عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 2008-03-03, 01:26 AM
أبو جهاد الأنصاري أبو جهاد الأنصاري غير متواجد حالياً
أنصارى مختص بعلوم السنة النبوية
 
تاريخ التسجيل: 2007-07-22
المكان: الإسلام وطنى والسنة سبيلى
المشاركات: 8,418
افتراضي

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فى كتاب الفتاوى الكبرى المجلد السادس صفحة 237 طبعة المكتبة التوفيقية قال : ( إن قولهم : " الذى نطلب منه - يقصد نفسه - أن يعتقده أن ينفى الجهة عن الله والتحيز" لا يخلو إما أن يتضمن هذا نفى كون الله على العرش وكونه فوق العالم ، بحيث يقال إنه ما فوق العالم رب ولا إله ، أو ما هناك شئ موجود وما هناك إلا العدم الذى ليس بشئ ، أو لا يتضمن هذا الكلام نفى ذلك.

فإن كان هذا الكلام لم يتضمن نفى ذلك ، كان النزاع لفظياً وأنا ليس فى شئ من كلامى قط إثبات الجهة والتحيز لله مطلقاً ) .

ثم تحدث كلاماً بليغاً نفيساً مؤيداً بالأدلة السمعية والعقلية حتى قال :
(إن مسمى الجهة نوعان : إضافى متنقل وثابت لازم .
فأما الأول : فهى الجهات الست للحيوان : أمامه وهو ما يؤمه ، وخلفه وهو ما يخلفه ، ويمينه ، ويساره ، وفوقه وتحته ، وهو ما يحاذى ذلك ، وهذه الجهات الست ليست جهات لمعنى يقوم بها ، ولا ذلك صفة لازمة لها ، بل تصير اليمين يساراً واليسار يميناً والعلو صفلاً والسفل علواً ، يتحرك الحيوان من غير تحرك فى الجهات.

وأما الثانى : فهو جهتا العالم وهى العلو والسفل ، فليس للعالم إلا جهتان ، إحداهما فى العلو وهو جهة السموات وما فوقها ، وجهة السفل وهو جهة الأرض وما تحتها وفى جوفها.
وعلى هذا المعنى فكل ما كان خارج العالم مبايناً للعالم فهو فوقه وهو فى الجهة العليا ، فالبارى تعالى إما أن يكون مبايناً للعالم منفصلاً عنه ، أو لا يكون مبايناً له منفصلاً عنه.
فإن كان الأول ، كان خارجاً عنه عالياً بالجهة العليا ،
وإن كان الثانى كان حالّاً فى العالم قائماَ به محمولاً فيه .
قال هؤلاء : وهذا كله معلوم بالفطرة العقلية فالبارى قبل أن يخلق العالم كان هو وحده سبحانه لا شريك له ، ولما خلق الخلق فإنه لم يخلقه فى ذاته ، فيكون هو محلاً للمخلوقات ، ولا جعل ذاته فيه فيكون مفتقراً قائماً بالمصنوعات بل خلقه بائناً عنه فيكون فوقه وهو جهة العلو ).
ثم قال رحمه الله :
( فالداعى للناس إلى اعتقاد نفى الجهة إما أن يدخل معهم فى هذه الدقائق ويكشف هذه الحقائق ،وإما أن يعرض عن هذا ويقف عند الجمل التى عليها المؤمنون ).
رحمه الله رحمة واسعة.
__________________
قـلــت :
[LIST][*]
من كفر بالسـّنـّة فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله تعالى يقول : (( وما آتاكم الرسول فخذوه )).
[*]
ومن كذّب رسولَ الله ، فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ،لأن القرآن يقول : (( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )).
[*]
ومن كذّب أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله سبحانه يقول فيهم : (( رضى الله عنهم ورضوا عنه )).
[*]
ومن كذّب المسلمين فهو على شفا هلكة ، لأن القرآن يقول : (( يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )) والنبي - صلى الله عليه وسلم يقول : ( من قال هلك الناس فهو أهلكهم ).
[/LIST]
رد مع اقتباس