عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 2011-04-02, 05:35 PM
عارف الشمري عارف الشمري غير متواجد حالياً
محـــــــــاور
 
تاريخ التسجيل: 2011-01-12
المشاركات: 1,573
افتراضي

بشارة موسى (بالنبى) صلى الله عليه و سلم :




جاءت فى سفر تثنية 18: 18
(( اقيم لهم نبيا من وسط اخوتهم مثلك واجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما اوصيه به 19 ويكون ان الانسان الذي لا يسمع لكلامي الذي يتكلم به باسمي انا اطالبه. 20 واما النبي الذي يطغي فيتكلم باسمي كلاما لم اوصه ان يتكلم به او الذي يتكلم باسم آلهة اخرى فيموت ذلك النبي.))

فهذا النص يحتوى بشارة صريحة بالنبى محمد صلى الله عليه و سلم و لنقرأه فقرة فقرة لنتبين:

1) إبتدأ النص قائلا: ((اقيم لهم نبيا))

أ‌-و هذه الجملة تفيد أن المبشر به نبى يقيمه الله، بينما النصارى يزعمون أن المسيح هو نفسه الله!!
ولا شك ان الله تعالى أقام نبيه محمد صلى الله عليه و سلم للناس كافة و على رأسهم بنى إسرائيل لأنهم أكثر الناس معرفة به لذا قال تعالى عنهم
((الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ))

و قال تعالى
((وَلَمَّا جَاءهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ كِتَابَ اللّهِ وَرَاء ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ))
فأخبر تعالى أن الرسول جاءهم و بعث إليهم

و قال تعالى داعياً إياهم ان يكونو اول المؤمنين و ان يتمو عهده
((يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُواْ بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ وَآمِنُواْ بِمَا أَنزَلْتُ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَكُمْ وَلاَ تَكُونُواْ أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ))

و قال تعالى ((وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ نُؤْمِنُ بِمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرونَ بِمَا وَرَاءهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنبِيَاءَ اللّهِ مِن قَبْلُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ))

و قال عزو جل ((قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً))

و قال سبحانه ((وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ))
و الأيات فى ذلك كثيرة

ب‌-هذه البشارة لقبت القادم المتظر بكلمة واحدة (نبى) و نحن نعلم ان الأنبياء كثيرون جداً و لكن إطلاق اللفظ فى هذا المقام لا ينطبق الا على رسول الله محمد صلى الله عليه و سلم إذ قد يكون الوصف مشتركاً بين جماعة و لكن إذا ما أطلق يختص به شخص بعينه

فموسى مثلاً أختص بلقب الكليم رغم أن الله كلم الكثير من أنبياءه فكلم أدم و كلم إبراهيم و كلم يعقوب و كلم عيسى و كلم محمداً صلى الله عليه و سلم
و لكن اللفظ إذا ما أطلق يعلم الجميع أنه إنما يقصد به موسى

كذلك إيراهيم أختص بلقب الخليل مع أن الله اتخذ محمداً خليلاً و لكن إذا ما أطلق اللفظ يعلم أن المراد به إبراهيم عليه السلام

و كذلك المسيح أشتهر بلقب كلمة الله مع أن كل الخلائق كانت بكلمة الله و لكنه إذا ما أطلق اللقب أختص به

فهاهنا نجد كلمة (نبى) قد أطلقت فدل ذلك على أن هذا لقب إذا ما أطلق يعنى به فرد معين

و دليل ذلك ما جاء فى إنجيل (يوحنا 1: 19 ) لما أرد الكهنة أن يعرفوه هويته
((وهذه هي شهادة يوحنا حين ارسل اليهود من اورشليم كهنة ولاويين ليسألوه من انت.20 فاعترف ولم ينكر واقرّ اني لست انا المسيح.21 فسألوه اذا ماذا.ايليا انت.فقال لست انا.النبي انت.فاجاب لا.))

فأنظر أرشدك الله كيف فرقوا بين الشخصيات الثلاثة ( النبى) (المسيح) (إيليا)
علماً أن هناك أنبياء كثيرون و هناك مسحاء كثيرون أيضاً و اجتمعت الصفتان عند الكثير كما اجتمعتا عند داود و عيسى ابن مريم مثلاً
لكن اللفظ فى حال اطلاقه يراد به فرد معين

ولا يمارى أحد أو يكابر فى أن كلمة النبى إذا ما أطلقت فتفهم العقول مباشرة أن المتحدث عنه هو محمد صلى الله عليه و سلم
فإن قلنا ( قال النبى) يعرف الناس جميعاً حتى النصارى و اليهود أننا نتكلم عن محمد صلى الله عليه و سلم ولا يذهب فكر النصرانى إلى المسيح أو غيره أبداً
و هذه لطيفة ربانية جعلها الله فى قلوب العباد حتى الكفار منهم

2) ثم يقول النص ( من وسط أخوتهم)

و هذا تعبير صريح و جلى فى أن النبى لن يكون من بنى إسرائيل و إنما سيكون من أخوتهم ، و أخوة بنى إسرائيل هم العرب لأنهم بنو عمهم إسماعيل أخا إسحق عليهما السلام، فهم يشتركون جميعاً فى النسب إلى إبراهيم عليه السلام

و قد أطلق الكتاب المقدس لفظة (أخوة) على أبناء العمومة صراحة كما قال لبنى إسرائيل:
(( أنتم مارون بتخم إخوتكم بنو عيسو )) التثنية 2/4
وبنو عيسو بن إسحاق هم أبناء عمومة لبني إسرائيل، فيقال لهم اخوتهم ،
و معلوم أن عيسو ليس له وعد و ليس فى ذريته نبى ، فيكون أخوة بنى إسرائيل المذكرين فى نص البشارة هم أبناء عمهم الأكبر إسماعيل، كما قال الكتاب المقدس عن علاقته و ذريته ببنى إسرائيل ((و أمَامِ حَمِيعِ إخوته يسكن )) ( تكوين16/12 ) ((أمام جميع إخوته نزل )) ( تكوين25/18)

