عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 2011-07-19, 12:04 PM
adel_sh adel_sh غير متواجد حالياً
عضو جديد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2011-07-15
المكان: سوريا الله حاميها
المشاركات: 46
افتراضي

لقد صدق القائل حين قال:

Little Knowledge of Science makes man an Atheist; but an indeph knowledge of Science makes him a believer in God. – Francis Bacon
قليل من المعرفة عن العِلم تجعل الإنسان ملحداً، ولكن معرفة عميقة عن العِلم تجعله مؤمناً بالله. (فرانسيس بيكون)

تخيّل يا صديقي العزيز أني لو قلتُ لك الآن أن عواصفاً وفيضانات وبراكين وكل ما يخطر في بالك من كوارث طبيعية حصلتْ في مدينتي، ثم في اليوم التالي آتي إليك وأقول لك بأن الكاميرا التي تراها في الصورة أسفل هذا النص قد تشكّلتْ بفعل تلك الكوارث الطبيعية التي حصلتْ في مدينتي، هل كنتَ ستصدقني لو قلتُ لك ذلك؟


طبعاً وبدون أدنى شك سيكون جوابك "لا"، بل قد تنعتني بالمجنون، لأن تلك الكاميرا لا يمكن أن تتكون بمحض الصدفة أو بفعل الطبيعة، فقد احتاج البشر لصنعها إلى عشرات السنين من البحث والدراسة ثم التصميم الدقيق والمعقّد جداً.

وحتى تدرك يا صديقي العزيز مدى صعوبة أن تقوم الصدفة أو الطبيعة بتكوين كاميرا، سأعطيك مثالاً بسيطاً جداً وبعيداً كل البعد عن التعقيد والدقة الموجودان في الكاميرا، سيُثبت لك أنه حتى أبسط الأمور لا يمكن أن تتكون بمحض الصدفة أو بفِعل الطبيعة، ناهيك عن أمر في غاية التعقيد كالكاميرا.

ومثالي البسيط جداً هذا هو عبارة عن جملة نصيّة.

تخيّل لو أنك ذهبتَ إلى الشاطىء اليوم، وحال وصولك إلى هناك سوف تلاحظ علامات على الرمل كالعلامات الموجودة في الصورة التالية:


وبشكل طبيعي، ستقول لنفسك: "هذه العلامات تكوّنت بفعل الطبيعة (الأمواج، الرياح..إلخ)".

ثم في اليوم التالي تقوم بالذهاب إلى نفس المكان وإذ بك تتفاجأ بوجود كلام مكتوب على الشاطىء كما هو موضّح في الصورة التالية:


بعد رؤيتك لهذا الكلام، ماذا ستكون ردّة فعلك؟ هل ستقول لنفسك "الطبيعة هي من كتب ذلك"، أم أنك ستقول لنفسك "لا بد أن شخصاً ما (صاحب عقل وذكاء وتدبير) هو من قام بكتابة تلك الكلمات"؟

طبعاً جوابك سيكون الثاني، لأن الطبيعة أو الصدفة لا يمكن لها أن تقوم بذلك على الإطلاق.

النقطة التي أريد الوصول إليها هي أن الطبيعة لا يمكنها حتى كتابة جملة صغيرة، فما بالك بتكوين كاميرا شديدة التعقيد؟!

إن كان البشر، يا صديقي العزيز، لا يستطيعون تصديق أن مجرد جملة نصيّة أو كاميرا يمكن لهما أن يتشكلا بمحض الصدفة أو بفعل الطبيعة، فما بالك بأمر هو أكثر تعقيداً بكثير، وهو معقّد لدرجة لا نستطيع تخيّلها حتى، ألا وهو العين البشرية!


نُشر خبر عام 2001 لمخابر "سانديا" الوطنية في أمريكا مفاده أن العين البشرية تعمل بشكل أسرع وأكثر دقة ووظيفيّة (أو فعالية) من 64 كمبيوتراً في آن معاً!!!

