أنصار السنة - التواتر في الاسلام

بسم الله الرحمن الرحيم

كل عصابة اتت او جماعة استولت على حكم او قومية ما او شعب ما يكون لهم قانون او نسميه العرف وهذا امر لم ينكره الله بل امر به وقوله : خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (199)

هذه الجماعات تنصب لها رئيس يكون شيخ او ملك او امير حسب النظام الذي تتبعه وهو يعين بعد هذا التنصيب نفسه قاضيا او يوكل هذا الامر لشخص اخر هذا القاضي وظيفته هي ان يقضي بين الناس

هذه الجماعات لن تكون بالطبع على درجة واحدة من الرقي بل ستكون لها درجات مختلفة وهذا الاختلاف يظهر في هذه الانظمة التي ستضعها هذه الجماعة او نسميها قوانين

هذه القوانين طبعا لن تكتب في يوم وليلة بل ستأخذ وقتا زمنيا و الغرض من هذه القوانين متعدد حسب احتياج هذه الجماعات لكن في مجتمعات معاصرة لن نسمي دولة بعينها او دستورا بعينه بل هو كلام عام

هذه الجماعة او الدولة افراد مجتمعها يختلفون منهم المزارع ومنهم التاجر هذا المزارع يزرع والتاجر يشتري منه ويبيعه في السوق طبعا بعض الزراعات لن تحتاج الى تاجر يكون وسيطا هنا لكون المزارع يأخذ انتاج مزرعته ويبيعه في السوق لكن نقول ان هذا المزارع يزرع قطنا فالقطن هنا لن يباع في سوق الخضار بل سيباع لتاجر

في كلا الحالتين اعلاه ان ذهب المزارع للسوق وباع بنفسه او باع للتاجر فهذه عملية بيع من ينظمها

طبعا تنظيم العملية هنا تكون بتحديد سعر للبضاعة واختيار عملة معينة للدولة او الجماعة بها تتعامل الغرض في الاخير هو ضمان حق المزارع ومن يتعامل معه

هذا المزارع باع واشترى في القطن ثم تزوج هنا الزواج هذا من يعطيه الشرعية كل الديانات تتطلب زوجا وزوجة وشخص يشهر هذا الزواج والاسلام يزيد عليها صحيح لكن في الاخير نجد زواج معترف به تم في الكنيسة تم في قصر الافراح هو حصل بصوره شرعية تتوافق مع نظام او قانون هذه الجماعة

نتج عن هذه الزيجة انجاب ابناء هؤلاء الابناء لابد وان يكون لهم نسب ثم بعد عمر مديد مات الاب وورث الابناء هذا الاب من ينظم عملية انتقال الميراث من الاب الى الورثة

في المزرعة جنب مزرعة هذا الرجل كان صاحبها سيء الخلق ضرب اجيرا عنده فقام الاجير بإطلاق الرصاص عليه او رماه بحجر المهم ان المالك مات فما هو حكم هذه الجماعة في هذا الاجير

في اثناء المحاكمة اتى اهل القاتل وقدموا رشوة للقاضي واكتشف اهل المقتول هذه الرشوة فماذا سيفعلون

لاحظ هنا هذه بعض الامور التي تفعلها الجماعات تصدر تشريعا وقوانين ربما تكون مقبولة وربما تكون غير مقبولة لكن هي في الاخير اجتهاد بشري يمكن ان يصيب او يخطئ لكن تصب في مصلحة الانسان لمعالجة قضاياه اليومية وحقوق الاخرين عليه او معالجة حق الفرد وحق المجتمع وهذا لا نقول اننا ندلل عليه بالمنطق او العقل بل الواقع المعاش يقول هذا انظر لدول كثيرة وجماعات قامت ووضعت قوانين ودساتير تعالج هذه القضايا والحقوق

