عرض مشاركة واحدة
  #26  
قديم 2011-04-12, 01:56 PM
عبد الله ايهاب عبد الله ايهاب غير متواجد حالياً
باحث
 
تاريخ التسجيل: 2009-07-07
المكان: مصر
المشاركات: 54
افتراضي

[align=justify]فصل فى السلفية .

أولاً : السلفية ومعناها :
السلفية اسم من أسماء أهل السنة والجماعة بما لهم من خصائص فى المنهج وفى أتباعها – ومعناها اتباع الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة – والسلف هم أهل القرون الثلاثة الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فالسلفية نسبة إلى السلف الصالح رضى الله عنهم – ولماذا القرون الثلاثة الأولى ؟ لشهادة الرسول لهم صلى الله عليه وسلم ولأن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبر بافتراق الأمة فلزم اتباعهم .
والقول بالسلفية كمن قال ( أنا سلفى ) ليس من باب التزكية وإنما من باب الخبر وهو موجود فى كتب العلماء القدمى وليس بدعاً من الأمر.
والسلفية ليست مذهب كالمذاهب الأربعة المشهورة – بل هى أصول الإعتقاد والمذاهب فروع العبادات.
فلو قارنت السلفية بالمذاهب الأربع فهى الفقة الأكبر والمذاهب الفقة الأصغر – ولو قارنت بالجماعات والفرق والطوائف فهى الفرقة الناجية والطائفة المنصورة وغيرهم من الطوائف والملل والفرق المذكورة فى حديث الفرق.
والسلفية ليست نسبة إلى شخص أو أشخاص كما تنسب جماعات وفرق موجودة على الأرض الإسلامية – فهؤلاء يتبعون السلف لعلمهم بأن الأمة لا تجتمع على ضلالة فإذا أجمعوا على شئ كان الحق فيه .

ثانياً : العداوة بين السلفية وغيرهم :
إذا كانت هذه السلفية والدعوة السلفية تنتمى إلى شخص واحد هو رسول الله فلماذا حُمِل على السلفية من شتى الفرق والجماعات والمذاهب الفكرية ؟
حُمِل على السلفية من الشيعة لأنها أظهرت للناس حقيقة الشيعة وما يرنوا إليه من تشيع للعالم الإسلامى بما يحمل من عقيدة شاذة عن عقيدة المسلمين من تحريف للقرآن وطعن فى الشيخيين والخوض فى عرض الحصان الرزان وغيرها من العقائد التى ما أنزل الله بها من سلطان – فلما وضح السلفيون هذا العور وبينوه – وهدموا اعتقادهم ونسفوه طعنوا فيهم طعن من أرد النسب من ولد الزنى .
ولما حارب السلفيون بدعوتهم المباركة لمحمد بن عبد الوهاب الشرك والبدع والخرافات التى قام عليها الفكر الصوفى المعتدل وغير المعتدل لأن التصوف المعتدل من لوازمة الشطط عن هدى رسول الله صلى الله عليه وسلم – لما حاربوا البعد عن شريعة الله فضلاً عن صرف العبادة إلى غير الله من ذبح ونذر ودعاء واستعانة واستغاثة واستعاذة – فضلاً عن الطواف بالحسين والبدوى وعبادة الأضرحة من دون الله - حمل الصوفيون على السلفيين بتشوية الصورة المنيرة المضيئة السامقة العالية التى تدعوا إلى توحيد الله .
ولما أنكر السلفيون على جماعات التبليغ من بدعة الخروج فى سبيل الله المحددة الأيام والشهور وما فيها من مخالفات للدين والمفاسد المترتبة على الخروج بهذه الكيفية - والتأويل لنصوص الجهاد على أنها نصوص الخروج وتركهم للعلم الشرعى بل محاربه العلم وأهله وتقديم مشايخهم ربما على الأئمة الأربعة الكبار – قاموا عليهم ووصموهم بالفلسية ومن قرأ عقيدتهم علم حقدهم على العلم والعلماء – وإنما يدعون إلى محمد بن إلياس ومن قرأ مثل قرآئتى عرف مثل معرفتى .
ولقد حارب العلماء السلفيون الحزبية والجماعات الممنهجة ببيعة وإمارة وقالوا إن هذا ليس من الدين حملوا على أهل النصح والإرشاد وشوهوا صورهم فى التجمعات والإجتماعات فلا نصيحة قبلوا ولا بطعن أمسكوا - فجمعوا السوء لا حياهم ربى وإرباب السفاهة والضلال .
وأما مع المدارس الفكرية المعاصرة من العلمانيين والشيوعيين واللبراليين واللادينيين فالحرب ضروس إلى أن يشاء ربى شيئاً وسيأتى الكلام مفصلا عن هؤلاء جميعاً – فهؤلاء حملوا على المسلمين جميعاً حرباً لكل ما يمت للدين بصلة يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت – ولو دعوا إلى الإسلام أبوا وأن دعوا إلى نصرانية أو يهودية أو إلحادية لبوا وأجابوا فلا رحمهم الله – يضعون أيديهم مع هؤلاء جميعاً إلا السلفية إلا أهل السنة والجماعة - يحملوا على المسلمين الموحدين ويتركون من ترك الدين – يوالون النصارى ويعادون السلفيين – فالله بيننا وبينهم إلى يوم الدين ويوم الدين.
فهذه مجموعة من الأسباب التى جعلت المخالفين فى الأعتقاد والجماعات والمذاهب الفكرية تحمل حملة نجسة على أطهر دعوة عرفتها الإنسانية.

