......حكم الاباضي الذي يتولى إبليس.......
 

[SIZE=4]بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد :[/SIZE]

[SIZE=4]فهذا نموذج من ضلالات عقيدة الولاء والبراء عند الإباضية ، وما أكثرها ! [/SIZE]

[SIZE=4]فهم يتولون الإباضي الذي يتولي إبليس لعنه الله وإن لم يعلموا حجته في ذلك ، [/SIZE]
[SIZE=4]ما دام أنه قد ظهرت له حجة على تولي إبليس دون بقية الخليقة .[/SIZE]




[SIZE=4]وقد ورد ذلك في كتاب " لباب الآثار ، الواردة على الأولين والمتأخرين الأخيار "[/SIZE]

[SIZE=4]من مطبوعات وزارة التراث القومي والثقافة بسلطنة عمان 1401هـ - 1981 م[/SIZE]

[SIZE=4]تحقيق عبد الحفيظ شلبي [/SIZE]

[SIZE=4]جاء فيه كما في" لباب الآثار "(1/ 258 – 260 ) [/SIZE]
[SIZE=4]عن إمام المذهب أبي سعيد الكدمي ما يلي : [/SIZE]

[SIZE=4]" مسألة : [/SIZE]
[SIZE=4][COLOR=red]قيل لأبي سعيد رحمه الله : [/COLOR][/SIZE]

[SIZE=4][COLOR=red]ما تقول فيمن قال إنه يتولى إبليس ، وهو من أهل الولاية ؟ [/COLOR][/SIZE]

[SIZE=4][COLOR=red]ولم يعلم الذي عرف منه الولاية لإبليس بأي وجه تولاه عليه ؟[/COLOR][/SIZE]


[SIZE=4][COLOR=red]أهو على ولايته أم لا ؟ [/COLOR][/SIZE]



[SIZE=4]قال : [/SIZE]
[SIZE=4]كل من وجبت له الولاية بحكم الظاهر [/SIZE]

[SIZE=4]ثم تولى أحدا من الخليقة مع من وجبت ولايته عليه ،[/SIZE]

[SIZE=4]ولم يعلم أنه يتولاه بباطل ، ولم تقم عليه الحجة بما يبطل به ولايته ، [/SIZE]

[SIZE=4]فهو على ولايته .[/SIZE]

[SIZE=4]لأن الولاية من حكم الدعاوى ، وأهل الدعاوى على ولايتهم ، حتى يعلم أنهم مبطلون في دعاويهم . [/SIZE]


[SIZE=4]فإن قال قائل : من تولى إبليس وجبت البراءة منه ، عُلم أنه عالم بكفر إبليس أو لم يعلم.[/SIZE]


[SIZE=4]قلنا له : أما في الشريطة [/SIZE]

[SIZE=4]فإنه من تولى إبليس على كفره [/SIZE]

[SIZE=4][COLOR=red]بغير حجة[/COLOR][/SIZE]

[SIZE=4]تقوم له في الإسلام ، فإنه كافر وتجب البراءة منه . [/SIZE]


[SIZE=4]وأما في حكم الظاهر[/SIZE]

[SIZE=4]فإذا وجبت ولايته [/SIZE]

[SIZE=4][COLOR=red]ثم علم أنه يتولى إبليس ولا يعلم بأي وجه تولاه ، لم تزل ولايته ولم تجب براءته[/COLOR]، [/SIZE]

[SIZE=4]حتى يعلم أنه تولاه بغير حق ، أو تقوم عليه الحجة بما ينقطع به عذره في ولايته لإبليس ، [/SIZE]


[SIZE=4][COLOR=red]ولا نعلم في هذا الفصل اختلافا في أحكام الولاية .[/COLOR][/SIZE]


[SIZE=4]فإن قال : إنه لا يتسع الولاية لإبليس لأنه لم تكن له ولاية منذ خلق الله آدم – عليه السلام – ولم يصح اسمه إلا مع كفره .[/SIZE]


[SIZE=4]فإنا نقول : إن آدم – عليه السلام – وإبليس – لعنه الله – كلاهما في حكم الحق سواء . [/SIZE]

[SIZE=4][COLOR=red]ومن وجبت عليه ولاية إبليس – لعنه الله - لزمته ولايته[/COLOR][/SIZE]

