عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 2010-10-21, 08:29 PM
أبو ياسر عبد الوهاب أبو ياسر عبد الوهاب غير متواجد حالياً
عضو جاد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2008-06-20
المكان: ولاية وهران بالجزائر
المشاركات: 423
افتراضي

قول فضيلة الشيخ العلامة / محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله:

سئل الإمام العلامة محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله – في شريط رقم (850) من سلسلة الهدى والنور، السؤال التالي:
السائل: الحقيقة يا شيخنا إخواننا هؤلاء أو الشباب هؤلاء جمعوا أشياء كثيرة، من ذلك قولهم: لابد لمن أراد أن يتكلم في رجل مبتدع قد بان ابتداعه وحربه للسنة أو لم يكن كذلك لكنه اخطأ في مسائل تتصل بمنهج أهل السنة والجماعة لا يتكلم في ذلك أحد الا من ذكر بقية حسناته، وما يسمونه بالقاعدة في الموازنة بين الحسنات والسيئات، وألفت كتب في هذا الباب ورسائل من بعض الذين يرون هذا الرأي، بأنه لابد منهج الأولين في النقد ولابد من ذكر الحسنات وذكر السيئات، هل هذه القاعدة على إطلاقها أو هناك مواقع لا يطلق فيها هذا الأمر؟ نريد منكم بارك الله فيكم التفصيل في هذا الأمر.
فأجاب الشيخ الألباني: التفصيل هو: وكل خير في اتباع من سلف، هل كان السلف يفعلون ذلك؟
فقال السائل: هم يستدلون حفظك الله شيخنا ببعض المواضع، مثل كلام الأئمة في الشيعة مثلا، فلان ثقة في الحديث، رافضي خبيث، يستدلون ببعض هذه المواضع، ويريدون أن يقيموا عليها القاعدة بكاملها دون النظر الي آلاف النصوص التي فيها كذاب، متروك، خبيث؟
فقال الشيخ الألباني: هذه طريقة المبتدعة، حينما يتكلم العالم بالحديث برجل صالح أو عالم وفقيه، فيقول عنه: سيئ الحفظ، هل يقول أنه مسلم، وأنه صالح، وأنه فقيه وانه يرجع إليه في استنباط الأحكام الشرعية... الله أكبر، الحقيقة القاعدة السابقة مهمة جدا، تشتمل فرعيات عديدة خاصة في هذا الزمان.
من أين لهم أن الإنسان إذا جاءت مناسبة لبيان خطأ مسلم، ان كان داعية أو غير داعية؛ لازم ما يعمل محاضرة، ويذكر محاسنه من أولها لآخرها، الله أكبر، شئ عجيب والله، شئ عجيب.
فقال السائل: وبعض المواضع التي يستدلون بها مثلا: من كلام الذهبي في " سير أعلام النبلاء " أو في غيرها، تحمل شيخنا على فوائد أن يكون عند الرجل فوائد يحتاج إليها المسلمون، مثل الحديث؟
فقال الشيخ الألباني: هذا تأديب يا أستاذ مش قضية إنكار منكر، أو أمر بمعروف يعني الرسول عندما يقول: " من رأى منكم منكرا فليغيره " هل تنكر المنكر على المنكر هذا، وتحكي ايش محاسنه؟
فقال السائل: أو عندما قال: بئس الخطيب أنت, ولكنك تفعل وتفعل، ومن العجائب في هذا قالوا: ربنا عز وجل عندما ذكر الخمر ذكر فوائدها؟ فقال الشيخ الألباني: الله أكبر، هؤلاء يتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله، سبحان الله، أنا شايف في عندهم أشياء ما عندنا نحن، اهـ.
وقال أيضا الشيخ الألباني في شريط " من حامل راية الجرح والتعديل في العصر الحاضر ": ما يطرح اليوم في ساحة المناقشات بين كثير من الأفراد حول ما يسمى أو حول هذه البدعة الجديدة المسماة ( الموازنة ) في نقد الرجال.
