عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 2010-12-18, 02:35 AM
سيف السنه سيف السنه غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: 2009-07-13
المشاركات: 1,371
افتراضي

الحلقة
(13)


الشهادتان لا تكفيان عند الإباضية حتى تضيف إليهما ...!!!

(منقول باختصار وتصرف)
أبو جهاد الجزائري


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه واتبع هداه
أما بعد
فإن شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله
هما شعار الإسلام وعنوان الخروج من الكفر إلى الإيمان .

ومع ظهور هذا الأمر ووضوحه إلا أن نحلة الضلال من بني إباض

ادعوا أن الشهادتين قاصرتين عن الكفاية في الدخول في الإسلام
حتى يضاف إليهما عبارة
( وأن جــميــع مـا جـاء بـه مـن عـند الله)

فإذا اقتصر المسلم على الشهادتين دون هذه العبارة الزائدة لم يعدوه داخلا في الإسلام إلا على قول لأحد علمائهم.

وسوف تجد أخي المخلص فيما يأتي هذه الحقائق:

1- الإباضية لا يقيمون حد الردة على يهودي نطق بالشهادتين ثم أنكر الإسلام.

2- تعليلهم ذلك بأن الشهادتين غير كافيتين في الدخول في الاسلام حتى يضيف إليهما (وأن جميع ما جاء به من عند الله).
3- نص السالمي على أن الجملة هي الشهادتين مع زيادة (وإن ما جاء به محمد من ربه هو الحق).
4- ونص الخليلي على ذلك أيضا.

قال السالمي في (تحفة الأعيان 1/134-135) في ذكر إمامة عبد الملك بن حميد:
"وذكر الإمام الصلت بن مالك قال:
وصل كتاب من والي صحار، إلى الإمام عبد الملك بن حميد،
يذكر فيه أن يهوديين اقتتلا بالساحل،
فقال أحدهما:" أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله"
قال: أعينوا أخاكم المسلم،
ثم أنكر ولم يقر بالإسلام.

فجمع عبد الملك بن حميد الأشياخ،
فأرادوا أن يجيبوا فيه جوابا، كأنهم يرون ذلك يلزمه،

ثم كتبوا إلى موسى بن علي رحمه الله،

فكتب أن يشد على اليهودي ويهدد بالقتل،
فإن أسلم قبل منه، وإلا فلا قتل عليه.

وقال أبو عبد الله: إنما لم يلزمه القتل لأنه لم يقر بجملة الإسلام،

لأن القول الذي يلزمه فيه الإسلام، ويجب عليه القتل في تركه إذا قال:

"أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله،
وأن جـــــميـــــع مـــــا جــــــاء بـــــه مـــــــن عـــنــــد الله!!! "
قال : فهذا الذي يدخل به في الإسلام
ويخرج به من الشرك".اهـــ.

وقال السالمي في (مشارق أنوار العقول:183)
في الباب الأول في الجملة وبيان كيفية لزومها:

" والجملة هي عبارة عن شهادة أن لا إله إلا الله
وأن محمد رسول الله
وإن ما جاء به محمد من ربه هو الحق".


وقال المفتي الإباضي أحمد بن حمد الخليلي
في تعليقه على (مشارق أنوار العقول للسالمي:181-182)
في الكلام على الركن الثاني في بيان الجملة وتفسيرها وما يشتمل عليها:

" التعبير بالجملة وتفسيرها مما اصطلح عليه أصحابنا رحمهم الله،
ولا وجود لهذه العبارة في كتب أصحاب المذاهب،
لذلك استشكل هذا الاصطلاح معظم الذين وقفوا منهم على هذه العبارة في آثار أئمتنا.
وهذا يدعونا إلى إيضاح ذلك كما تعارف عليه علماؤنا.

المقصود بالجملة شهادة أن لا إله إلا الله
وأن محمدا رسول الله
وأن ما جاء به حق من عند الله.

