عرض مشاركة واحدة
  #22  
قديم 2010-11-08, 10:25 PM
إبن ملجم إبن ملجم غير متواجد حالياً
عضو جديد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-10-27
المشاركات: 47
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو جهاد الأنصاري مشاهدة المشاركة
ثم يسألنى :

"هل يكفي السند القوي؟ أم يجب أن يكون المتن قوي أيضـاً؟"

فأجيته :

لا ، لا يكفى أن يكون السند قوياً فقط ، بل يجب أن يكون متن الحديث قوياً أيضاً.
فالحديث يتكون من :
1- سند.
2- متن.

ويشترط لصحة الحديث أن يكون السند قوياً والمتن ليس به علل. فصحة الإسناد هى التى يختص بها علم الجرح والتعديل ، أم صحة المتن فهى التى يختص بها علم العِـلل.

وحتى يتضح هذا يجب أن نعرف ما هو تعريف الحديث الصحيح ، وما هى شروطه.
فالحديث الصحيح : هو ما اتصل إسناده برواية العدول الضابطين بلا شذوذ ولا علة.
وشروطه خمسة :
1- اتصال السند.
2- عدالة الرواة.
3- ضبط الرواة.
4- الخلو من الشذوذ.
5- الخلو من العلة.

والبنود الثلاثة الأولى هى التى يختص بها علما التخريج و(الجرح والتعديل) ، أما البندين الآخيرين فهما مما اختص بها علم العلل.

ونجد كثير من المحققين خاصة المعاصرين منهم من تجده عندما يحقق حديثاً ما يقول : (حديث صحيح الإسناد) ، ولا يقول : (حديث صحيح) وهذا من فقههم وعلمهم وورعهم ، فالأولى تعنى صحة الشروط الثلاثة الأولى ، أما الثانية فتعنى صحة الشروط جميعاً.

ذلك أنه قد يكون فى بعض الأحاديث من العلل ما قد يخفى عن الكثيرين ، وقديماً قالوا : (معرفة العلل إلهام).

ولقد اشتهر من علماء العلل الكثير من أمثال البخارى ومسلم وأحمد بن حنبل والرازيين (أبو حاتم وأبو زرعة) والدارقطنى وغيرهم كثير ، وقد صنفت فى هذا العلم الكثير من المؤلفات. كما تحكم هذا العلم العديد من القواعد والأصول العلمية المهمة.

كما نلاحظ أنه فى أحيان كثيرة يكون النظر إلى المتن هو العامل الأساس المؤدى إلى ضعف الحديث ، خاصة ما إذا كان بالمتن ما نسميه (نكارة بالمتن) وهى أن يحوى المتن شيئاً مخالف للعقيدة. مثال :

الحديث المشهور الذى يرويه أصحاب السنن عندما سافر النبى صلى الله عليه وسلم إلى الطائف وفى حال عودته دعا فقال : (إلى من تكلني؟ إلى عدو يتجهمني أم إلى قريب ملكته أمري؟) وهنا نكارة شديدة فى المتن ، وهى التى دفعت وراء البحث فى هذا الحديث ، إذ كيف يقول النبى صلى الله عليه وسلم هذا الكلام وهو أعلم الناس بربه!؟ ألا يدرى إلى من يكله الله ، وكان هذا السبب هو وراء البحث فى سند الحديث وثبت ضعفه.

كذلك الحديث المروى فى أذكار الصباح والمساء : (اللهم إنى أصبحت أشهدك وأشهد ملائكتك وحملة عرشك وجميع خلقك أنك أنت الله ...) نعم أشهد الله لأنه علام الغيوب ، فكيف أشهد ملائكته وحملة عرشه وجميع خلقه!؟ والحديث سنداً لا يصح.

ولكن يجب الإشارة إلى نقطة مهمة جداً وهى أنه ليس لكل أحد أن يضعف حديثاً قد صح سنده ، ذلك أن علم العلل هذا يتطلب علماً جماً وإحاطة شبه كاملة بأمور الدين ، وليس لكل أحد أن يقول هذا الحديث لا يصح لأنه متنه به نكارة ، أو أن متنه به شئ يخالف العقل أو أمثال هذه الكلمات إذ أن القاعدة الأساسية فى هذا العلم هو صحة المتن بناءً على صحة الإسناد. ثم يتبقى مرحلة الاستدلال.

ماقلته ينسف المنهج الذي يعتمده أهل السنة في تلقي الحديث و هو حجة أخرى للقرآنيين.
تعترفون أن هناك أحاديث رواها عدول و ظابطين و مع ذلك
تجزمون أنه لا يمكن أن تكون صدرت من الرسول ص.
إذن هنا ك خلل من أين أتت تلك الأحاديث و هل كذب الرواة أو سهوا أو دس آخرون عليهم.?
ثم من بعدما تبين لنا هذا كيف نتأكد أن الأحاديث التي نعتبرها صحيحة الإسناد و المتن(مع ملاحظة أن تقييم المتن هو نسبي
و يختلف حسب العلماء و الزمان و المكان) أنها فعلا صدرت من الرسول صلى الله عليه و سلم.
رد مع اقتباس