الموضوع: كلمة سواء
عرض مشاركة واحدة
  #27  
قديم 2011-10-18, 08:23 AM
الإبراهيمى الإبراهيمى غير متواجد حالياً
منكر للسنة
 
تاريخ التسجيل: 2011-04-05
المكان: مصر العربية
المشاركات: 371
افتراضي رد: كلمة سواء

[quote=المنطق;185500]
اقتباس:
ولك خالص تقديري كذلك أخي الكريم الإبراهيمي ... فمجهوداتك ومثابرتك على تقديم أفضل مالديك إنما ينم عن شخص غيور على دينه ومعتقده وهذا حقا رغم اختلافاتنا جدير بالاحترام.
شكرا لك ـ وتأكد بأن كل باحث عن الحق بجدية وإلتزام مُبتغيا فى ذلك فقط مرضاة ربه وجهادا فيه لأجل إعلاء كلمته فسيهديه الله يوما إلى سبيله الحق والذى لا حــق سواه ..
وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ... ولنكمــل ما بدأناه ـ
اقتباس:
في الحقيقة مازلت ياأخي لم أتطرق لمسألة الوحي الثاني ولي فيها رأي آخر.
أحييك ياأخي ولكن هنا يجب أن أشير إلى نقطة خلاف.
تلخيص النقطة الأولى: طاعة الرسول واجبة فيما يوحى إليه (طاعة مقترنة بكتاب الله) وفي كل ماصدر عنه من أوامر ونواهي ولو خارج إطار الوحي (طاعة منفردة).
عفـــواااا ـ لتسمح لى بالتوقف هنا لأهمية ذلك القول حيث يعد بمثابة نقطة فاصلة بموضوع الطاعة
فأنت تقرر بأن الطاعة وكما تكون للرسـول فيما يوحى إليه من ربه ـ فإنها تكون كذلك للرسول على إستقلال وخارج إطار الوحى بحسب تعبيرك ..
وهنـــا نســال :ـ
ألا يتعارض ذلك القول مع جُل الآيات التى تقرر بإتباع النبى ذاته للوحــى المُنزل عليه من ربه ؟؟؟
وقبل إجابتك يجدر بى التنويه إلى خطأ سقط من مقالتى السابقة سهوا ـ حيث قد إستدللت بالآية ..
وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآَيَةٍ قَالُوا لَوْلا اجْتَبَيْتَهَا قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي مرتان ـ وكانت الثانية منهم بغير موضعها والتى أدرجت تعليقا عليها أقرر به بأن تلك الآيات تــرد بكل قوة على كل من يدعى وجــود طاعة خاصة للرسول خارجة عن ذلك الوحى ...
والآية الصحيحة التى كنت أقصدها بذلك الموضع هـــــى ـ
وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآَنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ
فتلك الآية بالإضافة إلى ما سبقها ونضيف إليها كذلك الآية
قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ (108) وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ (109)
فكيف يقول الرسول للناس بأنه قد جاءهم بالحق من ربهم ـ ثم بعدها يأتهم هو بحق آخــر ليس من عند الله ـ وكيف يكون مأمورا من ربه بإتباع الوحى فقط ثم يأمر الناس بإتباع ماهو خارج إطار ذلك الوحى !!!!!؟؟
وبما أن الرســول له حق الأمر والنهى من دون التقيد بذلك الوحى ـ فلماذا إذا يُحذره الله من القول والأمر بغير الذى أوحاه إليه ـ بل ويسمى ما هو دون الوحى بأنه إفتراء .. لنقـــرأ ـ
وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لاتَّخَذُوكَ خَلِيلاً (73)
ولماذا يأمر الله رسوله بالإستمساك بالوحــى فقط طالما كان للرسول أن يؤمر بدون التقيد به ـ ولماذا يُحذره سبحانه بأنه سيُسأل وقومه أمام ربهما بموجب ذلك الذكر فقططط ..
فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (43) وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ (44)
حقيقة تلك الأمور يصعب علىّ فهمها وأرى بأنها تتعارض وبشدة مع أوامر الله الذى قد فصلها وأحكمها بشكل لا يقبل ذلك التأويل مطلقا !!