قال العلامة إبن القيم:
[العرب وهم بنو اسماعيل وهم اخوة بني اسرائيل فأما وقد قال الله في التوراة حين ذكر اسماعيل جد العرب انه يضع فسطاطه في وسط بلاد اخوته وهم بنو اسرائيل وهي الشام التي هي مظهر ملكه كما تقدم من قوله وملكه بالشام فقال له اليهودي فعندكم في القرآن ((والى مدين أخاهم شعيبا)) ((والى عاد أخاهم هودا)) ((والى ثمود أخاهم صالحا))
والعرب تقول يا أخا بني تميم للواحد منهم فهكذا قوله أقيم لبني اسرائيل من اخوتهم

قال المسلم: الفرق بين الموضعين ظاهر فانه من المحال أن يقال ان بني اسرائيل اخوة بني اسرائيل وبني تميم اخوة بني تميم وبني هاشم اخوة بني هاشم هذا ما لا يعقل في لغة أمة من الامم بخلاف قولك زيد أخو عاد وصالح أخو ثمود أي واحد منهم فهو أخوهم في النسب ولو قيل عاد أخو عاد وثمود أخو ثمود ومدين أخو مدين لكان نقصا وكان نظير قولك بنو اسرائيل أخوة بني اسرائيل فاعتبار أحد الموضعين بالآخر خطأ صريح]فانظر أرشدك الله الى رد الإمام المفحم على جاهل لا يفرق بين علاقة الفرد بجماعته او علاقة بعض الجماعة ببعضها و بين علاقة الكل بالكل!


و حقيقة هذا يرجع لجهل النصارى الشديد الذى اسقطهم فى هذا الخطأ المضحك، فالنص يتكلم عن بنى إسرائيل كأمة و ليس كبعض من هذه الأمة حتى يسمى البعض الأخر منهم أخوتهم!!
فيقول الرب (اقيم لهم نبيا من وسط أخوتهم)
فلو كان الخطاب موجه لجزء من بنى إسرائيل - جيل موسى مثلاً- لكان متقبلاً أن يسمى الجيل الذى سيبعث فيه النبى من بعدهم أخوتهم كما قال رسول الله (وددت أنا قد رأينا إخواننا ) يقصد المسلمين الذين يأتون من بعده هو و حصابته و لم يروهم
أما عندما يقول عليه السلام مثلا: ( يوشك أت تتداعى عليكم الأمم ) فهو هنا يخاطب الأمة عموماً لا جزء منها ، لذا فإن استعماله لصيغة الخطاب لا يقصد به مخاطبة جيل الصحابة و إنما تحذير الأمة عموماً من فترة تتداعى عليها الأمم

كذلك فى هذا الموضع كان يمكن أن نقول بأن الأخوة هى اخوة بين بعض بنى إسرائيل و البعض الأخر منهم لو أن الرب قال لهم مثلاً ( سأقيم لأخوتهم نبياً من وسطهم) إذ يحتمل هذااللفظ أن الرب يبشر اخوتهم فى الدين و النسب الذين يخلفونهم ببعثة النبى فيهم
أما و قد قال ( أقيم لهم) فلا شك أن الضمير عائد على بنى إسرائيل بوجه عام كأمة ، و قوله ( من وسط أخوتهم) لا يمكن أن يعنى من وسط بنى إسرائيل أنفسهم أيضاً و إلا لكان المعنى بعد إعمال المترادفات( أقيم لأمة بنى إسرائيل نبياً من وسط أخوتهم أمة بنى إسرائيل)
و مثل هذا لا يستقيم لغوياً أبداً لأن لا يقال المصريون أخوة المصريين ، أو التوانسة أخوة التوانسة أو بنو هاشم أخوة بنى هاشم ، فكيف يكون الكل أخ للكل أى أخ لنفسه؟؟ بعكس ما لو قبل المصرى أخو المصري، أو الإسكندارنى اخو القاهرى ، أو أبناء القرن التاسع عشر أخوة لخلفهم من أبناؤ القرن العشرين فى الوطن ..الخ
فتنبه للتعبير جيداً يتبين لك كيف فضح الله النصارى

و قد إعتراض النصارى بإعتراض خائب ندرجه ثم نجيبه بإذن الله تبارك و تعالى بإذن الله تعالى:

أ- قال النصارى ان النص سبق ذكره فى سفر التثنية 18: 15 على النحو التالى
((يُقيمُ لكَ الرَّبُّ إلهُكَ نبيّا مثلي مِنْ وَسْطِكَ، مِنْ إخوَتِكَ، فَلَهُ تَسْمَعونْ،))
فصرح ههنا أن النبى سيكون من وسط بنى إسرائيل و بالتالى يجب أن يحمل النص فى العدد 18 على هذا العدد

و جواب ذلك من وجهين:
الأول: أن العلاقة بين النصين علاقة تضاد لا توافق حتى نحمل أحدهما على الأخر، فواحد منهم يؤكد أنه من وسطهم بينما الأخر يؤكد أنه إنما يخرج من اخوتهم ولا يخفى على لبيب الفرق بين اللفظين

الثانى: أن هذا النص من أبرز التحريفات التى تفضح اهل الكتاب ولا تؤيدهم ، و دليل ذلك أن كلمة (من وسطك) لا وجود لها فى الترجمة السبعينية ،بل جاء النص فى الترجمة السبعينية هكذا
( الرب إلهم يقيم لك نبياً مثلى من بين اخوتكم له تسمعون)
(the lord your God shall raise up to you a Propher from among your brothers like me him shall you hear)و يمكن مراجعة نص الترجمة السبعينة هنا (يرجى تحميل برنامج أدوب ريدر)

http://www.apostlesbible.com/books/d...ens/d05c18.pdf


الله أكبر: النص فى الترجمة السبعينية يؤكد مرة اخرى أنه من (أخوتهم) لا أنه من (وسطهم)

و ليعلم القارىء ان هذه الترجمة التى قام بها أكثر من سعبين حبر من أحبار بنى إسرائيل هى المعول عليها عند الكنيسة الكاثوليكية و الأرثوذكسية ، و لم ينبذها و يعول على العبرانية إلا البروتستانت و هى فرقة محدثة ظهرت فى القرن السادس عشر
و العجيب أن ترجمة كتاب الفانديك التى يتعبد بها النصارىفى مصر ترجمة بروتستانتية تختلف فى المصادر مع ما يعتقده الاقباط كما أنها تحذف سبعة أسفار تتهمها بالتحريف و التزييف فى حين يعتقد الأقباط أنها موحى بها من الله !!
و لكنه عبث من اتخذوا دينهم لهواً و لعباً

