عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 2011-06-28, 02:06 PM
غريب مسلم غريب مسلم غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-06-08
المشاركات: 4,040
افتراضي

حياكم الله أحبتي في الله.
فيما يلي سؤال في موقع الإسلام سؤال وجواب والرد عليه:
الأدلة على إثبات صفة العين لله عز وجل
السؤال: هل في تفسير قوله تعالى "ألم يعلم بأن الله يرى" دلاله أن لله عيناً ؟ وإن لم تكن كذلك ، فهل لله عين؟ وهل يوجد دليل ثابت على ذلك؟
الجواب :
الحمد لله
أولاً :
مذهب أهل السنة والجماعة إثبات صفة العين لله عز وجل ، على وجه يليق به سبحانه ، كما قال تعالى : ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) الشورى : 11 .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " مذهب أهل السنة والجماعة : أن لله عينين اثنتين ، ينظر بهما حقيقة على الوجه اللائق به ، وهما من الصفات الذاتية " انتهى من "مجموع فتاوى ابن عثيمين" (4/58) .
ثانياً :
دلت النصوص من الكتاب والسنة على إثبات صفة العين لله عز وجل :
أما الأدلة من الكتاب :
1. قال تعالى : (وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا) هود : 37 .
ثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما في قول الله تعالى : (واصْنَعِ الفُلْكَ بِأَعْيُنِنا) ، قال : بعين الله تبارك وتعالى ، رواه عنه البيهقي في "الأسماء والصفات" (2/116) .
قال ابن جرير الطبري رحمه الله : " وقوله : (بأعيننا) ، أي : بعين الله ووحيه كما يأمرك " انتهى .
2. قال تعالى : (وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي) طه : 39
3. قال تعالى : (وَاصْبِرْ لِحُكمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا) الطور : 48
وأما الأدلة من السنة ؛ فمنها ما رواه البخاري (6858) عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله لا يخفى عليكم ، إن الله ليس بأعور - وأشار بيده إلى عينه - وإن المسيح الدجال أعور العين اليمنى كأن عينه عنبة طافية ) .
قال ابن خزيمة رحمه الله – بعد ذكره للنصوص السابقة - : " فواجب على كل مؤمن أن يثبت لخالقه وبارئه ما ثبَّت الخالق البارئ لنفسه من العين ، وغير مؤمن من ينفي عن الله تبارك وتعالى ما قد ثبَّته الله في محكم تَنْزيله ببيان النبي صلى الله عليه الذي جعله الله مبيِّناً عنه عَزَّ وجلَّ في قوله : ( وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ ) ، فبين النبي صلى الله عليه وسلم أن لله عينين ، فكان بيانه موافقاً لبيان محكم التَنْزيل ، الذي هو مسطور بين الدفتين ، مقروء في المحاريب والكتاتيب " انتهى .
"كتاب التوحيد" (1/64) .
ثالثاً :
أما قوله تعالى : (ألم يعلم بأن الله يرى) ، فلا تدل على إثبات صفة العين ، بل هي دالة على إثبات صفة الرؤية والبصر لله سبحانه وتعالى ، وأما إثبات العين ، فهو أمر زائد على ذلك ، يرجع فيه إلى النصوص الواردة في الباب .
قال ابن كثير رحمه الله : " أما علم هذا الناهي لهذا المهتدي أن الله يراه ويسمع كلامه ، وسيجازيه على فعله أتم الجزاء " . انتهى من "تفسير ابن كثير" (4/646) .
وقد ذكر البيهقي رحمه الله : قوله تعالى : (ألم يعلم بأن الله يرى) في نصوص إثبات الرؤية والبصر له سبحانه . انتهى "الأسماء والصفات" (1/461) .
قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله : " والعين لله سبحانه وتعالى هي عينٌ حقيقيةٌ ، ودليل ذلك أن الله أثبتها لنفسه في غير موضع ، وأثبت الرؤية في غير موضع ، وإثبات هذا تارة وهذا تارةً يدل على التغاير بينهما ، فالرؤية شيءٌ ، والعين شيءٌ آخر ، فقوله تعالى : (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ) التوبة/105 ، وقوله : (أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى) العلق/14 ، فهاتان في الرؤية .
ولكن : (تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا) القمر/14 ، وقوله : (وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي) طـه/39 ، فهاتان الآيتان ليستا في الرؤية ، بل أثبتتا عيناً مخالفةً للرؤية ، ولهذا نقول : إن العين صفةٌ حقيقيةٌ " انتهى من "شرح العقيدة السفارينية" .
