‎ ‎يكون التشبيه إذا ‏قال: يد مثل يدي، أو سمع كسمعي، فهذا تشبيه، وأما إذا قال ‏كما‎ ‎‏قال الله: يد وسمع وبصر، فلا يقول: كيف ولا يقول: مثل، ‏فهذا لا يكون تشبيهاً، قال‎ ‎تعالى:{ ليس كمثله شيء وهو ‏السميع ‏البصير‎ }"[/COLOR] ‎ذكره الترمذي في جامعه.[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=simplified arabic][SIZE=4][B]ولو كان إثبات الساق لله تعالى معناه التشبيه, لكان كل من أثبت ‏‏الصفات الأخرى‎ ‎لله تعالى ككونه حيا قديرا سميعا بصيرا مشبها ‏أيضا, ‏وهذا ما لا يقول به مسلم ممن‎ ‎ينتسبون اليوم إلى أهل ‏السنة والجماعة ‏خلافا لنفات الصفات والمعتزلة وغيرهم .‏[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=simplified arabic][SIZE=4][B]قال‎ ‎شيخ الإسلام في "منهاج ‏السنة" "2/ 75":‏‎ [/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=simplified arabic][SIZE=4][B]‏"[COLOR=indigo]فالمعتزلة والجهمية ونحوهم من نفات‎ ‎الصفات يجعلون كل من ‏أثبتها ‏مجسما مشبها, ومن هؤلاء من يعد من المجسمة والمشبهة‎ ‎الأئمة ‏المشهورين كمالك والشافعي وأحمد وأصحابهم, كما ذكر ‏ذلك أبو حاتم ‏صاحب كتاب‎ "‎الزينة[/COLOR]" وغيره.‏‎ [/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=simplified arabic][SIZE=4][B]وشبهة هؤلاء أن الأئمة المشهورين كلهم يثبتون الصفات لله تعالى‎ ‎‏ويقولون: إن القرآن كلام الله ليس بمخلوق, ويقولون: إن الله ‏يرى في ‏الآخرة". هذا‎ ‎مذهب الصحابة والتابعين لهم بإحسان من ‏أهل البيت ‏وغيرهم.‏‎ [/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=simplified arabic][SIZE=4][B]‏‎[/B][B]ثم قال ص80:‏[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=simplified arabic][SIZE=4][B]‏"[/B][B][COLOR=blue]والمقصود هنا أن أهل السنة متفقون على أن الله ليس كمثله شيء, لا ‏في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله, ولكن لفظ التشبيه في كلام الناس ‏لفظ مجمل, فإن أراد بنفي التشبيه ما نفاه القرآن, ودل عليه العقل فهذا ‏حق, فإن خصائص الرب تعالى لا يماثله شيء من المخلوقات في شيء ‏من[/COLOR][/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=simplified arabic][SIZE=4][B][COLOR=blue]صفاته.., وإن أراد بالتشبيه أنه لا يثبت لله شيء من الصفات, فلا يقال ‏له علم, ولا قدرة ولا حياة, لأن العبد موضوف بهذه الصفات فيلزم أن ‏لا يقال له: حي, عليم, قدير لأن العبد يسمى بهذه الأسماء, وكذلك في ‏كلامه وسمعه وبصره ورؤيته وغير ذلك, وهم يوافقون أهل السنة على ‏أن الله موجود حي عليم قادر, والمخلوق يقال له: موجود حي عليم ‏قادر, ولا يقال: هذا تشبيه يجب نفيه".[/COLOR]))(1)‏[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=simplified arabic][SIZE=4][B]وقد إعترف كبار الأشاعرة بهذا فقال الرازي في رده على المعتزلة‎(([COLOR=blue]‎إن كنتم بالمشبهة من يقول ‏بكون الله مشابها لخلقه من بعض الوجوه فهذا لا‎ ‎يقتضي الكفر لأن المسلمين اتفقوا على أن ‏الله موجود‎[/COLOR]...)).‎‏.‏[/B][/SIZE][/FONT][/RIGHT]


[RIGHT][FONT=simplified arabic][SIZE=4][B]وجمعه أخوكم جمال البليدي ستر الله عيوبه.[/B][/SIZE][/FONT][/RIGHT]

مسلم مهاجر 2011-11-08 04:16 PM

رد: بشرى المشتاق في إثبات صفة الساق
 
[CENTER][SIZE=5][COLOR=DarkRed][B]جزاك الله خير أخي الحبيب

موضوع قيـم

بارك الله فيك[/B][/COLOR][/SIZE]
[/CENTER]

عارف الشمري 2011-11-08 05:44 PM

رد: بشرى المشتاق في إثبات صفة الساق
 
جزاك الله خيرا

وبارك الله فيك

الطواف 2011-11-08 05:55 PM

رد: بشرى المشتاق في إثبات صفة الساق
 
[CENTER][SIZE=6][FONT=Arial][COLOR=green][B]بارك الله فيك اخي الاسيف فعلا موضوع قيم[/B][/COLOR][/FONT][/SIZE]


[/CENTER]

[SIZE=7][SIZE=6][B][FONT=Arial][COLOR=blue]والحمد لله رب العالمين ان جعلنا من اهل السنة والجماعة نؤمن بكل صفات ربنا عز وجل من غير تعطيل ولاتشبيه ولاتكييف [/COLOR][/FONT][FONT=Arial][COLOR=blue]كما أتت عن الله تعالى في محكم اياته و عن رسوله محمد صلى الله عليه وسلم [/COLOR][/FONT][/B][/SIZE][/SIZE][SIZE=7][SIZE=6][FONT=Arial][COLOR=blue][B]في سنته المطهرة[/B][/COLOR][/FONT][/SIZE][/SIZE][CENTER][SIZE=7][B][SIZE=6][FONT=Arial][COLOR=red]ولعل هذا الموضوع ينفع به الله تعالى أحد الضالين فيكون في ميزان حسناتك يوم القيامة[/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][/SIZE][/CENTER]

أبو جهاد الأنصاري 2011-11-08 10:10 PM

رد: بشرى المشتاق في إثبات صفة الساق
 
[SIZE=5]بحث نفيس :جز: الحمد لله عقيدة أهل السنة تتوافق شرعاً وعقلاً.[/SIZE]
[SIZE=5]أعجبنى جداً تعليق الشيخ الهلالى على الأحاديث المنسوبة لسيدنا ابن عباس فى تفسير الساق. :جز:[/SIZE]

الاسيف 2011-11-09 03:37 PM

رد: بشرى المشتاق في إثبات صفة الساق
 
[CENTER][B]شاكر مروركم الطيب اخوتي[/B]

[B]ارى أنه يستحق التتبيث[/B][/CENTER]

الاسيف 2011-11-17 08:03 PM

رد: بشرى المشتاق في إثبات صفة الساق
 
[CENTER][FONT=Arial][SIZE=3][COLOR=navy][B]ممكن تتبيث[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

hamdochi 2011-11-18 08:48 PM

رد: بشرى المشتاق في إثبات صفة الساق
 
:جز:
[SIZE="6"]:تخ:[/SIZE]
[SIZE="6"]بارك الله فيك ونفعنا بعلمك .وفيت وكفيت[/SIZE]


الساعة الآن »11:57 PM.

Powered by vBulletin Copyright ©2000 - 2024 Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة - فقط - لأهل السنة والجماعة