و قد كان كتبة العهد الجديد يقتبسون من الترجمة السبعينية حتى فى المواضع التى اختلفت فيها مع العبرانية و نعطى مثالاً لذلك لنزيد الأمر فضحاً:

•جاء فى تكوين 10: 24 (( وَأَرْفَكْشَادُ وَلَدَ شَالَحَ وَشَالَحُ وَلَدَ عَابِرَ))
هذا نص النسخة العبرانية
بينما نقرأ فى السبعينية (( وَأَرْفَكْشَادُ وَلَدَ قِينَان وَ قِينَان وَلَدَ شَالَحَ وَشَالَحُ وَلَدَ عَابِرَ ))

فوجد أن إسم قينان سقط من العبرانية بينما ثبت فى السبعينية - مع ملاحظة أن هذا خبر لا سبيل لمعرفته إلا بالوحى فلا يمكن ادعاء أنه مجرد إختلاف فى الترجمة أو إجتهاد- و المفاجأة ان لوقا حينما إقتبس نسب المسيح ذكر قينان كما جاء فى النسخة اليونانية بالضبط

(( شالح ابن قينان بن أرفكشاد..)) لوقا35:3

* نقرأ فى (عبرانيين 11: 21 )و الكاتب يحكة خبر مباركة ابنى يوسف فقال
((بارَكَ يَعقوبُ، لمّا حَضَرَهُ المَوتُ، كُلاُ مِن اَبنَي يوسُفَ وسجَدَ لله وهوَ مُستَنِدٌ إلى طرَفِ عَصاهُ))
.
و هذا النص مقتبس من سفر( تكوين 47: 31) بحسب النسخة السبعينية ((فقال احلف لي.فحلف له.فسجد اسرائيل على طرف عصاه))

بينما النص العبرانى يخالف فيقول أنه سجد على طرف السرير !
((فقال احلف لي.فحلف له.فسجد اسرائيل على رأس السرير)) ( تكوين 47: 31)

و الأمثلة على ذلك كثيرة و لكن اعرضنا عنها خشية الإطالة ، و قد اتهم مشاهير الأباء الأوائل اليهود بتحريف التوراة العبرانية من قبل اليهود عمداً أو قهراً منهم جيروم و يوحنا ذهبى الفم و جاستن مارتن الملقب يوستينوس بالشهيد و غيرهم
و هكذا يتبين أن الإعتراض حجة على النصارى لا حجة لهم

3) ثم يصف النص ذلك النبى بأنه مثل موسى بقوله (مثلك)

و هنا يحاول النصارى كعادتهم عبثاًأن يجدو مثلية بين المسيح و موسى فجاءو مهاترات و تكلفات مضحكة كقولهم:

** موسى حين ولد قتل فرعون كل الأطفال فى سنه و نجاه الرب كذلك يسوع حين ولد قتل هيرودس الكبير كل الأطفال فى سنه و نجاه الرب

و جواب ذلك من وجوه:

أ- أن هذه من أكبر الخرافات التى انفرد بها كاتب إنجيل متى و لم يذكرها أى من مرقس و لوقا و يوحنا و كتبة الرسائل ولا ذكر لها فى التاريخ ولا يعلم بها احد!
بيد أن كتبة الأنجيل اتفقوا على ذكر امور تافهة كذكر دخول المسيح إلى أورشلين على ظهر أتان، فكيف يغفلون ذكر واقعة بهذه الخطورة و الأهمية!

ب- أن تاريخ هيرودس الكبير معروف و كان ملكاً كروهاً و ذكر المؤرخون كيسوسيفوس و غيره سيرته تفصيلاً بكل ما فيها و لم يذكر اى مؤرخ او يرد فى أى مصدر أنه قد أمر بذبح كل أطفال بيت لحم و لو وقع هذا لكان كارثة وجب ذكرها و النص عليها و لما غفلت عنها المصادر المعاصرة المنظمة فى ذلك الوقت

جـ - أن متى إنما أورد كل هذه الخرافة فقط ليزعم أن المسيح ذهب إلى مصر لمدة سنتين حتى مات هيرودس ليركب عليه بالإكراه نبوءة ملفقة من العهد القديم فقال بعد أن ذكر خرافة هروب مريم بالمسيح إلى مصر
((لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ: «مِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ ابْنِي)) متى 2: 13

و هذا إستخفاف مثير للإشمئزاز بعقول العقلاء و المثقفين و إنى لأعجب لأناس فى القرن الحادى و العشرين مازالو لا يرون عور و سذاجة عقلية كاتب هذا الإنجيل و بيان ذلك كالأتى:

أولا: أن هذه النبوءة التى يزعمها إنما هى خبر اورده هوشع عن بنى إسرائيل و إخراج الله تعالى لهم من مصر ليسكنو أرض الموعد و النص كالأتى:
((لَمَّا كَانَ إِسْرَائِيلُ غُلاَماً أَحْبَبْتُهُ وَمِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ ابْنِي.) هوشع 11: 1

فالكلام عن إسرائيل اى الشعب الإسرائيلى و معلوم أنه كان يشار إليخ بالإين أو الفتى أو العبد فى مواضع كثيرة من العهد القديم
كما قال الرب فى اشعيا 49: 3 ((3 وقال لي انت عبدي اسرائيل الذي به اتمجد.))
فالنص لو قرأناه فقط من مصدره لتبين أنه لا علاقة له بالمسيح من قريب او بعيد

ثانياً:أن الثابت تاريخياً أن هيرودس الكبير مات سنة 4 قبل الميلاد كما تخبر المصادر التاريخية ، كتاريخ يوسيفوس وغيره، ومقرر فى الموسوعة الكاثوليكية والموسوعة الكتابية وغيرهما....،

http://www.livius.org/he-hg/herodian...e_great01.html
فيكون المسيح قد وُلد قبل ذلك التاريخ يقيناً!

ولكن إنجيل لوقا يقول أن المسيح كان فى الثلاثين من عمره حين تعمد وكان ذلك فى السنة الخامسة عشرة من سلطنة طيباريوس قيصر.( لوقا 1:3- 23) ،

والقيصر طيباريوس حكم الامبراطورية من سنة 14-37 م فيكون عماد المسيح فى عام 28-29م ، وهذا يجعل ميلاده 2-1 ق.م

http://www.roman-emperors.org/tiberius.htm


فيظهر التناقض بين النصين.

