عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 2010-10-17, 04:18 PM
أبوسياف المهاجر أبوسياف المهاجر غير متواجد حالياً
عضو جاد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2009-10-02
المشاركات: 466
افتراضي الإباضية بين تضليلهم للكثرة واغترارهم بالقلة

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه واتبع هداه
أما بعد:

فحينما يحيط الهوى بصاحبه، ويحكم التعصب قبضته على منافذ الفهم والإدراك لديه ،
فإنه يعمى حينذ عن الحق ولو كان أمامه ساطعا، وينأى عن الهدى ولو كان منه قريبا لائحا.

ويتحجج بما لا يعده أرباب الحجى حجة، ويستدل بما هو عند أهل الاستدلال سذاجة ودلجة.
ومن مثال ذلك، ما يلهج به سذاج الإباضية من الحجاج عن مذهبهم بأنهم قلة، وأهل الحق قلة،
وأن غيرهم كثرة، وأهل الضلال هم الكثرة.
هذه حجتهم الداحضة يلقيها ساذج على ساذج ، ويروجها مدلس على عميان، ويتغنى بها أبكم بين صم!!

فلأن كان الله عز وجل عد الشاكرين في كتابه قليلا ، والكافرين الضالين كثيرا،
إلا أنه – سبحانه وتعالى – قد كتب الغلبة لأوليائه، والتمكين لعباده، وأعلم بالحرب من عاداهم

وجعل حفظه ورعايته لحافظي أمره ونهيه.وكتب الخسار والذلة على من ناوئهم وخالفهم.

ولذا جعل الله أمة الإسلام فوق سائر الأمم ظاهرين على الحق بالسيف والسنان ، والحجة والبيان.
والإباضية عن ذلك بمعزل ، والتاريخ شاهد صدق على ذلك.

والعبرة إنما هي بالشرع. فمن وافقه فهو المحق قل أو كثر ، ومن خالفه فهو المبطل قل أو كثر.
وليست العبرة في عدد أو عديد ، ولا في قليل أو كثير.

* وإذا شئنا أن نناقش سذاج الإباضية في حجتهم على علاتها ، واعتمادهم فيها على الحساب لا على الكتاب.
# فلننظر في القلة :
فهل كل قلة مؤمنة ؟ وهل كل قلة مسلمة ؟
وهل كل قلة شاكرة؟ وهل كل قلة منصورة بنصر الله؟

أليس العالم مليء بأديان ضالة، ومذاهب هدامة ، وفرق ملحدة ، وإن كان أتباع كل واحدة منها(( قلة)).
وهاهو تاريخ الفرق الإسلامية المليء بالمئات من الفرق إلى الآن ،
ولكن الغالب في أتباعها أنهم قلة قليلة، وفئة ضئيلة ،
فهل (قلتهم) تنفي عنهم وصمة الضلال؟!

وإذا كانت الإباضية قلة ، فهل انفردوا هم بالقلة عن بقية فرق الملة؟!
أم أنها صفة مشتركة بين أكثر الفرق الإسلامية الضالة المضلة؟!!

فإنْ عدِم الإباضية الحجة إلا في القلة فقد شاركهم فيها من هو أحق منهم بذلك من الفرق الإسلامية الأخرى.
وهذا ما يرده كل عالم بضلال هذه الفرق وانحرافها عن الشرع.
وإن كان استدلالهم لمذهبهم بما هو زائد عن القلة بطل احتجاهم بها أصلا، وصاروا إلى الاحتجاج بغيرها، وهذا شأن آخر.

وبذلك يظهر أن الاحتجاج بالقلة لا يدل على صواب مذهب الإباضية في قبيل أو دبير.
وإنما الحجة الشرع ، وهو القاضي بضلالهم من قبل ومن بعد.

# ولننظر إلى الكثرة :
فهل كل كثرة مذمومة ؟
وهل كل كثرة كافرة؟
وهل كل كثرة ضالة؟

فإذا كتب الله للإسلام أن يكون له الظهور على غيره من الأديان ،
وبلغ الإسلام مشارق الأرض ومغاربها وصار في زمن ما أكثر من ملة الكفر :
فهل ستكون كثرته حجة عليه، وعلامة على ضلاله ، ونافية لرشاده ؟!!

كلا ، بل الحق هو الحق قل ناصروه ، أو كثر معتنقوه.
والضلال هو الضلال ، وإن قامت له ممالك ودول ، أو تخفى في مجاهل وسبل.

ثم إن الكثرة المذمومة في الشرع هم من خالف الحق من الكفار والضلال ،
وهم وإن كانت تجمعهم ملة الكفر ، أو نحلة الضلال،
فهم رغم ذلك فرق متناحرة ، وأهواء متصارعة ، وقلوب شتى ،
فيهم القليل والكثير ، وليس ذلك بنافعهم في نقير أو قطمير.

وإذا كانت القلة حجة لأصحابها لاحتج بها كل ضال مضل لم يجد له أنصارا،
ولاتخذها أهل النفاق تكئة في التشكيك بالحق حين كثرة أتباعه.

