عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 2009-06-17, 11:42 AM
صهيب صهيب غير متواجد حالياً
محاور
 
تاريخ التسجيل: 2008-08-16
المشاركات: 6,291
افتراضي

وقد سبق أن بينت أن علة الحديث هي: تدليس الأعمش ، ثم ذكرت علة أخرى وهي: تفرد أبي معاوية به ثم رجوعه عن التحديث به.
لكن تفرد ابن معين بتوثيق أبي الصلت الهروي مع وجود من اتهمه وضعفه من الحفاظ كأبي حاتم الرازي ، وأبي زرعة ، وغيرهما ، مما يجعلنا لا نقبل توثيقه له ، ولا سيما أن أبا الصلت الهروي كان يتصنع لابن مـعين فيما يظهر ويحسن إليه ، حتى أحسن الظن فيه.
وهذا مما جعل الحافظ الذهبي ـ رحمه الله ـ أن يقول:
( جبلت القلوب على حب من أحسن إليها ، وكان هذا باراً بيحيى ، ونحن نسمع من يحيى دائماً ، ونحتج بقوله في الرجال ، ما لم يتبرهن لنا وهن رجل انفرد بتقويته ، أو قوة من وَهّـاه ).
وبهذا يظهر لي ـ والله أعلم ـ أن ابن معين لم يعرف حال أبي الصلت جيداً كما عرفه الأئمة ، وإنما جاء توثيقه لـه بمتابعة الفيدي ، وهذا لا يكفي ، ومن علم حجة على من لم يعلم ، فيقدم الجرح هنا على التعديل ، ولا يلتفت إلى توثيق ابن معين له !!!.
ومـما يدل على أن أبا الصـلت كان يكذب ما ذكره العلامـة المعلمي ـ رحمه الله ـ قال: ( وأبو الصلت فيما يظهر لي كان داهية ، من جهة خدم علي الرضا بن موسى بن جعفر بن محمد علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب وتظاهر بالتشيع ، ورواية الأخبار التي تدخل في التشيع ، ومن جهة كان وجيهاً عند بني العباس ، ومن جهة تقرب إلى أهل السنة برده على الجهمية ، واستطاع أن يتجمل لابن معين حتى أحسن الظن به ووثقه ، وأحسبه كان مخلصاً لبني العباس وتظاهر بالتشيع لأهل البيت مكراً منه لكي يصدق فيما يرويه عنهم ، فروى عن علي بن موسى عن آبائه الموضوعات الفاحشة كما ترى بعضها في ترجمة علي بن موسى من التهذيب ، وغرضه من ذلك حط درجة علي بن موسى وأهل بيته عند الناس ، وأتعجب من الحافظ ابن حجر: يذكر في ترجمة علي بن موسى من التهـذيب تلك البلايـا وأنـه تـفرد بـها عنه أبو الصلت ، ثم يقول في ترجمة علي من التقريب: صدوق والخلل ممن روى عنه ، والذي روى عنه هو أبو الصلت، ومع ذلك يقول في ترجمة أبي الصلت من التقريب: صـدوق له مناكير ، وكان يتشيع ، وأفرط العقيلي فقال: كذّاب ).
وقال أيضاً: ( وتبين مما هناك أن من يأبى أن يكذبه يلزمه أن يكذب علي بن موسى الرضا وحاشاه ).