وأبعد من هذا فقد ناقض كاتب إنجيل لوقا نفسه فزعم أن المسيح وُلِدَ وقت الإكتتاب العام فى زمن كيرينيوس والى سوريا ( لوقا2:2) أى ليس قبل (6 أو 7 بعد الميلاد) كما فى تاريخ يوسيفوس، فيكون ميلاد المسيح بهذا بعد موت هيرودس الكبير بعشر سنين كاملة ، و يظهر بذلك مدى تهافت الاناجيل فى هذه الجزئية الخطيرة

ثالثاً: أننا بقراءة حياة المسيح فى أنجيل لوقا لا نجد ذكراً لهيرودس ولا لاضطهاد ولا لهروب ولا غيره بل نقرأ فى لوقا النص الأتى:

((ولما تمت ثمانية ايام ليختنوا الصبي سمي يسوع كما تسمى من الملاك قبل ان حبل به في البطنولما تمت ايام تطهيرها حسب شريعة موسى صعدوا به الى اورشليم ليقدموه للرب . كما هو مكتوب في ناموس الرب ان كل ذكر فاتح رحم يدعى قدوسا للرب . ولكي يقدموا ذبيحة كما قيل في ناموس الرب زوج يمام او فرخي حمام......39 ولما اكملوا كل شيء حسب ناموس الرب رجعوا الى الجليل الى مدينتهم الناصرة . وكان الصبي ينمو ويتقوى بالروح ممتلئا حكمة وكانت نعمة الله عليه وكان ابواه يذهبان كل سنة الى اورشليم في عيد الفصح )) لوقا 2: 21-41

فكما هو واضح من النص أن المسيح ولد بين الناس و ذهبت به أمه لتختنه فى أورشليم كما فى الناموس و لتتم النسك ثم عادوا إلى الجليل و كانو يذهبون به كل عام إلى اورشليم فى عيد الفصح
فأين هيرودس؟ و أين مذبحة الأطفال؟ و أين الهروب إلى مصر يا اولى الألباب؟!

** و قال النصارى أيضاً ان المسيح مثل موسى كلاهما ظل أربعين يوماً على جبل
و جواب ذلك: أن موسى كان على جبل مقدس فى معية الله اما يسوع فكان على جبل أسير مختبر من الشيطان فتأمل إلى مدى التشابه بينهما و تامل سخافة المثال أصلاً!!

** قالوا : موسى يهودى و كان يتحدث العبرية و كذلك يسوع يهودى و كان يتحدث العبرية
و جواب ذلك: ان هذا سبب أدعى لنفى أن يكون المقصود هو يسوع لأنه ببساطة من بنى إسرائيل أما النبى فقد صرح الرب بأنه من اخوة بنى إسرائيل فتدبر!

** قالوا :موسى مثل يسوع بدليل قول يسوع
(( وكما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي ان يرفع ابن الانسان)) يوحنا 3: 14
و الجواب: أنى لا أعرف هل هذا تشبيه ليسوع بموسى أم ليسوع بالحية إذ ان الرفع و الصلب وقع على كليهما لا على موسى!

** قالوا: تعامل موسى مع الله مباشرة فمًا لفم ووجهًا لوجه وعاين شبه الرب (( وَيُكَلِّمُ الرَّبُّ مُوسَى وَجْهاً لِوَجْهٍ كَمَا يُكَلِّمُ الرَّجُلُ صَاحِبَهُ )) ( خروج33/11 ) و يسوع المسيح وصورة الله ((اَلَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ ))( كولوسي1/15 )،




الجواب : ما أتقنها من مثلية، يقران القساوسة الأغبياء بين موس العبد الذى كلم الله مباشرة و بين يسوع الذى عندهم هو نفسه الله ، فهل يوجد تغابى أكبر ممن يعتقد المثلية بين شخص يتكلم مع الله و شخص أخر هو نفسه الله تعالى عما يفترون؟
هل هناك تغابى أكبر من عدم ادراك الفرق بين الخالق و المخلوق
بحسب اعتقاد النصارى فى ان المسيح هو اله، فلا تتبقى المثلية الا بين موسى و محمد عليهما السلام
فموسى كلم الله تكليماً و سمع كلام الله منه، و محمد عليه السلام أيضاً كلم الله مباشرة بلا حجاب ولا ترجمان كما دلت على ذلك أحاديث رحلة المعراج العظمى و بلغ عند سدرة المنتهى ما لم يبلغه مخلوق فتأمل

** قالوا: صنع الله على يدي موسى النبي المعجزات و كذلك صنع المسيح المعجزات اما نيى الاسلام فلا
و الجواب: أن جهل المعترض بأن رسول الله كان له مئات المعجزات المادية ليس ذنبنا، و سوف نفصل فى بيان معجزات رسول الله المختلفة فى موضعه إن شاء الله

** قالوا : ولد موسى والشعب يرزح تحت العبودية في مصر كما ولد المسيح الشعب تحت حكم الرومان
و الجواب: لا اعرف ما علاقة هذا بالمثلية المزعومة ، فالمثلية يفترض ان تكون فى الامور الجوهرية نشاة النبى الذاتية و طبيعة رسالته و منهاج حياته و خاتمته
أما و قد تكلم النصارى فيما لا يفقهون فان هذه من اكبر الاختلافات بين موسى و المسيح:

أ- فموسى ولد و قومه متغربون عن ارضهم ، بينما المسيح ولد و قومه مستوطنون الارض التى كتبها الله لهم
ب- موسى كان قومه مستبعدون مسخرون من الرومان، اما المسيح فكان قوماً محتلين و ليسو مستعبدين و كان لليهود حرية و كلمة حتى انهم من اجبرو الوالى الرومانى على صلب المسيح و لم يستطع ان يرفض رغم تعاطفه !!
جـ - موسى قاوم الفراعنة و انتصر عليهم، اما يسوع فامر باعطاء الجزية للرومان و الخضوع لهم و انتصرو عليه فقتلوه ثم مسخو دينه فصار على وثنيتهم
فتامل مدى التوافق بين موسى و يسوع !!