ولتتخيل معى ما يدور بخلدى بينما نقف أمام الله وقد آمنا بالسنة وأتبعناها ـ فماذا سنقول لربنا إن سألنا عن برهاننا لأجل هذا الإتباع ؟؟؟
هل سنقول له بأن تلك الأخبار والأوامر قد أدرجها البخارى ومسلم فى كتابيهما وإتفقا على صحتها ونسبتها للرسول ومن ثم فقد إتبعناها من دون ما أنزل إلينا ؟؟؟؟
ذلك ما أخشى منه وأربأ بنفسى وبكل مؤمن من التعرض له !!!
الأمــر الآخــــر ..
عندما نقول برأيك الذى يفصل طاعة الرسول عن إطار الوحى بمقولة أن إتباع الوحى أو التنزيل هو بمثابة طاعة الله وبأن الرسول له طاعة خاصة خارجة عن ذلك التنزيل وتكون فيما بلغه وثبت صحته ونسبته إليه عن طريق عدالة الرواة فإن هذا الرأى يذهب بنا إلى عدم كفاية إتباع ما أنزل إلينا من ربنا فقط ((حيث أقررت أنت بأن الوحى هو التنزيل ـ وذلك حق)) وإنما يجب علينا كذلك إتباع كل ماصح نسبته عن الرسـول ولم يكن ضمن ذلك الوحى أو التنزيل !!!
فذلك الرأى كذلك يتعارض وبصورة واضحة مع أوامر الله بإتباع الموجهة لرسوله والمؤمنون .. لنقرأ
يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ
فهنا أمر واضح وصريح موجه من الله لرسوله بأن يبلغ ما أنزل إليه من ربه فقططط ..
فكيف بنا نفترى على الرسول بأنه قد بلغ أمورا أُخرى لم تتنزل إليه من ربه ثم نقول بصحتها لمجرد الظن بعدالة رواتها !!!!؟؟
وكذلك تلك الآية الموجهة للرسول ولعموم المؤمنين كذلك ..
كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2) اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ
فكيف سنلقى الله وقد إتبعنا ما لم يُنزل إلينا منه !!!!!!!!!؟؟؟؟
وهل سنجرؤ أن نحاجج ربنا بمقولة أن تلك الآية لم تُقصر الإتباع على ما أنزل إلينا من ربنا فقط وبأنه قد يكون هناك إتباع لدونه لم تُفصح عنه الآية !!!!! هل سيرضى ربنا ذلك القول !!!! وأين برهاننا على إتباع دون ذلك التنزيل إذا ؟؟؟؟؟؟؟
الآية السابقة تقرر بأن الرسول ينذر الناس بموجب الكتاب ـ وقد سألت سابقا من أين أتانا رواة السنة بتلك الإنذارات الواردة بها والخارجة عن ذلك الكتاب ـ ولم أتلقى إجابة !!! أم انها كذلك تندرج تحت طاعة الرسول ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الحقيقة أخى الكريم الأمين مع نفسه وربه فأنا أرى بأن أَتْباع الرسالة الخاتمة من غالبية المسلمين قد حمّلوا مفهوم طاعة الرســول ما لا يمكن أن تتحمله من حيث أنهم قد وضعوا دينا جديدا نسخوا لأجله الكثير من أحكام الله وآياته وحكموا بكُفر كل من لم يتبعه وذلك بحجة طــاعة الرســــول ..
وأما إن إستطعت رد تلك الآيات وإزالة ذلك اللبس العالق بأذهاننا عن هذا التعارض الذى ذكرناه مع تلك الآيات المُساقة .. فعندها فقط يحق لنا ويتوجب علينا مراجعة كافة ما ذهبنا إليه .

اقتباس:
أخي الكريم الإبراهيمي أنت تقر الطاعة الأولى ولكنك تنفي الطاعة الثانية رغم أنك تعترف فيما بعد بوجود طاعة منفردة
الطاعة المنفردة التى ذكرتها أقصد بها الطاعة المقتصرة على الرسول وحده من دون إقرانها بطاعة الله ..
اقتباس:
ولكنك تربطها بصفة الرسول وليس بشخص محمد .
الله هو من ربطها وقيدها بذلك القيد ولست أنا ..