وأذكر هنا كلمة سديدة للحافظ الذهبي ـ رحمه الله ـ بما يناسب المقام فقد قال في مقدمة كتابه النفيس: ( معرفة الرواة المتكلم فيهم بما لا يوجب الرد ) ، عند ذكر تضعيف ابن مـعين للإمام لشافعي:
( قد آذى ابن معين نفسه بذلك ، ولم يلتفت الناس إلى كلامه في الشافعي ولا إلى كلامه في جماعة من الأثبات ، كما لم يلتفتوا إلى توثيقه لبعض الناس ، فإنا نقبل قوله دائماً في الجرح والتعديل ونقدمه على كثير من الحفاظ ما لم يخالف الجمهور في اجتهاده ، فإذا انفرد بتوثيق من ليّنه الجمهور أو بتضعيف من وثقه الجمهور وقبلوه فالحكم لعموم أقوال الأئمة ، لا لمن شذ ، فإن أبا زكريا من أحد أئمة هذا الشأن وكلامه كثير إلى الغاية في الرجال وغالبه صواب وجيد وقد ينفرد بالكلام في بعد الرحيل فيلوح خطأه في اجتهاده بما قلنا ، فإنه بشر من البشر وليس بمعصوم ، بل هو في نفسه يوثق الشيخ تارة ويلينه تارة، يختلف اجتهاده في الرجل الواحد فيجيب السائل بحسب ما اجتهد من القول في ذلك الوقت ).
فانظر إلى هذا الكلام الجميل النفيس ، وتأمـله ثم قارنه بمن تمسك بتوثيق ابن معين لأبي الصلت ولم يلتفت إلى تضعيف الحفاظ لـه !!
وأمّـا ما ذكره الغماري: أن عبد الله بن أحمد بن حنبل ـ رحمه الله ـ وثقه بروايته عنه ، وذلك يدل على أنه ثقة عند أبيه أيضاً ،لأن عبد الله كان لا يروي إلاّ عمن يأمره أبوه بالرواية عنه ممن هو عنده ثقة ، وقد قال الحافظ ابن حجر: ( من عرف من حاله أنه لا يروي إلاّ عن ثقة ، فإنّه إذا روى عن رجل وُصِف بكونه ثقة عنده كمالك ، وشعبة والقطان ، وابن مهدي ، وطائفة ممن بعدهم ).
فالجواب عن هذا ، ما يلي:
إنّ هذا مبني على الغالب ، وإلاّ فمالك ـ رحمه الله ـ روى عن عبـد الكـريم بن أبي المخارق ، وعبد الكريم هذا قال عنه الحافظ ابن حجر: ( ضعيف ).
وشـعبة ـ رحمه الله ـ روى عن جابر الجعفي ، وهو ضـعيف عنـد الحافظ ابن حجر أيضاً.
والإمام أحمد ـ رحـمه الله ـ روى عـن عـامر بن صـالح الزبـيري ، وهـو: ( متروك الحديث ) ، وهكذا.
وقد قال الحافظ ابن حجر: ( قد كان عبد الله بن أحمد لا يكتب إلاّ عمّن يأذن له أبوه في الكتابة عنه ، ولهذا كان معظم شيوخه ثقات ).
وهناك فرق بين: ( معظم ) و( كل ).
وقال أيضاً: ( حكم شيوخ عبد الله القبول ، إلاّ أن يثبت فيه جرح مفسر ، لأنه كان لا يكتب إلاّ عمن أذن له أبوه فيه
ولاحظ قول الحافظ ابن حجر: ( إلاّ أن يثبت فيه جرح مفسر ).
ولا يشك أحدٌ أنّ أبا الصلت قد ثبت فيه جرح مفسر!!!!
فهذا حكم شيوخ عبد الله بن الإمام أحمد لا من أطلق القبول فيهم ،
والله أعلم.
الوجه الثاني: مـحمد بن جـعفر بن أبي مُـواتية الكلبي ، أبو عبد الله ، وقيل: أبو جعفر الكوفي ، ويقال: البغدادي العَلاّف ، المعروف: بالفَيْدِي ، نزل فَيْد ، توفي سنة: 231 ، أو 236.
أخـرجه الحاكم في: ( مـستدركه ) ، عن أبي الحسين محمد بن أحمد بن تميم القنطري ، حدثنا: الحسين بن فهم ، حدثنا: محمد بن يحيى الضريس ، حدثنا: محمد بن جعفر الفَيْدي ، ثنا: أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ ، مرفوعاً: ( أنا مدينة العلم ، وعلي بابها ، فمن أراد المدينة فليأت الباب ).