** قالوا: ترّبي كل من موسى والمسيح في بيت ليس له، فقد تربي موسى في بيت فرعون وتربى المسح في بيت يوسف النجار
الجواب: أن المسيح لم يتربى فى بيت غريب بل فى بيت امه مريم، و كذلك يوسف النجار كتاب القس المقدس يقول ان مريم كانت متزوجة منه
كما نقرأ فى متى 1: 19-20 ((فيوسف رجلها اذ كان بارا ولم يشأ ان يشهرها اراد تخليتها سرّا.))
و فى الترجمات الانجليزية
and her husband Joseph, being a just man and unwilling to put her to shame, resolved to divorce her quietly

(( ولكن فيما هو متفكر في هذه الامور اذا ملاك الرب قد ظهر له في حلم قائلا يا يوسف ابن داود لا تخف ان تأخذ مريم امرأتك))
do not fear to take Mary your wife,

و يقول انجيل متى انه اعتزل فلم يجامعها فقط الى ان انجبت المسيح
((ولم يعرفها حتى ولدت ابنها البكر.ودعا اسمه يسوع ))
but knew her not until she had borne a son; and he called his name Jesusبل و حتى الكتاب المقدس يزعم أن المسيح ابن يوسف النجار!!!

أما الذى تربى فى غير بيت والديه فعلاً فهو رسول الله الذى ولد يتيماً ثم صار لطيماً بفقدان والديه فى سن السادسة فتربى فى بيت جده ثم عمه و كانا على الكفر كما أن موسى تربى فى بيت فرعون و كان على الكفر ، و عليه فهو الذى يشابه موسى فى هذا الأمر

** قالوا: قدّم كل من موسي والمسيح الطعام للشعب بصورة إعجازيّة، موسي قدّم المنّ الذي أعطاه الله لهم في البريّةوالمسيح أشبع خمسة آلاف رجل غير النساء والأطفال بخمسة أرغفة وسمكتين
الجواب: ان الجهل حال دون ان يعرف المعترض أن رسول الله صلى الله عليه و سلم من اشهر معجزاته اطعامه جيشاً بجزور صغير بأكمله و سقايته بتدفق المياة بين اصابعه الشريفة كما سيأتى فى معجزاته
و لكن الملاحظ أن النبى محمد و النبى موسى عليهما السلام أطعما قومهما فى ظل الحاجة الى الطعام و الجوع، اما معجزة المسيح المزعومة فكانت مجرد عرض دون حاجة ماسة الى مثله، زد على ذلك أنها من اكثر المعجزات تناقضاً داخل الانجيل اذ نقرا فى موضع انه صنعها فى بيت صيدا و فى غير انه صنعها فى كفر ناحوم!!

** قالوا: وقد كلم الله موسى بصوت مسموع ((أمام عيون بني إسرائي )) ( خروج24/12-16 )، ونادى الله الآب المسيح، الابن، من السماء بصوت مسموع:
" وَلَمَّا اِعْتَمَدَ جَمِيعُ اَلشَّعْبِ اِعْتَمَدَ يَسُوعُ أَيْضاً. وَإِذْ كَانَ يُصَلِّي اِنْفَتَحَتِ اَلسَّمَاءُ، وَنَزَلَ عَلَيْهِ اَلرُّوحُ اَلْقُدُسُ بِهَيْئَةٍ جِسْمِيَّةٍ مِثْلِ حَمَامَةٍ. وَكَانَ صَوْتٌ مِنَ اَلسَّمَاءِ قَائِلاً: أَنْتَ اِبْنِي اَلْحَبِيبُ بِكَ سُرِرْتُ! " ( لوقا3/21-22)

الجواب: أن هذه من الخرافات المردودة لأسباب:-
أ‌- أن المسيح باعتقاد النصارى هو نطق الله نفسه فالله يتكلم فى شخص المسيح فلو ان الناس سمعو صوت الله يكلم المسيح فهل للمسيح نطق و كلمة اخرى يتكلم بها ؟!!
ب‌- أن هذا النص وقعت فيه اتناقضات
ففى انجيل ( لوقا3/21-22) يقول بصيغة المخاطب و ضمير مخاطب حاضر : (أَنْتَ اِبْنِي اَلْحَبِيبُ بِكَ سُرِرْتُ)
و فى انجيل (متى 3/17) يقول مستخدما اسم الاشارة ، و ضمير الغائب (هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت)
بينما خالف مرقس الجميع (مرقس 1/11) : (انت ابني الحبيب الذي به سررت)
فانظر أرشدك الله إلى كم التناقض الذى اوحى به الروح القدس فى نقل جملة بسيطة من ثلاث او اربع كلمات تكلم بها هو نفسه ثم يزعم النصارى ان التلمايذ سمعو صوت الاب ؟!!!
جـ- أخيراً فإن المسيح نفسه رد كل هذا فقال صراحة فى يوحنا 5: 37 : ((والآب نفسه الذي ارسلني يشهد لي.لم تسمعوا صوته قط ولا ابصرتم هيئته.))

** قالوا: كان موسي هو كليم الله لأنه كلّم الله فمًا لفم وكان المسيح هو كلمة الله الذي كلّمنا من خلاله
الجواب: يبدو أن حضرة القس لا يعرف الفرق بين الكليم و الكلمة
فكليم فلان أى الشخص الذى كلم فلان، هنا شخصان يتكلمان
أما الكلمة – بحسب تفسير النصارى- فهى نطق المتكلم نفسه، فلا يوجد متكلمان بل متكلم و كلامه!!
و على هذا فلا مشابهة بين موسى و يسوع البتة بل المشابهة بين موسى و محمد عليهما السلام لان كلاهما كان يكلم الله و ليس هو الله او صفة كلامه بل هناك متكلمان : النبى من جهة و الله من جهة اخرى ، فتنبه!

** و بقية من مقارنات طريفة أعرضنا عنها إحتراماً لفكر القارىء كقولهم "موسى تزوج و انجب و يسوع أيضاً تزوج الكنيسة و انجب روحياً!!"
الجواب: لا تعليق!

و كذلك قولهم المضحك: أمر الله موسى أن يصنع الفصح و المسيح قدّم نفسه عنّا كذبيحة فصح
الجواب: موسى أكل خروف الفصح أما يسوع فهو نفسه الخروف الذى يتناولون لحمه و يشربون دمه فتأمل المشابهة المزعومة!!