فالطاعة دائما وأبدا للرســـول ـ وقد سبق وبيّنا بأن لفظ الرسول هذا هو صفة مُبلغ رسالة الله إلى الناس وبأنه ليس هناك شخص إسمه الرسول قد فرض الله طاعته حيث وقتها تكون الطاعة لذلك الشخص الذى يحمل ذلك المُسمى ـ
أما وأن يكون لفظ الرسول هنا هو صفة لمن يحمل الرسالة ويأتى أمر الله بطاعة ذلك الرسول ـ فالمسألة هنا تكون واضحة من مقصد تلك الطاعة حيث تقتصر فقط على كل ما ينبت وينطق به ذلك الرســـول ... فهل تتخيل رسولا يُبلغ وينطق بغير رسالة !!!!!؟؟ فلماذا سماه الله رسول إذن ؟؟؟ فبذلك تكون الطاعة ـ طاعة الرســول وليس سواه ..
أليس ذلك هو ما أمر الله به ـ فلماذا لم يتحدث الله ربنا عن شخص النبى ذاته ولو مرة واحدة فى إشارته للطاعة طالما تذهبون إلى طاعته فى كل ما ورد عنه وصحت نسبته إليه !!!!؟؟؟ لماذا يُقصر الله الأمر بالطاعة على الرســول فقط فى جميع الآيات !!!
وأما ذلك السؤال التالى وما يلحق به فيرجــى الإجابة عليه بصفة خاصة لأهميته ..
هل يجوز أن نسمى الحديث الخاص والصادر عن محمد والذى لا علاقة له بالرسالة بأنه حديث رســـول الله .. ؟؟؟؟؟؟
وهل إن قولنا كقول العباسى بنعـــــم ((حيث أن الله لم يضع زيا خاصا للرسول يُميزه به عن النبى)) ـ فألا نكون بذلك قد أضفنا ذلك القول الذى قال به محمد إلى الرسالة التى يُبلغها عن ربه ؟؟
وهل يجوز لرسل الله عامة أن يُبلغوا أقوامهم بأمور ليست ضمن الرسالة المكلفين بإبلاغها ؟؟؟
وهل عند ذلك البلاغ يجوز أن نسميهم رُسل الله بالرغم من أن تلك الأمور لم تشملها رسالة الله ؟؟؟؟
وأأسف لإرهاقك فى الإجابة عن كل ما سلف وعسى أن يجعله لك الله زُخرا يرفعك به درجات ودرجات
اقتباس:
لكن ألا ترى أننا إذا اعتمدنا رؤيتك للمسألة ستصبح الآية الكريمة : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ليس لها أي قيمة مضافة حيث كان من الأولى أن تكون على هذه الصيغة فقط يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ لأنه بكل بساطة ياأخي طاعة الله هي التنزيل ... هل توجد طاعة لله خارج التنزيل ؟؟؟
أخي الكريم تدبر الآية جيدا : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ
اقتباس:
أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ
كنت أُحبذ تأجيل تلك المسائل حتى نفصل فى أمر الطاعة وما إن كانت مُقيدة بالوحى أم يجوز أن تخرج عنه ... ولكن لنُجيب عن الطرح والله المُستعان ..
الآية التى تستدل بها أخى الأمين تحمل حُكما من الله وتشريعا لا يجوز الخروج عنه بحال من الأحوال ـ بيد أن تلك الآية وبحسب كيفية إدراجها قد أقتطعت من سياقها وأخلت بالحكم الذى تُقرره وأصبح الإستشهاد بها على حالتها بمثابة تحريفا لأوامر الله حيث أن باقى حكم الله تجده فى الباقى من ذات الآية ـ ولذا سنُعيد عرض الآية التى تحمل الحكم كاملا ..
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً
وكى نختصر القول لنُدرج سؤالك حول الآية ..
اقتباس:
لقد فرض الله تعالى طاعة أخرى ... هي طاعة أولي الأمر... هل أولو الأمر ليسوا بشرا خطائين؟؟؟
فحضرتك تستدل على أمر الطاعة الغير مقيدة بالوحى للرسول بأمر الله بطاعة أولى الأمر وتذهب إلى أنهم من البشر الذين لم يصلوا لمرتبة الرسل ومن المنطقى أن يُخطؤا ـ وعلى هذا تتأكد طاعة الرسول الخاصة والخارجة عن إطار الوحى حيث أنه أولى من أولى الأمر بتلك الطاعة وخاصة أن طاعة الرسول بالآية جاءت مقدمة على طاعة أولى الأمر .... أليس ذلك ما تستدل به !!!
