الموضوع: إذا صح الايمان
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2010-12-27, 09:43 PM
سيف سيوف سيف سيوف غير متواجد حالياً
عضو فعال بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-12-13
المشاركات: 55
افتراضي إذا صح الايمان



إذا صح الإيمان عظّم العبد ربه وتعامل معه معاملة الصادق الهيّاب الوجل الذي يعظم أمره ونهيه, ويشهد منته عليه وأنه بالله لا بنفسه. قال تعالى : {وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ }([1]) فهو العظيم سبحانه الذي لا أعظم منه، الكبير الذي لا أكبر منه، العليم الذي يعلم السر والخفيات، السميع الذي وسع سمعه الأصوات، البصير الذي لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السموات.


قال ابن القيم رحمه الله : ((يدبر أمر الممالك ويأمر وينهى ويخلق ويرزق ويميت ويحيى ويقضي وينفذ ويعزل ويذل ويقلب الليل والنهار ويداول الأيام بين الناس.


والرسل من الملائكة عليهم الصلاة والسلام بين صاعدٍ إليه بالأمر ونازلٍ من عنده، وأوامره على تعاقب الليل والنهار نافذة بإرادته ومشيئته، يسمع ضجيج الأصوات باختلاف اللغات على تفنن الحاجات، فلا يشغله سمع عن سمع، ولا يغلطه كثرة المسائل ولا يتبرم بإلحاح الملحين ذوي الحاجات، وأحاط بصره بجميع المرئيات فيرى دبيب النملة السوداء على الصخرة الصمّاء في الليلة الظلماء، فالغيب عنده شهادة، والسر عنده علانية، يعلم السر وأخفى، قال الله تعلى : {يَسْأَلُهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ}([2]) يغفر ذنباً ويفرج همّاً، ويكشف كرباً، ويجبر كسراً ويغيث لهفان، ويفك عانياً، ويشبع جائعاً، ويكسو عارياً ويشفي مريضاً، ويعافي مبتلى، ويقبل تائباً، ويجزي محسناً، وينصر مظلوماً، ويقصم جباَّراً، ويقيل عثرةً، ويستر عورة، ويؤمن روعة، ويرفع أقواماً ويضع آخرين، لا ينام سبحانه, ولا ينبغي له أن ينام، حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه، يمينه ملأى لا تغيضها نفقة، سحاء الليل والنهار, قلوب العباد ونواصيهم بيده، وأزمة الأمور معقودة بقضائه وقدره، يقبض سمواته كلها بيمينه الكريمة، والأرض بيده الأخرى، ثم يهزّهن ثم يقول أنا الملك أين الجبارون أين المتكبرون.


قال تعالى : {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}([3]) فلا يتعاظمه ذنب أن يغفره, ولا حاجة يُسألها أن يعطيها، لو أن أهل سماواته وأهل أرضه وأنسهم وجنهم وحيهم وميتهم ورطبهم ويابسهم قاموا في صعيد واحدٍ فسألوه فأعطى كلاٍّ منهم مسألته، ما نقص ذلك مما عنده مثقال ذرة, ولو أن أشجار الأرض كلها أقلام والبحر كله ووراءه سبعة أبحر نمده فكتب بتلك الأقلام وذلك المداد لفنيت الأقلام ونفد المداد ولم تنفد كلمات الخالق تبارك وتعالى))([4])


فما أعظم الله وأجل سلطانه! وما أحوج القلوب لتتذكر عظمة الله وهيمنته وآلاءه في الكون والنفوس، وما أفقر القلب لاستشعار أسماء الرب جل جلاله،











([1]) النحل: (53)




([2]) الرحمن: (29)




([3]) الزمر(67)
__________________
آذوا رسول الله فماذا بعدها!؟
*فليبشروا بالذل والخزي المهين*
...

ياذاكر الأصحاب كن متأدبآ


...

أهـل العمـائم يتنكـرون بإسـلامنا وهـم أعـدائنـا
رد مع اقتباس