ثالثاً : خصائص السلفية والدعوة السلفية :
إضافة إلى كل ما سبق فى الفصل السابق من خصائص للأهل السنة والجماعة فهذه بعض من الخصائص الأخرى .
1.الدعوة السلفية تنتمى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فليست لمرشد ولا إلياس ولا مركس ولا ميكافيلى ولا رسو ولا سارتر.
2.تؤمن بفقه الواقع الذى هو فقه ملابسات القضايا والنوازل من أجل تطبيق الحكم الشرعى عليها تطبيقاً صحيحاً – وعلى هذا فالفقه عندهم ثلاثة ( فقه بمعنى فهم الكتاب والسنة واستنباط الأحكام الشرعية منها – فقه اللغة العربية التى هى لغة الكتاب والسنة من نحو وصرف وبلاغة واشتقاق ودلالة - فقه ملابسات القضايا والنوازل ) – وقد أطلق غلطاً وخلطاً مصطلح ( فقه الواقع ) على ما يشغل الناس بأمور السياسة وانتقاد الحكام وإثارة الفتن والقلائل وزعزعة الأمن .
3.لا تقطع أذن أحد – ولا تشوه الوجوه – ولا تكسر الكنائس المشركة – ولا تهدم المقابر الصوفية المعبودة من دون الله – بل أن علماء السلفية عليهم البيان وإقامة الحجة على عباد الله والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وعلى الحاكم إقامة شرع الله .
4.لا تداهن أحداً على حساب الدين – ولا تميع قضايا المسلمين – ولا تطعن فى مشايخ الدعوة المباركين ولا تتنازل عن العقيدة والثوابت من أجل المناصب السياسية أو الشهرة - وهم غصة فى حلوق العلمانيين واللبراليين والشيوعيين والمفكرين الإباحيين.
5.لا تطعن فى القنوات الإسلامية المباركة التى نورت الدنيا بتوضيح الإسلام وأحكامة ثم تظهر فى القنوات الماجنة الكافرة – ولا تجيز تولى النصارى لحكم المسلمين – ولا تجوز فوائد البنوك الربوية من أجل المحافظة على اقتصاد البلاد – ولا تؤيد كلام المفتى إذا ما خالف العقيدة - وترى النقاب والختان واللحية من الدين ولا يستهزئون بمن فعلهم – ولا تأول من أظهر فحش الكلام وسب رب الأنام بقوله أنه اخطأ من شدة الوطنية – ولا يجالسون المتبرجات ولا أصحاب المقالات الفاسدات .
6. وعندهم أن الضرورات لها أحكام خاصة بها وليس من بَنَا ونسى اللابنة أو أضطر لتركها كمن هدم وترك لبنةً ناسياً أو جاهلاً .
اللهم اغفر لى إن أسئت وعافنى مما نسيت .[/align]
رد مع اقتباس