القرآني هذا مغفل بل اكثر هو يرى بعين بصره هذه الجماعات والدول تفعل هذا وينكر ان الاسلام ان يكون له تشريعات تنظم امور اتباعه وانها ظهرت هكذا بدون سبب في جيل من الاجيال ومنه للأجيال التي بعده لكن متى وكيف لا يعرف انما الامر صدفة كصدفة دارون

القوانين الوضعية جعلت حدا للقتل والاسلام مثلها
القوانين الوضعية وضعت حدا للسرقة والاسلام مثلها
القوانين الوضعية وضعت حدا للرشوة والاسلام مثلها

وفي نفس الوقت هو حين ينكر هذا لا يعلل سبب وجود التواتر في هذه التشريعات في الاسلام
المقصد هنا انكر كما تريد لكن دلل
مثلا السرقة هنا الحد فيها القطع انت تريد ان تنكر هذا الحد فدلل على كيفيه وجوده في التشريع يعني لماذا الامة تقطع في السرقة

شرب الخمر ايضا انت تنكر ان له حدا والاسلام يحرمه ولكونك تنكر هذا دلل على كيفية دخول حد الخمر في التشريع الاسلامي
المقصد هنا هو ان المطلوب من هذا ان يعطينا سبب التواتر في تطبيق هذه الحدود
التواتر يعني النقل من جيل الى جيل

هذه التشريعات المسلم لا يقبل ان تنكرها الا بدليل ومن ادلة المسلم ان هذه التشريعات منقولة الينا من جيل سابق نقلها عن من قبله الى الرسول أي نقلها متواتر انت لكي تؤكد نفيك عليك ان تعلل سبب وجودها وكيف دخلت ومتى وفي أي عصر

كمثال للتدليل والتواتر لدينا الائمة اصحاب المذاهب الامام الشافعي كمثال ولد عام 150 ومات عام 204 هذا ثالث امام في عصره يعرف الشرع الاسلامي

استطيع ان اؤكد لك ان الشريعة نقلها لنا هذا الامام كما شاهدها بعينه وتلقاها عن من عاصرهم من علماء عصره وعامتهم بدون نقص لكونه كتب هذه التشريعات وله مذهب انت لا تستطيع ان تدلل بعد هذا الامام بشيء من النفي او الانكار لكونه ناقل وكونك تنكر فتاريخ هذا الامام لا يسمح ان تدعي ان هذه الحدود اتت بعده لكون مذهبه ايضا نقله جمهور عن جمهور واعيان عن اعيان
ستقول حسنا وقبله نقول لك ايضا لا يوجد بنفس السبب وهو نقل الامام الشافعي عن من عاصرهم وهم نقلوا عن سبقهم من التابعين والصحابة عن رسول الله

امام واحد يكفي فقط للتدليل على تواتر هذه التشريعات فما بالك بعدد من الائمة والعلماء والرواة الذين سبقوه او اتوا بعده مثل البخاري ومسلم واحمد بن حنبل وغيرهم الكثير

لدينا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث طبقات
طبقة الصحابة
طبقة التابعين نقلت عن الصحابة
طبقة اتباع التابعين نقلت عن التابعين

طبقة يمكن ان نضيفها هنا وهي طبقة اصحاب المذاهب وهم من عاصر اتباع التابعين او التابعين لكونها حررت هذا النقل في مذاهب محددة مثل ابو حنيفة ومالك والشافعي وابن حنبل والاوزاعي وغيرهم

فمتى دخلت هذه الامور التي تنكرها او بمعنى اخر اين تم الاختراق في هذه الطبقات التي تراها اعلاه

مع ملاحظة ان كل طبقة لها عمر محدد من الزمن لكن في مجموعها طبقة الصحابة او التابعين او اتباع التابعين نقول عمرها تقديرا بمتوسط عمر الانسان 63 سنة في ثلاث طبقات يعني 63*3 =189 ومع زمن الهجرة 10 سنوات يكون المجموع 199 سنة هو زمن مقارب لما حدده بعض العلماء ب 220 سنة