قال الحاكم: ( ليعلم المستفيد لهذا العلم أن الحـسين بن فهم بن عبد الرحمن ثقة مأمون حافظ ).
أقـول: محمد بن جعفر الفـيدي هذا ، وثـقه ابن مـعين ، وقال الحافظ أبو بكر البزار: ( صالح ).
وهل هو من شيوخ البخاري أو لا ؟
على خلاف بين العلماء ، ورجح الحافظ ابن حجر أنه ليس من شيوخـه ، والله أعلم.
ومحمد بـن أحمـد بن تـميم القنطري ، قال فيه ابن أبي الفوارس: ( كان فيه لين ).
والحسين بن فهم ، قال عـنه الدارقطني ، والحاكم: ( ليس بالقوي ) ، لكن قال الحاكم في: ( المستدرك ): ( ثقة مأمون حافظ ).
وأخرجه ابن محرز في: ( معرفة الرجال ) ، وابن المغازلي في: ( المناقب ).
عن محمد بن جعفر العلاّف ـ الذي كان ينـزل بـفيد كوفي ـ، قال: حدثنا محمد بن الطفيل ، قال: حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش، عن مـجاهد ، عن ابن عباس بنحوه مرفوعاً.
أقول: محمد بن الطفيل النَخَـعي ، ذكره ابـن حبان في: ( الثقات ) ، وقال الحافظ ابن حجر: ( صـدوق ).
والحديث معلولة بما سبق:
الوجه الثالث: القاسم بن سلام أبو عبيد ـ رحمه الله تعالى ـ:
أخـرجه ابن حـِبان في: ( المـجروحين ) ، ومـن طـريقه ابن الجوزي في: ( الموضوعات ) ، عن الحـسين بن إسحاق الأصبهاني ، قال: ثنـا: أبو هارون إسماعيل بن محمد بن يوسف ، قال: حدّثنا أبو عبيد القاسم بن سلاّم ، عن أبي معاوية ، عن الأعمش ، عن مـجاهد ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ ، مرفوعاً: ( أنا مدينة العلم ، وعلي بابها ، فمن أراد الدار فليأتها من قبل بابها ).
أقـول: هذا إسـناد واه جـداً ، فيه: إسماعيل بن محمد بن يوسف الجبريني أبو هارون.
قال ابن أبي حاتم: ( كتب إليَّ بجزء فنظرت في حديثه فلم أجد حديثه حديث أهل الصدق ).
وقـال ابن حـبان: ( يـقلب الأسانيد ، ويسرق الحديث ، لا يجوز الاحتجاج به ).
وقال الحاكم: ( روى عن سـنيد ، وأبي عبيد ، وعمرو بن أبي سلمة أحاديث موضوعة ).
وقال ابن طاهر: ( وإسماعيل هذا من أهل بيت جبرين ، كذّاب ).
الوجه الرابع: عمر بن إسماعيل بن مجالد.
أخرجه العقيلي في: ( الضعفاء ) ، والخطيب البغدادي في: ( تاريخه ) ،
وابن الجوزي في: ( الموضوعات ) ، من طريقين ، عن عمر بن إسماعيل بن مجالد ، حـدّثـنا: أبـو مـعاوية ، عن الأعمش ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ ، مرفوعاً: ( أنا مدينة الحكمة ، وعلي بابها ، فمن أراد الحـكمة فليأت الباب ).
وعـند العقيلي ، وابن الجوزي بلفظ: ( مدينة العلم ) بدل من: ( مدينة الحكمة ).
أقـول: هذا إسناد ضعيف جداً ، من أجل عمر بن إسماعيل بن مجالد.
قال أبو حاتم: ( ضـعيف الحديث ).
وقال ابن مـعين: ( كذّاب ، يحدث أيضاً بحديث أبي معاوية ، عن الأعمش ، عن مـجاهد ، عن ابن عباس ، عن النبي ـ: أنا مدينة العلم ، وعلي بابها ، وهذا حديث كذب ، ليس له أصل ).
