الموضوع: قصتي للإيمان .
عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 2011-10-31, 03:53 PM
Yasir Muhammad Yasir Muhammad غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: 2011-06-06
المكان: الجزيرة العربية
المشاركات: 1,097
افتراضي رد: قصتي للإيمان .

أحب أذكرك بقصة لي حدثت أول أمس ,ولا يُمكن أن تكون صدفة عارضة .

رأيت أيتاماً وفقراء في التلفاز ,فقررت أن أساعد لكن لم يتيسر لي ذلك ,لمدة طويلة وكنت أتمنى فعلاً ذلك .

وقبل يومين تنبهت أني لم أدعو ولم أستعمل الدعاء إطلاقاً !
فدعوت الله أن يستجيب لدعائي .

في ذلك اليوم لم يحدث أي شيء إلا عندما أراد أهلي الذهاب لشراء بعض الملابس في أحد الأسواق ,فأوصلتهم بالسيارة وتركتهم ثم رجعت عائداً للمنزل ,لكن قبل وصولي "في نصف الطريق" يتصل أحد أفرأد أسرتي طالباً مني العودة للسوق الذي وضعتهم فيه وذلك لإنه ليس السوق المقصود "مع العلم أنهم قالوا أن هذا هو السوق الذي يريدونه" أي أنه حصل شيء غريب !

وأنا في طريق عودتي لذلك السوق لأخذهم إذ توقفت عند الإشارة وكان هنالك زحام مروري ,أريد أن تحزر ماهو المكان الذي وقفت فيه ...

وقفت بالضبط بجانب طفل صغير تبدو عليه ملامح التعب وكانت ملابسه رثة وحاله مزرية ,لم أعر ذلك إهتماماً لكن الغريب أنه توجه نحو سيارتي أنا من بين ملايين السيارات وطرق نافذة السيارة !

تعجبت ؟!
لكني وجت أنه محتاج لبعض المساعدة فأعطيته بعض من المال الذي كان معي "لاشيء يُذكر" بإمكانك قول أنها كانت مجرد بعض الريالات .
تبسمت في وجهه ثم انصرف ولم أره بعدها .

لكن العجيب أنه لم يكن لدي أي مال فأعطاني أحد أفراد أسرتي هذا المال قائلاً "لعلك تحتاجه"
أنا لم أطلب لكنه أعطاني !

لم أُدرك أصلاً أن هذا كان إستجابةً لدعائي إلا بعد فترة !

فهل هذه صدفة ؟

- وقت ذهابي للسوق بالثانية .
- حصول خطأ من قبل الأهل ثم طلبوا الرجوع لي قبل الموعد المحدد .
- الإشارة .
- الإزدحام .
- توقفي الغريب بجانب هذا الطفل .
- المال الذي أعطيته الطفل !!!

لا تُصدقني فهذه من إختيارك لكن لا يُوجد سبب وحد يجعلني أكذب .
فلو لم يكن هنالك رب لما استجيب لدعائي .


أحببت وضع الشروط بشكل أكثر ترتيباً :

ومن شروط إجابة الدعاء:

الأول: دعاء الله وحده لا شريك له بأسمائه الحسنى وصفاته العلى بصدق وإخلاص، لأن الدعاء عبادة، قال الله تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ [غافر:60]، وفي الحديث القدسي: من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري تركته وشركه. رواه مسلم.

الثاني: ألا يدعو المرء بإثم أو قطيعة رحم، لما رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم، ما لم يستعجل، قيل: يا رسول الله ما الاستعجال؟ قال: يقول: قد دعوت، وقد دعوت، فلم أر يستجاب لي، فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء.

الثالث: أن يدعو بقلب حاضر، موقن بالإجابة، لما رواه الترمذي والحاكم وحسنه الألباني عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه. وعند تخلف هذه الشروط أو أحدها لا يستجيب الله الدعاء، فتوافرها شرط وانتفاؤها مانع.

وهناك أسباب لإجابة الدعاء ينبغي للداعي مراعاتها وهي:

الأول: افتتاح الدعاء بحمد الله والثناء عليه، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وختمه بذلك.

الثاني: رفع اليدين.

الثالث: عدم التردد، بل ينبغي للداعي أن يعزم على الله ويلح عليه.

الرابع: تحري أوقات الإجابة كالثلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، وعند الإفطار من الصيام، وغير ذلك.

الخامس: أكل الطيبات واجتناب المحرمات، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال: يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً إني بما تعملون عليم، وقال: يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم، ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب، ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك.

وبهذا يتبين أن الله إذا لم يستجب لدعائك فإنما هو لخلل فيك، أو لمصلحة يعلم الله أنه خير لك، فقد يكون إذا استجاب لك وحقق لك ما طلبته كان سبباً في إعراضك أو بعدك عنه، وهذا هو مقتضى الربوبية أنه يختار لعبده الصالح الطيب ما به صلاحه في حياته الأبدية، وواجب الإنسان أن يعبد الله وينفذ أمره، والله تعالى ييسره لليسرى ويغير حاله ولو بعد حين، ولا بد من التفريق بين إجابة الدعاء وإعطاء العبد ما طلب، فالإجابة أعم كما تدل عليه النصوص، فربما أجيبت الدعوة فدفع بها عن العبد من السوء بمثل ما طلب، وربما ادخرت له إلى يوم القيامة، وربما عجل له ما سأل، والأمر في ذلك كله واختياره سبحانه لعبده خير من اختيار العبد لنفسه لو عقل، وبهذا القدر نكتفي وننصحك أخيراً بالتوبة إلى الله والاستغفار عن بعض الكلمات الصادرة عنك التي قد تكون غير مقصودة، وهي خطيرة لأنها تتعلق بالذات الإلهية كقولك: إذا كان الله لا يجيب دعاء ولا يكشف كربا ولا أستطيع الاعتماد عليه في شيء، فلماذا أقول إنه ربي؟ وقولك: والله سيقف متفرجاً؟ أسأل الله جل وعلا أن يشرح صدرك وينور قلبك ويهديك إلى ما فيه صلاحك في دنياك وآخرتك.
__________________
- ( بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ ) [الأنبياء : 18]
- ( وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا ) [الإسراء : 81 ]
( قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ) [التوبة : 24 ]

اللهم سيفٌ لكَ ,ودرعٌ لنبيكَ صلى الله عليه وسلم

مدونتي الخاصة
صفحة الله أكبر على الفيس بوك
رد مع اقتباس