ومن العلماء من يكتفي بالفقرتين الأوليين؛
لأن الشهادة لمحمد - عليه أفضل الصلاة والسلام - بصدق الرسالة تتضمن تصديقه في كل ما أخبر به عن الله سبحانه،
وهذه طريقة قطب الأئمة رضوان الله تعالى عليه ".

وهذا التعليل من الخليلي الإباضي تعليل عليل
فهو قد ذكر قولين في المذهب
الأول: أن الجملة هي الشهادتين مع تلك الزيادة.
الثاني: أن الجملة هي الشهادتين فقط.
وبدل أن يعلل لمصيبتهم الأولى ومذهبهم الفاسد
ذهب يعلل للقول الثاني الذي لا إشكال فيه عند أحد.
فانظر إلى الجهل والغباء كيف يفعل بأهله.
هذا هو مفتيهم فكيف بمستفتيهم؟!!!!
هذا هو إمامهم فكيف بالمؤتمين به؟!!

وهذه هي شهادة الإسلام وضلال الخوارج الإباضية فيها
فكيف بضلالهم فيما بعدها.

وانظر إلى عدم قبولهم الإسلام ممن يقول الشهادتين حتي يزيد تلك الزيادة الباطلة.

وأن من يقبل منهم ذلك فإنما هو على قول لأحد إئمتهم حسب

مع أن هذا هو دين النبي صلى الله عليه وسلم وسيرته وسيرة أصحابه

فأي مشاقة هذه المشاقه وأي جهل هو هذا الجهل.


وفي (الدليل والبرهان 2/149-150) لأبي يعقوب يوسف بن إبراهيم الوارجلاني ،
طبع وزارة التراث القومي والثقافة بسلطنة عمان 1403هــ - 1983م :

"ولقد سألت الشيخ يحيي بن أبي بكر ، رضي الله عنه،
عن هذه المسألة المذكورة في الجملة التي يدعو إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم خصوصا.

فقلت له : فمن أين وجبت علينا الشهادة : (أن ما جاء به حق) ؟

قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو المشركين إلى الإيمان
فمن أظهر الإيمان وقبله ودخل فيه اجتزأ عنه ، أو قال : صدقت . أو قال : نعم يا رسول الله.
أو سأل عن فريضة أو حاجة ، فمهما ظهر منه القبول لهذه الدعوة ، قبل عنه.

فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
وأظهر أهل الكتاب أنه رسول إلى الإميين دونهم ،
خرج المسلمون [كذا] من أراد الدخول إلى النطق بالشهادة على الله :
أنه لا إله إلا هو ، وأن محمدا رسول الله ، (((وأن ما جاء به حق من عند الله ))).

وقد ذكر في كتاب الترمذي ، وهو من الكتب الصحاح في الحديث.
وروى عن ربعي بن خراش عن علي بن أبي طالب :
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: والله لا يؤمن أحدكم حتى يؤمن بأربع :
شهادة أن لا إله إلا الله ، وأني رسول الله ،
ويشهد أن الذي جئت به هو الحق من عند الله ،
ويؤمن بالقدر خيره وشره.

وفي قول الله عز وجل بعض الإشارة إلى القول : بأن ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم هو الحق ،
قال الله عز وجل : (لتجدن أشد الناس عدواة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا )
إلى قوله : ( وما لنا لا نؤمن بالله وما جاءنا من الحق ونطمع أن يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين فأثابهم الله بما قالوا )
فأثبتوا لهم القول في أن الذي جاء به محمد هو الحق .

وذكرت فرز ما لا يسع الناس جهله ، وقد تقدم القول في الإيمان بالله اعتقادا وقولا.
وكذلك محمد صلى الله عليه وسلم تصديقا ونطقا ،
وقد قرنه الله تعالى عند ذكره معه بقوله : ( ورفعنا لك ذكرك ) ،
وقوله في التشهد : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله.

