عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 2010-12-17, 03:47 AM
hamdochi hamdochi غير متواجد حالياً
عضو نشيط بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-11-12
المكان: المغرب
المشاركات: 179
افتراضي

68- قال محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر بن عاشور:

(( وقال جماعة: المراد من لم يحكم بما أنزل الله مَن ترك الحكم به جحداً له، أو استخفافاً به، أو طعناً في حقّيته بعد ثبوت كونه حكم الله بتواتر أو سماعه من رسول الله، سمِعه المكلّف بنفسه. وهذا مروي عن ابن مسعود، وابن عبّاس، ومجاهد، والحسن، فــ { من } شرطية وتركُ الحكم مُجمَل بيانُه في أدلّة أخر. وتحت هذا حالة أخرى، وهي التزام أن لا يحكم بما أنزل الله في نفسه كفعل المسلم الّذي تُقام في أرضه الأحكام الشرعية فيدخلُ تحت محاكم غير شرعيّة باختياره فإنّ ذلك الالتزام أشدّ من المخالفة في الجزئيات، ولا سيما إذا لم يكن فعله لجلب منفعة دنيوية.

وأعظمُ منه إلزام النّاس بالحكم بغير ما أنزل الله من ولاة الأمورِ، وهو مراتب متفاوتة، وبعضها قد يلزمه لازم الردة إن دلّ على استخفاف أو تخطئة لحكم الله.

وذهب جماعة إلى التأويل في معنى الكُفر؛ فقيل عُبّر بالكفر عن المعصيّة، كما قالت زوجة ثابت بن قيس «أكره الكُفر في الإسلام» أي الزّنى، أي قد فعل فعلاً يضاهي أفعال الكفّار ولا يليق بالمؤمنين، وروى هذا عن ابن عبّاس. وقال طاووس «هو كفر دونَ كفر وليس كفراً ينقل عن الإيمان». وذلك أنّ الّذي لا يحكم بما أنزل الله قد يفعل ذلك لأجل الهوى، وليس ذلك بكفر ولكنّه معصيّة، وقد يفعله لأنّه لم يره قاطعاً في دلالته على الحكم، كما ترك كثير من العلماء الأخذ بظواهر القرآن على وجه التّأويل وحكموا بمقتضى تأويلها وهذا كثير)).[104]




69- قال الفخر الرازي:

((قال عكرمة: قوله ( ومن لم يحكم بما أنزل الله ) انما يتناول من أنكر بقلبه وجحد بلسانه, أما من عرف بقلبه كونه حكم الله, وأقر بلسانه كونه حكم الله, الا أنه أتى بما يضاده فهو حاكم بما أنزل الله تعالى, ولكنه تارك له, فلا يلزم دخوله تحت هذه الآية, وهذا هو الجواب الصحيح, والله أعلم )).[105]






70- قال العلامة فيصل آل مبارك:

(( وقوله تعالى :﴿ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ﴾. قال ابن زيد : هم من حكم بكتابه الذي كتب بيده ، وترك كتاب الله ، وزعم أن كتابه هذا من عند الله ، فقد كفر . وعن طاوس عن ابن عباس : ﴿ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ﴾ . قال : هي به كفر ، وليس كفرًا بالله وملائكته وكتبه ورسله . وقال عطاء : كفر دون كفر ، وظلم دون ظلم ، وفسق دون فسق . وقال الحسن : نزلت في اليهود ، وهي علينا واجبة . وقال ابن عباس : من جحد ما أنزل الله فقد كفر ، ومن أقرّ به ولم يحكم فهو ظالم )).[106]





71- قال فضيلة الشيخ العلامة عبد الرحمن محمد الدوسري –رحمه الله :

(( وقوله سبحانه((وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ)): الأصح أنها عامة في أهل الكتاب وغيرهم من كل جاحد شرع الله, أو لا يعتقد أحقيته, أو يعتقد أنه لا يصلح لهذا العصر ولا يساير التطور, كمنطق قوانين القوميين وفلاسفتهم, ممن يزعم ذلك ويزعم أن حدود الله قاسية, فهذا النوع من الناس لاشك في كفره, بل كفره كفر ردة أشد وأفظع من كفر اليهود الأصلي والعياذ بالله )).[107]






72- قال مصطفى صبري:

(( فإذا خرجت حكومة أمة مسلمة عن حدود دين الأمة من غير ادعاء لنفسها حق الإنفصال عن الدين، كانت حكومة فاسقة كأحد المذنبين من أفراد المسلمين، ولم تكن حكومة مرتدة عن الإسلام، لأنها فصلت الدين عن الدولة عملياً لا علمياً واعتقادياً فينطبق عليها قول الله –تعالى-:{وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}.

أما إذا خرجت عن حدود الدين مدعية لكون الخضوع لأمر الدين ونهيه واجبا على الأمة دون الحكومة، فهذا فصل الدين عن الدولة مبدئياً أي عملياً واعتقادياً، وهذا ارتداد عن الإسلام وارتداد الأمة معها إذا رضيت هذه الحالة لحكومتها أو كانت في حكم الراضية بأن تكون الحكومة حكومة برلمانية تحكم بالنيابة عن الأمة فينطبق عليها حينئذ قوله –تعالى-:{وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ})).[108]



يتبع بعون الله ...............
رد مع اقتباس