وأقـــول ـ بأن الأمر ليس على تلك الصورة التى إستدللت بها لأن طاعة أولى الأمر هنا ليست مُطلقة وإنما هى طاعة مشروطة بالتقيد بما أنزل الله بدليل حُكم الله بالعودة إلى الله ورسوله لدى التنازع فى أمر ما وهو ما يؤكد بأن طاعة أولى الأمر تكون فقط فى الحكم والعمل بما أنزل الله ـ وأما إن شذَّ ولى الأمر عن ذلك أو حدث تنازع فى شئ فلا طاعة له ويجب العودة إلى ما قرره الله ورسوله وإنفاذه فيما يحدث من تنازع ..
وتلك الآية تُؤكدها تلك الايات التى تُحذر طاعة أولى الأمر الخارجة عن كتاب الله ..
يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا (66) وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا (67)
وهكذا ـ فإن طاعة غير الله ورسوله تكون مُقيدة بما أنزل الله ..
وأما طاعة الرسول فهــى طاعة مُطلقة غير مشروطة لأنه لا يأمر ولا يُبلغ سوى ما أنزل إليه من ربه .. ولما لا وهــو رســــــــــول الله ـ
وبعكس طاعة ولى الأمر حيث قد يحدث تنازع بشأنها ـ فنرى تحذير الله من التنازع حالة طاعة الله ورسوله ... لنقرأ
وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ
ولكى نُثبت لك ذلك الأمر بما لا يقبل التأويل ـ دعنى أُذكرك بتلك الآيات التى توضح لنا ماهية رُسل الله ومهمتهم التى بُعثوا من أجلها ومغزى طاعتهم ..
فلننظر أولا لقول هؤلاء المشركين الذين يعلمون جيدا ماهية صفة الرُســـل وطاعتهم..
وَلَوْلا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آَيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (47) فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا لَوْلا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ
وقد أكد الله على صحة ذلك القول فيما يخص طاعة الرسل والتى لا تخرج عن إتباع آيات الله حيث قال ـ
وَقَالُوا لَوْلا يَأْتِينَا بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الأُولَى (133) وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ((من قبل الرسول)) لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آَيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى
أعتقد بأن تلك الآيات حازمة وقاطعة فى التقرير بماهية إتباع وطاعة الرسل حيث تكون فقط فى إتباع آيات الله التى تجرى على لسان هؤلاء الرسل ..
اقتباس:
أخي الكريم الله سبحانه وتعالى لم يقرن الطاعة بالعصمة والآية أمامك واضحة. إذن لا يهم إن كان محمد يخطىء فالطاعة واجبة في كل الأحوال.
رأينا بأن طاعة اولى الأمر مُقيدة بما أنزل الله ولذا نُخرجهم من مسألة العصمة والخطأ تلك ونُقصر ردنا على طاعة الرسول لنقــــول ..
بأن الطاعة مُقترنة بالعصمة ولا يُمكن أبدا الفصل بينهم وإلا نكون قد جئنا بقرآن غير هذا .. والدليل ..
يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ
فالعصمة هنا لمن ؟؟؟ بالقطع فإنها للرســــــول ..
فلننظــر الطاعة إذا ـ
قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ
وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ
وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا

وغيرهم من عشرات الآيات التى تأمر بطاعة
الرســول
فالطــاعة إذن تكون فقط
للرســول المعصوم من ربه ـ فكيف إذا نفصل بين الطاعة والعصمة !!!!؟؟
اقتباس:
لكن إن أنت أصريت على ذلك فإنك ستسقط في الطرح الشيعي للمسألة أي الإمامة والعصمة.
يا أخى هم يقررون بعصمة كل من يروق لهم ـ بينما أقرر فقط بعصمة من عصمه الله ـ فكيف تُسقط علىّ ما قد إفتروه على ربهم !!!!!
