عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 2011-01-09, 04:22 AM
سيف السنه سيف السنه غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: 2009-07-13
المشاركات: 1,371
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الهمام المهاجر مشاهدة المشاركة
المشكلة أنك تدين نفسك بنفسك في استدلالك ..........وكما ارى أمامي أقوال الفقهاء في الآية الكريمة بين متشدد إلى متأول فيها.......وهي احتمالات قائمة : والقاعدة الأصولية تقول : ( ما تطرق اليه الاحتمال بطل به الاستدلال ) , على كل ليس هذا هو الدليل الوحيد كما يتخيل على كفر من حكم بغير ما اتزل الله , اليك بعضها :





قول الخصوم أنه لا يوجد دليل على كفر المشرعين ليس بغريب من جهمية هذا الزمان بل قد سبق أحد شيوخهم -خالد العنبري- إلى شر من هذا.

هذا العنبري قال عنه العالم الرباني حمود الشعيبي رحمه الله أنه من الجهمية الخلص وكذبه غير واحد من تلاميذ الشيخ محمد بن إبراهيم، ذكر في كتابه الحكم بغير ما أنزل الله أن أهل السنة مجمعون على عدم كفر المشرع إلا بالاستحلال فكذبته اللجنة الدائمة للإفتاء في بلاد الحرمين – وهم يزعمون أنهم شيوخهم- واتهمته بالكذب والتدليس وقالت هذا من الجهل أو سوء القصد -وأحلاهما مر-

أليسوا يقولون هؤلاء شيوخنا ؟ فلماذا لا يتبعونهم في هذا أم أن الدعوى كذب هي الأخرى ؟

السؤال عن الأدلة على هذا من القرآن –وهذا هو المقصود من هذه الكلمات- هو كمن يسأل عن أدلة كفر من يعبد غير الله، لن نستطيع حصرها في مجلس واحد وهي بالتتبع تنقسم إلى أقسام:

القسم الأول

الآيات تثبت الحكم لله وحده وتنفيه عن غيره سبحانه والحكم في العموم يشمل الحكم القدري والحكم الشرعي، كقوله تعالى على لسان يوسف عليه الصلاة والسلام و على وجه الحصر:
{ يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ * مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ } -يوسف-

وكذلك هم الجهمية لا يعلمون.

وقال سبحانه على لسان أبيه يعقوب:

{ وَقَالَ يَا بَنِيَّ لاَ تَدْخُلُواْ مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُواْ مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنكُم مِّنَ اللّهِ مِن شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ} -يوسف-

وقوله سبحانه:

{ قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَكَذَّبْتُم بِهِ مَا عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ} -الأنعام -

وقوله سبحانه بعد ذلك بآيات:

{ثُمَّ رُدُّواْ إِلَى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ أَلاَ لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ } -الأنعام-

وقوله سبحانه في سورة القصص:

{ وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} -القصص-

وقوله بعد ذلك أي في نفس السورة:
{ وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} -القصص-

القسم الثاني

يشتمل على الآيات التي تثبت الأمر لله وحده على وجه الحصر والأمر كذلك يشمل الأمر الكوني والأمر الشرعي الذي ينازع فيه المشرعون وأتباعهم، فمن ذلك قوله تعالى:

{ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} -الأعراف -

وقوله:

{ وَلِلّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} -هود -

وقوله سبحانه:

{ الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ} –الروم-

القسم الثالث

يشتمل على الآيات التي تنفي التعقيب على حكم الله سبحانه وتتوعد من يخالف ذلك وتصفه بالشرك وتنفي عنه الإيمان.