وقوله في الأذان : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله !!!!!

وربما كان هذا في أول الإسلام كما قال الشيخ يحيي بن أبي بكر رضي الله عنه ،

وحمل الأمة [كذا !] لا يرون النطق بالشهادة على أن ما جاء به حق .
ويجتزئون بقولهم : أشهد أن محمدا رسول الله .

فهذه الكلمات الثلاث عندنا : هي الجملة التي يدعو إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، في أيامه وعلى عهده."

=======

وفي هذا النص يظهر التناقض بين القول بأن الزيادة على الشهادتين كانت بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم
وبين قوله في الأخير أنها هي الجملة التي يدعو إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم في أيامه وعلى عهده.

وكذلك إقرارهم بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكتفي بما هو أقل من هذه الجملة ممن أسلم
سواء كان من قبل مشركا أو يهوديا أو نصرانيا.
ومع ذلك لم يسعهم ما وسع رسول الله صلى الله عليه وسلم .!!!!

ثم تعليلهم لإيجاب هذه الزيادة على الشهادتين
بأن أهل الكتاب قد أظهروا القول بحصر بعثة النبي صلى الله عليه وسلم على الأميين
وهو تعليل عليل : إذ كان ينبغي في هذه الحالة أن يضيفوا إلى الشهادتين أنه مبعوث إلى العالمين.
لا أن ما جاء به حق وصدق من عند الله فحسب.
وذلك لأن القائلين من أهل الكتاب بأن النبي صلى الله عليه وسلم مبعوث إلى الأميين فقط
يقرون بنبوته الخاصة ، والنبي لا يكون كاذبا ، ولا يكون ما جاء به عن الله إلا حقا .
ولهذا احتج شيخ الإسلام على النصاري القائلين بهذا القول : أنهم يلزمهم الإقرار بنبوته صلى الله عليه وسلم للعالمين.
لأنه أخبر بذلك ، وخبره لا يكون إلا صادقا، لأنه نبي.
والنبي لا يخبر بكذب ،
فلزمهم الإيمان بأنه رسول للعالمين أجمعين بمجرد خبره الصادق.
ولذا فهؤلاء لا ينكرون أنه نبي صادق ، ولكن ينكرون أنه مبعوث للعالمين.
فوجب على قياس الإباضية أن تكون صيغة الجملة الزائدة هو : وأنه مبعوث للعالمين (مثلا).

علما أن القول الذي كان أكثر ظهورا من قول هذه الطائفة من أهل الكتاب بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم :
إنما هو قول أهل الردة المدعين لنبوة غيره صلى الله عليه وسلم ، والمنكرين لختم النبوة به صلى الله عليه وسلم .
ولذا كان ينبغي على قياس الإباضية أن تكون الجملة الزائدة على الشهادتين هي:
((( وأنه خاتم النبيين والمرسلين ))).

وهكذا كلما ظهر قول من أقوال أهل الضلال وجب على قياس الإباضية أن يزيدوا في جملة الشهادتين حتى تكون كتابا كاملا.
ومن لم يكفه هدى الله الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ، ولم يسعه ما وسعه ووسع أصحابه فلا وسع الله عليه.


وأما الحديث الذي ذكره القائل، فهو في الترمذي بغير ذلك اللفظ ، وإنما لفظه :

(حدثنا ‏ ‏محمود بن غيلان ‏ ‏حدثنا ‏ ‏أبو داود ‏ ‏قال أنبأنا ‏ ‏شعبة ‏ ‏عن ‏ ‏منصور ‏ ‏عن ‏ ‏ربعي بن حراش ‏ ‏عن ‏ ‏علي ‏ ‏قال ‏
‏قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم :
‏ لا يؤمن عبد حتى يؤمن بأربع:
يشهد أن لا إله إلا الله
وأني ‏ ‏محمد ‏ ‏رسول الله بعثني بالحق
ويؤمن بالموت وبالبعث بعد الموت
ويؤمن بالقدر ) .