المصدر:
“New standard set for scientific visualizations”,
Sandia National Laboratories,
News Releases, July 12, 2001;
ويمكن أيضاً الاطلاع على النشرة بالتفصيل من موقع المخبر الرسمي من الرابط التالي:
http://www.sandia.gov/media/NewsRel/NR2001/vizcor.htm

مثال سريع آخر:

آخر ما توصّل إليه البشر، بعد أبحاث طالتْ عشرات السنين، في مجال تخزين المعلومات هو ما يُعرف بالـ (microchip) أو رقاقة التخزين.

http://i1205.photobucket.com/albums/.../microchip.jpg

هل تعلم يا صديقي أنه يوجد في جسم كل إنسان حوالي 100 ترليون (ترليون: مليون مليون) خلية (cell)! وكل خلية واحدة من بين كل تلك الترليونات من الخلايا تحتوي على نواة (nucleus)، وهذه النواة هي عبارة عن (إن شئت تشبيهها) دفتر تعليمات وتوجيهات لجميع أعضاء الجسم وما تحويها من خلايا... كيف تتحرك وإلى أين وماذا تفعل و...إلخ

تخيل يا صديقي أنك لو قمتَ بكتابة (تدوين) هذه المعلومات الموجودة في نواة خلية واحدة فقط على كتب حقيقية لأخذتْ المعلومات الموجودة في الخلية الواحدة مساحة تبلغ حوالي 900 مجلد!!!


يقول "مايكل دينتون" (Michael Denton) في كتابه "نظرية في أزمة" (A Theory in Crisis) حول سعة التخزين الهائلة لدى الخلايا، في الصفحة رقم 334، أن خلايا بحجم ملعقة شاي يمكنها تخزين معلومات جميع الكتب التي تم تأليفها منذ الأزل، وسيبقى هناك مجال لمزيد من التخزين!

مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ [الحج : 74]

دليل آخر على وجود الله:

إن الغلاف الجوي الذي يحيط بالأرض يؤدي وظائف ضرورية لاستمرارية الحياة، فهو حين يدمر الكثير من النيازك الكبيرة والصغيرة فإنه يمنعها من السقوط على سطح الأرض وإيذاء الكائنات الحية.

بالإضافة إلى ذلك فإن الغلاف الجوي يصفي شعاع الضوء الآتي من الفضاء المؤذي للكائنات الحية.

والمذهل في الأمر أن الغلاف الجوي لا يسمح إلا للإشعاعات غير الضارة مثل الضوء المرئي والأشعة فوق البنفسجية وموجات الراديو بالمرور.

وكل هذه الإشعاعات أساسية للحياة. فالأشعة فوق البنفسجية التي يسمح بمرورها بشكل جزئي فقط عبر الغلاف الجوي، ضرورية جداً لعملية التمثيل الضوئي في النباتات ولبقاء الكائنات الحية على قيد الحياة.

غالبية الإشعاعات فوق البنفسجية المركزة التي تنبعث من الشمس يتم تصفيتها من خلال طبقة الأوزون في الغلاف الجوي ولا تصل إلّا كمية محدودة وضرورية من الطيف فوق البنفسجي إلى الأرض.

هذه الوظيفة الوقائية للغلاف الجوي لا تقف عند هذا الحد، بل إن الغلاف الجوي يحمي الأرض من برد الفضاء المجمد الذي يصل إلى 270 درجة مئوية تحت الصفر.

وليس الغلاف الجوي فقط هو الذي يحمي الأرض من التأثيرات الضارة، فبالإضافة إلى الغلاف الجوي فإن ما يعرف بـ(حزام فان ألن) (Van Allen Belt) وهو طبقة نتجت عن حقول الأرض المغناطيسية، تشكل درعاً واقياً من الإشعاعات الضارة التي تهدد كوكبنا.


هذه الإشعاعات (التي تصدر عن الشمس وغيرها من النجوم باستمرار) مميتة للكائنات الحية.