كقوله سبحانه:

{ أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللّهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} -الرعد-

وقوله:

{ وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} –القصص-

وقوله:

{ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً } –الأحزاب-

فماذا يفعل المشرعون في برلماناتهم إلا الاختيار من أحكام الشريعة ومن غيرها من أحكام طواغيت الشرق والغرب ؟

القسم الرابع

فيه الآيات التي تثبت أن المشرعين قد جعلوا أنفسهم أربابا من دون الله وسمى أتباعهم بالمشركين، وهذه ربوبية طاعة وليست ربوبية نسك كما بين النبي صلى الله عليه وسلم لعدي بن حاتم لما سأله عن قوله تعالى:

{ اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} –التوبة-

وقد قال تعالى أيضا:

{ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} -البقرة-

وقال أيضا:

{ وَلاَ يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُواْ الْمَلاَئِكَةَ وَالنِّبِيِّيْنَ أَرْبَاباً أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ} -آل عمران-

فدلت هذه الآيات على أن طاعة المشرعين في التحليل والتحريم تعني اتخاذهم أربابا ومخالفة دين الإسلام وكفر بالله العظيم ، نسأل الله حسن البصيرة في دينه وكتابه.

القسم الخامس

فيه الآيات التي تنفي الشريك في حكمه سبحانه وتصف المشرعين بالشرك والشركاء.

كقوله تعالى:

{ قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً (26)} –الكهف-

وقوله سبحانه:

{ أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } –الشورى-

وقوله سبحانه لا شريك له:

{ وَجَعَلُواْ لِلّهِ مِمِّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالأَنْعَامِ نَصِيباً فَقَالُواْ هَـذَا لِلّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَـذَا لِشُرَكَآئِنَا فَمَا كَانَ لِشُرَكَآئِهِمْ فَلاَ يَصِلُ إِلَى اللّهِ وَمَا كَانَ لِلّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَى شُرَكَآئِهِمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ * وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلاَدِهِمْ شُرَكَآؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُواْ عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ * وَقَالُواْ هَـذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لاَّ يَطْعَمُهَا إِلاَّ مَن نّشَاء بِزَعْمِهِمْ وَأَنْعَامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا وَأَنْعَامٌ لاَّ يَذْكُرُونَ اسْمَ اللّهِ عَلَيْهَا افْتِرَاء عَلَيْهِ سَيَجْزِيهِم بِمَا كَانُواْ يَفْتَرُونَ * وَقَالُواْ مَا فِي بُطُونِ هَـذِهِ الأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِّذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا وَإِن يَكُن مَّيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكَاء سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ إِنَّهُ حِكِيمٌ عَلِيمٌ * قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُواْ أَوْلاَدَهُمْ سَفَهاً بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُواْ مَا رَزَقَهُمُ اللّهُ افْتِرَاء عَلَى ال
لّهِ قَدْ ضَلُّواْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِين } –الأنعام-

القسم السادس

يتعلق بالإنكار من ابتغى غير دين الله وحكمه، كقوله تعالى:

{ أفَغَيْرَ دِينِ اللّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ } -آل عمران-

وقوله سبحانه:

{ أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ } –المائدة-

وقوله سبحانه:

{ أَفَغَيْرَ اللّهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الَّذِي أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ } –الأنعام-

والدين هو الطاعة فهل المشرعين في طاعة الله أم في طاعة شياطينهم ووساوسهم؟

القسم السابع

يتعلق بالتحليل والتحريم وآحاد التشريعات.

ومن حماقة الجهمية أنهم يكفرون العامي إذا استحل محرما أو حرم حلالا، ويجادلون في حكم من يجعل ذلك شرعا عاما ويلزم الناس به، وقد قال تعالى وهذا من أصرح الأدلة:

{ إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُحِلِّونَهُ عَاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عَاماً لِّيُوَاطِؤُواْ عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللّهُ فَيُحِلُّواْ مَا حَرَّمَ اللّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ } –التوبة-

والنسيء عين التشريع وهو كفر مزيد بنص الآية ولو لم تكن إلا هذه لكفتنا بكيف بها مع غيرها.

قال تعالى:

{ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } –البقرة-

فهم خالدون في النار لأنهم أصروا على قولهم إنما البيع مثل الربا وهذا عين ما نعيشه اليوم في بلاد المسلمين.