وإذا كانت الكثرة علامة على الضلال ، فما موقف بني إباض ممن كان أقل منهم من فرق الضلال ؟
وما ردهم إن وازنوا بين قلتهم وكثرة الإباضية؟!!
فهل ستبقى القلة والكثرة هي المعيار ؟ أم ستختلف الحال عن الحال؟

وإلا ، فهل يصح أن يحتج الإباضية بقلتهم ولا يحتج بها غيرهم؟

وهل يصف الإباضية كثرة غيرهم بالضلال ولا يصف غيرهم كثرتهم بها؟!

إن هذا الاحتجاج منهم في الحقيقية لشاهد صدق على سذاجة بني إباض ، وعلى سخافة الوهبية الخارجية،
وعلى انسداد منافذ الفهم والإدراك في متعصبتهم .والله المستعان.

ولكن كتب الله لعباده الموحدين التمكين في الأرض ، والظهور على من خالفهم، والنصرة على من حاربهم :
وهذه خصال اختص الله بها الفرقة الناجية والطائفة المنصورة الذين هم على مثل ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ،
وأهم أتباع السنة وأهلها، ورواة الأحاديث النبوية والآثار السلفية .المجاهدون في سبيل الله،
والدعاة إلى توحيد الله واتباع رسوله صلى الله عليه وسلم.
فأين الإباضية من كل ذلك؟!

أين ظهورهم عند أهل الإسلام ؟
فهل تلقي القرآن عن إباضي، أو كان من أصحاب القراءات المعروفة إباضي؟

وهل أحوج الله الأمة في نقل القرآن الكريم إلى الإباضية؟!

وهل كان للإباضية تدوين للحديث الشريف عدا مسندا الربيع بن حبيب
(بغض النظر عن جهالة راويه ، واختلال شروط الصحة فيه)أم أنه يتيم عندهم؟!!

أم أن هذا هو قدر اهتمامهم بسنة النبي صلى الله عليهم ؟!!

وهل لهم ولو جزء حديثي في باب من أبواب الحديث ،
أو مسند أو جامع أو مصنف أو صحيفة عدا ذلك المسند اليتيم المختلق؟! هل لهم غيره؟!!!!!

وهل للإباضية مسألة في الفقه احتاجت الأمة فيها إلى فقههم ، أو عولت في دليلها أو تعليلها عليهم؟!!

وإذا كانت أهم علوم الشرع من القرآن والسنة وفقههما، لم يكن للإباضية فيها ظهور
فبأي شيء يكونون الطائفة المنصورة إلى قيام الساعة؟!!!

أفلا يعقل الإباضي حين يزعم أن قلتهم القليلة هي الحق وبقية المليار مسلم على الضلال ومآلهم إلى النار؟!!
ألا يتق الله؟!

أتكون الأعداد القليلة من الإباضية في الحج يوم عرفة هم على الحق
وبقية الملايين من مشارق الأرض ومغاربها الرافعين أيديهم إلى الله على الضلال ومآلهم إلى النار؟!!

وإذا اكتض الحرمين بالمصلين في القيام وتراصت أقدامهم وتلاصقت أكتافهم ، وارتفعت بالدعاء أصواتهم
لم يكن أحد منهم على الحق إلا من كان إباضيا وهبيا وصارغيرهم مخلدا في نار الجحيم؟!!

وهل يعقل أن يخلق الله جنة عرضها السموات والأرض ثم لا يدخلها من أمة محمد صلى الله عليه وسلم إلا الإباضية الوهبية
، وبقية أمة محمد صلى الله عليه وسلم خالدة مخلدة في النار؟!!!

فأين رجائه صلى الله عليه وسلم لأمته أن يكونوا أكثر أهل الجنة إذا كان لا يدخلها إلا الإباضية؟!

وأين وصفه صلى الله عليهم وسلم لكثرة سواد أتباعه يوم القيامة،
وزحامهم على حوضه ومعرفته( لهم) (لا للإباضية) بآثار الوضوء؟!!

وهل إذا جاء عطش الآخرة لم يسق النبي صلى الله عليه وسلم ممن في أرض المحشر من أمته إلا الإباضية
دون بقية أهل ملته وأتباع شريعته؟!!!

ثم يقول الإباضية لأتباعهم مدلسين عليهم ، خادعين لهم ، ماكرين بهم، :
لا تغتروا بالكثرة.
( حتى وإن وافقت الحق )؟
ويقولون لأتباعهم : القلة هي المؤمنة .
( حتى وإن كان ذلك من هوانهم على الله، وضلالهم عن شرعه)؟!

فاللهم اجعلنا ممن هديتهم إلى الحق والعمل به ، ورزقتهم الإخلاص في ذلك ،

وجعلتهم من حزبك المفلحين وأوليائك المتقين
من كانوا وحيث كانوا ،
قلة أو كثرة .
واكتب الغلبة والنصرة لهم
والظهور على من خالفهم وناوئهم . برحمتك يا أرحم الراحمين.
رد مع اقتباس