ولولا وجود حزام "فان ألن"، لكانت الانفجارات العظيمة للطاقة المسماة التماوجات أو الانفجارات الشمسية (التي تحدث بشكل دائم في الشمس) قد دمرت الأرض.

إن الطاقة التي ينقلها انفجار واحد فقط من هذه الانفجارات التي تم حساب قوتها مؤخراً تعادل قوة مائة بليون قنبلة ذرية شبيهة بتلك التي ألقيت فوق هيروشيما.

بعد خمس وثمانين ساعة من انفجارها لوحظ أن الإبر المغناطيسية في البوصلات أظهرت حركة غير عادية، ووصلت الحرارة فوق الغلاف الجوي على ارتفاع مائتين وخمسين كيلومتراً إلى 2500 درجة مئوية.

وباختصار فإن هناك نظاماً متكاملاً يعمل فوق الأرض. وهو يحيط عالمنا ويحميه من التهديدات الخارجية.

وقد لفت الله سبحانه وتعالى من خلال القرآن الكريم انتباهنا إلى هذه الخاصية الدفاعية المهمة للسماء في قوله:

وَجَعَلْنَا السَّمَاء سَقْفاً مَّحْفُوظاً وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ [الأنبياء : 32]

إن مثل تلك الأمثلة لا يدرك مدى عظمتها، وقوة حجتها على وجود الله، إلا من تدبّرها، أما من يمر على هكذا كلام مرور الكرام، فهو خاسر كبير، وأقول له:

وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ [العنكبوت : 43]

وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا حَتَّى إِذَا جَآؤُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ [الأنعام : 25]

أي حتى ولو أريتهم جميع الآيات الدالة على الحق فلن يؤمنوا لأنهم أناس مستكبرين ومستهزئين.

إن ما قدمته لك، يا صديقي الكريم، مجرد أمثلة موجزة وبسيطة، والأمثلة كثيرة جداً، بل لا تعد ولا تحصى، وهناك أمثلة قد تجعل المرء يشيب شعره من شدة الذهول الذي سيصاب به من معرفتها! ولكن لا أريد من هذه المشاركة أن تتحول إلى كتاب، فما ذكرته يكفي وزيادة لكل إنسان عاقل وصادق وغير متحيّز بأن يؤمن بالله تعالى.

أخيراً، أود تذكرتك بقول "فرانسيس" الذي اقتبسته لك في بداية كلامي:

قليل من المعرفة عن العِلم تجعل الإنسان ملحداً، ولكن معرفة عميقة عن العِلم تجعله مؤمناً بالله.


وأذكرك بقول الله سبحانه وتعالى:
أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لاَّ يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ [النحل : -1817]

سؤالي الآن: بعد أن قرأت كل ما كتبته لك، وبعد أن قرأته مرة ثانية للتمعّن والتدبّر فيه، هل وصلتَ إلى نتيجة مفادها أن هذا الكون - الأكثر تعقيداً من أكثر ما توصل البشر إلى صناعته تعقيداً - له خالق؟

أنا لم أسألك عن إله الإسلام الآن، لأننا سنأتي إلى موضوع نظرية التطور وموضوع الأديان لاحقاً، أما الآن أنا أسألك عن إيمانك بوجود خالق لهذا الكون بغض النظر عن دينه، هل تؤمن بوجوده بعد ما قرأته من كلمات في هذه المشاركة التي أرجو أن يستفيد منها كل من يقرأها؟

أرجو أن تكون صادقاً مع نفسك أولاً ومعي ثانياً، فأنا كما قلتُ لك سابقاً لا أريد لك إلا الخير ولا أطلب منك شيئاً بالمقابل.

وتذكّر أن قول "أنا أؤمن بالله" ليس صعباً أبداً، الأمر يحتاج إلى القليل من الشجاعة والصدق فقط.

خذ وقتك في التفكّر والتأمل، ثم الرد.