عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 2011-04-07, 02:54 PM
ابن النعمان ابن النعمان غير متواجد حالياً
مشرف سابق
 
تاريخ التسجيل: 2011-01-07
المكان: اسيوط
المشاركات: 651
افتراضي

الحلقة الثانية
وإذا أردنا تأكيد على تأكيد فإننا يمكن أن نحصل عليه بدراسة السلوك الحاصل ناحية الألوان ممن لا يتمتعون بالقدرة على تمييز الألوان (عمى الألوان) من بعض البشر , فمع وجود كل طبقات العين وأجزائها وكل ما تتطلبه من خلايا و مخاريط حساسة للضوء نتيجتها الرؤية أو الإبصار , فإنهم لا يستطيعون تمييز الألوان لوجود خلل في الخلايا التي تميزها , وبالتالي إذا كان كل البشر ليس لديهم القدرة على تمييز الألوان فلن يكون لديهم القدرة على المعرفة بان هناك شيء اسمه ألوان أخرى غير التي يرونها وبالتالي سوف يترتب على ذلك الجهل المعرفي بماهية هذه الألوان عدم تطوير اى شيء يعتمد على وجودها من حيث العمل والوظيفة - سواء كان حواس أو أعضاء - أو حتى وجود مجال لمجرد التفكير في ذلك , مع علمهم بان هناك شيء يسمى النور لديهم بعض العلم بخواصه , وهناك شيء اخر اسمه ألوان يستطيعون التمييز بين بعضها, فما بالك بالكائن الذي ليس لديه الحاسة أو الخلايا المستقبلة (الخلايا العصبية) والخلايا المترجمة (الخلايا البصرية) أو العلم بان هناك شيء يسمى بالنور أو الالوان كيف استطاع مع نقصه وقصوره أن يصل إلى كل هذه المعلومات الدقيقة مع العلم بان الشيء المجهول بالنسبة للإنسان يمكن أن يقرب بقياسه إلى شيء اخر معلوم لديه اما قياس مجهول بمجهول سوف تكون نتيجته اليقينية بالنسبة لاى كائن صفر .
والان مع هذا التصور , لو جأت بإنسان مكفوف البصر من أصل الخلقة واخبرته بأن الأرض كروية الشكل , فان هذه المعلومة لن تعنى له اى شيء أن لم يكن قد رأى هذا الشكل في حياته أو لمسه بطريقة ما ولذلك فان قياس المجهول بالمجهول لن يجدي اى نفع ولن يترتب عليه اى نتائج متعلقة بإيصال المعلومة أو التصور والكائن البدائي نتاج الصدف السعيدة سوف يكون جاهلا بكل شيء واى شىء (وصف وماهيتا) يمكن أن يستخدم للتقريب أو القياس وخصوصا بالنسبة للنور أو الألوان التي ما هي في حقيقتها إلا ترددات مختلفة تختلف في الطول الموجى تفتقر إلى الإحساس والشعور المترتب عليهما الوصف هذا احمر .. هذا اصفر .. هذه إشاعة فوق بنفسجية .. هذه إشاعة تحت حمراء , والوصف بدوره ما هو الا تعريف داخلى لا علاقة له بحقيقة الشىء او كنهه , مع الانتباه بان هناك بعض الإشاعات لا يراها الإنسان او حتى يشعر بها بعيدا عن العين والابصار مع تمتعه بحاسة البصر كالإشاعة تحت الحمراء أو فوق البنفسجية و غيرهما من الإشاعات التي لا تقع فى نطاق الرؤية فكيف بالكائن البدائي الذي ليس له حول ولا قوة أن يعلم ذلك .
فكل شيء نحس به او نشعر به ما هو الا امواج وذبذبات لا تختلف فقط إلا في طولها الموجي ، و ترددها .. يعرفها المخ تعريفا داخليا خاص به لا علاقة له بماهية الشىء او كنهه الحقيقى .... هذا التعريف يختلف من كائن لاخر .
يقول الدكتور مصطفى محمود عن حقيقة الالوان : "النور الأبيض الذي نراه إذا مررناه خلال منشور زجاجي يتحلل إلى سبعة ألوان هي ألون الطيف المعروفة ، فإذا حاولنا أن ندرس ماهية هذه الألوان لم نجد أنها ألوان ... وإنما وجدناها موجات لا تختلف في شيء إلا في طولها الموجي ، ذبذبات متفاوتة في ترددها .. وهذه كل الحكاية ... ولكن أعيننا لا تستطيع أن ترى هذه الأمواج كأمواج ولا تستطيع أن تحس بهذه الذبذبات كذبذبات ... وإنما كل ما يحدث أن الخلايا العصبية في قاع العين تتأثر بكل نوع من هذه الذبذبات بطريقة مختلفة ومراكز البصر في المخ تترجم هذا التأثر العصبي على شكل ألوان ، ولكن هذه المؤثرات الضوئية ليست ألوانا وإنما هي محض موجات واهتزازات والمخ بلغته الاصطلاحية لكي يميزها عن بعضها يطلق عليها هذه التعريفات التي هي عبارة عن الألوان ... وهذه هي حكاية الألوان .
والحقول التي نراها خضراء ليست خضراء ... وإنما كل ما يحدث أن أوراق النباتات تمتص كل أمواج الضوء بكافة أطوالها ماعدا تلك الموجة ذات الطول المعين التي تدخل أعيننا وتؤثر في خلاياها فيكون لها هذا التأثير الذي هو في اصطلاح المخ ( اللون الأخضر )
ويقول القاضي الباقلانى فى كتابه الانصاف :
أنا وجدنا أنفس الموجودات في العالم، الحي القادر العاقل المحصل، هو الآدمي، ثم. تم العلمك يقينا بأنه كان في ابتداء أمره نطفة ميتة، لا حياة فيها ولا قدرة، ثم نقل إلى العلقة، ثم إلى المضغة، ثم من حال إلى حال، ثم بعد خروجه حياً من الأحشاء إلى الدنيا. تعلم وتحقق أنه كان في تلك الحالة جاهلاً بنفسه وتكييفه، وتركيبه، ثم بعد كمال عقله وتصوره وحذقه وفهمه لا يقدر في حال كماله أن يحدث في بدنه شعرة ولا شيئاً، ولا عرقاً فكيف يكون محدثاً لنفسه ومنقلاً لها في حال نقصه من صورة إلى صورة ومن حالة إلى حالة وإذا بطل ذلك منه في حال كماله كان أولى أن يبطل ذلك منه في حال نقصه .
يتبع بعون الله
__________________

لا إله إلا الله العظيم الحليم , لا إله إلا الله رب العرش العظيم ، لا اله الا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم
----
وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ

رد مع اقتباس