عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 2011-04-13, 02:11 PM
ابن النعمان ابن النعمان غير متواجد حالياً
مشرف سابق
 
تاريخ التسجيل: 2011-01-07
المكان: اسيوط
المشاركات: 651
حصرى


الحلقة الرابعة
لو اعتبرنا ان الكائن قد توفر لديه كل مقومات البصر وجميع اجزاء العين من طبقات متكاملة ومخاريط حساسة وكاميرات ملونة فلن يتأتى له ايضا الابصار وسوف تظل النتيجة السابقة كما هى , وقد يستغرب البعض من ذلك ولكن فى الحقيقة تلك هى الحقيقة التى سوف تظهر لنا بوضوع فى السطور القادمة تحت عنوان البرمجة التلقائية .
البرمجة التلقائية :
الكائن البصير لن يكفيه وجود خلايا حساسة مستقبلة او خلايا دقيقة موصلة , بل لابد من امتلاكه خلايا مترجمة محللة تقوم بترجمة الترددات والذبذبات وتحليل المعلومات و المعطيات الى اصوات وصور وروائح وطعوم ولابد ان يقترن بها برمجة تلقائية الية لتحدث ترجمة لهذه التأثيرات بشكل آلى لا علاقة لها بارادة الكائن الحى او مراقبته وانتباهه واختياره , تجعل من الموجات والذبذبات , اصوات وصور وروائح وطعوم ومشاعر واحاسيس يشعر بها الانسان بشكل تلقائي وانسيابى , وهنا يكمن السر الذى فيه دحض نظرية النشوء والارتقاء بشكل حاسم ومطلق , فمراكز الاحساس و الترجمة المسئولة عن ترجمة الذبذبات والترددات الى تعريفات داخلية يشعر بها الانسان لا علاقة لها بالواقع او الحقيقة يجب ان تكون موجودة فى المخ من بادىء الامر كمفردة من مفرداته وجزء من اجزائه .
فالبرمجة والترجمة وما اقترن بها من خلايا , لابد أن تكون مقصودة من بادىء الامر , فى نفس الوقت الذى لا يمكن ان تكون فيه نتاج نشوء او تطور , وقد يستغرب البعض ويقول كيف ذلك ؟ , الاجابة ! لأنها ببساطة كما قلنا مفردة من مفردات العقل المسئول الاول عن الإدارة والاشراف والمراقبة, والمتابعة فى كل ما يتعلق بمراحل التطور صغيرة اوكبيرة , وجزء لا يتجزا منه , واقرب مثال لتقريب ذلك الى الاذهان ليسهل عليها استيعابه, العقل الالكترونى , فالعقل الالكتروني الذى لا يبلغ جزء من مليون جزء من تعقيد عقل الانسان لا يمكن أن يضاف له شىء إلا إذا كان مهيىء مسبقا لهذه الإضافة ومبرمج ذاتيا على التعرف على هذا الشىء المضاف ومبرمج ايضا على كيفية التعامل معه و تشغيله وادارته و آية ذلك , ان الأشياء التى تضاف اليه حاليا كالسيدى روم و الهارد دسك و الهيدفون ..الخ , كانت لا يمكن ان تضاف الى الاجيال الاولى منه والسر يكمن فى البرمجة الذاتية والتهيئة القبلية التى لم تتوفر حين ذاك .
ولا يمكن للعقل الالكتروني, أن يحدث البرمجة الذاتية والتهيئة القبلية اللازمة للتعرف , والتوافق , والتشغيل, من ذاته, بدون تدخل المصمم الذي يقوم باضافة هذه الاشياء إليه.
وبالتالى فإن العقل البشرى لا يمكن أن توجد فيه هذه المبرمجات والمترجمات إلا قبل التصميم وخلال الصنع , ولذلك جائت هذه المسميات الخاصة بالعقول الالكترونية (الجيل الاول , الجيل الثانى , ... وهكذا) , لتدل على تطور العلم والصناعة لا تطور ذات الآلة لان كل آله فى كل جيل من اجيال الحاسب تعتبر فى ذاتها آله مستقلة ومختلفه تماما عن الالات الاخرى , تتفق معها فقط فى الغرض والاستخدام وتختلف فى الامكانيات والقدرات والسرعة , واذا لم يمكن تطوير خلاط