عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 2011-01-19, 12:20 AM
Nabil Nabil غير متواجد حالياً
مشرف قسم التاريخ الإسلامى
 
تاريخ التسجيل: 2009-08-07
المشاركات: 3,065
افتراضي من علماء القراءات/الإمام ابو عمرو البصري

من علماء القراءات
الإمام ابو عمرو البصري

اسْمُهُ وَنَسَبُهُ:

هو زبان بن العلاء بن عمار بن عبد الله بن الحصين بن الحارث ينتهي إلى معد بن عدنان التميمي المازني المقرئ النحوي أحد القراء السبعة وقيل اسمه العريان وقيل غير ذلك، وقد اختلف في اسمه على عشرين قولاً...

مَوْلِدُهُ:

اختلف في سنة مولده فقيل: سنة ثمان وستين وقيل سنة سبعين وقيل سنة خمس وستين وقيل سنة خمس وخمسين.

البَلَدُ التي وُلِدَ فِيهَا:

ولد ابو عمرو البصري بمكة ونشأ بالبصرة، وتوجه مع أبيه لما هرب من الحجاج فقرأ بمكة والمدينة ، وقرأ بالكوفة و البصرة على جماعات كثيرة...

شُيُوخُهُ:

ليس في القرّاء السبعة أكثر شيوخاً منه، وقد حدّث باليسير عن أنس بن مالك رضي الله عنه، ويحيى بن يعمر، ومجاهد، وأبي صالح السمان، وأبي رجاء العطاردي، ونافع العمري، وعطاء بن أبي رباح، وابن شهاب، وقرأ القرآن على سعيد بن جبير، ومجاهد، ويحيى بن يعمر، وعكرمة، وابن كثير، وطائفة، وورد أنه تلا على أبي العالية الرياحي، وقد كان معه بالبصرة.

تَلَامِيذُهُ:

العباس بن الفضل، وعبد الوارث بن سعيد، وشجاع البلخي، وحسين الجعفي، ومعاذ بن معاذ، ويونس بن حبيب النحوي، وسهل بن يوسف، وأبو زيد الانصاري سعيد بن أوس، وسلام الطويل وعدة.
وحدث عنه: شعبة، وحماد بن زيد، وأبو أسامة، والاصمعي، وشبابة بن
سوار، ويعلى بن عبيد، وأبو عبيدة اللغوي، وآخرون.
وأما أشهر تلاميذه فقد أشار إليهم الإمام الشاطبي بعد أن ذكر شيخَهم أبا عمرو فقال:
أَفَاضَ عَلَى يَحْيَى الْيَزيدِيِّ سَيْبَهُ فَأَصْبَحَ بِالْعَذْبِ الْفُرَاتِ مُعَلَّلاَ
هو أبو محمد يحيى بن المبارك العدوي التميمي وعرف باليزيدي لأنه كان منقطعا إلى يزيد بن منصور خال المهدي يؤدب ولده فنسب إليه ثم اتصل بالرشيد فجعل المأمون في حجره يؤدبه ومات في أيامه سنة اثنتين ومائتين ، ومعنى أفاض أفرغ والسيب العطاء والعذب الماء الطيب والفرات هو العذب ووجه الجمع بينهما التأكيد أراد به صدق العذوية وكمالها.
ثم ذكر الراوي الآخر فقال:
أَبُو عُمَرَ الدُّورِي وَصَالِحُهُمْ أَبُو شُعَيْبٍ هُوَ السُّوسِيُّ عَنْهُ تَقَبَّلاَ
ذكر اثنين ممن قرأ على اليزيدي ، أحدهما أبو عمر حفص بن عمر الأزدي الدوري الضرير نسبة إلى الدور موضع ببغداد بالجانب الشرقي مات سنة ست وأربعين ومائتين ، والثاني أبو شعيب صالح بن زياد السوسي نسب إلى السوس موضع بالأهواز ومات بالرقة سنة إحدى وستين ومائتين في المحرم.