اقتباس:
أخي الكريم لقد تدبرت الآية من عدة زوايا ... بكل موضوعية هي لا تدل على وجــود طاعة خاصة للرسول ولكن بكل صراحة ياأخي هي كذلك لا تنفي وجــود طاعة خاصة للرسول.
وهل تلك هى حُجتنا أمام الله لإتباع دون ما أُنزل غلينا من ربنا !!!
هل سنقول لله بأن تلك الآية وبكل موضوعية يا ربنا وبرغم أنها لا تدل على وجــود طاعة خاصة للرسول ولكنها وبكل صراحة يا الله لا تنفي وجــود طاعة خاصة للرسول.!!!!!
طيب ـ هى لا تنفى وجود طاعة خاصة للرسول خارج الوحى ـ فماذا إن سألنا الله عن بُرهاننا وحجتنا لطاعة ماهو خارج التنزيل أو الوحى ؟؟ أين برهاننا على ذلك الإتباع ـ وهل مسألة أن الآية لا تنفى وجود طاعة خاصة خارج الوحى تلك ترقى إلى مرتبة البرهان الذى يُبيح لنا إتباع تلك الطاعة ؟؟؟؟
وماذا عن الآيات التى تقصر الإتباع على آيات الله فقطططط والتى سبق وطرحناها هنا !!!؟؟
بإختصــار أخى الأمين ـ فإن دين الله وتشريعاته لا يؤخذا أبدا إلا بالبرهان الحق الواضح الجلى الذى يمكن من خلاله الإيمان والإطمئنان لصحة المُعتقد .. فهكذا علمنا ربنا
أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ
فلتنظر جيدا لقول الله ربنا عن البرهان الحق الذى يجب أن يكون ثابتا فى كتابه المُبين حيث قصر البرهان الحق فى ذلك الذكر المشار إليه بالآية !!
أما مسألة أن الآية لا تنفى تلك ـ فيجب أن نُدعمها بآية تُقر وتؤكد تلك الطاعة الخارجة عن الوحى ..
اقتباس:
كيف ذلك ؟؟؟ أنظر ياأخي الآية تدل على أن الرسول محمد مأمور باتباع الوحي ... لكن ياأخي ماهو اتباع الوحي ؟؟؟ هل اتباع الوحي يعتبر من الوحي ؟؟؟
ياأخي اتباع الوحي مسألة مستقلة عن الوحي بذاته ... وهي مسألة صادرة عن الرسول أو عن أولي الأمر بعده ... أعتقد بأن الفكرة قد وصلت.
نعــم هى وصلت بالفعــل ـ فأنت تقصد بأن عملية إتباع الوحى المأمور بها النبى هى عملية شخصية تعود فى المقام الأول إلى مقدرة النبى الخاصة فى العمل بذلك الوحى وبأنه فى العمل بذلك الوحى لا يتلقى وحيا آخر يُبين له كيفية هذا الإتباع .... نعــــم ـ فذلك حق وهو ما نقول به أيضا ..
ولكـــن ـ ذلك الأمر لن يُضيف بحال من الأحوال إلى دين الله شيئا جديدا خارجا عنه ... مثال :
يقول الله فى حصر مُحرمات الزواج بالآتى ..
حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللاَّتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللاَّتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللاَّتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الأُخْتَيْنِ إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (23)وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ
ذلك هو الوحى الذى أُمِر الرسول بإتباعه والعمل به ..
فهل يجوز بحال من الأحوال أن يخرج الرسول عن تلك المحرمات عندما يُقدم على تنفيذ ذلك الوحى وبأن يُضيف إليها ما لم يُقرره الله وبحيث يتم إلغاء أمر الله بـ
وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ
ونجد بأن ما وراء ذلكم والتى أحلها الله قد حرمت بعضا السنة ؟؟؟؟؟ لنقرأ
نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن تنكح المرأة على عمتها ، والمرأة وخالتها . فنرى خالة أبيها بتلك المنزلة ، لأن عروة حدثني عن عائشة قالت : حرموا من الرضاعة ما يحرم من النسب . الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 5110
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
فهـــل ذلك هو كيفية إتباع الوحى التى نتحدث عنها ـ أم أنه تشريع لدين جديد لم يأذن به الله !!!!!!!!!؟؟؟؟
اقتباس:
أخي الكريم كما شرحت لك سابقا أنت تخلط بين مسألتين، أعترف أنه من الصعب الانتباه إلى ذلك، ولكن هذا يثبت بأن القرآن الكريم سابق لعصره فهو يعطينا إطار مؤسساتي للدولة الإسلامية.