بل إننا نقرأ فى أخر سفر التثنية نصاً صريحاً يقول
(( ولم يقم بعد نبي في اسرائيل مثل موسى الذي عرفه الرب وجها لوجه)) تثنية 34: 10

و هذا النص فى التوراة السامرية هكذا:
((ولا يقوم نبي في اسرائيل مثل موسى الذي عرفه الرب وجها لوجه))
فنفى الحاضر و المستقبل
و هذا هو الحق لسبب بسيط فبجانب الكثير من الاختلافات التى رجح فيها المحققون كفى النص السامرى ، فإن هذا النص مكتوب فى سفر التثنية و هو كمل يزعم النصارى من أسفار موسى ، فليس من المنطقى أن يكتب موسى و لم يقم بعد نبى مثل موسى!!
لأن هذا طبيعى فلماذا يأتى نبى مثل موسى فى زمن موسى؟
و حتى لو افترضنا أن هذا النص كتبه يشوع- و هى دعوى بلادليل- فأيضاً يشوع كان تلميذ موسى و خليفته ولا حاجة لبنى إسرائيل لظهور نبى مثل موسى بعد أن أمضى موسى معهم عشرات السنين معلماً و مشرعاً و أكمل لهم التوراة و لا تزال طرية بين أيديهم

المثلية بين موسى و محمد عليهما السلام


أما إن أردنا أن ننظر حقيقة المثلية المذكورة فلا نجد لها محل إلا بين موسى و محمد عليهما السلام و أن موسى لا يشبه المسيح عليه السلام أبداً و بيان ذلك:

** موسى عليه السلام ولد من أب و أم
محمد عليه السلام ولد من أب و أم
بينما المسيح ولد من أم بلا أب

**موسى عليه السلام نبىء على جبل بعد عمر قضاه
محمد عليه السلام نبىء على جبل بعد عمر قضاه
و هذا بخلاف حال المسيح ، بل ان النصارى يؤمنون أنه هو الله نفسه!!

* *موسى عليه السلام تزوج و كان له ذرية
محمد عليه السلام تزوج و كان له ذرية
المسيح حسب إعتقاد النصارى لم يتزوج و لم ينجب

** موسى عليه السلام اتاه الله كتاباً كاملاً يحوى قصص الأنبياء و اخبار الأمم السابقة و القادمة و الوصايا الربانية و الشرائع الشاملة من امور الطهارة و الصلاة و الصيام و المناسك و الذبائح و الحدود و الزواج و الطلاق و الميراث و الجهاد

محمد عليه السلام اتاه الله كتاباً كاملاً يحوى قصص الأنبياء و اخبار الأمم السابقة و القادمة و الوصايا الربانية و الشرائع الشاملة من امور الطهارة و الصلاة و الصيام و المناسك و الذبائح و الحدود و الزواج و الطلاق و الميراث و الجهاد

المسيح لم يكن له شريعة بل جاء ببعض الوصايا مكملاً و تابعاً لشريعة موسى

** موسى عليه السلام كان هاجر بقومه من أذى الكافرين
محمد عليه السلام هاجر بقومه من أذى الكافرين
المسيح لم يهاجر و لم يكن له أتباره كافين لنصرته هو نفسه أصلاً!

**موسى عليه السلام جاهد فى سبيل الله و أقام دولة حكمها بالشريعة
محمد عليه السلام جاهد فى سبيل الله و أقام دولة حكمها بالشريعة
المسيح لم يجاهد و لم يقم دولة و لم يملك قومه أبداً

**موسى عليه السلام حفظه الله تعالى حتى أتم رسالته ثم توفاه مكرماً
محمد عليه السلام حفظه الله تعالى حتى أتم رسالته ثم توفاه مكرماً
المسيح قتل شر قتلة مصلوباً ملعوناً بحسب اعتقاد النصارى، و رفعه الله الى السماء ولا يزال حياً بحسب اعتقاد المؤمنين

و قد جاءت أيات القرأن تحكى هذه المثلية بين موسى و محمد عليهما السلام
فقال تعالى (( إنا أرسلنا إليكم رسولا شاهدا عليكم كما أرسلنا إلى فرعون رسولا))

و قال تعالى حاكياً عن الجن لما سمعو القرأن ((وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ ،قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَاباً أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ))
فها هنا قال الجن إنهم سمعو كتابهم أنزل من بعد موسى و لم يقولو من بعد عيسى علماً أن الأنجيل بعد التوراة و لكن اشاروا الى موسى نظراً لما وجدوه من المثلية بين شمولية محتوى القران من القصص و العقائد و الشرائع و بين ترواة موسى عليه السلام

و لهذا كان أول ما قاله ورقة ابن نوفل حين أخبره رسول الله بخبر الوحى ((هذا الناموس الذى أنزله الله على موسى))

و تنزلت ايات القرأن بقصص الأنبياء لتثبت فؤاد رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و لما كان موسى أقرب الأنبياء شبهاً برسول الله صلى الله عليه و سلم فقد كان أكثر الأنبياء ذكراً فى القرأن ليتأسى به رسول الله و يتعلم من سيرته فى مجاهدة الكافرين و سياسة قومه و هذا من حكمة منزل القرأن الحكيم العليم

كما فى قوله تعالى ( يا أيها الذين أمنوا لا تكونو كالذين أذو موسى)

و قوله عز و جل : (( أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سؤل موسى من قبل)

و حتى فى أثناء العروج على صفحت السيرة النبوية العطرة نجد امثلة لذلك كثيرة
فهذا النبى الله يقول لعلى حين استخلفه على المدينة فى احدى الغزوات
((الا يرضيك ان تكون منى بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبى بعدى))

و حين قتل أبا جهل فى غزوة بدر الكبرى قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
((مات فرعون هذه الأمة ))

و عندما أعرج برسول الله صلى الله عليه و سلم و شرعت الصلوات خمسين صلاة كان الذى يرد رسول الله إلى ربه جل و علا هو موسى عليه السلام فظل يتردد بين الله و بين موسى لتصل الصلوات بفضل الله الى خمس فى العدد و خمسين فى الأجر
و إنما أختص بموسى بذلك دون غيره لأنه أشبه الناس حالاً برسول الله فى الاتيان بالشريعة و تجربة حكم قومه بها لذا قال هو نفسه فى أثناء ذلك (يا محمد والله لقد راودت بني إسرائيل قومي على أدنى من هذا، فضعفوا، فتركوه،)