مُؤَلَفَاتُهُ:

قيل: كانت دفاتره ملء بيت إلى السقف، ثم تنسّك فأحرقها.

ثَنَاءُ العُلَمَاءِ عَلَيهِ:

قال عنه الإمام الشاطبي في مقدمة متن الشاطبية:
وَأَمَّا الإْمَامُ المَازِنِيُّ صَرِيحُهُمْ * أَبُو عَمْرٍو الْبَصْرِي فَوَالِدُهُ الْعَلاَ
قال أي: وهذا البدر الثالث أبو عمرو بن العلا البصري المازني من بني مازن بن مالك بن عمرو بن تميم بن مر ، والصريح هو الخالص النسب وليس في السبعة من أجمع على صراحة نسبه غيره.
وقال عنه ابن معين: ثقة.
وقال أبو حاتم: ليس به بأس.
وقال الشيخ شمس الدين: أبو عمرو قليل الرواية للحديث وهو صدوق حجة في القراءة.
وقال أبو عبيدة: أبو عمرو أعلم الناس بالقراءات والعربية والشعر وأيام العرب.
وقال الأصمعي: كان لأبي عمرو كل يوم فلسان فلس يشتري به ريحاناً وفلس يشتري به كوزاً فيشم الريحان يومه ويشرب في الكوز يوومه فإذا أمسى تصدق بالكوز وأمر الجارية أن تجفف الريحان وتدقه في الأشنان ثم يستجد غير ذلك في كل يوم.
وقال عنه الذهبي: برز في الحروف - أي القراءات - وفي النحو، وتصدر للافادة مدة، واشتهر بالفصاحة والصدق وسعة العلم.
وقال أبو عمرو الشيباني: ما رأيت مثل أبي عمرو.
وأورد الإمام الجزري عن الأخفش قال: مرّ الحسن بأبي عمرو وحلقته متوافرة والناس عكوف فقال من هذا فقالوا أبو عمرو فقال لا إله إلا الله كادت العلماء أن تكون أرباباً كل عز لم يؤكد بعلم فإلى ذل يؤول.

من كراماته:

عن الإمام عبد الوارث: قال حججت سنة من السنين مع أبي عمرو بن العلاء وكان رفيقي فمررنا ببعض المنازل فقال قم بنا فمشيت معه فأقعدني عند ميل وقال لي لا تبرح حتى أجيك وكان منزل قفر لا ماء فيه فاحتبس عليّ ساعة فاغتممت قفمت أقفيه الأثر فإذا هو في مكان لا ماء فيه فإذا عين وهو يتوضأ للصلاة فنظر إليّ فقال يا عبد الوارث أكتم علي ولا تحدث بما رأيت أحداً فقلت نعم يا سيد القراء قال عبد الوارث فو الله ما حدثت به أحداً حتى مات.
وعن سفيان بن عيينة قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فقلت يا رسول الله قد اختلفت على القراءات فبقراءة من تأمرني أن أقرأ؟ فقال: اقرأ بقراءة أبي عمرو بن العلاء.
وعن أبي عبيد القاسم بن سلام قال: حدثني شجاع بن أبي نصر وكان صدوقاً قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فعرضت عليه أشياء من قراءة أبي عمرو فما رد علي إلا حرفين...

مَنْهَجُهُ فِي القِرَاءَةِ:

