يجب علينا أن ننظر إلى الكلام من حيث :
من قال؟
وكيف قال؟
ولماذا قال؟
وأبدأ بالأخيرة :
فمن الواضح أن كل هذه الأقوال التى تثور هذه الأيام تقال ممالأة لغير المسلمين ونفاقاً لهم على حساب الدين.
فعندما يستنكر مستشرق أن يتزوج نبينا
![صلى الله عليه وسلم](http://www.ansarsunna.com/vb/images/smilies/sala.gif)
من فتاة صغيرة السن ، تجد ضعاف العلم ينبرون للدفاع عما يجب عليهم السكوت عنه وعدم الخوض فيه وترك أهل العلم ليقولوا بقولهم ، فيفسدون من حيث يريدون الإصلاح!
فكان جُلّ هدفهم هو نفى ما أجمعت عليه الأمة طيلة أربعة عشر قرناً من الزمان ، بهدف ماذا؟ بهدف التجمل أمام الآخر ، وكأن ما يقوله هو عين الصواب وأن ما عليه نحن هو الخطأ الذى يجب أن نتبرأ منه ونستغفر الله منه!!
وقبل أن أغادر هذه المسألة فإنى قد كلفت بعض من سيردون عليك بمزيد من العلم فى هذه المسألة وسيأتون إليك بروايات من الإنجيل تخبر أن هناك حالااااااات كثيرة ممثالة للزواج من فتيات صغيرات وقعت عند النصارى.
فعلى ما يبدو أن حتى الطاعن فى هذا الأمر من المساشرقين ، ليس فقط جاهلاً بديننا بل هو أيضاً جاهل بدينه هو أيضاً. وإن كان ما عندنا مما يُستنكر فوب عليه أن يستنكر ما عنده هو قبل أن يرمينا به!!!
=
الأمر الثانى
من قال؟
هل من قال هذا الكلام هو من أهل العلم؟ أو من طلاب العلم أو ما يمس للعلم الشرعى بصلة أم لا؟؟
واضح أن الضيف المتحدث ( خالد البدرى ) وهو ليس متخصصاً لا فى علم الحديث ولا حتى فى الفقه قد نقل نقلاً واعتنق قولاً لمجرد صحفى علمانى!!!
وهذا عجيب. وقد أخبر النبى
![صلى الله عليه وسلم](http://www.ansarsunna.com/vb/images/smilies/sala.gif)
المعصوم أن من ورائنا سنوات خداعات يُصدق فيه الكذوب ، ويُكذّب فيها الصادق ، ويُخوّن الأمين ، ويؤتمن الخائن ، وينطق الرويبضة!! فسألوا عن الرويبضة فقال
![صلى الله عليه وسلم](http://www.ansarsunna.com/vb/images/smilies/sala.gif)
: ( الرجل التافه يتحدث فى أمور العامة ) أو كما قال
![صلى الله عليه وسلم](http://www.ansarsunna.com/vb/images/smilies/sala.gif)
.
هؤلاء هم العلمانيون!!
===
كيف قال؟
ملخص الحوار أنهم استندوا إلى رد حديث أجمعت عليه الأمة وهو فى صحيح البخارى بحديث آخر فى معجم الطبرانى!!!
وهذا من نسيج العجب ، الذى يُذهب بلب الرجل الحازم.
طبعاً واضح أن القضية ليست التماس الحق بقدر ما هى البحث عن أى شبهة دليل تؤيد الرأى الذى تم وضعه مسبقاً قبل بدء عملية البحث.
فلو وضعنا البخارى فى كفة والطبرانى فى كفة ، لرجح البخارى بعشرة من أمثال الطبرانى وأكثر ، ولو وضع صحيح البخارى فى كفة ومعجم الطبرانى فى كفة أخرى ، لرجح صحيح البخارى بعشرات من معاجم الطبرانى الثلاثة ( الكبير والأوسط والصغير ).
لو ضعنا هذه الثلاث امام ناظرينا - هكذا بشكل عام - وقبل بحث المسألة لرجحت عندنا ما اتفق عليه أهل العلم من صحة حديث السيدة عائشة ومن صحة زواجها من النبى
![صلى الله عليه وسلم](http://www.ansarsunna.com/vb/images/smilies/sala.gif)
وهى بنت ست سنوات ، وبناؤه لها وهى بنت تسع سنوات!!
وقد تراءى لى كذب احب المقال الأصلى الذى أخذوا جميعاً عنه فى مسألة وفاة السيدة أسماء بنت أبى بكر والتى على أساسها قاس وحسب عمر السيدة عائشة رضى الله عنها.
حيث زعم صاحب الشبهة أن أهل التاريخ قد أجمعوا على وفاة السيدة أسماء عام ثلاثة وسبعين من الهجرة!!!
لاحظوً ( أجمعوا ) ولا حظوا ( التاريخ ) وهذا كذب فلا هم أجمعوا ولا اصحاب التاريخ يعتد بقولهم فى الأمر إنما هو اصحاب الحديث والمتحققين من الروايات.
وأضع الآن بين أيديكم ما ذكره المزى فى تهذيب الكمال عن تاريخ وفاة أسماء فقال : (
و اختلف فى مكثها بعد ابنها عبد الله ، فقيل : عاشت بعده
عشرة أيام ، و قيل :
عشرين ، و قيل : بضعة و
عشرين يوما حتى أتى جواب عبد الملك فأنزل ابنها من الخشبة ، و ماتت و قد بلغت مئة سنة . ) فهذا تكذيب لكلمة الإجماع التى أطلقها الجاهل جزافاً ناهيك عن الفرق بين عشرة أيام وعشرين سنة!!!!
يتبع ..