وقال تعالى أيضا:

{ مَا جَعَلَ اللّهُ مِن بَحِيرَةٍ وَلاَ سَآئِبَةٍ وَلاَ وَصِيلَةٍ وَلاَ حَامٍ وَلَـكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ } –المائدة-

وقال تعالى:

{ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَـذَا حَلاَلٌ وَهَـذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ } –النحل-

والذي لا يفلح مطلقا هو الكافر بلا خلاف.

القسم الثامن

يتعلق بالآيات التي تصف متبعي المشرعين بالشرك فمن باب أولى المشرعين أنفسهم.

قال سبحانه:

{ وَلاَ تَأْكُلُواْ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ } –الأنعام-

وقال أيضا:

{ إنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ * فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمْ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ } –محمد-

وأخيرا من غير قصد للإحاطة نذكر الآيات التي تأمرنا بقتالهم حتى يكون الدين كله لله وهي أشد الآيات على الجهمية لأنهم يكرهون الجهاد وأهله ويحبون القعود وأهله.

قال تعالى:

{ قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ * وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ * اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ } -التوبة -

وقال أيضا:

{ وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ} –البقرة-

ومثلها في سورة الأنفال:

{ وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه فَإِنِ انتَهَوْاْ فَإِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} –الأنفال-

والحكم من معاني الدين، فماذا سيقول الجهمية بعد هذا ؟ هل سيتوبون إلى الله ؟

الأمر مستبعد، سيجدون التأويلات والتبريرات وحجة الله قائمة عليهم إلى يوم القيامة وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون...

أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم هل تقنعهم ؟

حديث الصحيحين أن عمرو بن عامر الخزاعي يجر قصبه في النار، وكان أول من سيب السوائب، وبحر البحيرة ؟

حديث عدي بن حاتم الذي سبق الإشارة إليه في الأرباب والعبادة ؟

حديث الرجل الذي تزوج إمرأة أبيه فبعث النبي صلى الله عليه والبراء بن عازب لقتله وعقد له لواء كأنه ذاهب للحرب، لأنه استحل ما حرم الله على مسمع من رسوله صلى الله عليه وسلم...؟

حق علينا أن نعقد الألوية لهؤلاء المشرعين وأذنابهم من الجهمية حتى نطهر الأرض من شرورهم، فلن تردهم آية أو حديث وسيبقون يتقلبون في غيهم حتى يلقون الله سبحانه، وعند ذلك لات حين مناص، وليحتموا بطواغيتهم كما يحتمون اليوم !

* * *


ننتقل بعد ذلك إلى الحجج العقلية

أليسوا يقولون أن الحاكم بغير ما أنزل الله يكفر إذا استحل ؟

لو جاءهم حاكم فشرع لهم هذا الاستحلال ووضع قوانين تقول الحكم بغير الشريعة جائز ومباح، ألا يكفرونه ؟ من بداهة العقول أنهم سيكفرونه، هذا مذهبهم، أليس كذلك؟

لكن الجماعة لا عقول لهم، لأن الواقع الذي نعيشه في بلاد المسلمين شر من هذا...القوانين الوضعية تجري في بلادنا مجرى الوجوب والإلزام وهذه مرتبة أعلى من مجرد الإباحة و الاستحلال، يعني هم كفار حتى على مذهب جهم النكد في اشتراط الاستحلال على المكفرات.

دساتيرهم التي هي أصول قوانينهم العفنة تنص على وجه الإلزام أن الحكم يكون بمقتضى القانون و أنه لا عقوبة إلا بمقتضى القانون وغير ذلك من مصطلحاتهم الفقهية – لاحظ يسمونها فقهية مضاهاة لأحكام رب السموات-

هم أصلا يعرّفون القانون أنه ملزم ممن وضعه لمن وضعه، ملزم يعني واجب !

هل سمعهم أحد منكم يقولون أنه حرام ؟ مازالوا يعظمونه و يصفونه بالعدل والحق وأكثر من ذلك يقسمون بالقرآن على احترامه بل يسيرون الجيوش لمنع نفاذ أحكام الشريعة كما في الجزائر !