يقول الشيخ عبد الفتاح القاضي عن منهج الإمام أبي عمرو البصري في القراءة:
1 - له بين كل سورتين البسملة ، السكت ، الوصل ، سوى الأنفال وبراءة فله القطع ، السكت ، الوصل ، وكل منها بلا بسملة .
2 - له من رواية السوسي إدغام المتماثلين نحو الرحيم ملك ، والمتقاربين نحو وشهد شاهد ، والمتجانسين نحو ربكم أعلم بكم بشروط خاصة.
3 - له في المد المتصل التوسط من الروايتين ، وله في المد المنفصل القصر والتوسط من رواية الدوري ، والقصر فقط من رواية السوسي.
4 - يسهل الهمزة الثانية من الهمزتين الواقعتين في كلمة مع إدخال ألف بينهما.
5 - يسقط الهمزة الأولى من الهمزتين الواقعتين في كلمتين المتفقتين في الحركة وبغير الهمزة الثانية من المختلفتين كما يغيرها ابن كثير.
6 - يبدل الهمزة الساكنة من رواية السوسي نحو { المؤمنون }، { الذنب }، { اطمأننتم }، سوى ما استثناه له أهل الأداء.
7 - يدغم ذال إذ في حروف مخصوصة نحو { إذ دخلوا } ، ودال في حروف معينة نحو { فقد ظلم }، وتاء التأنيث في بعض الحروف نحو {كذبت ثمود} ، ولام هل في { هل ترى من فطور } بالملك،{ هل ترى لهم من باقية } بالحاقة ، ويدغم بعض الحروف الساكنة في بعض الحروف القريبة منها في المخرج نحو {نبذتها} ، {عذت} ، {ومن يرد ثواب}.
8 - يقلل الألفات من ذوات الياء إذا كانت الكلمة التي فيها الألف على وزن فعلى بفتح الفاء نحو { السلوى } ، أو كسرها نحو { سيماهم } ، أوضحها نحو { المثلى } ، ويميل الألفات من ذوات الياء إذا وقعت بعدراء نحو {اشترى} ، {الذكرى}، {النصارى} ويميل الألفات التي وقع بعدها راء مكسورة متطرفة نحو {على أبصارهم} ، {من ديارهم} . ويميل الألف التي وقعت بين راءين الثانية منهما متطرفة مكسورة نحو { إن كتاب الأبرار } { من الأشرار }. ويميل ألف لفظ الناس المجرور من رواية الدوري.
9 - يقف على التاءات التي رسمت في المصاحف تاء بالهاء نحو { بقيت الله خير لكم } { إن شجرة الزقوم }.
10 - بفتح ياءات الإضافة التي بعدها همزة قطع مفتوحة نحو إني أعلم أو مكسورة نحو { فإنه مني إلا من اغترف غرفة بيده } ، والتي بعدها همزة وصل مقرونة بلام التعريف نحو { لا ينال عهدي الظالمين }، والتي بعدها همزة وصل مجردة عن لام التعريف نحو { هارون أخي أشدد } . على تفصيل يعلم من كتب الفن.
11 - يثبت بعض ياءات الزوائد وصلاً نحو { أجيب دعوة الداع إذا دعان } { ومن آياته الجوار في البحر كالأعلام }.

مِنْ كَلِمَاتِهِ الخَالِدَةِ:

- كن على حذر من الكريم إذا أهنته، ومن اللئيم إذا أكرمته، ومن العاقل إذا أحرجته، ومن الاحمق إذا مازحته، ومن الفاجر إذا عاشرته.
- ليس من الادب أن تجيب من لا يسألك، أو تسأل من لا يجيبك، أو تحدث من لا ينصت لك.

وَفَاتُهُ:

عاش الإمام أبو عمرو البصري حوالي 85 سنة وتوفي بمكة سنة 154 هـ، 771 م.
قال أبو عمرو الأسدي: لما أتى نعي أبي عمر أتيت أولاده فعزيتهم عنه فأني لعندهم إذ أقبل يونس بن حبيب فقال نعزيكم وأنفسنا بمن لا نرى شبها له آخر الزمان والله لو قسم علم أبي عمرو وزهده على مائة إنسان لكانوا كلهم علماء زهاداً والله لو رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم لسره ما هو عليه.
رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.

من مراجع البحث:

غاية النهاية في طبقات القراء/ ابن الجزري
سير أعلام النبلاء/ الذهبي
الوافي بالوفيات/ الصفدي
إبراز المعاني من حرز الأماني/ أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل
ما نسب للشيخ عبد الفتاح القاضي من مـوقـع طريق القرآن

عن موقع قصة الإسلام

يتبع
رد مع اقتباس