راي صحيح في العالم الازرق ( الفيسبوك )
 

[SIZE="5"]
" وأخيرا .. أود أن أخبرك أن هذا آخر يوم لي إن شاء الله في هذا العالم الأزرق البغيض .. شرفت جدا بالتعرف إليك، وأرجو من الله أن يزيدك حلما وعلما وتوفيقا وتسننا وأن يسمعني عنك يوما ما ينشرح له صدري وصدور أهل السنة جميعا .. آمين آمين آمين "
هذه كانت خاتمة رسالة طويلة من حبيب من مصر ، وصلتني قبل ايام ، فزادتني هما فوق هم ، و حزنا مع حزن ، و غربة في غربة .
و قد احببت ان اجعل ما ختم به رسالته مقدمة لمقالتي
كان لي راي قديم في هذا العالم الازرق البغيض ، في جملته انه لا يصلح لتثقيف الناس و لا تعليمهم و لا جدالهم ، و انه لا يصلح الا للهو و اللذات و الثرثرة و الكلام ، ثم اتى علي زمن قلت فيه لنفسي : لعلني اخطات النظر و التقدير ، و لعل هذا العالم الازرق يكون فيه خير كثير ، و لعل فيه الوسيلة و الطريق لبلوغ الغاية .
شحذت همتي و جمعت عقلي و دخلته دخول الفارس الى المعركة ، لا يعرف كيف سيخرج منها ، منتصرا مزهوا بانتصاره ام منهزما محمولا على نعشه ، لكنه يعلم علما يقينيا ، لا يخالطه شك و لا تدخله شبهة ، انه داخل ليقاتل لاجل امر يؤمن به او امر كتب عليه ان يقاتل لاجله ، فكتبت و نظرت ، و حاورت و جادلت ، و كشفت و فندت .
و على جميع الاحوال ، كنت اعرف لمن اكتب ، و لمن اوجه كلامي ، كنت اكتب لكل شخص في لائحة اصدقائي ، لاني كنت ارى في كل واحد منهم نسخة من امتنا ، يحس احساسها و ينطق بلسانها و يعبر عنها و عن همومها و افراحها .
ثم انطوت الايام و انقضت السنون ، و انا على هذه الحالة من هذه الرحلة الطويلة المضنية ، لا يصبرني عليها الا آمال اريد بلوغها و احلام ارغب في تحقيقها ، اكشف للناس ما اجده في خاطري و يخالج صدري و يضطرب في نفسي ، لعل في آخر هذه الامة نابتة تضيء للناس ما كان عليه سلفها .

ان النظام الكوني ، خلق على نمط واحد و شكل واحد و حركة واحدة ، فهو فلكي الشكل دائري الحركة ، لا يمكن ان تنطلق من نقطة و تجوب فيه في رحلة طويلة مضنية متعبة الا لتصل الى نفس النقطة التي انطلقت منها ، و هذا النظام لم يتفلت منه حتى الراي ، و خاصة اذا كان الراي صحيحا ، و قد طفت في عوالم الراي لاجد نفسي ارجع للراي الاول في هذا العالم الازرق .

ان ثمار قرائح الرجال و ما تنتجه عقولهم من افكار و ما توحيه اقلامهم من الهام و ما ينفث على السنتهم من اقوال ، لا قيمة له في هذا العالم الازرق البغيض ، و انما هو التطبيل لكل معربد مكثر من الضجيج ، و التصفيق لكل تافه متقيئ ، و اتباع لكل اعمى لا يمشي على بصيرة او هدى .

كتب: الخميس 4 ذو الحجة (16/08/2018)[/SIZE]