اصل العلمانية ديانة عبادة العقل الالحادية
 

بسم الله الرحمن الرحيم


ارشاد 2-2015: ديانة عبادة العقل الالحادية هي اصل العلمانية.

ان الحمد لله به نستنير وبه نهتدي وبه نستعين وبه نقتدي وبه نستنصر وبه نكتفي.
ان الحمد لله له الشكر وله الحمد وله الطاعة وله العهد وله العزة وله المجد.
ان الحمد لله به نعتصم وبه نعتضد وبه نقتدر وبه نستند وعليه نتوكل وعليه نعتمد.
وصل الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

اما بعد:

ان العلمانية ليست نتاج مباشر لافكار ابتكرها المبتكرون بل هي حل تم الوصول اليه بعد ان انتهت المحاولة الاولى نهاية كارثية.
بدأت القصة في فرنسا حينما كان يحكمها ملك فاسد يستمد شرعيته من الكنيسة الكاثوليكية, وكان الشعب الفرنسي حينها شعبا متديناً خاصة في المناطق الريفية, ونتيجة لذلك تم استغلال الاوضاع الاقتصادية الصعبة التي كانت فرنسا تعاني منها لاشعال ثورة تنهي نظام ديني وتقيم على انقاضه نظام جديد يعتبر الدين اول اعدائه.
وتم ذلك حينما اندلعت الثورة الفرنسية, حيث تم الاعلان في عهد حاكم فرنسا زعيم اليعقوبيين روبسبير الغاء الديانة الكاثوليكية واعلان ديانة "عبادة العقل" ديناً رسمياً للدولة, واتبع هذا القرار بعمل اجرائات ثورية منها اغلاق الكنائس وتحويلهن لمعابد خاصة لديانته الجديدة, كما الغى التقويم الميلادي وابتكر التقويم الثوري الغريب.
لكن هذه الاجراءات اثارة الشعب والسياسيين, وادى ذلك لاشتعال احتجاجات رافضة هذه الاجراءات العجيبة, فما كان من روبسبير وذراعه اليمين دانتون الا ان قاما بحملات ابادة لكن معارض, ولكن روبسبير لم يكتفي بذلك بل امر بقتل عدد كبير من انصاره حتى ذراعه اليمنى دانتون, فخافت حاشيته من ان يأتيهم الدور فقاموا بالقبض عليه واعدامه بالمقصلة التي أعدم بها روبسبير ضحاياه, وبموت روبسبير ينتهي عهد الارهاب الذي كان حصيلته 6 آلاف قتيل في 6 اسابيع.
ولكن ليس عهد الارهاب هو الوحيد الذي انتهى بموت روبسبير, بل انتهى معه ديانة "عبادة العقل" التي اريد منها الغاء الديانات السماوية, وبعد ان تمت دراسة اسباب الفشل, خرج نتاج جديد يؤدي وظائف ديانة عبادة العقل ويتجنب اخطائه في معاداة الشعب وهذا الناتج الجديد هو "العلمانية".
وقد تبلور ذلك في عهد نابليون بونابرت, حيث اعيد فتح الكنائس وسمح بعمل الطقوس الدينية بل وقام بابا روما بتنصب نابليون امبراطورا, وبهذا اصبحت العلمانية هي الحل المناسب في ان تفرغ الدين من مضمونه فتجعله مجرد طقوس يومية وحركات رياضية ليس لها تأثير في المجتمع, وفي نفس الوقت لا يحدث ثورات كما حدث في محاولة "عبادة العقل" لان الديانة اصبحت امر غريزي يستطيع المواطن اشباعه, ويرافق ذلك نشر المفاسد في كل مكان وبالقانون.


الشاهنيار تامر الزغاري
حامي الدولة العباسية