وقال أبو زرعة: ( أتينا شيخاً ـ ببغداد ـ يقال: له عمر بن إسماعيل بن مجالد ، فأخرج إلينا كراسة لأبيه فيها أحاديث جياد ، عن مجالد ، وبيان ، والناس فكنا نكتب إلى العصر ، وقرأ علينا فلما أردنا أن نقوم قال: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش بهذا الحديث فقلت له: ولا كل هذا بمرة ، فأتيت يحيى بن معين فذكرت ذلك له ، فقال: قل له يا عدو الله متى كتبت أنت هذا عن أبي معاوية إنما كتبت أنت عن أبي معاوية ببغداد ، متى روى هذا الحديث ببغداد ؟ ).
وقال ابن مـعين: (قد كنت أرى ابنه هذا عمر بن إسماعيل بن مجالد شويطراً ، ليس بشيء ، كذاب ، رجل سوء ، خبيث ، حدّث عن أبي معاوية بحديث ، ليس لـه أصل ، كَذِبٌ ، عن الأعمش ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، عن النبي ـ  ـ: علي مدينة العلم ، أو كلام هذا معناه ).
وقال الحافظ ابن حجر عن عمر بن إسماعيل هذا: ( مـتروك ).
الوجه الخامس: إبراهيم بن موسى الرازي
أخرجه ابن جرير الطبري في: ( تهذيب الآثار ).
قال: حدثني إبراهيم بن موسى الرازي ـ وليس بالفراء ـ، قال: حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن مـجاهد ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ ، مرفوعاً: ( أنا مدينة العلم ، وعلي بابها ، فمن أراد المدينة فليأتها من بابها ).
قـال أبـو جعفر الطـبري: ( هذا الشيخ لا أعرفه ، ولا سـمعت منه غير هذا الحديث ).
أقـول: ولعله سرقه من أبـي الصلت ، فقد قال أبو زرعة الرازي: ( حديث المعلى بن عرفان كم من قوم قد افتضحوا فيه ، وحديث أبي معاوية ، عن الأعمش ، عن مجاهد ، عن ابن عباس: أنا مدينة الحكمة ، وعلي بابها ، كم من خلق قد افتضحوا فيه ) .
وقال ابن عـدي: ( وهذا حديث أبي الصلت الهروي ، عن أبي معاوية ، على أنه قد حدّث بـه غيره وسرق منه من الضعفاء ) .
وهو معلول أيضاً بما سبق.
الوجه السادس: أحـمد بن سلمة أبو عمرو الكوفي.
أخرجه ابن عدي في: ( الكامل ) ، وعنه السهمي في: ( تاريخ جرجان ) ، وعن السهمي ابن الجوزي في: ( الموضوعات ).
قال ابن عـدي: حدّثنا عـبد الرحمن بن سليمان بـن موسى بن عدي
الجرجاني ـ بمكة ـ، حدّثنا: أحمد بن سلمة أبو عمرو الجرجاني ، حدثنا: أبو معاوية، عن الأعمش ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ، مرفوعاً: ( أنا مدينة العلم ، وعلي بابها ، فمن أراد العلم فليأتها من قبل بابها ).
أقول: في إسناده أحمد بن سلمة الكوفي ، وهو كذاب.
قال ابن عدي: ( حدّث عن الثقات بالبواطيل ، ويسرق الحديث ).
وقال الذهبي: ( كذّاب ).
الوجه السابع: الحسن بن علي بن راشد.
أخرجه ابن عدي في: ( الكامل ).
قال: حدثنا: الحسن بن علي العدوي ـ وهو ضعيف ـ، عن الحسن بن علي بـن راشد ، حدثنا: أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن مـجاهد ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ ، مرفوعاً:
( أنا مدينة العلم ، وعلي بابها ، فمن أراد مدينة العلم فليأتها من بابها ).
أقول: هذا إسناد ضعيف جداً ، فيه: الحسن بن علي العدوي ، وهو هالك.