[SIZE=4][COLOR=red]وحرمت عليه عداوته ،[/COLOR][/SIZE]


[SIZE=4]حتى تقوم عليه الحجة بما تزيل عنه ولايته ، ولا يوجب عليه عداوته ،[/SIZE]


[SIZE=4][COLOR=red]ولا يعارض في هذا إلا قليل المعرفة بأصول الولاية والبراءة ، [/COLOR][/SIZE]


[SIZE=4]وليس كل من زالت ولايته عن بعض العباد زالت عن كل العباد ،[/SIZE]

[SIZE=4]ولا من وجبت ولايته على بعض العباد وجبت على الكل ،[/SIZE]

[SIZE=4]ولا كل من وجبت ولا يته عند الله وجبت ولايته عند العباد ، [/SIZE]

[SIZE=4]ولا كل من وجبت ولايته عند الله حرمت عداوته عند العباد ، [/SIZE]

[SIZE=4]ولا يكلف العباد في جميع أحكام الولاية و البراءة في أحد من الناس بعينه حكما واحدا. [/SIZE]


[COLOR=red][SIZE=4]فإن قال : لم يتعبد الله أحدا من خلقه بولاية إبليس [/SIZE][SIZE=4][U]منذ خلق الله آدم – عليه السلام - . [/U][/SIZE][/COLOR]


[SIZE=4][COLOR=red]فهذا قائل بالزور ويتعاطى علم الغيب ،[/COLOR][/SIZE]

[SIZE=4][COLOR=red]ولسنا نتعاطى علم ما غاب عنا ،[/COLOR][/SIZE]

[SIZE=4][COLOR=red]ولكنا نقول من خصه حكم ولاية من وجبت عداوته في علم الله وفي علم عامة خلقه ، [/COLOR][/SIZE]

[SIZE=4][COLOR=red]كان هالكا بتضييع ما خصه الله به من ولاية عدوه ، [/COLOR][/SIZE]

[SIZE=4]هذا في حكم من تعبده بولايته ،[/SIZE]

[SIZE=4]وإبليس عندنا من خليقة الله ، وكل الخليقة في حكم دين الله بالسواء . [/SIZE]


[SIZE=4]ومن خصه حكم البراءة ممن وجبت ولايته في علم الله وفي علم عامة خلقه ،[/SIZE]

[SIZE=4]كان هالكا بتضييع ما أوجب الله عليه من البراءة من وليه ذلك[/SIZE]
[SIZE=4]في حكم ما أوجب الله عليه البراءة منه .[/SIZE]


[SIZE=4]و الولاية والبراءة لأحد بعينه ليسا من أحكام الدين ، وإنما هما من أحكام الدعاوى .[/SIZE]

[SIZE=4]ولو كانت من أحكام الدين لما أطاق ذلك أحد الخليقة وسط ذلك عن أحكام التكليف للعباد ،[/SIZE]

[SIZE=4]وهذا من دقائق أحكام الولاية والبراءة ،[/SIZE]

[SIZE=4]ولا يبصر ذلك إلا بصير بأحكام الولاية والبراءة .[/SIZE]

[SIZE=4][COLOR=red]ومن صحت عداوته بالحقيقة من كتاب الله أو على لسان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – [/COLOR][/SIZE]

[SIZE=4][COLOR=red]فلا تحرم ولايته بحكم الظاهر[/COLOR][/SIZE]

[SIZE=4]إذا قامت عليه الحجة بوجه من الوجوه .[/SIZE]

[SIZE=4]فليس كل من صحت عداوته بالحقيقة حرمت عداوته ولايته بحكم الظاهر ،[/SIZE]


[SIZE=4]ولا كل من وجبت ولايته بالحقيقة حرمت عداوته بحكم الظاهر ،[/SIZE]

[SIZE=4]ووجبت عليه ولاية العدو في الحقيقة في حكم الظاهر ،[/SIZE]

[SIZE=4]ووجبت عداوة الولي في الحقيقة في حكم براءة الظاهر ، [/SIZE]

[SIZE=4]وهذا فصل دقيق وبحر عميق . [/SIZE]

[SIZE=4]والله أعلم "[/SIZE]