و كذلك ما وقع من بعض المسلمين الجدد مع رسول الله فى طريقهم إلى حنين فقالوا : "يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط"، وكان للكفار سدرة يعكفون حولها، ويعلقون بها أسلحتهم يدعونها ذات أنواط،
فقال عليه الصلاة و السلام :" الله أكبر، قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنوا إسرائيل لموسى: اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة، قال: إنكم قوم تجهلون، لتركبن سنن من كان قبلكم

و كذلك لما تكلم بعض المنافقين فى عرض رسول الله صلى الله عليه و سلم و اتهوه فى عدله تغير وجهه حزناً و غضباً و قال {رحم الله موسى أوذي بأكثر من هذا فصبر }

الخلاصة أن المثلية بين رسول الله محمد صلى الله عليه و سلم و موسى عليه السلام لا تقبل المزايدة و المماراة

4) ثم يقول النص ( واجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما اوصيه به)

و هذه إشارة إلى نزول القرأن مقروءً على لسان رسول الله النبى الأمى الكريم ، و دلالة على الوحى اللفظى الذى لا يؤمن به إلا المسلمون
قال تعالى ((و ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحى))

و قال عز و جل (( لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه و قرأنه))

فى حين النصارى لا يوجد فى كتبهم الا كلام بالمعنى و حكايات متصاربة عن اقوال المسيح بين الاناجيل فى ذات الوقائع

5) ثم يقول النص ((ويكون ان الانسان الذي لا يسمع لكلامي الذي يتكلم به باسمي انا اطالبه))

و هذه إشارة على قهره لأعداءه و و وقوع الخزى عليهم

كما قال تعالى ((قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ))

و قال عز و جل ((ُمحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ))

و قال سبحانه ((إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الهُدَى لَن يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئاً وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ))

و قال تبارك و تعالى ((إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ))

وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ((وجعلت الذلة والصغار على من خالف أمري))

و قد مكن الله لنبيه و للصحابة الكرام حتى غير وجه الأرض بأيديهم و لم يتوفه حتى أشهده الله نصره و فتحه و راى الناس يدخلون فى دين الله أفواجاً و لله الحمد و المنة.

6) و أخيراً يقول النص ((واما النبي الذي يطغي فيتكلم باسمي كلاما لم اوصه ان يتكلم به او الذي يتكلم باسم آلهة اخرى فيموت ذلك النبي))

و معلوم أن رسول الله قد حفظه ربه سبحانه و لم يتوفه إلا بعدما أكمل رسالته غير منقوصة فقال تعالى (( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً))

و قال النبى صلى الله عليه و سلم ((والذي نفسي بيده؛ ما تركت شيئاً يقربكم من الجنة ويباعدكم عن النار إلا أمرتكم به، وما تركت شيئاً يقربكم من النار ويباعدكم عن الجنة إلا نهيتكم)) السلسلة الصحيحة

بقى أن نفند إعتراضات النصارى الواهية بحجة أن العهد الجديد أشار إلى أن النبوءة تتعلق بالمسيح و ذلك من أوجه:-

1) ألأن النصارى يجعلون من كتابهم حكماً بينما هو خصم متهم، و العهد الجديد يعج بالبشارات الملفقة التى تم اقتباسها من العهد القديم و لى أعناقها لتركب على المسيح عنوة، و سيأتى فى سياق البحث بعض أمثلة ذلك

2) لم يأت فى الإنجيل على لسان المسيح أن قال بأنه النبى الذى مثل موسى المذكور فى سفر التثنية ، بل جاء على لسانه فقط قوله: ((وقال لهم هذا هو الكلام الذي كلمتكم به وانا بعد معكم انه لا بد ان يتم جميع ما هو مكتوب عني في ناموس موسى والانبياء والمزامير.)) لوقا 24: 44،
و كذلك قوله ((لأَنَّكُمْ لَوْ كُنْتُمْ تُصَدِّقُونَ مُوسَى لَكُنْتُمْ تُصَدِّقُونَنِي لأَنَّهُ هُوَ كَتَبَ عَنِّي ))يوحنا5/46
فالمسيح يشير إلى أن الأنبياء السابقين بما فيهم موسى بشروا به بما فيهم موسى و نحن معشر المسلمين لا نجد أى إشكال فى هذا ، لأنه ما من نبى إلا بشر بالذى بعده و صدق الذى قبله، و المسيح ابن مريم عندنا نبى كريم له مكانة متقدمة، لكن المسيح عيسى لم يشر من قريب أو بعيد إلى أن بشارة سفر التثنية بالتحديد هى المتعلقة به، ولا يمتنع أن يكون موسى قد بشر بالمسيح فى مواضع أخرى صراحة أو ضمناً و طمست تلك البشارات بأيدى الظالمين، و حسبنا أن نعلم أنه من علماء النصارى من اتهم اليهود بتحريف العهد القديم لطمس البشارات بالمسيح منهم يوحنا ذهبى الفم فى تعليقة على بشارة ((سيدعى ناصرياًً)) و التى لا وجود لها فى العهد القديم، و كذا القديس جيروم فى مقدمته فى (مقدمة كتاب أسئلة العبرانيين)

