عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2010-10-10, 11:50 PM
أبو عبد الله اللداوي أبو عبد الله اللداوي غير متواجد حالياً
عضو فعال بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-10-02
المشاركات: 101
افتراضي دفع الوسواس بموانع تكفير حركة حماس ..أبو هارون الكويتي

بسم الله الرحمن الرحيم .. و الحمد لله رب العالمين .. و الصلاة و السلام على خير المرسلين ...

ابتليت أمتنا و فتنت بفتنة عظيمة قد أبى أعظم و أكبر و أورع العلماء عن الخوض في أبوابها إلا بعلم مضبوط بحدود الشرع لما في هذا الباب من خطر عظيم لو فتح على مصراعيه و ترك لكل من هب و دب الخوض فيه لهلك أقوام و أقوام و لنزعت العصمة من دم المسلم بالشبهات ... ألا و فتنة التكفير ... ألا و فتنة التكفير ...

أصبح اليوم التكفير السلاح و الحجة للقتل و هدر الدماء المعصومة ... فكل فئة أرادت أن تنتقم من أختها بالقتل كان التكفير المسوغ الوحيد لإضفاء الصبغة الشرعية للقتل بل لجعل القتل واجبا من الواجبات بعد إنزال الكفر على الأفراد ... فتنة أول من خاض فيها الخوارج و مازلنا نرى أفواجا تنتهج هذا المنهج و إن زعموا براءتهم من تلك المذاهب المارقة ... و غدت الحركات الإسلامية ضحايا لفتنة أولئك القوم ... و من تلك الضحايا حركة حماس المجاهدة التي أخرجت من الملة بقياداتها و أعضائها و أصحبت هدفا ليس لليهود و العلمانيين فقط بل لبعض الحركات الإسلامية ... تكالبت عليها الأمم من كل الأديان حتى أصبح المسلم كاليهودي يستبيح دم الحمساوي بالخصوص و الإخونجي بالعموم ...

و ردا لكيد الضالين الغلاة المحرفين أكتب هذا الموضوع عسى أن ترفع الجهالة عن البعض و به أذب عن حرمة الدماء المعصومة ... و الله المستعان ...

أعلم أن كثيرا من الأعضاء لا يحب الإطالة و الإسهاب ... لهذا جعلتُ الموضوع مختصرا قدر الإمكان ... سائلا المولى العلي القدير أن يوفقن لنصرة الحق ...


موانع تكفير حماس :-

1) التأويل :-

التأويل من الموانع المعتبرة شرعا في إنزال حكم الكفر على الأفراد .. التأويل هو وضع الدليل في غير موضعه إما لاجتهاد اجتهد به صاحبه أو لشبهة عن عدم فهم النصوص ... و المراد بالتأويل هنا التأويل السائغ الذي له مسوغات شرعية ..

حماس و التأويل :-

حماس لها عدت تأويلات لتعطيلها الشريعة ..

1) التدرج في التطبيق ..

2) درء الحدود بالشبهات ... و سقوط الحدود في الحرب ...

و هذه التأويلات قد لاقت قبولا عند جمهور من العلماء ... و هناك من لم يقبل بهذه التأويلات لكنه جعلها مانعا معتبرا من إنزال حكم الكفر على حماس ...


شواهد :-

1) من أفضل ما يسعني الاستشهاد به هو قصة قدامة ابن مظعون ... هذا صاحبي جليل من أهل بدر تأول قوله تعالى ( ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إِذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين ) فاستحل بهذا التأويل شرب الخمر ... و هذا كفر ... إلا أن التأويل كان مانعا من تكفير هذا الصحابي ...

قال شيخ الإسلام : إن تكفير الشخص المعين وجواز قتله موقوف على أن تبلغه الحجة النبوية التي يكفر من خالفها وإلا فليس كل من جهل شيئا من الدين يكفر ولهذا استحل طائفة من الصحابة والتابعين كقدامة بن مظعون وأصحابه شرب الخمر وظنوا أنها تباح لمن عمل صالحا على ما فهموه من آية المائدة، اتفق علماء الصحابة كعمر وعلي وغيرهما على أنهم يستتابون فإن أصروا على الاستحلال كفروا وإن أقروا به جلدوا فلم يكفروهم بالاستحلال ابتداء لأجل الشبهة التي عرضت لهم حتى يتبين لهم الحق فإذا أصروا على الجحود كفروا .

قلت :- قدامة رضي الله عنه استحل شرب الخمر .. و حرمة شرب الخمر معلوم من الدين بالضرورة فالاجتهاد كان فاسدا باطلا ، على الرغم من هذا كان التأويل مانعا .. فأنى لنا بتكفير جماعة قد وجد تأويلها و اجتهادها قبولا عند بعض العلماء ، ألا يصلح أن يكون مانعا !! و قد تلقاه البعض بالقبول على خلاف تأويل قدامة رحمه الله الذي لم يجد قبولا بل معارضة باتفاق علماء الصحابة كما ذكر شيخ الإسلام ؟؟!! ...



2) الإكراه :-

لقوله تعالى ( إلا من أكره وقلبه مطمأن بالإيمان ) .. و قوله عليه الصلاة و السلام ( رفع عن أمتي الخطأ و النسيان و استكرهوا عليه ) ...


حماس و الإكراه :-

لا يخفى على مطلع تكالب الأمم من عرب و عجم على هذه الجماعة و اتخاذ كل السبل و الأسباب لإسقاطها و صد الناس عنها ... و مما جعل الحركة في موضع المكره ... خاصة في ظروفهم هذه ... التي لا يستطيع فيها القوم التصريح بمخططاتهم و سياساتهم لألا يفرض عليه حصار أشد من الحصار المفروض فيهلك به الناس و يكون مدعاة و حجة للناس لتنفض الجموع عن الجماعة التي لا تستطيع أن تقوم و تتكفل بهم ...

