أنصار السنة

أنصار السنة (https://www.ansarsunna.com/vb/index.php)
-   المعتزلة | الأشعرية | الخوارج (https://www.ansarsunna.com/vb/forumdisplay.php?f=39)
-   -   أوجه الشبه بين مذهب الجهمية والمعتزلة ومذهب الأشاعرة والماتريدية (https://www.ansarsunna.com/vb/showthread.php?t=102025)

فلق الصبح 2019-01-13 06:53 PM

أوجه الشبه بين مذهب الجهمية والمعتزلة ومذهب الأشاعرة والماتريدية
 
بسم الله الرحمن الرحيم

قال الإمام الترمذي معلقاً على الحديث رقم 662 ما نصه: "هذا حديث حسن صحيح وقد روي عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو هذا وقد قال غير واحد من أهل العلم في هذا الحديث وما يشبه هذا من الروايات من الصفات ونزول الرب تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا قالوا قد تثبت الروايات في هذا ويؤمن بها ولا يتوهم ولا يقال كيف هكذا روي عن مالك وسفيان بن عيينة وعبد الله بن المبارك أنهم قالوا في هذه الأحاديث أمروها بلا كيف وهكذا قول أهل العلم من أهل السنة والجماعة وأما الجهمية فأنكرت هذه الروايات وقالوا هذا تشبيه وقد ذكر الله عز وجل في غير موضع من كتابه اليد والسمع والبصر فتأولت الجهمية هذه الآيات ففسروها على غير ما فسر أهل العلم وقالوا إن الله لم يخلق آدم بيده وقالوا إن معنى اليد هاهنا القوة وقال إسحق بن إبراهيم إنما يكون التشبيه إذا قال يد كيد أو مثل يد أو سمع كسمع أو مثل سمع فإذا قال سمع كسمع أو مثل سمع فهذا التشبيه وأما إذا قال كما قال الله تعالى يد وسمع وبصر ولا يقول كيف ولا يقول مثل سمع ولا كسمع فهذا لا يكون تشبيها وهو كما قال الله تعالى في كتابه: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)". اهـ

فهذا الخبر يفيد

1- أن التأويل سنة جهمية سار عليها الأشاعرة والماتريدية والمعتزلة بمعنى أن هذه الطوائف الثلاث جهمية عند التحقيق إذ لا فروق جوهرية تفرق بينها سوى أن الجهمية القدماء كانوا يتأولون اليد بالقوة بينما أفراخهم الأشاعرة والماتريدية يتأولونها بالنعمة أي أن تأويل صفة اليد متفق عليها ولكن تفسير معناها مسألة اجتهادية بينهم !!!

2- أنه لو كان التأويل حجة في نفي تكفير علماء الأشاعرة والماتريدية والمعتزلة لما كفر أئمة أهل السنة والجماعة المتقدمين علماء الجهمية والمعتزلة وأخرجوهم من الإسلام بأعيانهم وفي هذا رد على من جعل التأويل حجة في عدم تكفير الأشاعرة والماتريدية.

والأشاعرة يدركون بأنهم الجهمية ولذلك غضبوا من أبي الحجاج المزي لما قرأ فصل الرد على الجهمية من كتاب خلق أفعال العباد للإمام البخاري رضي الله عنه وقالوا ما المقصود إلا نحن وغضب لهم القاضي الشافعي - والأشاعرة عادة يتمسحون وينتسبون للشافعي تلبيساً على الناس وترويجاً لمذهبهم بانتسابهم إلى هذا الإمام الكبير - فأمر بسجنه

قال ابن حجر الأشعري في كتاب الدرر الكامنة في ترجمة أبي الحجاج المزي ما نصه: "وأوذي مرة في سنة ( 705 ) بسبب ابن تيمية لأنه لما وقعت المناظرة له مع الشافعية وبحث مع الصفي الهندي ثم ابن الزملكاني بالقصر الأبلق شرع المزي يقرأ كتاب خلق أفعال العباد للبخاري وفيه فصل في الرد على الجهمية فغضب بعض الفقهاء وقالوا نحن المقصودون بهذا فبلغ ذلك القاضي الشافعي يومئذ فأمر بسجنه فتوجه ابن تيمية وأخرجه من السجن فغضب النائب فأعيد ثم أفرج عنه وأمر النائب وهو الأفرم بأن ينادى بأن من يتكلم في العقائد يقتل" اهـ

ومن أوجه تشابه القوم:

تقديم العقل على النقل "وهي من أبشع ما أثر عنهم"
ولذلك لا تجد عند الأشاعرة منهج واضح في قبول الآثار فقبولها لا يعتمد عندهم على صحة السند أو صحة المتن بل يعتمد على موافقته للعقل وطبعا عندما يقولون "موافقته للعقل" فيعنون بذلك الأسس والقواعد التي أسس وقعد لها ملاحدة اليونان في الكتب التي تسمى بكتب المنطق أو الفلسفة !
فهؤلاء القوم سواء كانوا جهمية أو معتزلة أو اشعرية أو ماتريدية يستقون دينهم من كتب المنطق والفلسفة.

ولكن ومع هذا فالأشاعرة والماتريدية زائدون على الجهمية والمعتزلة بأمرين:

الأول: التستر والتقية ولذلك هم عندهم عقائد خبيثة ولكن لا يمكن أن يصرحوا بها للناس ولا تجد لها ذكرا في كتبهم إنما تظهر على فلتات ألسنتهم ومن نقول غيرهم عنهم مثل ما نقل ابن حزم عنهم في عقيدتهم في الرسول صلى الله عليه وسلم. ولذلك كان أئمة أهل السنة والجماعة المتقدمين يطلقون عليهم "إناث الجهمية" و "مخانيث المعتزلة" لا يعنون بذلك مدلولها الجنسي كما يفهم من ذلك الأغبياء وإنما يريدون بها معناها اللغوي فالجهمي والمعتزلي صريح في بيان عقيدته بخلاف الأشعري والماتريدي فهو لا يصرّح بها بل ربما أنكرها في الظاهر كي لا تصبح سبّة له ولدينه

الثاني: أن الأشاعرة زائدون على الجهمية والمعتزلة بإنكار توحيد الألوهية ومن لوازم قولهم أن اتخاذ الوسطاء والشفعاء جائز في دينهم ولذلك تجد أكثر الأشعرية يجيزون اتخاذ الوسطاء والشفعاء بل وتجد في أشعارهم وكتبهم العقائدية الدعوة إلى الشرك الأكبر والعياذ بالله تعالى زاعمين أن الشرك فقط في توحيد الربوبية وكأنهم لم يقرأوا القرآن ولم يقرأوا السنة ولكن كيف يؤمنون بما في القرآن والسنة وهم يرون أن الأخذ بهما يؤدي بهم إلى الكفر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم!


الساعة الآن »04:16 AM.

Powered by vBulletin Copyright ©2000 - 2024 Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة - فقط - لأهل السنة والجماعة