ياأخي أن تخلط بين : الوحي - السلطة التشريعية بالمفهوم الحديث
وبين: اتباع الوحي - السلطة التنفيدية بالمفهوم الحديث كذلك
دعنى أُشيد بتلك المقارنة المُذهلة حقا وذلك التشبيه الذى يتفق مع كلمات الله وأحكامه بالفعل بعكس هؤلاء الذين يشبهون القرآن بالدستور وأن السنة هى القوانين المُكملة والمفسرة لذلك الدستور حيث أنهم بهذا التشبيه قد أعطوا الحق لمن يُشرع لهم من الدين بجانب الله !!
وأما تشبيهك فقد أصبت به عين الصواب حقا .. فالوحى هو بالفعل السلطة التشريعية الوحيدة والتى لا يُشارك الله فيها أيا ماكان ..
بينما إتباع الوحى بالفعل يعد بمثابة السلطة التنفيذية التى تنفذ تلك التشريعات على نفسها قبل غيرها .... رائــــع ـ بل واكثر من رائع حقااااا
فنحن بالفعــل نُطيع ونمتثل لتلك السلطة التنفيذية طالما إلتزمت بتطبيق القانون ..
ولكــــــن .... ما ذا لو قامت السلطة التنفيذية لدينا بمخالفة القانون أثناء تنفيذها له !!!؟؟؟
هنا تختلف المسألة كثيرا ـ فلا طاعة ولا إتباع فى نهاية الأمر سوى لذلك القانون وعندها سنعتصم بما فرضه القانون ونطعن على كافة الإجراءات التى إتخذتها السلطة التنفيذية بدعوى مُخالفتها لنصوص القانون ....... أحسنت ذلك الوصف الدقيق أخى الأمين
وذلك هو تماما ما ينطبق على النبى ذاته حال إتباعه وتنفيذه لذلك الوحى .. مثال
عندما أخطا النبى بتحريم ما أحل الله له ..
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ
فهل إتبعه وأطاعه فى باقى المؤمنون فى ذلك التحريم الذى كان خارجا عن إطار الوحى ؟؟؟
بالطبع لم يحدث هذا لأن الله قد عاتب النبى بمفرده من دون باقى المؤمنين ..
وفى النهاية نقــول بأن إتباع الوحى لا يجب أن تخرج عن مضمون ذلك الوحى بأى حال وإلا يكون النبى ذاته وإن فعل هذا قد وقع فى ذنب كالذى غفره له ربه بالآية !!
الأمـــر الآخـــــر ـ
هل هناك أمر من الله لرسوله بأن يُبلغ للناس كيفية إتباعه للوحى كى يتقلد هؤلاء الناس منه كيفية ذلك الإتباع وبحيث تُصبح تلك الكيفية ضمن الرسالة الإلهيــة ؟؟؟
لم يحدث هذا ـ ولم يُبلغ الرسول أبدا شيئا من هذا ـ وقد طلبت منكم سابقا التدليل على إبلاغ الرسول لأيا من تلك الروايات التى وردت فى صحاح السنة فلم يتقدم أحد بذلك الدليل !!
اقتباس:
نؤجل باقي النقاط حتى نحسم في هذه المسألة.
شكر الله لك ـ فانا قد أُصبت بالإرهاق فعلااااااا
اقتباس:
لكن يمكنك أن تتدبر الآية : سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ
اقتباس:
لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ
وكذلك الآية : فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَ
مَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى
يمكنك أن تعرض حجتك التى تستدل بها من خلال تلك الآيات .. ثم نتناقش حولها لأننى فصلت بالفعــل .................................................. ......................
وأشكر سعة صدرك ومثابرتك على تلك المُشاركة الطويلة وما ستبذله من جهد محمود بإذن الله لأجل بحثها والرد عليها ..