و كذلك خشية الجماعة من الحروب الأهلية التي تضعفهم و تكسر شوكتهم و تشغلهم عن أهدافهم الحقيقة و تشتت جهودهم و تقوي أعداءهم عليهم و تضيع جهودهم و سعيهم على مر السنوات و قد تكون بعض مآلات الأفعال و الكلمات أشد بطشا في الجماعة من سيوف الأعداء لما فيها من ضرر قد يقع على الجماعة و الأمة يؤدي إلى هلاكها و زوالها ...


شواهد :-

خير ما استشهد به هنا هو سعي طالبان للدخول في الأمم المتحدة ...

و إليكم ما قاله أبو مصعب السوري في هذه النازلة :-

. وأقول في ختام هذه الشبهة أني استوعب هذا الأمر رغم قناعتي بأنه خلل كبير في الطالبان من خلال النقاط التالية :
1. أن أفغانستان تحت حكم الطالبان لن يسمح لها دلياً بأن تدخل هذه المحافل بسبب مواقف الطالبان المشرفة إسلامياً ودولياً وقد وضحت هذا عبر توصيفهم في الفصل الأول فهم لم ينصاعوا لأحد ولن ينصاعوا للشرعية الدولية وهذه مؤسسات يهيمن عليها اليهود والصليبيون ولا يسمحوا لأمثال الطالبان بعضويتها ولن يعترف النظام العالمي بالأفغان والطالبان على رأسهم وهم على هذه المواصفات والله أعلم .
2. أن الطالبان كما ذكرت معذورون عندي في سعيهم لهذا العمل بعذرين واضحين وهما : الجهل والحاجة . ويجب علينا وعلى من معهم من المسلمين أن يزيلوا جهلهم بالاتصال المباشر والتوضيح الدائم والتوعية والنصيحة ويزيلوا حاجتهم ما أمكن بالمساعدة الحقيقية .
3. أن عملهم هذا من باب المناورات السياسية للخروج من دائرة الحصار السياسي وما يتبعه والذي فرضه عليهم النظام الدولي وخاصة التركيز على شرعية خصومهم الذين لم يبق لهم على الأرض إلا 14% من مساحة أفغانستان وهم لا يفهمون ما نفهم من تبعات الحاكمية وغير ذلك من الامور النظرية السياسية الشرعية لأنهم يحسون عملياً بأنهم نظام متمرد لا يعبأ بشرعية دولية ولا غير ذلك.
4. أن بعض الإخوة تعسف كثيراً في تحميل هذا الأمر أكثر مما يحتمل فذهب إلى أن الطالبان يكفرون إن دخلوا الأمم المتحدة وبعضهم قال أن رغبتهم فيه كفر . ولي ملاحظة على هذا التعسف .
أولاً : أن الطالبان صرحوا وناورا إلى آخر ذلك وهم إلى لحظتنا هذه لم يدخلوا حتى تطبق عليهم طائلة تصورات إخواننا هؤلاء فهم عملياً لم يقدموا عليه إلى الآن .
ثانياً : أن دخول الامم المتحدة هو كما فهمناه عمل من اعمال الكفر وبالتالي ينطبق عليه مفهوم أهل السنة في وقوع تعين الكفر من تحقق الشروط وانتفاء الموانع . وعندي أن من أهم ما يمنع وصفهم تحت طائلة الكفر بهذا السعي هما عذران واضحان وهما الجهل والإكراه بالحاجة بالإضافة إلى التأويل الذي عندهم والذي أعتبره مانعاً من إسقاط الأحكام الشديدة عليهم إذا أخذنا القرائن العظيمة من الخير وأحكام الشريعة التي عندهم . وهذه السعودية وكانت عضواً بل عضواً مؤسساً في الأمم المتحدة وكان فيها علماء أجلاء في مرحلة الملك عبد العزيز وابنه فيصل كأمثال الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ وغيره ولم يحمل أحدهم هذا العمل المنكر على أنه سبب الكفر .


قلت :- أبو مصعب فك الله أسره جعل من الحاجة عذرا و مانعا من تكفير طالبان ... بل عذرهم بالجهل .. و لا أدري أي جهل هذا تعذر به جماعة فيها علماء .. فكيف يعذر العالم بجهل !! ...

إن كان سعي طالبان لدخول الأمم المتحدة رفعا للحصار القاتل المهلك الذي تفرضه عليهم الأمم المتحدة عذرا لهم ... إذن .. أليست حماس أولى بمثل هذه الأعذار !! ... و الناظر حالة حماس يجدها أشد و أردى من طالبان فكيف لا نعذرهم و نعذر طالبان ؟! ...
و ما الذي يجعل مناورات طالبان السياسية عذرا لهم و لا يجعل مناورات حماس عذرا !! ... حماس بشدة الظروف التي تمر فيها صيرت المناورات السياسية على قدر الظروف ... فإن قبلنا من قبل مناورات طالبان للتفلت من الهلاك بالكفر فلماذا لا نقبل من حماس المناورات السياسية بالكفر للتفلت من الهلاك و للصمود إلى أن يكتب الله لهم الفرج و ييسر لهم الأمر !! ...




هذه الموانع الناظر فيها يجدها معتبرة أشد الإعتبار و ليس هناك بمسوغ لمن أنزل حكم الكفر على حماس ... و لا ينزل حكم الكفر على حماس إلا جاهل بضوابط أهل السنة و الجماعة في التكفير قد تمكن منه الغلو و استفحل فيه الجهل أو مارق عن مذهب أهل السنة و الجماعة ...


و الحمد لله رب العالمين ...



كتبه :

... أبو هارون الكويتي ...

منقول ........................................
رد مع اقتباس