أنا أقول: النقد اما أن يكون في ترجمة الشخص المنتقد ترجمة تاريخية فهنا لابد من ذكر ما يحسن وما يقبح بما يتعلق بالمترجم من خيره ومن شره، أما إذا كان المقصود بترجمة الرجل هو تحذير المسلمين وبخاصة عامتهم الذين لا علم عندهم بأحوال الرجال ومناقب الرجال ومثالب الرجال؛ بل قد يكون له سمعة حسنة وجيدة ومقبولة عند العامة، ولكن هو ينطوي على عقيدة سيئة أو على خلق سيئ، هؤلاء العامة لا يعرفون شيئا من ذلك عن هذا الرجل..حين ذلك لا تأتي هذه البدعة التي سميت اليوم بـ ( الموازنة ) ذلك لأن المقصود حين ذاك النصيحة وليس هو الترجمة الوافية الكاملة.
ومن درس السنة والسيرة النبوية لا يشك ببطلان إطلاق هذا المبدأ المحدث اليوم وهو ( الموازنة ) لأننا نجد في عشرات النصوص من أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام يذكر السيئة المتعلقة بالشخص للمناسبة التي تستلزم النصيحة ولا تستلزم تقديم ترجمة كاملة للشخص الذي يراد نصح الناس منه، والأحاديث في ذلك أكثر من أن تستحضر في هذه العجالة، ولكن لا بأس من أن نذكر مثالا أو أكثر ان تيسر ذلك، ثم ذكر – الشيخ الألباني – قول الرسول  : " بئس أخو العشيرة " وقول الرسول  : " أما معوية فرجل صعلوك، وأما أبو جهم فلا يضع العصا على عاتقه " وأنهما دليلان على عدم وجوب الموازنات، ثم قال: ( ولكن المهم فيما يتعلق بهذا السؤال أن أقول في ختام الجواب: ان هؤلاء الذين ابتدعوا بدعة الموازنات هم بلا شك يخالفون الكتاب ويخالفون السنة، السنة القولية والسنة العملية، ويخالفون منهج السلف الصالح، من أجل هذا رأينا أن ننتمي في فقهنا وفهمنا لكتاب ربنا ولسنة نبينا صلى الله عليه وسلم إلى السلف الصالح، لم؟ لا خلاف بين مسلمين فيما أعتقد أنهم أتقى وأورع وأعلم و.......الخ ممن جاءوا من بعدهم.
الله عز وجل ذكر في القرآن الكريم وهي من أدلة الخصلة الأولى – يقصد في الأمثلة التي ذكرها- ( متظلم )  لا يحب الله الجهر بالسوء من القول الا من ظلم  فإذا قال المظلوم فلان ظلمني، أفيقال له اذكر محاسنه يا أخي؟ والله هذه الضلالة الحديثة من أعجب ما يطرح في الساحة في هذا الزمان، وأنا في اعتقادي أن الذي حمل هؤلاء الشباب على إحداث هذه المحدثة واتباع هذه البدعة هو حب الظهور، وقديما قيل: ( حب الظهور يقصم الظهور ) و الا من كان دارسا للكتاب ودارسا للسنة ولسيرة السلف الصالح، هذه كتب أمة الجرح والتعديل، حينما يترجم للشخص يقول فيه ضعيف يقول فيه كذاب وضاع سيئ الحفظ، لكن لو رجعت إلى ترجمته التي ألمحت إليها في ابتداء جوابي لوجدت الرجل متعبدا زاهدا صالحا، وربما تجده فقيها من الفقهاء السبعة، لكن الموضوع الآن ليس موضوع ترجمة هذا الإنسان، ترجمة تحيط بكل ما كان عليه من مناقب أو من مثالب كما ذكرنا أولا.
لذلك باختصار أنا أقول ولعل هذا القول هو القول الوسط في هذه المناقشات التي تجري بين الطائفتين: هو التفريق بين ما إذا أردنا أن نترجم الرجل فنذكر محاسنه ومساويه، أما إذا أردنا النصح للأمة أو إذا كان المقام يقتضي الإيجاز والاختصار فنذكر ما يقتضيه المقام من تحذير من تبديع من تضليل وربما من تكفير ايضا إذا كانت شروط التكفير متحققة في ذاك الإنسان، هذا ما أعتقد أنه الحق الذي يختلف فيه اليوم هؤلاء الشباب.
وباختصار أقول: ان حامل راية الجرح والتعديل اليوم في العصر الحاضر وبحق هو أخونا الدكتور ربيع والذين يردون عليه لا يردون عليه بعلم أبدا، والعلم معه.
هذا هو جواب السؤال، وبهذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين.
رد مع اقتباس