والله أعلم
http://www.islamqa.com/ar/ref/145166

وقد ورد في موقع الشيخ ابن جبرين رحمه الله قوله:
من الصفات الذاتية أيضا صفة العين وردت بالجمع وبالمفرد ذكرت في قول الله تعالى: وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي أثبت الله لنفسه صفة العين وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي ووردت بلفظ الجمع تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا المعنى: أمام أعيننا، فهذا وصف صريح، أن الله تعالى أثبت لنفسه العين، ولما جمع الضمير جمع الأعين الضمير لله تعالى فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا ولم يقل بأعيني ولم يقل بعيننا لما جمع الأعين جمع الضمير، قد عرفنا أن الجمع للتعظيم، يعظم الله نفسه ويمجد نفسه بلفظ الجمع، فهو دليل على إثبات هذه الصفة، صفة العين.

وقد ورد في كتاب المجلى في شرح القواعد المثلى:
** المثال التاسع والعاشر :
قوله تعالى عن سفينة نوح : تجري بأعيننا [القمر : 14] وقوله لموسى : ولتصنع على عيني [ طه : 39]
والجواب : أن المعنى في هاتين الآيتين على ظاهر الكلام وحقيقته لكن ما ظاهر الكلام وحقيقته هنا ؟ (1) .
هل يقال : إن ظاهره وحقيقته أن السفينة تجري في عين الله أو أن موسى عليه الصلاة والسلام يربى فوق عين الله تعالى (2) .
أو يقال : إن ظاهره أن السفينة تجرى وعين الله ترعاها وتكلؤها وكذلك تربية موسى تكون على عين الله تعالى يرعاه ويكلؤه بها (3) .
ولا ريب أن القول الأول باطل من وجهين :
الأول: أنه لا يقتضيه الكلام بمقتضى الخطاب العربي (4) والقرآن إنما نزل بلغة العرب .
قال الله تعالى : إنا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون [ يوسف :2] وقال تعالى : نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين [ الشعراء : 193-195] ولا أحد يفهم من قول القائل : فلان يسير بعيني أن المعنى أنه يسير داخل عينه ولا من قول القائل : فلان تخرج على عيني أن تخرجه كان وهو راكب على عينه (5) ولو ادعى مدع أن هذا ظاهر اللفظ في هذا الخطاب لضحك منه السفهاء فضلاً عن العقلاء (6) .
الثاني : أن هذا ممتنع غاية الامتناع ولا يمكن لمن عرف الله وقدره حق قدره أن يفهمه في حق الله تعالى لأن الله تعالى مستو على عرشه بائن (7) من خلقه لا يحل فيه شيء من مخلوقاته ولا هو حال في شيء من مخلوقاته سبحانه وتعالى عن ذلك علواً كبيراً .
فإذا تبين بطلان هذا من الناحية اللفظية والمعنوية تعين أن يكون ظاهر الكلام هو القول الثاني أن السفينة تجري وعين الله ترعاها وتكلؤها وكذلك تربية موسى تكون على عين الله يرعاه ويكلؤه بها وهذا معنى قول بعض السلف : " بمرأى مني " (8) فإن الله تعالى إذا كان يكلؤه بعينه لزم من ذلك أن يراه ولازم المعنى الصحيح جزء منه كما هو معلوم من دلالة اللفظ حيث تكون بالمطابقة والتضمن والالتزام (9) .
------
الهوامش:
(1) لقد سبق أن العبرة في فهم ظاهر النص هو السياق والقرائن فلابد أن يتتبع سبب النزول ثم القرائن والسياق .
(2) هذا المعنى لا يتبادر أبداً لأي قارىء لكتاب الله .
(3) ذكر الماوردي في تفسيره (5/412) ان للمفسرين أربعة أقوال في تجري بأعيننا وهي :
1- بمرأى منا .
2- بأمرنا ، قاله الضحاك .
3- بأعين أوليائنا من الملائكة الموكلين بحفظها .
4- بأعين الماء التي أتبعناها في قوله : وفجرنا الأرض عيوناً ، وقيل إنها تجري بين ماء الأرض والسماء ، وقد كان غطاؤها عن أمر الله سبحانه .
وذكر هذه الأقوال أبو حيان في البحر المحيط (8/176) والخازن (4/219) ، والسيوطي (17/133) ، وصديق حسن خان (13/293) .