كهربائى الى مكوك فضائى من خلال بعض الاضافات , فلن يمكن ايضا تطوير حاسب من حواسب الجيل الاول الى حاسب من حواسب الجيل الثانى من خلال بعض الاضافات بل لابد من تعديلات جوهرية وتهيئة داخلية تحتم اعادة الصنع من ناحية التجميع و الهدم والبناء وفق تصميم مختلف وبناء مغاير , هذا فى العقل الالكتروني الذى لا يبلغ جزء صغير من تعقيد العقل البشرى .... الذى يشكل مع الحواس الأساس الذي تقتبس منه كافة التصاميم التي توضع للأجهزة الصناعية والالكترونية ولا ننسى ان الانسان يختلف عن الحاسب فى احساسه بالذات الناتج عن اشرافه على نفسه من نافذة الروح فهل يمكن تهيئة الروح او التعديل عليها ؟ , بينما الاجهزة الالكترونية ليس لها ارادة او اختيار او احساس بالذات لانها تفتقر الى الروح الشىء الاساسى واللازم للادراك يقول الدكتور مصطفى محمود فى كتابه حوار مع صديقى الملحد " لو كنت راكبا ً بقطار يسير بنعومة على سكة الحديد , فما كنت لتعرف بأنه يتحرك إلا إن نظرت من خلال النافذة للعالم خارجه. وكذلك أنت لا تستطيع رؤية دوران الكوكب إلا بالقمر الصناعي الذي يطير فوقها, وهكذا الشيء لا يدرك إلا بالخروج عنه. إذا ً أخبرني كيف كان يصح لنا أن ندرك الزمن لو أننا كانا مجرد أجساد وكائنات زمنية ؟. ألا يعني هذا أن لنا وعي أكبر يتخذ الخلود منبعا ً له ليراقب به تغير الأشياء الزمنية؟ " , وإذا كانت هذه الآلات تقوم بحل أدق المعادلات الرياضية واعقدها بسرعة فائقة فهي تقوم بذلك بدون فهم او حساب او تفكير ...ولقد شبه الدكتور مصطفى محمود العقل الالكترونى الذى له قدرة على حل ادق المعادلات الرياضية بسرعة فائقة "بعصابة من الكلاب مدربة على سرقة احد البنوك او المنازل كلا منها مدرب على فعل يكمله فعل الكلب الاخر بحيث تكون محصلة هذه الأفعال السرقة والكلاب نفسها لا تعلم انها قد سرقت".
فلو قارنا بين خلق الله وصنع الإنسان نجد أن صنع الإنسان يشمل فقط الجانب اللاحياتى كالطائرات والغواصات وغيرها من مخترعات التي إن بحثت فيها فسوف تجدها مصنوعات مفتقرة لأهم ثلاثة أشياء .... الإرادة , والإدارة , والإحساس بالذات أو النفس وإذا كان هناك برمجة فلابد من وجود برنامج ومفردات لو اقترن كلا منهم بالاخر نتجت الحاسة.
واخيرا هذه بعض النتائج التى يمكن ان نحصل عليها من الكلام السابق :
- اذا لم يكن هناك مراكز خاصة بالترجمة والتحكم فى المخ فلن يمكن تطوير اى حاسة من الحواس اوعضو من الاعضاء فهذه المراكز يجب ان تكون موجودة فى المخ من بادىء الامر وغير قابلة للوجود عن طريق النشوء او الارتقاء لكونها جزء من اجزاءه وقد بينا ذلك
- اذا لم تعمل هذه المراكز بشكل تلقائى وفطرى بعيدا عن ارادة الانسان واختياره فسوف تقتصر عملية الاحساس على الجانب المعلوماتى فقط (خالية من الشعور) و تتحول الى نوع من الجحيم لدخولها فى اختيار الانسان ومراقبته الشىء الذى سوف يسبب الكثير من التعب و المعاناة.
------------
قام بمراجعة هذه الحلقة الاخ العزيز فلق الصبح جزاه الله خيرا
__________________

لا إله إلا الله العظيم الحليم , لا إله إلا الله رب العرش العظيم ، لا اله الا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم
----
وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ

رد مع اقتباس