قال ابن عـدي: ( وهذا حديث أبي الصلت الهروي ، عن أبي معاوية ، على أنه قد حدّث بـه غيره وسرق منه من الضعفاء ، وليس أحد ممن رواه عـن أبي معاوية خير وأصدق من الحسن بن علي بن راشد ، والذي ألزقه العدوي عليه ).
وللعـدوي ترجمة طويلة تجدها في: ( لسان الميزان ) ، للحافظ ابن حجر ، وخلاصـة أمره أنه هـالك.
الوجـه التاسع: موسى بن محمد الأنصاري الكوفي.
أخرجه خيثـمة بن سليمان.
قال: حدثنا ابن عوف ، حدّثنا مـحفوظ بن بَحْر ، ثنا: موسى بن محمد الأنصاري الكوفي ، عن أبي معاوية ، عن الأعمش ، عن مـجاهد ، عن ابن عبـاس ـ رضـي الله عنهما ـ ، مـرفوعاً: ( أنا مدينة الحكمة ، وعلي بابها ).
أقول: في إسناده : محفوظ بن بَحْر ، وهو الأنطاكي.
قال الذهبي: ( كَذّبَـه أَبو عَرُوبَة ).
وقال برهان الدين العجمي بعد ما ذكـر له هـذا الحـديث: ( من وضـعه وأكاذيبه ).
الوجه الثامن: رجل من أهل الشام عن هشام.
قال الدارقطني في حديث أبي الصلت هذا عن أبي مـعاوية:
( إنَّ أبا الصلت وضـعه على أبي مـعاوية ، وسرقه منه جماعة ، فحدثوا به عن أبي مـعاوية ، منهم: … ، ورجل كذّاب من أهل الشام ، حـدّث به عن هشام ، عن أبي معاوية ).
أقـول: لم أقف على إسناده ، ويكفينا قول الدارقطني فيه.
تنبيهان:
الأول: قول الدارقطني : ( أن أبا الصلت وضعه ) ، فيه نظر ، وقد عرفت فيما سبق أنه قد تابعه الفيدي عن أبي معاوية.
الثاني: لم أقف على اسم الرجل ، وليس هذا بضار لأنه كذّاب ، كما قال الدارقطني.
الوجه العاشر: جـعفر بن محمد أبو محمد الفقيه البغدادي.
أخرجه الخطيب البغدادي في: ( تاريخه ) ، ومن طريقه ابن الجوزي في: (الموضوعات ) ، عن محمد بن عبد الله أبي جعفر الحضرمي ، حدثنا: جعفر بن محمد البغدادي ، أبو محمد ، الفقيه ـ وكان في لسانه شيء ـ، حدثنا: أبو معاوية ،عن الأعمش ، عن مجاهد ، عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله ـ  ـ ، يقول: ( أنا مدينة العلم ، وعلي بابها ، فمن أراد العلم فليأت الباب ).
قال أبو جعفر مـطين: (لم يرو هذا الحديث عن أبي معاوية من الثقات أحد ، رواه أبو الصلت فكذبوه ).
وقال الذهبي: ( جعفر بن محمد الفقيه ، فيه جهالة ).
وحكم على الحديث بأنه موضوع.
أقول: قد جاء في إسناد الخطيب البغدادي بأن جعفر بن محمد الفقيه كان في لسانه شيء ، فلعل في هذه اللفظة إشارة إلى أنه كان يكذب ، وإلاّ فقول أبي جعفر مطين بعد ذكر الحديث ، فيه إشارة إلى عدم صحة الإسناد ، وجعفر بن محمد الفقيه متهم فيه ، ولعله سرقه من أبـي الصلت ، وقد سبق من قول أبي زرعة الرازي ـ قريباً ـ أنَّ: ( حديث أبي معاوية ، عن الأعمش ، عن مجاهد ، عن ابن عباس: أنا مدينة الحكمة ، وعلي بابها ، كم من خلق قد افتضحوا فيه ) .

__________________
قال الله تعالى:وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ .أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْيَاء وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ



رد مع اقتباس