والجماعة تقول لك: مازال ماستحلش !

ودعك من الجزائر، ألم يرسل وزير "العدل" في بلاد الحرمين تعميما –يعني قانونا، وهذا من تسمية الخمر بغير اسمها- يمنع فيه القضاة الشرعيين من الحكم في قضايا الصحافة ويأمرهم بردها إلى المحاكم الوضعية ؟

هذا التعميم يفيد أن الحكم بغير ما أنزل الله عندهم حرام ؟ ...

حتى مذهبهم لا يعرفونه ولا يلتزمون به...

أكثر من ذلك، لو جاء حاكم وشرع لهم قانونا يقول فيه لا بد للرعية من عبادة الأولياء أو حتى الأصنام ؟ ألا يكفرونه بهذا التشريع ؟ لابد، ولو ما كفروه كفروا جهارا.

إذا لا بد أن يعترفوا أن هناك من التشريعات ما هو كفر أكبر مستبين، وهذا هو المقصود.

ألا يكفيهم اعترافهم دليلا !

لا حول ولا قوة إلا بالله.

هو أصلا السؤال خطأ يعني قولهم هل هناك دليل على كفر من يشرع، خطأ بهذا الإطلاق، لأنه ليس كل تشريع يكون كفرا.

الكفر يكون بالتشريع المطلق يعني التشريع ككل لأن هذا للرب سبحانه، وهذا أكثر كفرا مما كانت تفعله قريش لأنه يمس ربوبية الله سبحانه وقريش كان أكثر كفرهم في ألوهيته سبحانه لا شريك له.

و يكون الكفر كذلك في آحاد التشريعات التي تعارض أحكام رب السموات كأن تحل حراما أو تحرم حلالا.

وأكفر من ذلك أن توجب حراما –كإيجاب الاختلاط في المدارس في بلادنا-

أو تمنع واجبا -كقانون منع الحجاب –

أو القوانين التي تسقط الفرائض كفريضة الصوم أو القصاص أو غيرهما.

الله سبحانه يقول: {كتب عليكم القصاص في القتلى} و يقول: {كتب عليكم الصيام}، فلا فرق ...

وأكفر من الكل القوانين التي تبيح الشرك والردة وتحمي عبادة القبور وترخص في الكهانة والسحر، وهذا كله واقع في بلادنا.

ويختم عليه الجهمية بتبريراتهم وترقيعاتهم عاملهم الله بما يستحقون...

وهناك تشريعات أخرى لا حرج فيها إن شاء الله إذا كانت معقولة ولا تخالف القواعد أو النصوص الشرعية وفيها مصلحة للمسلمين، أو ما يسمى المصالح المرسلة.

هذا إذا ترخصنا في تسميتها تشريعات لأنها أصلا مأذون فيها من المشرع سبحانه وتدخل في قواعد الدين العامة.

فهل يبقى بعد هذا حجة لهؤلاء الجهمية في تركهم الكفر بهذا الطاغوت ؟

المشلكة في الختام يا إخواني ليست في هؤلاء ولا في من يتخذ من هذا الشرك البواح طريقا لتحكيم الشريعة زعموا ! فهؤلاء قد طمس الله على قلوبهم وأعمى أبصارهم عن نور الوحي، لا الدين نصروا ولا الشرك كسروا.

المشكلة فينا نحن وفي تخلفنا عن نصرة دين الله حتى هان عند هؤلاء، وفي قعود أكثرنا في مواطن الجهاد.

نسأل الله أن يغفر لنا ولجميع المسلمين، وأن يرد أمته إليه ردا جميلا، وأن يقينا مضلات الفتن ما ظهر منا وما بطن، والله تعالى أعلم وصلى الله على نبيه وسلم تسليما.



الله أكبر............الله أكبر............والعزة لله ولرسوله وللذين آمنوا
( أبو الهمام المهاجر)
ماشاء الله
دكتور بالقص واللصق
غلبت الروافض
رد مع اقتباس