وللحديث ألفاظ أخرى عند غير الترمذي وليس فيها ((ويشهد))) أن الذي جئت به هو الحق من عند الله .

وليس في الحديث دلالة على اشتراط لفظ زائد عن الشهادتين ،
وإلا للزم أن تدخل بقية المعطوفات على الشهاديتن .
فتكون صيغة الشهادة حينها : إشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ،
وأن ما جاء به الحق من عند الله ، وأن الله يبعث من يموت ، وأن كل شيء بقدر الله.

فهل يقول قائل بأن هذه الجملة هي الشهادتان ؟!
وأنه لا يصح دخول الإسلام لمن اقتصر على لا إله إلا الله محمد رسول الله ؟!

===
ولو أن الإباضية اقتصروا على شرح هاتين الشهادتين وذكر أركانها وشروطها وبيان حقيقة
معناها ، ونواقضها لكان لهم في ذلك سعة ومندوحة عن هذا التخبط والضلال.

وهذا نص للإباضية يدل على عدم اكتفائهم بالشهادين في دخول الإسلام
سواء كان الداخل إلى الإسلام قبل ذلك كافرا أصليا أو مرتدا.
بل استحسان أحد علمائهم لأن يزاد على زيادة : ( وأن ما جاء به محمد من عند الله هو الحق.
) جملة رابعة وهي : (وأنه بريء من كل دين يخالف الدين الذي دعا إليه محمد صلى الله عليه وسلم )
وتعليل هذه الزيادة الرابعة هو نفس تعليل الزيادة السابقة لها وهذا التعليل هو :
(فإن من الكفار من يقول أن محمدا رسول الله إلى العرب دون غيره)
وفي هذا دليل على أنه تعليل عليل.

والله أعلم بما عند الإباضية من الزيادات على الشهادتين بعد ذلك .



======

قال السالمي في (مشارق أنوار العقول :527) عن المشركين والمرتدين:

" قوله (ليس لهم واق سوى الإيمان) :
أي ليس لهؤلاء المذكورين حافظ يحفظهم من سيوف المسلمين ومن غنم أموالهم وسبي ذراريهم
غير التصديق بالله ، وأنه لا شريك له في ذلك من كمالاته ولا يشابهه شيء من مخلوقاته والتصديق بنبيه والشهادة له بأنه رسول الله
وأن ما جاء به هو الحق مجملا ومفصلا.

قوله (كذاك حكم راجع عن دينه )
وهو المرتد فحكمه حكم عبدة الأوثان في أنه لا يقبل منه جزية لا صلح و لا تحل ذبيحته ولا مناكحته ولا موارثته
وليس له شيء يحفظه من سيوف المسلمين إلا الإسلام
سواء رجع عن دين الإسلام إلى عبادة الأوثان أو إلى دين اليهودية أو النصرانية أو المجوسية
أو نحو ذلك بحديث (من بدل دينه فاقتلوه)

ويكفي في دخوله في الإسلام أن يقر بالجملة التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو إليها .

وفي الأثر ما نصه:
والراجع إلى الإسلام كالمبتدي،
ودخولهما فيه سواء لا فرق بينهما وهو أن يقول
أشهد أن لا إله إلا الله
وأشهد أن محمدا رسول الله ،
وأن ما جاء به محمد من عند الله هو الحق.
كذلك قال علماؤنا .
فإن لم يقر بما جاء به من عند الله لم يكن مؤمنا حتى يقول ذلك.

قال أبو محمد : ويعجبني أن لا يعذر من قول : وأنه بريء من كل دين يخالف الدين الذي دعا إليه محمد صلى الله عليه وسلم ،

فإن من الكفار من يقول أن محمدا رسول الله إلى العرب دون غيره.

انتهى ."
رد مع اقتباس