3) أما التصريح بأن نبوءة التثنية تتعلق بالمسيح ، فهذا لم يرد قط على لسان المسيح ولا فى عصره، و إنما ينسب إلى بطرس بعد رفع المسيح بزمان عليه السلام ، و هذا فى السفر مجهول الكاتب المسمى أعمال الرسل و فيه:
(( وَأَمَّا اللهُ فَمَا سَبَقَ وَأَنْبَأَ بِهِ بِأَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ أَنْ يَتَأَلَّمَ الْمَسِيحُ قَدْ تَمَّمَهُ هَكَذَا. فَتُوبُوا وَارْجِعُوا لِتُمْحَى خَطَايَاكُمْ لِكَيْ تَأْتِيَ أَوْقَاتُ الْفَرَجِ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ. وَيُرْسِلَ يَسُوعَ اَلْمَسِيحَ اَلْمُبَشَّرَ بِهِ لَكُمْ قَبْلُ. الَّذِي يَنْبَغِي أَنَّ اَلسَّمَاءَ تَقْبَلُهُ إِلَى أَزْمِنَةِ رَدِّ كُلِّ شَيْءٍ اَلَّتِي تَكَلَّمَ عَنْهَا اَللهُ بِفَمِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ اَلْقِدِّيسِينَ مُنْذُ اَلدَّهْرِ. فَإِنَّ مُوسَى قَالَ لِلآبَاءِ: إِنَّ نَبِيّاً مِثْلِي سَيُقِيمُ لَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ مِنْ إِخْوَتِكُمْ. لَهُ تَسْمَعُونَ فِي كُلِّ مَا يُكَلِّمُكُمْ بِهِ. وَيَكُونُ أَنَّ كُلَّ نَفْسٍ لاَ تَسْمَعُ لِذَلِكَ النَّبِيِّ تُبَادُ مِنَ الشَّعْبِ. وَجَمِيعُ الأَنْبِيَاءِ أَيْضاً مِنْ صَمُوئِيلَ فَمَا بَعْدَهُ جَمِيعُ الَّذِينَ تَكَلَّمُوا سَبَقُوا وَأَنْبَأُوا بِهَذِهِ الأَيَّامِ. أَنْتُمْ أَبْنَاءُ الأَنْبِيَاءِ وَالْعَهْدِ الَّذِي عَاهَدَ بِهِ اللهُ آبَاءَنَا قَائِلاً لإِبْراهِيمَ: وَبِنَسْلِكَ تَتَبَارَكُ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ. إِلَيْكُمْ أَوَّلاً إِذْ أَقَامَ اللهُ فَتَاهُ يَسُوعَ أَرْسَلَهُ يُبَارِكُكُمْ بِرَدِّ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَنْ شُرُورِهِ )) (أعمال3/18-26)

فنقول ، هذا الكلام ليس من أقوال المسيح ولا قيل فى حياة المسيح ولا قيل فى كتاب موثوق نسبته إلى الوحى لأن الوحى انقطع برفع المسيح، و مع ذلك لا يثبت نسبته الى بطرس بسند ، فضلاً عن مكانة الحواريين عندنا كعباد صالحين لا أنبياء ملهمين، زد على ذلك كله تلفيق النبوءات الساذج المفضوح الذى سبق و أشرنا إليه

ثم أن هذه الفقرة نفسها تشهد على التلفيق و التحريف :

*فعندما يقول ((وَأَمَّا اللهُ فَمَا سَبَقَ وَأَنْبَأَ بِهِ بِأَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ أَنْ يَتَأَلَّمَ الْمَسِيحُ قَدْ تَمَّمَهُ هَكَذَا)) فهو يؤكد أن جميع الأنبياء تكلمو عن ألام المسيح و نحن نتحدى أن يخبرنا أين فى العهد القديم تنبأ موسى او يوشع أو صموئيل أو إبراهيم عن هذه الألام!!
بل إن مزامير داود و هى أكثر ما يستشهد به النصارى مليئة بالنبوءات الساطعة عن نجاة المسيح من الصلب و صيانة الرب له من أعداءه!

* ثم أنه أمرهم بالتوبة حتى يرسل الله إليهم المسيح فقال ((وَيُرْسِلَ يَسُوعَ اَلْمَسِيحَ اَلْمُبَشَّرَ بِهِ لَكُمْ قَبْلُ.))
و نحن نعرف أن لقب المسيح لا يختص به يسوع بل يعنى الممسوح من الله ملكاً نبياً و لقب به شاول و داود و غيرهما،
و بالمراجعة وجدنا أن هذه الفقرة وردت فى كثير من الترجمات الإنجليزية هكذا
and that he may send the Christ who hath been appointed for you, even Jesus
American Standard Version, English Revised Version, Weymouth New Testament

فهذه الترجمات كنا نرى لم تقل ان يسوع المسيح هو المبشر به و انما تقول (( الله يرسل المسيح الذى تم التبشير به لكم من قبل ،حتى يسوع )) فتأمل!
و هذا ما ورد فى قراءة ليتشمان و تشيندورف و تريجلس و وسكوت اند هورت و نستل الاند و الفورد و غيرهم!

بل و لم يذكر اسم يسوع فى الفقرة كلها فى فى ترجمة تريندل نيو تيستمنت Tyndale New Testament
and when God shall send him, which before was preached unto you

http://scripturetext.com/acts/3-20.htm



* ثم لما انتهى من الكلام عن النبى المبشر به قال ((. إِلَيْكُمْ أَوَّلاً إِذْ أَقَامَ اللهُ فَتَاهُ يَسُوعَ أَرْسَلَهُ يُبَارِكُكُمْ بِرَدِّ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَنْ شُرُورِهِ))
و هذه الفقرة أيضاً طالتها أيدى التحريف الأثمة فجعلو كلمة (فتاه) بدلاً من كلمة (عبده أو خادمه) ، كما أن اسم (يسوع) مقحم فى العبارة و غير موجود فى أقدم النسخ و حذف من قراءة ليتشمان و تشيندورف و تريجلس و وسكوت اند هورت و نستل الاند و الفورد و كرسباخ!
و لهذا فالفقرة فى الترجمة الكاثوليكية هكذا:
((فمِن أَجلِكم أَوَّلاً أَقامَ اللهُ عَبدَه وأرسَله لِيُبارِكَكم، فيَتوبَ كُلَّ مِنكُم عن سَيِّئاتِه))
فهذه الفقرة تذكر بنى اسرائيل أن الله وعدهم و فضلهم و من أجلهم أولاً أقام عبده و رسوله و هذا مصداق قوله تعالى ((يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُواْ بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ* وَآمِنُواْ بِمَا أَنزَلْتُ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَكُمْ وَلاَ تَكُونُواْ أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ))
فانظر كم التبديل و الاختلاف و التحريف بين النسخ فقط فى نقل مقولة بطرس فكيف بنسبة الكلام اصلاً اليه؟!
__________________
قال النبي صلى الله عليه وسلم لأشج عبد القيس :إنّ فيك خَصلتين يُحبهما الله:الحلمُ ، والأناةُ )رواه مسلم :1/48
وعن عبادة بن الصامت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(من أحبّ لِقاء الله أحبّ الله لقاءهُ ، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءهُ ) رواه مسلم : 4/2065
رد مع اقتباس