(4) إلا ان كان حملهم على ذلك نوع من العجمة وبها عابوا الكلام الفصيح لعجمتهم .
(5) وانما أراد أنني كنت أحفظه وأرعاه إلى أن تخرج .
(6) وانما يفهم منه أن عينيه تصحبه بالنظر والرعاية لأن الباء هنا للمصاحبة وليست للظرفية وهذا هو بطلان كلامهم من الناحية اللفظية .
أما بطلانه من الناحية المعنوية : فإن من المعلوم أن نوحاً عليه الصلاة والسلام كان في الأرض ، وأنه صنع السفينة في الأرض ، وجرت على الماء في الأرض كما قال الله تعالى : ويصنع الفلك وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه وقال : فدعا ربه أني مغلوب فانتصر ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر وفجرنا الأرض عيوناً فالتقى الماء على أمر قد قدر وحملناه على ذات ألواح ودسر تجري بأعيننا جزاء لمن كان كفر .
ولا يمكن لأحد أن يدعي أن ظاهر اللفظ أن السفينة تجري في عين الله عز وجل لأن ذلك ممتنع غاية الامتناع في حق الله تعالى ولا يمكن لمن عرف الله وقدره حق قدره وعلم أنه مستو على عرشه بائن من خلقه ليس حالاً في شيء من مخلوقاته ولا شيء من مخلوقاته حالاً فيه أن يفهم من هذا اللفظ هذا المعنى الفاسد .
وعلى هذا فمعنى الآية الذي هو ظاهر اللفظ أن السفينة تجري والله تعالى يكلؤها بعينه ا.هـ من تقريب التدمرية للمؤلف .
(7) لفظة ( بائن ) وان لم ترد في الكتاب والسنة ولم تكن معروفة في عهد الصحابة إلا أنه لما ابتدع الجهم وأتباعه القول بأن الله في كل مكان اقتضى ضرورة البيان أن يتلفظ الأئمة الأعلام بلفظ ( بائن ) دون أن ينكره أحد منهم .
وممن نص على ذلك عبدالله بن أبي جعفر الرازي، وعالم الرى هشام واسحاق بن راهويه عالم خراسان وذكره عن ابن المبارك وغير هؤلاء ممن ذكرهم الذهبي في مختصر العلو ونقله الألباني في مقدمته ص18 وانظر أيضاً التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل للمعلمي (2/286) .
(8) وقد نص على ذلك الطبري (13/94) ، والبغوي (4/260) ، والثعالبي (3/265) ، وابن كثير (6/41) ونسب هذا المعنى إلى الجمهور الإمام ابن عطية في تفسيره (14/151) وجرى على هذا القول أيضاً : ابن الجوزي (9/93) ، الرازي (29/36) ، و النسفي (3/404) ، والسمين (6/227) ، والبيضاوي مع محي الدين شيخ زادة (4/421) ، والشهاب (9/31) ، والجمل (7/345) ، والشوكاني (5/175) ، والشربيني (4/146) والآلوسى (27/83) .
(9) وإثبات العين من كون أن الله يحفظه بعينه من دلالة التلازم وقد سبق معناه .
ملاحظة :
أ‌- يثبت المعطلة لازم المعنى وينفون الصفة
مثاله : ينفي الأشعرية صفة الرحمة ويثبتون لازمها وهو الإنعام وينفون صفة المحبة والغضب ويثبتون لازمها وهو الإحسان ، و الانتقام فإثبات المعطل لازم الصفة لا يكفي بل لابد أن يثبت الصفة .
فإذا كان من يقول ( بمرأى مني ) ينفي صفة العين كما نقلنا عن الذي جرى على هذا القول مع ان واقعهم لا يثبتون صفة العين من تفسيراتهم الأخرى فإن هذا من قبيل من ينفى الرحمة ويثبت الإحسان .
ب‌- نستفيد من ذلك أن الذي يفسر آية باللازم لا يعني أنه معطل للصفة فلا يقال لمن فسر الرحمة بالإحسان أنه معطل حتى نعلم هل هو يثبت صفة الرحمة أم لا وهكذا في بقية الصفات .
__________________
قال أبو قلابة: إذا حدثت الرجل بالسنة فقال دعنا من هذا وهات كتاب الله، فاعلم أنه ضال. رواه ابن سعد في الطبقات.
رد مع اقتباس